السادة في شركة حضارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتقدم إليكم بالتحية رغم اعتقادي بأن شركتكم الموقرة تبتزنا كمواطنين، وتستغل حاجتنا الماسة لخدمة الإنترنت التي باتت صلتنا الوحيدة مع العالم الخارجي، وأعتقد بأن حكايتي معكم هي واحدة من آلاف الحكايات اليومية التي لم تجد طريقها للإعلام، ذلك أنكم تتبعون سياسة إغراق المشتركين بتفاصيل تجعلهم يتنازلون في النهاية حتى عن رغبتهم في الصراخ في وجوهكم، وتدفعهم لأن يتنازلوا حتى عن حقهم الطبيعي في المعرفة!.
في شهر إبريل الماضي تقدمت بطلب للحصول على خدمة الإنترنت، بسرعة 256، بمقابل مبلغ شهري يعادل 79شيكل، وبعد فترة حصلت على أول فاتورة لأفاجأ بإضافة مبلغ 150 شيكل ادعت الشركة بأنها رسوم اشتراك، وقد قمت بمراجعة الشركة في غزة وطالبتهم بإبراز العقد الموقع بيني وبينهم (والذي يثبت وجود ذلك المبلغ من عدمه) لكنهم رفضوا، وفي حينه وأمام موظف شركتكم سألت أحد المشتركين فيما إذا كان قد دفع هذا المبلغ فأجاب بالنفي!.
وبعد أخذ ورد مع موظفي الشركة أخبروني بأن هناك مشكلة حدثت مع العديد من المشتركين ضمن حملة اسمها "حملة يزن" وبأنني لست الوحيد، ووعدوني بإيجاد حل للمشكلة على أساس أن أقوم بدفع مبلغ 99 شيكل بدلا من 150، والحصول على خصم 20 شيكل شهريا لمدة 3 شهور.. ورغم إحساسي بالظلم؛ إلا أنني قبلت بالحل الذي اقترحته الشركة.
بعد شهر تسلمت فاتورة شهر 5 لكن شيئا لم يتغير، وقد قمت بمراجعة فرع شركتكم في غزة فطلبوا مني دفع فاتورة شهر ابريل محل الخلاف والانتظار حتى يتم البت في الاعتراض! فرفضت الدفع. وقد عرّضني انتظار البت في هذا الاعتراض إلى تهديد شركة الاتصالات بفصل خدمة الهاتف عني، وقد قامت شركة الاتصالات شهريا وبشكل منتظم بقطع خط الهاتف عني، حيث داومت شهريا على مراجعة شركة حضارة، والتي كانت تقوم بالاتصال مع شركة الاتصالات والطلب منها إعادة خط الهاتف على أن وتأجيل تسديد فاتورة شهر 4 لحين البت في الاعتراض، وقد قمت بالدفع بالفعل، وحين دققت في الوصل الذي حصلت عليه في شهر 5 اتضح لي بأني قد دفعت مقابل خدمة الإنترنت مبلغا يعادل 99 شيكل وليس 79 شيكل حسب اتفاقي مع شركة حضارة، أي بزيادة 20% عن المستحق علي، وحين راجعت أحد الموظفين أخبرني بأن هذا قد تم بطريق الخطأ!..
وقد داومت شركتكم الموقرة على هذا الحال، دون أن تقوم بتصحيح الأخطاء التي أقرت بها، وخلال ما يقرب من سبعة أشهر قامت الشركة باستيفاء مبالغ إضافية مني بما يفوق قيمة فاتورة شهر إبريل المختلف عليها!!..
وقد حاولت قبل أسبوع من اليوم الاتصال مع الأخ المسئول عن معالجة المشكلة في غزة، لكني بقيت وعلى مدى يومين أحاول الوصول دون جدوى، ففي العديد من المرات وبعد انتظار طويل في الدور وسماع الكثير من الإعلانات المملة للشركة كان الخط ينقطع! بسبب عدم وجود موظف لاستقبال المكالمات، وفي مرات أخرى كان الأمر ينتهي إلى أخذ رقم جوالي والوعد بأن يقوم الشخص المسئول بالاتصال بي، لكن هذا لم يحدث أيضا!.. وفي اليوم التالي فقط استطعت الوصول إلى إحدى الأخوات في الضفة والتي وعدت بأن المشكلة ستنتهي بالتدريج، وأن عليّ الاتصال مع الشركة شهريا لتصحيح الأمور!.. وبعد 4 أيام من ذلك تم قطع خط الهاتف للمرة السابعة..!
حين مررت بكل ما مررت به مع شركة حضارة وخلال ما يزيد على السبعة أشهر تذكرت أشياء عديدة، أولها دراسة أجريت على خدمات البيلفون في إسرائيل حيث اتضح من تلك الدراسة أن الهدف من الحملات التي تعلنها تلك الشركة ليس خدمة المواطن، بل سرقته! من خلال حملات ترويجية مستمرة لا يفهمها، الهدف منها دفع المشترك لأن يدفع أكثر في حين يعتقد بأنه يدفع أقل! وأعتقد جازما بأن شركتكم الموقرة تتبع نفس الأساليب التسويقية، وحين يبحث المشترك عندكم عما يكون في صالحه تكون الإجابة باستمرار إما أن "كان هذا في الحملة السابقة"! أو تكون الإجابة بأن "خطأ ما قد وقع" وتطالبوننا بالدفع وتقديم اعتراض وانتظار رحمتكم المنزلة! ولعلكم تدلون القراء الأعزاء على خطأ واحد ارتكبتموه ذات يوم لصالح المواطن؟! أو تدلوننا على حالة واحدة أمهلتم فيها المواطن مدة سبعة أشهر لدفع مستحقاتكم في ذمته!!..
وتذكرت أيضا أنني قمت بمراجعة شركتكم الموقرة قبل أكثر من عام للحصول على خدمة الرسائل لصالح أحد المرضى، فكان أن وافقت الشركة على منحي تلك الخدمة في مقابل حصولها وشركة جوال على نسبة 75% من العائدات؟!.. أي والله 75% بدون بذل أي جهد أو تجشم أي عناء، فيما يحصل المريض على 25%!! وقد فشلت حملة الرسائل في حينه لهذا السبب. وبصراحة لا أمتلك الألفاظ المعبرة عن وصف هذا السلوك اللاإنساني، لكن لعل القراء يمتلكون؟!
وفي إحدى زيارتي لشركتكم حضر أحد المواطنين لتغيير جهاز الراوتر الخاص بخدمة الإنترنت، وقد طالبه موظفكم بدفع مبلغ 250 شيكل، فيما راح الرجل يفاوض بغية الحصول على تخفيض، ولأجل إقناع الموظف بتخفيض الرسوم أقسم الرجل بأنه سيقوم ببيع حلق ابنته لتسديد الرسوم!
هل تدرون أيها السادة المحترمون في شركة حضارة بأننا في مقابل كل شيكل نسدده لكم نقوم ببيع شيء ما في بيوتنا؟!!
السادة المحترمون في شركة حضارة..
حين تحاولون سرقة ما في جيوبنا بطرق الاحتيال المختلفة، ومن خلال احتكار ظالم جعلكم الجهة الوحيدة التي تقدم خدمة النت، وبدون منافسة حقيقية، وفي وقت حصلتم فيه على الامتياز مجانا فيما تدفع الشركات عادة في العالم كله مئات الملايين من الدولارات في مقابل الحصول على نفس الامتياز.. حين يحصل هذا فلابد من الاعتراض، بل والصراخ بصوت مرتفع، ورفض الرضوخ لابتزازكم حتى لو أدى ذلك إلى قبولنا بالعيش بدون حضارة! وبعيدا عن خدماتكم التي أصبحت تمتص من دمائنا!..
ومع ذلك أقول لكم بأنني لن أدفع مليما واحدا إضافة لما تم الاتفاق عليه معكم، وكل ما سأقوم به هو الوقوف أمام مقر شركتكم في غزة حاملا لافتة مكتوباً عليها: "أبدا.. لا تصدقوا وعود شركة حضارة"!!!.
مع الاحترام
محمد صبحي السويركي
كاتب وباحث فلسطيني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتقدم إليكم بالتحية رغم اعتقادي بأن شركتكم الموقرة تبتزنا كمواطنين، وتستغل حاجتنا الماسة لخدمة الإنترنت التي باتت صلتنا الوحيدة مع العالم الخارجي، وأعتقد بأن حكايتي معكم هي واحدة من آلاف الحكايات اليومية التي لم تجد طريقها للإعلام، ذلك أنكم تتبعون سياسة إغراق المشتركين بتفاصيل تجعلهم يتنازلون في النهاية حتى عن رغبتهم في الصراخ في وجوهكم، وتدفعهم لأن يتنازلوا حتى عن حقهم الطبيعي في المعرفة!.
في شهر إبريل الماضي تقدمت بطلب للحصول على خدمة الإنترنت، بسرعة 256، بمقابل مبلغ شهري يعادل 79شيكل، وبعد فترة حصلت على أول فاتورة لأفاجأ بإضافة مبلغ 150 شيكل ادعت الشركة بأنها رسوم اشتراك، وقد قمت بمراجعة الشركة في غزة وطالبتهم بإبراز العقد الموقع بيني وبينهم (والذي يثبت وجود ذلك المبلغ من عدمه) لكنهم رفضوا، وفي حينه وأمام موظف شركتكم سألت أحد المشتركين فيما إذا كان قد دفع هذا المبلغ فأجاب بالنفي!.
وبعد أخذ ورد مع موظفي الشركة أخبروني بأن هناك مشكلة حدثت مع العديد من المشتركين ضمن حملة اسمها "حملة يزن" وبأنني لست الوحيد، ووعدوني بإيجاد حل للمشكلة على أساس أن أقوم بدفع مبلغ 99 شيكل بدلا من 150، والحصول على خصم 20 شيكل شهريا لمدة 3 شهور.. ورغم إحساسي بالظلم؛ إلا أنني قبلت بالحل الذي اقترحته الشركة.
بعد شهر تسلمت فاتورة شهر 5 لكن شيئا لم يتغير، وقد قمت بمراجعة فرع شركتكم في غزة فطلبوا مني دفع فاتورة شهر ابريل محل الخلاف والانتظار حتى يتم البت في الاعتراض! فرفضت الدفع. وقد عرّضني انتظار البت في هذا الاعتراض إلى تهديد شركة الاتصالات بفصل خدمة الهاتف عني، وقد قامت شركة الاتصالات شهريا وبشكل منتظم بقطع خط الهاتف عني، حيث داومت شهريا على مراجعة شركة حضارة، والتي كانت تقوم بالاتصال مع شركة الاتصالات والطلب منها إعادة خط الهاتف على أن وتأجيل تسديد فاتورة شهر 4 لحين البت في الاعتراض، وقد قمت بالدفع بالفعل، وحين دققت في الوصل الذي حصلت عليه في شهر 5 اتضح لي بأني قد دفعت مقابل خدمة الإنترنت مبلغا يعادل 99 شيكل وليس 79 شيكل حسب اتفاقي مع شركة حضارة، أي بزيادة 20% عن المستحق علي، وحين راجعت أحد الموظفين أخبرني بأن هذا قد تم بطريق الخطأ!..
وقد داومت شركتكم الموقرة على هذا الحال، دون أن تقوم بتصحيح الأخطاء التي أقرت بها، وخلال ما يقرب من سبعة أشهر قامت الشركة باستيفاء مبالغ إضافية مني بما يفوق قيمة فاتورة شهر إبريل المختلف عليها!!..
وقد حاولت قبل أسبوع من اليوم الاتصال مع الأخ المسئول عن معالجة المشكلة في غزة، لكني بقيت وعلى مدى يومين أحاول الوصول دون جدوى، ففي العديد من المرات وبعد انتظار طويل في الدور وسماع الكثير من الإعلانات المملة للشركة كان الخط ينقطع! بسبب عدم وجود موظف لاستقبال المكالمات، وفي مرات أخرى كان الأمر ينتهي إلى أخذ رقم جوالي والوعد بأن يقوم الشخص المسئول بالاتصال بي، لكن هذا لم يحدث أيضا!.. وفي اليوم التالي فقط استطعت الوصول إلى إحدى الأخوات في الضفة والتي وعدت بأن المشكلة ستنتهي بالتدريج، وأن عليّ الاتصال مع الشركة شهريا لتصحيح الأمور!.. وبعد 4 أيام من ذلك تم قطع خط الهاتف للمرة السابعة..!
حين مررت بكل ما مررت به مع شركة حضارة وخلال ما يزيد على السبعة أشهر تذكرت أشياء عديدة، أولها دراسة أجريت على خدمات البيلفون في إسرائيل حيث اتضح من تلك الدراسة أن الهدف من الحملات التي تعلنها تلك الشركة ليس خدمة المواطن، بل سرقته! من خلال حملات ترويجية مستمرة لا يفهمها، الهدف منها دفع المشترك لأن يدفع أكثر في حين يعتقد بأنه يدفع أقل! وأعتقد جازما بأن شركتكم الموقرة تتبع نفس الأساليب التسويقية، وحين يبحث المشترك عندكم عما يكون في صالحه تكون الإجابة باستمرار إما أن "كان هذا في الحملة السابقة"! أو تكون الإجابة بأن "خطأ ما قد وقع" وتطالبوننا بالدفع وتقديم اعتراض وانتظار رحمتكم المنزلة! ولعلكم تدلون القراء الأعزاء على خطأ واحد ارتكبتموه ذات يوم لصالح المواطن؟! أو تدلوننا على حالة واحدة أمهلتم فيها المواطن مدة سبعة أشهر لدفع مستحقاتكم في ذمته!!..
وتذكرت أيضا أنني قمت بمراجعة شركتكم الموقرة قبل أكثر من عام للحصول على خدمة الرسائل لصالح أحد المرضى، فكان أن وافقت الشركة على منحي تلك الخدمة في مقابل حصولها وشركة جوال على نسبة 75% من العائدات؟!.. أي والله 75% بدون بذل أي جهد أو تجشم أي عناء، فيما يحصل المريض على 25%!! وقد فشلت حملة الرسائل في حينه لهذا السبب. وبصراحة لا أمتلك الألفاظ المعبرة عن وصف هذا السلوك اللاإنساني، لكن لعل القراء يمتلكون؟!
وفي إحدى زيارتي لشركتكم حضر أحد المواطنين لتغيير جهاز الراوتر الخاص بخدمة الإنترنت، وقد طالبه موظفكم بدفع مبلغ 250 شيكل، فيما راح الرجل يفاوض بغية الحصول على تخفيض، ولأجل إقناع الموظف بتخفيض الرسوم أقسم الرجل بأنه سيقوم ببيع حلق ابنته لتسديد الرسوم!
هل تدرون أيها السادة المحترمون في شركة حضارة بأننا في مقابل كل شيكل نسدده لكم نقوم ببيع شيء ما في بيوتنا؟!!
السادة المحترمون في شركة حضارة..
حين تحاولون سرقة ما في جيوبنا بطرق الاحتيال المختلفة، ومن خلال احتكار ظالم جعلكم الجهة الوحيدة التي تقدم خدمة النت، وبدون منافسة حقيقية، وفي وقت حصلتم فيه على الامتياز مجانا فيما تدفع الشركات عادة في العالم كله مئات الملايين من الدولارات في مقابل الحصول على نفس الامتياز.. حين يحصل هذا فلابد من الاعتراض، بل والصراخ بصوت مرتفع، ورفض الرضوخ لابتزازكم حتى لو أدى ذلك إلى قبولنا بالعيش بدون حضارة! وبعيدا عن خدماتكم التي أصبحت تمتص من دمائنا!..
ومع ذلك أقول لكم بأنني لن أدفع مليما واحدا إضافة لما تم الاتفاق عليه معكم، وكل ما سأقوم به هو الوقوف أمام مقر شركتكم في غزة حاملا لافتة مكتوباً عليها: "أبدا.. لا تصدقوا وعود شركة حضارة"!!!.
مع الاحترام
محمد صبحي السويركي
كاتب وباحث فلسطيني