منذ أن قررت حركة حماس دخول الانتخابات التشريعية والانخراط في السلطة الفلسطينية ظهر نوع كبير من التمايز بينها وبين حركة الجهاد
الإسلامي التي اختارت ان تبقى خارج اللعبة السياسية.. هذا الخيار دفع بحركة الجهاد الى ذروة المواجهة مع "اسرائيل" سواء عبر سلسلة من العمليات الاستشهادية برغم التهدئة المعلنة، أو عبر اطلاق الصواريخ، وفي المقابل ظلت "اسرائيل" تستهدف الجهاد عبر حملة من الاعتقالات والاغتيالات في محاولة للاستفراد بها من دون الفصائل الفلسطينية.
"الانتقاد" التقت القيادي البارز في الجهاد الدكتور محمد الهندي الذي عاد الى غزة بعد غياب عام كامل، وهو الموضوع اسرائيليا على رأس قائمة المطلوبين، وسألته عن آخر التطورات السياسية وخاصة اتفاق مكة وموقف الجهاد في هذه المرحلة.
نبدأ من الحكومة ودوافع الجهاد لعدم المشاركة فيها برغم ترحيبها باتفاق مكة؟
بداية بالنسبة للحكومة هناك قرار عند الجهاد بعدم المشاركة في أي حكومة او أي مؤسسة جاءت نتيجة اتفاق اوسلو، أو يعتبر اوسلو هو سقفها ومرجعيتها القانونية.. صحيح أن حماس اليوم تحاول ان تجمع اليوم بين السلطة والمقاومة، لكن من المبكر الحكم على تجربة حماس، لان هذا الجمع لم ينجح، وهناك تجربة عند ياسر عرفات في كامب ديفيد 2 عندما وصل الى طريق مسدود.. ياسر عرفات حاول مرة أخرى أن يعيد فتح أو جزءاً منها الى المقاومة عبر دعمه لشهداء الاقصى، وكانت النتيجة انه فشل في تعديل هذه المعادلة التي تم تأسيسها في اتفاق اوسلو، وعندما حاول أن يعدل شروط هذه المعادلة الظالمة تم شطبه.. حماس يمكن ان تكرر تجربة ياسر عرفات او تجترح تجربة جديدة.. لكن الجهاد الاسلامي عنده قرار، وهذا القرار هو سبب عدم المشاركة في الانتخابات الماضية، وهو سبب عدم الاشتراك في الحكومة السابقة والحكومة القادمة.
لكن ألا يعني هذا الموقف وضع عراقيل أمام حركة حماس؟
في اللقاء الاخير مع الأستاذ إسماعيل هنية تفهموا موقفنا وقالوا لنا نحن نعرف موقفكم ونحترم هذا الموقف حيث ان حركة الجهاد تمسكت بثوابتها.. نحن من وجهة نظرنا ان الاستقلال وعملية بناء الدولة ومؤسساتها تأتي بعد الاستقلال الحقيقي، بعد ان يكون لنا سيادة حقيقية على ارضنا ووطننا.
برأيك ما هو مستقبل العلاقات الداخلية الفلسطينية في ظل اتفاق مكة؟
اتفاق مكة إما أن نبني عليه أو نعود للاحتقان مرة أخرى.. اتفاق مكة ليس هو اتفاق حل كل القضايا، بل ترك الباب مفتوحاً للتأويلات الكثيرة والتفسيرات، ما هو الاحترام؟ أبو مازن يريد الاحترام بدرجة الالتزام، يريد أن يكون مدخلاً لتلبية الشروط الدولية، وكان يتم الضغط على حماس لتعمل ضمن مشروع معين ولذلك اقول لك ان الاتفاق قفز عن نقاط كثيرة ولم يتحدث عنها، كالوحدة الوطنية، لم يتحدث الا عن جزيئة صغيرة منها وهي حكومة الوحدة الوطنية، لكن هناك قضايا معقدة الجميع يعرفها ولم يتطرق الاتفاق اليها.. لذا اتفاق مكة كاتفاق مبادئ يمكن ان نؤسس عليه لاتفاق، وهذا ما طرحناه مع الرئيس عباس والسيد هنية، واتفقنا على تشكيل لجان شراكة للحوار من أجل أن نضع النقاط التي نختلف عليها للبحث، ونبحث بناء المنظمة، أما فيما لو بقيت المسائل على ما هي عليه وهربنا من ملف المنظمة لتمرير مشاريع مضرة أو أن نترك المسائل تتفاعل في الساحة الفلسطينية فسنفاجئ العالم مرة اخرى بعد شهرين او سنتين باقتتال داخلي جديد.
ولكن في ظل هذا الرفض هل للجهاد خطة سياسية بديلة، وما هي اهداف الجهاد في هذه المرحلة على الاقل؟
نحن أهم ما يعنينا هو سلامة الوضع الداخلي الفلسطيني، لان هذا هو ضمانة استمرار المقاومة وتقويتها، فلا يمكن ان يكون هناك مقاومة حقيقية وجادة ومتماسكة وهناك اقتتال داخلي، ووضع حد له هدف مهم يجب ان نتفق فلسطينيا عليه، ولكنه ليس الهدف الوحيد.. نحن هدفنا في الجهاد الاسلامي ايضا ان نعيد البوصلة ونعيد الاعتبار للمقاومة على اساس انها في رأس سلّم أولويات الشعب الفلسطيني... السلامة الداخلية نبني عليها في اتجاه وطني حول تحريم حقيقي للدم الفلسطيني، وإعادة الاعتبار للمقاومة، وحول جملة المسائل التي يمكن أن تشكل شراكة وطنية حقيقية وفي مقدمتها تشكيل مرجعية وطنية فلسطينية تكون أثناء الخلاف مرجعية لحله، وأعني منظمة التحرير الفلسطينية.
ما هو موقفكم من منظمة التحرير؟
نحن قلنا اننا على استعداد للمشاركة فيها، وفي اتفاق القاهرة كان للحركة دور اساسي في الوصول للاتفاق، وهذا الاتفاق نص على انه خلال شهر من تاريخه يتم لقاء على مستوى الامناء العامين وشخصيات مستقلة يتم الاتفاق عليها من أجل اعادة بناء وتطوير منظمة التحرير على أسس يتفق عليها الجميع بحيث تعكس موازين القوى، ولكن للأسف البعض حاول أن يتهرب من التزاماته، ولم يحدث الاجتماع وكأنه يريد ان يرتهن منظمة التحرير في يده لتكون بمثابة مصداق لاي اتفاق سياسي قادم من دون الجهاد الاسلامي او حماس اللتين يمكن ان تعطلا أي اتفاق ظالم بحق شعبنا.. الآن لا يستطيع احد ان يقول انه يتحدث باسم الشعب الفلسطيني او يشكل مرجعية، لا المنظمة ولا الفصائل التي خارج المنظمة كحماس والجهاد اذا لم نصل الى اتفاق بهذا الخصوص.
الجهاد تنفذ العديد من العمليات الاستشهادية، ما الهدف من هذه العمليات، وألا يشكل هذا خرقاً لإجماع فلسطيني في هذه المرحلة؟
هناك احتلال.. والاحتلال الرد عليه هو المقاومة، وليس هناك شعب يقابل الاحتلال برمي السلاح ويقول ان المفاوضات هي الطريق السياسي الوحيد. دائما الاتفاقات تعكس موازين القوى الموجودة، وانت اذا فرطت بقوتك الوحيدة التي هي سلاحك ومقاومتك فأكيد الاتفاقات ستكون ظالمة في حقك. لا يوجد تهدئة على الارض، "اسرائيل" تريد التهدئة في غزة فقط لانها لا تريد غزة، وتريد ان يكون شعب فلسطين في غزة بهموم مختلفة عن الضفة، ويكون له حياة مختلفة ليبني الفلسطينيون دولتهم في هذا القطاع الذي يسمى غزة، هذا السجن الكبير.. عندما تم الاتفاق على التهدئة كان هناك اتفاق فلسطيني انها متبادلة في الضفة والقطاع، وعندما حاولت "اسرائيل" ان تقول لا فقط في قطاع غزة كان من المفترض من كل الفلسطينيين ان يدافعوا ضد الجرائم التي ارتكبت بعد يومين فقط في الضفة الغربية، وقد تكررت الاعتداءات والاعتقالات، فكان الجهاد ملتزماً بما تم الاتفاق عليه فلسطينيا بأن تكون التهدئة متبادلة في الضفة وغزة، لذا هو قاوم الاحتلال، اطلق صواريخ ونفذ عمليات استشهادية، وهذه مسألة مفتوحة، والذي لم يلتزم بهذه الاتفاقات هو الذي وافق على ان يخرج غزة من معادلة الصراع. الكل يطالب الشعب الفلسطيني وحركة حماس بالاستجابة للرباعية الدولية وماذا بعد، لو استجابت لن يتحقق شيء.. الحديث بعد ذلك عن دولة هو مهزلة.. أي دولة؟ غزة وجزء من الضفة التي اصبحت جزءين؟ والقدس حدودها اصبحت تمتد من بيت لحم الى رام الله؟ لذا الحديث عن دولة هو بمثابة وهم، ونحن في الجهاد لا يمكننا إلا أن نقول لا لهذه السياسات الظالمة.
هل فاجأكم موقف الادارة الاميركية من ملف الامين العام للجهاد الاسلامي الدكتور رمضان عبد الله، وماذا عن التوقيت؟
المسألة هي فقط في التوقيت، لماذا هذا التوقيت؟ لا يوجد جديد في هذا الملف، اذا كانت العمليات الاستشهادية، فمنذ البداية الجهاد تنفذ عمليات في قلب الكيان، وتزامن هذا التهديد مع اتفاق مكة.. ربما تريد الادارة الاميركية ان تعزل قوى المقاومة وتعزل الجهاد الاسلامي باعتباره قوة مقاومة رئيسة اليوم عن الساحة الفلسطينية، لذلك أخذت على عاتقها أن تعبث بالساحة الفلسطينية وكأنها تريد ان تقول إن هناك قوة متطرفة يجب عزلها، وتقسم الشعب إلى معتدلين ومتطرفين، وبعض القوى يتم استيعابها. ونحن أحببنا أن نسمع تصريحات محددة من الرئاسة والحكومة، وقد أدانوا هذا التصرف، وخرجت تصريحات تستنكر الموقف الاميركي.
هناك من يقول إن قرار الجهاد الاسلامي وكذلك حماس ليس بيدها، بل ضمن محور طهران ودمشق؟
الذي يريد أن يقسم إلى محاور طهران دمشق فإن المقابل هو محور اميركا واسرائيل، يعني من يريد أن يقول ان هناك محورا ايرانيا سوريا فلسطينيا لبنانيا يجب ان يسمع الاجابة مباشرة، هل هو جزء من المحور الاميركي الاسرائيلي؟ نحن حركة مقاومة وتحرر من أجل انهاء الاحتلال على الساحة الفلسطينية، وعلاقاتنا العربية والدولية يجب أن توظف من اجل خدمة هدفنا.. علاقتنا مع ايران توظف من اجل احقاق حقوق الشعب الفلسطيني، وعلاقتنا مع سوريا توظف في نفس السياق، والعلاقة مع قوى العالم يجب ان توظف في هذا الاتجاه، وهذا هو الحكم بيننا.
الإسلامي التي اختارت ان تبقى خارج اللعبة السياسية.. هذا الخيار دفع بحركة الجهاد الى ذروة المواجهة مع "اسرائيل" سواء عبر سلسلة من العمليات الاستشهادية برغم التهدئة المعلنة، أو عبر اطلاق الصواريخ، وفي المقابل ظلت "اسرائيل" تستهدف الجهاد عبر حملة من الاعتقالات والاغتيالات في محاولة للاستفراد بها من دون الفصائل الفلسطينية.
"الانتقاد" التقت القيادي البارز في الجهاد الدكتور محمد الهندي الذي عاد الى غزة بعد غياب عام كامل، وهو الموضوع اسرائيليا على رأس قائمة المطلوبين، وسألته عن آخر التطورات السياسية وخاصة اتفاق مكة وموقف الجهاد في هذه المرحلة.
نبدأ من الحكومة ودوافع الجهاد لعدم المشاركة فيها برغم ترحيبها باتفاق مكة؟
بداية بالنسبة للحكومة هناك قرار عند الجهاد بعدم المشاركة في أي حكومة او أي مؤسسة جاءت نتيجة اتفاق اوسلو، أو يعتبر اوسلو هو سقفها ومرجعيتها القانونية.. صحيح أن حماس اليوم تحاول ان تجمع اليوم بين السلطة والمقاومة، لكن من المبكر الحكم على تجربة حماس، لان هذا الجمع لم ينجح، وهناك تجربة عند ياسر عرفات في كامب ديفيد 2 عندما وصل الى طريق مسدود.. ياسر عرفات حاول مرة أخرى أن يعيد فتح أو جزءاً منها الى المقاومة عبر دعمه لشهداء الاقصى، وكانت النتيجة انه فشل في تعديل هذه المعادلة التي تم تأسيسها في اتفاق اوسلو، وعندما حاول أن يعدل شروط هذه المعادلة الظالمة تم شطبه.. حماس يمكن ان تكرر تجربة ياسر عرفات او تجترح تجربة جديدة.. لكن الجهاد الاسلامي عنده قرار، وهذا القرار هو سبب عدم المشاركة في الانتخابات الماضية، وهو سبب عدم الاشتراك في الحكومة السابقة والحكومة القادمة.
لكن ألا يعني هذا الموقف وضع عراقيل أمام حركة حماس؟
في اللقاء الاخير مع الأستاذ إسماعيل هنية تفهموا موقفنا وقالوا لنا نحن نعرف موقفكم ونحترم هذا الموقف حيث ان حركة الجهاد تمسكت بثوابتها.. نحن من وجهة نظرنا ان الاستقلال وعملية بناء الدولة ومؤسساتها تأتي بعد الاستقلال الحقيقي، بعد ان يكون لنا سيادة حقيقية على ارضنا ووطننا.
برأيك ما هو مستقبل العلاقات الداخلية الفلسطينية في ظل اتفاق مكة؟
اتفاق مكة إما أن نبني عليه أو نعود للاحتقان مرة أخرى.. اتفاق مكة ليس هو اتفاق حل كل القضايا، بل ترك الباب مفتوحاً للتأويلات الكثيرة والتفسيرات، ما هو الاحترام؟ أبو مازن يريد الاحترام بدرجة الالتزام، يريد أن يكون مدخلاً لتلبية الشروط الدولية، وكان يتم الضغط على حماس لتعمل ضمن مشروع معين ولذلك اقول لك ان الاتفاق قفز عن نقاط كثيرة ولم يتحدث عنها، كالوحدة الوطنية، لم يتحدث الا عن جزيئة صغيرة منها وهي حكومة الوحدة الوطنية، لكن هناك قضايا معقدة الجميع يعرفها ولم يتطرق الاتفاق اليها.. لذا اتفاق مكة كاتفاق مبادئ يمكن ان نؤسس عليه لاتفاق، وهذا ما طرحناه مع الرئيس عباس والسيد هنية، واتفقنا على تشكيل لجان شراكة للحوار من أجل أن نضع النقاط التي نختلف عليها للبحث، ونبحث بناء المنظمة، أما فيما لو بقيت المسائل على ما هي عليه وهربنا من ملف المنظمة لتمرير مشاريع مضرة أو أن نترك المسائل تتفاعل في الساحة الفلسطينية فسنفاجئ العالم مرة اخرى بعد شهرين او سنتين باقتتال داخلي جديد.
ولكن في ظل هذا الرفض هل للجهاد خطة سياسية بديلة، وما هي اهداف الجهاد في هذه المرحلة على الاقل؟
نحن أهم ما يعنينا هو سلامة الوضع الداخلي الفلسطيني، لان هذا هو ضمانة استمرار المقاومة وتقويتها، فلا يمكن ان يكون هناك مقاومة حقيقية وجادة ومتماسكة وهناك اقتتال داخلي، ووضع حد له هدف مهم يجب ان نتفق فلسطينيا عليه، ولكنه ليس الهدف الوحيد.. نحن هدفنا في الجهاد الاسلامي ايضا ان نعيد البوصلة ونعيد الاعتبار للمقاومة على اساس انها في رأس سلّم أولويات الشعب الفلسطيني... السلامة الداخلية نبني عليها في اتجاه وطني حول تحريم حقيقي للدم الفلسطيني، وإعادة الاعتبار للمقاومة، وحول جملة المسائل التي يمكن أن تشكل شراكة وطنية حقيقية وفي مقدمتها تشكيل مرجعية وطنية فلسطينية تكون أثناء الخلاف مرجعية لحله، وأعني منظمة التحرير الفلسطينية.
ما هو موقفكم من منظمة التحرير؟
نحن قلنا اننا على استعداد للمشاركة فيها، وفي اتفاق القاهرة كان للحركة دور اساسي في الوصول للاتفاق، وهذا الاتفاق نص على انه خلال شهر من تاريخه يتم لقاء على مستوى الامناء العامين وشخصيات مستقلة يتم الاتفاق عليها من أجل اعادة بناء وتطوير منظمة التحرير على أسس يتفق عليها الجميع بحيث تعكس موازين القوى، ولكن للأسف البعض حاول أن يتهرب من التزاماته، ولم يحدث الاجتماع وكأنه يريد ان يرتهن منظمة التحرير في يده لتكون بمثابة مصداق لاي اتفاق سياسي قادم من دون الجهاد الاسلامي او حماس اللتين يمكن ان تعطلا أي اتفاق ظالم بحق شعبنا.. الآن لا يستطيع احد ان يقول انه يتحدث باسم الشعب الفلسطيني او يشكل مرجعية، لا المنظمة ولا الفصائل التي خارج المنظمة كحماس والجهاد اذا لم نصل الى اتفاق بهذا الخصوص.
الجهاد تنفذ العديد من العمليات الاستشهادية، ما الهدف من هذه العمليات، وألا يشكل هذا خرقاً لإجماع فلسطيني في هذه المرحلة؟
هناك احتلال.. والاحتلال الرد عليه هو المقاومة، وليس هناك شعب يقابل الاحتلال برمي السلاح ويقول ان المفاوضات هي الطريق السياسي الوحيد. دائما الاتفاقات تعكس موازين القوى الموجودة، وانت اذا فرطت بقوتك الوحيدة التي هي سلاحك ومقاومتك فأكيد الاتفاقات ستكون ظالمة في حقك. لا يوجد تهدئة على الارض، "اسرائيل" تريد التهدئة في غزة فقط لانها لا تريد غزة، وتريد ان يكون شعب فلسطين في غزة بهموم مختلفة عن الضفة، ويكون له حياة مختلفة ليبني الفلسطينيون دولتهم في هذا القطاع الذي يسمى غزة، هذا السجن الكبير.. عندما تم الاتفاق على التهدئة كان هناك اتفاق فلسطيني انها متبادلة في الضفة والقطاع، وعندما حاولت "اسرائيل" ان تقول لا فقط في قطاع غزة كان من المفترض من كل الفلسطينيين ان يدافعوا ضد الجرائم التي ارتكبت بعد يومين فقط في الضفة الغربية، وقد تكررت الاعتداءات والاعتقالات، فكان الجهاد ملتزماً بما تم الاتفاق عليه فلسطينيا بأن تكون التهدئة متبادلة في الضفة وغزة، لذا هو قاوم الاحتلال، اطلق صواريخ ونفذ عمليات استشهادية، وهذه مسألة مفتوحة، والذي لم يلتزم بهذه الاتفاقات هو الذي وافق على ان يخرج غزة من معادلة الصراع. الكل يطالب الشعب الفلسطيني وحركة حماس بالاستجابة للرباعية الدولية وماذا بعد، لو استجابت لن يتحقق شيء.. الحديث بعد ذلك عن دولة هو مهزلة.. أي دولة؟ غزة وجزء من الضفة التي اصبحت جزءين؟ والقدس حدودها اصبحت تمتد من بيت لحم الى رام الله؟ لذا الحديث عن دولة هو بمثابة وهم، ونحن في الجهاد لا يمكننا إلا أن نقول لا لهذه السياسات الظالمة.
هل فاجأكم موقف الادارة الاميركية من ملف الامين العام للجهاد الاسلامي الدكتور رمضان عبد الله، وماذا عن التوقيت؟
المسألة هي فقط في التوقيت، لماذا هذا التوقيت؟ لا يوجد جديد في هذا الملف، اذا كانت العمليات الاستشهادية، فمنذ البداية الجهاد تنفذ عمليات في قلب الكيان، وتزامن هذا التهديد مع اتفاق مكة.. ربما تريد الادارة الاميركية ان تعزل قوى المقاومة وتعزل الجهاد الاسلامي باعتباره قوة مقاومة رئيسة اليوم عن الساحة الفلسطينية، لذلك أخذت على عاتقها أن تعبث بالساحة الفلسطينية وكأنها تريد ان تقول إن هناك قوة متطرفة يجب عزلها، وتقسم الشعب إلى معتدلين ومتطرفين، وبعض القوى يتم استيعابها. ونحن أحببنا أن نسمع تصريحات محددة من الرئاسة والحكومة، وقد أدانوا هذا التصرف، وخرجت تصريحات تستنكر الموقف الاميركي.
هناك من يقول إن قرار الجهاد الاسلامي وكذلك حماس ليس بيدها، بل ضمن محور طهران ودمشق؟
الذي يريد أن يقسم إلى محاور طهران دمشق فإن المقابل هو محور اميركا واسرائيل، يعني من يريد أن يقول ان هناك محورا ايرانيا سوريا فلسطينيا لبنانيا يجب ان يسمع الاجابة مباشرة، هل هو جزء من المحور الاميركي الاسرائيلي؟ نحن حركة مقاومة وتحرر من أجل انهاء الاحتلال على الساحة الفلسطينية، وعلاقاتنا العربية والدولية يجب أن توظف من اجل خدمة هدفنا.. علاقتنا مع ايران توظف من اجل احقاق حقوق الشعب الفلسطيني، وعلاقتنا مع سوريا توظف في نفس السياق، والعلاقة مع قوى العالم يجب ان توظف في هذا الاتجاه، وهذا هو الحكم بيننا.