إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أسباب تمزق البنية التنظيمية للحركة الإسلامية (ح1)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أسباب تمزق البنية التنظيمية للحركة الإسلامية (ح1)

    بحول الله تعالى، سأبدأ في عرض موضوع هام، على عدة حلقات حتى تعم الفائدة.
    وهذا الموضوع يتناول ظاهرة خطيرة تتعرض لها الحركة الإسلامية في المجتمع الفلسطيني، وهي: (أسباب تمزق البنى التنظيمية للحركة الإسلامية)، وستكون أمثلتنا مطبقة على حركتي (الجهاد الإسلامي وحماس).
    قبل الشروع في (الحلقة الأولى)، آمل من الأخوة ألا ينظروا للموضوع بنوع من الحساسية، والامتعاض والفهم السيء وتوظيف الموضوع على غير الرؤية اتي أريد، سأعتمد منهج التحليل والنقد "البنّاء"، وليس النقد من أجل النقد، وليس للتجريح أو النيل من أي من الحركتين الإسلاميتين (الجهاد الإسلامي وحماس)، وما قبلت نشر الموضوع عبر صفحات البوابة، إلا لإيماني بأنهم يعتمدون أسلوب الحوار، وقبول الرأي والرأي الآخر.



    أسباب تمزق البنية التنظيمية (ح1)
    أ. خالد سيف الدين

    1-عدم قيام التنظيم على أسس وقواعد أيديولوجية وعقائدية راسخة: حيث أنه قد يكون الولاء في التنظيم للشخص المؤسس، أو صاحب السلطة والنفوذ والكلمة العليا.
    بمعنى أن يكون التنظيم تقليدي (مكرر)، صورة طبق الأصل من التنظيمات الموجودة، التي سبقته في النشأة، وأن أفكاره ما هي إلا تكرار لما هو موجود ولكن بكلمات وعبارات مختلفة، فهذا التنظيم لم يأت بجديد من الناحية الفكرية والأيديولوجية وغاب عنه عنصر الإبداع والتميز الذي يميزه عن بقية التنظيمات الإسلامية الموجودة على الساحة. أي أن هذه التنظيمات لا تتمتع برؤية إسلامية مستنيرة في تناول قضيا الفكر الإسلامي المعاصر، ومناقشة هموم ومشكلات الأمة الإسلامية ـ التي تزداد تفاقما يوما بعد يوم ـ برؤية إسلامية متحررة، إنما توجد بعض الحركات والجماعات الإسلامية التقليدية التي تدس رأسها في التراب "مثل النعام" وكأن لا شيء يحدث من حولها واقتصرت الإسلام على الشعائر التعبدية (صلاة، صيام، أمر بالمعروف ونهي عن المنكر، حلقات تدريس)، وهناك بعض الحركات الإسلامية التقليدية أيضا التي تعالج قضايا الأمة برؤية سوداوية قاتمة (تشاؤمية)، وبعضها يتعامل مع جمود النص وحرفيته، وهي بعيدة كل البعد عن مسألة التأويل والاجتهاد وقراءة ما بين السطور، حتى تستطيع التعاطي مع مشكلات الواقع وحلها برؤية إسلامية مستنيرة. وهذه التنظيمات لا تتماشى مع روح العصر الذي نعيش.
    إن كان التنظيم الإسلامي على الصورة سالفة الذكر؛ فهو يضيف رقما جديدا لقائمة التنظيمات والحركات الإسلامية الموجودة، هذا من جهة ومن جهة ثانية، كون أن التنظيم لم يأت بجديد من الناحية الأيديولوجية والفكرية سيعمل جهد المستطاع على سد هذه الثغرة (العجز الأيديولوجي) من خلال إثارة مسألة الولاء والإيمان بالشخص المؤسس، أو الشخص صاحب السلطة العليا في التنظيم، وهذا ما يترتب عليه التعصب الحزبي الأعمى والانغلاق الفكري، ورفض الآخر.
    خذ على سبيل المثال: العنصر في بعض الحركات الإسلامية، ربما تشتمه أو تشتم والديه، بل ربما أبعد من ذلك، قد تسب الذات الإلهية أمامه ولا يحرك ساكنا، وقد يتركك وشأنك، ويمشي دون أن تكون له أي ردة فعل تذكر. لكن لو كانت الشتيمة تطال أحد قادة حركته، سيكون الوضع مختلف تماما؛ إذ أنك ستجد ذلك العنصر الوديع الهادئ الذي لم يرد عليك الشتيمة بالشتيمة عندما تشتمه، يتحول إلى شخص مغاير، وقد قطّب جبينه، واحمر وجهه، وانتفخت أوادجه، وارتفع صوته بالصراخ، وهاج وماج، وقد يمد يده بالضرب لينتصر إلى قادة حركته!!
    هنا مكمن الخطأ الذي تقع فيه التنشئة السياسية لأبناء الحركات الإسلامية، إذ يتحول الولاء للتنظيم والشخص المؤسس وصاحب النفوذ، بدلا من الولاء للدين والأمة والوطن. وفي هذه الحالة يقع الفرد في "الشرك" من حيث لا يدري، إذ جعل مع الله شريكا (التنظيم، الشخص). يقول الله تعالى: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله} (سورة البقرة، الآية:165).
    ومتى كانت الصورة داخل الحركات الإسلامية على هذه الشاكلة تكون الفادحة والمصيبة، إذ أنه من المفترض في الفرد أن يتخذ من الحركة الإسلامية وسيلة لخدمة الإسلام والمسلمين. لا أن تتخذ الحركات والتنظيمات الإسلامية كمدارس لتفريخ وتخريج أجيال متعصبة حزبيا ومنغلقة فكريا، تعطل دور العقل في النظر إلى الأمور والتفكير فيها بصورة موضوعية، بل هو مثل الببغاوات يردد كل ما يحشى به ذهنه دون تفحيص أو تمحيص أو عرضه على العقل للحظات للنظر فيه إن كان سيقبله العقل أم يرفضه، أو يكون له رأي فيما يعرض عليه من قضايا ومشكلات، هكذا جيل سيكن الحقد والكراهية والبغض لكل من هم خارج تنظيمه، هذا إن لم تصل إلى حد التكفير والتخوين والعمالة.
    2-يلتحق الفرد بالتنظيم من أجل تحقيق مكاسب مادية أو معنوية:
    هذا السبب مرتبط بسابقه، فإذا كان الفرد لم يدخل التنظيم عن قناعة وإيمان بما يحمله هذا التنظيم من فكر وعقيدة ومبادئ يسعها إلى تجسيدها على أرض الواقع، فإن دخوله التنظيم يكون من أجل تحقيق مكاسب مادية أو معنوية، أو الاثنتان معا، بمعنى أنه متى ذهبت أو سحبت هذه الامتيازات من هذا الفرد ترك التنظيم، وضرب به عرض الحائط وبحث له عن تنظيم آخر يجد فيه ضالته ليشبع رغباته وشهواته الدنيوية، وهكذا صنف من الأفراد لا يُعتمد عليهم في تحقيق وتجسيد أهداف التنظيم، وتوصيل رسالة التنظيم إلى الجماهير، بل سيعكس صورة سلبية وسيئة عن التنظيم، كون أنه يضم في صفوفه أفراد على هذه الشاكلة.
    والمكاسب المادية التي يطمح الحصول عليها: الحصول على مكافئة مالية، أو امتيازات مادية مقابل عمله ونشاطه في التنظيم، أو تحقيق مآرب خاصة.
    أما المكاسب المعنوية: الحصول على مركز اجتماعي وموقع تنظيمي متقدم.
    وهذا ما نلمسه دون كبير جهد أو عناء عند رصد ومتابعة حالة حركتي (الجهاد الإسلامي وحماس) في الآونة الأخيرة.
    *حركة الجهاد الإسلامي/ كثير من العناصر سواء في الجناح السياسي، أو الجناح العسكري "سرايا القدس"، لم يلتحقون بالحركة من أجل الفكر والأيديولوجية والمشروع النهضوي ـ الفكري الذي تحمله الحركة، إنما دخلوا حركة الجهاد الإسلامي من أجل الحصول على مكافئة مالية وامتيازات مادية مقابل العمل الذي يقومون به (إعلاميا، أو اجتماعيا، أو دعويا)، أو يدخلوا الجناح العسكري من أجل الحصول على قطعة سلاح أو جهاز لا سلكي في المقام الأول. أما الجهاد كقيمة دينية فهو يأتي في الدرجة الثانية. وكأن الحركة تحولت إلى مكاتب توظيف كي تؤمّن مصادر دخل لهؤلاء الأفراد!! متى غاب عنصر الإخلاص والاهتمام بالهَم الإسلامي والعمل من أجل رفعة الإسلام والدفاع عن قضايا المسلمين، وحل بدلا منه عنصر النفاق والرياء (الشرك الأصغر)، وتحقيق الطموحات والمكاسب الشخصية، لابد من إعادة النظر في وضع الحركة وتصحيح مسارها للعمل على إعادة الحياة لمشروعها الفكري النهضوي الذي كاد أن ينسى بين أبناء الجيل الجديد الذي اختزل حركة الجهاد الإسلامي في الجانب العسكري البحت على حساب المشروع الفكري ـ النهضوي.
    *حركة حماس/ هي الأخرى ليست بأحسن حالا من سابقتها، فمنذ أن سيطر عليها وتملكها شهوة الحكم وحب الكرسي والسلطة، أرادت أن يكون لها أكبر عدد ممكن من الأنصار والموالين والعناصر في الشارع الفلسطيني، وحتى تحقق هذا الهدف أصبحت تضم في صفوفها الغث والسمين، بصرف النظر عن وضعه الديني والأمني والأخلاقي، وليس هذا الأمر مقتصرا على الداخل الفلسطيني، بل يشمل الخارج الفلسطيني (الشتات)، كون حماس تنافس السفارات وفتح في الدول التي يكون لها تمثيل فيها، فهي تعمل الآن على أن تضم في صفوفها أي فرد كان، وهذا الأمر يوحي بوجود قرار مركزي في حركة حماس بأن تضم في صفوفها أكبر عدد ممكن من الأفراد لتجمع الحشود والجموع الذي تنافس بها حركة فتح. في مثل هذا الوضع تكون الفرصة سانحة للمتسلقين والمتملقين وأصحاب المصالح الخاصة والمنافع الشخصية، الذين يبيعون أنفسهم لمن يدفع أكثر حتى يحققوا ما يصبوا إليه بعيدا عن وازع الدين والضمير والأخلاق، فكثير ممن التحق بحركة حماس (سواء في جناحها السياسي أو العسكري) هم على هذه الشاكلة، لم يدخلوا حركة حماس محبة فيها، ولا للمساهمة في تحقيق مشروعها الإسلامي الذي تؤمن به وتسعى إلى تجسيده، ولا إيمانا بما تؤمن به من أفكار ومعتقدات. وهو ما بدأت تعاني منه حركة حماس وتجني ثماره الآن، فأصبحنا نسمع همهمة وشكوى من بعض القيادات والأفراد والعناصر في حركة حماس الذين تربوا على غير ما تربى عليه الجيل الحمساوي الجديد، حيث أنهم بدءوا يجنون النتائج السلبية جراء هذه الخطوة غير الحكيمة وغير السليمة.

  • #2
    يارجل بارك الله فيك

    كلام من ذهب ويؤخد بعين الاعتبار نرجو من الله ان يصل لشباب حركتنا العملاقة

    وسلمت يداك على ما خطت من صواب لاجل الدين في المقام الاول ولاجل تماسك البنية التحتية لحركتنا الغراء
    سبحــان الله وبـحـمـده ، سـبحــان الله العظيم

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك أخي الكريم
      الحقيقة موضوع رائع يعجبني جميع نقاطه الا

      *حركة الجهاد الإسلامي/ كثير من العناصر سواء في الجناح السياسي، أو الجناح العسكري "سرايا القدس"، لم يلتحقون بالحركة من أجل الفكر والأيديولوجية والمشروع النهضوي ـ الفكري الذي تحمله الحركة، إنما دخلوا حركة الجهاد الإسلامي من أجل الحصول على مكافئة مالية وامتيازات مادية مقابل العمل الذي يقومون به (إعلاميا، أو اجتماعيا، أو دعويا)، أو يدخلوا الجناح العسكري من أجل الحصول على قطعة سلاح أو جهاز لا سلكي في المقام الأول. أما الجهاد كقيمة دينية فهو يأتي في الدرجة الثانية. وكأن الحركة تحولت إلى مكاتب توظيف كي تؤمّن مصادر دخل لهؤلاء الأفراد!! متى غاب عنصر الإخلاص والاهتمام بالهَم الإسلامي والعمل من أجل رفعة الإسلام والدفاع عن قضايا المسلمين، وحل بدلا منه عنصر النفاق والرياء (الشرك الأصغر)، وتحقيق الطموحات والمكاسب الشخصية، لابد من إعادة النظر في وضع الحركة وتصحيح مسارها للعمل على إعادة الحياة لمشروعها الفكري النهضوي الذي كاد أن ينسى بين أبناء الجيل الجديد الذي اختزل حركة الجهاد الإسلامي في الجانب العسكري البحت على حساب المشروع الفكري ـ النهضوي.

      نعم كلامك صحيح مئة بالمئة لكن والله كشخصي ان وليس لأني فقط أعشق الجهاد الاسلامي لكن للانصاف مع وجود هذه الشوائب التي تحدثت عنها يوجد مقابلها شباب مثل الورد وانتموا للحركة هذه الانتفاضة ومنهم الشهداء والأسرى والأبطال الذين خاضوا الجهاد باسلوب جديد

      وايضا المفكرين الجدد داخل الحركة وهم جيل جديد يخوض طريقه في الحركة ومنهم المثقفين والمتعلمين ، نعم أعترف أن العينات التي ذكرتها غلبت على الفئة التي نبتغيها لكن الحمدلله كل منهم يشق طريقه نحو مجده .


      دعني أنحرف للموضوع الرئيسي عن الحركة الاسلامية

      أتمنى منك أن توضح لي بما أراه أنا انه السبب الرئيسي بوضع المحزن للحركات الاسلامية هو أخطاء بالفكر والتنشئة من الأساس أم هي الحياة والكل يمشي مع التيار .

      أنا عني أعتقد أنه الاخوان المسلمون بشكل عام لديهم خطئ بالنهج والمواقف مما نرى نتائجه الأن من أخطاء رهيبة وجسيمة لحركة حماس من قتل وتعذيب الي الخ ...

      أيضا أتمنى منك أن تقدم لنا مواضيع عن فكر الاخوان المسلمون في الماضي والحاضر

      وبارك الله في جهودكم
      القناعة كنز لا يفنى

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك استاذ خالد على الطرح الجيد..
        "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين"

        تعليق


        • #5
          أسباب تفكك البنية التنظيمية للحركة الإسلامية

          أشكر جميع الأخوة الذين علقوا على الموضوع أو مروا عليه للقراءة والإطلاع، لأنه إن دل على شيء فإنه يدل على النية الصادقة والجادة، للانتقال بوضع وحال الحركة إلى الأحسن والأفضل ـ بمشيئة الله تعالى ـ.
          أما بالنسبة لمداخلة الأخ/ أسود الحرب
          الشكر لك مجددا على هذا الاهتمام المميز، والمداخلات الأكثر تميزا، وهذا الجهد الطيب للاستزادة والإطلاع.
          أما بالنسبة لنقطة الاستثناء التي وردت في مداخلتك على مقالتي. لو رجعت إلى العبارة، ستجد يا عزيزي أني لم أقل (كل أخوة الحركة)، إنما قلت (كثير). فديننا الإسلامي الحنيف، وفي العلوم الاجتماعية والإنسانية يبتعدون عن التعميم المطلق، إنما يأخذون بالنسبية، وهذا ما قلت به حينما تناولت حال الحركة، ولو قلت بالتعميم المطلق أكون أجحفت حقوق الكثير من أخوتنا وظلمتهم، وحاشا أن أكون كذلك.
          ما ذكرته ـ أنت ـ عن النقلة النوعية عند الأخوة، ووجود جيل من الشباب المتعلمين والمثقفين... إلخ، هذا ما ألسمه وأراه عيانا، وهو شيء يبشر بالخير، ونُسَر ونفرح له أشد الفرد والسرور، لكن كما قلت في مقدمة المقالة، أنني سأعتمد (أسلوب التحليل والنقد البناء)، وهكذا أسلوب قد يتطلب منا أن نتطرق لجوانب قد تحرج أو لا تسر البعض، وما طرحي لها إلا من باب أن نكون صادقين وصرحاء مع الله أولا ثم مع أنفسنا، إذا ما أردنا أن ننتقل بالحركة قدما إلى الأمام، أما إذا أردنا أن نغطي على الأخطاء ونقول أننا تمام وجيدون، في هذه الحالة نكون نمارس عملية (تزييف الوعي)، والكل يأمل أن الوضع جيد ولا توجد أخطاء ومواضع قصور!!، في حين أن الانتهازيين وضعاف النفوس والمتسلقين... إلخ هم كما السوسة تنخر في الحركة من حيث لا ندري!!
          خلاصة القول: أنا لا أختلف مع ما ذكرته عزيزي، لكن النقطة التي كانت غائبة عنك ـ إن جاز التعبير ـ أنني اتبعت التحليل والنقد الصريح "البنّاء.
          أما بالنسبة لسؤالك عن السبب (المحزن) الذي تعاني منه الحركة الإسلامية، هل هو بسبب الفكر والتنشئة أم مجاراة الواقع؟
          بداية لابد من التوضيح، أن كل حركة إسلامية تعتبر نفسها هي (وهي فقط) أنها الصواب، وما دونها على خطأ. لكن بالنسبة لنا في حركة الجهاد الإسلامي نتبنى قاعدة (أننا الأقرب إلى الصواب، ولسنا الصواب كله). لأنه لو قلنا أننا الصواب كله، معناه نفي وإقصاء ورفض الآخر ونسف جهوده، وهذه ليست تربيتنا ولا طريقة تفكيرنا ولا أسلوبنا في التعامل مع الغير. لذلك رفعت الحركة شعار: (الوحدة من خلال التعدد). هذا من جهة، ومن جهة ثانية نعتقد ونظن الخير في كل الحركات الإسلامية، كلها يسعى إلى إقامة دولة الخلافة الإسلامية، ولكن تختلف البرامج والآليات، ولا يسع المقام للإشارة إلى مناهج الحركات الإسلامية.
          إذن الجميع ينطلق من فكر إسلامي (من الكتاب والسنة)، ولكن الخطأ والمصيبة تكمن في (التنشئة السياسية والدينية)، لمّا تكون الحركة الإسلامية الواحدة تعتبر نفسها هي الصواب وهي جماعة المسلمين الوحيدة، يترتب على ذلك تفريخ أجيال من المتعصبين والمنغلقين فكريا، الذين يرفضون الآخر، وربما يكنون الحقد والضغينة والرفض له لمجرد أنه ليس من حركتهم أو جماعتهم، هذا إن لم تصل إلى حد التكفير والتخوين والعمالة.
          من جهة ثالثة، هناك بعض الجماعات غيرت من أهدافها ومواقفها، تحت مسمى (فقه الواقع)، وهذا اسم واسع فضفاض، وما تردي أحوال الحركة الإسلامية، إلا بسبب الاستغلال السيئ لهذا المصطلح، والواقع يشهد بذلك، ولا يحتاج إلى كبير تدليل وبرهان.
          خلاصة القول: إن حال الحركة الإسلامية المحزن ـ كما وصفته ـ، لا يمكن إرجاعه للتنشئة فقط دون مجاراة الواقع، أو العكس، إنما بسبب الاثنتين معا، بل هناك أسباب أخرى ستتعرف عليها لاحقا من خلال حلقات موضوعنا: (أسباب تمزق البنية التنظيمية للحركة الإسلامية).
          أما فيما يتعلق بما طلبته مني عن جماعة الإخوان المسلمين، سأحاول الجهد في هذا المجال، ولكن دعه إلى مرحلة متقدمة إن شاء الله تعالى.
          أخيرا.. عود على بدء، شكرك عزيزي على هذا الاهتمام، هكذا مداخلات هي التي تفعل وتثري الموضوع.. الله أسأل أن يجعل هذا الجهد في ميزان حسناتنا.

          تعليق


          • #6
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
            يبدو أن الموضوع لم يعد يقتصر على العنوان فقط ولكنه تعداه الى أزمة الحركة الإسلامية في فلسطين وكان الأخ خالد موفقا حين حصر الأمر بحركتي الجهاد وحماس،
            المسألة من وجهة نظري يمكن أن ننظر لها من بعدين الأول: فكر وممارسة، والثاني: الشخصية الكاريزمية التي يجب أن تتولى قيادة التنظيم والحركة في حال وجودها، وهو الموضوع الذي أود البدء في الحديث فيه..
            هل يكفي أن نحمل الإسلام وننطلق لنبشر به الناس ؟ هل سيفهم الناس معنى الاسلام وما ندعو إليه إن لم يكن هناك مثالا قائدا تتمثل كل "وليس بعض " الصفات الربانية للقائد الرباني؟!
            أبدا إن اول من سينقلب عليه هم اعضاء تنظيمه أنفسهم لأنه لا يمثل لهم القدوة والأسوة الحسنة.

            تخيلوا لو أن الرسالة الإسلامية نزلت رجل من القريتين عظيم كما كانت تطالب قريش وغيرها، هل كان هذا "العظيم" سيلتف الناس حوله؟
            وهل سيكون الله مولاه وجبريل وميكال وصالح المؤمنين ؟!
            بالطبع لا..
            إذن يجب قبل أن ندعو الناس للأخذ بالاسلام أن نأخذ به نحن أولا بأدبه وبعلمه وبسلوكه وبأخلاقه وبتضحياته وبزهده، والذي ينبغي أن تتكامل فيه هذه الصفات هو القائد لهذا التنظيم.
            تخيلوا معي لو أن حسن نصر الله كان جبانا وفيه كل الصفات الأخرى، هل كان سيأخذ قرارا مصيريا مثل الدخول في الحرب أو خطف الجنود؟! تخيلوا أن يكون القائد في التنظيم جاهلا بأحكام الإسلام ودقائقه وتطبيقه على نفسه، ونظر إليه أحد طلاب العلم وسأله عن آية أو حديث لا علم له به وله علاقة مباشرة بالعمل التنظيمي ، كيف سيكون إحساس هذا الطالب حين يرى قائد التنظيم يفتي في السياسة والاقتصاد والسلوك وهو يخالف قول الله عز وجل وكلام رسوله صلى الله عليه وآله وسلم؟؟
            إذن ينبغي أن يتمثل التنظيم كأشخاص بالاسلام ممارسة، وقد يقبل النقص في عنصر من التنظيم ولكن ينبغي أن يكون المستوى "الاسلامي" متكاملا على قدر ارتفاع مكانته التنظيمي.
            إن احد الأسباب للانشقاقات في التنظيمات الإسلامية هو هذا السبب "لم يكن القائد الحالي للتنظيم يملأ أعين عناصره قبل أن يملأ مكانته التنظيمية".
            وما الأزمة التي تعيشها اليوم إسرائيل إلا أزمة القيادة التي افتقدت أحد العناصر التي ينبغي أن تتمثل فيها "النزاهة، والقدرة على اتخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب".
            والسبب الرئيس لنجاح زعيم حزب الله أنه ملأ أعين عناصره ومجتمعه ونال ثقتهم المطلقة حتى أصبح لسان حالهم يقول: لو خضت بنا غمار هذا البحر لخضناه معك.
            كل منطقة من مناطق التنظيم ترى فيه زعزعة وتشققات تنظيمية يكون القائد هو السبب إما القائد للمنطقة أو القائد العام.
            وللموضوع بقية..

            تعليق


            • #7
              أخ/ أكرم
              أشكرك جدا على هذه المداخلة، وما سطرته يدك من كلمات طيبة.
              طبعا، أنا أتفق معك فيما قلت، وإن كنت أشدد على ( هل يكفي أن نحمل الإسلام وننطلق لنبشر به الناس ؟ هل سيفهم الناس معنى الاسلام وما ندعو إليه إن لم يكن هناك مثالا قائدا تتمثل كل "وليس بعض " الصفات الربانية للقائد الرباني؟!... إذن يجب قبل أن ندعو الناس للأخذ بالاسلام أن نأخذ به نحن أولا بأدبه وبعلمه وبسلوكه وبأخلاقه وبتضحياته وبزهده، والذي ينبغي أن تتكامل فيه هذه الصفات هو القائد لهذا التنظيم).
              إن المشكلة الراهنة التي تعاني منها أغلب ـ إن لم يكن ـ جميع الحركات الإسلامية بالذات، كون أنها حركات تنطلق من الكتاب والسنة، المشكلة تكمن في الفجوة بين الفكر والممارسة، ترفع شعارات تلوكها الألسن، ولا نرى لها ممارسات وتطبيقات في السلوك والتعامل اليومي، الأمر الذي يترتب عليه فقدان الثقة في الحركة الإسلامية، وفي شعاراتها وما تنادي به.

              تعليق


              • #8
                جميل أخي الأستاذ خالد ...
                أَكبر فيك عقلك المتفتح ..
                أكمل موضوعك أسعدك الله وأسعد بك..

                تعليق


                • #9
                  بارك الله فيك اخى الاستاذ خالد فأنت بحق منارة للفكر فى هذا المنتدى

                  كلام غاية فى الواقعية ولعل اىُ شخص فى البلد يشاركك رأيك
                  ولعل أكبر دليل هو المثال الحى الذى ضربته لنا //

                  خذ على سبيل المثال: العنصر في بعض الحركات الإسلامية، ربما تشتمه أو تشتم والديه، بل ربما أبعد من ذلك، قد تسب الذات الإلهية أمامه ولا يحرك ساكنا، وقد يتركك وشأنك، ويمشي دون أن تكون له أي ردة فعل تذكر. لكن لو كانت الشتيمة تطال أحد قادة حركته، سيكون الوضع مختلف تماما؛ إذ أنك ستجد ذلك العنصر الوديع الهادئ الذي لم يرد عليك الشتيمة بالشتيمة عندما تشتمه، يتحول إلى شخص مغاير، وقد قطّب جبينه، واحمر وجهه، وانتفخت أوادجه، وارتفع صوته بالصراخ، وهاج وماج، وقد يمد يده بالضرب لينتصر إلى قادة حركته!!

                  أتمنى منك ان تواصل الحلقات لأننا نتابع جديدك باهتمام شديد .

                  هيك فلّ من عنّا اخر مرة حدا فكر يسحب سلاح المقاومة ! << يقول لبنانيون ..

                  تعليق


                  • #10
                    أشكر الأخ/ خالد عمر على الكلمات الطيبة، والله أسأل أن أكون عند حسن ظنك

                    تعليق


                    • #11
                      أشكر الأخ/ خالد عمر على كلماته الطيبة

                      تعليق


                      • #12
                        هذا ليس انتقاد ..
                        انما هو تجريح وتشهير بالباطل ..

                        فأنت يا استاذ خالد تحاول ان تعمم تلك الصفات السئيه التي لا تكون في نتظيم الا انهدم وتمزق على غالب ابناء الحركه الاسلاميه ..

                        الكل يعلم ان افراد الحركه الاسلاميه في فلسطين هم اطهر واشرف الناس ..
                        يرجى مراجعة الموضوع من المشرفين لان بين ثنايه يجود تهجم وافتراء على ابناء الحركه الاسلاميه ..

                        تعليق


                        • #13
                          أخ/ أحمد
                          في الحقيقة لا أعرف بأي عين قرأت المقال، ويبدو أن قراءتك للمقال كانت انتقائية وليست بالكلية، لأنك لو كنت قارئ ـ جيد ـ للمقالة، لما توصلت إلى الخلاصة التي توصلت إليها.
                          أين التشهير والتجريح الذي في المقالة؟، وأين التهجم الذي أشرت إليه؟.
                          سيدي، يبدو أنك واحد من اثنين:
                          * قرأت المقالة بعينك ولم تقرأها بعقلك لتدرك ما بين السطور.
                          * قد تكون المقالة كبر من سنك.
                          وبالتالي سواء كانت الأولى أو الثانية، فأنا أعذرك على ما قلت.

                          تعليق


                          • #14
                            بارك الله فيك أخي الكريم

                            تعليق


                            • #15
                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                              حياك الله أخانا الأستاذ
                              و رفع من مقدارك

                              صراحة الموضوع سليم ..


                              ملاحظة أخي الكريم .
                              إذا بإمكانك كتابة موضوع في الشكاوي أريد التحدث معك في موضوع
                              و حياك الله

                              تعليق

                              يعمل...
                              X