إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

القمة القادمة.. وناقوس الخطر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القمة القادمة.. وناقوس الخطر

    قمة العرب في الرباط عام 1974 تنصل فيها الزعماء العرب من واجبهم تجاه القضية الفلسطينية من خلال قصة الممثل الشرعي والوحيد، وقمة العرب القادمة في تسير نحو تجريد الفلسطينيين من حق المقاومة، من خلال استحداث منهج جديد وصناعة ما يمكن تسميته(( حل شرعي ووحيد وهو المفاوضات)) خصوصاً وأن انزلاق العديد من الأطراف الفلسطينية باتجاه فكرة التسوية، سيعزز هذا الرأي ويدفع باتجاه زيادة الضغط على المقاومة.

    وهنا بالضبط تكمن الخطورة، وذلك لأن مساحة المراهنين على التسوية داخل الساحة الفلسطينية قد اتسعت، مما جعل الأنظمة العربية تفتح صدورها وتوجه أنظارها داخل الساحة الفلسطينية، بغاية إحداث التغيير المطلوب داخلها، والذي تظن أنه سيعزز من مواقعها، باعتبارها قد أسقطت خيار المقاومة بالكامل ومنذ أجل بعيد، وبات الرهان على التسوية هو مصلحتها الوحيدة.

    خطورة القمة هذه بالتحديد، تتمثل في قدرتها العالية على اختراق الساحة الفلسطينية(اليوم وليس بالأمس) وبالتالي ربما تستطيع فرض أجندة معينة، واللعب داخل الساحة الفلسطينية بشكل واسع، فيما كانت القمم السابقة لا تعني للفلسطينيين شيئاً، لأنها لم تكن قادرة على التأثير على الواقع الفلسطيني، بل على العكس تماماً فالساحة الفلسطينية كانت بثقلها تدخل إلى العواصم العربية، حتى ان الحجر البسيط الذي كان بيد طفل فلسطيني، ظل يحدث ضجيجا يمنع العواصم من الخلود إلى النوم.

    بالتأكيد إن يد الأنظمة هي مختلفة عن يد الشعوب، لأن دخولها في الساحة الفلسطينية يهدف إلى تغيير قواعد اللعبة في مصلحة الكيان الصهيوني، لأن هذه الأنظمة تعتبر أن وجود الكيانات العربية والعروش القائمة، هو بفعل وجود الكيان الصهيوني في قلب الأمة، وما يعنيه زوال الكيان من زوالها.

    المطلوب من الأطراف الفلسطينية التي سوف تذهب إلى القمة أن تتقي الله في هذا الشعب، وأن تكون بالمستوى المطلوب، وأن لا توافق على أي نصوص من شأنها الإضرار بهذا الشعب، وعلى رأسها المقاومة. والمطلوب أيضاً أن لا تتنصل الأنظمة من الواجب الإنساني في فك الحصار وغيره، كما تنصلت من واجبها تجاه فلسطين في قمة الرباط1974وأن لا تقايض الجانب الإنساني بابتزاز الشعب الفلسطيني ومحاولة تجريد ه من عناصر القوة لديه.

    والمطلوب أيضا من القمة، أن لا تفتح الأبواب للكيان الصهيوني مطلقاً، لأن هذا الكيان يطبق على فلسطين والأمة من خلال سياسة الأبواب المفتوحة، ولكنه ينكمش على نفسه بإغلاق هذه الأبواب.

    والمطلوب أيضا، أن تعي الأطراف الفلسطينية التي ستشارك بالقمة جيدا معنى الهدنة، وكيف أن الهدنة علاقتها بالاستيطان والتهويد علاقة وثيقة، وبهذا نستعيد تجربة أوسلو والاستيطان الذي تم بعدها، خصوصا وان المعركة الدائرة الآن، هي حول القدس وما يعنيه ذلك للأمة من انتهاك لحرماتها ومعتقداتها.

    وأما حق العودة، فمحظور على الأطراف الفلسطينية مجرد قبول النقاش فيه، وعلى الوفد الفلسطيني أن يغادر القمة إذا أرادت الأطراف العربية أن تلعب لعبة تمس هذا الشعب، لأنه لا يمكن أبداً ..أبداً أن يتم استبدال مفهوم إزالة الكيان الصهيوني، بمفهوم جديد يقوم على إلغاء حق العودة، بما يعنيه ذلك الإقرار بحق الكيان بالوجود على ذات الأرض التي هُجِّر منها أهلها. لأن التآمر على حق العودة، إنما يعني أن مفهوم إزالة هذا الكيان قد سقط، وبالتالي هما مفهومان، يسقط أحدهما الآخر.

    القمة القادمة هي ليست قمة شجب أو استنكار عربية مثل كل القمم، وذلك لاتساع دائرة الأطراف الفلسطينية التي تراهن على التسوية، وهنا نقول أن شعبنا الفلسطيني رفض أوسلو رغم أنها جاءت في لحظة انهيار سياسية في العالم، تمثلت في نهاية الحقبة السوفييتية وانتهاء التوازنات، وصولا إلى حرب الخليج الأولى، وتداعياتها الخطيرة بوصول القوات الأمريكية إلى الأرض العربية، ويومها كل القوى الوطنية وجدت في عمل منظمة التحرير انتهاكا للثوابت الوطنية، فكيف بنا اليوم نقبل بهذا الانتهاك، والصورة مختلفة تماما، فأمريكا في العراق وأفغانستان تعيش حالة يرثى لها، وزمن القطبية بدأ بالأفول، وفوق هذا كله، هزائم الكيان المتتالية، من جنين إلى الاندحار عن غزة، إلى جنوب لبنان.

    المطلوب من الأطراف الفلسطينية على مائدة القمة، أن تكون بالمستوى المطلوب، فهذه لحظات تاريخية حاسمة، وليست مجرد قمة وقرارات عابرة في مهب الريح.
    99:9
    ][][§¤°^°¤§][][( مهـــــــــــــــــاوش الســـــــــــــرايا )][][§¤°^°¤§][][
يعمل...
X