إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فشل الحوار ومواجهة غير مسبوقة مع إسرائيل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فشل الحوار ومواجهة غير مسبوقة مع إسرائيل

    سيناريوهات مرعبة لـ"شتاء ساخن": فشل الحوار ومواجهة غير مسبوقة مع إسرائيل و"كوماندوز" لتحرير شاليط::

    أخبار فلسطين/أحمد أبو عقلين"تحليل"

    شهدت الساحتان الفلسطينية والإسرائيلية خلال الأيام والأشهر الماضية الكثير من التغيرات والتعقيدات التي ولدت منعطفات هامة على صعيد ساحتي الجانبين.

    فعلى الصعيد الفلسطيني مثلا، كان أهم المنعطفات التهدئة التي أبرمتها حركة حماس مع إسرائيل في التاسع عشر من يونيو 2008، وما تبعها من تجميد لنشاطات المقاومة ضد إسرائيل انطلاقا من قطاع غزة، والتركيز على الإعداد والاستعداد العسكري لمرحلة جديدة، في حين واصلت إسرائيل سياستها العسكرية التصعيدية، وإن كان بشكل أقل عنفا.

    وتعد الحوارات التي ترعاها القاهرة لإنهاء حالة الانقسام بين فتح وحماس من المنعطفات المهمة التي عصفت بالساحة الفلسطينية، وما قد ينجم عن ذلك من تطورات ومتغيرات سلبية كانت أو إيجابية.

    كما أن العلاقات المصرية الفلسطينية شهدت مدا وجزرا، حيث شابت هذه العلاقات توترات كبيرة على خلفية إصرار مصر على إغلاق معبر رفح، وعدم الضغط على إسرائيل بما فيه الكفاية لوقف حصار قطاع غزة، كما تضغط على الفلسطينيين لتنفيذ مستحقاتهم في أمور الصراع مع الدولة العبرية.

    ولا تزال قضية الجندي الإسرائيلي الأسير لدى المقاومة الفلسطينية تشهد تعقيدات واضحة في ظل عدم إحراز أي تقدم لإتمام صفقة تبادل أسرى، ويتبادل بالطبع الطرفان –المقاومة والاحتلال-التهم بالمسئولية عن عرقلة الوصول لاتفاق.

    وقد ترددت الكثير من الأنباء عن نية حماس تخويل دولة غير مصر لرعاية المحادثات حول صفقة التبادل..كذلك هددت إسرائيل بتحرير جنديها بعملية عسكرية وفعل شتى الوسائل لإنهاء هذا الملف.

    وعلى الصعيد الإسرائيلي، كان الحدث الأبرز صعود تسيبي ليفني، وزيرة الخارجية، على رأس هرم حزب كاديما، بعد الفضائح التي أحاطت برئيس الوزراء أيهود أولمرت وأدت لاستقالته، ومن ثم فشل ليفني في تشكيل حكومة بسبب وضع عدد من الأحزاب العراقيل في طريقها.

    الساحة الإسرائيلية، سيما الجبهة الداخلية، تشهد أيضا اضطرابات بسبب ازدياد التلويح بإمكانية نشوب حرب مع دول الجوار أو مع إيران، التي تتهمها إسرائيل بزعزعة الأمن في الشرق الأوسط في ظل تصميمها على مواصلة تطوير قدراتها النووية. وبناء على ذلك بأت إسرائيل بتطوير منظومة أسلحتها وشراء طائرات حديثة، ونصبت أجهزة رادار، ونظمت عدة مناورات عسكرية، إما منفردة وإما بالاشتراك مع دول أخرى.

    وفي الداخل أيضا شهدت مدينة عكا وبلدات مختلطة أخرى مواجهات عنيفة بين اليهود والعرب، لا زالت ذيولها موجودة، ولا زال المتطرفون يسعون بكل قوتهم لتوسيع رقعتها بهدف طرد الفلسطينيين من مدنهم وإعلان يهودية الدولة العبرية.

    هذه المتغيرات والمنعطفات تضع المتابع أمام عدة توقعات قد تمثل سيناريوهات المرحلة المقبلة:-

    أولا/فشل الحوار الذي ترعاه القاهرة للمصالحة بين فتح وحماس. وهذا التوقع ينطلق من عدم قبول مصر للتعديلات على مسودة الورقة التي اقترحتها للوفاق ووزعتها على الفصائل، حيث أن حماس وباقي التنظيمات أبدت تحفظات على كل بنود الورقة، وقد وصلت هذه التحفظات لحد الاعتراض على أحرف وألفاظ وربما فواصل ونقاط.

    وفي المقابل أعلن الرئيس محمود عباس عن قبول الورقة بشكلها الحالي، وهذا قد يكون دافعا لمصر كي تعلن أن حماس هي المعرقل للمصالحة، وتتخذ قرارا مع الدول العربية قد اتخذ أصلا بإرسال قوات عربية للقطاع، الأمر الذي رفضته وسترفضه الفصائل.

    وبناء على هذا السيناريو قد يحدث أن:-

    1-تسوء العلاقات بين مصر وبين غزة.

    2-تغلق مصر معبر رفح بشكل تام، وتعود سيناريوهات تفجير المعبر من جديد.

    3-تشدد مصر من حملتها ضد الأنفاق التي يستخدمها الفلسطينيون لتهريب البضائع في ظل الحصار الإسرائيلي المطبق.

    4-تزداد حدة الانقسام بين الضفة وغزة، أو حماس وفتح، وبالتالي ينغلق أي أمل أو أفق لاستعادة اللحمة بين شطري الوطن.

    ثانيا/دخول الصراع مع إسرائيل مرحلة جديدة، تتمل في اشتداد الضربات من قطاع غزة ضد البلدات الإسرائيلية، بعد انقضاء مدة التهدئة في التاسع عشر من ديسمبر 2008، وذلك بسبب عدم التزام إسرائيل باستحقاقاتها وعدم استعداد حكومة الاحتلال أصلا للالتزام بتهدئة.

    وهذا السيناريو ينبثق منه:-

    1-استخدام المقاومة لأساليب جديدة، وتنفيذ عمليات تؤلم إسرائيل بشكل لم تعهده، من خلال إطلاق صواريخ أكثر تطورا ودقة في إصابة أهدافها وبأعداد هائلة، واقتحام بلدات إسرائيلية، وتنفيذ عمليات في العمق، وربما اختطاف جنود ومستوطنين، وتنفيذ عمليات اقتحام وتفجيرات من خلال أنفاق اعترفت إسرائيل بأن حماس بنتها وأنشأتها في كل مكان بغزة.

    2-ترد إسرائيل بكل قوتها العسكرية ضد قطاع غزة، وتتعامل مع غزة كما تعاملت مع جنوب لبنان، ويكون أغلب الضحايا من المدنيين. وستستخدم إسرائيل سلاح الجو والمدفعية لتنفيذ أغلب المهام، فيما لن تقدم على اجتياح موسع لقطاع غزة خوفا من الخسائر، وستكتفي بتوغلات محدودة يكون الهدف منها البحث عن الأنفاق المعدة للتفجير أو تهريب المقاتلين على داخل إسرائيل لتنفيذ عمليات اختطاف وهجمات بواسطة الاستشهاديين.

    3-تعود إسرائيل وتشدد الحصار على غزة إلى جانب التصعيد العسكري، وتمنع حتى وصول أدنى متطلبات الحياة.

    4-قد تفشل إسرائيل في فرض نفسها، وتخسر أمام المقاومة كما خسرت في جنوب لبنان، إذ أنها ستفاجأ بحجم القوة التي تمتلكها المقاومة والقدرة على ضربها بطرق جديدة، ومن مقومات خسارة إسرائيل:-



    أ-استقاء المقاومة في غزة لأساليب قتالية استخدمها حزب الله في حرب تموز 2006، خاصة سلاح الأنفاق وحرب الشوارع التي لا يصمد جيش الاحتلال أمامها ولا يستطيع وضع حد سريع لها.

    ب-استغلال المقاومة للتهدئة في تدريب عناصرها وتجهيزهم وإعدادهم لمرحلة ربما تعتبرها الفاصلة في تاريخ الصراع مع إسرائيل، وتطوير القدرات من حيث العدد والعدة.

    ج-إدخال أنواع متعددة من السلاح الثقيل والمضاد للطائرات وللدبابات المحصنة بواسطة أنفاق التهريب المنتشرة الحدود مع مصر. كما دربت المقاومة مؤخرا العشرات من عناصرها في سوريا وإيران على فنون قتالية لم يعهدها الفلسطينيون في السابق، والاستفادة من المعلومات المتراكمة عن تحركات وعتاد وتدريبات الجيش الإسرائيلي من خلال المتابعة الدقيقة على شبكة الإنترنت.

    د-عودتنا التجربة أن الجندي الإسرائيلي ضعيف وخائف، ويفتقر لاستمرار حالة الأمن واليقظة، وبالتالي كانت التهدئة فرصة لانشغال جنود جيش الاحتلال في أمور بعيدة عن العمل العسكري-على الرغم من التدريبات والمناورات التي نراها-وهذا يعني أن كل الإجراءات والتدابير التي اتخذها الاحتلال على الحدود باتت لاغية، والجبهة الداخلية كذلك عادت لحالة الضعف التي سبقت إطلاق أول صاروخ من قطاع غزة، واستطاعت المقاومة أن توجد لنفسها عشرات الثغرات التي تستفيد منها في اختراق حصون عدوها وإيلامه وإيقاع أفدح الخسائر في صفوفه.



    ثالثا/قد تقدم إسرائيل على عملية عسكرية أو عملية إنزال"كوماندوز" لتحرير الجندي جلعاد شاليط، وهذه العملية نسبة الفشل فيها أكبر من النجاح، لأن:-

    1-إسرائيل قد تقدم على هذه العملية بناء على معلومات غير دقيقة عن مكان احتجاز شاليط، وبالتالي تتكبد خسارة كبيرة في صفوف جنودها، وربما تنجح المقاومة في أسر جنود آخرين أو الاحتفاظ بجثث قتلى أو أشلائهم. وهذه المعلومات الاستخبارية غير المكتملة قد تكون إسرائيل حصلت عليها من خلال:-

    أ-استغلال التهدئة في عمليات البحث والتنقيب وإطلاق العنان لأعين العملاء لمعرف مكان احتجاز شاليط.

    ب-مكالمات هاتفية غير واضحة تستخدم فيها الشيفرات والتمويه، يبنى عليها الموساد معلومات في الغالب خاطئة.

    ج-التركيز على مناطق الأنفاق في عمليات جمع المعلومات، وخصوصا مع هطول الأمطار بغزارة، حيث سيبنى الجيش توقعاته بأن المقاومة ستحرك شاليط من مكان أسره خوفا من الانهيارات التي يحدثها المطر والسيول.



    2-قد تنفذ إسرائيل هذه العملية أواخر شهر ديسمبر 2008، مستغلة انتهاء صلاحية التهدئة، في حين أن المقاومة تكون قد أخذت كافة الاحتياطات واستعدت لكل متوقع بناء على دراسة مستفيضة لتفكير الجيش الإسرائيلي وتحليل كل ما ينطلق من شفاه قادة الدولة العبرية.

    3-إذا نجحت إسرائيل أو فشلت في عملية تحرير شاليط، فسينجم عن ذلك ردات فعل قوية من قبل المقاومة، خاصة وأن مدنيين قد يسقطوا خلال هذه المجازفة، وستجد إسرائيل نفسها أمام خيارين أحلاهما مر: مواجهة المقاومة بكل قوة، وهذا السيناريو الأقرب، أو الرضوخ لآسري شاليط والقبول بشروطهم لإتمام صفقة التبادل، وهذا سيكون الحديث عنه مبكرا.



    ثالثا-يعتلي سدة الحكم في إسرائيل حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو، وهذا بدوره يعمل على:-

    1-تكريس مبدأ تهويد القدس، وعزل الضفة الغربية، والتنكر لكافة الاتفاقيات مع السلطة الفلسطينية، واعتماد أسلوب القوة العسكرية بحق الفلسطينيين.

    2-محاولة تسجيل إنجازات سياسية على حساب ضرب الفلسطينيين، خاصة فيما يتعلق بتحرير جلعاد شاليط، والعودة لسياسة التصفيات والعمليات العسكرية.

    3-إطلاق العنان للمستوطنين لمواصلة عربدتهم وعنصريتهم ضد العرب، وبالتالي اشتداد المواجهات في أراضي 48، واندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة هناك.

    رابعا/إعلان فشل المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، ومما سيمهد لهذا السيناريو:-

    1-الرئيس الأمريكي المقبل لن يضع على سلم أولوياته الصراع العربي الإسرائيلي أو السلام في الشرق الأوسط، وسيهتم بقضايا أكثر سخونة، كالحرب على ما يسمى بـ"الإرهاب"، والأمن، والنووي الإيراني، والأزمة المالية العالمية، وهذا ما أكده محللون غربيون.

    2-استقالة الرئيس محمود عباس على خلفية عدم إحراز أي تقدم في المفاوضات، وبالتالي تعلن إسرائيل عن عدم وجود شريك فلسطيني، وتتذرع بذلك لوقف المسيرة السياسية.

    3-عدم استعداد أي حكومة إسرائيلية للتفاوض حول قضايا جوهرية، مثل القدس واللاجئين والحدود.

    4-الانقسام بين الضفة وغزة، واستمرار إسرائيل في عدم احترام الاتفاقيات وتفريغ مهمة السلطة الفلسطينية من مضمونها.



    خامسا/قد تؤدي سياسة التسخين التي تتبعها إسرائيل إلى اندلاع حرب مع إحدى دول الجوار أو حرب إقليمية، تكون إيران إحدى أطرافها..وقد تستخدم إسرائيل في هذه الحرب أسلحة غير تقليدية، ومن دلائل ذلك:-

    1-استمرار تحريض إسرائيل ضد إيران في المحافل الدولية وفي الولايات المتحدة بذريعة استمرار نظام نجاد في تطوير قدرات نووية تهدد وجود إسرائيل، والادعاء بأن طهران اقتربت من امتلاك القنبلة النووية.

    2-تسخين الجبهة السورية اللبنانية، واستمرار استفزاز نظام الأسد، ومما يدلل على ذلك ضربة "البوكمال" الأخيرة التي يبدو أن لإسرائيل ضلعا كبيرا فيها، واستمرار الاستفزازات في هضبة الجولان وعلى الحدود اللبنانية.

    3-المناورات العسكرية الإسرائيلية المتكررة والمكثفة وما يقابلها من مناورات إيرانية وسورية، ولبنانية"حزب الله".

    4-حركة التسلح الإسرائيلية النشطة وشراء أحدث أنواع الطائرات، وما يقابلها من تسلح إيران وسوريا وحزب الله، وبناء تحالفات مع دول ساءت علاقاتها مع الولايات المتحدة وإسرائيل، وخاصة روسيا.

    5-التعليمات المستمرة للجبهة الداخلية في إسرائيل، وتهيأتها لحرب غير عادية، وبناء مستشفيات وخنادق محصنة لمواجهة أسلحة الدمار الشامل.

    6-نصب رادارات في منطقة النقب لرصد أي طائرات أو صواريخ للعدو.

    7-قد ينتج عن المواجهة بين إسرائيل وإيران وسوريا وحزب الله:-

    أ-تبادل التراشق بالصواريخ غير التقليدية، ودمارا هائلا يلحق بالجميع، وقتلى بالآلاف.

    ب-تغير خارطة الشرق الأوسط، وربما اتساع رقعة الحرب لدرجة العالمية.

    ج-قد تسهم أزمة المال العالمية التي تعصف خاصة بأسواق أوروبا والغرب في تراجع قدرة دعم إسرائيل، وهذا بالتالي قد يحسم المعركة لصالح أطرافها الأخرى.



    وعلى الرغم من كل التوقعات التي سبقت، تبقى التوقعات الأكثر خطورة،،استغلال السبات العربي العميق وهدم المسجد الأقصى من خلال هزات أرضية مصطنعة أو قصفه بالصواريخ، خاصة وأنه لم يعد يحمله سوى بعض الأساسات القديمة.. ارتكاب مجازر بحق الفلسطينيين في القدس وطردهم من مدينتهم..وإعلان يهودية إسرائيل.
يعمل...
X