إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإعلام أهم أدوات حرب الاحتلال على غزة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإعلام أهم أدوات حرب الاحتلال على غزة

    الإعلام أهم أدوات حرب الاحتلال على غزة
    أبو عامر :الإعلام الإسرائيلي حجب دعاة التروي في توجيه ضربة لغزة

    اللحام : معظم كتاب الصحف الإسرائيلية تحولوا إلى دعاة حرب


    لم تكن وسائل الإعلام الإسرائيلية بعيدة عما كشفته مصادر أمنية إسرائيلية، أمس، من أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية في (إسرائيل) قد أعطى الضوء الأخضر لقوات الاحتلال للقيام بعملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة، إضافة إلي أنها ليست بعيدة عن الإعداد المعنوي والإعلامي والسيكولوجي لهذه العملية إلى جانب المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.

    اندهاش ومفاجأة

    الإعلام الإسرائيلي يعمل رديفا مباشرا للعمل السياسي في الاحتلال الإسرائيلي، فقد شنت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أمس، حملة إعلامية ضخمة من خلال ما أظهرته الصفحات الأولى للصحف، إضافة إلى العناوين الرئيسية في النشرات عبر القنوات التلفزيونية الإسرائيلية المختلفة.

    بدوره، عبر الخبير في الشئون الإسرائيلية ناصر اللحام عن دهشته من ذلك، وقال :"فوجئت بأن العقل في إجازة، ومعظم الكتاب والمحللين على الصفحات الأولى في الصحف الإسرائيلية دعاة حرب".

    وأضاف :"إن وسائل الإعلام العبرية تجندت في الغالب إلى مرحلة "الانتقام" من خلال اختيار الصورة والعنوان، واختيار اللون الأحمر في دلالة على الدم في الصفحات الملونة الأولى".

    وكانت نشرت الصحف الإسرائيلية الثلاث "يدعوت أحرنوت، هآرتس، معاريف" في أعدادها يوم أمس في عناوينها وافتتاحياتها ما يركز على التصعيد العسكري المحتمل على قطاع غزة.

    وأبرزت الصحف والقنوات التلفزيونية وبشكل كبير تعرض المستوطنات الشمالية والنقب الغربي للقصف بصواريخ المقاومة الفلسطينية، مغييبة بشكل تام الهجمات التي شنها، ولا زال، جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.

    وشملت عناوين وافتتاحيات الصحف إمكانيات التصعيد العسكري اتجاه غزة، وقرار المجلس الوزاري المصغر الذي منح الجيش الضوء الأخضر لشن هجمات في القطاع، كما أبرزت الصحف الثلاث صوراً من النقب الغربي الذي تعرض يوم أول من أمس لوابل من الصواريخ هو الأكثر كثافة منذ انتهاء التهدئة.

    عناوين حرب

    ونشرت صحيفة "يدعوت أحرنوت" على صفحتها الأولى العنوان الرئيسي "على خط النار"، ولم تكن "هآرتس" أحسن حالاً من سابقتها، فقد نشرت افتتاحيتها مقالا للتحضير لمواجهة الرأي العام العالمي والمحلي في حال قتل الفلسطينيون بكثرة، فكانت مقالة الافتتاحية لـ" يوئيل ماركوس" تحت عنوان "رعد بدون برق".

    وقال "ماركوس" في الافتتاحية :"من المهم أن يكون لـ(إسرائيل) تأييد عالمي لكل عملية تقرّرها، فالتجربة تؤكّد أنه في أية عملية عسكرية داخل التجمعات المدنية تثير علينا العالم كله، خاصة إذا ما أصيب أطفال ونساء".

    وألمحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" من جانبها إلى مرحلة الخطر المتوقع بعد شن الحملة العسكرية على القطاع، فكان أحد عناوينها الفرعية :"بعد يوم من الرشقات الصاروخية على مدن الجنوب، يتم اليوم تشغيل منظومة الإنذار المبكر في أسدود واوفاكيم وكريات غات".

    وانضمت إلي هذا الجيش الإعلامي الإذاعة الإسرائيلية العامة أمس الخميس، فقد ذكرت أن جيش الاحتلال والأجهزة الأمنية المختصة بدأت الاستعدادات للقيام بعملية عسكرية ضد حركة "حماس" في قطاع غزة في ظل التصعيد الأمني في محيط القطاع واستمرار القصف الصاروخي من قبل المقاومة الفلسطينية على مستوطنات الاحتلال.

    ترويج للحرب

    وأرجع اللحام هذه الحملة إلى أن رؤساء التحرير في الصحف الإسرائيلية لا يعطون الكتاب الكبار والآراء المخالفة لتوجهات شن العملية العسكرية في القطاع المساحة الكافية لإبداء آرائهم المخالفة لذلك، مضيفا :"إن ليس كل الإعلاميين الإسرائيليين مع ما يقال عبر الإعلام الآن".

    وقال اللحام لـ"فلسطين" معلقا على ذلك :"للأسف الإعلام الإسرائيلي محترف، وموحد خلف القرار العسكري والسياسي الإسرائيلي، وفي المقابل فإن وسائل الإعلام الفلسطينية محترفة، لكنها غير موحدة خلف القرار السياسي ومنقسمة، وهذا سيعكس نفسه سلبيا على أرض المعركة".

    وعلق اللحام على المصطلحات الإعلامية المستخدمة في الإعلام الإسرائيلي في هذه المرحلة بأن (إسرائيل) تبحث الآن عن خطوات سينمائية في العمليات العسكرية كونه أصبح مطلب لديهم، مشيرا إلى أنهم بحاجة إلى عملية سينمائية لاستعادة أمجاد ماضية ولت كعملية "الفردان" وعملية اغتيال أبو جهاد غيرها.

    المتابع لوسائل الإعلام الإسرائيلية يجد أن (إسرائيل) تعمل على تهيئة الرأي العام الإسرائيلي والدولي لتقبل فكرة شن هجوم على قطاع غزة، عدنان أبو عامر الخبير في الشئون الإسرائيلية رد على ذلك بقوله :"إن من الواضح بأن الإعلام الإسرائيلي مجند الآن إلى جانب الجيش والمؤسسة العسكرية والسياسية ويعمل على شحذ الرأي العام الإسرائيلي باتجاه عملية عسكرية عدوانية في غزة".

    وأضاف :"إن الإعلام الإسرائيلي ليس إعلاما محايدا بقدر ما له رسالة وطنية وقومية، وهو بمثابة البوابة أمام المؤسسة العسكرية باتجاه الرأي العام لتبرير شن عمليات عسكرية اتجاه قطاع غزة".

    وأشار أبو عامر خلال حديثه لـ"فلسطين" إلى أن الأوساط السياسية والأمنية في (إسرائيل) وعبر الإعلام اتجهت في الأيام الأخيرة باتجاه تنفيذ عملية عسكرية في قطاع غزة، موضحا أنه كان هناك استقطاب سياسي حاد على أشده يدفع حكومة الاحتلال باتجاه تنفيذ عمليات عسكرية باتجاه القطاع ومنهم من طالب بقطع الكهرباء ومنهم من طالب بقصف المناطق المدنية وتدمير المدن ومنهم من طالب بإغلاق تام للمعابر.

    وأوضح أن الإعلام لعب دورا كبيرا في ترويج هذه الآراء، مضيفا :"تم فرد المساحات الإعلامية لها بشكل كبير، وفي المقابل تم التكتيم على العديد من الآراء التي تنادي بالعقلانية وتطالب بعدم التوجه إلى عملية عسكرية في قطاع غزة".
يعمل...
X