إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أبو رمزوق نائب مدير المكتب السياسى لحماس ::(أسأل الله أن يلحقنا بالشقاقى)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أبو رمزوق نائب مدير المكتب السياسى لحماس ::(أسأل الله أن يلحقنا بالشقاقى)

    في ذكرى الشقاقي...

    نائب مدير المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، موسى أبو مرزوق، يتحدث:"قال لي جمله ما تذكرتها إلا أنا اسمع نبأ استشهاده "إنني شبعت من هذه الدنيا واعتقد أنني عشت أكثر مما ينبغي لي، يومها غبطت أبو ابراهيم فقد اصطفاه الله من بيننا جميعا..."

    خاص ب"فلسطين اليوم "

    في ذكرى استشهاد الأخ والصديق و الرفيق المجاهد فتحي الشقاقي الكلمات بلا شك تعجز عن التعبير عما يجول في خاطري، ففي كثير من الأحيان يهرب الإنسان من الحديث في المواضيع التي تلمس الوجدان، ولها علاقة أكثر من العلاقة النضالية و الجهادية والعملية، فالشهيد كان همه عاماً منذ نعومة إظفاره ومنذ تعارفنا والتقينا وتصاحبنا في المدارس الاعداداية و الثانوية وما بعد ذلك

    رغم الفقر والحرمان الذي كان يعيشه بعد وفاه والدته والمسؤولية الشخصية كونه اكبر أخوته ... إلا انه لم يتعرض ولو لمرحلة واحدة عن هذا بتعبير أو بكلام أو بصياغة فكرية ولكنه كان همه دائما هم فلسطين و الإسلام والعرب.

    وكان رحمه الله يميل إلى الأدب والفن و صاحب ذوق رفيع في ذلك و وكان مفكرا ولذلك كان يصوغ ذلك كله بصياغات جميلة أخاذة جميله .... وكان بيته محجاً للشباب حول كل المواضيع والقضايا التي تتعلق بالثقافة والفن والوطن و الإسلام، و رغم انه يميل بطبعه إلى الفكر أكثر من يميل إلى أي شيء أخر، وطبيعة المفكر انه غير مقيد بإطار ولا يحب أن يضع نفسه في إطار الا انه كان داخل الإطار الذي عشنا سويا و إياه، أكثر من عشرين عاما طبيعته غلبت ولكنه ما لبث أن صاغ أطارا أخر جهاديا أو تطور فيما بعد ليكون أطارا جهاديا في حركة الجهاد الإسلامي ...

    ورغم ذلك كان دائما يبحث عن الوحدة والعمل المشترك والتوافق... فصغنا وإياه الفصائل العشر وصغنا الكثير من المواثيق والاتفاقيات التي تصوغ عملا مشترك بين الحركتين وان لم يكتب لهذه الاتفاقيات النجاح أو لم ترى النور.

    كان رحمه الله شفافا مباشرا ظاهره كباطنه، ولذلك وفي أخر زيارة قبل إن اسجن تحدثنا حديثا خاصا فإذا به يفاجئني بعابرة ما تذكرتها إلا و أنا في السجن أتلقى خبر استشهاده، تلك العبارة ما سمعتها منه من قبل و هي :" إنني شبعت من هذه الدنيا واعتقد أنني عشت أكثر مما ينبغي لي"، وكأنه أيضا استشف من خلال شفافيته ومن خلال توافقه معلان ظاهره كباطنه استشف أن يوم استشهاده قد اقترب...

    الشهداء يختارهم الله اختيارا ويصطفيهم الله اصطفاء وكم من طالب شهادة لا ينالها وكم صحابي جليل سعى إلى الشهادة فلم ينلها، و كم من رجلا بيننا حاول واجتهد أن يكون من اؤلئك الذين ذكرهم الله في كتابه أن يحشروا مع النبيين و الصديقين والشهداء وحسن اؤلئك رفيقا، ولم يكونوا من الذين اصطفاهم الله من الشهداء، إلا أبو إبراهيم لكل ذلك ولكل العمل الذي تقدم به كان من اؤلئك.

    في المرحلة التي استشهد فيها أبو إبراهيم كان حقل الشهادة هو الصراع في الداخل ولم يكن هذا الحقل هو الصراع في الخارج، فقط انتقلت مركزية القضية من العمل في الخارج إلى العمل في الداخل، وان ظل قلبه متعلقا بالداخل وان كان قلبه متعلقا بكل فرد من أبناء حركة الجهاد في الضفة أوالقطاع، و كان دائما همه الأساسي هو هذا الوضع ، لذلك ما أن تدخل إلى مكتبه حتى تجد كل آليات الحركة في هذا المكتب، لأنه كان متعلقا بتفاصيل العمل ومتابعاته في الداخل.

    عمر ابن الخطاب رضي الله عنه كان يدعو أن ينال الشهادة في مدينة رسول الله، فكان صحابة رسول الله يستغربون كيف لعمر أن يدعو أن ينال الشهادة وبعدها عن الثغور معروف و إذا به ينالها في مدينة رسول الله، وفتحي رضي الله عنه نحسب أن الله من أولئك الذين اصفطاهم الله بالشهادة

    أيضا لو قيل انه سينال الشهادة في الخارج فلان وفلان وفلان، لاستغرب الكثيرين، ولكن في تلك الفترة اصطفاه الله بالشهادة من بيننا جميعا.

    لقد تلقيت نبأ شهادته و أنا في السجن تلقيت من خلال نشرة إخبار أل"بي بي سي" فقارنت بين وضعيين، وضعي في السجن، ووضعه وقد اصطفاه الله بالشهادة ، فللمرة الأولى غبطت أبو ابراهيم لنيله الشهادة وأنا داخل المعتقل.

    واعتقد أنها وان كانت خسارة كبيرة لحركة الجهاد الإسلامي وان كانت خسارة للعمل الوطني الفلسطيني وخسارة لأهله و أسرته الصغيرة إلا أنها لأبي إبراهيم مكسبا لا يعادله مكسبا .

    واعتقد أنها كانت اللحظة التي ينتظرها واللحظة التي يتمناها واللحظة التي يشتاق فيها الإنسان أن ينتقل من خلالها من الأرض إلى جنت الخلد رحمه الله ونسأل الله أن يلحقنا به في جنات الخلد يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ...



    و للعظماء بريق فى وجودهم و فى الرحيل
يعمل...
X