السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما تنظر العين الأمريكية العوراء إلى المنطقة العربية، فهي لا ترى فيها بكل تأكيد، سوى كلبها القبيح المتمثل في الكيان الصهيوني، وبالتالي ما يهمها على الدوام، أن ترى هذا الكيان يعيش بحالة من الاستقرار والسكينة، لأن وجود هذا الكيان وبقائه، هو ضمانة بقاء الأمة العربية بحالة من الذل والاستكانة، وبقاءها خاضعة تحت نير التبعية والانقسام.
ولكن عندما تصبح فكرة زوال الكيان الصهيوني أمرا يتم تداوله داخل هذا الكيان، فهذه مسالة باتت كبيرة ومن الصعب جدا أن تتقبلها الإدارة الأمريكية ومعها كافة قوى الاستعمار الظالمة في الكون، فالمسألة تعني أمراً واحدا بالغ الأهمية، وهي أن مشروع الغرب الاستعماري في المنطقة بدأ يتهاوى، خصوصا وان الغرب بنى رفاهيته المعاصرة على أنقاض الأمم، ومن بينها أمتنا العربية.
فمسالة وجود الكيان الصهيوني تعني أكثر من عملية ردع للأمة، لأن استمرار سرقة أرض فلسطين والهيمنة عليها، إنما هو احد أهم ركائز الظلم والهيمنة في العالم، فإذا تحررت فلسطين، وخرجت من براثن الظلم، فالاستعمار بمجمله سوف يعاني من حالة انكماش وتردي، أمام صحوة العقل الإنساني المتزن ، والوجدان الإنساني النبيل الذي يرفض مظاهر الظلم ويتوق شوقا إلى حياة لا تشوبها مناظر البؤس التي أنتجها وينتجها الاستعمار.
حركة الجهاد الإسلامي الآن بالنسبة إلى أمريكا باتت تمثل علامة فارقة، فهذه الحركة أولا تنتمي إلى شعب كبير اسمه الشعب الفلسطيني، وما تميزت به خلال السنوات الماضية أنها ومنذ نشأتها لم تتبدل خياراتها السياسية، ولم تخضع لأي تحولات كما حدث مع العديد من الفصائل الفلسطينية، التي ظلت تقف عند مفترق الطرق وتتردد باتخاذ القرارات والمواقف، ما جعل العديد من الفصائل الفلسطينية تتزحزح عن مواقعها، وهو ما عمق مأساة الفصائل، وجعلها تصبح حاضنة ومصدرة للأزمات الفلسطينية، وهذا بحد ذاته يعتبر إنجازا يضاف إلى سجلات القوى المعادية، إذ أنها أربكت الساحة الفلسطينية، وجعلت العديد من الفصائل الفلسطينية تحدث تراجعا في خطاها، ، وتستبدل رهانها من جديد، نحو رهانات لم تكن أبداً في الحسبان، وهذه بالضبط إحدى معضلات العمل الوطني.
بالنسبة لأمريكا، فإنها تعتبر حركة الجهاد الإسلامي حركة متميزة، لأنها بقيت خارج (دائرة التطويع) فلم تخضع للأنظمة، ولم تبدل خياراتها السياسية، ولم تدخل في منافسة داخل الساحة الفلسطينية من اجل أي مكتسبات سياسية، بل ظل رهانها عسكري، وظل برنامجها، لا تشوبه شائبة، فقد وضعت الحركة على رأس أجندتها، أن فلسطين هي من البحر إلى النهر، وهذا معناه، أنْ لا وجود لشيء اسمه الكيان الصهيوني بالمطلق، وهذا يعني بالضبط، أن فلسطين، هذه الأرض التي تتدافع عليها كل قوى الظلم في العالم بغية أن تسود على الكون من خلالها، ولكنها لا تزال تجد في أبنائها من لا يقبلون الهزيمة.
حركة الجهاد الإسلامي رفضت أيضا الاشتراك في ألعوبة الانتخابات، وهي هنا، إنما أبقت خيارها في أن تكون حركة مقاومة، وهو ما يعني للقوى المعادية، أن إمكانية تطويع الحركة بمجموعة من المغريات لم يعد ممكناً، وبالعكس تماماً، فالحركة وبعد النتائج الأخيرة التي انتهت إليها الانتخابات، وحالة الاقتتال التي دارت بين الأخوة، نالت الكثير من الاحترام والتقدير بين صفوف أبناء شعبنا، وهو ما جعل الإدارة الأمريكية تزيد من نقمتها عليها، فالساحة الفلسطينية بكل تأكيد، إنما باتت تحترم هذا الخيار أكثر من غيره، وهو ما يعني أن الصورة في المستقبل بالنسبة للكيان الصهيوني ستكون قاتمة للغاية.
الحركة وأثناء اقتتال الإخوة، أرسلت رسالتها إلى الكيان الصهيوني، وإلى الشعب الفلسطيني وإلى العالم أجمع، حينما توجهت لتضرب في ميناء إيلات، هذه الصورة بالتحديد، جعلت أبناء شعبنا يشيرون بأصابعهم إلى المكان الوحيد الذي ينبغي أن تسيل فيه الدماء الفلسطينية، وهو مواجهة العدو دون أدنى شك.
هنا أيضاً الذي أغضب أمريكا وجعل الكيان الصهيوني يعيش حالة من الجنون، كان ذلك عندما وقفت حركة الجهاد الإسلامي، أثناء اقتتال الإخوة، حيث كانت بمثابة(((صمام الأمان)) الذي يحول دون انفلات الوضع الفلسطيني، ووصوله إلى حد اللاعودة، فوقفت في فلسطين بكل جهدها، ووقفت في سوريا حينما جمعت الإخوة في فتح وحماس، وكان اللقاء الأول الذي أثمر فيما بعد، لقاء مكة، وبالتالي هذا الجهد، يعكس حرص الحركة ووعيها، وهو أمر اغضب أعداءها، لأنهم يريدون لهذا الدم أن يستمر وان يتمزق الشعب الفلسطيني، فيما باتت هذه الحركة، ورغم إمكاناتها المتواضعة، تحقق على الأرض، أكثر من المتوقع.
حركة الجهاد الإسلامي اليوم هي رافعة للعمل الجهادي والعمل الوطني نظرا لمصداقية ما تؤديه من دور، فهي أعطت منذ البدء دور الإسلام في العملية الجهادية، وعملت على إعادة تقديم مفهوم الجهاد ضد الأعداء، من خلال الاستناد على الإسلام، وما لذلك من مؤثر كبير يخشاه الأعداء، نظرا لاصطفاف الأمة بأكملها وراء هذا الخيار، وما يعنيه ذلك من صحوة الأمة، خصوصا وان هذه الحركة لا تقوم على الأطراف في العالم الإسلامي، وإنما هي في مركز الصراع، الذي بات يتمحور في هذا العصر، حول المسجد الأقصى، دلالة عزة الإسلام، ومنارة انتصاره.
ما تخشاه أمريكا، بعد أن تزحزحت مختلف الفصائل عن منطلقاتها السابقة، أن تتبدل الخارطة، وان تمتد رسالة هذه الحركة، فالقادم من البؤس على الساحة الفلسطينية، سيفرض خيار هذه الحركة، والذي هو خيار شعب فلسطين، بالتالي، عندما تعلن أمريكا عن استهداف قائد هذه الحركة، فإنما قرارها مرده حالة اليأس التي وصلت إليها من تطويع شعب فلسطين، وشعوب المنطقة بأكملها.
الأيام القادمة هي لنا بإذن الله، وأملنا بالله كبير، وليس لنا إلا أن نتلو كتاب الله، وفيه قوله تعالى:
« الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ {173} فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ »
صدق الله العظيم.
عندما تنظر العين الأمريكية العوراء إلى المنطقة العربية، فهي لا ترى فيها بكل تأكيد، سوى كلبها القبيح المتمثل في الكيان الصهيوني، وبالتالي ما يهمها على الدوام، أن ترى هذا الكيان يعيش بحالة من الاستقرار والسكينة، لأن وجود هذا الكيان وبقائه، هو ضمانة بقاء الأمة العربية بحالة من الذل والاستكانة، وبقاءها خاضعة تحت نير التبعية والانقسام.
ولكن عندما تصبح فكرة زوال الكيان الصهيوني أمرا يتم تداوله داخل هذا الكيان، فهذه مسالة باتت كبيرة ومن الصعب جدا أن تتقبلها الإدارة الأمريكية ومعها كافة قوى الاستعمار الظالمة في الكون، فالمسألة تعني أمراً واحدا بالغ الأهمية، وهي أن مشروع الغرب الاستعماري في المنطقة بدأ يتهاوى، خصوصا وان الغرب بنى رفاهيته المعاصرة على أنقاض الأمم، ومن بينها أمتنا العربية.
فمسالة وجود الكيان الصهيوني تعني أكثر من عملية ردع للأمة، لأن استمرار سرقة أرض فلسطين والهيمنة عليها، إنما هو احد أهم ركائز الظلم والهيمنة في العالم، فإذا تحررت فلسطين، وخرجت من براثن الظلم، فالاستعمار بمجمله سوف يعاني من حالة انكماش وتردي، أمام صحوة العقل الإنساني المتزن ، والوجدان الإنساني النبيل الذي يرفض مظاهر الظلم ويتوق شوقا إلى حياة لا تشوبها مناظر البؤس التي أنتجها وينتجها الاستعمار.
حركة الجهاد الإسلامي الآن بالنسبة إلى أمريكا باتت تمثل علامة فارقة، فهذه الحركة أولا تنتمي إلى شعب كبير اسمه الشعب الفلسطيني، وما تميزت به خلال السنوات الماضية أنها ومنذ نشأتها لم تتبدل خياراتها السياسية، ولم تخضع لأي تحولات كما حدث مع العديد من الفصائل الفلسطينية، التي ظلت تقف عند مفترق الطرق وتتردد باتخاذ القرارات والمواقف، ما جعل العديد من الفصائل الفلسطينية تتزحزح عن مواقعها، وهو ما عمق مأساة الفصائل، وجعلها تصبح حاضنة ومصدرة للأزمات الفلسطينية، وهذا بحد ذاته يعتبر إنجازا يضاف إلى سجلات القوى المعادية، إذ أنها أربكت الساحة الفلسطينية، وجعلت العديد من الفصائل الفلسطينية تحدث تراجعا في خطاها، ، وتستبدل رهانها من جديد، نحو رهانات لم تكن أبداً في الحسبان، وهذه بالضبط إحدى معضلات العمل الوطني.
بالنسبة لأمريكا، فإنها تعتبر حركة الجهاد الإسلامي حركة متميزة، لأنها بقيت خارج (دائرة التطويع) فلم تخضع للأنظمة، ولم تبدل خياراتها السياسية، ولم تدخل في منافسة داخل الساحة الفلسطينية من اجل أي مكتسبات سياسية، بل ظل رهانها عسكري، وظل برنامجها، لا تشوبه شائبة، فقد وضعت الحركة على رأس أجندتها، أن فلسطين هي من البحر إلى النهر، وهذا معناه، أنْ لا وجود لشيء اسمه الكيان الصهيوني بالمطلق، وهذا يعني بالضبط، أن فلسطين، هذه الأرض التي تتدافع عليها كل قوى الظلم في العالم بغية أن تسود على الكون من خلالها، ولكنها لا تزال تجد في أبنائها من لا يقبلون الهزيمة.
حركة الجهاد الإسلامي رفضت أيضا الاشتراك في ألعوبة الانتخابات، وهي هنا، إنما أبقت خيارها في أن تكون حركة مقاومة، وهو ما يعني للقوى المعادية، أن إمكانية تطويع الحركة بمجموعة من المغريات لم يعد ممكناً، وبالعكس تماماً، فالحركة وبعد النتائج الأخيرة التي انتهت إليها الانتخابات، وحالة الاقتتال التي دارت بين الأخوة، نالت الكثير من الاحترام والتقدير بين صفوف أبناء شعبنا، وهو ما جعل الإدارة الأمريكية تزيد من نقمتها عليها، فالساحة الفلسطينية بكل تأكيد، إنما باتت تحترم هذا الخيار أكثر من غيره، وهو ما يعني أن الصورة في المستقبل بالنسبة للكيان الصهيوني ستكون قاتمة للغاية.
الحركة وأثناء اقتتال الإخوة، أرسلت رسالتها إلى الكيان الصهيوني، وإلى الشعب الفلسطيني وإلى العالم أجمع، حينما توجهت لتضرب في ميناء إيلات، هذه الصورة بالتحديد، جعلت أبناء شعبنا يشيرون بأصابعهم إلى المكان الوحيد الذي ينبغي أن تسيل فيه الدماء الفلسطينية، وهو مواجهة العدو دون أدنى شك.
هنا أيضاً الذي أغضب أمريكا وجعل الكيان الصهيوني يعيش حالة من الجنون، كان ذلك عندما وقفت حركة الجهاد الإسلامي، أثناء اقتتال الإخوة، حيث كانت بمثابة(((صمام الأمان)) الذي يحول دون انفلات الوضع الفلسطيني، ووصوله إلى حد اللاعودة، فوقفت في فلسطين بكل جهدها، ووقفت في سوريا حينما جمعت الإخوة في فتح وحماس، وكان اللقاء الأول الذي أثمر فيما بعد، لقاء مكة، وبالتالي هذا الجهد، يعكس حرص الحركة ووعيها، وهو أمر اغضب أعداءها، لأنهم يريدون لهذا الدم أن يستمر وان يتمزق الشعب الفلسطيني، فيما باتت هذه الحركة، ورغم إمكاناتها المتواضعة، تحقق على الأرض، أكثر من المتوقع.
حركة الجهاد الإسلامي اليوم هي رافعة للعمل الجهادي والعمل الوطني نظرا لمصداقية ما تؤديه من دور، فهي أعطت منذ البدء دور الإسلام في العملية الجهادية، وعملت على إعادة تقديم مفهوم الجهاد ضد الأعداء، من خلال الاستناد على الإسلام، وما لذلك من مؤثر كبير يخشاه الأعداء، نظرا لاصطفاف الأمة بأكملها وراء هذا الخيار، وما يعنيه ذلك من صحوة الأمة، خصوصا وان هذه الحركة لا تقوم على الأطراف في العالم الإسلامي، وإنما هي في مركز الصراع، الذي بات يتمحور في هذا العصر، حول المسجد الأقصى، دلالة عزة الإسلام، ومنارة انتصاره.
ما تخشاه أمريكا، بعد أن تزحزحت مختلف الفصائل عن منطلقاتها السابقة، أن تتبدل الخارطة، وان تمتد رسالة هذه الحركة، فالقادم من البؤس على الساحة الفلسطينية، سيفرض خيار هذه الحركة، والذي هو خيار شعب فلسطين، بالتالي، عندما تعلن أمريكا عن استهداف قائد هذه الحركة، فإنما قرارها مرده حالة اليأس التي وصلت إليها من تطويع شعب فلسطين، وشعوب المنطقة بأكملها.
الأيام القادمة هي لنا بإذن الله، وأملنا بالله كبير، وليس لنا إلا أن نتلو كتاب الله، وفيه قوله تعالى:
« الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ {173} فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ »
صدق الله العظيم.