القــــــوات الخاصــــــة
في هذا الموضوع سنبدأ في التعمق في عالم القوات الخاصة ، حيث سنتعرف علي كل ما يخص هذه القوات ، من حيث التعريف و التكتيكات و التدريبات و العمليات ، كما سنعرض لأهم وحدات القوات الخاصة الموجودة بجيوش العالم .
أولا : مفهوم القوات الخاصة :-إن مفهوم القوات الخاصة ينطبق علي أي مجموعة من الأفراد العسكريين المدربين علي جميع أنشطة القتال تدريبا رفيع المستوي يؤهلهم للقيام بمهمام و واجبات تتطلب حجما أكبر بكثير من القوات و الوحدات عادية التدريب لتنفيذها ، و يمكنها العمل في جميع الظروف الجوية و الجغرافية الموجودة في مسرح العمليات بكفاءة و بدون حدوث أي تقصير في المهام المحددة .
تصنيف الوحدات الخاصة :تنقسم الوحدات الخاصة كتصنيف عام إلي قسمين ، وحدات خاصة تختص بالعمليات العسكرية و الحربية ، و وحدات خاصة تختص بعمليات الأمن الداخلي مثل وحدات مكافحة الإرهاب و وحدات تحرير الرهائن .
المواصفات التي تنطبق علي الوحدات التي تصنف كوحدات خاصة :1- إرتفاع مستوي التدريب البدني للفرد إلي الحد الأقصي الذي تسمح به لياقته البدنيه .
2- إتقان أفراد الوحدة لجميع تكتيكات القتال البري المتخصص مثل :
- الرماية ( بمختلف أوضاعها و عناصرها ) من رماية نهارية و ليلية ، و الرماية في ظروف الإشتباك مع أفراد معادين ، و الرماية في ظروف الإشتباك مع وحدات مدرعة ، و في ظروف الهجمات الجوية ، أو في الظروف الثلاثة السابقة مجتمعة .
- إتقان تكتيك إطلاق النار من الحركة .
- إتقان تكتيك الهجوم علي المواقع المحصنة و كيفية إكتشاف نقاط الضعف و إستغلالها لإقتحام الموقع .
- إتقان كافة تدريبات القتالي اليدوي المتلاحم .
- إتقان تكتيكات الإستطلاع و التخفي نهارا و ليلا و في كافة الظروف الجوية و الجغرافية الموجود بأرض المعركة .
- إتقان تكتيكات التعايش الطبيعي أي الإعتماد علي الموارد المتاحة من طبيعة الأرض للإمداد بالإحتياجات الرئيسية .
3- التدريب الجاد و المستمر علي كافة انواع المهام القتالية و في مختلف الظروف و تحت جميع الضغوط .
ثانيا : تكتيكات عمل القوات الخاصة :و المقصود بها أساليب و أنواع التكتيكات و طرق التحرك و التصرف في المواقف القتالية المختلفة ، و سنعرض الآن لبعض التكتيكات الهامة لعمل القوات الخاصة .
1- طرق الوصول إلي الهدف : و المقصود بها الكيفية التي تصل بها هذه القوات إلي الموقع الذي سيتم فيه تنفيذ المهمة أو العملية المطلوبة ، و توجد عدة وسائل للوصول إلي الهدف تستخدمها القوات الخاصة و منها :
أ- التحرك سيرا
ب- الإبرار البحري
جـ- الإبرار الجوي
د- القفز بالمظلات
2- طرق تقييم الأهداف و الهجوم عليها : و تختلف طريقة تقييم الهدف بناءا علي طبيعة الهدف ، حيث يختلف أسلوب التقييم مثلا إذا كان الهدف شخصا عنه إذا كان الهدف مبني عنه إذا كان الهدف موقع ، و في الغالب للقوات الخاصة مجموعة من الأهداف تمثل أغلب الحالات التي تتطلب تدخل القوات الخاصة و من أهمها :
أ- إستهداف أفراد :و في هذه الحالة تكون هذه مهمة قناص المجموعة و قد تكون المجموعة مكونة من 5 أشخاص كحد أقصي و قد ينخفض العدد إلي إثنين أو في البعض الأحيان تتكون المجموعة المنفذة للعملية من القناص بمفرده .
و يتحدد عدد أفراد المجموعة بناءا علي عدة عوامل فكلما زاد عدد العناصر المعادية المتواجدة في مجال منطقة تنفيذ العملية يزيد بالتالي عدد أفراد المجموعة لتأمين التغطية اللازمة للقناص الذي يتولي تنفيذ المهمة .
و المجموعات التي تتولي تنفيذ مثل هذه المهام تعتمد في أداءها علي عنصري بطء التحرك و مهارات التخفي و المحاكاة للبيئة المحيطة .
و هذه النوعية من المهام تتطلب إدراك تام لطبيعة الأرض التي ستتم عليها العملية ، لأن مثل هذه العمليات في حالة تنفيذها بنجاح يجب أن يعقبها إنسحاب سريع و مخطط و معلوم المدي و الإتجاة ، نظرا لأن أول ما سيجول بفكر العناصر المعادية هو وجود متسللين في مدي قريب نظرا لأن الهدف قد أسقط بطلقة قناص ، لذا سيكون أول قرار تتخذه العناصر المعادية المتمركزة في المنطقة هو عملية إنتشار سريعة و مسح دقيق بهدف الإيقاع بعناصر المجموعة التي قامت بالمهمة .
و في مثل هذه العمليات تتعدد طرق الإنسحاب من أرض العمليات ، ففي بعض الأحيان يتم تحديد نقطة محددة تسمي ( نقطة الإلتقاء ) تنطلق إليها المجموعة بعد تنفيذ المهمة و يتم بعدها إلتقاطهم بواسطة المروحيات أو القوارب السريعة ، حسب الخطة الموضوعة و طبيعة و ظروف أرض العمليات .
ب- إستهداف منشآت :و المقصود بالمنشآت هنا كل ما تحتمله الكلمة من معني لمنشآت تستخدم كغرض عسكري ، كمراكز القيادة و السيطرة و محطات الرادار و منصات الصواريخ و مواقع الدفاع الجوي و المطارات و المعسكرات و مستودعات الذخيرة و مستودعات المهمات الإدارية ( المياة و الوقود و الأغذية و قطع الغيار ) و نقاط تجمع القوات .
و في هذه الحالة يتم تشكيل 3 مجموعات تتولي عملية الهجوم علي المنشآه في المعتاد بإستثناء بعض الحالاات الشاذة و التي سيتم ذكرها ، و المجموعات الثلاثة هي :
1- مجموعة الإستطلاع : و تكون مهمتها تحديد نطاق أرض المعركة و أماكن تمركز القوات المعادية و كثافتها و كذلك تقدير رد الفعل المتوقع من العدو أثناء الهجوم و تقدير حجم القوات التي يمكنه تحريكها في مواجهة القوة المهاجمة في الدقائق الاولي لبدء الهجوم ، و تقوم أيضا مجموعة الإستطلاع بتحديد نقاط الضعف في المنشآه و ترشيح مجموعة منها ليتم الإقتحام من خلالها و كذلك تحديد أنسب الطرق و الطرق البديلة للإنسحاب بعد إتمام المهمة ، و في أثناء تنفيذ المهمة تتحول مهمة مجموعة الإستطلاع إلي إمداد القوة المهاجمة بكافة المعلومات التي يمكن ان تؤثر علي خط سير العمليات كما تؤمن عملية الإتصال الدائم بين المجموعات الثلاث المكلفة بالعملية .
2- مجموعة الإقتحام : و يقع عليها عبء القيام بتنفيذ الشق الرئيسي من المهمة و هو إقتحام الموقع و تدمير الأهداف المحددة في جدول أهداف العملية و تحقيق أكبر قدر ممكن من الأهداف الإضافية في حالة توافر القدرة علي ذلك ، و بصفة عامة فإن عمل مجموعة الإقتحام يتمد بشكل أساسي علي نجاح مهمة مجموعة الإستطلاع في توجيه عمل باقي مجموعات القوة المكلفة بالعملية .
3- مجموعة التأمين :و تتولي هذه المجموعة تأمين محيط منطقة العمليات ضد أي تدخل معادي غير متوقع قد يفسد خط سير العمليات كما تتولي تأمين خط سير العودة للقوة المهاجمة ( مجموعة الإقتحام ) و قد تستخدم أيضا مجموعة التأمين بشكل جزئي لمعاونة مجموعة الإقتحام في أداء مهمتها كوحدة دعم في حالة الحاجة إليها .
ج- إستهداف الطوابير المدرعة و القوات المتحركة :و هي من أهم و أبرز المهام التي تقوم بها وحدات القوات الخاصة أثناء المعارك ، و تسمي من الناحية التكتيكية ( العمل خلف الخط الأمامي للعدو ) ، حيث تتولي القوات الخاصة عملية إعاقة تقدم القوات المعادية سواء كانت علي خط القتال أو كانت متقدمة من الخلف كإحتياطي قريب أو كانت تسعي لتشكيل هجمة مضادة ، حيث تشكل عمليات القوات الخاصة ضد هذه القوات مصدر إزعاج بالغ و تسبب خسائر قد تكون جسيمة في القوات المتقدمة قبل حتي أن تصل إلي أرض المعركة ، و فيما يلي سنعرض لبعض نماذج العمليات و التي تتولي القوات الخاصة القيام بها لإعاقة تقدم القوات أو تحركها و إعادة تمركزها :
1- إعاقة تقدم الإحتياطيات القادمة من الخلف :و تشمل عملية الإعاقة عدة عناصر بدءا من بث الألغام ( المضادة للأفراد أو المدرعات ) ، و حتي نصب الأكمنة الثابتة أو المتحركة ، أو شن الهجمات الخاطفة ، أو مهاجمة نقاط القوة الحيوية للقوات المتحركة مثل عربات الوقود و الذخيرة و المعدات الإشارية ( المعدات المستخدمة للواصل مع المستوي الأعلي من القيادة ) .
و تعتمد مثل هذه العمليات علي مبدأ ( HIT AND RUN ) مبدأ إضرب و إختبئ ، حيث يتم إسقاط القوات المسئولة عن العملية و معداتها سواء أكان عن طريق المظلات أو الإبرار الجوي بالهليوكوبتر أيهما أنسب لطبيعة أرض العمليات .
و يتم بعد ذلك إعادة تجميع القوات إستعدادا لبدء العمليات ، و في الغالب فإن الخطة القتالية للقوات المكلفة بمثل هذه العمليات تحتوي فقط علي خطوط و أهداف عامة ، و يتم ترك التفاصيل الأخري ليفرضها الواقع في أرض المعركة حسب المتغيرات التي يفرضها سير عمليات القتال .
2- مهاجمة مراكز القيادة المتأخرة لمنع تقدم الإحتياطيات :و تطبق هذه الفكرة في حالة تقدم إحتياطيات كبيرة للعدو للدخول إلي أرض المعركة دون ان تكون هناك القدرة علي التصدي لها أو موازنتها داخل أرض المعركة ، فيتم الإتجاة إلي الدفع بعناصر من القوات الخاصة لتوجيه ضربات قوية و سريعة لمراكز قيادة العدو المتأخرة مما يحرم العدو من القدرة علي غدارة معركة إحتياطياته بكفاءة ، و في الغالب و إذا كانت هذه الهجمات الخاطفة ذات قدر عالي من القوة و الكثافة و حققت نجاح ملحوظ فإن ذلك يحرم العدو من الإستمرار في الدفع بإحتياطياته إلي الخطوط الأمامية ، أو علي الأقل تغيير حجم و نوعية القوات التي سيتم الدفع بها أو تغيير خطة الدفع المنتظم بالإحتياطيات إلي أرض المعركة .
3- التعطيل و الصد المبكر للهجمات المضادة :تعتبر الهجمات المضادة من أهم و أصعب المواقف التي يمكن مواجهتها أثناء المعركة ، و من أفضل البدائل المعروفة لمواجهة مثل هذه الهجمات الدفع بعناصر القوات الخاصة لتوجية ضربات قوية للقوات التي تقوم بالهجمة المضادة .
و يكون هدف هذه العناصر إما تعطيل تقدم الهجمة المضادة لحين إتمام عملية إعادة التمركز للقوات لتستطيع مواجهة الهجمة المضادة بكفاءة و فاعلية ، و إما تحقيق أكبر قدر ممكن من الخسائر في القوات المهاجمة و إنهاكها لحرمانها من القتال بكفاءة كاملة عند الوصول إلي خط القتال المستهدف ، و العمل خلف خطوط القوات التي تقوم بالهجمة المضادة لعزلها عن طرق إمدادها و حرمانها من طرق الإتصال الحركي بقيادتها و تضييق مساحة الأرض المفتوحة أمامها لحرمانها من القدرة علي المناورة و الإلتفاف .
و هناك تكتيكات أخري معدلة لا تستخدم عناصر القوات الخاصة في عملية صد الهجمات المضادة بهذ الشكل و إنما تعتمد فقط علي عناصر القوات الخاصة في تشكيل عنصر إزعاج للقوة المهاجمة لحين تمام إستعداد القوات التي ستتصدي للهجمة المضادة و بدء تحركها و يقتصر دور عناصر القوات الخاصة في هذه المرحلة بعد تحرك القوات الرئيسية للتصدي للهجمة المضادة علي أعمال الإستطلاع و بعض المهام القتالية المحددة ، أو أن يتم إستخدام عناصر القوات الخاصة بعد نجاح إبطال الهجمة المضادة لمهاجمة القوات التي قامت بالهجمة المضادة أثناء إنسحابها لإلحاق أكبر قدر ممكن من الخسائر بها .
د- العمليات خلف خطوط العدو :قبل بداية الحديث عن طبيعة مثل هذه العمليات ، نقدم تعريفا سريعا لمصطلح ( خلف خطوط العدو ) ، و المقصود بهذا المصطلح هو العمل داخل خطوط قوات العدو في المناطق التي لا يمكن التعامل معها بنشاط قتالي مباشر ، كالدفع بقوات ضخمة أو مدرعات أو حتي تقديم دعم نيراني بالمدفعية ، و في هذه الحالة تعمل عناصر القوات الخاصة بالإعتماد الكامل علي إمكانياتها المتوافرة دون الإعتماد علي أي نوع من أنواع الدعم أو الإمدادات ، و ربما ينتهي أي شكل من أشكال الدعم المقدم لهذه العناصر عند إسقاطها أو إبرارها إلي أقرب نقطة للمنطقة التي ستبدأ فيها العمليات ، و تستخدم في هذه العملية التكتيات التي أوضحناها من قبل سواء كانت الإسقاط الجوي ( بالمظلات ) أو الإبرار الجوي ( عن طريق طائرات الهليوكوبتر ) أو الإبرار البحري ( القوارب و سفن الإنزال ) و في بعض الأحيان تترك عملية الوصول إلي منطقة بدء العمليات لعناصر القوة القائمة علي تنفيذ المهمة .
و تعتمد هذه القوات أثناء تنفيذها للعمليات المكلفة بها خلف خطوط العدو علي حمل أكبر قدر يمكن حمله من الذخائر و المعدات و أقل كمية ممكنة من المواد الغذائية و التعيينات ، مما يزيد من فاعليتها و خفة حركتها و مد قدرتها علي تنفيذ العمليات القتالية لأطول مدة ممكنة ، و تستعوض هذه القوات عن نقص المواد الغذائية و التعيينات بإستخدام تكتيكات التعايش و التي تعتمد علي إستمداد الحاجات الأساسية من عناصر البيئة المحيطة .
كما تعتمد هذه العناصر علي تكتيكات التخفي أثناء تنفيذها للتحركات داخل الخطوط الخلفية للعدو ، سواء من ناحية إستخدام الملابس المناسبة لطبيعة البيئة المحيطة أو إستخدام الدهانات الخاصة بالتخفي و كذلك سلوك الطرق التي تكفل لها التعرض لأقل قدر ممكن من المخاطر قبل بلوغ مرحلة الإشتباك الفعلي ، و الحرص علي التحرك في تشكيلات يتولي كل منها تغطية تحركات الآخر ، و الدفع بعناصر إستطلاعية لإستكشاف الطرق قبل سلوكها .
( نماذج لإستخدام ملابس ملائمة للبيئة المحيطة )
و تتنوع مهام هذه القوات خلف خطوط العدو من حيث طبيعتها و مداها إلي العديد من العمليات ، مثل مهاجمة مراكز القيادة و السيطرة ، و مراكز الإتصالات المركزية ، و عرقلة تقدم القوات المعادية إلي الخطوط الأمامية و كذلك مهام الإستطلاع و جمع المعلومات ، و كذلك أعمال توجية و تصويب القصف المدفعي أو الجوي أما بالنسبة لعنصر المدي الزمني لهذه العمليات فمن الممكن أن تكون قصيرة المدي تمتدي لعدة أيام او حتي لعدة ساعات أو قد تمتد إلي أكثر من ذلك بكثير .
و عند الإنتهاء من تنفيذ أهداف العملية يتم سحب العناصر التي تولت التنفيذ إما عن طريق تحديد ما يسمي بنقطة الإلتقاء ( EXTRACTION POINT ) و هي عبارة عن نقطة آمنة يتم الإتفاق عليها مع القيادة المختصة سواء من ناحية المكان أو التوقيت ، و يتم إلتقاط العناصر من هذه النقطة و إعادتها إلي مواقعها ، أو في بعض الأحيان و نظرا لظروف و طبيعة منطقة العمليات قد تضطر هذه العناصر بعد تمام تنفيذ مهمتها أن تتولي عملية العودة إلي مواقعها بنفسها دون مساعدة من قيادتها ، و بالطبع هذا الأسلوب لا يستخدم إلا في الحالات التي يستحيل معها تحديد نقطة إلتقاء نظرا لأنها تعرض عناصر القوة التي نفذت المهمة لخسائر إضافية محتملة قد تكون في بعض الأحيان مؤكدة .
في هذا الموضوع سنبدأ في التعمق في عالم القوات الخاصة ، حيث سنتعرف علي كل ما يخص هذه القوات ، من حيث التعريف و التكتيكات و التدريبات و العمليات ، كما سنعرض لأهم وحدات القوات الخاصة الموجودة بجيوش العالم .
أولا : مفهوم القوات الخاصة :-إن مفهوم القوات الخاصة ينطبق علي أي مجموعة من الأفراد العسكريين المدربين علي جميع أنشطة القتال تدريبا رفيع المستوي يؤهلهم للقيام بمهمام و واجبات تتطلب حجما أكبر بكثير من القوات و الوحدات عادية التدريب لتنفيذها ، و يمكنها العمل في جميع الظروف الجوية و الجغرافية الموجودة في مسرح العمليات بكفاءة و بدون حدوث أي تقصير في المهام المحددة .
تصنيف الوحدات الخاصة :تنقسم الوحدات الخاصة كتصنيف عام إلي قسمين ، وحدات خاصة تختص بالعمليات العسكرية و الحربية ، و وحدات خاصة تختص بعمليات الأمن الداخلي مثل وحدات مكافحة الإرهاب و وحدات تحرير الرهائن .
المواصفات التي تنطبق علي الوحدات التي تصنف كوحدات خاصة :1- إرتفاع مستوي التدريب البدني للفرد إلي الحد الأقصي الذي تسمح به لياقته البدنيه .
2- إتقان أفراد الوحدة لجميع تكتيكات القتال البري المتخصص مثل :
- الرماية ( بمختلف أوضاعها و عناصرها ) من رماية نهارية و ليلية ، و الرماية في ظروف الإشتباك مع أفراد معادين ، و الرماية في ظروف الإشتباك مع وحدات مدرعة ، و في ظروف الهجمات الجوية ، أو في الظروف الثلاثة السابقة مجتمعة .
- إتقان تكتيك إطلاق النار من الحركة .
- إتقان تكتيك الهجوم علي المواقع المحصنة و كيفية إكتشاف نقاط الضعف و إستغلالها لإقتحام الموقع .
- إتقان كافة تدريبات القتالي اليدوي المتلاحم .
- إتقان تكتيكات الإستطلاع و التخفي نهارا و ليلا و في كافة الظروف الجوية و الجغرافية الموجود بأرض المعركة .
- إتقان تكتيكات التعايش الطبيعي أي الإعتماد علي الموارد المتاحة من طبيعة الأرض للإمداد بالإحتياجات الرئيسية .
3- التدريب الجاد و المستمر علي كافة انواع المهام القتالية و في مختلف الظروف و تحت جميع الضغوط .
ثانيا : تكتيكات عمل القوات الخاصة :و المقصود بها أساليب و أنواع التكتيكات و طرق التحرك و التصرف في المواقف القتالية المختلفة ، و سنعرض الآن لبعض التكتيكات الهامة لعمل القوات الخاصة .
1- طرق الوصول إلي الهدف : و المقصود بها الكيفية التي تصل بها هذه القوات إلي الموقع الذي سيتم فيه تنفيذ المهمة أو العملية المطلوبة ، و توجد عدة وسائل للوصول إلي الهدف تستخدمها القوات الخاصة و منها :
أ- التحرك سيرا
ب- الإبرار البحري
جـ- الإبرار الجوي
د- القفز بالمظلات
2- طرق تقييم الأهداف و الهجوم عليها : و تختلف طريقة تقييم الهدف بناءا علي طبيعة الهدف ، حيث يختلف أسلوب التقييم مثلا إذا كان الهدف شخصا عنه إذا كان الهدف مبني عنه إذا كان الهدف موقع ، و في الغالب للقوات الخاصة مجموعة من الأهداف تمثل أغلب الحالات التي تتطلب تدخل القوات الخاصة و من أهمها :
أ- إستهداف أفراد :و في هذه الحالة تكون هذه مهمة قناص المجموعة و قد تكون المجموعة مكونة من 5 أشخاص كحد أقصي و قد ينخفض العدد إلي إثنين أو في البعض الأحيان تتكون المجموعة المنفذة للعملية من القناص بمفرده .
و يتحدد عدد أفراد المجموعة بناءا علي عدة عوامل فكلما زاد عدد العناصر المعادية المتواجدة في مجال منطقة تنفيذ العملية يزيد بالتالي عدد أفراد المجموعة لتأمين التغطية اللازمة للقناص الذي يتولي تنفيذ المهمة .
و المجموعات التي تتولي تنفيذ مثل هذه المهام تعتمد في أداءها علي عنصري بطء التحرك و مهارات التخفي و المحاكاة للبيئة المحيطة .
و هذه النوعية من المهام تتطلب إدراك تام لطبيعة الأرض التي ستتم عليها العملية ، لأن مثل هذه العمليات في حالة تنفيذها بنجاح يجب أن يعقبها إنسحاب سريع و مخطط و معلوم المدي و الإتجاة ، نظرا لأن أول ما سيجول بفكر العناصر المعادية هو وجود متسللين في مدي قريب نظرا لأن الهدف قد أسقط بطلقة قناص ، لذا سيكون أول قرار تتخذه العناصر المعادية المتمركزة في المنطقة هو عملية إنتشار سريعة و مسح دقيق بهدف الإيقاع بعناصر المجموعة التي قامت بالمهمة .
و في مثل هذه العمليات تتعدد طرق الإنسحاب من أرض العمليات ، ففي بعض الأحيان يتم تحديد نقطة محددة تسمي ( نقطة الإلتقاء ) تنطلق إليها المجموعة بعد تنفيذ المهمة و يتم بعدها إلتقاطهم بواسطة المروحيات أو القوارب السريعة ، حسب الخطة الموضوعة و طبيعة و ظروف أرض العمليات .
ب- إستهداف منشآت :و المقصود بالمنشآت هنا كل ما تحتمله الكلمة من معني لمنشآت تستخدم كغرض عسكري ، كمراكز القيادة و السيطرة و محطات الرادار و منصات الصواريخ و مواقع الدفاع الجوي و المطارات و المعسكرات و مستودعات الذخيرة و مستودعات المهمات الإدارية ( المياة و الوقود و الأغذية و قطع الغيار ) و نقاط تجمع القوات .
و في هذه الحالة يتم تشكيل 3 مجموعات تتولي عملية الهجوم علي المنشآه في المعتاد بإستثناء بعض الحالاات الشاذة و التي سيتم ذكرها ، و المجموعات الثلاثة هي :
1- مجموعة الإستطلاع : و تكون مهمتها تحديد نطاق أرض المعركة و أماكن تمركز القوات المعادية و كثافتها و كذلك تقدير رد الفعل المتوقع من العدو أثناء الهجوم و تقدير حجم القوات التي يمكنه تحريكها في مواجهة القوة المهاجمة في الدقائق الاولي لبدء الهجوم ، و تقوم أيضا مجموعة الإستطلاع بتحديد نقاط الضعف في المنشآه و ترشيح مجموعة منها ليتم الإقتحام من خلالها و كذلك تحديد أنسب الطرق و الطرق البديلة للإنسحاب بعد إتمام المهمة ، و في أثناء تنفيذ المهمة تتحول مهمة مجموعة الإستطلاع إلي إمداد القوة المهاجمة بكافة المعلومات التي يمكن ان تؤثر علي خط سير العمليات كما تؤمن عملية الإتصال الدائم بين المجموعات الثلاث المكلفة بالعملية .
2- مجموعة الإقتحام : و يقع عليها عبء القيام بتنفيذ الشق الرئيسي من المهمة و هو إقتحام الموقع و تدمير الأهداف المحددة في جدول أهداف العملية و تحقيق أكبر قدر ممكن من الأهداف الإضافية في حالة توافر القدرة علي ذلك ، و بصفة عامة فإن عمل مجموعة الإقتحام يتمد بشكل أساسي علي نجاح مهمة مجموعة الإستطلاع في توجيه عمل باقي مجموعات القوة المكلفة بالعملية .
3- مجموعة التأمين :و تتولي هذه المجموعة تأمين محيط منطقة العمليات ضد أي تدخل معادي غير متوقع قد يفسد خط سير العمليات كما تتولي تأمين خط سير العودة للقوة المهاجمة ( مجموعة الإقتحام ) و قد تستخدم أيضا مجموعة التأمين بشكل جزئي لمعاونة مجموعة الإقتحام في أداء مهمتها كوحدة دعم في حالة الحاجة إليها .
ج- إستهداف الطوابير المدرعة و القوات المتحركة :و هي من أهم و أبرز المهام التي تقوم بها وحدات القوات الخاصة أثناء المعارك ، و تسمي من الناحية التكتيكية ( العمل خلف الخط الأمامي للعدو ) ، حيث تتولي القوات الخاصة عملية إعاقة تقدم القوات المعادية سواء كانت علي خط القتال أو كانت متقدمة من الخلف كإحتياطي قريب أو كانت تسعي لتشكيل هجمة مضادة ، حيث تشكل عمليات القوات الخاصة ضد هذه القوات مصدر إزعاج بالغ و تسبب خسائر قد تكون جسيمة في القوات المتقدمة قبل حتي أن تصل إلي أرض المعركة ، و فيما يلي سنعرض لبعض نماذج العمليات و التي تتولي القوات الخاصة القيام بها لإعاقة تقدم القوات أو تحركها و إعادة تمركزها :
1- إعاقة تقدم الإحتياطيات القادمة من الخلف :و تشمل عملية الإعاقة عدة عناصر بدءا من بث الألغام ( المضادة للأفراد أو المدرعات ) ، و حتي نصب الأكمنة الثابتة أو المتحركة ، أو شن الهجمات الخاطفة ، أو مهاجمة نقاط القوة الحيوية للقوات المتحركة مثل عربات الوقود و الذخيرة و المعدات الإشارية ( المعدات المستخدمة للواصل مع المستوي الأعلي من القيادة ) .
و تعتمد مثل هذه العمليات علي مبدأ ( HIT AND RUN ) مبدأ إضرب و إختبئ ، حيث يتم إسقاط القوات المسئولة عن العملية و معداتها سواء أكان عن طريق المظلات أو الإبرار الجوي بالهليوكوبتر أيهما أنسب لطبيعة أرض العمليات .
و يتم بعد ذلك إعادة تجميع القوات إستعدادا لبدء العمليات ، و في الغالب فإن الخطة القتالية للقوات المكلفة بمثل هذه العمليات تحتوي فقط علي خطوط و أهداف عامة ، و يتم ترك التفاصيل الأخري ليفرضها الواقع في أرض المعركة حسب المتغيرات التي يفرضها سير عمليات القتال .
2- مهاجمة مراكز القيادة المتأخرة لمنع تقدم الإحتياطيات :و تطبق هذه الفكرة في حالة تقدم إحتياطيات كبيرة للعدو للدخول إلي أرض المعركة دون ان تكون هناك القدرة علي التصدي لها أو موازنتها داخل أرض المعركة ، فيتم الإتجاة إلي الدفع بعناصر من القوات الخاصة لتوجيه ضربات قوية و سريعة لمراكز قيادة العدو المتأخرة مما يحرم العدو من القدرة علي غدارة معركة إحتياطياته بكفاءة ، و في الغالب و إذا كانت هذه الهجمات الخاطفة ذات قدر عالي من القوة و الكثافة و حققت نجاح ملحوظ فإن ذلك يحرم العدو من الإستمرار في الدفع بإحتياطياته إلي الخطوط الأمامية ، أو علي الأقل تغيير حجم و نوعية القوات التي سيتم الدفع بها أو تغيير خطة الدفع المنتظم بالإحتياطيات إلي أرض المعركة .
3- التعطيل و الصد المبكر للهجمات المضادة :تعتبر الهجمات المضادة من أهم و أصعب المواقف التي يمكن مواجهتها أثناء المعركة ، و من أفضل البدائل المعروفة لمواجهة مثل هذه الهجمات الدفع بعناصر القوات الخاصة لتوجية ضربات قوية للقوات التي تقوم بالهجمة المضادة .
و يكون هدف هذه العناصر إما تعطيل تقدم الهجمة المضادة لحين إتمام عملية إعادة التمركز للقوات لتستطيع مواجهة الهجمة المضادة بكفاءة و فاعلية ، و إما تحقيق أكبر قدر ممكن من الخسائر في القوات المهاجمة و إنهاكها لحرمانها من القتال بكفاءة كاملة عند الوصول إلي خط القتال المستهدف ، و العمل خلف خطوط القوات التي تقوم بالهجمة المضادة لعزلها عن طرق إمدادها و حرمانها من طرق الإتصال الحركي بقيادتها و تضييق مساحة الأرض المفتوحة أمامها لحرمانها من القدرة علي المناورة و الإلتفاف .
و هناك تكتيكات أخري معدلة لا تستخدم عناصر القوات الخاصة في عملية صد الهجمات المضادة بهذ الشكل و إنما تعتمد فقط علي عناصر القوات الخاصة في تشكيل عنصر إزعاج للقوة المهاجمة لحين تمام إستعداد القوات التي ستتصدي للهجمة المضادة و بدء تحركها و يقتصر دور عناصر القوات الخاصة في هذه المرحلة بعد تحرك القوات الرئيسية للتصدي للهجمة المضادة علي أعمال الإستطلاع و بعض المهام القتالية المحددة ، أو أن يتم إستخدام عناصر القوات الخاصة بعد نجاح إبطال الهجمة المضادة لمهاجمة القوات التي قامت بالهجمة المضادة أثناء إنسحابها لإلحاق أكبر قدر ممكن من الخسائر بها .
د- العمليات خلف خطوط العدو :قبل بداية الحديث عن طبيعة مثل هذه العمليات ، نقدم تعريفا سريعا لمصطلح ( خلف خطوط العدو ) ، و المقصود بهذا المصطلح هو العمل داخل خطوط قوات العدو في المناطق التي لا يمكن التعامل معها بنشاط قتالي مباشر ، كالدفع بقوات ضخمة أو مدرعات أو حتي تقديم دعم نيراني بالمدفعية ، و في هذه الحالة تعمل عناصر القوات الخاصة بالإعتماد الكامل علي إمكانياتها المتوافرة دون الإعتماد علي أي نوع من أنواع الدعم أو الإمدادات ، و ربما ينتهي أي شكل من أشكال الدعم المقدم لهذه العناصر عند إسقاطها أو إبرارها إلي أقرب نقطة للمنطقة التي ستبدأ فيها العمليات ، و تستخدم في هذه العملية التكتيات التي أوضحناها من قبل سواء كانت الإسقاط الجوي ( بالمظلات ) أو الإبرار الجوي ( عن طريق طائرات الهليوكوبتر ) أو الإبرار البحري ( القوارب و سفن الإنزال ) و في بعض الأحيان تترك عملية الوصول إلي منطقة بدء العمليات لعناصر القوة القائمة علي تنفيذ المهمة .
و تعتمد هذه القوات أثناء تنفيذها للعمليات المكلفة بها خلف خطوط العدو علي حمل أكبر قدر يمكن حمله من الذخائر و المعدات و أقل كمية ممكنة من المواد الغذائية و التعيينات ، مما يزيد من فاعليتها و خفة حركتها و مد قدرتها علي تنفيذ العمليات القتالية لأطول مدة ممكنة ، و تستعوض هذه القوات عن نقص المواد الغذائية و التعيينات بإستخدام تكتيكات التعايش و التي تعتمد علي إستمداد الحاجات الأساسية من عناصر البيئة المحيطة .
كما تعتمد هذه العناصر علي تكتيكات التخفي أثناء تنفيذها للتحركات داخل الخطوط الخلفية للعدو ، سواء من ناحية إستخدام الملابس المناسبة لطبيعة البيئة المحيطة أو إستخدام الدهانات الخاصة بالتخفي و كذلك سلوك الطرق التي تكفل لها التعرض لأقل قدر ممكن من المخاطر قبل بلوغ مرحلة الإشتباك الفعلي ، و الحرص علي التحرك في تشكيلات يتولي كل منها تغطية تحركات الآخر ، و الدفع بعناصر إستطلاعية لإستكشاف الطرق قبل سلوكها .
( نماذج لإستخدام ملابس ملائمة للبيئة المحيطة )
و تتنوع مهام هذه القوات خلف خطوط العدو من حيث طبيعتها و مداها إلي العديد من العمليات ، مثل مهاجمة مراكز القيادة و السيطرة ، و مراكز الإتصالات المركزية ، و عرقلة تقدم القوات المعادية إلي الخطوط الأمامية و كذلك مهام الإستطلاع و جمع المعلومات ، و كذلك أعمال توجية و تصويب القصف المدفعي أو الجوي أما بالنسبة لعنصر المدي الزمني لهذه العمليات فمن الممكن أن تكون قصيرة المدي تمتدي لعدة أيام او حتي لعدة ساعات أو قد تمتد إلي أكثر من ذلك بكثير .
و عند الإنتهاء من تنفيذ أهداف العملية يتم سحب العناصر التي تولت التنفيذ إما عن طريق تحديد ما يسمي بنقطة الإلتقاء ( EXTRACTION POINT ) و هي عبارة عن نقطة آمنة يتم الإتفاق عليها مع القيادة المختصة سواء من ناحية المكان أو التوقيت ، و يتم إلتقاط العناصر من هذه النقطة و إعادتها إلي مواقعها ، أو في بعض الأحيان و نظرا لظروف و طبيعة منطقة العمليات قد تضطر هذه العناصر بعد تمام تنفيذ مهمتها أن تتولي عملية العودة إلي مواقعها بنفسها دون مساعدة من قيادتها ، و بالطبع هذا الأسلوب لا يستخدم إلا في الحالات التي يستحيل معها تحديد نقطة إلتقاء نظرا لأنها تعرض عناصر القوة التي نفذت المهمة لخسائر إضافية محتملة قد تكون في بعض الأحيان مؤكدة .
تعليق