إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أيتام على موائد اللئام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أيتام على موائد اللئام

    يبدو العرب اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى كالأيتامٍ على موائد اللئام تتم دعوتهم لحضور المنتديات والمؤتمرات واللقاءات دون أن يكون لهم رأي أو يسمع أحد لصوتهم ، أو يشاركون في القرارات كما قال الشاعر:

    ويُقضى الأمر حين تغيب تيم ولا يسـتأذنون وهم حضور

    فها هم القادة والزعماء يهرولون- باستثناء القذافي- إلى باريس لحضور قمة باريس بشأن (الاتحاد من أجل المتوسط) وكل يغني على ليلاه، وكل حزب بما لديهم فرحون؛ فلم يلتقوا على رأي واحد، ولم يتفقوا على موقف محدد ، وفشل لقاء طرابلس الذي دعا إلى القذافي منذ أسابيع في جمع شمل القادة العرب؛ حيث قاطعه البعض، وفشل أيضًا في الوصول إلى موقف موحد؛ حيث يذهب الجميع تقريبًا ويقاطع القذافي وحده، مغردًا خارج السرب كعادته.



    وفي حين يريد الأمين العام لجامعة الدولة العربية بث الأمل في نفوسنا بتصريحه في المؤتمر الصحفي مع وزير الخارجية الأيرلندي بالقاهرة:-

    "هناك تحفظات عربية وأوروبية على المبادرة وتساؤلات وملاحظات وعلامات استفهام، والكل سيحضر النقاش للتناقش حول كيفية إنشاء هذا المشروع، والشكل النهائي لم يتحدد بعدُ، والدول العربية ذاهبة إلى اجتماع باريس برؤية واحدة أكثر مما تراها الأعين الآن؛ لأنه حدثت تعديلات قُدمت باسم كل العرب المشاركين في الاجتماع. (الحياة 10/7).



    ولكن لم ير أحد أو يسمع مراقب عن هذه التعديلات العربية بينما تابع الجميع المناقشات الأوروبية التي أدخلت تعديلات جوهرية على مبادرة الرئيس الفرنسي ساركوزي وصلت إلى تعديل الاسم مع الجوهر حتى لا تصطدم الفكرة المتوسطية بالاتحاد الأوروبي القائم والمتجدد والمتمدد في الفضاء الأوروبي الذي يسعى لاستيعاب البلقان بعد استيعاب معظم أوروبا الشرقية، أما العرب فسيكتفون بلقاءٍ تشاوري مساء القمة لوزراء الخارجية العرب في باريس لتمزيق المواقف قد يحضره الوزير السوري وقد لا يحضره.



    "تفرَّق العرب أيدي سبأ"، وأصبحوا من جديدٍ قبائل متنازعة، تسعى كل قبيلةٍ لمصلحتها، وترعى مواطن الكلأ والعشب الذي تُقدمه لها الدول الكبرى، وخاصةً أنه مقاطعة دول عربية كبرى لقمة دمشق العربية التي كرَّست الانقسام العربي بين محورين: محور للاعتدل ترعاه أمريكا وفرنسا ويعمل في إطار المخطط الأمريكي الصهيوني، ومحور الممانعة الذي يخشى على مصالحه ولا يرى نفسه في إطار التسويات الكبرى التي تتم اليوم ولم يتبق فيه إلا سوريا ودول تعيش مشاكلها الخاصة تتأرجح بين المحورين.



    وفقد العرب البوصلة في مرحلة حاسمة من التاريخ، فدخلنا مرحلة التيه والضياع.

    سوريا تذهب إلى باريس بإلحاح فرنسي وترتيب أوروبي لكرر العزلة الأمريكية عليها وبهدف إبعادها عن إيران وتشجيعها على المضي قدمًا في المفاوضات غير المباشرة مع العدو الصهيوني وتحويلها إلى مفاوضات مباشرة ولممارسة المزيد من الضغوط عليها حتى تلجم المقاومة ضد العدو الصهيوني في فلسطين ولبنان.



    الرئيس الأسد يذهب بحسابات مختلفة؛ فهو يريد استعادة الدور السوري في لبنان والذي قد يزداد بعد الانتخابات اللبنانية المقبلة، ويريد كسر الطوق الحديدي الذي فرضه الأمريكيون على بلاده بعد اغتيال الحريري، وهو يبدي مرونة قد تصل إلى مصافحة أولمرت في باريس تجلب عليه سخط العرب المقاومين.



    بقية العرب يذهبون لأنه لا حيلة لهم ولا قرار ولا يقدرون على مجرد قول "لا" أو الامتناع علن الذهاب أو يراهنون على إفشال المشروع كما فشلت عملية برشلونة التي أطلقها ساركوزي هي تجديد لها وامتداد طبيعي لمشاركة فشلت من قبل.



    الأوروبيون- وفي مقدمتهم فرنسا- لهم أهداف واضحة ويسوقون الوهم للعرب في سبيل دفعهم لتبني الأجندة الأوروبية.



    هم يريدون وقف موجات الهجرة البشرية المتتالية ووقف قوارب الموت التي تحمل الآلاف من العرب والأفارقة ليغرقوا على شواطئ المتوسط في مشهد يلخص مأساة العالم اليوم بين قطب غني فاحش الثراء وعالم فقير لا يجد الغذاء.



    هذا المشهد يؤرق كل إنسان له ضمير حي ويحمل نذر المستقبل القريب أو البعيد الذي يهدد أوروبا في الحالتين: وصول المهاجرين إلى بلادٍ لم تعد تنجب المزيد من الأطفال ومعدل نموها السكاني يكاد يصل إلى الصفر مما يغير التركيبة السكانية أو فشل هؤلاء وغرقهم على السواحل مما يؤجج عوامل السخط والكراهية، وهذه هي بواعث الإرهاب والعنف الذي يعشش دخل أوروبا نفسها في أحياء المهاجرين ويمثل قنابل موقوتة ستنفجر ولو بعد حين؟

    فرنسا التي تقف ضد انضمام تكريا إلى الاتحاد الأوروبي تريد ها المنتدى الجديد بدلاً عن أحلام تركيا وغيرها باللحاق بالقطار الأوروبي الذي يجب أن يبقى اتحادًا للشعوب المسيحية فقط ولا مانع من إلحاق بلا صغيرة وضعيفة كألبانيا وكوسوفو، ويمن أن تذوي في الهوية المسيحية وتعيش على المعونات الأوروبية وليس لها ثقل سكاني أو اقتصادي.



    الأوروبيون يؤرقهم مشاكل الهجرة والإرهاب والبيئة والنقاء الأوروبي والرفاهية الأوروبية ، ولا تهمهم مشاكل الدول الأخرى، إنها العنصرية الأوربية المرتبطة بالحضارة الغربية العلمانية ذات الجذور اليهودية المسيحية.



    يريد الأوروبيون أيضًا تطبع جانبي بين العرب والعدو الصهيوني دون الوصول إلى الحقوق الفلسطينية وسلام حتى على الشروط الدولية، مما دعا وزير خارجية مصر إلى التصريح بأن "مصر لن تقبل أن يكون (اتحاد المتوسط) أداة لتطبيع العرب مع إسرائيل" (الحياة 10/7).



    والسؤال إذا كانت مصر هي أكبر الدول العربية التي تطبع مع إسرائيل وتقيم علاقات معها دبلوماسية وتجارية وأمنية.. فهل تملك مصر منع التطبيع مع بقية دول العالم العربي.



    العرب باتوا كالأيتام على موائد اللئام؛ فالعراق ساحة للحوار الأمريكي الإيراني، والاتفاقية الأمنية التي تكرس الاحتلال الأمريكي يتم البحث حولها في غياب عربي تام وتسارع دول الخليج لفتح سفارتها دون وجود أفق لمستقبل العراق.



    والسودان بتعرض لمؤامرة خطيرة قد تصل إلى محاكمة جنائية لرموزه وقادته، والصومال ساحة حرب بين طموح أوروبي للهيمنة على القرن الإفريقي وتمرد إريتري لتغذية خلافات تاريخية مع إثيوبيا، ويدفع الشعب الصومالي الثمن من دمائه وحريته واستقلاله.



    العرب بدون قيادة بعد أن تخلت مصر عن دورها محل القيادة الطبيعية، ووصل المأزق الأمريكي الصهيوني إلى ذروته في فلسطين والعراق وأفغانستان.



    وهكذا في لحظة فارقة في تاريخنا ندخل تيه الضياع من جديد ولا تملك الشعوب إلا أن تتمسك بالأمل في فجر جديد يعصمها الإيمان بالله تعالى والثقة في قدرة الأمة على امتلاك إرادتها وتوجيه البوصلة نحو الاتجاه الصحيح للوصول إلى بر الأمان.

    د/عصام العريان

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»الوحدة واجب شرعي«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  • #2
    لكن يا اخى ما احد من مجيت من هؤلاء الزعماء الخونة

    تعليق


    • #3
      بعين الله يا اخوان ونسأل الله الهداية لمن باعو انفسهم لبنى علمان وبنى الكفر والجحود
      "ألا ان العاقبة للمتقين " صدق الله العظيم

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة أبو بلال مشاهدة المشاركة
        لكن يا اخى ما احد من مجيت من هؤلاء الزعماء الخونة

        وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما

        «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»الوحدة واجب شرعي«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

        تعليق


        • #5
          عذرا إخواني فاصل قصير مع القائد الختيار المختار اللي عقله طار
          ^
          ^
          ^
          ^
          ^
          ^
          ^
          ^
          عــــــــــــــــــبـــــــــــــــــســــــــــــ ي














          خلي بالكو من الصورة دي بقى.................

          التعديل الأخير تم بواسطة الخباب; الساعة 13-07-2008, 11:38 PM.

          «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»الوحدة واجب شرعي«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

          تعليق


          • #6
            بارك الله فيك اخي خباب

            ماجبت اشي جديد ماراح يتبدل شيء ابدا دامت الامة غافلة وانحرفت عن منهجها ورضت بالبيعة واخذت باذناب البقر ومالت كل الميل عن مبادئها وقيهمها فأمثال عبسي المخزي كثر


            وتقبل مروروي واشكرك على هذه المقالة
            سبحــان الله وبـحـمـده ، سـبحــان الله العظيم

            تعليق

            يعمل...
            X