إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حرب العصابات (متجدد)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حرب العصابات (متجدد)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    سننقل لكم في هذا الموضوع إن شاء الله أقسام باب علوم عسكرية بقلم أبو هاجر عبد العزيز بن المقرن رحمه الله
    من مجلة معسكر البتار
    والله من وراء القصد ....
    باب: علوم عسكرية
    حرب العصابات - 1
    حرب العصابات - 2
    حرب العصابات - 3
    حرب العصابات - 4
    قوات الجبال
    جماعة العمل السري
    الأهداف داخل المدن
    مجموعة أو طاقم التنفيذ
    الاغتيالات
    مجموعة أو طاقم التنفيذ - 1
    مجموعة أو طاقم التنفيذ - 2
    مهارات التحرك داخل المدن
    ______________________________________________
    علوم عسكرية
    حرب العصابات 1
    بقلم: أبي هاجر عبد العزيز المقرن







    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    تعريف الحرب:

    حالةٌ من الصراع الناشب بين طائفتين أو فئتين أو دولتين أو شخصين وبالجملة بين معسكرين، لتحقيق مكاسب سياسية أو اقتصادية أو آيدلوجية أو لأغراضٍ توسعيّة، وهي عادة آخر الأوراق بيد الساسة.

    أهداف الحروب:

    أن يقوم المقاتل بتحطيم القوة التي أمامه وإرضاخها له.

    القضاء على العدو المناوئ واجتثاثه.

    إثبات الوجود.

    أسباب الحروب:

    مسببات الحروب عموماً يمكن تقسيمها إلى قسمين:

    الحروب العادلة، وهي التي تشنها طائفة أو شعب مسلوب الإرادة مضطهدٌ مظلوم ضد قوة غازية مغتصبة أو حاكم جائر، فالسبب هنا: رفع الظلم والعدوان، والقتال في سبيل الله لتحكيم الشريعة وحتى تكون كلمة الله هي العليا، وأمثلة هذا النوع من القتال (بلاد الحرمين – فلسطين - أفغانستان – العراق – الشيشان – كشمير – الفلبين – وغيرها).

    الحروب الظالمة، وهي التي تشن من قِبَلِ القوى الظالمة على المستضعفين، والسبب هنا: السيطرة على العقائد وتبديل الشرائع واستباحة الأراضي وسلب الثروات.

    تقسيمات الحروب من ناحية القوة العسكرية والبشرية:

    حروب نظامية.

    حروب الدمار الشامل.

    حروب باردة.

    حروب غير نظامية.

    وسنتكلم على كل قسم منها إن شاء الله، وسنبسط القول بإذن الله في الحروب غير النظامية.

    أولاً: الحروب النظامية: هي التي تُستخدم فيها جميع الأسلحة ما عدا أسلحة الدمار الشامل، وتكون بين جيشين نظاميين، وأمثلة هذا النوع من الحروب (حرب العاشر من رمضان بين مصر واسرائيل – حرب الكوريتين – حرب العراق وإيران).

    ثانياً: حروب الدمار الشامل: وهي التي تُستخدم فيها الأسلحة غير التقليدية (أسلحة الدمار الشامل، كالأسلحة البيولوجية والنووية)، ويُعتبر هذا النوع من الحروب مستبعد الوقوع لأنها تؤدي إلى دمار شامل يقضي على جميع صور الحياة.

    ثالثاً: الحروب الباردة: وهي التي لا يكون فيها التحام مباشر بين الطرفين، ومثالها ما حدث بين الاتحاد السوفيتي وأمريكا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.

    وسائل هذا النوع من الحروب:

    تغذية الاضطرابات الواقعة في البلد المعادي، والتشجيع على القيام بالاضرابات والمظاهرات وزرع الفتن، كما يحدث من أرتيريا ضد السودان، فتجد الحكومة الأرتيرية تدعم الحركة الشعبية لتحرير السودان والتي يقودها النصراني (جون قرنق)، وعلى الضفة الأخرى تجد الحكومة السودانية تدعم الحركات الجهادية القائمة في أرتيريا، وكذلك هناك حرب باردة تستخدم هذا النوع من الوسائل بين السودان وأثيوبيا، وتسمى الحروب في مثل هذين المثالين (حروب بالوكالة).

    عرقلة مشاريع البناء والإنتاج سواءً في الجانب التنموي أو العسكري، وذلك كما حدث مع الحكومة العراقية السابقة عندما سعت لتطوير برنامجها النووي وتم ضربه بالطائرات، وأيضاً تم اغتيال يحيى المشد[1] لتعطيل البرنامج النووي العراقي، ومن الأمثلة على هذه الوسيلة ما تقوم به أمريكا من حصار اقتصادي لليبيا وسوريا.

    تعميم الأفكار والنظريات والميول الانهزامية في أوساط الشعوب المستهدفة، كما يفعل الحلف الصهيو صليبي حالياً ضد المسلمين، وتُستخدم أجهزة الإعلام العالمية من قبل اليهود والنصارى لتحقيق هذا الغرض، وقد تأثر بهذا الإعلام المُوَجّه غالبية المسلمين والله المستعان، ولذلك ترى الإدارة الأمريكية الحالية تصرف المليارات من الدولارات على الأجهزة الإعلامية والشبكات التي تدّعي أن لديها مصداقيةً وحياديّةً في الرأي !

    تحريض المغلوبين على أمرهم على القيام والثورة ضد حكامهم، ودعم المعارضة الخارجية واستضافتها.

    تفريق الصفوف وبعثرة الجهود وتشكيل الطوابير الخامسة وزرع بذور الانحلال والتفكك، كما يفعل الغرب الآن بأقطاب العلمنة والحداثة والتغريب في بلاد المسلمين، الذين يحرصون على إشاعة الفاحشة في المؤمنين، والقصد من إعداد مثل هذا الطابور الخامس إعدادهم لكي يصبحوا حكاماً للبلاد الإسلامية في مرحلةٍ متقدمة من الصراع، كما يحدث بالنسبة لكرزاي ومجلس الحكم الانتقالي في العراق.

    هذا وسنبدأ في العدد القادم بإذن الله في الحروب غير النظامية.


    --------------------------------------------------------------------------------

    [1] عالم الذرة المصري، والقائم على المشروع النووي العراقي.
    مما قال أسد الاسلام الشيخ أسامة بن لادن
    كما و أني أطمئن أهلي في فلسطين خاصة بأننا سنوسع جهادنا بإذن الله , ولن نعترف بحدود سايكس بيكو , ولا بالحكام الذين وضعهم الاستعمار , فنحن والله ما نسيناكم بعد أحداث الحادي عشر , وهل ينسى المرء أهله ؟

  • #2
    علوم عسكرية حرب العصابات 2

    بسم الله الرحمن الرحيم

    علوم عسكرية

    حرب العصابات 2

    بقلم: أبي هاجر عبد العزيز المقرن

    الحرب غير النظامية (حرب العصابات).
    تعريفها:
    لها تعريفين..
    التعريف الأول: ((حربٌ ثورية، تُجنّدُ السكان المدنيين أو جزء منهم ضد القوة العسكرية للسلطة الحاكمة القائمة محليةً كانت أو مُغْتَصِبَةً أجنبية، والثوار هم مجموعة من السكان المحليين تُعارض منهج الحكومة وفكرها وشرعيتها)).
    وقد تكون دوافع هؤلاء السكان عنصرية أو قبلية، كما حدث في أثيوبيا بين قبيلة الأرومو ذات الأغلبية السكانية وقبيلة التقري الحاكمة.
    التعريف الثاني: ((حرب بأبسط الأشكال وأرخص الأدوات من قِبَل طرف فقير ضعيف ضد خصم قوي يتفوق عليه في العدة والعتاد)).
    وتُسمّى بحرب العصابات أو (حرب البرغوث والكلب)، فالبرغوث دائماً يلسع الكلب ويُحْدِث به جروحاً ويهرب، فيقوم الكلب بعض نفسه وهرش جلده، ثم يعود إليه البرغوث ويلسعه مرة أخرى، وهكذا دواليك حتى يفقد توازنه وينهكه ويقتله.
    أهداف حرب العصابات:
    بالنسبة للمجاهدين فإن هدفهم الذي يدعون إليه هو هدفٌ سامٍ نبيل، وهو الدعوة إلى نظام إسلامي خالص صافٍ من الشوائب والكفريات، قائم على الكتاب والسنة، ومن أهدافهم أيضاً تحرير الشعوب المسلمة المظلومة من نير واستبداد الأنظمة الكفرية الظالمة الجائرة محليةً كانت أو أجنبية، والدعوة إلى نظام اجتماعي جديد يستمد شرعيته من نور الكتاب والسنة، لذلك تجد أن غالب الحركات الإسلامية متفقة في التعريف والسبب.
    غايات حرب العصابات:
    لدى رجال العصابات غايات مهمة، وهي:
    1- تطويل أمد الحرب بقصد تحقيق الصمود الناجح الذي تسعى له أي حركة عصابات مقاتِلَة في العالم.
    ومن الأمور المساعدة على تطويل أمد الحرب:
    الإحجام عن أهداف يستطيع المجاهدون الوصول إليها، لأنهم إذا هجموا عليها سيفقدون أغلب الكوادر وقوة التنظيم، وبالتالي تُؤجّل مثل هذه العمليات، (كما حدث في طاجيكستان عندما لم يهجم المجاهدون بقيادة خطاب على قاعدة عسكرية روسية عدد أفرادها ثلاثة آلاف، و معه أربعون من المجاهدين فقط، فلو هجم عليهم مباشرة لانتهى أمرهم إلا أن يشاء الله، ولكنه فضّل قصف العدو من قواعدَ خلفية بعيدة، ومن أماكن مموهة تمويهاً جيداً وبذلك استطاع بفضل من الله تحقيقَ الصمود الناجح والبقاء لفترة أطول). ومن الأمثلة على تحقيق الصمود الناجح: صمود أبي عبد الله الشيخ أسامة بن لادن والدكتور أيمن الظواهري ومن معهما من المجاهدين، غير أن هذا الصمود لابد له من ثمن ومن مواجهات وحينها تأتي الغاية التالية وهي:
    2- اكتساب المهارة القتالية التي تأتي بالتدرّج والمراس والمران وكثرة العمل، وهي مبنيّة على الغاية الأولى، وهذا يؤدي إلى ارتفاع الروح المعنوية، وبسبب هذا الصمود الناجح[1] وهذه الخبرات القتالية المُكْتَسَبة[2] سننتقل تلقائياً إلى الغاية الثالثة، وهي:
    3- تحقيق المرحلية[3] الناجحة وبناء قوى متعاظمة رغم تفوق العدو وجهوده المعاكسة، فالأمة عندما ترى أن أمد الحرب طال وأن المجاهدين هم الند المناوئ للصليبية العالمية سيعرف الناس حينها قوة المجاهدين، وبالتالي سيبدأون في الانضمام إلى هذه الطائفة المنصورة[4].
    4- وبناءً على الغايات الثلاث السابقة، سيؤدي تحقيق هذه الغايات إلى الغاية الرابعة وهي بناء قوة عسكرية في جميع أنحاء البلد تُكَوِّنُ نواة الجيش العسكري، إذاً نستطيع القول بأن الغاية الرابعة: بناء جيش عسكري، ويكون الجيش مبنياً على أسس عصرية مستحدثة ومبتكرة، وتكون هذه المرحلة آخر المراحل، ويكون الجيش فيها قادراً بإذن الله على مواجهة الجيوش النظامية وبنفس تكتيكاتها.
    ملحوظة: في هذه المرحلة الأخيرة لابد من الإبقاء على (جماعة رجال العصابات[5])، لأن المجاهدين قد يحتاجونهم في بعض الحالات، فلو قدر الله تراجع المجاهدين من مرحلةٍ إلى مرحلة يكون رجال العصابات هم رجال المرحلة السابقة.
    مراحل حرب العصابات:
    المرحلة الأولى: الاستنزاف (الدفاع الاستراتيجي).
    وسبب نشوء هذه المرحلة بالنسبة للمجاهدين في الأعم الأغلب هو: الدفاع عن الإسلام والمسلمين والحُرُمات والأعراض.
    المرحلة الثانية: التوازن الاستراتيجي النسبي (سياسة الألف جرح).
    المرحلة الثالثة: الحسم العسكري (الهجوم النهائي).
    وكل هذه المراحل الذي يحدد موقف المجاهدين منها هو القيادة (قيادة المجاهدين)، ولكن قد تبدأ الحرب بمرحلة الاستنزاف ثم لا يستطيع العدو الصمود فتجده يسقط من المرحلة الأولى – وهذا من فضل الله – وقد يسقط من المرحلة الثانية، ولكن يجب التنبيه هنا على عدم الاستعجال في الانتقال بين المراحل، بل التريث والأخذ بجميع الأسباب واجب (ونذكر هنا على سبيل المثال ما حدث للإخوة في الجزائر حينما استعجلوا في الانتقال من المرحلة الأولى وهي مرحلة الاستنزاف إلى المرحلة الثانية وهي مرحلة التوازن النسبي، مما أدى إلى تقهقر الحركة ورجوعها إلى مرحلة الاستنزاف من جديد، وقد حدث ذلك بين عامي (95-97 م).
    وتمتاز كل مرحلة من هذه المراحل بسماتٍ سياسية وعسكرية تخضع للمناورة والتغيير، لكلٍ من العدو والمجاهدين، وأيضاً تجد أن للعدو قواعد، وللمجاهدين قواعد أيضاً في هذه المرحلة، وهناك مسألة المفاوضات في كل مرحلة، وكل هذه الأمور سنتناولها بالتفصيل بإذن الله.
    المرحلة الأولى: الاستنزاف (الدفاع الاستراتيجي)
    سماتها السياسيّة:
    أ) سماتها السياسية بالنسبة للعدو: حملات شرسة محمومة متواصلة لتشويه صورة رجال العصابات أو المجاهدين، وتضليل العوام، وإطلاق الدعايات الكاذبة بشأنهم، وعلى سبيل المثال قولهم أن المجاهدين قتلةٌ مجرمون فاشلون في حياتهم يائسون منها، وذلك بواسطة الآلة الإعلامية التي يمتلكها العدو، ولذا يستطيع أي قارئ أو متابع لحال المنطقة اليوم أن يشاهد هذه الحملات المسعورة على المجاهدين في البلاد الإسلامية وفي بلاد الحرمين، وهذا التوظيف الرخيص للدين في مواجهة المجاهدين، حتى أن الحكومة السعودية استخدمت في هذه الأيام في سبيل تشويه صورة المجاهدين أقطاب بعض الحركات الإسلامية، الذين كانوا في يوم من الأيام يتغنّون بمواجهة الظالمين.
    والهدف من هذا التشويه والتضليل هو عزل المجاهدين عن طبقات المجتمع وقطع الدعم اللوجستي والمادي الذي يقدمه الشعب للمجاهدين، ولكن هيهات هيهات (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يُتمَّ نوره ولو كره الكافرون﴾.
    ومن السمات السياسية لهذه المرحلة: عروضٌ سريّة للتفاوض وإلقاء السلاح مقابل عفو شامل أو إخراج من البلاد أو ما شابه ذلك، وتُقدم غالباً لقيادة رجال العصابات أو القائمين على الحملة العسكرية أو السياسية، كمثل العروض التي تقدم بها سفر الحوالي أو العواجي اليوم إلى المجاهدين في جزيرة العرب.
    ب) سماتها السياسية بالنسبة للمجاهدين: يستغل المجاهدون الضربات العسكرية في هذه المرحلة لتحطيم هيبة النظام وتوضيح الصورة لدى أفراد الأمة بأن هذا العدو غير قادر على تلافي ضربات المجاهدين وبمعنىً آخر: تشجيع الناس على مواجهة الأعداء.
    كما يستغل المجاهدون هذه المرحلة في توضيح حقيقة الصراع الدائر في المنطقة (الصراع مع اليهود والنصارى) أو العدو الغاصب المحتل لديارهم، لذلك تجد أن المجاهدين عندما يتأخرون في الضربات يبررون هذا التأخير باختيار أهداف مهمة وحساسة ونظيفة (أهداف يهودية ونصرانية)، لكي تُحرَج الدولة أمام الشعب وتتبيّن عمالة النظام للعامة.
    لذلك في هذه الفترة يقوم الجهاز الإعلامي للمجاهدين بالترويج للمجاهدين وحث الناس على مقاومة الصليبيين واليهود، وحث الناس على مساعدة المجاهدين، ونشر بطولات المجاهدين والعمليات أو المواجهات التي تحدث وإبرازها للناس لكي يتابعوا أخبار إخوانهم المجاهدين،ولكي تتضح الصورة لديهم.
    ومن السمات السياسيّة في هذه المرحلة بالنسبة للمجاهدين: تجميع الحلفاء (المجاهدين المتواجدين خارج منطقة الصراع)، وتقوية أواصر التعاون بينهم وبين المجاهدين، وتحييد الأعداء غير المباشرين عن المواجهة قدر المستطاع والسبب: عدم فتح عدة جبهات على المجاهدين في آنٍ واحد.
    سماتها العسكرية:
    أ) سماتها العسكرية بالنسبة للعدو: حملات شرسة متواصلة مكثفة وعنيفة لإنهاء قوة المجاهدين والقضاء عليها، فتجد أن العدو يستعمل كل ما في وسعه ويستخدم كل ما يستطيع استخدامه من قوة عسكرية لتحقيق هذا الغرض.
    وفي نفس الوقت تجد أن العدو يحاول استدراج المجاهدين إلى معارك وصِدامات مكشوفة لكي يقضي عليهم، حتى وإن أدّى ذلك إلى فقدانه أعداداً كبيرةً من الجنود.
    ب) سماتها العسكرية بالنسبة للمجاهدين: يحاول المجاهدون في هذه المرحلة توزيع وتنويع وتكثيف الضربات ضد الأعداء وتفريقها في أنحاء البلاد، حتى وإن كانت هذه الضربات صغيرة فهي منتشرة ومتفرقة، فهي بالتالي تُفَرِّق وتبعثر وتشتت جهود العدو.
    وهذه الضربات في غالبها تعتمد على سياسة الكرّ والفرّ (اضرب واهرب)، وقد تحتاج المجموعة الجهادية في هذه المرحلة إلى عمليات نوعية تحقق صدى إعلامياً جيّداً، ويكون من أهداف مثل هذه العمليات إثبات الوجود أو القوة، وأيضاً تمريغ أنف العدو في التراب وتجرئة الناس على قتاله، وتحميس الشباب على حمل السلاح في وجوه الأعداء من اليهود والنصارى وعملائهم.
    ومن الأمثلة على الاستفادة الدعائية من مثل هذه العمليات النوعية على سبيل المثال:
    ما قاله عدو الله وزير العدل الأمريكي (آشكروفت) في معرض كلامه عن الحرب الإعلامية القائمة بين أمريكا والمجاهدين: (إننا كنا نخدم تنظيم القاعدة دون أن نشعر) حيث إن الأمريكان قاموا بتغطية إعلامية جيدة للعمليات التي تقوم بها القاعدة.
    ما قال عدو الله تركي الفيصل: (إن أسامة بن لادن استطاع أن يوقع شرخاً تاريخياً بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين المملكة العربية السعودية). وبفضل الله وقدرته لم يكن هذا الشرخ ليحدث لو لم تكن ضربات 11 سبتمبر نوعيةً فريدةً في نوعيتها.
    يستفيد القاعدون من المسلمين عند مشاهدتهم بطولات إخوانهم المجاهدين وعملياتهم النوعية شحذاً لهممهم وتحفيزاً لهم، كما حدث بعد ضربات كول ونيروبي و11 سبتمبر من تجييش للأمة ورفع معنويات الشباب المسلم.
    القواعد في هذه المرحلة:
    أ) بالنسبة للعدو: قواعد العدو في هذه المرحلة معروفةٌ ثابتة.
    ب) بالنسبة للمجاهدين: قواعد متنقلة وغير ثابتة وخفيفة التجهيز، ويعني ذلك أنها سريعة التنقّل خفيفة الحمل.
    المفاوضات في هذه المرحلة:
    تُحْظَرُ المفاوضات وتُمنع منعاً باتاً في هذه المرحلة (لا مفاوضات – لا هدنة عسكرية – لا خروج من قواعدك العسكرية – لا حوار) لأن مبدأ القتال ونشوء الحركة الجهادية مبني على اختلاف في الأصول، حيث هو بين المسلمين والصليبيين، وبين المجاهدين والمرتدين، بمعنى أنه لا مجال لأنصاف الحلول.
    --------------------------------------------------------------------------------
    [1] الغاية الأولى.
    [2] الغاية الثانية.
    [3] التمرحل هو: الانتقال من مرحلة إلى مرحلة أخرى من مراحل حرب العصابات بنجاح، وسنأخذ مراحل حرب العصابات بعد الغايات بإذن الله.
    [4] ملحوظة هامة: التمرحل الصحيح وعدم الاستعجال في الانتقال من مرحلة إلى أخرى ضرورةٌ قصوى للاستمرار.
    [5] ولهم أسماء أخرى كـ (المغاوير – الثوار).[/B]
    [/font]
    مما قال أسد الاسلام الشيخ أسامة بن لادن
    كما و أني أطمئن أهلي في فلسطين خاصة بأننا سنوسع جهادنا بإذن الله , ولن نعترف بحدود سايكس بيكو , ولا بالحكام الذين وضعهم الاستعمار , فنحن والله ما نسيناكم بعد أحداث الحادي عشر , وهل ينسى المرء أهله ؟

    تعليق


    • #3
      بااااااااااااارك الله فيك
      ستظل عملية بيت ليد كابوسا يلاحق الصهانية

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك وجزاك كل خير على هذا الموضوع المهم
        القناعة كنز لا يفنى

        تعليق


        • #5
          بارك الله فيك أخوي أبو مصعب عل متابعتنا بهذا الموضوع

          وننتظر جديدك
          القناعة كنز لا يفنى

          تعليق


          • #6
            بارك الله فيكم أخوتي في الله على هذا الإهتمام بهذه المواضيع....
            مما قال أسد الاسلام الشيخ أسامة بن لادن
            كما و أني أطمئن أهلي في فلسطين خاصة بأننا سنوسع جهادنا بإذن الله , ولن نعترف بحدود سايكس بيكو , ولا بالحكام الذين وضعهم الاستعمار , فنحن والله ما نسيناكم بعد أحداث الحادي عشر , وهل ينسى المرء أهله ؟

            تعليق


            • #7
              بارك الله فيك أخي في الله على هذا الإهتمام بهذه المواضيع....
              مما قال أسد الاسلام الشيخ أسامة بن لادن
              كما و أني أطمئن أهلي في فلسطين خاصة بأننا سنوسع جهادنا بإذن الله , ولن نعترف بحدود سايكس بيكو , ولا بالحكام الذين وضعهم الاستعمار , فنحن والله ما نسيناكم بعد أحداث الحادي عشر , وهل ينسى المرء أهله ؟

              تعليق


              • #8
                حرب العصابات 3

                بسم الله الرحمن الرحيم

                علوم عسكرية

                حرب العصابات 3

                بقلم: أبي هاجر عبد العزيز المقرن
                المرحلة الثانية: (التوازن الاستراتيجي النسبي)
                بعد نجاح الحركة في الصمود وبعثرة جهود العدو واستنزافه وتعطيل قدراته، وبعد ثقة الشعب في سلامة منهج المجاهدين وتبين الصورة عندهم، وبعد توافد وتكاثر المتعاونين والجنود حول الجماعة والمجاهدين، سننتقل تلقائياً إلى المرحلة الثانية من مراحل حرب العصابات وهي مرحلة التوازن الاستراتيجي النسبي أو ما يُعرف بـ (سياسة الألف جرح).
                السمات السياسية لهذه المرحلة:
                أ) بالنسبة للعدو: بعد حرب الاستنزاف الطويلة سيشعر عدو الله بأنه من المستحيل القضاء على هذه القوة العسكرية للمجاهدين، لذلك تجد العدو في هذه المرحلة يتجه إلى الحلول السياسية علّه أن يجد المخرج من هذه المواجهة والتي يشعر فيها بأنه سيقضى عليه لا محالة.
                ولكن بسبب الظروف المستحكمة في تلك المرحلة تجد أن الجناح العسكري داخل النظام غالباً ما يقوم بإفشال مخططات الجناح السياسي، وقد يتسبب العسكريون في خسارة وفقدان السياسيين لكل شيء، وسبب ذلك أن العسكريين لا يعترفون بوجود لغةٍ للتخاطب مع المجاهدين إلا لغة الدم فقط، وقد تحدث بعض الانقلابات الداخلية بسبب عناد وغطرسة العسكر، وقد يُقنعُ العسكريونَ الساسةَ بالاستعانة بقواتٍ أجنبيةٍ في هذه المرحلة كما حدث عندما استعان الهالك نجيب في أفغانستان بالشيوعيين الروس.[1]
                ب) بالنسبة للمجاهدين: في ظل هذه السياسة الهوجاء والمتخبطة من قبل العدو، يُدرِك المجاهدون أنهم في طريقهم لإقامة دولة الخلافة الإسلامية، فتجدهم يُصَعّدون من حملتهم السياسية المتوافقة مع الحملة العسكرية بتوضيح معالم الصراع الدائر بينهم وبين العدو الرئيسي من اليهود والنصارى وعملائهم، ويكون من الصعب في هذه الفترة على العملاء إخفاء حقيقة التواجد النصراني اليهودي في بلاد المسلمين وذلك لأن المجاهدين سيكثفون من ضرباتهم لقواعد وأماكن وجود العدو بدرجة لا يبقى معها أي شك في تواجدهم في طول البلاد وعرضها.
                وأيضاً يجب على المجاهدين من مواقعهم المحررة وقواعدهم الإدارية ومراكزهم الإعلامية مواصلة التحريض وكشف ضعف وعجز النظام العميل في القضاء على المجاهدين.
                وأيضاً يجب على المجاهدين في هذه المرحلة إرسال رسائل دبلوماسية من خلال البيانات السياسية أو من خلال لغة الدم والنار إلى كل الحكومات الخارجية التي تقف مع النظام العميل، وتبيين الأمر لهم بأنهم إذا وقفوا مع النظام فإنهم سيكونون هدفاً مشروعاً لضربات المجاهدين، ويجب على المجاهدين مخاطبة الرأي العام لدى تلك الدول بأن حكوماتهم تورطهم في حروب وصراعات لا دخل لهم بها، ومثال ذلك بيانات الشيخ أبي عبد الله أسامة بن لادن حفظه الله والتي يوجه جزءاً منها إلى شعوب مثل: الشعب الياباني، وبعض الشعوب الأخرى.
                السمات العسكرية لهذه المرحلة:
                أ) بالنسبة للعدو: بعد عمل المجاهدين الدؤوب وضرباتهم وصمودهم الطويل الناجح، وتعطيلهم لقدرات النظام وتجنيدهم للكوادر الجديدة يتوقف العدو تقريباً أو يقل عدد حملاته العسكرية في المناطق التي يقوى فيها نفوذ المجاهدين والتي يظهر فيها قوة عباد الله المؤمنين. ويكتفي العدو بالغارات الجوية على تلك المناطق وعلى طُرُق إمداد المجاهدين، ويضطر للانسحاب إلى مناطق أكثر منعةً بالنسبة له، كما حدث هذا في مناطق كثيرةٍ من العالم: بحيث تقتصر عمليات قوات النظام على القصف البعيد بالنسبة للجبال، أما بالنسبة للمدن فستقلّ كثافة العدو في المدن إلتي يقوى فيها المجاهدون وتظهر سيطرتهم على أغلب قطاعاتها، وسيظهر ضعفه البيّن عن صد هجمات المجاهدين المتكررة.
                ب) بالنسبة للمجاهدين: في ظل تصاعد عمليات المجاهدين العسكرية والاستفادة المباشرة من الخبرات المكتسبة أثناء المواجهات أو ما يسمى بالخبرة المعاصرة للحدث، وفي ظل الاستفادة من المناطق التي يقل فيها تواجد النظام أو يكون فيها ضعيفاً: يُشكّل المجاهدون في هذه الحالة قوات نظامية تكون قادرة على بسط الأمن وإحلال النظام في المناطق المحررة وتكون في نفس الوقت قادرةً على مواجهة قوات العدو النظامية، وحينها ستزداد وتتعاظم قوة المجاهدين يوماً بعد يوم.
                القواعد في هذه المرحلة:
                أ) بالنسبة للعدو: كما ذكرنا سيقلّ تواجد العدو في المناطق الوعرة والمناطق التي يتواجد بها المجاهدون.
                ب) بالنسبة للمجاهدين: في هذه المرحلة يتخذ المجاهدون مراكز وقواعد إدارية في المناطق المحررة والتي أصبحت تحت السيطرة الكاملة للمجاهدين، ويقيم المجاهدون فيها معسكراتٍ ومستشفيات ومحاكم شرعية ومحطات بث إذاعية، ومركزاً ومنطلقاً لعملياتهم العسكرية والسياسية.
                المفاوضات في هذه المرحلة:
                بعد هذه الأحداث المتتابعة يحرص العدو كل الحرص على المفاوضات، وذلك من أجل إيقاف العمليات العسكرية للمجاهدين ومحاولة استرداد أنفاسه وقوّته، وفي هذه المرحلة يمكن أن يقبل المجاهدون بالمفاوضات شريطة أن تبقى العمليات العسكرية متواصلة، وتجد أنه إذا بدأت المفاوضات يحاول كل من الطرفين شن حملات عسكرية عنيفة قبل أو بعد أو أثناء المفاوضات وذلك لكي يثبت وجوده وقوته على مائدة المفاوضات وحتى يستطيع أن ينطلق من منطلق قوة أثناء المفاوضات، وبعبارة أخرى يحاول تحقيق انتصارات عسكرية تتحقق بها بالتالي مكاسب سياسية.
                وننصح المجاهدين في هذه المرحلة – إذا كانت لهم السيطرة على أرض الميدان – أن يستمروا في العمليات العسكرية لأنها هي التي تكسر ظهر العدو وتجعله يلبّي طلبات المجاهدين.
                ويُبْحَثْ في هذه المفاوضات – لو حدثت – شروط استسلام العدو (لأن هذا سيحطم معنوياته) إما أن يسلم السلطة أو يسلم السلطة ! وذلك في مقابل إجراء محاكمات مطابقة لشرع الله.
                ويلاحظ أن العدو قد يعرض على المجاهدين في هذه المرحلة المشاركة في السلطة (كما حدث في اليمن وكما حدث مؤخراً في السودان بين البشير وقرنق) وهذا الأمر مرفوضٌ جملةً وتفصيلاً فلا بد أن يكون الدين كله لله.
                المرحلة الثالثة: (مرحلة الحسم)
                هذه المرحلة هي مرحلة الهجوم النهائي والقضاء على العدو بإذن الله وعونه.
                السمات السياسية لهذه المرحلة:
                أ) بالنسبة للعدو: تعتبر هذه المرحلة بالنسبة للعدو مرحلةً حرجةً للغاية، وهي مرحلة النهاية بالنسبة له، فالنظام الآن يحتضر ويمر بعملية انهيار سياسي واقتصادي وعملية انقسامات داخلية، ويكون هناك صراعات داخلية بين العسكريين والسياسيين، وتلاوم فيما بينهم، أو تحدث صراعات بين القوى السياسيّة المختلفة (المعتدلة والمتشددة).
                وأيضاً قد تحدث في هذه المرحلة انقلابات عسكرية للأسباب السابق ذكرها، ويكون هذا الانهيار رغم المساعدات الكبيرة الخارجية التي تزداد يوماً بعد يوم، كما حدث من دعم الحكومة الفرنسية والحكومة السعودية للحكومة الجزائرية عندما كادت تسقط بسبب ضربات المجاهدين، وكذلك ما حدث للأنظمة السابقة في فيتنام وغيرها. أو تجد أن هذا النظام لا يمكنه أن يقوم بـدون دعم خارجي وتقديم مساعدات مستمرة ومتواصلة وهذا هو حال حكوماتنا العربية الحالية علماً أن أكثرها لم تقم عنده حركة تغيير أو مقاومة مسلحة.
                ب) بالنسبة للمجاهدين: في هذه المرحلة تكثر حالات الهروب والعصيان من قبل أفراد القطاعات العسكرية والقطاعات الإدارية للعدو، وعلى المجاهدين أن يستفيدوا قدر المستطاع من الفارين، ويعيدوا ترتيبهم ويستفيدوا منهم (مع الحذر من الجواسيس والمدسوسين)، وفي هذه المرحلة يُكثّفُ المجاهدون من الاتصال بالمجاهدين المتواجدين خارج منطقة الصراع والاستفادة منهم في نشر هذا الفكر في جميع الأقطار.
                وإذا استتب الأمر للمجاهدين فيقومون بمواصلة الجهاد وتحرير سائر بلاد المسلمين من تسلط واحتلال اليهود والنصارى ومن ثم القيام بإرجاع تلك الفريضة الغائبة: جهاد الطلب.
                السمات العسكرية لهذه المرحلة:
                أ) بالنسبة للعدو: في هذه المرحلة سينحسر نفوذ العدو ويتقلّص بصورةٍ كبيرةٍ جداً عن معظم الأرياف والجبال والمناطق الوعرة والشاسعة، لأنه عندما يُكثّف المجاهدون عملياتهم على العديد من تلك المناطق تجد العدو ينسحب ويتراجع إلى المدن الرئيسية ويقوم بقلبها إلي حاميات عسكرية ضخمة، وهذا أمر ملاحظ في كثير من الجبهات التي مرت على مدار التاريخ فعلى سبيل المثال ما حدث في أفغانستان وقت حكم نجيب عندما تصاعدت ضربات المجاهدين وسيطرتهم على الكثير من المناطق اضطر العدو إلى الانحسار إلى المدن الكبرى.
                ويحاول العدو جاهداً الإبقاء على طرق الاتصال بينه وبين بقية المدن، وأن يبقي الطرق الرئيسية بينه وبين الدول المجاورة سالكة وهذا أيضاً ما فعلته الحكومة الأفغانية حتى أن أكثر الدعم والإمدادات كانت تقدم بواسطة الطيران بسبب سيطرة المجاهدين على الطرق البرية وتهديدهم الدائم لها، لذا يجب على المجاهدين ألا يسمحوا له بذلك.
                وأيضاً في هذه المرحلة ستتوقف عمليات الهجوم البري على قواعد المجاهدين وتبقى العمليات الجوية أو القصف البعيد المدى.
                ب) بالنسبة للمجاهدين: بالنسبة للمجاهدين تعتبر هذه المرحلة مرحلة فتوحات ونصر، فالمجاهدون استطاعوا في المرحلة السابقة وهي مرحلة التوازن أن يشكلوا قوات شبه نظامية تتحول بالتدريج إلى قوات نظامية ذات تشكيلات عصرية (وأقصد بعصرية أنها تكون على علم ودراية بالحرب النظامية وتشكيلات الجيوش وعملها داخل الميدان وليس السير معهم في تلك الأنظمة والمحاكمات العسكرية والتشبه بالغرب الكافر في الأمور إلتي لا تخفى على الكثيرين)، ولكن يجب على المجاهدين أن يبقوا على رجال العصابات (المغاوير – الثوار).
                وبواسطة هذه القوات النظامية للمجاهدين يبدأ المجاهدون بمهاجمة المدن الصغرى واستغلال الفتوحات والانتصارات إعلامياً لرفع الروح المعنوية للمجاهدين وللشعب عموماً وتحطيم معنويات العدو.
                والسبب في استقصاد المجاهدين للمدن الصغرى أن جنود العدو حينما يرون تساقط المدن بهذه السهولة في أيدي المجاهدين ستتحطم معنوياتهم ويوقنون بأنه لا قبل لهم بالمجاهدين (كما حدث في أفغانستان، سقطت خوست ثم قرديز بيد المجاهدين ثم تتابعت المدن تلو الأخرى حتى سقطت بعد ذلك كابل).
                ملحوظة: الجيش في هذه الحالة لن يقاتل، وقادته سيفاوضون المجاهدين حول رقابهم، ويجب التنبيه هنا إلى أن القواعد الرئيسية في الجبال لا بد أن تكون فيها حامية قوية، وألا يغتر المجاهدون بالفتوحات فيتخلّون عن قواعدهم الحصينة، وذلك لئلا يقوم العدو باستغلال خلو هذه القواعد من المجاهدين وعمل إنزال خلفي، ولهذا السبب ذكرنا سابقاً أنه على المجاهدين أن يبقوا على رجال العصابات دائماً على أهبة الاستعداد.
                القواعد في هذه المرحلة:
                بالنسبة للعدو: يبدأ العدو بالانسحاب من القواعد الموجودة في الأرياف والجبال والمناطق التي يقوى فيها المجاهدون وتكثر فيها عملياتهم ويضطر العدو إلى التحصن في المدن الرئيسية وجعلها قواعد محصنه وحاميات ضخمة.
                بالنسبة للمجاهدين: فستكون قواعدهم في المناطق المحررة في المدن الصغرى والأرياف مع الإبقاء على قواعدهم الخلفية وحمايتها ووضعهم فيها المعسكرات والمستشفيات والإدارات المختلفة.
                المفاوضات في هذه المرحلة:
                تتوقف كل المفاوضات مع العدو، ويُهدّد أفراده بضرورة تسليم أنفسهم، وتقام المحاكم الشرعية لمحاكمة كل المارقين الخارجين عن الدين محاكمةً شرعية عادلة.
                بعد أن عرفنا معنى حرب العصابات وغايات وأهداف حرب العصابات ومراحل حرب العصابات يبقى لدينا أمور مهمة وشروط أساسية لشن حرب عصابات ناجحة وموفقة.
                الشروط الأساسية لقيام حرب عصابات ناجحة
                أولاً: نخبة قيادية متجانسة عقلاً وروحاً وفكراً ومنهجاً وبالطبع عقيدةً، وتكون القيادة هي الجامع والصائغ والمنفذ، الجامع: أي أن القيادة تكون هي الجامع لكل الكوادر والجهود والقدرات والخبرات التي تمتلكها الحركة تحت مظلة واحدة، والصائغ: أي الذي يصوغ استراتيجية العمل والحركة وينظم هذه الكوادر والمكتسبات ويضعها في أماكنها الصحيحة، والمنفّذ بحيث تكون عندها القدرة على اتخاذ خطوات عملية جريئة لتنفيذ مخططاتها وأفكارها، والقادة يكونون من أهل الخبرة والمعرفة والدراية والعلم وخشية الله جل وعلا (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف)، لذلك تجد أن هذه الجماعة ستسير بإذن الله على خطوات النجاح إذا أحسنت اختيار القادة، والعقيدة الواحدةُ شرطٌ رئيسي لمجموعة القيادة والحركة ككل، فكم من مجموعات متحدة سرعان ما تختلف وتفترق، ومن الأمثلة على القيادة الناجحة: محمدٌ صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، وفي زماننا هذا الشيخ أبو عبد الله والدكتور أيمن حفظهما الله من كيد الأعداء.
                ثانياً: ظروف مواتية: وهي تلك الأوضاع والأحداث والتيارات القائمة في منطقة الصراع أو منطقة نشوء الحركة الجهادية، أو ما حدث فيها قبلاً، فمثلاً لديك داخل هذه المنطقة أوضاع وأحداث مستجدة يوماً بعد يوم فيجب عليك أن تنظر في هذه الظروف والأوضاع وتستغل أفضل فترة فيها لقيام حركتك الجهادية، ونذكر كمثال على هذه النقطة ما حدث في الجزائر بعدما فازت الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الانتخابات وأُلغيت نتائجها بعد ذلك وتدخل الجيش وفرض سيطرته على البلاد، فحدث من جراء ذلك حالة من الهيجان الشعبي، وتعاطف الشعب بكافة قطاعاته مع الجبهة حيث أنها في نظر العامة مسلوبٌ حقها ولها الحق في الحكم، فاستغل المجاهدون من الجماعة الإسلامية والجبهة هذه الظروف في استقطاب المتعاونين والقيام بالعمل المسلح (مع العلم أن ما قامت به الجبهة لا يصح شرعاً وأن البرلمانات والمجالس الانتخابية كلها أحكام لم ينزل الله بها من سلطان ولا يجوز الدخول فيها كما قال الله جل وعلا (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً)، وكذلك الحال في الجزيرة العربية، فإنها لم تكن مهيئةً قبل عشر سنوات للعمل العسكري، ولكن استجدت مستجدات في المنطقة وتوالت الأحداث ابتداءً من تفجير العليا المبارك في عام 1416 هـ ومروراً بإسقاط أبراج أمريكا وتدميرها، وانتهاءً باغتصاب ونهب الثروات واستغلالها من قبل الأمريكان وانطلاقهم من أرض الجزيرة لضرب إخواننا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها في ظل تسهيلات خَدَمِهِم من آل سلول، وقبل ذلك تبديل الشرائع والحكم بغير ما أنزل الله وتوالي الأحداث والمتغيرات حتى أصبح المناخ جاهزاً تماماً لقيام الحركة الجهادية في أرض محمد صلى الله عليه وسلم.
                لذلك على أي حركة ناشئة أو أي جماعة تريد القيام بحرب عصابات ناجحة الانتباه إلى أمر العامة والشعب والقيام بحقوقهم ومتطلباتهم والعيش معهم ومقاسمتهم أحزانهم وأفراحهم فإذا وصلت الحركة إلى هذا المستوى فسيتحقق لها القبول لدى الناس وهو ما نسميه بالاستجابة الشعبية.
                ويجب أن يتنبّه المجاهدون إلى أن أغلب الناس منشغلون بالحياة الدنيا ويلهثون خلف لقمة العيش، وإذا عُلِمَ هذا فليتيقّن المجاهدون من أنهم لن يحصلوا على ظروف تأييدٍ كبيرة إلا أن يشاء الله، والعمدةُ عندنا في هذا الباب (لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم)، ويجب على المجاهدين أن يخلقوا هذه الظروف، وذلك بقيامهم بالعمليات النوعية (مثل الحادي عشر من سبتمبر) واجتهادهم في العمل الإعلامي المنظّم.
                ويجب قبل ذلك كله أن تقوم القيادة بدراسة الأوضاع والظروف والمتغيرات والتيارات الموجودة في المنطقة دراسةً وافية، والتحديد بعد ذلك: هل حان وقت العمل وبدء حرب عصابات ناجحة أم لا؟
                ولابد من النظر إلى جميع المسائل بعين الاعتبار، فالمجاهدون يقاتلون للأمة جميعها حفاظاً على دينها ومقدساتها ودماء أبناءها وأعراضهم وأموالهم وأرضهم ودفعاً للظلم والعدوان عليها، فيجب – والحالة هذه – أن يهتم المجاهدون بجميع الجزئيات التي يمكن أن تؤثر في مسيرة العمل سلبياً، ولا بأس من تأخير العمل إن كان هناك مصلحة حقيقية في تأخيره حتى اكتمال الشروط والتجهيزات والظروف المواتية، ولكن بشرط الاجتهاد والمثابرة في الإعداد وتهيئة وخلق المناخ المناسب واستكمال باقي الشروط والمتطلبات لقيام حرب عصابات ناجحة.
                الاستجابة الشعبية:
                ويقصد بالاستجابة الشعبية: قيام حالةٍ نفسية وتَكَوّنُ قناعة لدى غالبية المواطنين وقبول لمبدأ العمل الجهادي والعمليات العسكرية وطرد الغزاة، والمساهمة بالأموال والأنفس ومد يد الدعم والعون وسد العجز والثغرات، وفي الغالب أن هذه الاستجابة لا تتولد إلا لدى شعب مقهورٍ مغلوبٍ على أمره، ولذلك لا بد أن يقوم المجاهدون برفع الظلم عن المظلومين، واسترداد حقوقهم.
                أقسام الاستجابة الشعبية:
                سلبية: وتكون عندما يمتنع الأفراد والجماعات أو بعضهم عن المشاركة في تحمل الأخطار والأعباء والابتلاءات بصورةٍ كافية، فتجد أن لديه خوفاً وتردداً في العمل والإقدام، ولكنه مع ذلك يقدم دعماً مادياً ولوجستياً، فتجد أفراد هذا النوع يقدمون الأموال والطعام والمعلومات للمجاهدين، ومثل هذا النوع كثيرٌ في مجتمعاتنا الإسلامية بحمد الله، ويكون هؤلاء قريبين جداً من الدخول في التنظيم، فما على التنظيم الناجح إلا تحريضهم فقط لنقلهم إلى الاستجابة الإيجابية، ولن تستطيع الجماعة فعل ذلك إلا إذا أثبتت لهم قدرتها على حسن إدارة الأمور وضبطها.
                إيجابية: وهي التي يقوم فيها المتعاونون بتقديم المتطوعين للقتال وتقديم النصرة للمجاهدين بالنفس والمال والمعلومات الاستخبارية الحساسة والمأوى والطعام والشراب، ولسان حالهم: (نحن معكم قلباً وقالباً)، وهذه الاستجابة غالباً ما تتكوّن بعد كل عملية ناجحة للمجاهدين، وتجد هؤلاء المستجيبين يخضعون للقيادة الجهادية ويسمعون ويطيعون، وهم يتحملون جزءاً كبيراً من المخاطر والأعباء والابتلاءات.
                ثالثاً: وسائط العمل بالقوة (العدة والعتاد)
                لا جهاد دون قوة، ولا حرب دون مصادر تضمن تدفق واستمرار هذه القوة، ولا جهاد دون تعاظمٍ لهذه القوة وزيادةٍ لها، فلا بد من قوة بشرية وقوة عسكرية، فإذا كان لدينا شباب بدون سلاح فلا فائدة إلا أن يشاء الله، وكذلك لا بد للسلاح إذا وُجِدَ من حَمَلَة، فلا فائدة للسلاح دون من يستعمله بقوة ومهارةٍ وفن، هذا بالإضافة إلى مكارم الأخلاق وسمو النفس والعلم الشرعي، فهي السلاح الفعال أولاً وآخراً، والمجاهد بدون علم شرعي سيتحول إلى قاطع طريق.
                وأمر الإعداد وأخذ العدة والعتاد يكون على قدر الاستطاعة والجهد (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ)، وفي هذا ردٌ على المخذّلين والمرجفين، فنحن نعد ما استطعنا ونبدأ باسم الله وعلى بركة الله.
                ويجب على القيادة توفير القوة العسكرية وتوزيعها على القوة البشرية ومن ثم توزيع القوة البشرية توزيعاً صحيحاً والبدء على بركة الله.
                ولابد أن تسعى القيادة إلى توزيع المجموعات والخلايا بأعداد قليلة وصغيرة، فلا يزيد عدد أفراد الخلية الواحدة غالباً عن أربعة إلى ستة أفراد، والأمر حسب المستطاع وهو لتقليل حجم الخسائر وزيادة مرونة التنظيم.
                لذلك على القيادة توزيع مخازن ومستودعات الذخيرة والسلاح في أماكن متفرقة على حسب توزيع الخلايا والمجموعات، بحيث إذا أمكن أن تكون كل خلية مسؤولة عن مستودعها وذخيرتها، حتى إذا حصل ضرر أو ضربة لا سمح الله تكون مقتصرةً على هذه الخلية أو المجموعة، أو أن تقوم القيادة بزيادة مجموعات الدعم والتجهيز، بحيث تكون في المنطقة عدة خلايا تجهيز، ويشترط في هذه الحالة عدم معرفة وارتباط الخلايا ببعضها البعض، حتى تضمن الجماعة والتنظيم الاستمرارية في العمل.
                ويجب على القيادة الناجحة أن تقوم بتأصيل الفكر الجهادي بين المجموعات الجهادية، وتوضيح المنهج والمعتقد لدى أفراد الخلايا، وذلك لأسباب منها:
                1- سلامة الفكر والمعتقد.
                2- قوة الوحدة.
                3- لو قُتلت القيادة أو أُسِرَت فسيحمل المشعل مَنْ بعدها بدون مشاكل بإذن الله.
                وعلى القيادة أن تقوم بجعل هذه القوات والمجموعات العسكرية قواتٍ معجونةً بالدماء والأشلاء والعرق، فالمقاتل منهم لا يخاف إلا الله ولا يخشى سواه، ويضحي بكل ما لديه في سبيل إعلاء كلمة الله، حريصٌ على إغاظةِ أعداء الله، مؤمنٌ بنصر الله متحققٌ من وعده، معروف بنبله وأخلاقه العالية وولائه للمؤمنين (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ) وكل هذه الأمور والصفات الحميدة تتولد مع الوقت والمعارك، والشدائد تُظهر الرجال، ولا بد أن تكون هذه القوات متحليةً بالأخلاق العالية والسلوكيات الحسنة، فالمجاهد لابد أن يكون نبراساً ينير الطريق للناس، وقدوةً لمن يأتي بعده من إخوانه، وعليه أن يحذر من أن ينطبق عليه قول الله تعالى: (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ).
                وبغير هذه الأمور لن يستقيم أمر الجماعات الإسلامية، وهذه الأمور الأخيرة هي العدة والعتاد على الحقيقة.
                وفي العدد القادم سنكمل معاً بإذن الله الشروط الأساسية لقيام حرب عصابات ناجحة.
                --------------------------------------------------------------------------------
                [1] ولعل المتابع الآن لحال المنطقة العربية وعمل الحكومات العملية المرتدة وخاصةً إلتي يوجد فيها حركة تغيير وقتال لتلك الحكومات الكافرة يرى التخبط الذي تسير فيه، فمرةً تجدها تسير حسب سمات المرحلة الأولى لحرب العصابات وتارةً تنتقل إلى سمات المرحلة الثانية ثم الثالثة وهكذا، ومن أظهر الأدلة على هذا الكلام مثلاً ما تشاهده اليوم من بعض الخونة من استنجادهم ببعض المرتزقة والجنود المأجورين علماً أن الحركة مازالت في بداية نشأتها، وأيضاً ما تراه من بعضهم عندما قال إذا انسحبت أمريكا وتخلت عنا في مواجهة الإرهاب فإننا غير مسولين عما يحدث آن ذاك. لذلك وجب التنبيه على أن هذه السمات ليست قوالب جامدة أو أمور منزلة بل هي خاضعة للمتغيرات الموجودة في المنطقة.
                مما قال أسد الاسلام الشيخ أسامة بن لادن
                كما و أني أطمئن أهلي في فلسطين خاصة بأننا سنوسع جهادنا بإذن الله , ولن نعترف بحدود سايكس بيكو , ولا بالحكام الذين وضعهم الاستعمار , فنحن والله ما نسيناكم بعد أحداث الحادي عشر , وهل ينسى المرء أهله ؟

                تعليق


                • #9
                  حرب العصابات 4

                  بسم الله الرحمن الرحيم

                  علوم عسكرية

                  حرب العصابات 4

                  بقلم: أبي هاجر عبد العزيز المقرن
                  أخي الحبيب بعد أن تكلمنا في الدرس السابق عن المرحلة الثانية وسماتها العسكرية والسياسية بالنسبة للعدو والمجاهدين وقواعد تلك المرحلة وتحدثنا عن المرحلة الثالثة وسماتها العسكرية والسياسية بالنسبة للعدو والمجاهدين وقواعد تلك المرحلة ومن بعد ذلك حديثنا عن الشروط الأساسية لقيام حرب عصابات ناجحة وتعرفنا على ثلاثة شروط رئيسية وهي: النخبة القيادية المتجانسة عقلاً وروحاً وفكراً ومنهجاً ومن ثم الظروف المواتية ومن بعدها وسائط العمل بالقوة وفي هذا العدد نكمل معاً الشرط الرابع والأخير وهو:
                  رابعاً: المعرفة بفنون الحرب النظامية وغير النظامية
                  بالنسبة للقيادة والقواعد الأساسية الخاصة بالعمل:
                  الأمر الأول: القيادة والقواعد الأساسية: من المتطلبات الأساسية لدى القيادة القدرة على الاختراع والابتكار والاستعداد النفسي لما هو أسوأ، ولابد أن تهيئ نفسها دائماً لتحمل الأخطار والتصدي لها، ولا بد لها أن يكون لديها قدرة على تنويع فنون القتال وأساليبه ووسائطه حسب الظروف والتضاريس الجغرافية الموجودة في المنطقة أقصد منطقة الصراع.
                  مثال ذلك (قيام حركة جهادية في أرض يغلب عليها الطابع الصحراوي، فيجب على هذه الحركة استغلال المدن بشكل جيد وتفعيل العمل بداخلها فيكون العمل العسكري في المدن من دون اللجوء إلى نشر قوات غابات وأحراش بسبب عدم وجودها في أرض الصراع).
                  ولابد للحركة أن تؤقلم نفسها على الظروف الجغرافية الممكنة فتضرب في الجبال كما تضرب في السهول والمدن والسواحل، كلٌ له أسلوبه وطريقته وتكتيكه، وتجد أن التاريخ مملوء بأمثلة على ثورات شعبية على حكامٍ ظلمةٍ طغاة، إلا أنه وللأسف الشديد لتكرار محاولات الفشل وتأزم الأوضاع تجد أن هناك حالة من التخبط واليأس لدى أفراد الأمة، وسبب ذلك عدم وجود قيادة عارفة بفنون الحرب النظامية وغير النظامية، وغير قادرة على الضبط والربط، ولقد تحسنت القيادات على مدى التاريخ، ونلخص تحسنها في مظاهر محددة:
                  1- التقييم الصحيح للموقف.
                  2- التقدير السليم للمواقف العامة والخاصة (القراءة الصحيحة للوضع الداخلي والخارجي).
                  3- إنشاء أجهزة وإدارات منتجة وفعّالة، فتجد أن القيادة خلية عمل بذاتها.
                  4- وضع عقيدة سياسية عامة جامعة للتنظيم ((وضع خطوط عريضة يسير عليها التنظيم)).
                  5- دراسة الأعمال وتنظيمها وتقسيم الأدوار والوظائف.
                  وفي الجملة فإن على القيادة توفير الأمور التالية للقيام بحرب عصابات ناجحة:
                  1- الدعوة والدعاة: الدعوة لهذا المنهج بوضوح ومخاطبة جميع شرائح المجتمع، والدعاة لهذا المنهج، وتفعيل هؤلاء الدعاة والاستفادة من تأثيرهم على طبقات المجتمع المختلفة والمنهجُ في ذلك هو الكتابُ والسنة، فلا بد لك من دعوة العلماء وأهل العلم الصادقين.
                  2- رسل ومراسلات: وهي على حسب الحالة والوضع الأمني، فلا بد من قيام الحركة بإرسال الرسل قبل قيام الحرب، حتى تستطيع الحركة أن تحدد من هو في صفها أو ضدها أو مخالفها، وقد تكون هذه الرسل والمراسلات بطرق مختلفة، وقد تكون عن طريق التلميح لا التصريح وذلك مراعاةً لوضعك الأمني ولعدم حرق أوراقك.
                  وقد تكون المراسلات للعدو لجس نبضه، وكلٌ له طريقةٌ وأسلوب.
                  3- جمع الأموال وحفظها وتدبيرها وحسابها: إن أي حركة جهادية في العالم لها عصبٌ وعَضَلٌ وعَظْمْ، العضل هو القيادة والكوادر والخبرات، والعظم هو المجاهدون حَمَلَةُ السلاح، والمال هو عصب الجهاد، لذلك تجد أن الجهاد يأكل المال أكلاً رهيباً، فلا بد قبل عمل أي عمل جهادي أو قيام حركة تغيير من جمعٍ للأموال وحفظٍ لها وتدبيرٍ جيّدٍ لمواردها، وجعلها تدور بشكل منتظم بحيث تسد حاجة التنظيم في الأيام القادمة، لأن العدو في المرحلة الأولى من حرب العصابات (مرحلة الاستنزاف) سيحاول بكل جهده وكل قوته أن يقطع موارد هذه الأموال، وسيشن حملة قوية لتجفيف منابع الأموال وتجميد الأرصدة.
                  4- قواعد ومراكز ومستودعات في جميع المناطق (القواعد لا تقتصر على الجبال فقط، فالقاعدة هي أي مكان آمن يكمن ويتحرك منه المجاهدون، ولا بد من مخازن ومستودعات تستفيد منها الحركة).
                  5- التفتيش عن الأنصار والمتعاونين: على القيادة الناجحة الفذة البحث عن أنصار ومتعاونين باستمرار.
                  6- تنظيم وحدات حماية وردع: هدفها حماية الدين والعرض واستئصال رؤوس الشر والفساد الذين يفسدون في البلاد، أمثال المرتدين الذين يسبون الله ورسوله، أو الذين يستهزءون بدين رب العالمين، أو الضباط المرتدين الذين يجاهرون بحرب الله ورسوله، فلا بد من استئصالهم لردع غيرهم، ولتعلم الأمة أن يوم الظالم قريب.
                  ملحوظة مهمة: بسبب الأوضاع المتدهورة والأحوال العصيبة وعدم اتضاح الصورة وحقيقة الصراع أمام العامة يجب أن تتفادى الحركات المبتدئة العملاء عبيد الصليبيين وتبدأ باليهود والصليبيين وتضع الأمة أمام عدوها الخارجي الذي اغتصب الأرض وبدّل الشرائع، فالأمة دائماً تتحد حول العدو الخارجي، ويحاول المجاهدون في نفس الوقت تعرية هؤلاء العملاء واستخدام الجهاز الإعلامي للمجاهدين في سبيل تحقيق هذا الغرض، ولتعلم الأمة من هو عدوها الحقيقي.
                  7- تنظيم الدعاية والإعلام داخلياً وخارجياً وتكوين جهازٍ إعلامي متكامل قادر على إيصال صوت المجاهدين داخلياً وخارجياً.
                  8- وهو مهم جداً: إيجاد جهاز استخباراتي إسلامي، تكون له مسألة النظر في تجنيد الأفراد وحماية التنظيم من الاختراق، ويضع الخطط الأمنية للأفراد والقيادات والمنشآت.
                  9- إنشاء معسكرات ومراكز للتدريب، والقصد منه تدريب الخلايا عملياً، والوصول بهم إلى مرحلة التطبيق.
                  الأمر الثاني من هذا المحور (المعرفة بفنون الحرب النظامية وغير النظامية):
                  و هو المنهج السياسي في المسيرة الجهادية: لدينا محوران أساسيان في أي حرب سياسية:
                  1- محور لا يقبل النقاش أو أنصاف الحلول وهو العقيدة فلا نقاش ولا تحاور في الأصول.
                  2- محور يتكيف حسب الأحوال والظروف، وفي الغالب هي العمليات العسكرية المستخدمة ضد الخصم وكمثالٍ عليها عمليات خطف الرهائن والمفاوضات التي تُجرى عليهم، فمثل هذا النوع من الأمور يقبل أنصاف الحلول، فهي عسكرية لأجل الحصول على مطالب معينة - سياسيةً كانت أو اقتصادية - ، وهي أيضاً لتوجيه رسائل دبلوماسية إلى جهات شتى ومختلفة.
                  الأمر الثالث: على القيادة الاستفادة من القدرات والطاقات والكوادر وتفعيلهم وتدريبهم على أساسيات وتشكيلات الحروب النظامية.
                  يجب على القيادة أن تعرف العدو الذي تقاتله، لأن العدو له تحركات وله مفاصل حساسة يتحرك من خلالها، ولأن الجيوش النظامية عندما تتحرك تتحرك بتشكيلات معينة وسُلّمٍ إداريٍّ معين، فلا بد للقيادة أن تعرف أسلوب العدو وحركة العدو حتى تستطيع ضربه، وكما هو معلوم لدى العارفين أن الجيوش تأخذ في تقسيمها إما التقسيم الغربي أو التقسيم الشرقي، وللجيش عدة تقسيمات من أصغرها الجماعة وتتكون من (9- 12) فرد، وبعد ذلك يأتي الفصيل ويتكون من ثلاث جماعات أو أكثر، ثم بعد ذلك السَرِيّة، والسرية ثلاث فصائل ويتراوح عددها ما بين (100- 150)، بعد ذلك تأتي الكتيبة وتتكون من ثلاث إلى أربع سرايا، بعد الكتيبة يأتي اللواء ويتكون من ثلاث إلى أربع كتائب، وبعد اللواء تأتي الفرقة وتتكون من ثلاث إلى أربع ألويه، وبعد الفرقة يأتي الفيلق ويتكون من ثلاث إلى أربع فرق، ثم بعد ذلك يأتي الجيش ويتكون في الغالب من ثلاث إلى أربع فيالق، ولهذه التقسيمات أسماء مختلفة من جيشٍ إلى آخر.
                  والجيوش تتكون من ثلاثة أركان وهي: (البرية - البحرية - الجوية).
                  وفي الغالب تجد أن هناك دعماً متبادلاً بين هذه الأركان الثلاثة، فعلى سبيل المثال: كتيبة برية تجدها مدعّمة بقوات بحرية أو بقوات دفاع جوي وهكذا، لذلك على القيادة الإلمام بهذا العلم ودراسته والوقوف على أي علم جديد أو ابتكار في مثل هذه العلوم، وتدريب الأفراد على هذا العلم.
                  وبهذا نكون قد انتهينا من الشروط الأساسية لقيام حرب عصابات ناجحة، ونبدأ بعدها بدراسة أقسام قوات العصابات.
                  أقسام قوات العصابات:
                  1- قوات الجبال.
                  2- قوات المدن ((جماعة العمل السري)).
                  3- المتعاونين.
                  مما قال أسد الاسلام الشيخ أسامة بن لادن
                  كما و أني أطمئن أهلي في فلسطين خاصة بأننا سنوسع جهادنا بإذن الله , ولن نعترف بحدود سايكس بيكو , ولا بالحكام الذين وضعهم الاستعمار , فنحن والله ما نسيناكم بعد أحداث الحادي عشر , وهل ينسى المرء أهله ؟

                  تعليق

                  يعمل...
                  X