إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المواجهة مع العدو ستحول دون الاقتتال الداخلي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المواجهة مع العدو ستحول دون الاقتتال الداخلي

    المكانة المتميزة التي وصل إليها الشعب الفلسطيني باتت تشكل عبئاً على الكيان الصهيوني وأمريكا، وبات إيصال الفلسطينيين إلى الهاوية أمرا ملحا أكثر من أي وقت مضى، وما يعنيه هذا وبالدرجة الأساسية، أن ينتهي مشروع هذا الشعب المقاوم، وينتقل إلى خوض معركة داخلية غير مبررة، لا يستفيد منها الفلسطينيون بالمطلق، بل هي معركة إخراج الفلسطينيين من الوجدان العربي والإسلامي، ومحاصرتهم في بيئة ضيقة من الأرض والسماء والهواء، والأحباب وكل ذلك، بغية أن يصبح هذا الشعب مجردا من كافة أشكال التعاطف الممكنة معه، حيث يتوقع الأعداء، أن يقوده هذا إلى اليأس من المحيط وبالتالي سيأخذ قراره بشكل رجعي، ولا يكون في مصلحة هذا الشعب بالمطلق أو الأمة.

    فعلى سبيل المثال الحرب الأهلية في الصومال جعلت الحكومات والشعوب العربية تنسى أن هناك بلدا عربيا اسمه الصومال، وغرق البلد إلى درجة كبيرة في الفوضى والاقتتال والجوع وغير ذلك، دون أن يجد من يمد له يدا في أزمته، وهو الآن يعود إلى ذات الأزمة، إذ المطلوب دائما أن تغرق البلدان العربية التي يمكن أن يكون وجودها مؤثرا على المشاريع الصهيونية والأمريكية في بحر من الفوضى والصراع الداخلي غير المبرر.

    نستعرض الملف الصومالي، لأن المطلوب فعلا أن يكون هذا النموذج معمما على الساحة الفلسطينية، وهذا بالضبط، إنما يعني بالدرجة الأولى، إحاطة الواقع الفلسطيني بكافة المتطلبات التي تحول دون تماسكه، وصناعة ميليشيا ولغة ثأرية وغير ذلك مما يدفع بحالة الانهيار أو يعجل فيها.

    فالأمن والطمأنينة وكل متطلبات الحياة ستكون معدومة، في مواجهة داخلية مستمرة من الصعب الخروج منها، لأنها في كل مرة سوف تشتعل من جانب، بانتظار «الاشتعال الثأري» الكبير، والذي سيكون ضحاياه شعبنا الفلسطيني بمجمله، الذي ستتعمق محنته الداخلية إلى جوار محنة الاحتلال،،وهكذا ستبرر الأنظمة العربية تخاذلها إزاء القضية الفلسطينية برمتها، وستعمل على توسيع موسم الهزيمة بشكله ولغته الصهيونية، إذ المطلوب أولا وأخيرا نزع سلاح الفلسطينيين وإقرار الفلسطينيين بالوجود الصهيوني، وترجمة وهم الدولة ضمن برنامج الحكم الذاتي الذي طرحته كامب ديفيد الأولى، وبهذا تتحقق المطالب الصهيونية، فيما المقاومة الفلسطينية، تكون قد وقعت ضحية مؤامرة كبيرة تستهدفها وتستهدف الوصول إلى جوهرها وهو القرار بالمواجهة.

    ما يجري في فلسطين اكبر من عملية اقتتال داخلي وحالة ثار وغير ذلك، بل إن القضية الفلسطينية بمجملها يتم إعادة صياغتها في الدوائر الاستخبارية الغربية، وفق أسس جديدة، تصبح بموجبها القضية الفلسطينية قضية هامشية غير ذات تأثير على العالمين العربي والإسلامي.

    ما يجري اليوم في غزة يؤكد مسالة واحدة، وهو أن الاتفاق على الفلسطينيين ممنوع، وان الوضع الفلسطيني سيظل يتجه نحو الهاوية، وسيبقى يسير نحو المزيد من الضعف والتمزق، وهذا بالطبع، ما دامت الفصائل الفلسطينية لا تعطي العدو الصهيوني الأولوية في المواجهة، إذ أن المواجهة مع العدو الصهيوني، هي الوسيلة الوحيدة التي تسقط كل هذا، وهي التي ستحول دون هذا الاقتتال، ودون هذا الثأر الحرام والظالم لفلسطين وللأمة.

    المطلوب الآن، أن يكون برنامج الحوار كيف نواجه العدو الصهيوني، وأما التوجه نحو حل إشكالات قابلة للتجدد فسوف يجعل الساحة الفلسطينية تراوح مكانها، فالواضح تماما، أن أي اتفاق فلسطيني هو ممنوع أصلاً على الفلسطينيين، فالأحداث الدامية تتطلب أن يكون برنامج الحوار يتركز حول المواجهة مع الغزاة لا غير
يعمل...
X