رحلة أطفال عراقيين إلى إسرائيل
غزة-دنيا الوطن
دخلت قضية علاج اطفال عراقيين يعانون من امراض خطرة خاصة في القلب في مستشفيات تل ابيب بإسرائيل مرحلة الاتهامات السياسية... ومع إطلاق قوى ومنظمات واطباء، دعوات تناشد العرب إلى إستقبالهم، تفاديًا لرحيلهم إلى الدولة العبرية، نفت وزارة الصحة العراقية ضلوعها بالامر، بينما ابدت الجزائر استعدادها لعلاجهم في مستشفياتها.
فمنذ أن كشف طبيب عراقي عن وجود اطفال عراقيين مرضى في العاصمة الاردنية عمان تجري الاستعدادات لترحيلهم الى تل ابيب للعلاج والقضية تتفاعل سياسيًا وانسانيًا. فقد اطلق الطبيب العراقي عمر الكبيسى المقيم بالأردن تحذيرًا الى الرأي العام العربي قبل ايام قائلا ان "نقل أطفال العراق للعلاج فى تل أبيب فضيحة لا يرضاها عربى وهى إهانة للعراق ولأطباء العراق والعرب أجمعين". واكد في مقال له نشر في مواقع على الانترنت، أن المركز العراقى للمساعدة الطبية الذي يعمل من داخل المنطقة الخضراء في بغداد، ويضم عراقيين وأميركيين، أمر بنقل 24 طفلاً عراقيًا إلى إسرائيل، مشيرًا إلى أن المركز يعمل بالتنسيق مع جمعية "آخين" الإسرائيلية "أخوة معا".
واضاف الطبيب العراقي قائلاً: "تمنيت أن أموت قبل أن أرى أطفالاً عراقيين مع أمهاتهم في عمان وصلوا من بغداد وعلى وجبات وبأعداد تفوق المئة طفل، لغرض تقييم حالتهم من قبل أطباء إسرائيليين وترتيب تواقيت وصولهم إلى تل أبيب لإجراء تداخلات جراحيه لهم بسبب إصابتهم بتشوهات ولاديه في القلب أطفال من شمال العراق ووسطه وجنوبه شخصت أمراضهم في العراق ونظمت لهم تقارير وفحوص وسجلات طبية في مستشفيات حكومية وتمّ اختيارهم وأرسلوا مع أمهاتهم او أبائهم ليحصلوا على تراخيص سفر إسرائيلية بتوصيات من منظمه إسرائيلية طبية ليتم بعهدها سفرهم واجراء تداخلات جراحية لهم واعادتهم الى العراق". واكد ان أمهات الاطفال زرنه في عيادته الطبية في عمان للتأكد من تشخيص مرض أطفالهم، وكشفن له كل هذه التفاصيل وهن على نية السفر الى تل أبيب خلال أيام حيث يقمن في عمان الان على نفقة الجهة المعالجة في إسرائيل". وتساءل قائلاً: "ألا يثير تسفير الاطفال المعتلين بتشوهات خلقية في القلب من العراق الى اسرائيل مروراً بعمان وهم مزودون بكامل الفحوص والتقارير الصادرة من مراكز القلب في العراق ومن ضمنها مستشفى (ابن البيطار) بالذات..!؟ مَن يشرف على هذا العمل المنظم والمرتب في زمن تغيب فيه كل مؤشرات العناية والرعاية الطبية في العراق ؟" .
وزاد "هل إن وزارة الصحة العراقية طرف منظم فيه أم انها بعيدة عن كل ما يتعلق بمصير وحياة هؤلاء الاطفال؟ هل من المعقول أن تجمع المنظمات الانسانية او تتصرف بهذا العدد من المرضى وترسلهم الى الخارج دون اشرافها او علمها؟".
ثم تحدث عن عمليات النهب والحرق التي تعرضت لها المسنشفيات العراقية بعد دخول القوات الاميركية اليها في التاسع من نيسان (ابريل) عام 2003 وتساءل قائلا "أليس لحادثة حرق مركز جراحة القلب في بغداد وما جرى للمستشفيات الأخرى وإستهداف الأطباء والكفاءات في العراق ومن ثم إستقطاب إسرائيل لعلاج أطفال العراق في مستشفياتها من صلةٍ ورباط..؟ .
ووجه الطبيب الكبيسي نداء الى أطباء جراحة القلب في الجزائر للتكفل بمعالجة 14 طفلة عراقية يعانين من تشوه خلقي في منطقة القلب، قبل ترحيلهن إلى تل أبيب بإسرائيل للقيام بعمليات جراحية دقيقة. وينتظر ان يتم قريبًا ترحيل 14 عائلة عراقية من الاردن الى اسرائيل لعلاج اطفالها المرضى في احدى مستشفيات تل أبيب.
.. وزارة الصحة العراقية تنفي
وتشير مصادر عراقية تحدثت اليها "ايلاف" ان وزارة الصحة العراقية لاعلم لها او بالاحرى غير ضالعة في قضية تسفير الاطفال المرضى الاطفال الى اسرائيل موضحة انها تتم بعيدا عن ارادتها ومن قبل اطباء اميركيين وعراقيين متعاونين معهم .
ونفي مدير قسم الصحة الدولية في وزارة الصحة الدكتور رمزي رسول ارسال مرضى عراقيين من قبل الوزارة الى اسرائيل لغرض العلاج . واشار في تصريح صحافي الى ان الوزارة تتعامل في هذا الجانب مع دول الجوار كإيران وسوريا والاردن اضافة الى الهند . وقال ان قيام بعض وسائل الاعلام بنشر خبر ارسال مرضى للعلاج في اسرائيل من دون التأكد من صحته، أمر غير صحيح. معروف ان وزارة الصحة تقوم بارسال المرضي للعلاج الي الخارج وخاصة من الاطفال وضحايا الحوادث المسلحة مجانًا، حيث تتكفل الوزارة بعلاج المريض الذي يحق له اصطحاب مرافق واحد فقط وقد شكلت لجنة لهذا الغرض برئاسة الوكيل الفني الاقدم للوزارة.
علاج الاطفال العراقيين في اسرائيل ليس جديدا
والكشف عن الاستعدادات لترحيل هؤلاء الاطفال الاربعة عشر الى اسرائيل ليس الحدث الاول من نوعه، فقد قالت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان لها في الرابع والعشرين من تشرين الاول (اكتوبر) من العام الماضي 2007 "وصل إلى إسرائيل في نهاية الأسبوع طفلان عراقيان لإجراء عملية جراحية طارئة في قلبيهما. وقد قام أطباء إسرائيليون بانتقاء الطفلين خلال فحوصات أجريت الأسبوع الماضي في عيادة لأمراض القلب عملت لمدة يوم واحد في الأردن لفحص 40 طفلاً عراقيًا." واضافت ان "جمعية "أنقذ قلب طفل" الاسرائيلية قد قامت بتنظيم هذه الفحوصات، وقرر الأطباء فورًا إرسال طفلة رضيعة تبلغ 5 أشهر من عمرها وولد يبلغ 11 سنة من عمره إلى إسرائيل للعلاج الطبي الطارئ بسبب خطورة وضع القلب لديهما, واضافت "وقد قام 40 طفلاً عراقيًا يرافقهم أولياء أمورهم برحلة من العراق إلى الأردن حيت قام الطاقم الطبي الإسرائيلي من جمعية "أنقذ قلب طفل" بفحصهم ومن بين الأطباء الإسرائيليين مديرة قسم أمراض القلب للأطفال في الجمعية الدكتورة ألونا راؤخر شترنفيلد وأخصائي أمراض القلب ومدير وحدة العلاج المكثف للأطفال في مركز ولفسون الطبي بإسرائيل الدكتور تصيون خوري". واوضحت ان شركة جنرال إلكتريك قد زودت الطاقم بجهاز إيكو – كارديوغرام لتخطيط القلب الصوتي محمول ساعد الطاقم كثيرًا على تشخيص أوضاع القلب عند الأطفال وقد قدمت جمعية "شيفيت أخيم" المسيحية الدعم اللوجيستي للطاقم حيث وضع مستشفى الهلال الأحمر في عمان منشآته الطبية تحت تصرف هذا الطاقم الطبي".
واضافت الخارجية الاسرائيلية في بيانها الذي نشر في موقعها على شبكة الانترنت قائلة "ومنذ كانون الثاني ( يناير) عام 2007 قامت جمعية "أنقذ قلب طفل" بإجراء عمليات جراحية لثمانية عشر طفلاً عراقيًا. واكدت قائلة "وحتى اليوم قامت الجمعية بعلاج 35 طفلاً عراقيًا في مركز ولفسون الطبي بحولون بعد ان وصل الأطفال العراقيون إلى إسرائيل برفقة عائلاتهم التي أقامت عند مكوثهم في المستشفى في منزل الجمعية للأطفال في بلدة أزور" . واشارت الى ان "الاطفال ممن يعانون امراض مزمنة في القلب من مختلف انحاء العراق من الاكراد والسنة والشيعة في انتظار دورهم للدخول الى اسرائيل واخضاعهم لعمليات جراحية، حيث وصل الى مستشفى فولفسون في حولون قبل اسبوعين عن طريق الاردن طفلان من العراق تم اخضاعهما لعمليات جراحية في القلب تكللت بالنجاح من قبل الطبيب الجراح والذي ترأس الطاقم الطبي ويدعى الدكتور ليئور ساسون وهو يهودي من اصل عراقي، وقد رافقه الجراح تسيون خوري وهو يهودي من تونس".
.. وذوو الاطفال يتحدثون
ومن جانبها اجرت الصحف الاسرائيلية مقابلات مع عدد من الامهات العراقيات المصاحبات لاطفالهن وقالت "منذ مطلع العام الماضي تم احضار 24 طفلاً وطفلة من العراق الى مستشفى فولفسون، جميعهم تكللت عمليات القلب التي اخضعوا لها بالنجاح وبعد فترة شفاء ومكوث ثلاثة اشهر في اسرائيل عادوا الى وطنهم العراق. واضافت انه سيتم خلال الاسابيع القريبة إحضار خمسة اطفال اخرين من العراق، الى البلاد حيث يتواجدون في الاردن لاجراء الفحوصات، وكذلك حتى يحصلون على تأشيرات لدخول اسرائيل بحيث يقف من وراء هذا المشروع الطبي والانساني جمعية" انقذ قلب الطفل"، وهي جمعية اسرائيلية تنشط في العديد من دول العالم في اوروبا وافريقيا والشرق وينشط بها ايضًا العديد من الاطباء من عرب الداخل والفلسطينيين".
ونقلت في تقارير لها اواخر العام الماضي عن سيمون ساسون مدير عام الجمعية قوله "ان اول طفل عراقي احضر الى البلاد واخضع لعملية جراحية في القلب كان قبل خمسة اعوام بعيدًا على انظار الصحافة وهذا العام (2007) لوحده احضرنا حتى الان 24 طفلاً وطفلة، وذلك بالتعاون مع الهلال الاحمر الاردني .. وفي اول ايام العيد احضرنا طفلان وحصلنا لهما على تأشيرة دخول خلال 24 ساعة وكانت حالتهما خطرة جدًا لكن تم انقاذ حياتهما في اللحظات الاخيرة".
ونقلت الصحف الاسرائيلية عن "بهيجة رسول كروان في الخمسينات من عمرها من كردستان العراق وكانت تتواجد في مستشفى فولفسون بجانب سرير ابنها محمد البالغ من العمر 12 عامًا، والذي اخضع لعملية قلب ناجحة قولها وهي في زيها العراقي التقليدي الى انها تركت اطفالها الاربعة واحتضنت محمد واخترقت الحدود وكسرت كافة الحواجز من اجل انقاذ حياة طفلها". واضافت "لم اعرف بان القدر سيذهب بنا الى اسرائيل لم اتخيل ذلك لكنني كنت على استعداد للذهاب الى اي بقعة في العالم بغية انقاذ حياة ابني فالوضع الصحي في العراق منهار ومشلول، مجرد مرض بسيط يتعرض له الطفل يتحول لمرض مزمن وهناك مئات الاطفال يموتون شهريًا بسبب انعدام ابسط العلاجات". وتقول "قدمنا الى الاردن عن طريق جمعية اجنبية تنشط في العراق وتعنى بالاطفال ممن يعانون امراض القلب وفي الاردن توافد مئات الاطفال العراقيين وتم اخضاع العشرات منهم لفحوصات طبية على ايدي طواقم طبية عربية واجنبية، واتضح لنا بأن الاطباء الاجانب هم يهود ومن اسرائيل وقدموا خصيصًا الى الاردن لفحص الاطفاء العراقيين وتحويل الحالات الطارئة والمستعجلة الى مستشفيات اسرائيل" .
وعن هدى والدة الطفلة تاره فادي التي تبلغ من العمر ستة اشهر قولها "قدمت الى الاردن من منطقة دهوك في شمال العراق مع 30 طفلاً رافقوا عائلاتهم بغية اجراء الفحوصات واخضاعهم لعمليات جراحية في القلب والطاقم الطبي الاسرائيلي فحص 38 طفلاً عراقيًا، تسعة منهم كانت حالتهم مزرية ولا يوجد مجال لانقاذ حياتهم و24 طفلاً كانوا بحاجة إلى الجراحة وخمسة اطفال حالتهم طارئة وبحاجة إلى جراحة فورية، وتم اجراء معاملات خلال اقل من 24 ساعة لعبور اسرائيل الامر بالنسبة إلي كان بمثابة الحلم سمعت عن المسشتفيات الاسرائيلية والاطباء اليهود وكنت على استعداد لعمل اي شيء للمجيء هنا لانقاذ حياة طفلتي".
والملاحظ ان الاعلام الاسرائيلي يقوم باستغلال مأساة هؤلاء الاطفال ضحايا الاحتلال ليظهر بان اسرائيل دوله محبه للسلام .
.. قوى سياسية تحذر من ارسال الاطفال الى اسرائيل
واعتبرت قوى سياسية عراقية ارسال الاطفال العراقيين الى اسرائيل "فضيحة أخرى تضاف الى سجل فضائح الأحتلال الاميركي للعراق" . واعتبرت ان "هذه الخطوة المخجلة من قبل الاحتلال ومعاونيه تأتي في سياق فرض التطبيع على الشعوب فرضا واستغلال الاوضاع وحاجة الناس والمعاناة التي يمرون بها، لتمنح العدو الصهيوني مكاسب بطرق غير مشروعة".
وفي بيان لها اليوم، قالت هيئة علماء المسلمين العراقية السنية التي تتهمها الحكومة العراقية بدعم المسلحين المناوئين لها تساءلت قائلة "هل عجز الاشقاء العرب عن تولي ملف هؤلاء الاطفال وهل عجزت مستشفياتهم الفارهة عن استقبالهم في ردهاتها المتطورة على الاقل في سياق الوفاء مع بلد كان في يوم ما مفتوحا لكل الاشقاء العرب ومستشفياته تستقبل نساءهم وأطفالهم وشيوخهم" . وقالت "ان اسرائيل احد المحرضين على الحرب على العراق ولها حضور ميداني على أرضه طيلة سنوات الاحتلال المنصرمة وكانت ومازالت تعيش في أرضه فسادًا، وهي احد الاطراف التي تتحمل بشكل مباشرالمسؤولية الكاملة عن هذه الحرب وتداعياتها، وبالتالي لا وجود لمقاصد انسانية من هذا العمل".
وناشدت الدول العربية "بمن فيها من مسؤولين ومنظمات انسانية الا يسمحوا لمثل هذه المهزلة بأن تتم، وأن يعطى هؤلاء الاطفال فرصة للعلاج على أراضيهم وبإشراف اشقائهم وفي العاجل القريب" .
الجزائريون لاستقبال الاطفال المرضى وعلاجهم مجانًا
والان أعلنت نقابة الأطباء الجزائريين والإتحاد العام للعمال الجزائريين كبرى النقابات العمالية فى البلاد استعدادهما لنقل 14 طفلة عراقية وذلك لعلاجهن من تشوهات خلقية فى القلب بدل ترحيلهن إلى إسرائيل التي أبدت استعدادها لذلك. وطلب عبد المجيد سيدى السعيد الأمين العام للإتحاد العام للعمال الجزائريين في تصريح له امس الحصول على الملف الطبى للأطفال لمباشرة الإجراءات القانونية والطبية المطلوبة لترحيل المريضات إلى الجزائر ومعالجتهن.
اما نقابة الأطباء الجزائريين فقد اشارت في بيان لها إنها ستتكفل بعلاج الطفلات وإن الدكتور بقاط بركانى محمد رئيس النقابة قرر السفر إلى عمان للوقوف على حالاتهن والشروع في إجراءات نقلهن إلى الجزائر، مؤكدًا التكفل بتكاليف العلاج والنقل للمريضات وحتى المرافقين لهن. واشار الى ان ثلاث عيادات خاصة متخصصة في جراحة القلب أبدت استعدادها لعلاج هذه الحالات مجانًا.
ومن المنتظر أن يغادر وفد عن الأطباء الجزائريين إلى الأردن الإثنين المقبل للإطلاع على ملفات المرضى والاجتماع مع ذويهن من أجل استقبالهن فى الجزائر . واوضح السعيد في تصريح نشر في الجزائر أن "حالة بعضهم حرجة وتتطلب عمليات جراحية دقيقة لإزالة التشوهات الخلقية على مستوى القلب. وأكد الطبيب الجزائرى أنه سيتم الاستعانة بأطباء أجانب منهم ايطاليين، في حال استعصى علاجهن على يد الأطباء الجزائريين . وقال ان هذا الموقف يعبر عن التضامن مع العراقيين انطلاقًا من الواجبات التي يفرضها الدين والعروبة .
غزة-دنيا الوطن
دخلت قضية علاج اطفال عراقيين يعانون من امراض خطرة خاصة في القلب في مستشفيات تل ابيب بإسرائيل مرحلة الاتهامات السياسية... ومع إطلاق قوى ومنظمات واطباء، دعوات تناشد العرب إلى إستقبالهم، تفاديًا لرحيلهم إلى الدولة العبرية، نفت وزارة الصحة العراقية ضلوعها بالامر، بينما ابدت الجزائر استعدادها لعلاجهم في مستشفياتها.
فمنذ أن كشف طبيب عراقي عن وجود اطفال عراقيين مرضى في العاصمة الاردنية عمان تجري الاستعدادات لترحيلهم الى تل ابيب للعلاج والقضية تتفاعل سياسيًا وانسانيًا. فقد اطلق الطبيب العراقي عمر الكبيسى المقيم بالأردن تحذيرًا الى الرأي العام العربي قبل ايام قائلا ان "نقل أطفال العراق للعلاج فى تل أبيب فضيحة لا يرضاها عربى وهى إهانة للعراق ولأطباء العراق والعرب أجمعين". واكد في مقال له نشر في مواقع على الانترنت، أن المركز العراقى للمساعدة الطبية الذي يعمل من داخل المنطقة الخضراء في بغداد، ويضم عراقيين وأميركيين، أمر بنقل 24 طفلاً عراقيًا إلى إسرائيل، مشيرًا إلى أن المركز يعمل بالتنسيق مع جمعية "آخين" الإسرائيلية "أخوة معا".
واضاف الطبيب العراقي قائلاً: "تمنيت أن أموت قبل أن أرى أطفالاً عراقيين مع أمهاتهم في عمان وصلوا من بغداد وعلى وجبات وبأعداد تفوق المئة طفل، لغرض تقييم حالتهم من قبل أطباء إسرائيليين وترتيب تواقيت وصولهم إلى تل أبيب لإجراء تداخلات جراحيه لهم بسبب إصابتهم بتشوهات ولاديه في القلب أطفال من شمال العراق ووسطه وجنوبه شخصت أمراضهم في العراق ونظمت لهم تقارير وفحوص وسجلات طبية في مستشفيات حكومية وتمّ اختيارهم وأرسلوا مع أمهاتهم او أبائهم ليحصلوا على تراخيص سفر إسرائيلية بتوصيات من منظمه إسرائيلية طبية ليتم بعهدها سفرهم واجراء تداخلات جراحية لهم واعادتهم الى العراق". واكد ان أمهات الاطفال زرنه في عيادته الطبية في عمان للتأكد من تشخيص مرض أطفالهم، وكشفن له كل هذه التفاصيل وهن على نية السفر الى تل أبيب خلال أيام حيث يقمن في عمان الان على نفقة الجهة المعالجة في إسرائيل". وتساءل قائلاً: "ألا يثير تسفير الاطفال المعتلين بتشوهات خلقية في القلب من العراق الى اسرائيل مروراً بعمان وهم مزودون بكامل الفحوص والتقارير الصادرة من مراكز القلب في العراق ومن ضمنها مستشفى (ابن البيطار) بالذات..!؟ مَن يشرف على هذا العمل المنظم والمرتب في زمن تغيب فيه كل مؤشرات العناية والرعاية الطبية في العراق ؟" .
وزاد "هل إن وزارة الصحة العراقية طرف منظم فيه أم انها بعيدة عن كل ما يتعلق بمصير وحياة هؤلاء الاطفال؟ هل من المعقول أن تجمع المنظمات الانسانية او تتصرف بهذا العدد من المرضى وترسلهم الى الخارج دون اشرافها او علمها؟".
ثم تحدث عن عمليات النهب والحرق التي تعرضت لها المسنشفيات العراقية بعد دخول القوات الاميركية اليها في التاسع من نيسان (ابريل) عام 2003 وتساءل قائلا "أليس لحادثة حرق مركز جراحة القلب في بغداد وما جرى للمستشفيات الأخرى وإستهداف الأطباء والكفاءات في العراق ومن ثم إستقطاب إسرائيل لعلاج أطفال العراق في مستشفياتها من صلةٍ ورباط..؟ .
ووجه الطبيب الكبيسي نداء الى أطباء جراحة القلب في الجزائر للتكفل بمعالجة 14 طفلة عراقية يعانين من تشوه خلقي في منطقة القلب، قبل ترحيلهن إلى تل أبيب بإسرائيل للقيام بعمليات جراحية دقيقة. وينتظر ان يتم قريبًا ترحيل 14 عائلة عراقية من الاردن الى اسرائيل لعلاج اطفالها المرضى في احدى مستشفيات تل أبيب.
.. وزارة الصحة العراقية تنفي
وتشير مصادر عراقية تحدثت اليها "ايلاف" ان وزارة الصحة العراقية لاعلم لها او بالاحرى غير ضالعة في قضية تسفير الاطفال المرضى الاطفال الى اسرائيل موضحة انها تتم بعيدا عن ارادتها ومن قبل اطباء اميركيين وعراقيين متعاونين معهم .
ونفي مدير قسم الصحة الدولية في وزارة الصحة الدكتور رمزي رسول ارسال مرضى عراقيين من قبل الوزارة الى اسرائيل لغرض العلاج . واشار في تصريح صحافي الى ان الوزارة تتعامل في هذا الجانب مع دول الجوار كإيران وسوريا والاردن اضافة الى الهند . وقال ان قيام بعض وسائل الاعلام بنشر خبر ارسال مرضى للعلاج في اسرائيل من دون التأكد من صحته، أمر غير صحيح. معروف ان وزارة الصحة تقوم بارسال المرضي للعلاج الي الخارج وخاصة من الاطفال وضحايا الحوادث المسلحة مجانًا، حيث تتكفل الوزارة بعلاج المريض الذي يحق له اصطحاب مرافق واحد فقط وقد شكلت لجنة لهذا الغرض برئاسة الوكيل الفني الاقدم للوزارة.
علاج الاطفال العراقيين في اسرائيل ليس جديدا
والكشف عن الاستعدادات لترحيل هؤلاء الاطفال الاربعة عشر الى اسرائيل ليس الحدث الاول من نوعه، فقد قالت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان لها في الرابع والعشرين من تشرين الاول (اكتوبر) من العام الماضي 2007 "وصل إلى إسرائيل في نهاية الأسبوع طفلان عراقيان لإجراء عملية جراحية طارئة في قلبيهما. وقد قام أطباء إسرائيليون بانتقاء الطفلين خلال فحوصات أجريت الأسبوع الماضي في عيادة لأمراض القلب عملت لمدة يوم واحد في الأردن لفحص 40 طفلاً عراقيًا." واضافت ان "جمعية "أنقذ قلب طفل" الاسرائيلية قد قامت بتنظيم هذه الفحوصات، وقرر الأطباء فورًا إرسال طفلة رضيعة تبلغ 5 أشهر من عمرها وولد يبلغ 11 سنة من عمره إلى إسرائيل للعلاج الطبي الطارئ بسبب خطورة وضع القلب لديهما, واضافت "وقد قام 40 طفلاً عراقيًا يرافقهم أولياء أمورهم برحلة من العراق إلى الأردن حيت قام الطاقم الطبي الإسرائيلي من جمعية "أنقذ قلب طفل" بفحصهم ومن بين الأطباء الإسرائيليين مديرة قسم أمراض القلب للأطفال في الجمعية الدكتورة ألونا راؤخر شترنفيلد وأخصائي أمراض القلب ومدير وحدة العلاج المكثف للأطفال في مركز ولفسون الطبي بإسرائيل الدكتور تصيون خوري". واوضحت ان شركة جنرال إلكتريك قد زودت الطاقم بجهاز إيكو – كارديوغرام لتخطيط القلب الصوتي محمول ساعد الطاقم كثيرًا على تشخيص أوضاع القلب عند الأطفال وقد قدمت جمعية "شيفيت أخيم" المسيحية الدعم اللوجيستي للطاقم حيث وضع مستشفى الهلال الأحمر في عمان منشآته الطبية تحت تصرف هذا الطاقم الطبي".
واضافت الخارجية الاسرائيلية في بيانها الذي نشر في موقعها على شبكة الانترنت قائلة "ومنذ كانون الثاني ( يناير) عام 2007 قامت جمعية "أنقذ قلب طفل" بإجراء عمليات جراحية لثمانية عشر طفلاً عراقيًا. واكدت قائلة "وحتى اليوم قامت الجمعية بعلاج 35 طفلاً عراقيًا في مركز ولفسون الطبي بحولون بعد ان وصل الأطفال العراقيون إلى إسرائيل برفقة عائلاتهم التي أقامت عند مكوثهم في المستشفى في منزل الجمعية للأطفال في بلدة أزور" . واشارت الى ان "الاطفال ممن يعانون امراض مزمنة في القلب من مختلف انحاء العراق من الاكراد والسنة والشيعة في انتظار دورهم للدخول الى اسرائيل واخضاعهم لعمليات جراحية، حيث وصل الى مستشفى فولفسون في حولون قبل اسبوعين عن طريق الاردن طفلان من العراق تم اخضاعهما لعمليات جراحية في القلب تكللت بالنجاح من قبل الطبيب الجراح والذي ترأس الطاقم الطبي ويدعى الدكتور ليئور ساسون وهو يهودي من اصل عراقي، وقد رافقه الجراح تسيون خوري وهو يهودي من تونس".
.. وذوو الاطفال يتحدثون
ومن جانبها اجرت الصحف الاسرائيلية مقابلات مع عدد من الامهات العراقيات المصاحبات لاطفالهن وقالت "منذ مطلع العام الماضي تم احضار 24 طفلاً وطفلة من العراق الى مستشفى فولفسون، جميعهم تكللت عمليات القلب التي اخضعوا لها بالنجاح وبعد فترة شفاء ومكوث ثلاثة اشهر في اسرائيل عادوا الى وطنهم العراق. واضافت انه سيتم خلال الاسابيع القريبة إحضار خمسة اطفال اخرين من العراق، الى البلاد حيث يتواجدون في الاردن لاجراء الفحوصات، وكذلك حتى يحصلون على تأشيرات لدخول اسرائيل بحيث يقف من وراء هذا المشروع الطبي والانساني جمعية" انقذ قلب الطفل"، وهي جمعية اسرائيلية تنشط في العديد من دول العالم في اوروبا وافريقيا والشرق وينشط بها ايضًا العديد من الاطباء من عرب الداخل والفلسطينيين".
ونقلت في تقارير لها اواخر العام الماضي عن سيمون ساسون مدير عام الجمعية قوله "ان اول طفل عراقي احضر الى البلاد واخضع لعملية جراحية في القلب كان قبل خمسة اعوام بعيدًا على انظار الصحافة وهذا العام (2007) لوحده احضرنا حتى الان 24 طفلاً وطفلة، وذلك بالتعاون مع الهلال الاحمر الاردني .. وفي اول ايام العيد احضرنا طفلان وحصلنا لهما على تأشيرة دخول خلال 24 ساعة وكانت حالتهما خطرة جدًا لكن تم انقاذ حياتهما في اللحظات الاخيرة".
ونقلت الصحف الاسرائيلية عن "بهيجة رسول كروان في الخمسينات من عمرها من كردستان العراق وكانت تتواجد في مستشفى فولفسون بجانب سرير ابنها محمد البالغ من العمر 12 عامًا، والذي اخضع لعملية قلب ناجحة قولها وهي في زيها العراقي التقليدي الى انها تركت اطفالها الاربعة واحتضنت محمد واخترقت الحدود وكسرت كافة الحواجز من اجل انقاذ حياة طفلها". واضافت "لم اعرف بان القدر سيذهب بنا الى اسرائيل لم اتخيل ذلك لكنني كنت على استعداد للذهاب الى اي بقعة في العالم بغية انقاذ حياة ابني فالوضع الصحي في العراق منهار ومشلول، مجرد مرض بسيط يتعرض له الطفل يتحول لمرض مزمن وهناك مئات الاطفال يموتون شهريًا بسبب انعدام ابسط العلاجات". وتقول "قدمنا الى الاردن عن طريق جمعية اجنبية تنشط في العراق وتعنى بالاطفال ممن يعانون امراض القلب وفي الاردن توافد مئات الاطفال العراقيين وتم اخضاع العشرات منهم لفحوصات طبية على ايدي طواقم طبية عربية واجنبية، واتضح لنا بأن الاطباء الاجانب هم يهود ومن اسرائيل وقدموا خصيصًا الى الاردن لفحص الاطفاء العراقيين وتحويل الحالات الطارئة والمستعجلة الى مستشفيات اسرائيل" .
وعن هدى والدة الطفلة تاره فادي التي تبلغ من العمر ستة اشهر قولها "قدمت الى الاردن من منطقة دهوك في شمال العراق مع 30 طفلاً رافقوا عائلاتهم بغية اجراء الفحوصات واخضاعهم لعمليات جراحية في القلب والطاقم الطبي الاسرائيلي فحص 38 طفلاً عراقيًا، تسعة منهم كانت حالتهم مزرية ولا يوجد مجال لانقاذ حياتهم و24 طفلاً كانوا بحاجة إلى الجراحة وخمسة اطفال حالتهم طارئة وبحاجة إلى جراحة فورية، وتم اجراء معاملات خلال اقل من 24 ساعة لعبور اسرائيل الامر بالنسبة إلي كان بمثابة الحلم سمعت عن المسشتفيات الاسرائيلية والاطباء اليهود وكنت على استعداد لعمل اي شيء للمجيء هنا لانقاذ حياة طفلتي".
والملاحظ ان الاعلام الاسرائيلي يقوم باستغلال مأساة هؤلاء الاطفال ضحايا الاحتلال ليظهر بان اسرائيل دوله محبه للسلام .
.. قوى سياسية تحذر من ارسال الاطفال الى اسرائيل
واعتبرت قوى سياسية عراقية ارسال الاطفال العراقيين الى اسرائيل "فضيحة أخرى تضاف الى سجل فضائح الأحتلال الاميركي للعراق" . واعتبرت ان "هذه الخطوة المخجلة من قبل الاحتلال ومعاونيه تأتي في سياق فرض التطبيع على الشعوب فرضا واستغلال الاوضاع وحاجة الناس والمعاناة التي يمرون بها، لتمنح العدو الصهيوني مكاسب بطرق غير مشروعة".
وفي بيان لها اليوم، قالت هيئة علماء المسلمين العراقية السنية التي تتهمها الحكومة العراقية بدعم المسلحين المناوئين لها تساءلت قائلة "هل عجز الاشقاء العرب عن تولي ملف هؤلاء الاطفال وهل عجزت مستشفياتهم الفارهة عن استقبالهم في ردهاتها المتطورة على الاقل في سياق الوفاء مع بلد كان في يوم ما مفتوحا لكل الاشقاء العرب ومستشفياته تستقبل نساءهم وأطفالهم وشيوخهم" . وقالت "ان اسرائيل احد المحرضين على الحرب على العراق ولها حضور ميداني على أرضه طيلة سنوات الاحتلال المنصرمة وكانت ومازالت تعيش في أرضه فسادًا، وهي احد الاطراف التي تتحمل بشكل مباشرالمسؤولية الكاملة عن هذه الحرب وتداعياتها، وبالتالي لا وجود لمقاصد انسانية من هذا العمل".
وناشدت الدول العربية "بمن فيها من مسؤولين ومنظمات انسانية الا يسمحوا لمثل هذه المهزلة بأن تتم، وأن يعطى هؤلاء الاطفال فرصة للعلاج على أراضيهم وبإشراف اشقائهم وفي العاجل القريب" .
الجزائريون لاستقبال الاطفال المرضى وعلاجهم مجانًا
والان أعلنت نقابة الأطباء الجزائريين والإتحاد العام للعمال الجزائريين كبرى النقابات العمالية فى البلاد استعدادهما لنقل 14 طفلة عراقية وذلك لعلاجهن من تشوهات خلقية فى القلب بدل ترحيلهن إلى إسرائيل التي أبدت استعدادها لذلك. وطلب عبد المجيد سيدى السعيد الأمين العام للإتحاد العام للعمال الجزائريين في تصريح له امس الحصول على الملف الطبى للأطفال لمباشرة الإجراءات القانونية والطبية المطلوبة لترحيل المريضات إلى الجزائر ومعالجتهن.
اما نقابة الأطباء الجزائريين فقد اشارت في بيان لها إنها ستتكفل بعلاج الطفلات وإن الدكتور بقاط بركانى محمد رئيس النقابة قرر السفر إلى عمان للوقوف على حالاتهن والشروع في إجراءات نقلهن إلى الجزائر، مؤكدًا التكفل بتكاليف العلاج والنقل للمريضات وحتى المرافقين لهن. واشار الى ان ثلاث عيادات خاصة متخصصة في جراحة القلب أبدت استعدادها لعلاج هذه الحالات مجانًا.
ومن المنتظر أن يغادر وفد عن الأطباء الجزائريين إلى الأردن الإثنين المقبل للإطلاع على ملفات المرضى والاجتماع مع ذويهن من أجل استقبالهن فى الجزائر . واوضح السعيد في تصريح نشر في الجزائر أن "حالة بعضهم حرجة وتتطلب عمليات جراحية دقيقة لإزالة التشوهات الخلقية على مستوى القلب. وأكد الطبيب الجزائرى أنه سيتم الاستعانة بأطباء أجانب منهم ايطاليين، في حال استعصى علاجهن على يد الأطباء الجزائريين . وقال ان هذا الموقف يعبر عن التضامن مع العراقيين انطلاقًا من الواجبات التي يفرضها الدين والعروبة .