إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إسرائيل بدأت حرب الجرافات..ليس نحن‏

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إسرائيل بدأت حرب الجرافات..ليس نحن‏






    (المضمون: صرعة الجرافات الرائجة الان ليست بدعة فلسطينية فاسرائيل تستخدمها منذ عمر الاحتلال والفلسطينيون يحذون حذوها فقط ).

    قد يكون بإمكان اسرائيل ان تواصل الادعاء بأنها لن تكون اول من يدخل السلاح النووي الى الشرق الاوسط ولكنها لا تستطيع ان تتصرف بصورة مشابهة بصدد وسائل الدمار الاخرى: الجرافة. الادعاء وكأن الارهاب قد تبنى فجأة سلاحاً اصيل، "صرعة جديدة" كما قال وزير الامن الداخلي، تبرهن مرة اخرى كم من السهل علينا ان نطرح صورة احادية الجانب. الفلسطينيون لم يبتدعوا ولن يخترعوا الجرافة كسلاح فتاك وقاتل. هم يقلدون بذلك "صرعة" اسرائيلية قديمة يعود عهدها لتاريخ الدولة او على الاقل لتاريخ الاحتلال. هيا بنا لننسى لحظة الـ 416 قرية التي ازالتها اسرائيل عن الوجود في عام 1948 – لم تكن هناك جرافات دي – 9 في ذلك الحين – ولنركز على صرعة اكثر حداثة. الجرافة تحولت في يد اسرائيل الى احد الاسلحة الاكثر اخافة وضخامة في المناطق. الفرق بين جرافة الفلسطينيين القاتلة والجرافة الإسرائيلية يكمن في اللون والحجم فقط. كالعادة جرافتنا اكبر بل واكبر بكثير. ليس هناك تشابه بين الجرافة الصغيرة الصفراء التي يقودها المهاجم الفلسطيني وجرافة دي – 9 البنية العملاقة التي يستخدمها جنود الجيش الاسرائيلي.

    منذ فجر الاحتلال كانت شركة كاتربلير موردة هامة للسلاح لدولة اسرائيل، بدرجة لا تقل عن موردي الطائرات والمدافع والدبابات. ليس صدفة ان هناك نشطاء سلام في العالم يحاولون فرض مقاطعة على هذه الشركة. اسرائيل زرعت بواسطة الادوات الثقيلة التي تنتجها هذه الشركة دماراً يصعب وصف حجمه ونطاقه. توجهوا الى رفح ولتتوقفوا على الطريق في خان يونس لتشاهدوا نتائج الدمار المكدسة هناك حتى يومنا هذا. احياء بأكملها اصبحت مداساً ومحتويات المنازل فيها – من مقتنيات واثاث وذكريات سقطت حطاماً تحت اسنان الجنازير. هل شاهدتم ذات مرة كيف يبدو شارعٌ بعد عملية التجريف في البلدوزر؟ السيارات تتحطم مثل علب الكبريت والمنازل تتحول الى اكوام من الحصى بكل ما تحتوية. كل شارع في رفح يبدو اسوأ بعشرات المرات من شارع الملك داوود في هذا الاسبوع.

    في عام 2004 مثلا تحول 10704 فلسطيني الى اشخاص عديمي المأوى بعد ان دمر الجيش الاسرائيلي 1404 منزلاً، اغلبيتها في غزة لـ "اهداف ميدانية تتعلق بالعمليات". في مخيم جنين دمر الجيش الاسرائيلي 560 منزلا. سائق البلدوزر الاسطوري "كردي" روى كيف كان يشرب الوسكي خلال تحويله جنين الى ملعب كملعب تيدي كوليك. في عملية "قوس في السحاب" تلك العملية التي كانت الجرافة وسيلة فيها هدمت اسرائيل 120 منزلا في يوم واحد. من كان في رفح وخان يونس هو وحده الذي يستطيع ان يدرك ما الذي فعلته جرافاتنا المتفوقة.

    لا تقولوا ان جرافاتنا تهدم ولا تقتل. ما الذي قتل ناشطة السلام ريتشل كوري ان لم تكن رأها سائقها وفقا للشهادات من قبل ان يقوم بدهسها حتى الموت؟ ومن الذي سحق ابناء عائلة شعيبي في قصبة نابلس – جد وعمتين وام وولدين – كلهم سحقوا تحت جنازير الجرافات؟ ومن الذي قتل جمال فايد المعاق من مخيم جنين الذي لم يجد من اثره الا بقايا كرسيه المتحرك تحت انقاض كرسيه بينما لم يجدوا جثته حتى الان؟ أوليس هذا ارهاب الجرافات؟

    الفلسطينيون اكتشفوا الجرافة في وقت متأخر جداً. ما هو جيدٌ لنا مناسب لهم ايضا. وكيف يقترح علينا خبراء الامن عندنا مكافحة هذه الظاهرة الجديدة؟ تدمير منازل المخربين. في الجرافات طبعا.


    أسد أقسم بالثورة والثأر
يعمل...
X