فضـــــــــــــــــــــل الصمـــــــــــــــــــت
من كان لله أعرف ، كان له أخوف ، من هذا المنطلق ، فإن أكثر الناس خوفاً من الله تعالى ، هم الأنبياء ومن تبعهم من العلماء ، وانظر إلى مجالس العلماء ، تغشاها السكينة ، وتحفها الملائكة ، ويشعر الجالس فيها برهبة العلماء ، وسمتهم وتواضعهم ، وخشيتهم لله تعالى ، فلا يدار في مجالسهم إلا قول الحق والصواب ، وتخلو مجالسهم تماماً من قول الحرام وسماعه ، لما عرفوه من خطورة اللسان ، وفضل الصمت إلا فيما لابد منه ، من أمر بمعروف ، أو نهي عن منكر ، أو تعليم علم شرعي ، وما عدا ذلك فلا ، لذا وردت الآثار بضرورة حفظ اللسان ، وفضيلة الصمت ، وأذكر شيئاً منها :
قال صلى الله عليه وسلم : " من صمت نجا " [ أخرجه الطبراني بسند جيد ، وصححه الألباني ] ، ومفهوم الحديث أن من لم يصمت لم ينجو من العذاب ، والمقصود بالصمت هنا ، الصمت عما حرم الله ونهى عنه رسوله صلى الله عليه وسلم .
وروي أن ابن عمر رضي الله عنهما رأى أبا بكر رضي الله عنه وهو يمد لسانه بيده فقال له : ما تصنع يا خليفة رسول الله ؟ قال : هذا أوردني الموارد ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ليس شيء من الجسد إلا يشكو إلى الله اللسان على حدته " [ أخرجه أبو يعلى في مسنده ، والدار قطني في العلل ، والبيهقي في الشعب ، وقال الدار قطني وليس فيه علة ] .
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : " يا لسان قل خيراً تغنم ، واسكت عن شر تسلم ، من قبل أن تندم " ، فقيل له : يا أبا عبدالرحمن أهذا شيء تقوله ، أو شيء سمعته ؟ فقال : لا بل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن أكثر خطايا ابن آدم في لسانه " [ أخرجه الطبراني ، وابن أبي الدنيا ، والبيهقي بسند حسن ] .
وقال ابن عمر : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كف لسانه ، ستر الله عورته ، ومن ملك غضبه ، وقاه الله عذابه ، ومن اعتذر إلى الله ، قبل الله عذره " [ أخرجه ابن أبي الدنيا بسند حسن ] .
وقال صلى الله عليه وسلم : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيراً أو ليسكت " [ متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ] .
ألا فليعلم كل مسلم ومسلمة أن عليه من الله رقيب وعتيد ، يسجلان أقواله ، ويحصيان أعماله ، وسيجد ذلك في صحائفه وسجلاته لا محالة ، فمن كثر كلامه كثر سقطه ، ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه ، ومن كثرت ذنوبه كانت النار أولى به .
والصمت يجمع للرجل فضيلتين :
الأولى : السلامة في دينه .
الثانية : الفهم عن صاحبه .
قال الغزالي : الكلام أربعة أقسام :
قسم هو ضرر محض ، وقسم هو نفع محض ، وقسم فيه ضرر ومنفعة ، وقسم ليس فيه ضرر ولا منفعة .
فأما الذي هو ضرر محض ، فلابد من السكوت عنه .
وكذلك ما فيه ضرر ومنفعة لا تفي بالضرر .
وأما ما لا منفعة فيه ولا ضرر فهو فضول ، والاشتغال به تضييع زمان ، وهو عين الخسران .
فلا يبقى إلا القسم الرابع ، فقد سقط ثلاثة أرباع الكلام ، وبقي ربع ، وهذا الربع فيه خطر ، إذ يمتزج بما فيه إثم .
لذلك فلنقل خيرا أو لنصمت
دعواتـــــــــــــــــــــــــــــكم
من كان لله أعرف ، كان له أخوف ، من هذا المنطلق ، فإن أكثر الناس خوفاً من الله تعالى ، هم الأنبياء ومن تبعهم من العلماء ، وانظر إلى مجالس العلماء ، تغشاها السكينة ، وتحفها الملائكة ، ويشعر الجالس فيها برهبة العلماء ، وسمتهم وتواضعهم ، وخشيتهم لله تعالى ، فلا يدار في مجالسهم إلا قول الحق والصواب ، وتخلو مجالسهم تماماً من قول الحرام وسماعه ، لما عرفوه من خطورة اللسان ، وفضل الصمت إلا فيما لابد منه ، من أمر بمعروف ، أو نهي عن منكر ، أو تعليم علم شرعي ، وما عدا ذلك فلا ، لذا وردت الآثار بضرورة حفظ اللسان ، وفضيلة الصمت ، وأذكر شيئاً منها :
قال صلى الله عليه وسلم : " من صمت نجا " [ أخرجه الطبراني بسند جيد ، وصححه الألباني ] ، ومفهوم الحديث أن من لم يصمت لم ينجو من العذاب ، والمقصود بالصمت هنا ، الصمت عما حرم الله ونهى عنه رسوله صلى الله عليه وسلم .
وروي أن ابن عمر رضي الله عنهما رأى أبا بكر رضي الله عنه وهو يمد لسانه بيده فقال له : ما تصنع يا خليفة رسول الله ؟ قال : هذا أوردني الموارد ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ليس شيء من الجسد إلا يشكو إلى الله اللسان على حدته " [ أخرجه أبو يعلى في مسنده ، والدار قطني في العلل ، والبيهقي في الشعب ، وقال الدار قطني وليس فيه علة ] .
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : " يا لسان قل خيراً تغنم ، واسكت عن شر تسلم ، من قبل أن تندم " ، فقيل له : يا أبا عبدالرحمن أهذا شيء تقوله ، أو شيء سمعته ؟ فقال : لا بل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن أكثر خطايا ابن آدم في لسانه " [ أخرجه الطبراني ، وابن أبي الدنيا ، والبيهقي بسند حسن ] .
وقال ابن عمر : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كف لسانه ، ستر الله عورته ، ومن ملك غضبه ، وقاه الله عذابه ، ومن اعتذر إلى الله ، قبل الله عذره " [ أخرجه ابن أبي الدنيا بسند حسن ] .
وقال صلى الله عليه وسلم : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيراً أو ليسكت " [ متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ] .
ألا فليعلم كل مسلم ومسلمة أن عليه من الله رقيب وعتيد ، يسجلان أقواله ، ويحصيان أعماله ، وسيجد ذلك في صحائفه وسجلاته لا محالة ، فمن كثر كلامه كثر سقطه ، ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه ، ومن كثرت ذنوبه كانت النار أولى به .
والصمت يجمع للرجل فضيلتين :
الأولى : السلامة في دينه .
الثانية : الفهم عن صاحبه .
قال الغزالي : الكلام أربعة أقسام :
قسم هو ضرر محض ، وقسم هو نفع محض ، وقسم فيه ضرر ومنفعة ، وقسم ليس فيه ضرر ولا منفعة .
فأما الذي هو ضرر محض ، فلابد من السكوت عنه .
وكذلك ما فيه ضرر ومنفعة لا تفي بالضرر .
وأما ما لا منفعة فيه ولا ضرر فهو فضول ، والاشتغال به تضييع زمان ، وهو عين الخسران .
فلا يبقى إلا القسم الرابع ، فقد سقط ثلاثة أرباع الكلام ، وبقي ربع ، وهذا الربع فيه خطر ، إذ يمتزج بما فيه إثم .
لذلك فلنقل خيرا أو لنصمت
دعواتـــــــــــــــــــــــــــــكم
تعليق