إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أنابوليس لن ينقذ ميتروبوليس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أنابوليس لن ينقذ ميتروبوليس

    أنابوليس لن ينقذ ميتروبوليس


    ينعقد في السابع و العشرين من الشهر الميلادي الجاري/نوفمبر مؤتمر للسلام في مدينة أنابوليس الأمريكية دعت إليه الولايات المتحدة، و تأتي هذه المبادرة من كلب الروم "بوش" في محاولة لكسر الجمود الذي يعتري عملية السلام في الشرق الأوسط.


    و سيشكـّل هذا المؤتمر المكان الملائم كي يتواجه المسؤولون الفلسطينيون و اليهود بشكل مباشر للتوصل إلى حلول بشأن أزمة القضية الفلسطينية-الإسرائيلية.


    و يقول المحللون أن نجاح هذا المؤتمر سيؤدي إلى إعادة إطلاق المفاوضات بين الطرفين، خصوصاً بوجود تعهدات من عدو الله "شمعون بيريز" بإنجاح المؤتمر و بمباركة مصرية و سعودية و تركية.
    و بينما بدأت الأنباء تتواتر و تتكاثر في محاولة لجعل (مؤتمر الخريف) محور اهتمام العالم رغماً عنه و إقناعه بحساسية و اهمية نجاح المؤتمر ... فقد توقع الكثيرون نجاح المؤتمر بينما ذكر تقرير استخباراتي اسرائيلي ان فرصة نجاحه هي صفر علماً ان "إيهود أولمرت" سيكون على رأس الوفد اليهودي، أما الفلسطينيون الذين حزموا حقائبهم منذ اليوم فرحاً بالمؤتمر بدأوا لعب دور "العنيد"! معربين عن رفضهم أي تسوية لا تشمل حلاً نهائياً للمستوطنات ... هذا وسط انباء عن حضور محمد دحلان للمؤتمر و أن الرئيس محمود عباس قد يُقدم على الاستقالة إذا ما أخفق المؤتمر، أما روسيا فقد تدخلت بدورها لإقناع سوريا للمشاركة و الاستفادة من هذه الفرصة الذهبية.


    و وسط هذه الشوشرة الإخبارية أوجه سؤالي للإدارة الأمريكية:
    كيف هو خريفكم هذا العام في أفغانستان ؟


    أعجب إن كانت زمرة من مجرمي الحرب و مصاصي الدماء ستحقق السلام في الشرق الأوسط، هل سيتحقق السلام يا ترى على يد "شمعون بيريز" عرّاب (عناقيد الغضب) قاتل أطفال قانا أم على يد "إيهود أولمرت" مهندس عملية تهويد القدس أم سيتحقق على يد صاحب مبادرة المؤتمر "جورج بوش"، أم هم أبناء جلدتنا "محمود عباس" و "محمد دحلان" أولياء اليهود و النصارى تجار دماء المسلمين؟ تُرى هل يعلم (ولي أمر الفلسطينيين) محمود عباس أن رغيف الخبز في أرض الرباط سيصبح بنصف دولار بعد قليل ؟ أم أن حصار الشام لا يشمله ؟!
    أما سوريا فابحثوا في سجونها السرّية عن الإخوة الذين ضربوا المدمرة "كول" بين المئات من المجاهدين الموحّدين.


    إنه اجتماعٌ لقادة الكفر العالميّ من أجل توحيد الرؤى و الجهود في مواجهة التحديات المقبلة التي تهدد أمن ممالك الظلام التي يحكمونها، فهزائم تحالف الكفر العالمي في ميادين الجهاد المختلفة و تعاظم قوّة دولة العراق الإسلامية لم يكن بالحسبان أبداً ..
    هذا مع الأخذ بالحسبان أن عودة دولة الطالبان أصبحت مسألة وقت بإذن الله تعالى، فإن اختلال كفة الميزان دفعت هذا التحالف لتغيير خططه و اعتماد أساليب بديلة، و لاشك أن المؤتمر له هدفٌ أساسيٌّ هو تأمين الطوق الدفاعي حول دولة اليهود.
    و تحقيق هذا الهدف يشمل تطبيق خطط داخلية أمنية و اقتصادية و اجتماعية كإحكام الخناق الاقتصادي على المسلمين في أرض الرابط لإشغالهم بأزمات غلاء المعيشة و كسب القوت اليومي، بالترافق مع تفعيل دور منظمات الأمم المتحدة و برامجها الإغاثية و الإنمائية داخل فلسطين لزيادة تبعية المسلمين و جرّهم إلى مزيد من الإتكالية، و هذه المنظمات بدورها ستشكـّل موطىء قدم للخطط الأمنية و الاستخباراتية التي تهتم بمتابعة أي مؤشرات "للتطرف".
    و على أي حال فهذا الواقع ليس جديداً فالعمل جار ٍ به منذ سنوات لكنه يشهد تصعيداً خطيراً في العام المنصرم.


    إن أهلنا في فلسطين مقبلون على تحدٍّ مهم لرغبتهم في التحرر من الاحتلال، فهذا المؤتمر سيضعهم امام منعطف جديد يحتم عليهم الاختيار بين النزال أو مزيد من التنازل، لقد نجح اليهود بمكر و دهاء في تحجيم آمال و طموحات هذا الشعب بالحصار الاقتصادي الخانق و تقسيم الشعب إلى نصفين بين "فتح" و "حماس" و من ثم ضرب الفصيلين ببعضهما و كلا الطرفين على باطل و الحق ضاع بينهما.
    و الآن ... و بعد ان ذاقوا خلال الأعوام القليلة الفائتة مرارة "مكابرة" و "معاندة" اليهود، سيتم فتح متنفـّس بسيط كنوع من "الكرم" و "التعايش" مقابل أن يسكت الفلسطينيون تماماً عن أي شيء يتعلق بالمطالبة بحقوقهم كشعب محتل، لا مقاومة و لا حمل للسلاح و لا تحرير لأسرى و لا عودة لللاجئين و لا قدس و لا أقصى.
    و هكذا يتم تأمين الوضع الداخلي تماماً داخل دولة اليهود للنظر في أمر الخطر القادم من الشرق.


    منذ بداية ما يسمى بالصراع الفلسطيني-الاسرائيلي، خاض الفلسطينيون جميع نزالاتهم و جولاتهم مع اليهود دون أن يأخذوا بأبسط أسباب الاستعداد و الاستمرارية .. و هذا ما أدى بهم إلى وضعهم الحالي المريع، في جميع مراحل "الثورة الفلسطينية" لم تكن عقيدة التوحيد الخالص محوراً لأيٍّ منها، و لم تتجلّى أسس الولاء و البراء في سلوكيات المقاومة فانحرفت المرة تلو الأخرى حتى انقلبت على نفسها.



    فأوجه رسالتي إلى أهلنا في فلسطين بمناسبة انعقاد مؤتمر الخريف:
    يا أهل الرباط يا أوصياء القدس؛ تسلحوا بكتاب الله و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم و عضّوا عليها بالنواجذ و والله لن تضلوا بعدها أبداً. و إن الشدة في هذا الأمر هي الشدة التي بعدها يسر { َإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً(5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}[الشرح:5،6]
    أما الشدة في الضلال فهي الشدة التي لن تأتي بعدها إلا شدّة.
    لقد جرّبتم كل المناهج ... الشيوعية و العلمانية و الديمقراطية و التظاهر بتطبيق الإسلام، و إن بقاء القدس تحت الاحتلال منذ العام 1967م و إعلان دولة للمسلمين في العراق بعد احتلاله بثلاثة أعوام فقط كفيلٌ بالاجابة عن مدى كفاءة المناهج المذكورة.


    إن قادة تحالف الكفر في الشرق الأوسط سيجتمعون على حرب المسلمين و انتزاع الجهاد من روح كل مؤمن، سيأتي كل فريق بسحرتهم و كهنتهم للاطمئنان على أن تكون دولة اليهود بأمان مهما كان الثمن ... و قبل أن يجتمع المذكورة أسماؤهم من أجل السلام عليهم أولاً أن يردّوا المظالم لأصحابها، فكلهم أرباب ظلم ٍ و العياذ بالله.


    و تكفي نظرة سريعة للتاريخ و ما يحمله من تجارب مشابهة لنعلم أن السكوت على نجاح هذا المؤتمر سيكون بمثابة إعلان مذبحة كُبرى في الشرق الأوسط.
    و بينما تداعبنا نسائم تقلـّب صفحات التاريخ حديثاً عن الظلم و أهله الذين سيلتئمون في مدينة "أنابوليس"، سنحاول فهم مصير هذا المؤتمر و أصحابه من خلال دراسة ترابطية لقرائن مماثلة لا ضير من النظر فيها فواجبٌ أن يأتينا خبر من سبقونا، قال تعالى: {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }[الروم:9]، و قد وردت (أو لم يسيروا) مراتٍ عديدة في الكتاب المبين دلالة على ضرورة النظر في أخبار الغابرين و وجود فوائد في ذلك، و قال تعالى: {أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ}[التوبة:70] ...


    لقد واجه البشر على مرّ الأزمنة ظلم البشر و بأشكال مختلفة لدوافع و مبررات متعددة، و قد توصـّل الإنسان –بغضّ النظر عن معتقده الديني- إلى ترسيخ مفهوم الظلم العالمي و تضمينه في رمز يسهــّـل إيصال صورة تجربة شعب أو قوم عاشوا الظلم زمناً طويلاً، ألا و هو "الميتروبوليس" (Metropolis).


    فأصبحت استعارة مشهورة تعبّر عن فكرة عميقة بكلمة واحدة.
    و هذا الاسم هو واحدٌ من تسميات كثيرة بحسب الزمن و المنطقة و ثقافة الشعب، بيدَ أن "ميتروبوليس" هو الأكثر عصرانية و الأقرب لما نعيشه الآن.


    و هذا الترميز هو نوع من الشكوى و التعبير عن سوء الحال، و مشاركة ذات الفكرة مع أناسٍ آخرين مروا بنفس تجربة الظلم المريرة ... و هي أيضاً نوع من الشماتة و التحذير، لأن جميع انواع الميتروبوليس انتهت بنفس الطريقة ... الزوال الحتمي.


    و قد توارثت الحضارات هذه الفكرة بأشكال مختلفة كالقصص المحكيـّة و المكتوبة و الرسومات و الروايات الطويلة و اللوحات الفنية و في العصر الحديث صناعة السينما.


    و الميتروبوليس يا أحبـة هو ببساطة "نظام"؛ نظامٌ ظالمٌ و متسلط و قاسٍ يحكم مجموعة من الناس بقوانين و أحكام رسمها زمرة ممن أعطوا لنفسهم الحقّ الكامل في استعباد البشر و تسخيرهم لتحقيق المزيد و المزيد من العبودية.
    شكلُ هذا النظام ؟ أينمـا رأيتَ او قرأتَ عن مدينة أو بلدة فقيرة كثيفة التعداد السكاني تسودها الفوضى و الجريمة يبرزُ من وسطها برجٌ عظيمٌ شاهق الطول إلى حدٍّ مخيف ... يحمل في قمّته آلة حكمٍ تُرسلُ الشرطَ و العسكر لقمع العامة و التأكد من سريان القوانين بأي ثمن، و ويلٌ لمن يتمرّد أو يتأفأف ... "فوق" يقبع الطاغوت و حاشيته يرفلون في أشكال نعيم الدنيا و البذخ، أما "تحت" يقتل الناس بعضهم من أجل وجبة طعام أو جرعة مخدرات ...
    فأنت بالتأكيد تقصد "الميتروبوليس".


    لماذا هذا الوصف بالتحديد ؟ فلنعلم أن الموروث الثقافي و الأدبي لكل حضارة ما هو إلا انعكاسٌ مباشرٌ للحقيقة و الواقع باستعارات و تشبيهات مختلفة، و لما كانت الكثير من الحضارات و الأمم غير داخلة في دعوة الإسلام عبّرت شعوبها عن آمالها و أحلامها و همومها بوسائل هي في ديننا مخالفة للشرع؛ كرسم و نحت ذوات الأرواح و الموسيقا و الرّقص و غير ذلك.


    فبرجُ بابل[1] مثلاً، يُعتبر رمزاً من رموز عبقرية الإنسان في البناء على مر التاريخ فصار واحداً من عجائب الدنيا ...
    لكن هذا يخفي حقيقة أن "نمرود" –و هو من طواغيت الأرض- أمر ببناءه كدلالة على قوته أمام الله سبحانه و تعالى، و معروف أن نمرود ظلم الناس كثيراً و أمرهم بعدم الخوف من الله عز و جل و مخافته هو فقط و أن لا سبب لنسبة شيء من اسباب السعادة و القوة إلى الله عز و جل، و لتحقيق ذلك بنى برجاً عالياً ليصل به إلى الجنان (كما تقول الكتب و القصص) و السبب الفعلي هو إثبات علوّه و قوته تخويفاً للخلائق.


    و انتهى أمره بزلزال دمـّره تماماً.



    و في عصرنا الحديث، رأينا جميعاً و الحمد لله ميتروبوليس منهاتن و هو يسقط .. نعم لا تتعجب فمبنى التجارة العالميّ هو أحد أبرز معاقل الظلم و نشر الفساد و الإفساد في الأرض بل أكبرها، و لكَ أن تتخيـّل إذن مدى الغيظ و الغضب الذي تملّك طواغيت أمريكا و هم يرون الصرح الذي يهابه العالم و هو يتهاوى.
    جزى الله من خطط و نفـّذ الغزوة عن المسلمين و البشرية جمعاء خير الجزاء، فقد شرفهم الله عز و جل و اصطفاهم لقيادة معركة الحق و الباطل و بدء العد التنازلي لإنهاء عبودية القرن الحادي و العشرين و إخضاع الكفر و الإلحاد في العالم.


    لهذا .. و لأسباب أخرى، لا يمكن أبداً أن يعترف أصحاب الميتروبوليس المتهاوي (اليهود) بأن الضربة كانت صنيعة المجاهدين 100%، فشغلوا أجهزتهم الإعلامية حول العالم (يسرّني أن أذكر أن قناة الجزيرة أحدها) لتنشر و ترسخ فكرة أن "الحادثة" كانت من تدبير المخابرات الأمريكية أو نتيجة إهمال متعمد لأهداف بعيدة المدى، و هذا ما أصبح يُعرف بنظرية المؤامرة التي انطلت على الكثيرين.




    تخيـّل أن يأتيك فجأة أحدهم و قد شُجّ رأسه و تدفّق دمه قائلاً لك "أنت من ضربني و عليك أن تدفع الثمن!"، لقد راهنت حكومة أمريكا على ضعف ثقة كثير من الشعوب بنفسها و خوفها من المستقبل بتصديق الأكاذيب المضللة حول حقيقة الغزوة، و عمدت إلى تحويل هذه الأكاذيب إلى دافع منطقي (عند المسلمين خصوصاً) للتبرؤ من الغزوة و منفذيها و الخوف و من ثمّ الخضوع السريع لأمريكا و أسيادها الحقيقيين (اليهود)؛ فانتشرت مقولة "الآن صار لدى أمريكا سبب وجيه لضربنا ... هذا ما فعله بنا المجاهدون!" .. و الحقيقة أن أمريكا في لحظة الهجوم بالتحديد كانت في أضعف حالاتها و لو تجاسر المسلمون عليها قليلاً لتمكنوا من طردها إلى خارج بلاد المسلمين.



    و إني محذر نفسي و إياك أخي القارىء الكريم من الوقوع في براثن هذا الكمين الفكري، الذي انطلت حيله حتى على أعقل الناس، فاحذر من مكرهم كل الحذر فقد ذُكر في القرآن أن مكرهم و خبثهم شديد الأثر قويّ المفعول {وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ}[ابراهيم:46] و لا عاصم من مكرهم هذا إلا الله {وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}[آل عمران:54].
    أما كيفية الأخذ بالأسباب التي تؤدي إلى نجاة المؤمن من فتن الزمان فلا يسعني إلا أن أذكركم بمراجعة المحاضرة المسموعة و المكتوبة (الثبات على الحق) للقاضي الشرعي السابق بدولة العراق الإسلامية الشيخ أبي سليمان العتيبي حفظه الله ففيها تلخيص سهل لأسباب الزلل و الحكمة منها و سبل النجاة و الثبات التي قررها الشرع ... فلا يسع المرء حينها أن يجابه تسلـط الميتروبوليس كما ذكرنا باستحداث وسائل تشجعه على المزيد من التجبّر مثل التظاهرات السلمية و الرقص الشعبي و الأغاني الوطنية و الأوبرا و الثورات المشبوهة، و هي أمور يشرف عليها و يرعاها الميتروبوليس بنفسه في أغلب الأحيان ... أليس كذلك ؟!.



    و قد أحسن منفذو الغزوة صنعاً – أحسن الله لهم – بانتقاء ميتروبوليس النظام الأكبر و تدميره، فهذا جعل الأنظمة الأصغر تهاب و ترتعد، بعضها انفضّ و هرب و بعضها أظهر العداء لأمريكا بعد أن تيقن بقرب نهايتها كقوة عظمى، و البعض الآخر تشجع على خلع الظلم و الخروج عليه .. و هذا أخشى ما يخشاه طواغيت العصر سادة الأمم المتحدة.
    و يعلم الله كم من الأمم فرح بهذه الضربات المباركة، سبحان الله ألا يسعد المظلوم بزوال الظالم ؟!


    و عن موقف المسلمين المتخاذل من المجاهدين الذين دمروا بقوة الله ميتروبوليس العصر، أسوقُ مثالاً من معركة القائد القرطاجي "هانيبال"[2] الذي هزم الرومان هزيمة نكراء مريرة كادت تودي بإمبراطوريتها في معركة "كاناي"[3] عام 216 ق.م، حيث دعا هانبيال أشراف قومه و ممثليهم إلى حشد هجمة سريعة على روما للقضاء عليها فارتجفوا خوفاً من انتقام روما لخسارتها و اعتبروا أنهم يقومون الآن بحشد المزيد و المزيد للأخذ بالثأر وفضّلوا الموقف الدفاعي، و الحقيقة أن روما لم يعد فيها –نسبياً- من يحرس بوّاباتها بعد هزيمتها تلك!!



    و من يتهيّبْ صعودَ الجبال *** يَعِشْ أبدَ الدّهر ِ بين الحُفَر



    مثالٌ آخر –و أكثر أصالة- عن صورة الميتروبوليس: مملكة فرعون، ففرعون لعنه الله لم يخرج للناس قائلاً لهم (أنا ربكم الأعلى) إلا بعد أن بنى برجاً شاهقاً يخوّف به الخلائق.
    لاحظ (الأعلى)؛ لم يقل (الأقوى) أو (الأعلم) أو (الأحكم)، فالخطوة الأولى هي سلب النفوس و إبهار العقول و إخضاع القلوب، قال تعالى : {فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى{24} فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى}[النازعات:24،25]
    و هذا كان من نزغ إبليس لعنه الله، الذي استمرّ في تعليم أتباعه كيف يصرفون البشر عن عبادة الله، فمـا تمكن طاغوتٌ في الأرض إلا و بنى لنفسه بنياناً عظيماً يشهد عليه القاصي و الداني. حتى يتعالى به على الناس فكرياً و جسدياً، لأن العلوّ من صفات الله عزّ و جل .. سبحانه و تعالى عما يشركون.
    و النفس بطبيعتها تعظـّم العلو و تهابه خاصة إذا كانت ضعيفة، لهذا أمرنا الله عز و جل بعدم التطاول في البنيان ... و ترى الكفّار يصرّون عليه.


    و علينا أن نفهم جيداً أن الطاغوت إذا أراد عطف الناس نحوه، تعمّد أن يظهر بصفات هي من صفات الله سبحانه و تعالى .. و خسىء أن يفعل أو يقدر، بل هو سحرٌ و تضليل يخدع به من ضعفت نفسه و هشّ إيمانه.
    فكــّر مثلاً في تركيز طواغيت العصر على إبراز العلم المطلق و الإحاطة و الكشف و العلوّ و القدرة المطلقة و علم الغيب، و قارنها بتخاذل المسلمين أمام قوة الكفار تحت مبررات الاستخبارات التي تعلم و ترى كل حركة و همسة أو قوّتهم التدميرية التي لا تبقي و لا ترحم أو يدهم الطولى التي تصل إلى أي شيء في أي مكان و نحو ذلك .. و هذا كله من ضعف الإيمان و اليقين و ترك العمل بالكتاب و السنة و لزوم الثبات و الصبر و ترك الجهاد، نسأل الله العفو و العافية.



    دُبي، لم تعد إحدى إمارات (الإمارات العربية المتحدة) بقدر ما هي ولاية من (الولايات المتحدة الأمريكية)؛ قاعدة استخبارية و معلوماتية (ليست للمسلمين بالطبع) و مركز تقني و إعلامي هام و بؤرة للفساد في الأرض، اليهود لهم فيها مثلمـا لهم في "تل أبيب" معززين فيها مكرّمين.


    بعـد أن اكتمل التحوّل تم الإعلان أيضاً عن اكتمال بناء (برج العرب)، و هو كما تعلمون بناءٌ ما ترك من زخرف الأرض شيئاً و الله المستعان.


    {حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[يونس:24].
    فـليعتبر أولوا العِـبَر حتى لا يصبح (برج العرب) ميتروبوليس العرب.
    و الأبنية التي يتعمّد الكفار التشبه فيها ببنيان الطواغيت القدماء كثيرة، نذكر منها مبنى الاستخبارات البريطانية في لندن SIS و يحمل شكل هذا المبنى دلالات عَقــَدية (أصبح السبب واضحاً الآن ...كتمرين ذهني ابحث عن صورة المبنى و عن المقصد بنفسك).



    لم يعترف الكفار بمصير برج بابل الحقيقي و سبب سقوطه، و بدلاً من ذلك اعتبروه من روائع الزمان ... و كذلك لن يعترفوا بمصير ميتروبوليس العصر (برج منهاتن) و اعتبروا تدميره جريمة ارهابية، و نحمد الله أن أكرم المسلمين بتحطيمه.


    إن قيادة البشرية للتحرر من العبودية بكافة أشكالها هو أمر جلل لن تقدر عليه إلا أمة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) و لن تتحطم أنظمة الطواغيت إلا بالجهاد في سبيل الله.


    فمؤتمر أنابوليس لن ينقذ الميتروبوليس طالما أن جذوة الجهاد مستعرة في قلوب المسلمين. و الخير في هذا الأمر باق ٍ بإذن الله إلى يوم الدين.





    تعلّمنـا اليوم شيئاًَ !
    سأقول لكم كلمة و اسألوا انفسكم إن أصبحت تعني لكم الآن شيئاً ...
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    "ميتروبوليس" !!



    و كتبه



    جندي في جيش تدمير الميتروبوليس



    7 ذو القعدة 1428 للهجرة



    الموافق 17 نوفمبر 2007 ميلادية






    المصدر: (مركز الفجر للإعلام)




    [1] بابل الأثرية تقع 80 كم جنوب مدينة بغداد


    [2] هو قائد جيوش قرطاج الشهير (247-183 ق.م)، يعتبره المؤرخون من أعظم القادة العسكريين، في عهد معاركه تم استخدام الفيلة للمرة الأولى في الحروب.


    [3] نسبة إلى المنطقة التي وقعت فيها المعركة و هي في إيطاليا، وقعت في 2 أغسطس 216 ق.م و أدت إلى طرد الرومان من معظم أنحاء ايطاليا


    المصدر: (مركز الفجر للإعلام)
    سيوفنا متشرعات ولن يغمدن حتي يرتوينا
    ومازالت سيوفنا لم ترتوي بعد من دماء المرتدين والمفرطين واسيادهم اليهود

  • #2
    سندوس ما يسمي يمشاريعكم الوطنية كما دسنها في غزة الطاهرة منكم
    سيوفنا متشرعات ولن يغمدن حتي يرتوينا
    ومازالت سيوفنا لم ترتوي بعد من دماء المرتدين والمفرطين واسيادهم اليهود

    تعليق

    يعمل...
    X