إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شعر في الشهيد الكتور الشيخ أبا إبراهيم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شعر في الشهيد الكتور الشيخ أبا إبراهيم

    «الرصاصة ما زالت في جيب إبراهيم»



    غاب القمر عن ليلنا الطويل.. وسافر أبو إبراهيم، وحيداً ولدته أم المخيم..

    والآن تبدأ فلسطين الرحلة من جديد تفتش عن نجمة هوت فوق أسوار «القلعة الغزالة» فينفجر نهار «الفاتح».

    قال لي ولدي الصغير حينما رآني أبكي للمرة الرابعة من عمره..

    مين مات يا بابا..؟ فأجيبه..

    مات الذي قال عنه جدك الشهيد في أوائل الثمانينات «لم أر شاباً مثله.. إنه يذكرني بالقسام وصحبه» يومها يا أسعد.. كنت تفتش عن قمر غاب عن ليل جدك.. واستردته جنبات قلبك المسكون بالأزرق المخضر بلون وجهه الكريم.

    وحيداً..؟ وحيداً يا أبا إبراهيم..؟! أهكذا يرحل البنفسج..؟!

    وحيداً..؟ فوق جزيرة بعيدة خارج «طنجا وجاكرتا»

    جزيرة.. خارج العمر.. والحلم.. جزيرة خارج القدس..

    خسارة.. يا للخسارة.. يا فلسطين.. ويا للفاجعة..

    خسارة.. أبا إبراهيم فينا.. خسارة كل أهل الأرض..

    ***

    اليوم نطوي الحياة.. الماء.. البحر.. النهر.. الشجر.. كل شيء اليوم نطوي كل شيء حزناً على فراق أبي إبراهيم..

    من يجرؤ اليوم.. أن يقترب من وهج الانفجار الذي شكله دمك فوق خارطة الكون واجتاح الزمان والأشياء كلها؟

    من يجرؤ يا أبا إبراهيم أن ينسى اليوم وإلى الأبد أي حرف من حروف «القدس..» يا «باب العمود» أشهد بأن أبا إبراهيم قد بلّغ وأننا استلمنا الوصية.. واليوم.. يا أبا إبراهيم أقسم.. أنني أحبك كما أحببت أمي وأبي.. وورود الصباح..

    أقسم أبا إبراهيم أن ما من أحد على ظهر البسيطة يستطيع بعد اليوم أن ينتزعك من دمي المتوضئ بأياديك..

    ***

    لم كل هذه العجلة.. وفي غفلة منا..

    عاجلك رصاص قاطع الطريق..؟

    ولأننا لم ولن نغفر له.. ذهب هذا المجرم إلى يد العدالة «الأول» بأسرع مما كنا نتصور..

    اليوم يا «أسعد» تستطيع أن تنام ملء جفونك، فالرصاصة لا تزال في جيب «إبراهيم».

    مولاي وسيدي القائد «في البداية» لا أقول وداعاً.. بل إلى لقاء.

    علاء الصفطاوي
يعمل...
X