فلسطين اليوم-قسم المتابعة
مـا مـن شـك ان توقيـع حركتـي حمـاس وفتـح لاتفـاق مكـة المكـرمة مؤخرا برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين ، بعد أسابيع مريرة من الاقتتال في الشارع الفلسطيني بين اكبر حركتين فلسطينيتين (فتح وحماس) والتنظيمات العسكرية التابعة لكل منهما مثل منعطفا هاما وحساسا في تاريخ القضية الفلسطينية.اتفاق مكة اخرج بتدخل مباشر من القيادة السعودية المتقاتلين والسياسيين على الجانبين من خنادق القتال ومنابر تبادل الاتهام إلى التصافي بين الاشقاء والتفاهم و الاتفاق على التعاون والعمل المشترك في إطار حكومة وحدة وطنية وفق اتفاق تعاهدوا عليه امام بيت الله الحرام.ورغم اعلان فتح وحماس اتفاقهما التام على ا لعمل معا وحظر استخدام بندقية الفلسطيني ضد اخيه الفلسطيني الا ان المراقبين وقفوا يقرأون ويعيدون قراءة الاتفاق ويتكهنون بكثير من الاحتمالات المستقبلية ووصل ببعضهم التشكيك في ا مكانية صمود اتفاق مكة امام الضغوط التي يتعرض لها كل من فتح وحماس سماء على المستوى الداخلي او الخارجي .
وتساءل اخرون ان كان احد او كل اللاعبين على الساحة الفلسطينية قد غير او ابدى استعداده لتغيير مواقفه وآرائه .وفي هذا الاتجاه كانت معظم التساؤلات تتجه الى حركة المقاومة الإسلامية حماس التي اصبحت بعد فوزها الكاسح في الانتخابات التشريعية الاخيرة تتمع بثقل مؤثر في الشارع الفلسطيني وعلى عملية اتخاذ القرار.
فمواقفها وثوابتها الايدولوجية كحركة مقاومة بالدرجة الاولى ومن ثم في انتخابات ديمقراطية الذي ا هلها لتشكل الحكومة وتحكم لمدة عام كامل وضعها تحت مجهر المراقبين، لرصد مواقفها وقدرتها في المزاوجة مابين الحكم والمقاومة ، وما بين الثوابت والمرونة السياسية التي يحتاجها الحاكم.
في هذا اللقاء الذي اجريناه مع الاستاذ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس نحاول ايجاد الاجابة لمعظم تلك التساؤلات خاصة انه اول لقاء صحفي للرجل بعد ا تفاق مكة المكرمة.
اهمية اتفاق مكة المكرمة
نجحتم بحمدالله ومن خلال مبادرة خادم الحرمين الشرفين حفظه الله من توقيع اتفاق بينكم وبين حركة فتح اصبح يعرف بـ «اتفاق مكة المكرمة» وضع حدا للاقتتال الداخلي وأسس معالم حكومة الوحدة الوطنية فكيف تنظرون للاتفاق وكيف تقيمون نتائجه ؟
ـ اتفاق مكة اتفاق وطني مهم جدا. صحيح انه بين حركتي حماس وفتح فقط دون الفصائل الاخرى.ولكنه مهم جدا لانه بين أكبر فصيلين من ناحية. ومقدمة ان شاء الله لوفاق فلسطيني شامل من ناحية أخرى. وهو ما نتطلع إليه في الايام القادمة ، وأهميته في انه:
ـ وضع حدا للصراع الداخلي والحمدلله كان سببا في حقن الدماء ، ولعله أغلق بعون الله صفحة الصراع الداخلي وان شاء الله لا نعود إليها إطلاقا.
ـ ثانيا استكمل في الاتفاق التوافق على حكومة الوحدة الوطنية وعلى معظم جوانبها.
ـ ثالثا جرى فيه التأكيد على الخطوات المطلوبة لاعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية ،
ـ رابعا جرى فيه بحث أسس الشراكة بين حركتي حماس وفتح .صحيح أنه لم تستكمل كلها في مكة ولكن سنتابعها ان شاء الله بعد ذلك ،
إذا الاتفاق قيمته بهذه العناوين الأربعة وبالتالي فهو أسس لمرحلة جديدة في العلاقة بين فتح وحماس ، ونقل الحالة الفلسطينية من حالة مؤلمة إلى حالة مبشرة و نامل ان تترجم تفاصيل اتفاق مكة على الارض .
لكل ثمن
هل قدمتم تنازلات صعبة في سبيل انجاحه ؟
ـ ليس هناك اتفاق بين طرفين إلا وفيه من كل طرف مرونة وثمن. وحتى لو سمي تنازلا.ونحن لا نتحرج من ان نقدم - بين قوسين – « تنازلا « لطرف فلسطيني آخر من أجل المصلحة الوطنية ،
بالتأكيد نحن اقتربنا من فتح وفتح أيضا قدمت والاخ أبو مازن تحديدا قدم خطوة باتجاهنا. والجميع يدرك حجم الخطوة الكبيرة التي قدمتها حماس باتجاه الاخ أبو مازن والأخوة في حركة فتح . من اجل مصلحة شعبنا من خلال حقن الدماء وايجاد شراكة حقيقية. وانشاء حكومة وحدة وطنية ، تنقل الوضع الفلسطيني من حالة الخلاف والصراع الداخلي إلى حالة من الوفاق والعمل المشترك. ومن أجل المصلحة العامة.وكخطوة اساسية باتجاه كسر الحصار الظالم على الشعب الفلسطيني ،
و جرى ذلك بحمدالله في مكة المكرمة، وبكل صراحة اقول وبشفافية ان في مكة توافرت عناصر أساسية أدت لنجاح هذا الاتفاق ، وأهمها حرص الطرفين ، وشعورهما بانه لا مجال إلا إلى الاتفاق إضافة إلى ثقل الدم الفلسطيني ، الذي بات ضاغطا علينا جميعا حتى نذهب إلى اتفاق ، إضافة إلى جهود بذلت قبل ذلك في محطات عديدة في القاهرة ودمشق والدوحة وبجهود عربية وإسلامية إلا أن التتويج حصل في مكة ولله الحمد ، خاصة في ظل رعاية خادم الحرمين الشرفين ، والاجواء المباركة التي توفرت لنا للوصول إلى هذا الاتفاق .
الرعاية الملكية وفرت لنا في مكة الجو الإيجابي
هل واجهتم أي نوع من الضغوط من أي طرف لتقديم تنازلات وتوقيع الاتفاق ؟
ـ بكل صراحة أقول انه في مكة توفر كل الجو الإيجابي ، من خلال الرعاية الملكية السعودية من خلال خادم الحرمين الشريفين ، وبحكم حرمة المكان والزمان كان لها تأثير إيجابي ، ومن زاوية أخرى كان هناك حرص وإلحاح سعودي على اهمية الوفاق والاتفاق ، وهذا أمر ننظر إليه من الزاوية الإيجابية ونقدره ، لأننا وجدنا عند خادم الحرمين الشرفين والمسؤولين السعوديين الكرام ألما شديدا من حالة الصراع الفلسطيني الداخلي.
ووجدنا حرصا منهم على ضرورة ان نتفق. ووفروا لنا كل الاجواء الايجابية ، فالمسألة كانت في هذا الاطار وليس في إطار الضغوط.وحقيقة أقول ان خادم الحرمين الشريفين جزاه الله خيرا أشعرنا بروحه العربية الأصيلة ، التي تتألم لنزف الدماء الفلسطينية على أيد فلسطينية . وكان متألما ومنزعجا وقلقا مما يجري ، وبالتالي كان متمنيا علينا بإلحاح بضرورة أن نتفق ، وأعتقد انه من اللحظة الاولى اطمأن من اننا سنتفق لانه سمع منا في حماس ومن الاخوة في فتح كلاما مطمئنا ولعلي عبرت امامه بشكل واضح أننا لن نغادر مكة إلا متفقين ، ومن هنا كان مرتاحا من اجواء الحوار .
حكومة وحدة أم زواج بنية الطلاق
حول موضوع حكومة الوحدة الوطنية وفي حال تشكلها . برأيك ما مدى فرص استمرارها لا سيما أن البعض يرى الا مستقبل لها .وان الطرفين الرئيسين فيها يملكان من الاختلاف في الرؤى السياسية أكثر من نقاط الالتقاء؟ . فتح مع السلام إلى أبعد الحدود ومستعدة لتقديم تنازلات وحماس ترفضه وترفض الاعتراف بالطرف الاسرائيلي ؟ فهل ستكون حكومة زواج بنية الطلاق كما يقولون ؟
ـ لا أحد يزعم ان هناك تطابقا بين فتح وحماس.ولكن في المقابل ليس صحيحا ما يتحدث عنه البعض من استحالة الشراكة والوفاق بين الحركتين .هناك إمكانية للعمل المشترك. والعمل المشترك يكون أحيانا بين الحركات المختلفة سياسيا بل والمتعارضة أحيانا في اتجاهاتها وبرامجها.
و نحن في الساحة الفلسطينية رغم جوانب الخلاف هناك جوانب تشابه وعمل مشترك.كلانا لديه أهداف وطنية وتجسد ذلك في وثيقة الوفاق الوطني التي عبرت عن قاسم مشترك بين الجميع . فالوثيقة تمثل البرنامج السياسي الوطني الذي ارتأت غالبية القوى الفلسطينية في الساحة الفلسطينية أنه يمثل قاسما مشتركا لها ، وبالتالي هناك إمكانية للقاء والوفاق والعمل المشترك من خلال حكومة وحدة فلسطينية . وهذا لايعني ان العمل خلال حكومة الوحدة سينهي جميع الخلافات. ولكنه يمثل العمل من خلال المساحة المشتركة. ولا شك أن هناك عوامل إعاقة خاصة بفعل التأثيرات والتدخلات الخارجية. وتحريضات العدو .وبفعل الاوضاع الصعبة التي نعيشها وبفعل مساحات الاختلاف الاخرى والمحطات السلبية التي عشناها خلال الشهور الاخيرة .ولكن ان شاء الله وباستشعارنا المسؤولية المشتركة. وايضا صعوبة المرحلة الماضية التي عشناها. كل ذلك سيدفع الجميع إلى أنه لا مجال لنا إلا ان نعمل معا في المساحات المشتركة من أجل المصلحة الوطنية.
وباختصار ان العمل المشترك من خلال حكومة الوحدة الطنية وعلى أساس برنامج وطني نكسب جميعا من خلاله ، أما بقاء حالة الصراع فإن الجميع سيخسر ، ولن يرضى احد بذلك.
نحتكم الى برنامجنا الوطنى ولا نبحث عن رضا اسرائيل
لكن اسرائيل والولايات المتحدة لن تقبل بحكومة لا تعترف بشروط الرباعية. وانتم لم تقبلوا بهذه الشروط ، فكيف سيكون تأثيرهما على المجتمع الدولي تجاه التعامل مع هذه الحكومة ؟
ـ أولا نحن في حركتي حماس وفتح – ومع احتفاظ كل حركة بقناعتها ورؤيتها – اتفقنا على تشكيل حكومة وحدة وطنية. تعمل على أساس برنامج سياسي محدد .مستند إلى وثيقة الوفاق الوطني. وخطاب التكليف. وما يتضمنا من مضامين سياسية هو الاساس السياسي لحكومة الوحدة الوطنية. ونكتفي بذلك دون ان نحتاج إلى الكثير من الشروح والتوضيحات ، ثانيا : هذا هو وفاقنا الوطني رضيت « إسرائيل « أم لم ترض ، نحن لا نبحث عن رضاها. فهي عدونا وتحتل أرضنا وتعتدي على شعبنا.
أما بالنسبة للأطراف الدولية فأعتقد أن الدول العربية بإجماعها رحبت باتفاق مكة. وبالوفاق بين حركتي حماس وفتح . والدول الإسلامية كذلك. بل حتى الكثير من الدول الأوربية كذلك رحبت .
ويبقى الموقف الامريكي وبعض الاطراف الدولية ، وهناك جهد يبذل على المستوى الفلسطيني والعربي . خاصة من الاخوة في المملكة العربية السعودية ومصر .واعتقد أن ذلك سيكون له تاثيره في تشكيل قناعات إيجابية في اتجاه التعامل مع اتفاق مكة ، وبالخلاصة فليس امام المجتمع الدولي إلا ان يحترم إرادة الوفاق الفلسطيني .
أستاذ خالد بوضوح ،هل من الممكن لحماس أن تعترف بإسرائيل كشريك وكدولة لها الحق في الوجود أو تتخلى عن المقاومة؟
ـ أعتقد أن كل ما قلناه في الماضي لا نحتاج إلى تكراره من جديد ، واكتفي في هذه المحطة بالقول التالي « ما اتفقنا عليه في مكة ومن خلال الحوارات التي سبقت مكة هو حديث في إطار الاتفاق الوطني والبرنامج السياسي الوطني المشترك بين جميع القوى ، وعبرنا عنه بصياغات ومضامين واضحة المعالم موجودة في وثيقة الوفاق الوطني وخطاب التكليف ، وهذا يكفي ولا نحتاج لمزيد من الشروحات ، وتبقى كل حركة لها قناعاتها وبرامجها ومواقفها المعروفة ، وأكتفي بذلك واللبيب بالإشارة يفهم» .
ما اتفقنا عليه في مكة برنامج سيادي و طني
بعض مؤيدي حركة حماس في الدول العربية يعربون عن تخوفهم من مواقف حماس السياسية الجديدة .فهي في رأي البعض غير واضحة تجاه الطرف الاسرائيلي من حيث الاعتراف به أو الاقرار بمعاهدات السلام. وربما الابتعاد عن ميدان المقاومة. ويخشون من انقلاب حماس على مبادئها بسبب ضغوط واستحقاقات قادمة ؟
ـ بمنتهى البساطة والصدق والشفافية ، أولا أن ما اتفقنا عليه في مكة هو برنامج سيادي وطني مشترك ، تلتقي عليه القوى الوطنية.وهذه حالة لابد منها ، ففي العمل الوطني لا يملك أحد أن يفرض أجندته على الآخرين ،كما أننا لانتقبل من أحد ان يفرض اجندته علينا. إنما هناك مصلحة دائمة في اقتراب الفلسطينيين من بعضهم البعض. ضمن إطار المصلحة الوطنية وليس بعيدا عنها .وفي إطار تحقيق مصالح شعبنا واهدافه الوطنية ، هذا أولا ،
ثانيا كل حركة يبقى لها برنامجها وقناعاتها ومحدداتها ، ولا تعارض بين ذلك وبين اللقاء في إطار الوحدة الوطنية والعمل الوطني المشترك.
ثالثا أعتقد انه في العمل السياسي ومن خلال أصحاب التجربة والخبرة دائما هناك إمكانية حقيقية للجمع بين الالتزام بالثوابت الوطنية والحفاظ عليها وحمايتها وبين هوامش المرونة اللازمة في العمل السياسي ، والحركة (حماس) مضى لها عشرون عاما من تاريخها وقدمت نموذجا محترما في الجمع بين الصلابة والمرونة وبين الاصالة والمعاصرة وبين الالتزام بالثوابت والمرونة التي يقتضيها العمل السياسي ، ودون ان تؤثر حالة على حالة سلبا .
وحماس منذ أن انطلقت تمزج في برنامجها المسارات المختلفة من المقاومة والعمل السياسي والجماهيري والعلاقات السياسية والعمل الاجتماعي والإغاثي.
فحماس ليست لونا واحدا من العمل ، وعندما تمارس السياسة بكل مقتضياتها لا يعني أن تتنازل عن حقها في المقاومة المشروعة التي تكفلها الشرائع السماوية والقانون الدولي .وبالتالي لا مشكلة لدينا في ذلك ، ونحن في حماس مطمئنون لثقة جمهورها واحبابها وانصارها بها ، فهي كانت دائما عند حسن الظن في كل محطاتها الصعبة التي عاشتها .
لا مبررات تجيز الحصار
هل يعني هذا انك متفائل برفع الحصار عن الشعب الفلسطيني قريبا ؟
ـ ليس امام المجتمع الدولي إلا ان يرفع الحصار الظالم عنا.فالحصار الظالم لم يكن مشروعا .أو مبررا لا في الماضي ولا في الحاضر .لكن اليوم ليست هناك أية معاذير أو مبررات تبرر هذا الحصار .
فهناك حالة وفاق فلسطيني ينبغي ان تقابل بالترحيب والتشجيع وأولى خطوات التشجيع هي رفع هذا الحصار الظالم عنا ، وليس الإمعان في الاستمرار بالخطأ الذي ارتكب منذ عام بحق الشعب الفلسطيني. ومعاقبته بهذه العقوبات الجماعية ، فعلى المجتمع الدولي ان يعود لمنطق الصواب والعدل .لا أن يبقى منحازا إلى المنطق الإسرائيلي الظالم. أو ان يسير خلف الموقف الأمريكي المتشدد والمنحاز للإسرائيليين .
هل هناك اي وعود حصلتم عليها من أحد لرفع الحصار ولا سيما الجانب الاروروبي ؟
ـ هناك كما اشرت سابقا ترحيب جماعي بالاتفاق ، وهناك أطراف اوروبية اتصلت بنا وأبدت استعدادا للتعامل مع الاتفاق ومع حكومة الوحدة الوطنية بعد تشكيلها.
ونحن نعتقد ان فرصة حكومة الوحدة الوطنية المستندة إلى اتفاق مكة والوفاق الوطني ، الذي بدأ بين فتح وحماس وسيمتد إلى مختلف القوى الفلسطينية ، اعتقد ان فرصة رفع الحصار كبيرة .
بين السلطة و العودة للمقاومة
يجري الحديث في بعض الاوساط السياسية والإعلامية عن اصوات بدأت ترتفع داخل حركة حماس تدعو للتخلي عن السلطة. بل العمل على انهائها والعودة للمقاومة فقط على اعتبار – كما يرون – أن سنة من الحكم لحركة حماس لا هي حكمت وبنت ولا هي قاومت ؟؟ فهل تدرسون مثل هذه الخيارات ؟؟
ـ ليس عندنا أي نوع من الاصوات أو التململ الذي قد يزعمه البعض ، فحماس بفضل الله حركة مؤسسية تأخذ مواقفها وقراراتها عبر طريقة مؤسسية شورية ديمقراطية راسخة. وما يبدر عن قيادة الحركة يعبر عن موقف المؤسسة بعد دراسة وتمحيص. وبالتالي نحن منسجمون مع انفسنا. والقيادة منسجمة مع قواعدها بكل تناغم بفضل الله تعالى ،أما تقييم تجربة العام الماضي فهذا ليس تقييم البعض ولكنه تقييمنا كحركة.ان الحركة لم تعط فرصة للحكم ، وظلمت ظلما كبيرا بالحصار وبما أصابها من ضغوط وتشويش.وهي صفحة مؤلمة يعرفها القاصي والداني .
ولكن ذلك لا يعني أن الحركة تتخلى عن مسؤولياتها.أو أن نفسها قصر عن تحمل مسؤولياتها .فنحن نعرف صعوبة الظروف وهي ليست أول محطة صعبة نمر بها .
فالحمدلله حماس عبرت اصعب الظروف ، واعتقد ان ما جرى في مكة بعد تجربة حصار قاس وما رافق الحصار من ضغوط ومحاولة عزل وضرب وإقصاء وإفشال يدل على أن الحركة في النهاية وفي ظل صمودها وتمسكها بحقوق شعبها ومع ما قدمته من مرونة وحسن تصرف.
اعتقد أن الحركة اليوم في محطة يقدر الجميع أهميتها وكيف نجحت الحركة ان تتصرف في أصعب الظروف وان تعالج هذه التحديات الصعبة. وبالتالي نحن ليس عندنا مشكلة في هذا الجانب ، علما انه ليس هناك تعارض بين أن تكون في السلطة وان تمارس حقك في المقاومة طالما ان هناك احتلالا ، هذا مبدأ أكدناه قبل أن نمارس الحكم وأثناء ممارستنا للحكم .
لن نعود للاقتتال
بصفتك رئيس حركة فازت بغالبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني فهل ستسمحون مجددا لاي سبب من الاسباب وتحت اي ظرف وبعيدا عن الشعارات والكلام السياسي هل ستسمحون للاقتتال الفلسطيني العودة من جديد ؟ ؟
أكدنا مرارا اننا ضد الاقتتال الداخلي انطلاقا من الضوابط الشرعية والوطنية والاخلاقية.واعتقد ان التجربة المريرة في الاسابيع الماضية والتي فرضت علينا فرضا نحن في حركة حماس ، والجميع يعلم كم تعرضنا للظلم ، ومع ذلك هذه الصفحة بكل تفاصيلها طويناها وسامح الله الجميع .ونحن الآن نحمل في قلوبنا صفحا وتسامحا وبعيدا عن الاحقاد والضغينة تجاه كل واحد من ابناء شعبنا ، وتلك مرحلة انتهت ولن نعود إليها ، وهناك استشعار فلسطيني عام بأنه لايمكن العودة لتلك الصفحة ، لانها مسيئة لشعبنا وبصرف النظر عن تفاصيلها ، وحماس ان شاء الله ستكون عند حسن الظن واعتقد ان اتفاق مكة فاصل بين مرحلتين بين الجانبين .
هنية معني بمفاوضات تشكيل الحكومة
هناك حديث قوي أن محمد دحلان من حركة فتح سيكون نائبا لرئيس الوزراء الفلسطيني هنية فهل ستقبل حماس بذلك ولاسيما أنها على خلاف كبير مع دحلان ؟
ـ تفاصيل الحديث عن الحكومة لا اريد الدخول فيه ، لان هناك تكليف للاخ اسماعيل هنية رئيس الوزراء وهو مسؤول عن هذه المشاورات ، وإن شاء الله ينجح بالتشاور مع مختلف الأطراف الفلسطينية من الوصول للتشكيلة المناسبة ، ولا اريد أدخل نفسي بهذه التفاصيل .
ما من شك أن حركة حماس حققت نجاحا كبيرا في نتائج الانتخابات التشريعية والتي خاضتها لأول مرة ويتم الحديث الآن في اوساط سياسية متعددة ان حركة حماس تفكر بجدية بخوض الانتخابات الرئاسية ايضا القادمة ، بل ويقول البعض ان الحركة اتخذت قرارا بهذا الشان فهل هذا صحيح ؟
ـ هذا أمر سابق لأوانه ولكل حادث حديث .
مصر تتابع موضوع تبادل الاسرى
أين وصلت قضية الأسير الإسرائيلي جلعاد وهل تتوقعون حلا قريبا في الأفق ؟
ـ الاخوة في مصر يتابعون جهودهم ووساطاتهم وهم يعلمون حجم التجاوب الذي أبدته الحركة ، والمشكلة في الموقف الإسرائيلي وهم الذين عطلوا الكثير من الفرص والعروض .وبالتالي انا احمل إسرائيل المسؤولية عن تأخير صفقة التبادل ، فنحن في حركة حماس غير معنيين بالاحتفاظ بالجندي لمجرد الاحتفاظ به ، نحن معنيون بإنهاء هذا الموضوع ولكن من خلال الإفراج عما طلبناه من الاسرى الفلسطينيين نساءً ورجالا وأطفالا .
هل الطرف المصري بات مسؤولا عن هذا الملف ولديه الصلاحية في اتخاذ القرار بشأن الجندي ؟
ـ هم الطرف الذي يتابع الوساطة فقط .
*هل من ارقام جديدة لعدد الاسرى الذي وافقت أو عرضت اسرائيل الإفراج عنهم ؟
ـ لا.... المصلحة تقتضي عدم الدخول في التفاصيل.
موضوع القوة التنفيذية قيد البحث
القوة التنفيذية التي شكلتها الداخلية الفلسطينية منذ تشكيل حماس للحكومة كانت محط جدل كبير حول شرعيتها وقانونيتها ، في حال تشكيل الحكومة وتوحيد قيادة القوى الأمنية ما هو مصير هذه القوة ؟
ـ جرى الاتفاق أن هذا الموضوع وغيره من الموضوعات سيبحث في إطار تشكيل الحكومة وتفاصيل الشراكة التي تحدثنا عنها. وكيفية إدارة القرار الأمني والاجهزة الأمنية ، ومختلف القضايا التفصيلية ، ونحن بعقل مفتوح سنبحث كل هذه المسائل ولكن في إطار شمولي .والموضوع لم يبت بعد .
العلاقة مع الأردن
كانت هناك وساطة أردنية لتقريب وجهات النظر بين حماس وفتح .. لماذا لم تتم هذه الوساطة ومن عمل على عدم خروجها للحياة ؟
ـ الاخوة في الاردن عرضوا استضافة الاخ أبو مازن باعتباره رئيسا للسلطة، والاخ اسماعيل هنية باعتباره رئيسا للوزراء ، ورحب الاخ هنية بهذه الدعوة. ولكن لظروف لا نعرف تفاصيلها لم يحصل شيء من هذا الامر ، بمعنى اننا رحبنا بالدعوة الاردنية من خلال الحكومة . ونحن وبصرف النظر عن كل ما جرى في الماضي مع الاخوة في الاردن .قلوبنا وعقولنا مفتوحة للبلاد العربية والإسلامية . ومفتوحة كذلك للاخوة في الاردن ولا نتكئ على اي ماض مهما كان مرا .لأننا في النهاية حريصون على إدارة علاقة صحية مع جميع الدول العربية والإسلامية ، حتى نكون صفا واحدا في طريقنا لاستعادة حقوقنا العربية والإسلامية ان شاء الله .
كيف تصفون العلاقة حاليا بينكم وبين الأردن ؟؟ هل هناك تحسن في الأجواء واحتمالات لعودة العلاقات ؟
ـ لا أستطيع التحدث عن تفاصيل في هذا ، لكن هناك بعض الاتصالات المحدودة وهي ليست جديدة ففي اصعب الظروف لم تنقطع ، ولكن طبعا ليست في حالتها الطبيعية بالتأكيد ونحن نتطلع إلى علاقة تكون في افضل حالاتها مع الاردن ومع جميع الدول الإسلامية .
لا نستجدي العلاقات
هل تسعى الولايات المتحدة لفتح خطوط اتصال معكم ؟
ـ لا ادري ، هذا سؤال يسأل للإدارة الامريكية ، فنحن ليس عندنا عقدة في الحوار مع أي دولة في العالم بما فيها الإدارة الامريكية ، طبعا باستثناء الكيان الصهيوني ، ونحن لا نستجدي اي علاقة ، حماس حركة محترمة وتعرف كيف تدير علاقاتها وهي تتصرف من موقع احترام النفس .
ماذا عن الدول الأوروبية هل هناك حوارات تتم من خلف الكواليس ؟
ـ الاتصالات واللقاءات والحوارات مع الاوروبيين عديدة ومتواصلة ،واعتقد ان المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من تطورها إن شاء الله.
حماس لا تؤمن بسياسة المحاور
هناك مؤشرات بتصاعد العلاقة بين حماس وبين تحالف إيراني سوري على حساب أطراف عربية أخرى ولا سيما الخليجية ؟ وان حماس باتت متأثرة جدا بضغوط هذا التحالف ؟
ـ هذا من التصنيف الظالم الذي يحلو للبعض التحدث عنه من الحين للآخر ، حديث مجانب للحقيقة. فحماس لا تؤمن بسياسة المحاور .ولم تكن يوما ضمن محور ما على حساب محور آخر .
حماس منفتحة على امتها وعلى مسافة واحدة من جميع الدول العربية والإسلامية. والمشكلة ليست في موقفنا بل في مواقف الدول ذاتها منا .نحن نمد مسافة واحدة للجميع ، ولكن الاستجابة تتوقف على الطرف الآخر .
هناك دول تنفتح باتجاهنا وتأخذ معنا مواقف إيجابية وتدعم قضيتنا وشعبنا ، وتفتح قلبها وعقلها للعلاقة مع الحركة وهو أمر نقدره .
وهناك اطراف تتصرف بتحفظ ، والبعض يتصرف احيانا بطريقة سلبية .وهذا ليس معتمدا على موقفنا نحن . نحن إيجابيون مع الجميع إنما يعتمد على استجابة الطرف المقابل .ويعلم الجميع أن قرارنا مستقل ولسنا تبعا لأحد وتاريخ حماس يثبت ذلك ، واعتقد ان ما جرى في مكة دليل واضح وعملي على ما اقوله في فلسفة حماس في علاقاتها .
ما تفعله اسرائيل لا ينقي صفحتها السوداء
عينت اسرائيل مؤخرا وزيرا مسلما في حكومتها مما دفع البعض ليتساءل هل يمكن أن تقبل حماس بوزير فلسطيني يهودي في وزراتها ؟
ـ أياً ما كان يفعله العدو لا ينقي صفحته. فالعدو الصهيوني مازال يحتل ارضنا ويعتدي على القدس والأقصى ومقدساتنا . ويعتقل أحد عشر ألفا من ابنائنا .ومازال لايعترف بحقوقنا .
وبالتالي فإن العدو صفحته سوداء عندنا وعند المجتمع الدولي ، ومن هنا فإن تصرفاته هذه مخادعة ولا تعبر عن تغيير في سياسة هذا الكيان الذي قام على الاحتلال والعدوان ، أما نحن في حركة حماس فننطلق في تشكيل الحكومة وفي سلوكنا السياسي من مصالح شعبنا وما ينسجم مع ثوابتنا الوطنية نفعله.
سياسة اميريكا قائمة على الانحياز لاسرائيل
هل ترون فوز الديمقراطيين في مجلسي الشيوخ والنواب يصب في صالح القضية الفلسطينية ؟
ـ في ضوء تجربتنا المريرة مع السياسات الامريكية ، خاصة في سياستها الخارجية لا اعتقد ان احدا يستطيع ان يجازف في الحديث عن التفاؤل او التشاؤم. أو الرهان على تغيرات جوهرية جراء تغير دفة الثقل في مجلس الشيوخ والنواب أو في الإدارة الامريكية.ربما كان هناك تغيير ملحوظ في موضوع العراق خلال فوز الديمقراطيين.ولكن بما يخص الصراع العربي الصهيوني فأعتقد أن معظم المراقبين يدركون ان التغيير محدود وطفيف. بسبب ما يمثله الموقف من اسرائيل من سياسة شبه دائمة وقائمة على الانحياز بالنسبة للحزبين الجمهوري والديمقراطي . ولكننا نرحب بأي تغيير إيجابي في صالح الابتعاد عن الانحياز الأعمى للسياسة الإسرائيلية داخل الإدارة الامريكية ومؤسساتها التشريعية ، ولا اعتقد ان المفتاح هنا بل المفتاح هو في في صمود الشعب الفلسطيني والعربي ، واحترامنا لمصالحنا ووقوفنا صفا واحدا حتى نفرض إرادتنا على المجتمع الدولي
مـا مـن شـك ان توقيـع حركتـي حمـاس وفتـح لاتفـاق مكـة المكـرمة مؤخرا برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين ، بعد أسابيع مريرة من الاقتتال في الشارع الفلسطيني بين اكبر حركتين فلسطينيتين (فتح وحماس) والتنظيمات العسكرية التابعة لكل منهما مثل منعطفا هاما وحساسا في تاريخ القضية الفلسطينية.اتفاق مكة اخرج بتدخل مباشر من القيادة السعودية المتقاتلين والسياسيين على الجانبين من خنادق القتال ومنابر تبادل الاتهام إلى التصافي بين الاشقاء والتفاهم و الاتفاق على التعاون والعمل المشترك في إطار حكومة وحدة وطنية وفق اتفاق تعاهدوا عليه امام بيت الله الحرام.ورغم اعلان فتح وحماس اتفاقهما التام على ا لعمل معا وحظر استخدام بندقية الفلسطيني ضد اخيه الفلسطيني الا ان المراقبين وقفوا يقرأون ويعيدون قراءة الاتفاق ويتكهنون بكثير من الاحتمالات المستقبلية ووصل ببعضهم التشكيك في ا مكانية صمود اتفاق مكة امام الضغوط التي يتعرض لها كل من فتح وحماس سماء على المستوى الداخلي او الخارجي .
وتساءل اخرون ان كان احد او كل اللاعبين على الساحة الفلسطينية قد غير او ابدى استعداده لتغيير مواقفه وآرائه .وفي هذا الاتجاه كانت معظم التساؤلات تتجه الى حركة المقاومة الإسلامية حماس التي اصبحت بعد فوزها الكاسح في الانتخابات التشريعية الاخيرة تتمع بثقل مؤثر في الشارع الفلسطيني وعلى عملية اتخاذ القرار.
فمواقفها وثوابتها الايدولوجية كحركة مقاومة بالدرجة الاولى ومن ثم في انتخابات ديمقراطية الذي ا هلها لتشكل الحكومة وتحكم لمدة عام كامل وضعها تحت مجهر المراقبين، لرصد مواقفها وقدرتها في المزاوجة مابين الحكم والمقاومة ، وما بين الثوابت والمرونة السياسية التي يحتاجها الحاكم.
في هذا اللقاء الذي اجريناه مع الاستاذ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس نحاول ايجاد الاجابة لمعظم تلك التساؤلات خاصة انه اول لقاء صحفي للرجل بعد ا تفاق مكة المكرمة.
اهمية اتفاق مكة المكرمة
نجحتم بحمدالله ومن خلال مبادرة خادم الحرمين الشرفين حفظه الله من توقيع اتفاق بينكم وبين حركة فتح اصبح يعرف بـ «اتفاق مكة المكرمة» وضع حدا للاقتتال الداخلي وأسس معالم حكومة الوحدة الوطنية فكيف تنظرون للاتفاق وكيف تقيمون نتائجه ؟
ـ اتفاق مكة اتفاق وطني مهم جدا. صحيح انه بين حركتي حماس وفتح فقط دون الفصائل الاخرى.ولكنه مهم جدا لانه بين أكبر فصيلين من ناحية. ومقدمة ان شاء الله لوفاق فلسطيني شامل من ناحية أخرى. وهو ما نتطلع إليه في الايام القادمة ، وأهميته في انه:
ـ وضع حدا للصراع الداخلي والحمدلله كان سببا في حقن الدماء ، ولعله أغلق بعون الله صفحة الصراع الداخلي وان شاء الله لا نعود إليها إطلاقا.
ـ ثانيا استكمل في الاتفاق التوافق على حكومة الوحدة الوطنية وعلى معظم جوانبها.
ـ ثالثا جرى فيه التأكيد على الخطوات المطلوبة لاعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية ،
ـ رابعا جرى فيه بحث أسس الشراكة بين حركتي حماس وفتح .صحيح أنه لم تستكمل كلها في مكة ولكن سنتابعها ان شاء الله بعد ذلك ،
إذا الاتفاق قيمته بهذه العناوين الأربعة وبالتالي فهو أسس لمرحلة جديدة في العلاقة بين فتح وحماس ، ونقل الحالة الفلسطينية من حالة مؤلمة إلى حالة مبشرة و نامل ان تترجم تفاصيل اتفاق مكة على الارض .
لكل ثمن
هل قدمتم تنازلات صعبة في سبيل انجاحه ؟
ـ ليس هناك اتفاق بين طرفين إلا وفيه من كل طرف مرونة وثمن. وحتى لو سمي تنازلا.ونحن لا نتحرج من ان نقدم - بين قوسين – « تنازلا « لطرف فلسطيني آخر من أجل المصلحة الوطنية ،
بالتأكيد نحن اقتربنا من فتح وفتح أيضا قدمت والاخ أبو مازن تحديدا قدم خطوة باتجاهنا. والجميع يدرك حجم الخطوة الكبيرة التي قدمتها حماس باتجاه الاخ أبو مازن والأخوة في حركة فتح . من اجل مصلحة شعبنا من خلال حقن الدماء وايجاد شراكة حقيقية. وانشاء حكومة وحدة وطنية ، تنقل الوضع الفلسطيني من حالة الخلاف والصراع الداخلي إلى حالة من الوفاق والعمل المشترك. ومن أجل المصلحة العامة.وكخطوة اساسية باتجاه كسر الحصار الظالم على الشعب الفلسطيني ،
و جرى ذلك بحمدالله في مكة المكرمة، وبكل صراحة اقول وبشفافية ان في مكة توافرت عناصر أساسية أدت لنجاح هذا الاتفاق ، وأهمها حرص الطرفين ، وشعورهما بانه لا مجال إلا إلى الاتفاق إضافة إلى ثقل الدم الفلسطيني ، الذي بات ضاغطا علينا جميعا حتى نذهب إلى اتفاق ، إضافة إلى جهود بذلت قبل ذلك في محطات عديدة في القاهرة ودمشق والدوحة وبجهود عربية وإسلامية إلا أن التتويج حصل في مكة ولله الحمد ، خاصة في ظل رعاية خادم الحرمين الشرفين ، والاجواء المباركة التي توفرت لنا للوصول إلى هذا الاتفاق .
الرعاية الملكية وفرت لنا في مكة الجو الإيجابي
هل واجهتم أي نوع من الضغوط من أي طرف لتقديم تنازلات وتوقيع الاتفاق ؟
ـ بكل صراحة أقول انه في مكة توفر كل الجو الإيجابي ، من خلال الرعاية الملكية السعودية من خلال خادم الحرمين الشريفين ، وبحكم حرمة المكان والزمان كان لها تأثير إيجابي ، ومن زاوية أخرى كان هناك حرص وإلحاح سعودي على اهمية الوفاق والاتفاق ، وهذا أمر ننظر إليه من الزاوية الإيجابية ونقدره ، لأننا وجدنا عند خادم الحرمين الشرفين والمسؤولين السعوديين الكرام ألما شديدا من حالة الصراع الفلسطيني الداخلي.
ووجدنا حرصا منهم على ضرورة ان نتفق. ووفروا لنا كل الاجواء الايجابية ، فالمسألة كانت في هذا الاطار وليس في إطار الضغوط.وحقيقة أقول ان خادم الحرمين الشريفين جزاه الله خيرا أشعرنا بروحه العربية الأصيلة ، التي تتألم لنزف الدماء الفلسطينية على أيد فلسطينية . وكان متألما ومنزعجا وقلقا مما يجري ، وبالتالي كان متمنيا علينا بإلحاح بضرورة أن نتفق ، وأعتقد انه من اللحظة الاولى اطمأن من اننا سنتفق لانه سمع منا في حماس ومن الاخوة في فتح كلاما مطمئنا ولعلي عبرت امامه بشكل واضح أننا لن نغادر مكة إلا متفقين ، ومن هنا كان مرتاحا من اجواء الحوار .
حكومة وحدة أم زواج بنية الطلاق
حول موضوع حكومة الوحدة الوطنية وفي حال تشكلها . برأيك ما مدى فرص استمرارها لا سيما أن البعض يرى الا مستقبل لها .وان الطرفين الرئيسين فيها يملكان من الاختلاف في الرؤى السياسية أكثر من نقاط الالتقاء؟ . فتح مع السلام إلى أبعد الحدود ومستعدة لتقديم تنازلات وحماس ترفضه وترفض الاعتراف بالطرف الاسرائيلي ؟ فهل ستكون حكومة زواج بنية الطلاق كما يقولون ؟
ـ لا أحد يزعم ان هناك تطابقا بين فتح وحماس.ولكن في المقابل ليس صحيحا ما يتحدث عنه البعض من استحالة الشراكة والوفاق بين الحركتين .هناك إمكانية للعمل المشترك. والعمل المشترك يكون أحيانا بين الحركات المختلفة سياسيا بل والمتعارضة أحيانا في اتجاهاتها وبرامجها.
و نحن في الساحة الفلسطينية رغم جوانب الخلاف هناك جوانب تشابه وعمل مشترك.كلانا لديه أهداف وطنية وتجسد ذلك في وثيقة الوفاق الوطني التي عبرت عن قاسم مشترك بين الجميع . فالوثيقة تمثل البرنامج السياسي الوطني الذي ارتأت غالبية القوى الفلسطينية في الساحة الفلسطينية أنه يمثل قاسما مشتركا لها ، وبالتالي هناك إمكانية للقاء والوفاق والعمل المشترك من خلال حكومة وحدة فلسطينية . وهذا لايعني ان العمل خلال حكومة الوحدة سينهي جميع الخلافات. ولكنه يمثل العمل من خلال المساحة المشتركة. ولا شك أن هناك عوامل إعاقة خاصة بفعل التأثيرات والتدخلات الخارجية. وتحريضات العدو .وبفعل الاوضاع الصعبة التي نعيشها وبفعل مساحات الاختلاف الاخرى والمحطات السلبية التي عشناها خلال الشهور الاخيرة .ولكن ان شاء الله وباستشعارنا المسؤولية المشتركة. وايضا صعوبة المرحلة الماضية التي عشناها. كل ذلك سيدفع الجميع إلى أنه لا مجال لنا إلا ان نعمل معا في المساحات المشتركة من أجل المصلحة الوطنية.
وباختصار ان العمل المشترك من خلال حكومة الوحدة الطنية وعلى أساس برنامج وطني نكسب جميعا من خلاله ، أما بقاء حالة الصراع فإن الجميع سيخسر ، ولن يرضى احد بذلك.
نحتكم الى برنامجنا الوطنى ولا نبحث عن رضا اسرائيل
لكن اسرائيل والولايات المتحدة لن تقبل بحكومة لا تعترف بشروط الرباعية. وانتم لم تقبلوا بهذه الشروط ، فكيف سيكون تأثيرهما على المجتمع الدولي تجاه التعامل مع هذه الحكومة ؟
ـ أولا نحن في حركتي حماس وفتح – ومع احتفاظ كل حركة بقناعتها ورؤيتها – اتفقنا على تشكيل حكومة وحدة وطنية. تعمل على أساس برنامج سياسي محدد .مستند إلى وثيقة الوفاق الوطني. وخطاب التكليف. وما يتضمنا من مضامين سياسية هو الاساس السياسي لحكومة الوحدة الوطنية. ونكتفي بذلك دون ان نحتاج إلى الكثير من الشروح والتوضيحات ، ثانيا : هذا هو وفاقنا الوطني رضيت « إسرائيل « أم لم ترض ، نحن لا نبحث عن رضاها. فهي عدونا وتحتل أرضنا وتعتدي على شعبنا.
أما بالنسبة للأطراف الدولية فأعتقد أن الدول العربية بإجماعها رحبت باتفاق مكة. وبالوفاق بين حركتي حماس وفتح . والدول الإسلامية كذلك. بل حتى الكثير من الدول الأوربية كذلك رحبت .
ويبقى الموقف الامريكي وبعض الاطراف الدولية ، وهناك جهد يبذل على المستوى الفلسطيني والعربي . خاصة من الاخوة في المملكة العربية السعودية ومصر .واعتقد أن ذلك سيكون له تاثيره في تشكيل قناعات إيجابية في اتجاه التعامل مع اتفاق مكة ، وبالخلاصة فليس امام المجتمع الدولي إلا ان يحترم إرادة الوفاق الفلسطيني .
أستاذ خالد بوضوح ،هل من الممكن لحماس أن تعترف بإسرائيل كشريك وكدولة لها الحق في الوجود أو تتخلى عن المقاومة؟
ـ أعتقد أن كل ما قلناه في الماضي لا نحتاج إلى تكراره من جديد ، واكتفي في هذه المحطة بالقول التالي « ما اتفقنا عليه في مكة ومن خلال الحوارات التي سبقت مكة هو حديث في إطار الاتفاق الوطني والبرنامج السياسي الوطني المشترك بين جميع القوى ، وعبرنا عنه بصياغات ومضامين واضحة المعالم موجودة في وثيقة الوفاق الوطني وخطاب التكليف ، وهذا يكفي ولا نحتاج لمزيد من الشروحات ، وتبقى كل حركة لها قناعاتها وبرامجها ومواقفها المعروفة ، وأكتفي بذلك واللبيب بالإشارة يفهم» .
ما اتفقنا عليه في مكة برنامج سيادي و طني
بعض مؤيدي حركة حماس في الدول العربية يعربون عن تخوفهم من مواقف حماس السياسية الجديدة .فهي في رأي البعض غير واضحة تجاه الطرف الاسرائيلي من حيث الاعتراف به أو الاقرار بمعاهدات السلام. وربما الابتعاد عن ميدان المقاومة. ويخشون من انقلاب حماس على مبادئها بسبب ضغوط واستحقاقات قادمة ؟
ـ بمنتهى البساطة والصدق والشفافية ، أولا أن ما اتفقنا عليه في مكة هو برنامج سيادي وطني مشترك ، تلتقي عليه القوى الوطنية.وهذه حالة لابد منها ، ففي العمل الوطني لا يملك أحد أن يفرض أجندته على الآخرين ،كما أننا لانتقبل من أحد ان يفرض اجندته علينا. إنما هناك مصلحة دائمة في اقتراب الفلسطينيين من بعضهم البعض. ضمن إطار المصلحة الوطنية وليس بعيدا عنها .وفي إطار تحقيق مصالح شعبنا واهدافه الوطنية ، هذا أولا ،
ثانيا كل حركة يبقى لها برنامجها وقناعاتها ومحدداتها ، ولا تعارض بين ذلك وبين اللقاء في إطار الوحدة الوطنية والعمل الوطني المشترك.
ثالثا أعتقد انه في العمل السياسي ومن خلال أصحاب التجربة والخبرة دائما هناك إمكانية حقيقية للجمع بين الالتزام بالثوابت الوطنية والحفاظ عليها وحمايتها وبين هوامش المرونة اللازمة في العمل السياسي ، والحركة (حماس) مضى لها عشرون عاما من تاريخها وقدمت نموذجا محترما في الجمع بين الصلابة والمرونة وبين الاصالة والمعاصرة وبين الالتزام بالثوابت والمرونة التي يقتضيها العمل السياسي ، ودون ان تؤثر حالة على حالة سلبا .
وحماس منذ أن انطلقت تمزج في برنامجها المسارات المختلفة من المقاومة والعمل السياسي والجماهيري والعلاقات السياسية والعمل الاجتماعي والإغاثي.
فحماس ليست لونا واحدا من العمل ، وعندما تمارس السياسة بكل مقتضياتها لا يعني أن تتنازل عن حقها في المقاومة المشروعة التي تكفلها الشرائع السماوية والقانون الدولي .وبالتالي لا مشكلة لدينا في ذلك ، ونحن في حماس مطمئنون لثقة جمهورها واحبابها وانصارها بها ، فهي كانت دائما عند حسن الظن في كل محطاتها الصعبة التي عاشتها .
لا مبررات تجيز الحصار
هل يعني هذا انك متفائل برفع الحصار عن الشعب الفلسطيني قريبا ؟
ـ ليس امام المجتمع الدولي إلا ان يرفع الحصار الظالم عنا.فالحصار الظالم لم يكن مشروعا .أو مبررا لا في الماضي ولا في الحاضر .لكن اليوم ليست هناك أية معاذير أو مبررات تبرر هذا الحصار .
فهناك حالة وفاق فلسطيني ينبغي ان تقابل بالترحيب والتشجيع وأولى خطوات التشجيع هي رفع هذا الحصار الظالم عنا ، وليس الإمعان في الاستمرار بالخطأ الذي ارتكب منذ عام بحق الشعب الفلسطيني. ومعاقبته بهذه العقوبات الجماعية ، فعلى المجتمع الدولي ان يعود لمنطق الصواب والعدل .لا أن يبقى منحازا إلى المنطق الإسرائيلي الظالم. أو ان يسير خلف الموقف الأمريكي المتشدد والمنحاز للإسرائيليين .
هل هناك اي وعود حصلتم عليها من أحد لرفع الحصار ولا سيما الجانب الاروروبي ؟
ـ هناك كما اشرت سابقا ترحيب جماعي بالاتفاق ، وهناك أطراف اوروبية اتصلت بنا وأبدت استعدادا للتعامل مع الاتفاق ومع حكومة الوحدة الوطنية بعد تشكيلها.
ونحن نعتقد ان فرصة حكومة الوحدة الوطنية المستندة إلى اتفاق مكة والوفاق الوطني ، الذي بدأ بين فتح وحماس وسيمتد إلى مختلف القوى الفلسطينية ، اعتقد ان فرصة رفع الحصار كبيرة .
بين السلطة و العودة للمقاومة
يجري الحديث في بعض الاوساط السياسية والإعلامية عن اصوات بدأت ترتفع داخل حركة حماس تدعو للتخلي عن السلطة. بل العمل على انهائها والعودة للمقاومة فقط على اعتبار – كما يرون – أن سنة من الحكم لحركة حماس لا هي حكمت وبنت ولا هي قاومت ؟؟ فهل تدرسون مثل هذه الخيارات ؟؟
ـ ليس عندنا أي نوع من الاصوات أو التململ الذي قد يزعمه البعض ، فحماس بفضل الله حركة مؤسسية تأخذ مواقفها وقراراتها عبر طريقة مؤسسية شورية ديمقراطية راسخة. وما يبدر عن قيادة الحركة يعبر عن موقف المؤسسة بعد دراسة وتمحيص. وبالتالي نحن منسجمون مع انفسنا. والقيادة منسجمة مع قواعدها بكل تناغم بفضل الله تعالى ،أما تقييم تجربة العام الماضي فهذا ليس تقييم البعض ولكنه تقييمنا كحركة.ان الحركة لم تعط فرصة للحكم ، وظلمت ظلما كبيرا بالحصار وبما أصابها من ضغوط وتشويش.وهي صفحة مؤلمة يعرفها القاصي والداني .
ولكن ذلك لا يعني أن الحركة تتخلى عن مسؤولياتها.أو أن نفسها قصر عن تحمل مسؤولياتها .فنحن نعرف صعوبة الظروف وهي ليست أول محطة صعبة نمر بها .
فالحمدلله حماس عبرت اصعب الظروف ، واعتقد ان ما جرى في مكة بعد تجربة حصار قاس وما رافق الحصار من ضغوط ومحاولة عزل وضرب وإقصاء وإفشال يدل على أن الحركة في النهاية وفي ظل صمودها وتمسكها بحقوق شعبها ومع ما قدمته من مرونة وحسن تصرف.
اعتقد أن الحركة اليوم في محطة يقدر الجميع أهميتها وكيف نجحت الحركة ان تتصرف في أصعب الظروف وان تعالج هذه التحديات الصعبة. وبالتالي نحن ليس عندنا مشكلة في هذا الجانب ، علما انه ليس هناك تعارض بين أن تكون في السلطة وان تمارس حقك في المقاومة طالما ان هناك احتلالا ، هذا مبدأ أكدناه قبل أن نمارس الحكم وأثناء ممارستنا للحكم .
لن نعود للاقتتال
بصفتك رئيس حركة فازت بغالبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني فهل ستسمحون مجددا لاي سبب من الاسباب وتحت اي ظرف وبعيدا عن الشعارات والكلام السياسي هل ستسمحون للاقتتال الفلسطيني العودة من جديد ؟ ؟
أكدنا مرارا اننا ضد الاقتتال الداخلي انطلاقا من الضوابط الشرعية والوطنية والاخلاقية.واعتقد ان التجربة المريرة في الاسابيع الماضية والتي فرضت علينا فرضا نحن في حركة حماس ، والجميع يعلم كم تعرضنا للظلم ، ومع ذلك هذه الصفحة بكل تفاصيلها طويناها وسامح الله الجميع .ونحن الآن نحمل في قلوبنا صفحا وتسامحا وبعيدا عن الاحقاد والضغينة تجاه كل واحد من ابناء شعبنا ، وتلك مرحلة انتهت ولن نعود إليها ، وهناك استشعار فلسطيني عام بأنه لايمكن العودة لتلك الصفحة ، لانها مسيئة لشعبنا وبصرف النظر عن تفاصيلها ، وحماس ان شاء الله ستكون عند حسن الظن واعتقد ان اتفاق مكة فاصل بين مرحلتين بين الجانبين .
هنية معني بمفاوضات تشكيل الحكومة
هناك حديث قوي أن محمد دحلان من حركة فتح سيكون نائبا لرئيس الوزراء الفلسطيني هنية فهل ستقبل حماس بذلك ولاسيما أنها على خلاف كبير مع دحلان ؟
ـ تفاصيل الحديث عن الحكومة لا اريد الدخول فيه ، لان هناك تكليف للاخ اسماعيل هنية رئيس الوزراء وهو مسؤول عن هذه المشاورات ، وإن شاء الله ينجح بالتشاور مع مختلف الأطراف الفلسطينية من الوصول للتشكيلة المناسبة ، ولا اريد أدخل نفسي بهذه التفاصيل .
ما من شك أن حركة حماس حققت نجاحا كبيرا في نتائج الانتخابات التشريعية والتي خاضتها لأول مرة ويتم الحديث الآن في اوساط سياسية متعددة ان حركة حماس تفكر بجدية بخوض الانتخابات الرئاسية ايضا القادمة ، بل ويقول البعض ان الحركة اتخذت قرارا بهذا الشان فهل هذا صحيح ؟
ـ هذا أمر سابق لأوانه ولكل حادث حديث .
مصر تتابع موضوع تبادل الاسرى
أين وصلت قضية الأسير الإسرائيلي جلعاد وهل تتوقعون حلا قريبا في الأفق ؟
ـ الاخوة في مصر يتابعون جهودهم ووساطاتهم وهم يعلمون حجم التجاوب الذي أبدته الحركة ، والمشكلة في الموقف الإسرائيلي وهم الذين عطلوا الكثير من الفرص والعروض .وبالتالي انا احمل إسرائيل المسؤولية عن تأخير صفقة التبادل ، فنحن في حركة حماس غير معنيين بالاحتفاظ بالجندي لمجرد الاحتفاظ به ، نحن معنيون بإنهاء هذا الموضوع ولكن من خلال الإفراج عما طلبناه من الاسرى الفلسطينيين نساءً ورجالا وأطفالا .
هل الطرف المصري بات مسؤولا عن هذا الملف ولديه الصلاحية في اتخاذ القرار بشأن الجندي ؟
ـ هم الطرف الذي يتابع الوساطة فقط .
*هل من ارقام جديدة لعدد الاسرى الذي وافقت أو عرضت اسرائيل الإفراج عنهم ؟
ـ لا.... المصلحة تقتضي عدم الدخول في التفاصيل.
موضوع القوة التنفيذية قيد البحث
القوة التنفيذية التي شكلتها الداخلية الفلسطينية منذ تشكيل حماس للحكومة كانت محط جدل كبير حول شرعيتها وقانونيتها ، في حال تشكيل الحكومة وتوحيد قيادة القوى الأمنية ما هو مصير هذه القوة ؟
ـ جرى الاتفاق أن هذا الموضوع وغيره من الموضوعات سيبحث في إطار تشكيل الحكومة وتفاصيل الشراكة التي تحدثنا عنها. وكيفية إدارة القرار الأمني والاجهزة الأمنية ، ومختلف القضايا التفصيلية ، ونحن بعقل مفتوح سنبحث كل هذه المسائل ولكن في إطار شمولي .والموضوع لم يبت بعد .
العلاقة مع الأردن
كانت هناك وساطة أردنية لتقريب وجهات النظر بين حماس وفتح .. لماذا لم تتم هذه الوساطة ومن عمل على عدم خروجها للحياة ؟
ـ الاخوة في الاردن عرضوا استضافة الاخ أبو مازن باعتباره رئيسا للسلطة، والاخ اسماعيل هنية باعتباره رئيسا للوزراء ، ورحب الاخ هنية بهذه الدعوة. ولكن لظروف لا نعرف تفاصيلها لم يحصل شيء من هذا الامر ، بمعنى اننا رحبنا بالدعوة الاردنية من خلال الحكومة . ونحن وبصرف النظر عن كل ما جرى في الماضي مع الاخوة في الاردن .قلوبنا وعقولنا مفتوحة للبلاد العربية والإسلامية . ومفتوحة كذلك للاخوة في الاردن ولا نتكئ على اي ماض مهما كان مرا .لأننا في النهاية حريصون على إدارة علاقة صحية مع جميع الدول العربية والإسلامية ، حتى نكون صفا واحدا في طريقنا لاستعادة حقوقنا العربية والإسلامية ان شاء الله .
كيف تصفون العلاقة حاليا بينكم وبين الأردن ؟؟ هل هناك تحسن في الأجواء واحتمالات لعودة العلاقات ؟
ـ لا أستطيع التحدث عن تفاصيل في هذا ، لكن هناك بعض الاتصالات المحدودة وهي ليست جديدة ففي اصعب الظروف لم تنقطع ، ولكن طبعا ليست في حالتها الطبيعية بالتأكيد ونحن نتطلع إلى علاقة تكون في افضل حالاتها مع الاردن ومع جميع الدول الإسلامية .
لا نستجدي العلاقات
هل تسعى الولايات المتحدة لفتح خطوط اتصال معكم ؟
ـ لا ادري ، هذا سؤال يسأل للإدارة الامريكية ، فنحن ليس عندنا عقدة في الحوار مع أي دولة في العالم بما فيها الإدارة الامريكية ، طبعا باستثناء الكيان الصهيوني ، ونحن لا نستجدي اي علاقة ، حماس حركة محترمة وتعرف كيف تدير علاقاتها وهي تتصرف من موقع احترام النفس .
ماذا عن الدول الأوروبية هل هناك حوارات تتم من خلف الكواليس ؟
ـ الاتصالات واللقاءات والحوارات مع الاوروبيين عديدة ومتواصلة ،واعتقد ان المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من تطورها إن شاء الله.
حماس لا تؤمن بسياسة المحاور
هناك مؤشرات بتصاعد العلاقة بين حماس وبين تحالف إيراني سوري على حساب أطراف عربية أخرى ولا سيما الخليجية ؟ وان حماس باتت متأثرة جدا بضغوط هذا التحالف ؟
ـ هذا من التصنيف الظالم الذي يحلو للبعض التحدث عنه من الحين للآخر ، حديث مجانب للحقيقة. فحماس لا تؤمن بسياسة المحاور .ولم تكن يوما ضمن محور ما على حساب محور آخر .
حماس منفتحة على امتها وعلى مسافة واحدة من جميع الدول العربية والإسلامية. والمشكلة ليست في موقفنا بل في مواقف الدول ذاتها منا .نحن نمد مسافة واحدة للجميع ، ولكن الاستجابة تتوقف على الطرف الآخر .
هناك دول تنفتح باتجاهنا وتأخذ معنا مواقف إيجابية وتدعم قضيتنا وشعبنا ، وتفتح قلبها وعقلها للعلاقة مع الحركة وهو أمر نقدره .
وهناك اطراف تتصرف بتحفظ ، والبعض يتصرف احيانا بطريقة سلبية .وهذا ليس معتمدا على موقفنا نحن . نحن إيجابيون مع الجميع إنما يعتمد على استجابة الطرف المقابل .ويعلم الجميع أن قرارنا مستقل ولسنا تبعا لأحد وتاريخ حماس يثبت ذلك ، واعتقد ان ما جرى في مكة دليل واضح وعملي على ما اقوله في فلسفة حماس في علاقاتها .
ما تفعله اسرائيل لا ينقي صفحتها السوداء
عينت اسرائيل مؤخرا وزيرا مسلما في حكومتها مما دفع البعض ليتساءل هل يمكن أن تقبل حماس بوزير فلسطيني يهودي في وزراتها ؟
ـ أياً ما كان يفعله العدو لا ينقي صفحته. فالعدو الصهيوني مازال يحتل ارضنا ويعتدي على القدس والأقصى ومقدساتنا . ويعتقل أحد عشر ألفا من ابنائنا .ومازال لايعترف بحقوقنا .
وبالتالي فإن العدو صفحته سوداء عندنا وعند المجتمع الدولي ، ومن هنا فإن تصرفاته هذه مخادعة ولا تعبر عن تغيير في سياسة هذا الكيان الذي قام على الاحتلال والعدوان ، أما نحن في حركة حماس فننطلق في تشكيل الحكومة وفي سلوكنا السياسي من مصالح شعبنا وما ينسجم مع ثوابتنا الوطنية نفعله.
سياسة اميريكا قائمة على الانحياز لاسرائيل
هل ترون فوز الديمقراطيين في مجلسي الشيوخ والنواب يصب في صالح القضية الفلسطينية ؟
ـ في ضوء تجربتنا المريرة مع السياسات الامريكية ، خاصة في سياستها الخارجية لا اعتقد ان احدا يستطيع ان يجازف في الحديث عن التفاؤل او التشاؤم. أو الرهان على تغيرات جوهرية جراء تغير دفة الثقل في مجلس الشيوخ والنواب أو في الإدارة الامريكية.ربما كان هناك تغيير ملحوظ في موضوع العراق خلال فوز الديمقراطيين.ولكن بما يخص الصراع العربي الصهيوني فأعتقد أن معظم المراقبين يدركون ان التغيير محدود وطفيف. بسبب ما يمثله الموقف من اسرائيل من سياسة شبه دائمة وقائمة على الانحياز بالنسبة للحزبين الجمهوري والديمقراطي . ولكننا نرحب بأي تغيير إيجابي في صالح الابتعاد عن الانحياز الأعمى للسياسة الإسرائيلية داخل الإدارة الامريكية ومؤسساتها التشريعية ، ولا اعتقد ان المفتاح هنا بل المفتاح هو في في صمود الشعب الفلسطيني والعربي ، واحترامنا لمصالحنا ووقوفنا صفا واحدا حتى نفرض إرادتنا على المجتمع الدولي