إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

"أنابولس".. بلا سقف ..... علي الخليلي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "أنابولس".. بلا سقف ..... علي الخليلي

    "أنابولس".. بلا سقف ..... علي الخليلي



    إلى حينه، لم ينخفض سقف التوقعات لمؤتمر أنابولس، ولم يرتفع أيضاً. والسبب أنه، في عيون جميع أطرافه، بلا سقف! والواقع ضمن معطيات هذه العيون، أن الإدارة الأمريكية هي وحدها القادرة على بناء هذا السقف بالارتفاع الذي تريد، والانخفاض الذي تشاء، ولكنها لا تفعل في الطريق الصعب والموحش إلى قاعات هذا المؤتمر، سوى ترك الأطراف الأخرى للقيام بالبناء المعني.

    ومن المضحك بالمقابل، وهو ضحك يشبه في قرقرته قرع طبول الحرب حيناً، تماما كما يشبه نقر دفوف السلام حينا آخر، أن تلك الأطراف ذاتها، لا تفعل شيئا سوى التحديق بما سوف تفعله أو لا تفعله الإدارة الأمريكية!

    إلى ذلك، تتكدس الأطراف على هواجس ورطة كبيرة، تحت أو فوق أنوفها المتورمة سيان، في مواجهة استدراك عجيب إلى حد السخرية. فطالما أن الأمريكيين أنفسهم هم من دعوا أصلاً إلى المؤتمر العتيد، ومن أعلن مكانه وعنوانه وأهدافه في رحاب مدينتهم وما بين أيديهم، ووفق رؤية رئيسهم وخريطة طريقه، إلخ، فلماذا يبقون على مسافة بعيدة من الدعوة والمكان والعنوان والأهداف، وكأنهم مجرد شهود عابرين أو لاعبين ثانويين في مدينة غريبة بلا رؤية ولا خريطة ولا أي شيء؟


    هذا مشهد كاريكاتيري بالفعل. إلا أنه غير صحيح. والصحيح أن الإدارة الأمريكية تسعى أساساً إلى عقد مؤتمر بلا سقف. أي أن مسعاها هو عقد المؤتمر فحسب. وبكلمات أخرى يمكن القول، إن مجرد عقد المؤتمر هو السقف المقصود! وبمثل هذا السقف تغطي واشنطن تكتيكها المطلبي في هذه المرحلة، في مسار ما ترى أنها التغطية الوحيدة والمتاحة لفشلها الذريع في المنطقة.


    وهي بالتأكيد، لا تصرح أبداً بهذا القصد، بل تكتمه، وتبعث بسيدة دبلوماسيتها النشيطة كوندوليزا رايس إلى الأطراف المكدسة على بحر من التصريحات المغايرة.



    الفلسطينيون على وجه التحديد مدركون لهذا التكتيك الأمريكي. وبقدر ما هم فيه من ضعف، فإنهم يملكون قوة الإصرار على وجود سقف مسبق لهم وخاص بهم على الأقل، قبل الوصول إلى تلك القاعدة الأمريكية في أنابولس.



    وفي فضاء هذا الإصرار، تحولت مسألة إنجاز “وثيقة القضايا الرئيسية والجدول الزمني” إلى أيقونة مقدسة لديهم. إذا تحقق هذا الإنجاز، فإنه السقف اللازم لهم، بغض النظر عن أي شيء آخر. وإذا تهالك وتبخر في وثيقة غامضة ومليئة بما يسمى “المبادئ العامة”، فإنهم مكشوفون لعصف الريح والغرق في ذلك التكتيك الأمريكي المتوافق إلى درجة التطابق بطبيعة الحال، مع المسعى “الإسرائيلي”.



    المطلوب الآن، أن تتصلب الإرادة الفلسطينية، وإلى جانبها إرادة العرب المعنيين، على “الأيقونة المقدسة”.




    والمطلوب الآن، أن تفهم هذه الإرادة أن مؤتمر أنابولس فرصة تاريخية لمصلحتها طالما تمكنت من فرض هذه “الأيقونة” عليه. وهو أيضاً فرصة تاريخية حين ترفض المشاركة فيه، إلا بما اختارت لنفسها من سقف، فتبرز أمام العالم كله أن ضعفها لا يعني أبداً تنازلها عن حقوقها.



    ولمن يحسب أن الحديث عن “الإرادة الفلسطينية” في هذه الأيام الصعبة والمعقدة، هو أضغاث أحلام، أو أنه امتداد باهت لرومانسية شاعرية ما عاد لها من وجود، لا بد من القول الصريح والمباشر إن هذه الإرادة بالذات غير قابلة للفقدان، لأنها ببساطة شديدة، إرادة شعب فقد كل شيء، وليس له سوى نفسه في التشبث بنفسه.

    هل لأي شعب على الأرض، أن يفقد نفسه مهما كانت الأحوال؟


    ومرة ثانية، هل هي محصلة شاعرية؟ لا بأس. ثمة متسع للتفاؤل في هذا الشأن بالذات. وهو متسع ضروري، وتفاؤل مادي إلى حد الخفقان والنبض في الشرايين، لمن هو في عتمة الأنفاق، سيان كانت هي الطبول في سمعه أم الدفوف.


    أبتاهُ فَقْدُكَ مُوْجِعٌ ، أعياني
    وأقضَّ جَفْني ، والأسَى يَغْشَاني
    واذاق قلبي من كؤوس مرارة
    في بحر حزن من بكاي رماني !

  • #2
    الله يكرمك اخيتي وجزاكي الله كل خير
    وحسبي الله عليهم


    اللهم اجعل قبورنا روضه من رياض الجنه

    تعليق


    • #3
      موتمر فاااااااااااااااااااااشل باذن الله
      كما ادعو قيادة الحركة بعم المشاركة فى موتمر دمشق لانه بالاساس يدعم قتلة المجاهدين

      هيك فلّ من عنّا اخر مرة حدا فكر يسحب سلاح المقاومة ! << يقول لبنانيون ..

      تعليق

      يعمل...
      X