إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

علوم عسكرية حرب العصابات 2

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • علوم عسكرية حرب العصابات 2

    بسم الله الرحمن الرحيم

    علوم عسكرية

    حرب العصابات 2

    بقلم: أبي هاجر عبد العزيز المقرن

    الحرب غير النظامية (حرب العصابات).
    تعريفها:
    لها تعريفين..
    التعريف الأول: ((حربٌ ثورية، تُجنّدُ السكان المدنيين أو جزء منهم ضد القوة العسكرية للسلطة الحاكمة القائمة محليةً كانت أو مُغْتَصِبَةً أجنبية، والثوار هم مجموعة من السكان المحليين تُعارض منهج الحكومة وفكرها وشرعيتها)).
    وقد تكون دوافع هؤلاء السكان عنصرية أو قبلية، كما حدث في أثيوبيا بين قبيلة الأرومو ذات الأغلبية السكانية وقبيلة التقري الحاكمة.
    التعريف الثاني: ((حرب بأبسط الأشكال وأرخص الأدوات من قِبَل طرف فقير ضعيف ضد خصم قوي يتفوق عليه في العدة والعتاد)).
    وتُسمّى بحرب العصابات أو (حرب البرغوث والكلب)، فالبرغوث دائماً يلسع الكلب ويُحْدِث به جروحاً ويهرب، فيقوم الكلب بعض نفسه وهرش جلده، ثم يعود إليه البرغوث ويلسعه مرة أخرى، وهكذا دواليك حتى يفقد توازنه وينهكه ويقتله.
    أهداف حرب العصابات:
    بالنسبة للمجاهدين فإن هدفهم الذي يدعون إليه هو هدفٌ سامٍ نبيل، وهو الدعوة إلى نظام إسلامي خالص صافٍ من الشوائب والكفريات، قائم على الكتاب والسنة، ومن أهدافهم أيضاً تحرير الشعوب المسلمة المظلومة من نير واستبداد الأنظمة الكفرية الظالمة الجائرة محليةً كانت أو أجنبية، والدعوة إلى نظام اجتماعي جديد يستمد شرعيته من نور الكتاب والسنة، لذلك تجد أن غالب الحركات الإسلامية متفقة في التعريف والسبب.
    غايات حرب العصابات:
    لدى رجال العصابات غايات مهمة، وهي:
    1- تطويل أمد الحرب بقصد تحقيق الصمود الناجح الذي تسعى له أي حركة عصابات مقاتِلَة في العالم.
    ومن الأمور المساعدة على تطويل أمد الحرب:
    الإحجام عن أهداف يستطيع المجاهدون الوصول إليها، لأنهم إذا هجموا عليها سيفقدون أغلب الكوادر وقوة التنظيم، وبالتالي تُؤجّل مثل هذه العمليات، (كما حدث في طاجيكستان عندما لم يهجم المجاهدون بقيادة خطاب على قاعدة عسكرية روسية عدد أفرادها ثلاثة آلاف، و معه أربعون من المجاهدين فقط، فلو هجم عليهم مباشرة لانتهى أمرهم إلا أن يشاء الله، ولكنه فضّل قصف العدو من قواعدَ خلفية بعيدة، ومن أماكن مموهة تمويهاً جيداً وبذلك استطاع بفضل من الله تحقيقَ الصمود الناجح والبقاء لفترة أطول). ومن الأمثلة على تحقيق الصمود الناجح: صمود أبي عبد الله الشيخ أسامة بن لادن والدكتور أيمن الظواهري ومن معهما من المجاهدين، غير أن هذا الصمود لابد له من ثمن ومن مواجهات وحينها تأتي الغاية التالية وهي:
    2- اكتساب المهارة القتالية التي تأتي بالتدرّج والمراس والمران وكثرة العمل، وهي مبنيّة على الغاية الأولى، وهذا يؤدي إلى ارتفاع الروح المعنوية، وبسبب هذا الصمود الناجح[1] وهذه الخبرات القتالية المُكْتَسَبة[2] سننتقل تلقائياً إلى الغاية الثالثة، وهي:
    3- تحقيق المرحلية[3] الناجحة وبناء قوى متعاظمة رغم تفوق العدو وجهوده المعاكسة، فالأمة عندما ترى أن أمد الحرب طال وأن المجاهدين هم الند المناوئ للصليبية العالمية سيعرف الناس حينها قوة المجاهدين، وبالتالي سيبدأون في الانضمام إلى هذه الطائفة المنصورة[4].
    4- وبناءً على الغايات الثلاث السابقة، سيؤدي تحقيق هذه الغايات إلى الغاية الرابعة وهي بناء قوة عسكرية في جميع أنحاء البلد تُكَوِّنُ نواة الجيش العسكري، إذاً نستطيع القول بأن الغاية الرابعة: بناء جيش عسكري، ويكون الجيش مبنياً على أسس عصرية مستحدثة ومبتكرة، وتكون هذه المرحلة آخر المراحل، ويكون الجيش فيها قادراً بإذن الله على مواجهة الجيوش النظامية وبنفس تكتيكاتها.
    ملحوظة: في هذه المرحلة الأخيرة لابد من الإبقاء على (جماعة رجال العصابات[5])، لأن المجاهدين قد يحتاجونهم في بعض الحالات، فلو قدر الله تراجع المجاهدين من مرحلةٍ إلى مرحلة يكون رجال العصابات هم رجال المرحلة السابقة.
    مراحل حرب العصابات:
    المرحلة الأولى: الاستنزاف (الدفاع الاستراتيجي).
    وسبب نشوء هذه المرحلة بالنسبة للمجاهدين في الأعم الأغلب هو: الدفاع عن الإسلام والمسلمين والحُرُمات والأعراض.
    المرحلة الثانية: التوازن الاستراتيجي النسبي (سياسة الألف جرح).
    المرحلة الثالثة: الحسم العسكري (الهجوم النهائي).
    وكل هذه المراحل الذي يحدد موقف المجاهدين منها هو القيادة (قيادة المجاهدين)، ولكن قد تبدأ الحرب بمرحلة الاستنزاف ثم لا يستطيع العدو الصمود فتجده يسقط من المرحلة الأولى – وهذا من فضل الله – وقد يسقط من المرحلة الثانية، ولكن يجب التنبيه هنا على عدم الاستعجال في الانتقال بين المراحل، بل التريث والأخذ بجميع الأسباب واجب (ونذكر هنا على سبيل المثال ما حدث للإخوة في الجزائر حينما استعجلوا في الانتقال من المرحلة الأولى وهي مرحلة الاستنزاف إلى المرحلة الثانية وهي مرحلة التوازن النسبي، مما أدى إلى تقهقر الحركة ورجوعها إلى مرحلة الاستنزاف من جديد، وقد حدث ذلك بين عامي (95-97 م).
    وتمتاز كل مرحلة من هذه المراحل بسماتٍ سياسية وعسكرية تخضع للمناورة والتغيير، لكلٍ من العدو والمجاهدين، وأيضاً تجد أن للعدو قواعد، وللمجاهدين قواعد أيضاً في هذه المرحلة، وهناك مسألة المفاوضات في كل مرحلة، وكل هذه الأمور سنتناولها بالتفصيل بإذن الله.
    المرحلة الأولى: الاستنزاف (الدفاع الاستراتيجي)
    سماتها السياسيّة:
    أ) سماتها السياسية بالنسبة للعدو: حملات شرسة محمومة متواصلة لتشويه صورة رجال العصابات أو المجاهدين، وتضليل العوام، وإطلاق الدعايات الكاذبة بشأنهم، وعلى سبيل المثال قولهم أن المجاهدين قتلةٌ مجرمون فاشلون في حياتهم يائسون منها، وذلك بواسطة الآلة الإعلامية التي يمتلكها العدو، ولذا يستطيع أي قارئ أو متابع لحال المنطقة اليوم أن يشاهد هذه الحملات المسعورة على المجاهدين في البلاد الإسلامية وفي بلاد الحرمين، وهذا التوظيف الرخيص للدين في مواجهة المجاهدين، حتى أن الحكومة السعودية استخدمت في هذه الأيام في سبيل تشويه صورة المجاهدين أقطاب بعض الحركات الإسلامية، الذين كانوا في يوم من الأيام يتغنّون بمواجهة الظالمين.
    والهدف من هذا التشويه والتضليل هو عزل المجاهدين عن طبقات المجتمع وقطع الدعم اللوجستي والمادي الذي يقدمه الشعب للمجاهدين، ولكن هيهات هيهات (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يُتمَّ نوره ولو كره الكافرون﴾.
    ومن السمات السياسية لهذه المرحلة: عروضٌ سريّة للتفاوض وإلقاء السلاح مقابل عفو شامل أو إخراج من البلاد أو ما شابه ذلك، وتُقدم غالباً لقيادة رجال العصابات أو القائمين على الحملة العسكرية أو السياسية، كمثل العروض التي تقدم بها سفر الحوالي أو العواجي اليوم إلى المجاهدين في جزيرة العرب.
    ب) سماتها السياسية بالنسبة للمجاهدين: يستغل المجاهدون الضربات العسكرية في هذه المرحلة لتحطيم هيبة النظام وتوضيح الصورة لدى أفراد الأمة بأن هذا العدو غير قادر على تلافي ضربات المجاهدين وبمعنىً آخر: تشجيع الناس على مواجهة الأعداء.
    كما يستغل المجاهدون هذه المرحلة في توضيح حقيقة الصراع الدائر في المنطقة (الصراع مع اليهود والنصارى) أو العدو الغاصب المحتل لديارهم، لذلك تجد أن المجاهدين عندما يتأخرون في الضربات يبررون هذا التأخير باختيار أهداف مهمة وحساسة ونظيفة (أهداف يهودية ونصرانية)، لكي تُحرَج الدولة أمام الشعب وتتبيّن عمالة النظام للعامة.
    لذلك في هذه الفترة يقوم الجهاز الإعلامي للمجاهدين بالترويج للمجاهدين وحث الناس على مقاومة الصليبيين واليهود، وحث الناس على مساعدة المجاهدين، ونشر بطولات المجاهدين والعمليات أو المواجهات التي تحدث وإبرازها للناس لكي يتابعوا أخبار إخوانهم المجاهدين،ولكي تتضح الصورة لديهم.
    ومن السمات السياسيّة في هذه المرحلة بالنسبة للمجاهدين: تجميع الحلفاء (المجاهدين المتواجدين خارج منطقة الصراع)، وتقوية أواصر التعاون بينهم وبين المجاهدين، وتحييد الأعداء غير المباشرين عن المواجهة قدر المستطاع والسبب: عدم فتح عدة جبهات على المجاهدين في آنٍ واحد.
    سماتها العسكرية:
    أ) سماتها العسكرية بالنسبة للعدو: حملات شرسة متواصلة مكثفة وعنيفة لإنهاء قوة المجاهدين والقضاء عليها، فتجد أن العدو يستعمل كل ما في وسعه ويستخدم كل ما يستطيع استخدامه من قوة عسكرية لتحقيق هذا الغرض.
    وفي نفس الوقت تجد أن العدو يحاول استدراج المجاهدين إلى معارك وصِدامات مكشوفة لكي يقضي عليهم، حتى وإن أدّى ذلك إلى فقدانه أعداداً كبيرةً من الجنود.
    ب) سماتها العسكرية بالنسبة للمجاهدين: يحاول المجاهدون في هذه المرحلة توزيع وتنويع وتكثيف الضربات ضد الأعداء وتفريقها في أنحاء البلاد، حتى وإن كانت هذه الضربات صغيرة فهي منتشرة ومتفرقة، فهي بالتالي تُفَرِّق وتبعثر وتشتت جهود العدو.
    وهذه الضربات في غالبها تعتمد على سياسة الكرّ والفرّ (اضرب واهرب)، وقد تحتاج المجموعة الجهادية في هذه المرحلة إلى عمليات نوعية تحقق صدى إعلامياً جيّداً، ويكون من أهداف مثل هذه العمليات إثبات الوجود أو القوة، وأيضاً تمريغ أنف العدو في التراب وتجرئة الناس على قتاله، وتحميس الشباب على حمل السلاح في وجوه الأعداء من اليهود والنصارى وعملائهم.
    ومن الأمثلة على الاستفادة الدعائية من مثل هذه العمليات النوعية على سبيل المثال:
    ما قاله عدو الله وزير العدل الأمريكي (آشكروفت) في معرض كلامه عن الحرب الإعلامية القائمة بين أمريكا والمجاهدين: (إننا كنا نخدم تنظيم القاعدة دون أن نشعر) حيث إن الأمريكان قاموا بتغطية إعلامية جيدة للعمليات التي تقوم بها القاعدة.
    ما قال عدو الله تركي الفيصل: (إن أسامة بن لادن استطاع أن يوقع شرخاً تاريخياً بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين المملكة العربية السعودية). وبفضل الله وقدرته لم يكن هذا الشرخ ليحدث لو لم تكن ضربات 11 سبتمبر نوعيةً فريدةً في نوعيتها.
    يستفيد القاعدون من المسلمين عند مشاهدتهم بطولات إخوانهم المجاهدين وعملياتهم النوعية شحذاً لهممهم وتحفيزاً لهم، كما حدث بعد ضربات كول ونيروبي و11 سبتمبر من تجييش للأمة ورفع معنويات الشباب المسلم.
    القواعد في هذه المرحلة:
    أ) بالنسبة للعدو: قواعد العدو في هذه المرحلة معروفةٌ ثابتة.
    ب) بالنسبة للمجاهدين: قواعد متنقلة وغير ثابتة وخفيفة التجهيز، ويعني ذلك أنها سريعة التنقّل خفيفة الحمل.
    المفاوضات في هذه المرحلة:
    تُحْظَرُ المفاوضات وتُمنع منعاً باتاً في هذه المرحلة (لا مفاوضات – لا هدنة عسكرية – لا خروج من قواعدك العسكرية – لا حوار) لأن مبدأ القتال ونشوء الحركة الجهادية مبني على اختلاف في الأصول، حيث هو بين المسلمين والصليبيين، وبين المجاهدين والمرتدين، بمعنى أنه لا مجال لأنصاف الحلول.
    --------------------------------------------------------------------------------
    [1] الغاية الأولى.
    [2] الغاية الثانية.
    [3] التمرحل هو: الانتقال من مرحلة إلى مرحلة أخرى من مراحل حرب العصابات بنجاح، وسنأخذ مراحل حرب العصابات بعد الغايات بإذن الله.
    [4] ملحوظة هامة: التمرحل الصحيح وعدم الاستعجال في الانتقال من مرحلة إلى أخرى ضرورةٌ قصوى للاستمرار.
    [5] ولهم أسماء أخرى كـ (المغاوير – الثوار).[/B]
    [/font]
    مما قال أسد الاسلام الشيخ أسامة بن لادن
    كما و أني أطمئن أهلي في فلسطين خاصة بأننا سنوسع جهادنا بإذن الله , ولن نعترف بحدود سايكس بيكو , ولا بالحكام الذين وضعهم الاستعمار , فنحن والله ما نسيناكم بعد أحداث الحادي عشر , وهل ينسى المرء أهله ؟
يعمل...
X