إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رثاء سالم وعوض ومحمد....فتيةٌ في سرايا الله زادهم ربُهم هدى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رثاء سالم وعوض ومحمد....فتيةٌ في سرايا الله زادهم ربُهم هدى

    رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه, فقضوا نحبهم تحت الشمس دون أن يعرفوا معنى للتواري, في زمن تراجعت فيه القضية إلى ما بعد الوراء بوراء, مرغوا وجوههم في تراب الأرض سجودا, لأنهم من ملحها الصافي, وهي الأقدر فيما بعد على احتضانهم في بطنها, فخرا وعزا وشرفا, لأنهم من معشر الشهداء الاستثنائيين, الذين يجري في عروقهم نوع فريد من الدم الذي ينتمي إلى فصيلة نادرة, كحال كل الشهداء الذين يقبلون ولا يدبرون.

    عرفتهم سوح الوغى أسودا, يظهرون كلما لاحت رؤوس الحِرابِ, كسروا الرقم القياسي, لمعدلات التوغل في اللامعقول, بمعايير الفروسية والشجاعة والإصرار. تعالت هاماتهم نصرا وظفرا, في وقت كثرت فيه طأطأة الرؤوس التي تحولت إلى ظاهرة, تاقت نفوسهم إلى مجد النبالة, وهو أعلى سمات المجد, الذي تحن له أعناق النبلاء, وكم له من عشاق تهون لهم في حبه المصاعب والمخاطرات. انحدروا من بيوت راشدة حمتها الصدف من سهام الظالمين, فهم من نجباء الأسر التي ما انقطعت فيها سلسلة المجاهدين, وما انقطعت عجائزها عن بكائهم. ومن أمثله ما صاروا إليه من مقامٍ فدائي رفيع؛ قول بعضهم: أن الله قد خلق للمجد النفيس رجالا يستعذبون الموت في سبيله, ولا سبيل إليه إلا بعظيم الهمة والإقدام والثبات, وتلك الخصال الثلاث التي بها تُقدر قيم الرجال. فهم الفرسان أبناء المقاومة الشهداء الثلاثة, على أرواحهم رحمة الله وسلامه, سالم وعوض ومحمد المصري, الذي انضم إلى عصبتهم حديثا, أولئك الذين اشتركوا في قافلة جهادية واحدة, فمنهم من ترجل فارسا في رحلة الشتاء, ومنهم من ترجل في رحلة الصيف, ويجمعهم سويا أن الله قد كتب لهم الشهادة في موسم تجاري رابح, فرحلوا عنا في سياق زمني مقاوم, لعام واحد.

    هم الشهداء عند الله, الذين تتواضع أمام شهادتهم وتصغر كل شهاداتنا التي نسعى إليها في الحياة الدنيا, لأنهم استطاعوا وبعظمة الحدث الذي صنعوه على مراحل متقاربة, أن يضعوا كل ذي عقل سليم, في قلب لحظة عميقة, يكون فيها التفكير الوجداني في أغزر حالاته, لنسأل؛ وما أهل الحياة وطلابها يجسدون أمام صنيعكم المجيد؟ وما العيش ما عشتُ إن لم أكن مخوفَ الجِناب حرامَ الحمى؟, لنكتشف في ساعة اليقين, أنكم أيها الشهداء؛ والذين سرتم على دربهم وساروا على دربكم, من طينة أخرى, نعجز عن فهم كيميائيتها تماما, ما دمتم قد فككتم رموز قضية وجودية, واستوعبتم حاجاتها, واستوفيتم شروط الإجابة عليها, في حين أنها لازالت قيد البحث عند الآخرين. فأنتم أساس الحل لمعادلة الاستعصاء التي ننتمي إليها, وأنتم عنوان المرحلة الكبير, رغم كل العناوين الصغيرة الطائشة, التي تعيش عقدة الاستشكال المقيت, ولكنها تتهاوى دون أن تدري, وتبقون أنتم على رأس الصفحة الأولى.

    قرأنا بعضا من سطور فلاسفة علم الاجتماع السياسي, فوجدنا أن الفداء أسمى أنواع المجد العريق, وهو يمثل عند النجباء والأحرار, حمية وكرامة وإباء, ولهذا؛ لا عجب أن تلتقوا أيها الأعزاء في روح الثورة, التي جمعت شملها في أشخاصكم, لتجتمعوا بذلك مع الأنبياء والصديقين والشهداء, في مستقر لا تحول عنه أبدا, وهو مصير كل الأباة الذين مشوا والجمع وراءهم, ومشوا هم أمام الناس بالشعلة, فسمت نفوس الرجال منهم شرفا, أن ترتضي القهر والذلة. وقرأنا قصصا مماثلة لقصتكم تقتضي القول: أن المجد الفخيم الذي جلبتموه لأهليكم بعدما صار بين أيديكم, لا يُنال إلا بالبذل في سبيل الجماعة, وبتعبير الشرقيين؛ في سبيل الله أو سبيل الدين, أما بتعبير الغربيين فهو في سبيل المدنية أو سبيل الإنسانية, والمولى تعالى, الذي يستحق التعظيم لذاته, فما طالَب الله عبيده بتعظيمه وتمجيده وإعلاء كلمته والتضحية في سبيله, إلا وقد قرَنَ الطلب بذِكر نعمائه عليهم, فهنيئا لكم جنات النعيم.

    نزعم أن فراق الراحلين صعب وحسرة, ولكننا أمام محمد وعوض وسالم وكل الشهداء الأبطال, لا نقف أمام أي راحلين, فترانا نتلعثم لفترة وجيزة من الوقت, حينما نزعم أن مسيرهم الأخير مرٌ وعلقم, غير أن الحقيقة في ارتقاءهم, تتكشف وتنجلي شيئا فشيئا, فتعيدنا إلى التوازن, ليغدو كلٌ منهم أمثولةً يجدر بها الاقتداء, وأنموذجا ساطعا نقيا, ما داموا في البطولة والرجولة والإيثار, رجالا لا يعدم فيهم عدو أو حبيب, تفسيرا ولا تأويلا, وبعيون الناظرين إليهم؛ إعجابا وتبجيلا,,, لأنهم قد جالوا في النفْس مجال النفَس. وما الدنيا بمتاعها غير ممر ليس فيه من لقاء الله مفر, وما هم على رب العزة بأعزاء, فهو ولينا ووليهم,,, فوالله لا خوف ولا جزع من النظر إلى نور وجهه الكريم, بعد أن أخلصوا النية لله وحده وهم بلقائه فرحين, وقد هيئوا أنفسهم لذلك, فكانوا من الزاهدين المُجانِبِين لعرَض الدنيا, حتى أن لسان حال كل واحد منهم, كلسان حال رجل من النبلاء, أتاه القوم وقالوا له؛ لماذا لا تبني لك دارا؟ فقال وماذا أصنع فيها, وأنا المقيم على ظهر الجواد أو في السجن أو في القبر!. فعلى أرواحهم وعلى أرواح كل الشهداء سلام الله ومغفرته ورضوانه, لأنهم كانوا سيوفا لم تتأخر عن أي نازلة نادى في يومها منادو النفير, وكانوا فتية في سرايا الله زادهم ربهم هدى.

    * الكاتب فلسطيني في قبرص الشمالية

  • #2
    نسال الله له الرحمة والمغفرة وان يسكنه الفردوس الاعلى
    والصبر الصبر اهل الشهيد فهو حيٌ يرزق عند ربه فلا تبكوا لوعة الفراق فهو قريبٌ منكم وباذنه تجتمعون معه بالفردوس...
    ونسأل الله ان يرزقنا كما رزقه

    بارك الله فيك اخي
    الحمدلله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه


    " عندما سلكنا هذا الطريق كنا نعرف ان تكاليفه صعبة جدا لكن هذا هو واجبنا وخيارنا المقدس"

    تعليق


    • #3
      بداية نشكر الكاتب تامر المصري على هذا المقال الرائع ونشكر ناقل المقال فلسطيني حر لإنتقائه أروع المقالات ولا يسعنا إلا أن نقول رحم الله شهدائنا وأسكنهم الله فسيح جناته.
      أخوكم/عدي الجنوب

      تعليق


      • #4
        نسال الله له الرحمة والمغفرة وان يسكنه الفردوس الاعلى


        ومبــــــــــــارك أخي استشهادهم
        فالشهيد لا يجب أن نعزي به فهو عريس للحور العيم


        ونسأل الله أن يصبر أهليهم
        فصرخت فيهم صرخة قالوا كفانا تملقـا..!
        أتريـد منـا ثـورة أتريـد فعـلا أحمـقـا...؟!
        زمنُ البطولة قد مضي وكفانا قولا أخرقا
        إنا تعودنا القيــود ومثلنــا لــن يُعتقـــا..!
        النومُ أفضلُ غايــةً لسنا لمجــدٍ مطلقـا
        يامن تريد كرامةً ثوب الكرامة أُحرِقا..


        وقل ربي ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لى من لدنك سلطانا نصيرا.
        نموت ويبقى كل ما قد كتبناه فياليت من يقرأ مقالي دعا لياْْْْ لعل إلهي أن يمن بلطفه ويرحم تقصيري وسوء فعاليا .

        تعليق


        • #5
          نسال الله له الرحمة والمغفرة وان يسكنه الفردوس الاعلى
          والصبر الصبر اهل الشهيد فهو حيٌ يرزق عند ربه فلا تبكوا لوعة الفراق فهو قريبٌ منكم وباذنه تجتمعون معه بالفردوس...
          ونسأل الله ان يرزقنا كما رزقه

          بارك الله فيك اخي

          تعليق


          • #6
            السلام عليكم ..
            رحمهم الله وأدخلهم فسيح جناته ..
            رمضان كريم ,, كل عام وأنتم الى الله اقرب

            تعليق


            • #7
              بارك الله فيك أخي وجزاك الله خيرن وأدخلك فسيح جناته
              [url]##############

              رحمك الله يابركات السرايا

              تعليق


              • #8
                وداعا....الى الملتقى

                رحمهم الله وأدخلهم فسيح جناته
                55:5 انتقم من الظالمين

                تعليق


                • #9
                  كانوا فوق الارض اصحابا وصاروا تحت التراب اصحابا نحتسبهم عند الله شهداء ولا نزكي على الله احدا 0رحمهم الله وأدخلهم فسيح جناته 0

                  تعليق


                  • #10
                    كانوا ثلاثة رجال اصحاب في الحياة وفي الدرب وفي الممات
                    عليكم تحية الرحمن تترى........................... برحمات غواد رائحات
                    علو في الحياة وفي الممات ...........................سالم وعوض وابو البراء رحمهم الله وأدخلهم الفردوس الاعلى
                    [align=center]

                    تباً لحرف لايحكي مشاعراً 00ضاق به قبل الرحيل فؤادي00 فالقلب يبكي ثم يبسم حائراً 00 ففراقكم ما كان يوماً عادي00
                    فانتم في القلب منازلاً 00ولقائكم غداً في الجناني

                    تعليق

                    يعمل...
                    X