غزة - معا- تقرير احمد عودة- تبدو أسواق غزة الشعبية و الراقية و البالة مزدحمة بالمواطنين عشية عيد الاضحي حيث تتزاحم أقدام الأطفال و أولياء أمورهم علي أبواب محلات الملابس و الأحذية و في الشوارع الرئيسية بالمدينة .
وللوهلة الأولي تعتقد أن البلد بألف خير و لكن عندما تقترب من الوجوه تجدها شاحبة و تجد الأطفال والفتية في حالة من الغضب و تبدو علي وجوهم الكشرة و الحزن لكثرة المطالب و قلة المال و البضائع .
معا تجولت في حي الرمال حيث تكثر المحلات التجارية الراقية و التي كانت تبيع الملابس و الأحذية من الماركات و اغلب بضاعتها من تركيا و إسرائيل و من الملابس المستوردة و صاحبة الأسماء العالمية، حيث سجلت انطباعات العديد من المواطنين.
قالت أم محمد و هي سيدة في الأربعين من العمر :اعتدت أن اشتري لأولادي و بناتي ملابس العيد من هذه المحلات إلا انه لا توجد فيها سوى ملابس رديئة الصنع و من البضاعة "البايرة " التي خزنت منذ الأعوام الماضية و لكني أحاول جاهدة أن اجمع بعضا من الأشياء لأضفي بهجة العيد علي الأولاد.
و على باب محل للأحذية كانت الفتاة غادة و معها أخواتها يحاولن شراء أحذية لهن حيث قالت غادة أن الأحذية الموجودة في هذا المحل الكبير هي من موديل واحد و كانت بالسوق منذ سنتين و لا توجد من نفس الموديل كل المقاسات و أن سعره كان في الأعوام الماضية لا يتجاوز 50 شيقل و لكنه يعرض اليوم 150 شيقل رغم انه صيني و ليس من النوع الجيد
صاحب المحل خميس يقول: أن التاجر معذور و انه لم تدخل بضاعة له منذ موسم المدارس و أنهم يضطرون لدفع أرضية للبضائع في المخازن الإسرائيلية مما سيزيد ثمنها علي الزبون و لكن رغم ذلك فانه لم يستطيع إدخالها قبل موسم العيد و أن محله لا يوجد فيه سوي عدد محدود من الموديلات و هي قديمة و ليست جديدة
و بنفس السوق كانت السيدة أم رائد تقف في داخل محل ملابس راقية للأطفال قائلة اليوم ما كنت ترفض شراءه من البسطات في الأسواق الشعبية موجود داخل هذه المحلات و بسعر غال جدا أضعاف ما كان يعرض على تلك البسطات واصفة البضاعة بالرديئة و لكنها مضطرة لشرائها و لكن سيدة أخري اختلفت معها بالقول أن الدنيا شتاء و لا توجد جاكت للأطفال حتي من النوعية الرديئة و أنها دخلت عشر محلات للأطفال و لا توجد جاكت بناتي.
سوق فراس:
يعتبر سوق فراس من أقدم الأسواق في قطاع غزة حيث يقع في وسط المدينة و يضم بين جنباته أقسام مختلفة لبضائع البالة و للبضائع الشعبية و الخضار و اللحوم الطازجة و المجمدة و غيرها و في العادة و عشية الأعياد تغلق الطرق المؤدية للسوق أمام السيارات و يفسح المجال فقط للتجول علي الإقدام.
و كباقي الأعوام هناك عدد كبير من المواطنين يشترون ملابس من البالة للعيد أو من الممكن أن يجد أشياء تعجبه في هذا السوق الشعبي.
و لكن أبو عبدالله صاحب متجر كبير للبالة يقول لا يوجد عيد العيد يوم تفتح المعابر حيث لا توجد بضائع و اليوم نبيع ما تبقي لدينا من البالة بأسعار تفوق ما يعرض في المحلات الراقية .
ويضيف" أن ارخص قطعة نبيعها بعشرين شيقل و أن بعض أنواع الجاكت و البنطال يصل سعرها إلي 80 شيقل و هذه البضائع مطلوبة و لكنها غير موجودة حيث يقول أبو عبد الله البضاعة المعروضة في محلات البلد بايرة أو صيني و لكن ما يوجد في البالة هي ماركات عالمية و لكن للأسف لا توجد عندنا بضاعة و نحن نفتح محلاتنا لشرب الشاي و القهوة.
و في محل أبو عبدالله قال رجل تجاوز الخمسين من العمر انه يريد الاختفاء يوم العيد لان الرواتب جاءت في بداية الشهر و أن الأولاد اخذوا نصف الراتب لشراء ملابس و أن النصف الآخر لا يكفي للعيدية متمنيا أن يسجن لمدة أسبوع أو يختفي عن الأنظار حتي قضاء العيد .