لتصفح الجزء الأول من هذه الدراسة هنا
عندما نتحدث عن طبيعة العلاقة بين حركتي (الجهاد الإسلامي وحماس)، فإني أقسمها إلى ثلاثة مستويات، وهي:
العلاقة بين قيادة الحركتين في الخارج.
العلاقة بين الحركتين على مستوى القيادات في الداخل.
العلاقة بين الحركتين على مستوى القاعدة.
وفيما يلي سأتحدث باختصار عن كل واحدة من هذه المستويات:
أولا/ العلاقة بين الحركتين في الخارج:
العلاقة بين قيادتي الحركتين في الخارج في هذه المرحلة هي في أرقى وأروع صورها، حيث التنسيق الكامل والتواصل المستمر بينهما، وتوحيد المواقف والرؤى حول الكثير من القضايا التي تتعلق بالقضايا المحلية والإقليمية والدولية. وربما هذه الأجواء هي التي أعادت الأمل من جديد لفتح ملف الوحدة بين الحركتين في إطار حركة إسلامية واحدة. وأجواء الوفاق هذه لها ما يبررها، كون أن كلا القيادتين خارج الوطن الحبيب فمشاعر الحب والحنين للوطن وترابه وهوائه يقوي عوامل الاقتراب بينهما أكثر مما ينفرهما.
ثانيا/ العلاقة بين الحركتين على مستوى القيادات في الداخل:
هذا المستوى لا يختلف كثيرا عن سابقه، حيث التواصل المستمر بين قيادة الحركتين وتنسيق وتوحيد المواقف حول العديد من القضايا المشتركة، إلا أنه ليس بنفس الدرجة والمستوى الذي عليه قيادات الخارج، وذلك لسبب بسيط أن قيادات الداخل هي الموجودة في الميدان وتتابع الأحداث أولا بأول، ويقع بينها الاحتكاك المباشر بصورتيه (الإيجابية والسلبية). وأحيانا العلاقة لا تتجاوز حد (البروتوكولات)، تبادل الابتسامات والقبلات والسلامات أمام وسائل الإعلام.
ثالثا/ العلاقة بين الحركتين على مستوى القاعدة:
هذا المستوى من العلاقات هو الأكثر أهمية وأشد خطورة في نفس الوقت، ومن المفترض أن يسخر له الجهد والوقت والتخطيط المطلوب من قبل الحركتين حتى تتحقق الغاية والهدف الأسمى (وحدة الحركة الإسلامية).
الوحدة بين الحركتين ليست مجرد قرار سياسي تتخذه قيادة الحركتين، إنما هو فكر وممارسة وسلوك يومي وعلاقات اجتماعية، وهذا لن يتأتى إلا من خلال إعادة النظر في طريقة التربية والتنشئة السياسية، وتعميق ثقافة الحوار.
لكن المتابع للميدان والممارسات السلوكية اليومية، والعلاقات المباشرة وغير المباشرة بين القاعدة من الحركتين، أو حتى على صعيد الأذرع العسكرية (السرايا والقسام)، لا يتفاءل كثيرا بل أنه يوحي بمزيد من التشاؤم والإحباط والبأس (وأخواتها)، بسبب الممارسات السلبية التي تزيد من قناعتنا؛ استحالة تحقيق الوفاق والتنسيق على نفس الشاكلة الموجودة على مستوى القيادات.
وهناك العديد من الممارسات السلبية التي تعمق الهوة بين القاعدتين، خذ على سبيل المثال ـ لا الحصر ـ:
1. الخلافات على اللوحات الإعلامية والإعلانات في المساجد.
2. الخلافات على الحلقات الدينية في المساجد.
3. الخلافات بين الأخوة في الأماكن العامة وباحات الجامعات والكليات والمدارس.
4. ولا أنسى الخلافات بين الأخوة (على وعند) نقاط الرباط!! إذ من المفترض في هذه الشريحة بالذات أن تكون بينها عوامل التنسيق والتشاور أكثر من غيرها، لأنها في خط الدفاع الأول عن الأمة، ولا يدري الواحد منهم أيعود سالما لأهله أم يرتقي إلى الله شهيدا؟! لكن ما أسمعه من قصص وروايات أجد أن الرباط عند البعض دخل في باب الرياء والنفاق (الشرك الأصغر)، وما رباطه إلا من أجل تنظيمه، أو ليقول الناس عنه مرابط!!
ما الفائدة إذن من تفاهم والتقاء القيادات والتنسيق بينهما، والقاعدة لكلا الحركتين تعيشان حالة من التنفير والابتعاد والشقاق، وتعميق الهوة بينهما؟!
برأيي أن السبب الرئيس الذي يقف عائقا وحجر عثرة أمام التقارب بين القاعدة في كلا الحركتين هو: التعصب الحزبي، (عملية الأدلجة الخاطئة، التنشئة السياسية السلبية، الانغلاق والجمود الفكري، عدم قبول الآخر ورفضه وإقصائه).
وبالنظر إلى واقع المجتمع الفلسطيني اليوم، وما يمر فيه من التشرذم والتمزق والانشقاق بين (ضفة وغزة) ما هو إلا بسبب آفة التعصب الحزبي الموجودة عند طرفي النزاع (فتح وحماس). وبالانتقال إلى حالة الحركتين (الجهاد الإسلامي وحماس)، فالأمر يختلف إلى حد ما.
في حالة فتح وحماس كلا التنظيمين يقومان على التعصب الحزبي ونفي الآخر، أما فيما يتعلق بالجهاد الإسلامي وحماس، هناك طرف (الأول) يقوم على عقيدة وفكر الحوار، وليس أدل على ذلك من قول الدكتور الشقاقي ـ رحمه الله ـ: "أن أي خلاف بين تنظيم فلسطيني وآخر لا يحل إلا بالحوار السياسي والفكري، وأن العنف ليس له إلا وجهة واحدة هي: العدو الصهيوني"، وهذا لم يكن مجرد شعار تتغنى به الحركة بل هو فكر وممارسة، وبالعودة إلى البدايات الأولى لظهور للحركة وما تعرضت له من محاولات اعتداء (بكل ألوانه) لم يرصد أي حالة أن استخدمت فيها حركة الجهاد الإسلامي العنف، بل كانت تعتمد على الحوار كأسلوب أفضل في حل النزاعات والمشكلات، حتى في فترة الفلتان الأمني وبعض المناوشات التي وقعت بين السرايا من جهة، والقسام والتنفيذية من جهة ثانية، في رفح أو بغزة لم تدم كثيرا، فسرعان ما طوقت قيادة الحركة الأحداث، وهذا ليس من باب الضعف أو الخوف، بل هو ممارسة لما نؤمن به فيما يتعلق بمسألة الحوار.
أما الطرف آخر (الثاني)، لا يميز في التعامل بين حركة إسلامية أو وطنية أو يسارية، فالأمر لديه سواء. (لا أريد التفصيل أكثر، وأسوق الأمثلة والشواهد حول هذه النقطة، لأني إن أطلقت العنان لقلمي سيطول بي المقام. فالجميع ربما يعرف ويتحدث أفضل مني ويقدم الأدلة والشواهد على ذلك،).
لذلك إذا كانت النوايا صافية وصادقة لتحقيق وتجسيد الحوار والوحدة، لابد من العمل على الجاد والمثابر لتعميق ثقافة الحوار، والقبول بالآخر، وقبول بتعدد وجهات النظر، والابتعاد عن أسلوب إلغاء الآخر ونفيه وإقصائه.
الخلاصة:
حتى أكون صادقا مع نفسي ومع أخوتي القراء، لا أرى في المستقبل القريب أي بارقة أمل نحو تحقيق الوحدة بين جناحي الحركة الإسلامية، لأن الشرخ في العلاقة بين الحركتين كل يوم يزداد، والهوة تتوسع. فالفوارق بين الحركتين لا تلغيها تنسيق في المواقف هنا وهناك، أو الاتفاق في التصريحات حول هذه القضية أول تلك. فالشرخ غائر وعميق. لذلك يجب ألا ننخدع بالابتسامات والقبلات والتصريحات أمام شاشات التلفزة وفي المؤتمرات.
وإني أرى أن مطلب الوحدة بين الحركتين لا يتجاوز حدود الأماني والآمال التي تداعب خيالنا، لأن تحقيقها صعب المنال، على مستوى القاعدة بالذات. هذا من جهة، ومن جهة ثانية الذي يدفعني للقول بعدم تحقيق الوحدة في الأجل القريب، أن المواقف الإستراتيجية لكل من الحركتين كل يوم في تباين، بدءً بدخول حماس المجلس التشريعي، والقبول بهدنة طويلة الأمد مع العدو الصهيوني، والقبول بدولة على حدود 1967، والانفتاح على القيادات والشخصيات الغربية التي كان لها دور كبير في تدمير القضية الفلسطينية... إلخ. وهي مواقف تتنافى في كليتها جملة وتفصيلا مع مواقف وإستراتيجية حركة الجهاد الإسلامي.
إذا اتحدت حركة الجهاد الإسلامي وتوافقت مع حماس حول هذه القضايا، وحماس على هذه الشاكلة حيث التخبط السياسي، ما الداعي إذن لبقاء حركة الجهاد الإسلامي؟، ومن الأفضل أن تحول اسمها إلى (حماس2) أو ) حماس NEW)، أو تنصهر في حماس الحالية.
كنا نردد في السابق أن الذي يفرق بين الحركتين "شعرة دقيقة"، لكن الآن كل يوم تزداد الفوارق وتكبر.
رب قائل يقول: أن هناك تناقض بين ما طرحته في بداية المقالين وبين ما ختمت به، أقول هذا ليس تناقضا، إنما هو تشخيص للواقع بموضوعية، ومن ثم أضع الخلاصة.
لكن في الختام، نؤكد على أن الوحدة بين الحركتين هو مطلب مقدس عند حركة الجهاد الإسلامي، وهي دائما السباقة بهذا الصدد إنطلاقا من المسئولية الشرعية والأخلاقية والمجتمعية، ويشهد على ذلك الواقع والتاريخ.
العلاقة بين حركتي (الجهاد الإسلامي وحماس)
تحت المجهر (ح2)
تحت المجهر (ح2)
أ. خالد سيف الدين
عندما نتحدث عن طبيعة العلاقة بين حركتي (الجهاد الإسلامي وحماس)، فإني أقسمها إلى ثلاثة مستويات، وهي:
العلاقة بين قيادة الحركتين في الخارج.
العلاقة بين الحركتين على مستوى القيادات في الداخل.
العلاقة بين الحركتين على مستوى القاعدة.
وفيما يلي سأتحدث باختصار عن كل واحدة من هذه المستويات:
أولا/ العلاقة بين الحركتين في الخارج:
العلاقة بين قيادتي الحركتين في الخارج في هذه المرحلة هي في أرقى وأروع صورها، حيث التنسيق الكامل والتواصل المستمر بينهما، وتوحيد المواقف والرؤى حول الكثير من القضايا التي تتعلق بالقضايا المحلية والإقليمية والدولية. وربما هذه الأجواء هي التي أعادت الأمل من جديد لفتح ملف الوحدة بين الحركتين في إطار حركة إسلامية واحدة. وأجواء الوفاق هذه لها ما يبررها، كون أن كلا القيادتين خارج الوطن الحبيب فمشاعر الحب والحنين للوطن وترابه وهوائه يقوي عوامل الاقتراب بينهما أكثر مما ينفرهما.
ثانيا/ العلاقة بين الحركتين على مستوى القيادات في الداخل:
هذا المستوى لا يختلف كثيرا عن سابقه، حيث التواصل المستمر بين قيادة الحركتين وتنسيق وتوحيد المواقف حول العديد من القضايا المشتركة، إلا أنه ليس بنفس الدرجة والمستوى الذي عليه قيادات الخارج، وذلك لسبب بسيط أن قيادات الداخل هي الموجودة في الميدان وتتابع الأحداث أولا بأول، ويقع بينها الاحتكاك المباشر بصورتيه (الإيجابية والسلبية). وأحيانا العلاقة لا تتجاوز حد (البروتوكولات)، تبادل الابتسامات والقبلات والسلامات أمام وسائل الإعلام.
ثالثا/ العلاقة بين الحركتين على مستوى القاعدة:
هذا المستوى من العلاقات هو الأكثر أهمية وأشد خطورة في نفس الوقت، ومن المفترض أن يسخر له الجهد والوقت والتخطيط المطلوب من قبل الحركتين حتى تتحقق الغاية والهدف الأسمى (وحدة الحركة الإسلامية).
الوحدة بين الحركتين ليست مجرد قرار سياسي تتخذه قيادة الحركتين، إنما هو فكر وممارسة وسلوك يومي وعلاقات اجتماعية، وهذا لن يتأتى إلا من خلال إعادة النظر في طريقة التربية والتنشئة السياسية، وتعميق ثقافة الحوار.
لكن المتابع للميدان والممارسات السلوكية اليومية، والعلاقات المباشرة وغير المباشرة بين القاعدة من الحركتين، أو حتى على صعيد الأذرع العسكرية (السرايا والقسام)، لا يتفاءل كثيرا بل أنه يوحي بمزيد من التشاؤم والإحباط والبأس (وأخواتها)، بسبب الممارسات السلبية التي تزيد من قناعتنا؛ استحالة تحقيق الوفاق والتنسيق على نفس الشاكلة الموجودة على مستوى القيادات.
وهناك العديد من الممارسات السلبية التي تعمق الهوة بين القاعدتين، خذ على سبيل المثال ـ لا الحصر ـ:
1. الخلافات على اللوحات الإعلامية والإعلانات في المساجد.
2. الخلافات على الحلقات الدينية في المساجد.
3. الخلافات بين الأخوة في الأماكن العامة وباحات الجامعات والكليات والمدارس.
4. ولا أنسى الخلافات بين الأخوة (على وعند) نقاط الرباط!! إذ من المفترض في هذه الشريحة بالذات أن تكون بينها عوامل التنسيق والتشاور أكثر من غيرها، لأنها في خط الدفاع الأول عن الأمة، ولا يدري الواحد منهم أيعود سالما لأهله أم يرتقي إلى الله شهيدا؟! لكن ما أسمعه من قصص وروايات أجد أن الرباط عند البعض دخل في باب الرياء والنفاق (الشرك الأصغر)، وما رباطه إلا من أجل تنظيمه، أو ليقول الناس عنه مرابط!!
ما الفائدة إذن من تفاهم والتقاء القيادات والتنسيق بينهما، والقاعدة لكلا الحركتين تعيشان حالة من التنفير والابتعاد والشقاق، وتعميق الهوة بينهما؟!
برأيي أن السبب الرئيس الذي يقف عائقا وحجر عثرة أمام التقارب بين القاعدة في كلا الحركتين هو: التعصب الحزبي، (عملية الأدلجة الخاطئة، التنشئة السياسية السلبية، الانغلاق والجمود الفكري، عدم قبول الآخر ورفضه وإقصائه).
وبالنظر إلى واقع المجتمع الفلسطيني اليوم، وما يمر فيه من التشرذم والتمزق والانشقاق بين (ضفة وغزة) ما هو إلا بسبب آفة التعصب الحزبي الموجودة عند طرفي النزاع (فتح وحماس). وبالانتقال إلى حالة الحركتين (الجهاد الإسلامي وحماس)، فالأمر يختلف إلى حد ما.
في حالة فتح وحماس كلا التنظيمين يقومان على التعصب الحزبي ونفي الآخر، أما فيما يتعلق بالجهاد الإسلامي وحماس، هناك طرف (الأول) يقوم على عقيدة وفكر الحوار، وليس أدل على ذلك من قول الدكتور الشقاقي ـ رحمه الله ـ: "أن أي خلاف بين تنظيم فلسطيني وآخر لا يحل إلا بالحوار السياسي والفكري، وأن العنف ليس له إلا وجهة واحدة هي: العدو الصهيوني"، وهذا لم يكن مجرد شعار تتغنى به الحركة بل هو فكر وممارسة، وبالعودة إلى البدايات الأولى لظهور للحركة وما تعرضت له من محاولات اعتداء (بكل ألوانه) لم يرصد أي حالة أن استخدمت فيها حركة الجهاد الإسلامي العنف، بل كانت تعتمد على الحوار كأسلوب أفضل في حل النزاعات والمشكلات، حتى في فترة الفلتان الأمني وبعض المناوشات التي وقعت بين السرايا من جهة، والقسام والتنفيذية من جهة ثانية، في رفح أو بغزة لم تدم كثيرا، فسرعان ما طوقت قيادة الحركة الأحداث، وهذا ليس من باب الضعف أو الخوف، بل هو ممارسة لما نؤمن به فيما يتعلق بمسألة الحوار.
أما الطرف آخر (الثاني)، لا يميز في التعامل بين حركة إسلامية أو وطنية أو يسارية، فالأمر لديه سواء. (لا أريد التفصيل أكثر، وأسوق الأمثلة والشواهد حول هذه النقطة، لأني إن أطلقت العنان لقلمي سيطول بي المقام. فالجميع ربما يعرف ويتحدث أفضل مني ويقدم الأدلة والشواهد على ذلك،).
لذلك إذا كانت النوايا صافية وصادقة لتحقيق وتجسيد الحوار والوحدة، لابد من العمل على الجاد والمثابر لتعميق ثقافة الحوار، والقبول بالآخر، وقبول بتعدد وجهات النظر، والابتعاد عن أسلوب إلغاء الآخر ونفيه وإقصائه.
الخلاصة:
حتى أكون صادقا مع نفسي ومع أخوتي القراء، لا أرى في المستقبل القريب أي بارقة أمل نحو تحقيق الوحدة بين جناحي الحركة الإسلامية، لأن الشرخ في العلاقة بين الحركتين كل يوم يزداد، والهوة تتوسع. فالفوارق بين الحركتين لا تلغيها تنسيق في المواقف هنا وهناك، أو الاتفاق في التصريحات حول هذه القضية أول تلك. فالشرخ غائر وعميق. لذلك يجب ألا ننخدع بالابتسامات والقبلات والتصريحات أمام شاشات التلفزة وفي المؤتمرات.
وإني أرى أن مطلب الوحدة بين الحركتين لا يتجاوز حدود الأماني والآمال التي تداعب خيالنا، لأن تحقيقها صعب المنال، على مستوى القاعدة بالذات. هذا من جهة، ومن جهة ثانية الذي يدفعني للقول بعدم تحقيق الوحدة في الأجل القريب، أن المواقف الإستراتيجية لكل من الحركتين كل يوم في تباين، بدءً بدخول حماس المجلس التشريعي، والقبول بهدنة طويلة الأمد مع العدو الصهيوني، والقبول بدولة على حدود 1967، والانفتاح على القيادات والشخصيات الغربية التي كان لها دور كبير في تدمير القضية الفلسطينية... إلخ. وهي مواقف تتنافى في كليتها جملة وتفصيلا مع مواقف وإستراتيجية حركة الجهاد الإسلامي.
إذا اتحدت حركة الجهاد الإسلامي وتوافقت مع حماس حول هذه القضايا، وحماس على هذه الشاكلة حيث التخبط السياسي، ما الداعي إذن لبقاء حركة الجهاد الإسلامي؟، ومن الأفضل أن تحول اسمها إلى (حماس2) أو ) حماس NEW)، أو تنصهر في حماس الحالية.
كنا نردد في السابق أن الذي يفرق بين الحركتين "شعرة دقيقة"، لكن الآن كل يوم تزداد الفوارق وتكبر.
رب قائل يقول: أن هناك تناقض بين ما طرحته في بداية المقالين وبين ما ختمت به، أقول هذا ليس تناقضا، إنما هو تشخيص للواقع بموضوعية، ومن ثم أضع الخلاصة.
لكن في الختام، نؤكد على أن الوحدة بين الحركتين هو مطلب مقدس عند حركة الجهاد الإسلامي، وهي دائما السباقة بهذا الصدد إنطلاقا من المسئولية الشرعية والأخلاقية والمجتمعية، ويشهد على ذلك الواقع والتاريخ.
تعليق