(بسم الله الرحمن الرحيم)
إن الحمد لله نحمده ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
أما بعد؛
فحديثنا اليوم عن الأرض المباركة والبقعة الطيبة والتي تثبت الأحداث الأخيرة الخطيرة في غزة لكل عاقل أن اليهود وعملائهم لا يرقبون فيهم إلا ولا ذمة فتعرضوا لحصار ظالم تزداد ضراوته يوماً بعد يوم، تلك البقعة التي شرفها الله تعالى فقال: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (1) سورة الإسراء، وجعل شد الرحال إلى مسجدها عبادة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تشد الرحال إلى إلى ثلاثةِ مساجدَ: المسجدِ الحرام، ومسجد الرسول [صلى الله عليه وسلم]، والمسجد الأقصى)[ البخاري] وشرف الله أهلها وأكرمهم بالجهاد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتى على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: ببيت المقدس، وأكناف بيت المقدس) [أحمد من حديث أبي أمامة]، ولأننا نؤمن أن محور الصراع يدور حول مقدساتنا، وأن صرف الناس عنها هو غاية ما يصبو إليه أعداء الملة من اليهود وعملائهم سواء كان بالاحتلال المباشر، كما في حالة القدس، أو بأطرافهم كما في الحرمين الشريفين، ولأن اليهود هم لب الفساد وأصله والمعركة الحقيقية معهم تدور حول القدس، والصراع معهم قائم إلى أن يقاتل معنا الحجر والشجر، وتسفر المعركة عن نصر للدين وأهله.
حديثنا اليوم عن رؤيتنا لحسم الصراع مع اليهود في أرض المحشر والمنشر، وقبل ذلك يحسن بنا أن نؤكد على بعض الحقائق التي نؤمن بها، ولا بد منها قبل الكلام عن الحل:
أولاً: إن قضية الأقصى قضية إسلامية، تهم كل مسلم، ولا يمكن حصرها أبداً في قومية مقيتة، أو وطنية قبيحة، ومهما حاول تجار الأقصى أن يسكتوا كل صوت يريد الحق ويدعو إليه، وأن كل مسلم مسؤول عن تحرير الأقصى، كما أن كل مسلم فلسطيني مسؤول عن تحرير العراق والشيشان وغيرهما من بلاد الإسلام، قال تعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} (92) سورة الأنبياء، وإن هذه الحقيقة والحمد لله مستيقظة في نفوس الأمة عامة، وأهل القدس خاصة، ولقد أبكاني وجميع من بحضرتني مقالة شيخ مقدسي تجاوز المائة عام طلب منه اليهود شراء داره، وساوموه في السعر إلى أن قالوا هذا شيك، اكتب ما شئت فيه من أي مبلغ ونحن نوقع عليه! فقال أعطيكم داري بشرط: أن تحصلوا على توقيع كل مسلم في جميع أنحاء الأرض ولو كان عمره شهرين، جميعهم يوافق على بيع داري حينئذ سأعطيكم إياها بلا مال وأفوض أمري إلى الله!!!
ثانياً: إن إسرائيل دولة قامت على أساس ديني، فهي دولة دينية ويكذب من يدعي أنها دولة علمانية أو أنها علمانية استغلت الدين، وإنها جرثومة خبيثة زرعت في جسم الأمة يجب أن تجتث، وإن وقع معها الخونة آلاف معاهدات الاستسلام.
ثالثا: لا فرق عندنا بين اليهودية والصهيونية، وحصر الصراع مع الصهاينة هو تقزيم خبيث متعمد، فصفات اليهود التي نص عليها كتاب الله ممتدة عبر التأريخ، يتوارثونها جيلاً بعد جيل، قال تعالى: {.. كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} (64) سورة المائدة.
رابعاً: إن القوميين العرب بثورتهم العربية المشؤومة ضالعون في قيام دولة إسرائيل، وذلك باشتراكهم مع الجيش البريطاني، ودخول القدس في هيئة الفاتحين،وتفتيت الأمة الإسلامية وتقسيمها في سايكس – بيكو لقاء ممالك هزيلة عميلة في الأردن والعراق والشامِ والجزيرة.
خامساً: إن المنظمات الفلسطينية بخليطها العجيب، من البعثية والشيوعية والعلمانية التي ملأت الساحة ضجيجاً لعقود من الزمان أنهم سيحررون الأقصى، هم سر النكبة وأصل المشكلة، وإن كان ثمت شيء حققوه بعد سنين الكذب الطوال هو أن الله فضحهم وأخزاهم وأظهر سوأتهم، وبان لكل مسلم أنهم بحق: تجار القضية الفاسدون!.
سادساً: إن المنظمات المسلحة التابعة لجماعة الإخوان المسلمين وخاصة في هذه الحقبة، وعلى رأسها حماس -حاشا المخلصين من أبناء القسام- هم في الحقيقة خانوا الملة والأمة، وتنكروا لدماء الشهداء، فمسلسل خياناتِ قاداتهم السياسية مستمر ومنذ سنين، فجميع أبناء الساحة الفلسطينية يعلمون قصة الحصار المادي الجائر الخانق الذي ضربته تلك القيادة على كتئب القسام ولفترة طويلة، ومن قبل الانتفاضة الفلسطينية الثانية، حتى يذعن المخلصون من أبناء القسام إلى قرارهم السياسي المشؤوم، فكانت النتيجة قتل واعتقال معظم المخلصين من حملة السلاح، على أيدي اليهود وعملائهم من سلطة الخيانة.
وملامح خيانة قيادة حماس تتبلور في نقاط منها:
أ- دخولهم العملية السياسية في ظل دستور وضعي علماني وعلى أساس اتفاقيات أوسلو، والتي تخلت عن أكثر من ثلاثة أرباع أرض فلسطين.
ب- الاعتراف الضمني بإسرائيل باعترافهم بشرعية السلطة الوطنية التي قامت على أساس اتفاقيات أوسلو، واعترافهم بشرعية رئيسها العلماني المرتد عميل اليهود المخلص.
ج- تصريحهم باحترام القرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة ،ومجرد الاعتراف بالأمم المتحدة هو اعتراف بقانونها الوضعي وبدولة إسرائيل العضو فيها.
د- دخولهم في حلف عجيب مع الأنظمة المرتدة، وخاصة في مصر وسوريا، متنكرين لدماء إخوانهم في مجزرة حماة، فقد وصف مشعل جزار إخوانه الخائن حافظ الأسد ولعشرات المرات: بالمسلم المخلص الحريص على الأمة العربية والمدافع عن الحقوق الفلسطينية، ثم ألا يعلم مشعل وغيره أن الجيش النصيري السوري، هو من سام المسلمين السنة العذاب، في لبنان وخاصة الفلسطينيين في المخيمات وغيرها، يقول رابين -رئيس وزراء إسرائيل الهالك- عن التدخل السوري في لبنان: (إن إسرائيل لا تجد سبباً لمنع الجيش السوري من التوغل في لبنان فهذا الجيش يهاجم الفلسطينيين وتدخلنا عندئذ سيكون تقديم المساعدة للفسطينيين) فالتحالف مع الرافضة النصيرية في سوريا بدعوى تحرير فلسطين هو خيانة كبرى، فإن صلاح الدين لم يدخل القدس فاتحاً حتى قضى على دولة الرافضة العبيدية في مصر والشام، والنصيرية أخبث معتقداً وأكثر حقداً. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: (والنصيرية كفار باتفاق المسلمين لا يحل أكل ذبائحهم ولا نكاح نسائهم بل ولا يقرون بالجزية فإنهم مرتدون عن دين الاسلام ليسوا مسلمين ولا يهود ولا نصارى)ا.هـ [مجموعة الفتاوى:35-161].
هـ- خذلانهم للمجاهدين جميعاً بل والموافقة الضمنية على قتل وتشريد أهل التوحيد، ومن ذلك قولهم في موسكو: "إن مسألة الشيشان شأن داخلي" وتصريحهم: "أنهم لا علاقة لهم بالجهاد في العراق، ولم ولن يضربوا فيه طلقةً واحدة".
و- قولهم: "إنهم لا يسعون إلى أسلمة المجتمع" ولذا لم يطالبوا بأن تكون العملية السياسية وفق الشريعة، أو بتحكيم الشريعة عند وجودهم في الحكومة ولم يحكموها بعد سيطرتهم الكاملة على غزة.
ز- عداؤهم المفرط للسلفية الجهادية، وخاصة في الوقت الحاضر ومحاولتهم الجادة والمستمرة لإجهاض أي مشروع قائم على أساس سلفي، وحكايتهم مع "جيش الإسلام" معروفة وقصة الصحفي البريطاني أشهر من أن تعرف، وبلغنا أن جيش الإسلام كان على وشك الحصول على مكاسب جيدة من بريطانيا، قبل تدخل حماس في المسألة.
ح- إطلاقهم لحرمة الدم الفلسطيني ولو أتى الزندقة من مائة باب، كالبهائي المرتد عباس وغيره، وكأن الله لم ينزل في محكم التنزيل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ..} (54) سورة المائدة.
أما عن الحل:
أولاً: ينبغي أن نعلم أن ما بنته الجاهلية في سنين طويلة يستغرق وقتاً لهدمه، أضف لذلك إقامة بنيان راسخ لا تأخذ فيه الرياح، قال تعالى: {.. فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا ..} (256) سورة البقرة، كما إننا في زمان الغربة واندثار لكثير من معالم الدين، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (بدأ الإسلام غريبا وسيعود كم بدأ غريباً، فطوبى للغرباء) [مسلم]. ألا فليعلم أهلنا في فلسطين أن أول الحل هو الجهاد، وتحت راية التوحيد الصافية لا يفرقون بين قتال الأبيض والأسود بين الكافر اليهودي والمرتد الفلسطيني، فلا فرق بين أولمرت ومجرميه، وبين عباس وعصابته بل هم أولى، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً ..} (123) سورة التوبة، وقال تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرءاؤُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ..} (4) سورة الممتحنة، يقول الشيخ حمد بن عتيق -رحمه الله-: (فكم إنسان لا يقع منه الشرك، ولكنه لا يعادي أهله فلا يكون مسلماً بذلك، إذ ترك دين جميع المسلمين، ثم قال الله تعالى: { كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} فقوله: أبداً، أي ظهر وبان، وتأمل تقديم العداوة على البغضاء لأن الأولى أهم من الثانية، فإن الإنسان قد يبغض المشركين ولا يعاديهم فلا يكون آتياً بالواجب عليه حتى تحصل منه العداوة والبغضاء، ولا بد أيضاً من أن تكون العداوة والبغضاء باديتين ظاهرتين بينتين)ا.هـ. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (54) سورة المائدة. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: (والله تعالى يقيم قوماً يحبهم ويحبونه [و]يجاهدون من ارتد عن الدين أو عن بعضه كما يقيم من يجاهد الرافضة المرتدين عن الدين أو عن بعضه في كل زمان والله سبحانه المسؤول أن يجعلنا من الذين يحبهم ويحبونه الذين يجاهدون المرتدين [وأتباع المرتدين] ولا يخافون لومة لائم)ا.هـ [منهاج السنة النبوية:7-222 م.ش].
الصنف الآخر الهام الذي يجب أن يستهدف بقوة وخاصة رؤوسهم هم الرافضة، فقد بدأ هذا السرطان الدخول إلى أهلنا بفلسطين، مستغلين الجهل والفقر يحميهم مجموعة من الخونة والعملاء لرافضة إيران تحت مسمى المقاومة، وقد فعلوا الجريمة ذاتها في العراق، فمتى كانت البصرة رافضية المعتقد حتى تكون اليوم ذات أغلبية رافضية، لقد استطاع المجرمون إقناع بعض شيوخ العشائر ورؤوس الناس بمذهبهم، وذلك تحت ضغط الإغراء المادي وبالرذيلة المسماة المتعة، وغيرها من وسائل الخسة، وأدى ذلك إلى تشيع عشائر بأكملها، لم يكن فيها رافضي واحد!! فزمن الرفض في بعض بلاد الرافدين من خمسين إلى سبعين عاماً لا أكثر.
فاعلموا يا جنود الله أن الرفض دين غير دين الإسلام الذي جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم- فالرفض دين يقوم على الإشراك بالله تأليهاً وتوسلاً، كما أنه يقوم على المتعة الرخيصة وبها انتشر، ولم يترك الرفض لنا شيئاً مقدساً حتى طعنوا فيه بطريقة أو بأخرى، فطعنوا في ذات الله وفي القرآن وفي الرسول [صلى الله عليه وسلم].
يقول الرافضي نعمة الله الجزائري: (أنهم يقولون أن ربهم هو الذي كان محمد نبيه وخليفته من بعده أبي بكر، ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي، بل نقول إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذات النبي نبينا) ا.هـ.
ومما يعين أهلنا على جهادهم ضد الحملة اليهودية – المجوسية وعملائهم:
أولاً: أن يسعى أهل الرأي والخبرة من أبناء المنهج السلفي إلى تنظيم جهودهم، وتشكيل جماعة سلفية المنهج والمعتقد، تضع على عاتقها أي والخبرة من أبناء المنهج السلفي إلى تنظيم جهودهم، وتشكيل جماعة سلفية المنهج والمعتقد، نبينا) ا.÷عبىء تصحيح المسار، وترشيد الانتفاضة الجهادية المتفجرة في نفوس شباب لاأقصى، على أن تكون شرارة انظلاقهم من شباب التوحيد وأبناء المساجد مع الاهتمام بالاتصال الفعال بالعلماء وشيوخ المساجد ورؤوس المجتمع، وتربية أطفال الجهاد على مقاصد الجهاد السامية، وأهمها: أن تكون كلمة الله هي العليا، مجتثين من نفوسهم الفكر القومي الخبيث، الذي أخر الأمة سنيناً، وجعل المرتد الفلسطيني له حرمة الدم بينما يغض الطرف عن دم المجاهد الشيشاني ويعتبر شأناً داخلياً.
ثانياً: أن يعلن أبناء كتائب القسام المخلصين انفصالهم عن حركة حماس، وعزلهم لقيادتها السياسية الفاسدة المنحرفة، فإنا نعلم أن كثيراً من شباب القسام وبعض القيادات فيها قد ضاقوا ذرعاً بانحراف قياداتهم السياسية، ولولا ما وجدنا من سوء هذه القيادة وانحرافها البعيد عن شريعة رب العالمين ما كنا لندعوَ -أبداً- المخلصين من شباب القسام للانقلاب عليهم، ونحن الذين ما فتئنا ندعو للوحدة والاعتصام، كما إننا نعلم أنا سنفتح علينا باباً كبيراً من النقد وخاصةً من الهيئات الإعلامية التابعة والخاضعة لهذه الجماعة، لكن رضى الله أحب، ورجاء الإصلاح أنفع!
فعلى أهل الحكمة والخبرة منهم أن يسعوا إلى ذلك، وفق حركة دعوية دؤوبة في أوساط شباب القسام تضمن عدم تخلف أحد منهم، مستعينين بالسرية والحنكة اللازمة، واضعين سيطرتهم على أكبر قدر ممكن يعينهم على الجهاد من الرجال والعتاد، سالكين كل الطرق الشرعية المؤدية إلى ذلك، فلم تفلح مع هذه القيادة المنحرفة كل أساليب النصح والدعوة السرية منها والعلنية.
ولم لا؟ فإخوانهم في حماس العراق والحزب الإسلامي والجيش الإسلامي يقاتلون اليوم جنباً إلى جنب مع حامل الصليب ضد أهل الصليب، ومن لا يصدق يستمع إلى قناة "بغداد" وأقوال طارق الهاشمي، وأبي عزام التميمي -نائب أمير الجيش الإسلامي- فالذين يرتمون في أحضان مجلس إيران ونصيرية سوريا، ويفتخرون بعلاقتهم الحميمة مع عمر سليمان -رئيس الاستخبارات المصرية- الذي انتهك أعراض آلاف العفيفات في سجون مصر، مصيرهم هو ذات المصير.
أما عن دور الأمة في دعم تحرير الأقصى، فهو متشعب الأدوار، نذكر منه:
أولاً: فتح جبهات جديدة لتخفيف الضغط اليهودي الأمريكي على أهلنا في فلسطين، مع الاهتمام باستمرار وتقوية الجبهات الحالية وخاصة تلك التي تخوض حرباً مباشرة مع الراعي الأمريكي، كما في العراق وأفغانستان، ونسجل هنا تحية فخر لأبطال نهر البارد من المهاجرين والأنصار، فقد سطروا بدمائهم وثباتهم على الحق، وشدة بأسهم على العدو أروع ملاحم الإسلام في بلاد الشام، وأثبتوا بجدارة أنه بإمكان حفنة بسيطة من أبناء التوحيد أن يحفروا في جسد الكفر جرحاً لا يندمل، وإني على يقين أن الله لن يضيع ثمرة هذه الدماء، وستكون بحول الله شرارة الجهاد في بلاد الشام وخاصة مع اليهود في جبهاته الثلاثة: الأردن، وسوريا، ولبنان.
ونهنىء الأمة بنجاة قاهر الصليب وفارس بلاد الشام، شاكر العبسي، نسأل الله أن يجعله للجهاد إماماً في تلك البلاد، فما سمعنا عنه إلا خيراً، فهو صاحب منهج وعزيمة وصدق، أسأل الله أن يفتح على يديه.
ثانياً: أن تكسر الأمة حواجز العار التي تحاصر أهلنا في فلسطين، وطريق ذلك أن يثور الفلسطينيون بالأردن لكسر الحدود مع الضفة الغربية، وأن يثور الشعب المصري وخاصة القسم الشامي منهم لكسر الحدود مع إخوانهم في غزة فمعلوم أن أول إقليم مصر يبدأ من العريش، قال المقريزي: ( العريش مدينة فيما بين أرض فلسطين وإقليم مصر) وعار على السلاح الفلسطيني في سوريا ولبنان أن يقف عاجزاً عن فك الحصار عن أهليهم، وليس أقل من فتح ثغرات سرية لدعم أهلنا بالسلاح والعتاد والغذاء.
فإن خانت حكومات الردة في تلك البلاد فلا يمكن -أبداً- للشعوب المسلمة أن تصمت أو تشاركهم تلك الجريمة.
ثالثاً: أن تكسر الشعوب الحصار المادي المفروض على أهلنا ونقترح أن يدخر كل كاسب مسلم دولارين شهرين من دخله، يذهب نصفها لأهلنا بفلسطين، بينما ينفق النصف الآخر على سائر الجبهات، على أن يقوم أهل الفضل بعمل جمعيات سرية منتشرة في كل شارع وعلى نطاق ضيق بجمع هذا المال سواء كان بصورة نقدية أو عينية، وحفظها أو تنميتها لحين انتهاز الفرصة المناسبة، وإيصالها لمستحقيها عن طريق المخلصين من أبناء الأمة وخاصة العلماء، ونقترح أن يشكل أبناء كل مسجد جمعية مستقلة، وأحذر من التوسع وأنصح بالسرية وأن نبدأ بالملتزمين.
رابعاً: أن يكسر أهل العلم حاجز الخوف، وأن يبرز منهم -وكما قال أحد الفضلاء- "الاستشهاديون العلماء!" وذلك لبيان خطورة الأنظمة المرتدة على الدين والدنيا، وتدعم المجاهدين بالرأي والفتوى، وتحذر من استمرار دعم المنظمات العلمانية والانهزامية.
خامساً: الدعم الإعلامي الحقيقي للمجاهدين، وإظهار محاسنهم والتغاضي عن مساوئهم -ما لم تخدش عقيدة التوحيد- فينبغي نصحهم سراً وعلناً.
أما عن دور الدولة الإسلامية في بلاد الرافدين لتحرير فلسطين!!!
فإنا نحسن الظن بالله وندعوه أنه كما كانت دولة نور الدين الشهيد هي حجر الأساس لعودة الأقصى إلى أحضان الأمة، ثم دخله تلميذه صلاحُ الدين فاتحاً في معركة حطين؛ كما دخله الفاروق عمر -رضي الله عنه- فإنا نسأله سبحانه ونأمل أن تكون دولة الإسلام في العراق هي حجر الأساس لعودة القدس، ولقد أدرك اليهود والأمريكان ذلك، فحاولوا صدنا بكل وسيلة عن هذا الهدف، وما الحملة الشرسة على الأنبار والفخر الزائد بضعف العمل فيها، إلا لعلمهم أنه يسهل قصف إسرائيل من بعض مناطقها وبصواريخ متوسطة المدى! وكما فعل الهالك صدام تلبيساً على الأمة، ولأنهم يعلمون أن بعض هذا الصواريخ لا تزال موجودة، كما أنه يمكن تصنيعها ما دامت إصابتها ليست نقطوية، وما جريمة تشكيلات الإخوان في بلاد الرافدين، وخاصة حماس العراق والحزب الإسلامي والجيش الإسلامي وتشكيلهم لصحوات الردة وجهودهم المضنية لإخراجنا من الأنبار، وبعقود مباشرة مع الأمريكان إلا لصدنا عن نصرتكم ولو عن بعد، ولكن أبشروا وأملوا فإن القادم خير بعون الله، فلن يصدنا عن الحق تثبيط متخاذل، ولا عمالة خائن وإنا مع ذلك، مستعدون لدعمكم بكل ما نملك من قليل المال، كما إننا مستعدون لتدريب كوادركم، بدءاً من العبوات وانتهاء بتصنيع الصواريخ، وقبل ذلك نحرض أطفالنا ونسائنا وأبنائنا ألا ينسوكم من سهام الإصابة، دعوةٍ بظهر الغيب، وأخيراً نعترف بالتقصير ونسأل الله الغفران والتوفيق.
{.. وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}(21) سورة يوسف
أخوكم أبو عمرَ القريشي البغدادي.
لتحميل الكلمة مفرغة ومنسقة بشكل أرتب على الرابط التالي:
http://www.zshare.net/download/7559378ecc6431/
*(*(*(تم التفريغ كاملاً بحمد الله لشبكة الإخلاص الإسلامية -حرسها الله-)*)*)*
*(*(*(معاً نبني مجــــــــــــــ أمتنا ــــــــــــــد)*)*)*
يرجى الإسناد عند النقل!
منقول من الاخلاص
إن الحمد لله نحمده ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
أما بعد؛
فحديثنا اليوم عن الأرض المباركة والبقعة الطيبة والتي تثبت الأحداث الأخيرة الخطيرة في غزة لكل عاقل أن اليهود وعملائهم لا يرقبون فيهم إلا ولا ذمة فتعرضوا لحصار ظالم تزداد ضراوته يوماً بعد يوم، تلك البقعة التي شرفها الله تعالى فقال: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (1) سورة الإسراء، وجعل شد الرحال إلى مسجدها عبادة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تشد الرحال إلى إلى ثلاثةِ مساجدَ: المسجدِ الحرام، ومسجد الرسول [صلى الله عليه وسلم]، والمسجد الأقصى)[ البخاري] وشرف الله أهلها وأكرمهم بالجهاد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتى على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: ببيت المقدس، وأكناف بيت المقدس) [أحمد من حديث أبي أمامة]، ولأننا نؤمن أن محور الصراع يدور حول مقدساتنا، وأن صرف الناس عنها هو غاية ما يصبو إليه أعداء الملة من اليهود وعملائهم سواء كان بالاحتلال المباشر، كما في حالة القدس، أو بأطرافهم كما في الحرمين الشريفين، ولأن اليهود هم لب الفساد وأصله والمعركة الحقيقية معهم تدور حول القدس، والصراع معهم قائم إلى أن يقاتل معنا الحجر والشجر، وتسفر المعركة عن نصر للدين وأهله.
حديثنا اليوم عن رؤيتنا لحسم الصراع مع اليهود في أرض المحشر والمنشر، وقبل ذلك يحسن بنا أن نؤكد على بعض الحقائق التي نؤمن بها، ولا بد منها قبل الكلام عن الحل:
أولاً: إن قضية الأقصى قضية إسلامية، تهم كل مسلم، ولا يمكن حصرها أبداً في قومية مقيتة، أو وطنية قبيحة، ومهما حاول تجار الأقصى أن يسكتوا كل صوت يريد الحق ويدعو إليه، وأن كل مسلم مسؤول عن تحرير الأقصى، كما أن كل مسلم فلسطيني مسؤول عن تحرير العراق والشيشان وغيرهما من بلاد الإسلام، قال تعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} (92) سورة الأنبياء، وإن هذه الحقيقة والحمد لله مستيقظة في نفوس الأمة عامة، وأهل القدس خاصة، ولقد أبكاني وجميع من بحضرتني مقالة شيخ مقدسي تجاوز المائة عام طلب منه اليهود شراء داره، وساوموه في السعر إلى أن قالوا هذا شيك، اكتب ما شئت فيه من أي مبلغ ونحن نوقع عليه! فقال أعطيكم داري بشرط: أن تحصلوا على توقيع كل مسلم في جميع أنحاء الأرض ولو كان عمره شهرين، جميعهم يوافق على بيع داري حينئذ سأعطيكم إياها بلا مال وأفوض أمري إلى الله!!!
ثانياً: إن إسرائيل دولة قامت على أساس ديني، فهي دولة دينية ويكذب من يدعي أنها دولة علمانية أو أنها علمانية استغلت الدين، وإنها جرثومة خبيثة زرعت في جسم الأمة يجب أن تجتث، وإن وقع معها الخونة آلاف معاهدات الاستسلام.
ثالثا: لا فرق عندنا بين اليهودية والصهيونية، وحصر الصراع مع الصهاينة هو تقزيم خبيث متعمد، فصفات اليهود التي نص عليها كتاب الله ممتدة عبر التأريخ، يتوارثونها جيلاً بعد جيل، قال تعالى: {.. كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} (64) سورة المائدة.
رابعاً: إن القوميين العرب بثورتهم العربية المشؤومة ضالعون في قيام دولة إسرائيل، وذلك باشتراكهم مع الجيش البريطاني، ودخول القدس في هيئة الفاتحين،وتفتيت الأمة الإسلامية وتقسيمها في سايكس – بيكو لقاء ممالك هزيلة عميلة في الأردن والعراق والشامِ والجزيرة.
خامساً: إن المنظمات الفلسطينية بخليطها العجيب، من البعثية والشيوعية والعلمانية التي ملأت الساحة ضجيجاً لعقود من الزمان أنهم سيحررون الأقصى، هم سر النكبة وأصل المشكلة، وإن كان ثمت شيء حققوه بعد سنين الكذب الطوال هو أن الله فضحهم وأخزاهم وأظهر سوأتهم، وبان لكل مسلم أنهم بحق: تجار القضية الفاسدون!.
سادساً: إن المنظمات المسلحة التابعة لجماعة الإخوان المسلمين وخاصة في هذه الحقبة، وعلى رأسها حماس -حاشا المخلصين من أبناء القسام- هم في الحقيقة خانوا الملة والأمة، وتنكروا لدماء الشهداء، فمسلسل خياناتِ قاداتهم السياسية مستمر ومنذ سنين، فجميع أبناء الساحة الفلسطينية يعلمون قصة الحصار المادي الجائر الخانق الذي ضربته تلك القيادة على كتئب القسام ولفترة طويلة، ومن قبل الانتفاضة الفلسطينية الثانية، حتى يذعن المخلصون من أبناء القسام إلى قرارهم السياسي المشؤوم، فكانت النتيجة قتل واعتقال معظم المخلصين من حملة السلاح، على أيدي اليهود وعملائهم من سلطة الخيانة.
وملامح خيانة قيادة حماس تتبلور في نقاط منها:
أ- دخولهم العملية السياسية في ظل دستور وضعي علماني وعلى أساس اتفاقيات أوسلو، والتي تخلت عن أكثر من ثلاثة أرباع أرض فلسطين.
ب- الاعتراف الضمني بإسرائيل باعترافهم بشرعية السلطة الوطنية التي قامت على أساس اتفاقيات أوسلو، واعترافهم بشرعية رئيسها العلماني المرتد عميل اليهود المخلص.
ج- تصريحهم باحترام القرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة ،ومجرد الاعتراف بالأمم المتحدة هو اعتراف بقانونها الوضعي وبدولة إسرائيل العضو فيها.
د- دخولهم في حلف عجيب مع الأنظمة المرتدة، وخاصة في مصر وسوريا، متنكرين لدماء إخوانهم في مجزرة حماة، فقد وصف مشعل جزار إخوانه الخائن حافظ الأسد ولعشرات المرات: بالمسلم المخلص الحريص على الأمة العربية والمدافع عن الحقوق الفلسطينية، ثم ألا يعلم مشعل وغيره أن الجيش النصيري السوري، هو من سام المسلمين السنة العذاب، في لبنان وخاصة الفلسطينيين في المخيمات وغيرها، يقول رابين -رئيس وزراء إسرائيل الهالك- عن التدخل السوري في لبنان: (إن إسرائيل لا تجد سبباً لمنع الجيش السوري من التوغل في لبنان فهذا الجيش يهاجم الفلسطينيين وتدخلنا عندئذ سيكون تقديم المساعدة للفسطينيين) فالتحالف مع الرافضة النصيرية في سوريا بدعوى تحرير فلسطين هو خيانة كبرى، فإن صلاح الدين لم يدخل القدس فاتحاً حتى قضى على دولة الرافضة العبيدية في مصر والشام، والنصيرية أخبث معتقداً وأكثر حقداً. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: (والنصيرية كفار باتفاق المسلمين لا يحل أكل ذبائحهم ولا نكاح نسائهم بل ولا يقرون بالجزية فإنهم مرتدون عن دين الاسلام ليسوا مسلمين ولا يهود ولا نصارى)ا.هـ [مجموعة الفتاوى:35-161].
هـ- خذلانهم للمجاهدين جميعاً بل والموافقة الضمنية على قتل وتشريد أهل التوحيد، ومن ذلك قولهم في موسكو: "إن مسألة الشيشان شأن داخلي" وتصريحهم: "أنهم لا علاقة لهم بالجهاد في العراق، ولم ولن يضربوا فيه طلقةً واحدة".
و- قولهم: "إنهم لا يسعون إلى أسلمة المجتمع" ولذا لم يطالبوا بأن تكون العملية السياسية وفق الشريعة، أو بتحكيم الشريعة عند وجودهم في الحكومة ولم يحكموها بعد سيطرتهم الكاملة على غزة.
ز- عداؤهم المفرط للسلفية الجهادية، وخاصة في الوقت الحاضر ومحاولتهم الجادة والمستمرة لإجهاض أي مشروع قائم على أساس سلفي، وحكايتهم مع "جيش الإسلام" معروفة وقصة الصحفي البريطاني أشهر من أن تعرف، وبلغنا أن جيش الإسلام كان على وشك الحصول على مكاسب جيدة من بريطانيا، قبل تدخل حماس في المسألة.
ح- إطلاقهم لحرمة الدم الفلسطيني ولو أتى الزندقة من مائة باب، كالبهائي المرتد عباس وغيره، وكأن الله لم ينزل في محكم التنزيل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ..} (54) سورة المائدة.
أما عن الحل:
أولاً: ينبغي أن نعلم أن ما بنته الجاهلية في سنين طويلة يستغرق وقتاً لهدمه، أضف لذلك إقامة بنيان راسخ لا تأخذ فيه الرياح، قال تعالى: {.. فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا ..} (256) سورة البقرة، كما إننا في زمان الغربة واندثار لكثير من معالم الدين، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (بدأ الإسلام غريبا وسيعود كم بدأ غريباً، فطوبى للغرباء) [مسلم]. ألا فليعلم أهلنا في فلسطين أن أول الحل هو الجهاد، وتحت راية التوحيد الصافية لا يفرقون بين قتال الأبيض والأسود بين الكافر اليهودي والمرتد الفلسطيني، فلا فرق بين أولمرت ومجرميه، وبين عباس وعصابته بل هم أولى، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً ..} (123) سورة التوبة، وقال تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرءاؤُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ..} (4) سورة الممتحنة، يقول الشيخ حمد بن عتيق -رحمه الله-: (فكم إنسان لا يقع منه الشرك، ولكنه لا يعادي أهله فلا يكون مسلماً بذلك، إذ ترك دين جميع المسلمين، ثم قال الله تعالى: { كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} فقوله: أبداً، أي ظهر وبان، وتأمل تقديم العداوة على البغضاء لأن الأولى أهم من الثانية، فإن الإنسان قد يبغض المشركين ولا يعاديهم فلا يكون آتياً بالواجب عليه حتى تحصل منه العداوة والبغضاء، ولا بد أيضاً من أن تكون العداوة والبغضاء باديتين ظاهرتين بينتين)ا.هـ. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (54) سورة المائدة. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: (والله تعالى يقيم قوماً يحبهم ويحبونه [و]يجاهدون من ارتد عن الدين أو عن بعضه كما يقيم من يجاهد الرافضة المرتدين عن الدين أو عن بعضه في كل زمان والله سبحانه المسؤول أن يجعلنا من الذين يحبهم ويحبونه الذين يجاهدون المرتدين [وأتباع المرتدين] ولا يخافون لومة لائم)ا.هـ [منهاج السنة النبوية:7-222 م.ش].
الصنف الآخر الهام الذي يجب أن يستهدف بقوة وخاصة رؤوسهم هم الرافضة، فقد بدأ هذا السرطان الدخول إلى أهلنا بفلسطين، مستغلين الجهل والفقر يحميهم مجموعة من الخونة والعملاء لرافضة إيران تحت مسمى المقاومة، وقد فعلوا الجريمة ذاتها في العراق، فمتى كانت البصرة رافضية المعتقد حتى تكون اليوم ذات أغلبية رافضية، لقد استطاع المجرمون إقناع بعض شيوخ العشائر ورؤوس الناس بمذهبهم، وذلك تحت ضغط الإغراء المادي وبالرذيلة المسماة المتعة، وغيرها من وسائل الخسة، وأدى ذلك إلى تشيع عشائر بأكملها، لم يكن فيها رافضي واحد!! فزمن الرفض في بعض بلاد الرافدين من خمسين إلى سبعين عاماً لا أكثر.
فاعلموا يا جنود الله أن الرفض دين غير دين الإسلام الذي جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم- فالرفض دين يقوم على الإشراك بالله تأليهاً وتوسلاً، كما أنه يقوم على المتعة الرخيصة وبها انتشر، ولم يترك الرفض لنا شيئاً مقدساً حتى طعنوا فيه بطريقة أو بأخرى، فطعنوا في ذات الله وفي القرآن وفي الرسول [صلى الله عليه وسلم].
يقول الرافضي نعمة الله الجزائري: (أنهم يقولون أن ربهم هو الذي كان محمد نبيه وخليفته من بعده أبي بكر، ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي، بل نقول إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذات النبي نبينا) ا.هـ.
ومما يعين أهلنا على جهادهم ضد الحملة اليهودية – المجوسية وعملائهم:
أولاً: أن يسعى أهل الرأي والخبرة من أبناء المنهج السلفي إلى تنظيم جهودهم، وتشكيل جماعة سلفية المنهج والمعتقد، تضع على عاتقها أي والخبرة من أبناء المنهج السلفي إلى تنظيم جهودهم، وتشكيل جماعة سلفية المنهج والمعتقد، نبينا) ا.÷عبىء تصحيح المسار، وترشيد الانتفاضة الجهادية المتفجرة في نفوس شباب لاأقصى، على أن تكون شرارة انظلاقهم من شباب التوحيد وأبناء المساجد مع الاهتمام بالاتصال الفعال بالعلماء وشيوخ المساجد ورؤوس المجتمع، وتربية أطفال الجهاد على مقاصد الجهاد السامية، وأهمها: أن تكون كلمة الله هي العليا، مجتثين من نفوسهم الفكر القومي الخبيث، الذي أخر الأمة سنيناً، وجعل المرتد الفلسطيني له حرمة الدم بينما يغض الطرف عن دم المجاهد الشيشاني ويعتبر شأناً داخلياً.
ثانياً: أن يعلن أبناء كتائب القسام المخلصين انفصالهم عن حركة حماس، وعزلهم لقيادتها السياسية الفاسدة المنحرفة، فإنا نعلم أن كثيراً من شباب القسام وبعض القيادات فيها قد ضاقوا ذرعاً بانحراف قياداتهم السياسية، ولولا ما وجدنا من سوء هذه القيادة وانحرافها البعيد عن شريعة رب العالمين ما كنا لندعوَ -أبداً- المخلصين من شباب القسام للانقلاب عليهم، ونحن الذين ما فتئنا ندعو للوحدة والاعتصام، كما إننا نعلم أنا سنفتح علينا باباً كبيراً من النقد وخاصةً من الهيئات الإعلامية التابعة والخاضعة لهذه الجماعة، لكن رضى الله أحب، ورجاء الإصلاح أنفع!
فعلى أهل الحكمة والخبرة منهم أن يسعوا إلى ذلك، وفق حركة دعوية دؤوبة في أوساط شباب القسام تضمن عدم تخلف أحد منهم، مستعينين بالسرية والحنكة اللازمة، واضعين سيطرتهم على أكبر قدر ممكن يعينهم على الجهاد من الرجال والعتاد، سالكين كل الطرق الشرعية المؤدية إلى ذلك، فلم تفلح مع هذه القيادة المنحرفة كل أساليب النصح والدعوة السرية منها والعلنية.
ولم لا؟ فإخوانهم في حماس العراق والحزب الإسلامي والجيش الإسلامي يقاتلون اليوم جنباً إلى جنب مع حامل الصليب ضد أهل الصليب، ومن لا يصدق يستمع إلى قناة "بغداد" وأقوال طارق الهاشمي، وأبي عزام التميمي -نائب أمير الجيش الإسلامي- فالذين يرتمون في أحضان مجلس إيران ونصيرية سوريا، ويفتخرون بعلاقتهم الحميمة مع عمر سليمان -رئيس الاستخبارات المصرية- الذي انتهك أعراض آلاف العفيفات في سجون مصر، مصيرهم هو ذات المصير.
أما عن دور الأمة في دعم تحرير الأقصى، فهو متشعب الأدوار، نذكر منه:
أولاً: فتح جبهات جديدة لتخفيف الضغط اليهودي الأمريكي على أهلنا في فلسطين، مع الاهتمام باستمرار وتقوية الجبهات الحالية وخاصة تلك التي تخوض حرباً مباشرة مع الراعي الأمريكي، كما في العراق وأفغانستان، ونسجل هنا تحية فخر لأبطال نهر البارد من المهاجرين والأنصار، فقد سطروا بدمائهم وثباتهم على الحق، وشدة بأسهم على العدو أروع ملاحم الإسلام في بلاد الشام، وأثبتوا بجدارة أنه بإمكان حفنة بسيطة من أبناء التوحيد أن يحفروا في جسد الكفر جرحاً لا يندمل، وإني على يقين أن الله لن يضيع ثمرة هذه الدماء، وستكون بحول الله شرارة الجهاد في بلاد الشام وخاصة مع اليهود في جبهاته الثلاثة: الأردن، وسوريا، ولبنان.
ونهنىء الأمة بنجاة قاهر الصليب وفارس بلاد الشام، شاكر العبسي، نسأل الله أن يجعله للجهاد إماماً في تلك البلاد، فما سمعنا عنه إلا خيراً، فهو صاحب منهج وعزيمة وصدق، أسأل الله أن يفتح على يديه.
ثانياً: أن تكسر الأمة حواجز العار التي تحاصر أهلنا في فلسطين، وطريق ذلك أن يثور الفلسطينيون بالأردن لكسر الحدود مع الضفة الغربية، وأن يثور الشعب المصري وخاصة القسم الشامي منهم لكسر الحدود مع إخوانهم في غزة فمعلوم أن أول إقليم مصر يبدأ من العريش، قال المقريزي: ( العريش مدينة فيما بين أرض فلسطين وإقليم مصر) وعار على السلاح الفلسطيني في سوريا ولبنان أن يقف عاجزاً عن فك الحصار عن أهليهم، وليس أقل من فتح ثغرات سرية لدعم أهلنا بالسلاح والعتاد والغذاء.
فإن خانت حكومات الردة في تلك البلاد فلا يمكن -أبداً- للشعوب المسلمة أن تصمت أو تشاركهم تلك الجريمة.
ثالثاً: أن تكسر الشعوب الحصار المادي المفروض على أهلنا ونقترح أن يدخر كل كاسب مسلم دولارين شهرين من دخله، يذهب نصفها لأهلنا بفلسطين، بينما ينفق النصف الآخر على سائر الجبهات، على أن يقوم أهل الفضل بعمل جمعيات سرية منتشرة في كل شارع وعلى نطاق ضيق بجمع هذا المال سواء كان بصورة نقدية أو عينية، وحفظها أو تنميتها لحين انتهاز الفرصة المناسبة، وإيصالها لمستحقيها عن طريق المخلصين من أبناء الأمة وخاصة العلماء، ونقترح أن يشكل أبناء كل مسجد جمعية مستقلة، وأحذر من التوسع وأنصح بالسرية وأن نبدأ بالملتزمين.
رابعاً: أن يكسر أهل العلم حاجز الخوف، وأن يبرز منهم -وكما قال أحد الفضلاء- "الاستشهاديون العلماء!" وذلك لبيان خطورة الأنظمة المرتدة على الدين والدنيا، وتدعم المجاهدين بالرأي والفتوى، وتحذر من استمرار دعم المنظمات العلمانية والانهزامية.
خامساً: الدعم الإعلامي الحقيقي للمجاهدين، وإظهار محاسنهم والتغاضي عن مساوئهم -ما لم تخدش عقيدة التوحيد- فينبغي نصحهم سراً وعلناً.
أما عن دور الدولة الإسلامية في بلاد الرافدين لتحرير فلسطين!!!
فإنا نحسن الظن بالله وندعوه أنه كما كانت دولة نور الدين الشهيد هي حجر الأساس لعودة الأقصى إلى أحضان الأمة، ثم دخله تلميذه صلاحُ الدين فاتحاً في معركة حطين؛ كما دخله الفاروق عمر -رضي الله عنه- فإنا نسأله سبحانه ونأمل أن تكون دولة الإسلام في العراق هي حجر الأساس لعودة القدس، ولقد أدرك اليهود والأمريكان ذلك، فحاولوا صدنا بكل وسيلة عن هذا الهدف، وما الحملة الشرسة على الأنبار والفخر الزائد بضعف العمل فيها، إلا لعلمهم أنه يسهل قصف إسرائيل من بعض مناطقها وبصواريخ متوسطة المدى! وكما فعل الهالك صدام تلبيساً على الأمة، ولأنهم يعلمون أن بعض هذا الصواريخ لا تزال موجودة، كما أنه يمكن تصنيعها ما دامت إصابتها ليست نقطوية، وما جريمة تشكيلات الإخوان في بلاد الرافدين، وخاصة حماس العراق والحزب الإسلامي والجيش الإسلامي وتشكيلهم لصحوات الردة وجهودهم المضنية لإخراجنا من الأنبار، وبعقود مباشرة مع الأمريكان إلا لصدنا عن نصرتكم ولو عن بعد، ولكن أبشروا وأملوا فإن القادم خير بعون الله، فلن يصدنا عن الحق تثبيط متخاذل، ولا عمالة خائن وإنا مع ذلك، مستعدون لدعمكم بكل ما نملك من قليل المال، كما إننا مستعدون لتدريب كوادركم، بدءاً من العبوات وانتهاء بتصنيع الصواريخ، وقبل ذلك نحرض أطفالنا ونسائنا وأبنائنا ألا ينسوكم من سهام الإصابة، دعوةٍ بظهر الغيب، وأخيراً نعترف بالتقصير ونسأل الله الغفران والتوفيق.
{.. وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}(21) سورة يوسف
أخوكم أبو عمرَ القريشي البغدادي.
لتحميل الكلمة مفرغة ومنسقة بشكل أرتب على الرابط التالي:
http://www.zshare.net/download/7559378ecc6431/
*(*(*(تم التفريغ كاملاً بحمد الله لشبكة الإخلاص الإسلامية -حرسها الله-)*)*)*
*(*(*(معاً نبني مجــــــــــــــ أمتنا ــــــــــــــد)*)*)*
يرجى الإسناد عند النقل!
منقول من الاخلاص
تعليق