إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رثاء الجرح في حضرة الذكرى / إلى المعلم فتحي الشقاقي .. بقلم أبو مالك الشمال

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رثاء الجرح في حضرة الذكرى / إلى المعلم فتحي الشقاقي .. بقلم أبو مالك الشمال


    تزورنا ذكراك يا سيد الذكرى، لتؤرقنا في حضرة غيابك وتنكأ في أعماقنا جرحاً لا يفارقنا، ونضع الملح لنوقظ الجرح في طريق العابرين إليك، وينضح الدم من مسقط الرصاصة فيك، حتى يبقى حياً هذا الجرح، حتى يطلع الصبح في يوم الفرح والشهادة.

    في حضرة ذكراك التي لا تشبه إلا نفسها، نأتيك مُحمّلين بالسلام عليك، لترى فينا زرعك الذي نخبأه إلى يوم الحصاد في تشرين، إلى السادس والعشرين، يوم أن نجدد انتماءنا إليك واقفين بين يديك، نحمل ميراثك الذين ورثناه وفكرك الذي عشقناه، ودمك الذي حملناه ديّناً يُحرّضنا للقصاص!.

    كان تشرين على موعد ليحضنك ساعة ازدهارك بالرصاصة الغادرة، التي جاءتك من زمن أُحد، لنبكي على حمزة من جديد ويفرح أكلة الأكباد بسقوطك على رصيف مالطا، لتعود في موسم الدم حيث يتزاحم العشاق نحو صلاة الشهادة في محرابك، ونستظل بوردة الوجع ونسقيها من دم الشمس، ونحرسها بأشلائنا الموزعة في خارطة الوطن، إلى أن تزورنا فنقطفها لك بكامل نضوجها الأرجواني، بأجمل عطر نُزين به كل المواسم.

    مصابك فينا يا أبا إبراهيم لا يعزيه دمع ولا رثاء، ولا يواسيه شوق ولا دماء، فأنت وجعنا الأبدي المسكون في الذاكرة، خُلقت لنا جرحاً، وخُلقنا لك ملحاً، وهذا الجرح المُملّح ينتفض لك، من ثناياه صوت الحالمين، يا من عشت أكثر مما كنت تتصور، يا من زهدت في كل شيىء إلا الشهادة، دُلّنا عليك حتى نشتهي الموت، ونذهب إليه وحدنا إلا من الأُنس به، يا من أتيت من زمن لم يأت إلا حين أتيت، وحين رحلت لم يُطق البقاء، يا معشوقنا الجميل، نحن لا نبكي عليك، بل نشكي إليك أرواحاً تنتظر الإذن بالخروج من لائحة الحبر إلى لائحة الدم.

    يا نبي الفكرة ورسول الثورة، في ظل غيابك المفجع ورحيلك الموجع، بقيت فينا سيداً لا يُعوّض مكانك أحد، لقد صنعت فأبدعت، وأنجزت فأعجزت، ورحلت فأتعبت، يا من رسمت معالم المعجزة من سورة الإسراء إلى فلسطين، يا من قلت: "لا تصدقوني إلا إذا رأيتموني شهيداً"، فهل كذبّناك يا سيدي طرفة عين حتى تُقرن صدقك بالموت، وأنت الذي قلت صدقاً وما كذبت.

    نلملم الجرح من جديد شوقاً وحنين، وننثره في كل حين، على محطات الوجع التي نقف عليها بانتظارك، فنحن أبناؤك الذين جاؤوا في غيابك، رغم ذلك نُشبهك ولا نتشبه بغيرك، نحن أيتامك الذين نبحث عنك في كل يوم، نراك في أحلامنا وخبز أيامنا، تقطف الشمس من ليالينا وتعيدها كل صباح على وتر الجراح، نأتيك اليوم بجرحك وفي ثناياه دمع لا شاطىء له، فأي جرح ذلك الذي ينزف ولا يتوقف، إنه الجرح الذي يسقط بيد الله، يكبر فينا ويُخضّب كل الوجوه بأحمر الشهادة.

    عذراً يا سيد الشهداء ويا شهيد السادة، لأني لا أُحسن الرثاء إلا فيك ولا أمدحك، لأني أخجل ألا أوفّيك، فيا أول الأمناء واّخرهم، ويا أجمل الشهداء وأروعهم، لك من أرواحنا بيعة، ومن دمائنا سلعة، ومن رجالنا طليعة، لا تغادر ساحة العشاق، ولا ترضى بغير القتل عادة وسعادة، نحن هنا يا حكاية عشقنا ويا رواية شوقنا، نقتبس منك الطهارة في زمن الإختزال، لنواصل الرحلة معبئين بالفكر المعطر والوجع، نقرأ وصيتك ونصلي صلاتك من وضوء الدم، ونقرأ في كتاب الخلود "والشهداء لهم أجرهم ونورهم"، ونموت على ما مُت عليه ولا نعود من بعدك كفاراً.

    يا اّخر نزف من شرايين طَهُرت، واّخر نبض من قلوب نَبضت، واّخر طلقة في جعبة الشهداء، يا من رفضت العواصم أن تمنحك النوم خشية أن توقظ السكارى من ليل العرب، وتعيد للحيارى وجهة الحق، يا طائر تشرين المسافر تحمل الوصايا من فلسطين إلى الأمة ومن الأمة إلى فلسطين، أقبل علينا هنا الذكرى في انتظار النشيد، هنا مئذنة الجنة تؤذن للشهيد، هنا الوعد بانتظار الانتصار.

    قبل أن نغادرك، نقول لك انتظرنا قليلاً يا شهيد الغربة ويا غريب الشهادة، لن نتأخر عليك ونحن المشتاقون لنأوي إلى عينيك، ليس سوى الموت الجميل يمنعنا منك، حتى ترانا ونراك، فأبشر بنا شهداء بألون من دم وأكوام من الأشلاء، فرحين بك كما أنت، حين رأيتنا نواجه الموت من أجل الحياة، فتجهز لاستقبالنا، ونعاهدك عهداً لم نعاهد به أحداً قبلك، بأن نبقى خير ما تركت من إرث، وأجمل ما صنعت من رجال، وأطهر ما أبدعت من فكرة.

    لن تموت يا أبا إبراهيم وستبقى الذكرى
    يا جرح تفتح يا جرح يا أهلي هاتوا الملح
    سلام إليك، سلام عليك، سلام منك إلينا وعلينا

    وكتب / السادس من تشرين 2012


    تركت فيكم حروفاَ، أعيدوا بها رسم الحكاية، ولا تذكروني

  • #2
    رد: رثاء الجرح في حضرة الذكرى / إلى المعلم فتحي الشقاقي .. بقلم أبو مالك الشم


    لملم جراحنا المكلومة يا تشرين وامسح عنا دماء أُهرقت وأشلاء تمزقت وأمجاد كُتبت , فمن باب قدس الاقداس مرورا بشجاعية الفرسان وصولا الى المقتول غدرا فى شوارع مالطا سيبقى تشرين جرحا مفتوحا وعزا مذكورا ومجدا محفورا الى أن نرى الشقاقى ينهض من جديد , ينهض فى ساح البطولة ليحيى ذكرى تشرين بالطريقة التى ألفناها وعرفناها , وطالما بقيت الذكرى مقتصرة على مهرجان ومناسبة فانا نشهد انك يا شقاقى لم تعد من جديد , لكنا أملنا فيهم كبير , بل وأكبر مما يتصور البعض

    بوركت أخ أبو مالك على ما كتبت ونحن على أعتاب الذكرى المؤلمة الموجعة فى أواخر تشرين , كلمات غاية فى الروعة احسنت اختيارها وصفّها وجمعها .

    تعليق


    • #3
      رد: رثاء الجرح في حضرة الذكرى / إلى المعلم فتحي الشقاقي .. بقلم أبو مالك الشم

      لا فُض فوك ولا جف حبر قلمك ... أبدعت الكلمات وأثرت المشاعر والذكريات

      هبت نسائمك يا تشرين .... ما أجملها وهي تدغدغ أذهاننا وتُعيد ذكرى الثائرين

      تشرين .. ثورة الحجر والسكين .. ملحمة الدم الذي هزم السيف

      تشرين الواجب فوق الإمكان

      تشرين الانتصار والرحيل

      تشرين العهد والبيعة

      في تشرين يا سيدي دمك وعهدك وفكرك وخطك سيبقى الوصية
      إنها حرب إبادة مفروضة ومن العار أن نخوضها متفرقين فإما أن ننهض جميعاً وإما أن يقتلونا فرادى

      تعليق


      • #4
        رد: رثاء الجرح في حضرة الذكرى / إلى المعلم فتحي الشقاقي .. بقلم أبو مالك الشم

        بعد رثاءك لا رثاء

        بوركت أخي و بورك قلمك و بورك الفكر الذي تحمل

        سلمت يمناك
        التعديل الأخير تم بواسطة شيخ السرايا; الساعة 07-10-2012, 12:58 PM.
        الحمدلله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه


        " عندما سلكنا هذا الطريق كنا نعرف ان تكاليفه صعبة جدا لكن هذا هو واجبنا وخيارنا المقدس"

        تعليق


        • #5
          رد: رثاء الجرح في حضرة الذكرى / إلى المعلم فتحي الشقاقي .. بقلم أبو مالك الشم

          كلمات لا يكتبها الا من مُنح درجة متقدمة من انتهال فكر الشهيد المعلم د.فتحي الشقاقي

          بارك الله فيك اخي ابو مالك وبورك الفكر الذي عبأك

          نسأل الله ان لا يحرمنا واياكم الفردوس الاعلى بحضرة الانبياء والصديقين والشهداء على امل ان نلتقى بالشهيد المعلم على حوض الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
          اللهم نسألك صدق النية وأن لا يكون جهادنا إلا لإعلاء كلمتك

          تعليق


          • #6
            رد: رثاء الجرح في حضرة الذكرى / إلى المعلم فتحي الشقاقي .. بقلم أبو مالك الشم


            صدقاً لن نوفي هذا الرجل المعطاء صاحب الفكر الأصيل والمبادئ العقلانية
            هذا القـادم من ثنايـا جرحنا ووجع نكستنا وآلآم غربتنا الموحشة والمظلمة

            خير ما نرثي ونكتب عن هذا الرجل العظيم المفكر والمعلم هو أن نبقى حافظين
            لـ فكره ومبادئه ومرتكزاته ولن نفقد البوصلة وسنمضي حيث مضى الفااارس

            كتبت فـ أبدعت يا وريث الفكرة والمفكر فـ جزاك الله عنا كل خير
            التعديل الأخير تم بواسطة شيخ السرايا; الساعة 07-10-2012, 01:13 PM.
            إن كنتُ أرثيكَ الغداةَ تألماً فـ لكم رثى قلبِ الجريحُ لـِ حاليا
            فلكَ السلامُ مع الكواكبِ ما بدت أو طارَ طيرٌ أو ترنّمَ شاديا

            تعليق


            • #7
              رد: رثاء الجرح في حضرة الذكرى / إلى المعلم فتحي الشقاقي .. بقلم أبو مالك الشم


              إلىك أيها القادم من بدر وحطين إليك يا صاحب السيف والقلم يا من زينت فلسطين بحب الجهاد والإستشهاد يا صاحب الطلقة ومفجر الثورة ومؤسس الحركة يا من مزج بين حب الإسلام والجهاد وفلسطين وزرع في ترابها الإيمان والوعي والثورة أنت حي فينا لا تغيب أنت للوطن عزة وللناس افتخار يا ضوء القمر ودفء الشمس وملح الأرض يا قائدا يا فارسا لك ألف سلام ولجندك الأطهار عاشت ذكراك أبا إبراهيم.... وبارك الله في زرعك الذي أثمر ببركة دمائك ودماء أبنائك ...


              وتحية إلىك يا صاحب القلم يا من تسير بخطى ثابتة على نهج معلمك فتحي الشقاقي بورك نهجك وبورك فكرك ودمت تنير لنا طريقنا من قبسات الشقاقي الأمين
              قَصْدي المُؤَمَّلُ في جَهْري و إِسْرَاري...
              ومَطْلَبي مِن إلـهي الواحدِ الباري.شَهادةً في سبيلهِ خالِصَةً ، تَمْحُو ذُنُوبي وتُنْجِيني منَ النّارِ.إنَّ المعاصيَ رِجْسٌ لا يُطَهِّرُها إلّا الصَّوارِمُ في أَيْمانِ كُفّاري..وأَرْجُو بِذلكَ ثَوابَ الله ، وما عِنْدَهُ منَ النَّعيمِ المُقِيمِ في جنّاتِ عَدْنٍ في الفِرْدَوسِ الأعلى..فجنّتهم همُ الدُّنيا.وجنّتُنا نحنُ في الآخِرة..ولَنا منَ النّعيمِ ما لا عَيْنٌ رَأَتْ ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ ،ولا خَطَــرَ على قَلْــبِ بَشَــرْ.

              تعليق


              • #8
                رد: رثاء الجرح في حضرة الذكرى / إلى المعلم فتحي الشقاقي .. بقلم أبو مالك الشم

                نفتقدك كلما ترجل الشهداء فأين الذي كان يرثيهم، وأين الذي كان يعاهدهم بالرحيل إليهم!، نفتقدك حين يصرخ الأسرى لوحدهم فأين الذي كان يواسيهم، وأين الذي كان يبشرهم بالنصر والفَرج!، نفتقدك في أكناف القدس، فأين الذي كان يصلي في رحاب مسجدها العظيم، وأين الذي كان لا ينام حتى يسمع صراخ الصهاينة في بيت ليد، ونتساريم، وكفاردروم، نفتقدك اليوم وكل يوم، ونحن نعيش على عطر دماك التي تنبعث في تشرين ليملأ بها الكون، ويزين بها كل المواسم، لتبقى عطرنا الذي نغازل به البرتقال في حيفا، والعنب في الخليل، ونمسح به وجه المرحلة.

                تركت فيكم حروفاَ، أعيدوا بها رسم الحكاية، ولا تذكروني

                تعليق


                • #9
                  رد: رثاء الجرح في حضرة الذكرى / إلى المعلم فتحي الشقاقي .. بقلم أبو مالك الشم

                  لست بعيداً يا أبا إبراهيم وأنت تشارك الشهداء في صورهم وجنازاتهم وذكراهم، وتزور الجرحى لتهنأهم بالسلامة، وتقف مع الأسرى في دعوات الفرج والحرية، لست ميتاً ونحن نضع صورك في أعراس الفرح والشهادة، ونزيّن بك المخيم الفقير والحيطان المثقلة بالنكبات، ونرسمك في كراريس الأطفال ودفاتر الطلاب، لست سوى أنت، من نضع صورته كرمز لفلسطين، كوجه للإنتصار، لأنك الوجه الحقيقي وما دونك وهم وسراب.لست بعيداً يا أبا إبراهيم وأنت تشارك الشهداء في صورهم وجنازاتهم وذكراهم، وتزور الجرحى لتهنأهم بالسلامة، وتقف مع الأسرى في دعوات الفرج والحرية، لست ميتاً ونحن نضع صورك في أعراس الفرح والشهادة، ونزيّن بك المخيم الفقير والحيطان المثقلة بالنكبات، ونرسمك في كراريس الأطفال ودفاتر الطلاب، لست سوى أنت، من نضع صورته كرمز لفلسطين، كوجه للإنتصار، لأنك الوجه الحقيقي وما دونك وهم وسراب.

                  تركت فيكم حروفاَ، أعيدوا بها رسم الحكاية، ولا تذكروني

                  تعليق


                  • #10
                    رد: رثاء الجرح في حضرة الذكرى / إلى المعلم فتحي الشقاقي .. بقلم أبو مالك الشم

                    خير ما نرثي ونكتب عن هذا الرجل العظيم المفكر والمعلم هو أن نبقى حافظين
                    لـ فكره ومبادئه ومرتكزاته ولن نفقد البوصلة وسنمضي حيث مضى الفااارس

                    تعليق


                    • #11
                      رد: رثاء الجرح في حضرة الذكرى / إلى المعلم فتحي الشقاقي .. بقلم أبو مالك الشم

                      من الصعب علينا ان نكتب عن العظماء الذين سطروا تاريخهم بدمائهم الطاهرة لاننا نكتب عنهم بالكلمات فى الوقت الذى كتبوا تاريخهم وتاريخ فلسطين بدمائهم وشتان بين من يكتب بالكلمات

                      ومن يكتب بالدم .... ولكنك اخى ابو مالك كتبت فابدعت فاوفيت حق الامام والمعلم والمجاهد والطبيب والشاعر فتحى الشقاقى

                      لك منى كل التقدير يا وارث قلم الشقاقى الامين

                      ان ينصركم الله فلا غالب لكم

                      تعليق


                      • #12
                        رد: رثاء الجرح في حضرة الذكرى / إلى المعلم فتحي الشقاقي .. بقلم أبو مالك الشم

                        إن الكواكب في علو مكانها ... لترى صغاراً وهي غير صغار

                        وهكذا انت يا فتحي الشقاقي...

                        بوركت اخ أ.أبو مالك على هذه السطور الرائعة بحق الأمين .. ونحمد الله ان هنالك من يحمل هم هذا الفكر مثلك

                        تعليق


                        • #13
                          رد: رثاء الجرح في حضرة الذكرى / إلى المعلم فتحي الشقاقي .. بقلم أبو مالك الشم

                          بوركت الأقلام التي مرت على ضفاف الجرح،،

                          تركت فيكم حروفاَ، أعيدوا بها رسم الحكاية، ولا تذكروني

                          تعليق


                          • #14
                            رد: رثاء الجرح في حضرة الذكرى / إلى المعلم فتحي الشقاقي .. بقلم أبو مالك الشم

                            فى ذكراك يحرقنا الشوق اليك سيدى

                            تعليق


                            • #15
                              رد: رثاء الجرح في حضرة الذكرى / إلى المعلم فتحي الشقاقي .. بقلم أبو مالك الشم

                              بوركت وبوركت كلماتك أخي أبو مالك
                              فعلا يا جرح تفتح يا جرح يا أهلي هاتوا الملح

                              تعليق

                              يعمل...
                              X