العيد القادم كان سيكون أجمل الأعياد لها فأبناؤها العشرة كانوا سيلتفون حولها بعد أن فقدت طعم هذه اللّمة منذ أعوام ليست بالقليلة، فابنها الأكبر أطلق سراحه قبل أشهر، و محمد لم يبق إلا أقل من شهرين ليعود إليها هو الآخر و يلتم الشمل من جديد، حسبما قالت.
والدة الأسير الشهيد محمد الأشقر، من قرية صيدا القريبة من طولكرم، كانت تعتقد أن العيد القادم سيكون أكثر تميزا من الأعياد التي كانت تنقصها أحد أبنائها الذين كانوا غالبا في سجنهم، إلا أنها لم تتخيل يوما انه سيكون أكثر حزنا من ذي قبل، فمنذ اليوم لن يكون لها غائبا تنتظره وسيكون غياب احدهم واقعا تعتاد طعم حسرته في كل عيد.
محمد "23"عاما، ثاني أبناءها الخمسة، كان من المفترض أن يطلق سراحه في 1312 القادم أي قبل أيام من عيد الأضحى المبارك، بعد أن كان قد اعتقل قبل عامين، تاركا ورائه ابنه "مجاهد" في عامه الأول، على خلفية انتمائه لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.
تروي أم لؤي ما جري يوم استشهاده:" لم نكن في البيت حينها فقد كنا نقطف الزيتون فحضر ابني إلينا وابلغنا أن محمد أصيب و أن الصليب اتصل وابلغنا أن نحضر لزيارته في المستشفى، وعندما وصلنا إلى الصليب قالوا لنا إن تصريح زيارة أصدر لي ولزوجته ولوالدة زوجته فقط، و رفضوا السماح لوالده بزيارته بحجة عدم صدور تصريح".
كل ذلك ولم تكن تعرف أن ابنها قد لاقى ربه شهيداً، فحسبما أخبرت العائلة انه قد أصيب بجروح متوسطة فقط:" حاولت سؤال أي من موظفي الصليب عما حصل و عن حالته الصحية، إلا أنني لم أتلق إجابة منهم، بحجة أن لا معلومات لديهم عنه، وعندما وصلنا إلى بئر السبع "المستشفى" لم يعطونا أيضا أي إيضاحات، كل ما قالوه لنا انه في الغرفة المقابلة، و ليس لديكم سوى نصف ساعة للزيارة، ورفضوا إدخالنا سويا".
أم لؤي زارت محمد ، و عندما دخلت عليه كانت على يقين انه سيستشهد:" وصلنا إلى الغرف التي كان فيها دخلت أنا في البداية، كانت الأسلاك تملأ جسمه، و كان قلبه يعمل، إلا إنني عندما أحسست جسمه كان باردا جدا، طلبت منهم غطاء له، وبالفعل قمت بتغطيته جيدا ولكن شيئا لم يتغير عليه، فجسمه ظل باردا، عرفت حينها انه سيموت، و أخبرت زوجته التي كانت على الباب تنتظر أن تدخل لتراه بذلك".
الوالدة عندما شاهدت محمد على حاله أخذت بالصراخ عليهم وطلبت منهم معرفة التفاصيل ، فجاءت الطبيبة التي أجريت له العملية و قالت لها إن الدماغ تعرض لضربة قوية ولا يستجيب إطلاقا، إلا أنها لم تخبرها عن سبب الإصابة:" لم يخبرنا أحدا عن سبب الإصابة أو تفاصيل ما جرى".
و رغم حالته السيئة حسبما قالت الطبيبة لوالدته، إن إدارة المعتقل كانت مكبلة يديه و رجليه، بالإضافة إلى أربعة حراس على الباب:" طلبت منهم أن يفكوا القيود عن رجليه إلا أنهم رفضوا، ومات وهو مقيد"، تابعت الوالدة.
وبعد الانتهاء من موعد الزيارة طلبوا منهم المغادرة، إلا أن والدته رفضت ذلكم وطلبت منهم البقاء معه إلا أن الإدارة رفضت ذلك، وقبل أن تصل "أم لؤي" إلى البيت كان نبأ استشهاده قد وصل قبلها:" وصلنا البيت بعد منتصف الليل، كانت المحطات قد أذاعت نبأ استشهاده ونحن في الطريق".
فمحمد حسبما تقول والدته كان سعيدا للغاية في آخر زيارة له في المعتقل، والتي كانت في ثاني أيام العيد، كونه سيخرج قريبا من المعتقل وقال لنا:""لا داعي لزيارتي في المرة المقبلة أنا من سيأتي إليكم"، إلا أن رصاصة إدارة المعتقل كانت اقرب إليه".
والدة الأسير الشهيد محمد الأشقر، من قرية صيدا القريبة من طولكرم، كانت تعتقد أن العيد القادم سيكون أكثر تميزا من الأعياد التي كانت تنقصها أحد أبنائها الذين كانوا غالبا في سجنهم، إلا أنها لم تتخيل يوما انه سيكون أكثر حزنا من ذي قبل، فمنذ اليوم لن يكون لها غائبا تنتظره وسيكون غياب احدهم واقعا تعتاد طعم حسرته في كل عيد.
محمد "23"عاما، ثاني أبناءها الخمسة، كان من المفترض أن يطلق سراحه في 1312 القادم أي قبل أيام من عيد الأضحى المبارك، بعد أن كان قد اعتقل قبل عامين، تاركا ورائه ابنه "مجاهد" في عامه الأول، على خلفية انتمائه لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.
تروي أم لؤي ما جري يوم استشهاده:" لم نكن في البيت حينها فقد كنا نقطف الزيتون فحضر ابني إلينا وابلغنا أن محمد أصيب و أن الصليب اتصل وابلغنا أن نحضر لزيارته في المستشفى، وعندما وصلنا إلى الصليب قالوا لنا إن تصريح زيارة أصدر لي ولزوجته ولوالدة زوجته فقط، و رفضوا السماح لوالده بزيارته بحجة عدم صدور تصريح".
كل ذلك ولم تكن تعرف أن ابنها قد لاقى ربه شهيداً، فحسبما أخبرت العائلة انه قد أصيب بجروح متوسطة فقط:" حاولت سؤال أي من موظفي الصليب عما حصل و عن حالته الصحية، إلا أنني لم أتلق إجابة منهم، بحجة أن لا معلومات لديهم عنه، وعندما وصلنا إلى بئر السبع "المستشفى" لم يعطونا أيضا أي إيضاحات، كل ما قالوه لنا انه في الغرفة المقابلة، و ليس لديكم سوى نصف ساعة للزيارة، ورفضوا إدخالنا سويا".
أم لؤي زارت محمد ، و عندما دخلت عليه كانت على يقين انه سيستشهد:" وصلنا إلى الغرف التي كان فيها دخلت أنا في البداية، كانت الأسلاك تملأ جسمه، و كان قلبه يعمل، إلا إنني عندما أحسست جسمه كان باردا جدا، طلبت منهم غطاء له، وبالفعل قمت بتغطيته جيدا ولكن شيئا لم يتغير عليه، فجسمه ظل باردا، عرفت حينها انه سيموت، و أخبرت زوجته التي كانت على الباب تنتظر أن تدخل لتراه بذلك".
الوالدة عندما شاهدت محمد على حاله أخذت بالصراخ عليهم وطلبت منهم معرفة التفاصيل ، فجاءت الطبيبة التي أجريت له العملية و قالت لها إن الدماغ تعرض لضربة قوية ولا يستجيب إطلاقا، إلا أنها لم تخبرها عن سبب الإصابة:" لم يخبرنا أحدا عن سبب الإصابة أو تفاصيل ما جرى".
و رغم حالته السيئة حسبما قالت الطبيبة لوالدته، إن إدارة المعتقل كانت مكبلة يديه و رجليه، بالإضافة إلى أربعة حراس على الباب:" طلبت منهم أن يفكوا القيود عن رجليه إلا أنهم رفضوا، ومات وهو مقيد"، تابعت الوالدة.
وبعد الانتهاء من موعد الزيارة طلبوا منهم المغادرة، إلا أن والدته رفضت ذلكم وطلبت منهم البقاء معه إلا أن الإدارة رفضت ذلك، وقبل أن تصل "أم لؤي" إلى البيت كان نبأ استشهاده قد وصل قبلها:" وصلنا البيت بعد منتصف الليل، كانت المحطات قد أذاعت نبأ استشهاده ونحن في الطريق".
فمحمد حسبما تقول والدته كان سعيدا للغاية في آخر زيارة له في المعتقل، والتي كانت في ثاني أيام العيد، كونه سيخرج قريبا من المعتقل وقال لنا:""لا داعي لزيارتي في المرة المقبلة أنا من سيأتي إليكم"، إلا أن رصاصة إدارة المعتقل كانت اقرب إليه".