إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الى الرابضين خلف جدران الصمود في جامعة يوسف عليه السلام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الى الرابضين خلف جدران الصمود في جامعة يوسف عليه السلام

    هم الآن وحدهم .. يشعلون جمار العشق للوطن وينفضون عن كواهلهم آثار الهزائم .. يرحلون مع ارتحال الشفق ويسافرون الى قلوب الأمهات ... يضيئون في شرفاتها قناديل الصمود ويجيئون مع أطياف الفجر كل يوم ... يحدقون في آخر المدى فتلوح لهم هامات السنابل والكروم تنتصب في اباء وتنسج من رحيق عبيرها أكاليل تتوج بها كل الأشياء المتميزة التي لا تجيد تبديل لونها وهوائها ...

    هم الذين ابتسموا رغم كل الآلام ...احتبسوا الدمع في عمق المآقي فنطقت جراحاتهم وتمردت على سطوة الجلاد ... كأنها تعيد رسم ملامح العذاب اليومي في ذاكرة الجرح الذي لا ينسى...

    هم قوانين الصمود الخاصة وبنود الارتقاء في زمن السقوط ..يربضون هناك .. بعيدا عن الأجواء الفاسدة ... قريبا من نبض البلاد وآهات المعذبين ... يرسلون للشمس قصائدا وأطياف شوق, فتحملها أفواج الحمام وتلقيها على حاراتهم ومخيمات مجدهم الجميلة فتكشف عن حكايا الآفاق المسروجة خيولها وتمسح من صهيل أمسياتها دمعة الحزن ونبرة الأسى وتنفحها بوعد بالحرية القادمة ...

    هم الأجواء كلها ... استفاقت في دمهم أناشيد الجداول فصارت ثروة وفيض عنفوان , امتطت صهوة الفجر الشريد واحتضنت ظل الصباح الممتد على مشارف المدن الصغيرة وأسقطت القيد والليل والأسلاك الشائكة.

    يا زنود الفجر وأناشيد الكبرياء...أيها الأحرار في زمن الهوان ويا استعادة صبحنا الذي سرقوه من عين الحياة :
    سلام عليكم وأنتم تدينون بصمتكم وصمودكم كل صكوك الإعتراف، و تلغون وثائق التوقيع والمساومة, سلام عليكم حين تجعلون من هذا الصمت النبيل شظايا وحراب ترتد في نحور الغاصبين وتمزق ضوضاء الليالي الكالحة في الفنادق التي احتلت ضفافنا وسواحلنا ولوثت أديم بحرها بصفرة الأضواء الباهتة التي تلونت بها وجوه المفرطين وكل من تدثر بالرمال السود فما وعى لصوت الإنتحاب في مخيمات الإنتظار ...

    سلام عليكم حين تسافرون الى مواقع النجوم وحين تمنحكم خرائط الشمس أجمل الحدود فتسهرون على ثغورها وتذودون عن حياض أرضها وهوائها وتحمونها من وقع الأقدام الآثمة ودخان المراكب الغريبة التي حملت دمارا وحقداً ألقته على سواحل العواصم المستباحة للغزاة ...

    ولكم منا تحية وعهد ... سلام وذكر عابق بالأريج .. لكم حرارة شوق الأمهات الصابرات وحنين الصبية المتدافعين هناك على مداخل المدن يرقبون مجيئكم بصبر عجيب ...

    لكم هدأة الأحلام في عيون العائدين وبسمة الموج المندى بالبشائر وجلال الوطن حين ترحل عن أجوائه الغربان فتحط على روابيه النوارس وتسافر في أرجائه الخيول الثائرات ...

    وعندها ... ستلتئم الجراح التي تبدد شملها وستكتسي شقوق الأرض بالحنون ويحترف المدى أنشودة الوعد القديم يرددها على مسامعكم صباح مساء وكلما لاحت له بيارق عزمكم وصفوة المجد الذي ارتسمت خطاه على أهدابكم وامتدت الى حواجز المدن المحاصرة فأسبغت على طرقاتها جلال الأولياء وخطت في جوانبها وصايا الثائرين ...

    أما القيود وأزراد السلاسل , فستبقى لهم وحدهم ... للذين حاصروا النسيم وقيدوا فرحة الأطفال في كل عيد وللذين نسوا ملامحكم في زحمة المصافحة وأسقطو عناوينكم من جداول أعمالهم , فلفظتهم دروب الإشتعال وبوابات المواجهة وحاصرهم بريق الفجر الطالع من زنود الأوفياء ...أما رحابة الفضاء وصحوة الآفاق فستبقى لكم ولعنفوان الشمس والوطن المسيج بالسواعد والعيون الساهرة التي تلونت برحيق الأرض واكتحلت بظل أعشابها فما نسيت ولا صافحت تحت وطأة الخنوع وبقيت علامة رفض في مسار الإنحدار
    .

يعمل...
X