إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

" ملف خاص " سيد شهداء حركة الجهاد الإسلامي الشهيد القائد فتحي الشقاقي (أبو إبراهيم)

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    رد: " ملف خاص " .. سيد شهداء حركة الجهاد الإسلامي..الشهيد القائد فتحي الشقاقي ( أبو إ

    شهيد الإسلام
    (السيد محمد حسين فضل الله : مرجع وعالم إسلامي كبير ـ لبنان)
    الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد :
    عرفته ـ منذ عرفته ـ الإنسان المسلم الذي يعيش قلق المعرفة التي تبحث في كل أفق متحرك عن عمق الفكرة ، وامتداد الخطة ، وحركية الموقف ، وصلابة الموقع وانفتاح الروح في كل شيء يتصل بالإسلام ، كقاعدة للفكر والعاطفة والحركة والحياة.
    كان القلق يغريه باكتشاف الجديد الذي يمنح الفكر الإسلامي فهماً جديداً ويعطي الحركة الإسلامية بعداً جديداً، ويفتح للإسلام طريقا جديداً فقد كان لا يفكر في تجديد الإسلام ـ كما يتحدث الآخرون ـ لأن الإسلام يبقى جديداً ليعطي الزمن شبابه ، فلا يشيخ الزمن معه ، وليمنح الإنسان من حيويته روحاً منفتحة على حيوية الواقع المتجددة التي تجدد كل ما حوله في عملية تطوير لا تبتعد عن الجذور ولا تنفصل عن الخط المستقيم ، بل كان يفكر في تجديد الفهم للكتاب والسنة وللمفاهيم الأخلاقية والاجتماعية والسياسية ، على أساس أن فهم الذين عاشوا في ثقافة الماضي لا يمثل الحقيقة المطلقة، بل يمثل وجهة نظر ذاتية ترتبط بفهم الباحث في عناصره الثقافية ، مما يفسح المجال لأكثر من فهم وأكثر من اجتهاد لأكثر من باحث فكم ترك الأول للآخر؟ وهكذا كان يقرا ويقرأ، ولم تكن قراءته في كتاب الكلمات ، بل كان يتابع قراءته في كتاب الإنسان ليجد في كل إنسان يلتقيه معرفة جديدة تتمثل في خصائص الفكر والأسلوب والموقع والموقف والتطلعات كما ينفتح على كتاب الكون والحياة ليقرأ فيه إبداع الله في خلقه وحركة الحياة في قضاياها ، وساحة الصراع في تحدياتها.
    وكانت الحركة نتاج ذلك كله ، فقد كان يعيش إلى جانب قلق المعرفة للإسلام والواقع قلق الحركة من أجل التغيير في خط الثورة ، ليعود الإسلام إلى الإنسان دينا يحتوي كل قضاياه وتطلعاته وأساليبه وأهدافه وكل خطوطه العملية.
    كان الإسلام كل همه ولم يكن إسلامه فلسطينياً ، بل كانت فلسطين تمثل هم الإسلام الكبير ، لما تمثله من عمق الروح في عمقها الروحي في التاريخ وتحديات الحاضر وتطلعات المستقبل وحركية الواقع السياسي المتنوع الممتد في كل قضايا المنطقة ، الذي يختصر حركة المرحلة في مدى نصف قرن ، بحيث كانت المحور لكل القضايا الدامية الصعبة الغارقة في عمق الثورة وقلب المأساة، وبدأت الحركة تأخذ لنفسها خطاً متميزاً لا يستغرق في مفردات الحركة الإسلامية التقليدية ليقلدها بل ليختار منها العناصر الحية التي تطلق التحدي في ساحة الصراع ولينتج من تجربته ومن التجارب الرائدة الجديدة بعض ما يمنح الحركة حيويتها وامتدادها في مدى الواقع والزمن ، وكان الجهاد عنوانها ، هذه الكلمة الإسلامية المتحملة بكثير من حركية التاريخ الإسلامي ومن انتصاراتها وهزائمها وتعقيداتها ودمائها في النهر الكبير للدم الإسلامي المتفجر في ينابيع الشهادة ، وقد عاش وعي الوقوف مع الكلمات الإسلامية ، لأنها تمثل وعي الكفرة والحركة و الإنسان والتاريخ من خلال الانفعال بوعي الله ، خلافاً للذين التزموا تبديل كلمة الجهاد بكلمة الكفاح والنضال ، وانطلقت الحركة في جمهورها الخاص والعام في عنفوان القائد ـ الذي كان هو ـ وحكمته وانفتاحه على كل الحركات الإسلامية ، في ايران بقيادة الإمام الخميني رحمه الله الذي رأى فيه الإنسان الذي عاش كل الإسلام في كل عقله وروحه وحركته فانطلق منه وتفاعل مع خطه الثوري الذي كانت فلسطين عنوانا له ، واستطاعت حركة الجهاد بقيادته ومساعدة إخوانه والتفاف جماهيرها حوله أن تقطع شوطاً كبيراً في ساحة الجهاد في فلسطين، وساحة الصراع خارجها حتى تحولت إلى رقم صعب يخشى اليهود حركيته ، ويخاف الاستكبار العالمي صلابته وقوته ، وقلق كل حلفائها في المنطقة من نداء الحرية في خطابه السياسي والجهادي.
    كان يسافر دائما ويتحرك دائما في كل موقع للإسلام فيه قضية ، وللمسلمين فيه معركة ، كان يريد أن يعطي تجربته للآخرين ويأخذ من تجربة الآخرين لحركته وكنا نخاف عليه من الرصد الصهيوني لحركته ، ومن الرصد الاستكباري لتنقلاته وكان مستغرقاً في القضية حتى كان يغفل عن الحذر من الخطر الذي ينتظره.
    كان كل فكره الإسلام وكان كل همه فلسطين .. وهكذا سقط شهيد الإسلام في معنى فلسطين وشربت فلسطين من دمه لتبقى في حيوية الجهاد من أجل التحرير واحتضن الإسلام الشهيد في المسيرة الكبرى المنطلقة نحو النصر والفتح القريب.
    لقد ارتفع شهيداً ولم يسقط .. أعطى القضية كله وصنع للإسلام تاريخاً جديداً وأعطى الأمة في شهادته بطلاً جديداً.
    ومازالت ذاكرة تعيش قلق البحث من مرحلة جديدة لحركته ، وخطة جديدة لثورته ، وتدفع كل إخوانه في داخل الحركة وخارجها إلى متابعة المسيرة فكراً وروحاً وحركة ونصراً أو شهادة من أجل الإسلام في فلسطين ، ومن أجل فلسطين في خط الإسلام ومن أجل الإسلام كله والإنسان كله والأرض كلها ويبقى (فتحي) يفتح من فكره درباً جديداً ويمنح المسيرة في ذكراه روحاً جديدة.
    ويبقى معنا ويحيى معنا ونحيا جميعا في امتداد القضية في حركة الإسلام في الواقع كله الذي تختصره كلمه فلسطين و ستعود فلسطين ولو امتد الزمن.
    ولك المحبة منا فلقد قضيت ما عليك في الشهادة ـ القمة وبقى ما علينا لننفتح على النصر أو الشهادة.. وليرحمك الله.
    إذا كان دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يستقيم إلا باالدم فيا سيوف الله خذينى

    تعليق


    • #32
      رد: " ملف خاص " .. سيد شهداء حركة الجهاد الإسلامي..الشهيد القائد فتحي الشقاقي ( أبو إ

      فلسطين المحور والمفتاح
      د. محمد عمارة ( مفكر إسلامي ـ مصر)
      إن شهداء فلسطين لهم في ميدان الشهداء موقع متميز ، ولا نزكي على الله أحداْ، ذلك أن القضية الفلسطينية هي القضية المحورية في صراع الأمة ضد اعدائها ليس فقط في عصرنا الحديث ، وإنما عبر تاريخنا الطويل . إن الله سبحانه وتعالى عندما تحدث عن المسجد الأقصى ومعجزة الإسراء (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله) قد جعل القداسة والبركة لفلسطين وليس فقط للأقصى والقدس الشريف ، وعلى مر تاريخ الأمة كانت القدس وف رمز الصراع ومفتاح الانتصارات؛ وفي عصرنا الحديث كانت تجزئة الأمة وشرذمة وطنها ؛ الباب الاستعماري لاحتلال القدس ، حتى أن معادة (سايكس بيكو) التي كرست تجزئة العالم العربي ، جعل الاستعمار الإنجليز لها قيمة حين أقام لسايكس تمثالاً في القرية التي دفن فيها في مقاطعة يوركشير ، يقف فيه سايكس وعند قدميه تمثال المسلم منكفئ على الأرض وفوقه لفاقة مكتوب عليها (ابتهجي يا قدس) ، فإهانة المسلم ومطامع الاستعمار في القدس هي ثمارات للمعاهدة التي ارتبطت باسم سايكس بيكو ، وعندما دخل الجنرال الانجليزي اللنبي إلى القدس سنة 1917، وقال كلمته الشهيرة (اليوم انتهت الحروب الصليبية) نشرت المجلة الإنجليزية (باتش) رسماً كاريكاتورياً يصور ريتشارد قلب الأسد الذي حارب صلاح الدين الأيوبي في الحروب الصليبية ، يصور وهو يقول (اليوم تحقق حلمي) فاحتلال الانجليز للقدس سنة 1917 يحقق حلم ريتشارد قلب الأسد ، أثناء الحروب الصليبية، والجنرال الإنجليزي (جلوب باشا) الذي كان قائدا للجيش الأردني حتى سنة 1956 هو القائل في مقدمة أحد كتبه (إن تاريخ مشكلة الشرق الأوسط يرجع إلى القرن السابع للميلاد) أي إلى ظهور الإسلام ، فالقدس و فلسطين على مر تاريخنا مع هذا التحديات المستمرة كانت ولاتزال هي محور الصراع ورمز الصراع وبوابة الانتصار في هذا الصرع .. وصدق الشاعر المعاصر لصلاح الدين الأيوبي وهو يتحدث عن تحرير الأقصى عندما قال:
      هو البيت إن تفتحه والله فاعل،
      فما دونه باب من الشرق مغلقُ.
      ففلسطين هي شهيدة الأمة ومن هنا يتميز الشهداء في سبيلها في ساحة الشهادة والاستشهاد ولقد كان شهيدنا المرحوم الدكتور فتحي الشقاقي من المتميزين بين شهداء هذه القطعة العزيزة على قلب كل مسلم وعربي ووطني؛ كان مؤمناً بالجهاد الذي هو إسلامياً سنام وذروة الإسلام. وكان مؤمناً بالفكرة الإسلامية التي مثلت استراتيجية (الجهاد الإسلامي) . لتحرير كل فلسطين وكان صاحب نظرية محورية القضية الفلسطينية بين قضايا الأمة واحتلالها مكانة الرمز والمحور والمفتاح ، وكان لإستشهاده مكانة متميزة بين الشهداء تنبع من الفكر الذي آمن به ومن القضية التي استشهد في سبيلها ، وهي قضية خالدة وفكرة استراتيجية ، باب الشهادة في سبيلها مفتوح للذين أكرمهم ويكرمهم الله سبحانه وتعالى بالسير على هذا الدرب درب "الأحياء الذين هم عند ربهم يرزقون".
      إذا كان دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يستقيم إلا باالدم فيا سيوف الله خذينى

      تعليق


      • #33
        رد: " ملف خاص " .. سيد شهداء حركة الجهاد الإسلامي..الشهيد القائد فتحي الشقاقي ( أبو إ

        السلام ع المعلم والأب والقائد والمفكر ثم زهد في كل شيىء إلا الشهادة.
        إنه صانع التاريخ ومجدد الإسلام في زمن كان الإسلام مستثنى
        رحم الله أبا إبراهيم ورضي عنه وتقبله في الفردوس الأعلى.

        تركت فيكم حروفاَ، أعيدوا بها رسم الحكاية، ولا تذكروني

        تعليق


        • #34
          رد: " ملف خاص " .. سيد شهداء حركة الجهاد الإسلامي..الشهيد القائد فتحي الشقاقي ( أبو إ

          وفى بوعده : فلم يغفر أو ينسى
          فهمي هويدي (مفكر وكاتب إسلامي ـ مصر )
          يصعب على مثلي أن يكتب عن شهيد ، فأنا أستشعر رهبة تصل إلى حد العجز ، حين أقف أمام نموذج إنسان قدم حياته ثمنا لفكرة أو حلم. قل ما شئت عن "الكلمة" ودورها في البدء أو في المنتهى ، وعن الثمن الذي يدفعه المرء لقاء كلمة حرة يقولها ، ولكن كل الكلمات التي نقولها ، وكل المعاناة التي يمكن أن نتعرض لها ، تتضاءل أمام عظمة الشهيد وجلال الشهادة ، فالدم هنا ينسخ الكلمة بامتياز!
          أما حين يكون الشهيد هو الدكتور فتحي الشقاقي ، فإن المهمة تبدو أكثر صعوبة ، لأن الرجل يعد نموذجا غير عادي للمثقف الذي تعددت قدراته وتنوعت مواهبه ، وتفتحت أمامه آفاق عدة كان بوسعه أن ينطلق فيها لكي يحقق ذاته ، بل وأن يخدم قضيته من خلالها ، لكنه منذ بداية انخراطه في العمل السياسي ، حدد طريقه واختار هدفه ، اختار نضال البنادق وانحاز إلى صف أهل الخنادق ، وأدرك بنظره الصافي تلك الحقيقة التي تدل بأن قضية فلسطين لن تحسم إلا على أرض فلسطين ، وأن "الجهاد" وحده السبيل لتحقيق ذلك الحلم.
          في السبعينات نشرت له مجلة "المختار الإسلامي" في عددها الأول قصيدته التي أعلن فيها خياره الذي لم يحد عنه ، وقال : تلفظني القدس إن كنت نسيت…. تلفظني كل حروفك يا فلسطين ـ تلفظني كل حروفك يا وطني المغبون ـ إن كنت غفرت او كنت نسيت.
          وعندما اختار الشقاقي أن يوقع كتاباته اللاحقة في مرحلته المصرية (74-81م) باسم "عز الدين الفارس" ، فإن خياره ذاك كان إعلانا عن ادراكه لطريقه وهدفه الأصيل فهو سائر على درب شهيد فلسطين عز الدين القسام ، ممتطيا صهوة جواده وشاهرا سيفه ومتطلعا إلى حلمه.
          حقق الشقاقي مراده وانظم إلى كوكبة شهداء الأمة، الذين رحلوا حقا ، ولكن إلينا وليس بعيدا عنا ، حيث سكنوا قلوب الجميع ، وما برحت أرواحهم الطاهرة تهيم في مسائنا ، فضلا عن وجداننا خيرة وهادية وملهمة ، وبهذا الحضور القوي في الإدراك العام ، الذي فرضوه بدمائهم الزكية والطاهرة ، فإن الشقاقي وكوكبة الشهداء من سابقيه ولاحقيه ، حفظوا للأمة جذوة نضالها ، وضمنوا للحلم أن يظل حيا ومتوهجا ، وغير بعيد التحقيق.
          سيظل يحسب للشقاقي ورفاقه أنهم أعادوا للجهاد اعتباره في فلسطين. فقد تملكوا تلك البصيرة التي هدتهم إلى أن مسرح النضال الحقيقي للتحرير هو أرض فلسطين ، وتملكوا الشجاعة التي مكنتهم من تمزيق الهالة التي أحاط بها العدو جيشه ورجاله وقدراته التي "لا تقهر" ، حتى أصبح الجميع يتندرون بقصف الجنود الإسرائيليين الذين دب فيهم الرعب ، وأصبحوا يفرون في مواجهة المجاهدين الفلسطينيين. فضلا عن هذا وذاك ، فإنهم تملكوا حظاً من الإيمان والثبات والصلابة استطاعوا به أن يقاوموا غواية دعاة الاستسلام أو ترهيبهم ، ومن ثم فقد ظلوا قابضين على الجمر ، ولم ينضموا إلى قوافل المتعبين أو اليائسين الذين فقدوا القدرة على مواصلة النضال ، فألقوا سلاحهم وتنازلوا عن حلمهم.
          وتلك البذرة التي غرسوها في التربة الفلسطينية هي التي أثمرت ما شهدناه في وقت لاحق ، حين أسفر الشعب الفلسطيني حقيقة معدنه ، عن بطولته وعبقريته وروحه الوثابة في الانتفاضة ، وفي مختلف العمليات الجهادية التي أعقبتها ، والتي اقنعت قوات الاحتلال والقادة الإسرائيليين بأنهم لا قبل لهم بذلك الصنف من البشر ، الذين يتشوقون للموت ويسعون إليه ، ويتسابقون إلى الاستشهاد في سبيل الله.
          ***
          التقيته آخر مرة في بيروت أثناء انعقاد أول مؤتمر قومي إسلامي (الاسبوع الأول في يوليو/ تموز 1994) ، ولأن المقاعد رتبت بحسب الحروف الأبجدية فقد تجاور مقعدانا ، الأمر الذي أتاح لي أن أستمع منه إلى الكثير من تعليقاته وقفشاته الضاحكة، واستغربت منه احتفاظه بروح المرحة وبتلك المعنويات العالية ، وسط الظلمة الحالكة التي كنا نستشعرها آنذاك ، حيث كانت القضية الفلسطينية معروضة للبيع بأبخس الأثمان. وكان من رأيه أن الشر البادي والحاصل لا يخلو من خير ، على الأقل لأنه كشف أوراق الجميع وعرى مواقفهم ، وأتاح للشعب الفلسطيني والعربي أن يرى الحقائق بغير تدليس أو تزييف ، حقائق الأشخاص والأشياء.
          سألته عن سر حماسه للحوار القومي الإسلامي ، فقال إنه ينتظر هذه اللحظة منذ سنوات لأنه لا يرى خلاصا حقيقيا للأمة إلا إذا التف الصف الوطني وعزز مواقعه ، واحتشدت عناصره في خندق واحد في مواجهة العدو الحقيقي للطرفين . وذكر أن تحالف المنظمات الفلسطينية في دمشق ، الرافضة للاستسلام يمثل تجسيدا عمليات للأمل الذي يسعى مؤتمر بيروت لتحقيقه.
          وبينما هو مسترسل في حديثه توقف لحظة ثم قال ضاحكا "على فكرة انا منذ مدة أريد أن أفاتحك في أن تنظم إلى كتيبة الجهاد الفلسطيني" . وقبل أن أسأل أو أرى اتسعت ضحكاته وقال: "لا تفهمني خطأ، فنحن بصدد إصدار صحيفة جديدة في غزة، بعد أن حصلنا على ترخيص من "السلطة الوطنية" ونريد أن ننشر مقال الثلاثاء يوم صدوره".. وافقت ، لكن الاتفاق لم يستمر لأن رئيس تحرير الصحيفة (هاني عابد) قتلته المخابرات الإسرائيلية بعد حين ، والصحيفة ذاتها (الاستقلال) أوقفت بفعل قرار من سلطة عرفات. و فتحي الشقاقي تم اغتياله في وقت لاحق.
          كثيرا ما كان الشقاقي يردد أنه عاش اكثر مما ينبغي ، وأن الشهادة التي تمناها تأخرت عن الموعد الذي قدره. غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين حقق له أمنيته دون أن يقصد، وإن ظن أنه نال منه وطوى صفحته ، لم يفهم رابين وأمثاله أن الشهيد لا يموت ، وأن الشقاقي بعد اغتياله تحول من فرد ورمز إلى قيمة ، وأن دماءه الزكية روت شجرة الجهاد الذي هو ماض إلى يوم القيامة..
          وحين نراه قد انضم إلى قافلى النبيين والصديقين فلا نخاله إلا ارتقى المكانة التي يستحقها.
          إذا كان دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يستقيم إلا باالدم فيا سيوف الله خذينى

          تعليق


          • #35
            رد: " ملف خاص " .. سيد شهداء حركة الجهاد الإسلامي..الشهيد القائد فتحي الشقاقي ( أبو إ

            بسم الله الرحمن الرحيم
            "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلو تبديلا"
            صدق الله العظيم
            الشقاقي من صناع الفجر المشرق القادم الى فلسطين
            أبو زينب / فلسطين
            من يعرف معنى صناعة التاريخ أو من يعرف كيف ينم التغير في الحياة الشعوب والذي يعرف صفات القادة الذين يقلبون الهزائم انتصارا و يرتقون بشعوبهم إلى درجة التضحية والفداء لنيل الحريات والأماني من يدرك هذا كله يعلم أن الدكتور فتحي الشقاقي أحد صناع التاريخ و أحد القادة القادرين على قلب الهزائم انتصارات بل إن الدكتور فتحى الشقاقى من صناع الفجر المشرق القادم الى فلسطين إن شاء الله .
            من يعرف الدكتور فتحي الشقاقى يعلم أنني ما جئت بجديد ذلك المثقف المتدين صاحب نهج الثورة في وجه الظلم و الاستكبار رغم ضعف قوته المادية متبنيا نهج الإمام الحسين في كربلاء ليستمر الإسلام بنفس الصورة التي جاء بها سيد الخلق محمد صلوات الله و سلامه عليه و على اله و أصحابه.
            كان يعلم كما الإمام الحسين انه ماض إلى ربه شهيدا ,لم يتهاون و لم يحسب للدنيا أدنى حساب في سبيل ألا يهنأ الطاغية ( الاحتلال ) و أن يبقى الإسلام دين العز و الكرامة و الإباء لا أن يصبح كما علموه لشعوبنا دين الصلاة و الصوم فحسب و للقيادات دين المناصب و البرلمانات و التكتيك !!!!
            لمن لا يعرفك يا سيدي أقول كان الدكتور فتحي الشقاقى رجلا متدينا ملتزما جماعة المسلمين ولأنه كربلائى الحس و العقيدة بحث و سأل و فكر في مكانة وطنه فلسطين المقدسة و كيف تغيب فلسطين عن سماء العروبة و المسلمين !!! استنكر أن لا يجد لفلسطين المذكورة في القرآن مكانة على خارطة المسلمين و أولوياتهم.
            كان الدكتور فتحي الشقاقى يدرك حجم الهجمة على الإسلام و العروبة و خصوصا فلسطين يدرك أم فلسطين مركز الصراع في هذا العالم رغم صغر حجمها .
            استمر الدكتور فتحي الشقاقى يبحث ليعرف موقع فلسطين و سبب تحييدها من عقول العرب و المسلمين أدرك أنه ليس عبثا أسرى بمحمد صلى الله عليه و سلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى فبدأ الدكتور يلملم أوراقه و يشحذ هممه و أصحابه.
            و بعد أن قطع الاستعمار شوطا طويلا في تطبيع الشعوب العربية و الإسلامية و غزوهم في شتى المناحي حتى أصبح الثائرون دعاة للهزيمة و الاستسلام و جلادين لشعوبهم و بعد أن اعتقد الصهاينة و من يدعمهم أنهم نصروا و لن تقوم لفلسطين قائمة من مكرهم و دهائهم تقدم الدكتور فتحي الشقاقى يرسم خارطة الوطن بل خارطة الصراع الحقيقية يدعو لفكره الراقي أن الإسلام هو الوحيد القادر على الصمود في معركة الكون و الحضارات و يتحدث فينا عن فلسطين و مركزية الصراع و دعائه المتكرر يثبت ذلك \"اللهم ارزقنا الشهادة في فلسطين \"هذا يعنى أنه يدرك أن فلسطين هي مركز الصراع و على كل الطاقات أن تحشد لنجدتها .
            من مثلك يا سيدي ! من كان في زمنك يستطيع أن يصرخ في وجه الظالم معلنا عن هويته و رسالته معلما للناس حقيقة إسلامهم الذي جهلوه بفعل هيمنة الظالم المستكبر على عقول الأمة إلا أنت و ما يأست ثابرت لتنشر فكرك و تفسد عليهم مخططاتهم بعد أن ظنوا أنهم انتصروا .
            و لكن هيهات فلله رجال إن أرادوا أراد و أحسبك منهم إن شاء الله.
            من يستطيع أن يتنبأ شيئا عن دور الحركة الإسلامية في الوطن و متى تنهض في حالة أنك لم تنهض لا شك أن الإسلام لا يموت و لكن يكفيك فخرا أنك أو من ناديت بالثورة في وجه الظالم فيما كان المسلمين في الوطن يركزون على المؤسسات و يكتفون بدور المجاهدين في جهات نائية!!! إلى أن جئت .
            أستطيع أن أقول إن مشروعك كا ن الامتداد الطبيعي لدعوة محمد صلوات الله عليه و كان الامتداد الطبيعي لثورات الأحرار من بعد محمد هنيئا لك تلك المكانة التي اختارها الله لك و قد اختارك لتنادى للجهاد و لمركزية قضيتنا دون غيرك من يستطيع أن يزعم أنه نادى للجهاد في الوطن قبلك من يستطيع نزع مشروعك من عقول الناس من يستطيع أن يقنع أعداءك أن ينسوا انك من أفسدت عليهم مخططاتهم , أنت من مددت زمن المعركة ليتسنى لنا الصمود و المقاومة إلى النصر.
            والله ما نقلوك من مرحلة إلا و كنت فعالا فيها أكثر من سابقتها أبعدوك ليحدوا من نشاطك و يفصلوك عنا فكنت نبراسا و هاديا لنا و كانت روحك تعانقنا في زوايا الوطن قاموا باغتيالك سيدي ظنا منهم أن يوقفوا مدك فانتشر فكرك أكثر فأكثر .
            من أراد قتلك ياسيدي كان عليه أن يقتل مشروعك فينا إن استطاع!!!
            نم قرير العين يا سيدي فوالله ما قتلوك بل منحوك وسام الفردوس الأعلى إن شاء الله.
            إذا كان دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يستقيم إلا باالدم فيا سيوف الله خذينى

            تعليق


            • #36
              رد: " ملف خاص " .. سيد شهداء حركة الجهاد الإسلامي..الشهيد القائد فتحي الشقاقي ( أبو إ

              بمناسبة الذكرى الرابعة لاستشهاد الدكتور فتحي الشقاقي
              الشقاقي وجدلية الفكر والثورة
              في إحدى جلساتي مع الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي سألته عن شعوره وهو فاقد حريته داخل المعتقل الصهيوني ، فأجابني بأنه لم يشعر لحظة وطوال مراحل اعتقاله المتعددة أثناء وجوده في الزنزانة أن بابها مغلق أمامه ، لقد تأملت مليا في إحساسه هذا مع إدراكي بقسوة جدران السجون وتأثيرها المأساوي في سحق الروح ، والفكر ، والعقل والنفس ، والإرادة والجسد لمن يفقد حريته بين جدرانها ، وخصوصا في سجون الإحتلال الصهيوني الذي قام على نفي الشعب الفلسطيني ومحاولة حذف وجوده وقضيته.
              لقد آمن الشهيد الشقاقي بالمعجزة التي يمكن أن تفعلها حرية الفكر والروح من تغيير وأثرهما في حياة الانسان المناضل، وأعتبر أن “ الهزيمة الكبرى” التي يمكن أن تصيب أمتنا الإسلامية وشعبنا الفلسطيني ومجاهديه تتمثل في نجاح العدو بالنفوذ إلى أرواحنا ، وزعزعة تماسكها ؛واهتزاز يقيننا بحقنا ، وقناعتنا في قداسة الرسالة التي نحملها.
              لقد خاض الشهيد نضالاته الفكرية وبلورها في أطروحات منهجية راسما بذلك الطريق والنهج الواجب على المثقف والمفكر اتباعه ، كان يؤمن أن المفكر الحقيقي هو الثوري الحقيقي ، وهو بمثابة “الضمير والنفس اللوامة للناس والمجتمع ، وهو أول من يقاوم .. ومطلوب منه الاّ ينكسر”.
              الشهيد الشقاقي أحد رموز العالمية الإسلامية التي نادى بها الإمام الخميني (رض) وأحد المفكرين المخلصين والعاملين لأجل سيادة الأمة واستقلالها في مواجهة المشروع الإمبريالي الأميركي ـ الصهيوني الذي تمركز في فلسطين كان رحمة الله مسكون بفكرة انتصار الإسلام ورسالته على أمتداد الجغرافيا السياسية والتاريخية للأمة الإسلامية وانطلاقا من محوري القدس ـ طهران كمقدمة لإنتصار آخر على محوري طنجة ـ جاكرتا.
              كان الفكر بالنسبة للشهيد الشقاقي بمثابة بوصلة الهداية التي تشير الى سلامة طريق الثوريين والعقائديين وتقودهم إلى الحقيقة و الوعي العميق بها، فالفكر يحرر العقل من الجمود والتخلف والتقليد الأعمى ، بالفكر استطاع الشهيد صياغة المشروع الفكري الذي صيغت وتشكلت وفقه حركة الجهاد الاسلامي، حدد الشهيد الهدف و المنطلق الكلي لحركة الجهاد الاسلامي ومشروعها وانطلاقا من إسلامنا بأنه هداية البشرية ، وخلاص الإنسان على أساس من الحرية والحق ، وحدد إطار المعركة الدائرة مع المشروع الصهيوني وكيانه في فلسطين ، حين اعتبر ان صراعنا مع العدو الصهيوني صراعا تناحريا ـ فكل من الإسلام والكيان الصهيوني الإسرائيلي يشكل نفيا كاملا ونهائيا للآخر ، اذا ليس بالامكان تعايش الإسلام وحضارته القائمة على التوحيد والكيان الإسرائيلي القائم على التفتيت والتجزئة والصراع والاغتصاب.
              وإن صراعنا هو صراع تاريخي شديد التعقيد يحمل بعدا حضاريا وايديولوجيا ، وفي مواجهة هذا الصراع ماتشهده الأمة من ضعف ووهن ، يبقى الإسلام هو خيار الأمة وهويتها ، وهو القادر على بعثها وإحياءها في مواجهة “غابة النظام الدولي” ومخالبه الصهيونية.
              كانت الثورة في شخصية الشقاقي توأم الفكر وساهم الأنتاج الفكري للشهيد في بناء حركة جهادية ، وتنظيم مقاتل ومشروع يقظة إسلامية مركزه فلسطين ، لم يكن عبثا أن يعترف كبار الشخصيات الأمنية والسياسية الصهيونية بالدور البارز لحركة الجهاد الإسلامي في تفجير الإنتفاضة الفلسطينية حين ذكروا “إن الجهاد الإسلامي أشعل النار في كومة قش الضائقة والإذلال” تعامل الشهيد الشقاقي وحركته مع الإنتفاضة الفلسطينية بإنها ثورة حقيقية وعلينا أن نوحد جهودنا في مشروع جهادي شامل عسكري وأمني وسياسي واقتصادي لبناء المجتمع الفلسطيني المقاوم الذي يستعصي على الكسر ، وأعتبر أن الانتفاضة تمثل الاختراق الأكبر بجبهة العدو وعلينا حمايتها وتصعيدها وتطورها ، لكن للأسف الشديد ، في الوقت الذي كان الشعب الفلسطيني يحلم بالوصول بالإنتفاضة لتصبح ثورة شاملة قادرة علىتعديل موازين القوى بيننا وبين الكيان الصهيوني ، كانت هناك أطراف أخرى رسمية فلسطينية وعربية تريد إستثمارها من أجل مكاسب سياسية محدودة وأخرى تريد إجهاضها خوفا أن تنتقل إلى حدودهم.
              في مقالة للشهيد الشقاقي عنوانها رسالة إلى ياسر عرفات كتبها في العام 1985 ذكرهُ فيها بهذا البيت من الشعر لمحمود درويش:
              وفي زمن السلم غطاني العراء
              في زمن الحرب غطتني الشظية
              وقال له فيها “ملعون صف لاتوحده إلا مشاريع الاستسلام يا ابا عمار.. إن الجهاد وحده الكفيل بوحدة الموقف والصف.. موقف الأمة وصف الأمة وليس صف الطغاة.. هذه ارض الرباط الى يوم القيامة ووحدهم الأموات يشهدون نهاية الحرب”.
              وإثر توقيع عرفات على إتفاق أوسلو ، نادى الشهيد الشقاقي بأعلى صوته لا يجب علينا نحن الفلسطينين ان نتحول إلى جسر يعبر عليه العدو الصهيوني إلى المنطقة ليعيد صياغتها على صورته ، وطبقا لاهدافه وطموحاته ومصالحه ، لاينبغي أن نتحول إلى حلفاء وادلاء طريق أمامه وهو يخطو للهيمنة نحو كل العواصم ، وحذر من الطوفان الصهيوني القادم.
              وعندما علت نغمات التطبيع مع اسرائيل متخذة لافتات مختلفة وغطاءات متعددة منها الاقتصادي ، ومنها الثقافي ، إضافة إلى السياسي ، حذر الشهيد من خطورة هذا التطبيع واعتبره انه يهدف بالدرجة الأولى إلى نقل السلام المزعوم والتسليم لواقع الاحتلال الصهيوني إلى الشارع العربي والإسلامي.
              واعتبر دور المثقف الملتزم في هذه المرحلة ان يرفض الركوع امام السلطان ويحمل قلمه لاجل تماسك الروح ، روح الإنسان والمواطن في مواجهة تطبيع ثقافي مع العدو الصهيوني هو الاخطر لأنه يعني استباحة الوطن.
              إن الفكر فجر في الشقاقي طاقة الوعي، والثورة فجرت فيه الأرادة الكامنة ، ليستشهد ودمه النازف يكتب ان منطق القرآن والتاريخ يؤكدان انّ هذا الوطن الفلسطيني لنا.
              · أبو جهاد محمد / ممثل حركة الجهاد الإسلامي في طهران .
              · 10/1999 .
              إذا كان دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يستقيم إلا باالدم فيا سيوف الله خذينى

              تعليق


              • #37
                رد: " ملف خاص " .. سيد شهداء حركة الجهاد الإسلامي..الشهيد القائد فتحي الشقاقي ( أبو إ

                بمناسبة الذكرى الرابعة لاستشهاد الدكتور فتحي الشقاقي

                رمز عطاء حتى الشهادة

                تأتي ذكرى استشهاد الدكتور الشهيد القائد فتحي الشقاقي ، ليس كسابقاتها ، فهذه الأيام وبما يحيط بها وبما تحمله من وقائع وأحداث ، تحمل الذكرى مواجع إضافية وتجعلها ذات دلالات مفجعة بقدر ماهي مؤشرات تجعل القادم محفوفا بكل الأخطار والمفاجآت.
                لاشك أن الصهاينة عندما وضعوا اغتيال الدكتور فتحي الشقاقي ، ليس كونه مؤسسا وقائدا لحركة الجهاد الإسلامي فحسب، بل لكونه ،أحد القلائل الذين تجرءوا على فكر اتخذ من “الركود” نهجا ، فجاء الدكتور الشقاقي، وفجر صمت هذا “الركود” وجعل محور “القيمة” في إعادة بعث الروح الثورية للإسلام.. وجعل مركزية هذه “ القيمة ، محور ، الجهاد” وانطلق..
                لم تكن انطلاقته ليأخذ الحركة “ويمضي ، بل انطلق ، ليفجر خلفه حلقات من التفاعل الخلاق والمبدع ، أنتج دون ريب ، انطلاقة جديدة لدى التيار الإسلامي الفلسطيني خصوصا ، والعربي عموما”.
                لأجل هذا وضع اسم الشهيد فتحي الشقاقي على رأس قائمة التصفيات ، مع ملاحظة السرعة في إنجاز الإغتيال ، لأن استمرار الدكتور الشقاقي في “النشاط و العطاء” و“الإجتهاد” و “الجهاد” يعني بالنسبة للصهاينة وتقيمها ، بأن الشهيد الشقاقي سيكون من الصعب اصطياده ومن ثم من الصعب التأثير على ما سوف ينجزه الشهيد.
                لقد كان لي الشرف بالتعرف على الدكتور فتحي الشقاقي باكرا وازعم انه كان رحمه الله يجد في جلستنا معاً راحة وصراحة فكرية ثقافية ، كان بحاجة لها بين الحين والآخر وازعم أيضا أن الدكتور فتحي الشقاقي لم يكن كغيره قائدا لتنظيم فحسب بل كان ميال إلى جانب أعمال الفكر والاجتهاد والشجاعة في اكثر من مواضيع كانت تعتبر من “التابو” من المحرمات.
                إن الذكرى السنوية لاستشهاد أي قائد هي مناسبة كي تجيّر الصفحات بعاطر الذكريات وكيل المديح وادعاء القربى لكنني أؤكد في هذه الذكرى بأن الدكتور فتحي الشقاقي كان يتميز بنشاط استثنائي بل قد يكون من انشط من عرفت من القيادات العربية والفلسطينية وقد عرض من الزمن على الدكتور فتحي كان يصارع الأمواج وهذه قضايا فلسطينية داخلية ، قضايا العلاقات ، قضايا ترسيم أسس الحركة ، قضايا تمتين شبكة العلاقات ضمن الساحة الفلسطينية وفي المحيط العربي وفي الوسط الإسلامي وعليه ، عليه وحده ، كان الاعتماد وكان رحمة الله عليه ينجز كل ذلك برحابة صدر مع المزيد من التعب والإجهاد وبين لحظات الانتقال من مهمة إلى أخرى تجده يهرع إلى فضاء الثقافة الرحب وباب الاجتهاد الصعب.
                فتحي الشقاقي ما كان ليشكل خطرا لو لم يكن كذلك وما أشرت إليه آنفا إنما هو حيثيات استعجال الاغتيال الاستثنائي ، الذي استهدف قائدا استثنائيا ، المجال هنا لا يتسع للاستعاضة بالحديث عن الدكتور الشقاقي وكنت قد فكرت ذات أن اعد دراسة مستفيضة هي اقرب إلى الكراس منها إلى الكتاب لكني كل يوم تقريبا اكتشف أن الدكتور الشهيد الشقاقي لن تستطيع دفتي كتاب أن تحتويه فهو و دونما مبالغة موضع حديث مستجد لأنه ببساطه كان ينتظر لتعجن الأمور المثارة اليوم منذ أن بدأ يفكر في تحريك الركود لذلك فالدكتور فتحي الشقاقي سيظل كتابا مفتوحا لا يغلق، وسيظل الذي أسس علامة بارزة في التحول العملي لإعادة مفهوم الإسلام الثوري الجهادي حيث سيظل الدكتور فتحي الشقاقي فدائيا ومجاهدا من نوع متميز فدائي داخل الانتماء الذي طاله وفدائي في النمط الذي انتهجه. في الأولى استطاع بعد أن كان دريئة لتلقي السهام أن يحول السهام لترمى حيث يجب أن ترمى وفي الثانية استطاع أن يؤسس لما بعد الفرد ، وأن يجعل الفرد التنظيم، وان يستمر التنظيم حركة ، وان تستمر الحركة تعطي ومن اجل ذلك فإنك تستطيع في التحليل السياسي أن تتناول بالتساؤل مواقف معظم التشكيلات لكنك في عين الوقت تستطيع أن تركن للاطمئنان للموقف الثابت والمبدئي لحركة الجهاد الإسلامي.. الذي جعل القضية المركزية فلسطين فوق أي محاولة للمساومة أو حتى موضع تساؤل عن بديل استمرار الجهاد .
                لقد شاء الله سبحانه وتعالى أن يستشهد الدكتور فتحي الشقاقي وهو في عين العاصفة وذروة القدوة على العطاء ، ولاراد لمشيئة الله ويكفي هنا أن نستذكر أن الشهيد كان أول من خط في كلمة الجهاد حرف الحركة وأعطى للحركة وقعها اليومي وإيقاعها الذي تدفقته الجماهير فاستمر بعد رحيله راسخا ثابتا. فاسقط رهان الصهاينة الذين كانوا يعتقدون أن الجهاد سيذهب مع ذهابه.. وهاهم اخوة الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي وتلامذته يتابعون الخطى بعده بثبات المؤمن ووضوح الثائر وقناعة هي اليقين.
                فقد أردت أن أتحدث عن الشهيد الرمز وليس الشهيد الشخصي .. فأن فتحي الشقاقي تحول في تاريخ الشعب الفلسطيني والعربي والإسلامي إلى رمز جهادي ستزداد مع الأيام دلالاته وإشعاعاته ، تماما كما تحول المجاهد الشهيد عزالدين القسام إلى رمز لا يزال إلى اليوم مشعلا يضئ درب المجاهدين .
                فتحي الشقاقي رمز عطاء حتى الشهادة.
                · الأستاذ فضل شرور / صحفي وسياسي فلسطيني ومدير إذاعة القدس / دمشق .

                · 10/1999 .
                إذا كان دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يستقيم إلا باالدم فيا سيوف الله خذينى

                تعليق


                • #38
                  رد: " ملف خاص " .. سيد شهداء حركة الجهاد الإسلامي..الشهيد القائد فتحي الشقاقي ( أبو إ

                  صوت الجماعة الإسلامية : من لم يعرف الشقاقي لم يعرف فلسطين

                  من كلماتك نضيئ ذكراك
                  صعب رثاؤك... صعب رثاء المجاهدين مثل وجودهم الصعب، وعمرهم الصعب ودربهم الصعب...
                  صعب رثاؤك، مثل جرح العين، لأنك الشهيد والمجاهد، والقائد، العصي على الرثاء، المقبل بكل اخضرار القلب على الشهادة...
                  لأنك الشهيد المتسامق عن الدمع الضارب في الانتماء. لحظة اقتراب رصاص الغدر واتساع مساحة الجرح...
                  صعب رثاؤك، لأنك أبا إبراهيم، البسيط الروح والملامح إلى حدود الألفة، الصارم الموقف والكلمة إلى حدود الشهادة... الرجل الطيب والمجاهد الشجاع الذي يجمع ما بين قلب يخفق لورد البراري البكر، وخطوات يتبعها هدير بحر غزة، رغم سطوة المسافات.
                  صباح السادس من تشرين الأول...
                  نهضت المدائن الفلسطينية لتعد لوجهك نور نار الصباح... فافتقدتك... واستيقظ البحر الفلسطيني مناديًا باسمك حين لم يظهر شراعك في الأفق... غير أن دمك راح يزحف عبر الحدود إلى امتداد الأرض معلنًا غيابًا له طقوس العودة... كنت بعيدًا تمحو عن الأشياء غربتها بقرآن الصباح وتهيئ كل ما لديك في قلب وفكرة وساعد وذاكرة نشأت ذات يوم جريح من أيام عام 1948م على مقربة من مدينة يافا، وعرفت سر الجذور وكيف بوسع حجارة البيوت أن تقاتل في غزة، وامتدت ما بين غياهب السجون وقساوة المنفى، في مواجهة الاحتلال.
                  كنت بعيدًا تفتتح نهارك بعبور البوابة الصعبة، مستمدًا من الرؤية ذلك العناد الذي يتشابه إلى حد بعيد مع وقفة الشجر على التراب الفلسطيني، ولذلك لم تكن ترضى بغير الموقف المسور بالحرائق طريقًا إلى فلسطين.
                  كنت بعيدًا عن أرض الوطن، قريبًا من وصاياهم؛ من الرسالة إلى الدم .. من الأنبياء إلى الشهداء.. كنا يا أبا إبراهيم نراك وأنت تجهد يومك، منذ صلاة الفجر، لتبقى لفلسطين في هذه المرحلة الوعرة المكتظة بالأعداء نافذة مشرعة باتساع الحلم، وكان التعب يتسرب إلى خطوط يديك وجبينك، لكن روح العزيمة تظل فيك شجرًا ضارب الجذور في العقيدة.
                  لا أخشى الموت... أموت أفضل من أن تموت الأمة (فتحي الشقاقي)

                  فتحي الشقاقي ... صانع التاريخ
                  إن الحديث عن الشهيد الشقاقي المفكر الإسلامي الفذ هو حديث عن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين فكلاهما متلازمان لا ينفصمان، وتبرز عظمة الدكتور فتحي الشقاقي في استطاعته ترجمة أفكاره ورؤاه الناضجة بصورة عملية فخرجت حركة الجهاد الإسلامي فكرًا وممارسة عملية وتواصلاً ممتدًا وثباتًا قلما يوجد في حركات أخرى.
                  وفي حديثنا هنا عن الدكتور فتحي سنحاول أن نستذكر بعضًا من كلماته وأفكاره التي كانت تجيب عن السؤال: من نحن؟ في بداية الثمانينات حيث كان يلقي محاضراته متنقلاً بين بيوت المخيمات الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية حيث أكد الدكتور فتحي الشقاقي رحمه الله يومها إلى أربع مرتكزات أساسية تميز حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين عن غيرها من الحركات الإسلامية الأخرى وكذا الوطنية الفلسطينية.
                  وقد شكلت تلك المرتكزات ولا زالت منطلقًا لمواقف الحركة من مختلف القضايا المحلية والدولية إضافة إلى وضوح الرؤية والمنهج والتي منها انطلقت حركة الجهاد الإسلامي ومن وإلى دائرة هذا المشروع الكبير (مشروع الإسلام وفلسطين).
                  أولاً: نظرية التغيير في العمل الإسلامي:
                  فيما كانت الحركة الإسلامية بحسب مدرسة الإمام الشهيد حسن البنا تعتمد لتحقيق التغيير _ الإعداد المتكامل والشامل في عملية التغيير بدءًا من إعداد الفرد المسلم فالأسرة المسلمة فالمجتمع المسلم وصولاً إلى الدولة المسلمة من خلال المجتمع الذي يعيش فيها.
                  ولإدراك حركة الجهاد الإسلامي بأن الأنظمة الحاكمة لن تسمح بتحول المجتمع إلى الإسلام وستجهض كل محاولة للنهوض والبعث الإسلامي فقد تبنى الدكتور الشقاقي التغيير بمفهوم الثورة الإسلامية الذي يعتمد الخط الجماهيري وتحريك القوى الشعبية العريضة بكامل قطاعاتها وبالتالي فالجهاد الإسلامي بذلك يخرج من فلك التنظيم إلى سعة التيار وهو ذات الأسلوب الذي انتهجه الإمام الخميني رحمه الله والذي تأثر به الدكتور فتحي رحمه الله.
                  وقد جمع الشهيد الشقاقي بين الإمام الخميني والإمام سيد قطب رحمهما الله جميعًا إذ اعتمد وتبنى أفكار سيد قطب الطليعة ذات النمط الخاص والعمل النوعي وعمل على تربيتها تربية جهادية متوزانة.. الطليعة الرافضة للتعايش مع الجاهلية والمتوسلة بالعزلة الشعورية من أجل تكوين أفرادها وعناصرها..
                  ثانيًا: فالتربية عند الشقاقي هي عملية ميدانية وذات عمق إيماني وتعتمد أسس أخلاقية وواقعية بعيدًا عن النظرية المجردة أو الفكر الجاف وهي تربية إيمانية وجهادية في آن واحد وشخصية الفرد الطليعي المسلم يتم صقلها من خلال الاحتراق في أتون المعركة والتضحية بالغالي والنفيس في سبيل الإسلام العظيم.
                  فهكذا التربية بالنسبة للفرد والجماعة عملية شاملة مستمرة لا تقتصر على جانب دون آخر ولا تحدها مرحلة معينة فكما أن قيام الليل وصيام النهار عبادة ترفع النفس إلى أشواق عليه فإن الصبر على مجاهدة الأعداء يطهر النفس ويزكيها. ولا يصح الفصام بين الأمرين.
                  ومن ذلك كله اختار الشقاقي الشهيد أسلوب الثورة الشعبية وإعطاء المقاومة الوجه الجماهيري العام، وتبنى مفهوم التيار الثوري الواسع على محدودية التنظيم.
                  إن حركة الجهاد الإسلامي ترى أن الأنظمة العربية هي الوجه الآخر للعملة التي على وجهها الآخر إسرائيل وهي رأس الحربة الموجه إلى قلب الأمة الإسلامي.
                  ثالثًا: القضية الفلسطينية قضية مركزية للحركة الإسلامية:
                  غني عن القول أن حركة الجهاد الإسلامي طرحت القضية الفلسطينية قضية مركزية للحركة الإسلامية المعاصرة ليس للحركة الإسلامية في فلسطين فحسب بل للحركة الإسلامية المعاصرة في الوطن الإسلامي كله أي أنها لكافة المسلمين في العالم أجمع.
                  وقد نادت الحركة الجهادية بأولوية القضية الفلسطينية على غيرها من قضايا الأمة الإسلامية الأخرى، وذلك انطلاقًا من فهمها الواضح لحقيقة الصراع في فلسطين من حيث كونه صراع حضاري ممتد بين الإسلام والغرب ممثلاً في المشروع الصهيوني على أرض فلسطين وأنه يجب النظر إلى هذا الصراع من منظور قرآني ممثلاً في:
                  × حتمية تجمع اليهود في فلسطين.
                  × حتمية العلو والإفساد الإسرائيلي.
                  × حتمية التمكين الإسلامي.
                  وأن أهمية فلسطين لحركة الجهاد الإسلامي تنبع من أبعاد ثلاث أولها:
                  فلسطين أرض مقدسة فيها المسجد الأقصى وقبة الصخرة وهي أرض الإسراء والمعراج.
                  البعد التاريخي من حيث شكل الاحتلال في فلسطين من قبل اليهود ورأس حربة في الهجمة الغربية على العالم الإسلامي والتحدي الغربي هو أحد أهم الأخطار التي تواجه العالم الإسلامي.
                  الخطر المباشر الذي تشكله إسرائيل على الشعب الفلسطيني ومستقبله.
                  ومن هنا كان يرى الجهاد أن التصدي للاحتلال مسألة غير قابلة للتأجيل أو التوقف ولابد أن تستمر دون انتظار ومن هنا كان يرى الجهاد أن التصدي للاحتلال مسألة غير قابلة للتأجيل أو التوقف ولابد أن تستمر دون انتظار إنشاء الدولة الإسلامية هنا أو هناك.
                  وقد طرحت أفكار حركة الجهاد بشكل واضح ومفصل عبر أكثر من دراسة منها:
                  × فلسطين القضية المركزية للحركة الإسلامية.
                  × المشروع الإسلامي المعاصر.
                  × الإسلام والقضية الفلسطينية.
                  وقد اعتبر الكثير من الكتاب والباحثين أن هذا الأساس والمرتكز يتمحور عليه كل مواقف الجهاد الإسلامي وممارساته في فلسطين وخارجها فموقف الجهاد يتحدد من أي حدث أو قضية أو حتى أشخاص أو حركات قربهم أو بعدهم عن القضية الفلسطينية أو تأثيرها سلبًا أو إيجابًا على القضية الفلسطينية، القضية المركزية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.
                  رابعًا: الوحدة الإسلامية طريق الانتصار:
                  إن حركة الجهاد الإسلامي تعتبر نفسها جزء لا يتجزأ من الحركة الإسلامية المعاصرة تقف في طليعتها من أجل نصرة الإسلام وإعادة الكيان السياسي الإسلامي للوجود.
                  وتدرك أن أهم عوامل الانتصار للمشروع الإسلامي المعاصر يقتضي توحيد كافة الطاقات للمسلمين وعلى هذا فإن الجهاد الإسلامي والدكتور الشقاقي الشهيد دعوا دومًا كل فصائل الحركة الإسلامية إلى الحوار البناء على طريق التنسيق والتعاون وانتهاءً إلى الوحدة في البرنامج والتصور.
                  ولقد خاض الدكتور الشهيد في الداخل والخارج وكذا تلامذته في حياته وبعد استشهاده أيضًا حوارات جادة لتوحيد الصف الإسلامي وتوصلوا في بعض الأحيان إلى صيغ مناسبة للعمل المشترك وإن لم يلتزم بها الآخرون أو يلزموا أنفسهم بها فيما بعد.
                  وعليه ومنه ينبع موقفنا من الحركات الإسلامية الأخرى في فلسطين وخارجها من خلال قوله تعالى: "إنما المؤمنون أخوة"و لا يجوز الاقتتال أو الصراع معها وإنما يجب معاملتها بالحسنى أو بالمثل إن كان لا يؤدي إلى مفسدة أكبر.
                  وموقف الحركة من الوحدة موقف ثابت لا يتغير.
                  قال الشهيد
                  × بعد ثلاثين عامًا من الثورة نستيقظ اليوم على سلام مفخخ في شريط ضيق محاصر سلام أسوأ من أي حرب، سلام ينزع عن فلسطين كل عناصر القوة الكامنة والقداسة ويسلمها طائعة إلى أعداء الأمة.
                  إلى الذي غاب جسداً
                  تمر في هذه الأيام الذكرى السابعه لاستشهاد أحد أنبل رموز جهاد أمتنا ضد الهجمة الغربية، ذكرى القائد المعلم (بحق ولا مبالغة) الدكتور/ فتحي الشقاقي الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الذي اغتالته يد الموساد يوم 26/10/1995م في الواحدة ظهرًا بجزيرة مالطا، عندما كان عائدًا من ليبيا بعد رحلة جهاد أخرى تتصل بموضوع (الفلسطينيين المطرودين من ليبيا في حينها).
                  رحل الشقاقي ولم يكمل عامة الثالث والأربعين، ولم تكتمل أحلامه، برؤية الوطن الذي فيه ولد، وعلى أرضه تشكلت ملامحه وأفكاره، رحل الشقاقي، غريبًا تمامًا كأبي ذر الغفاري، والحسين بن علي، لقد تذكرت اليوم كلمة قالها عنه السيد/ حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله بعد بنبأ استشهاده: (الآن عرفت لماذا كان الدكتور/ فتحي.. يحب الإمام الحسين كل هذا الحب ولماذا كان يلح عليه في مجمل خطابه وحركته.. لماذا؟ لأنه مثله تمامًا.. استشهد غريبًا لقد جمعتهما الشهادة والغربة).
                  ولد الشقاقي عام 1951م في قرية زرنوقة بمخيم رفح للاجئين الفلسطينيين والده كان عاملاً فقيرًا وهو إمام للقرية وقتها. كان متدينًا توفيت والدته وهو لم يتجاوز الخامسة عشر من عمره بعد. فشكل فقدها مع فقدان قريته بعد نكبة 1948م يتمًا ذا مذاق خاص توحد فيه الوطن بالأم ليكون قلبًا طيبًا حنونًا على الأخوة حنونًا على فلسطين حتى النفس الأخير وصلابة وصبرًا في الحياة.
                  درس الشقاقي في مدارس غزة وعمل مدرسًا للرياضيات في القدس ثم درس الطب في جامعة الزقازيق في مصر وتخصص في طب الأطفال وبقي في مصر من عام 1974م حتى 1981م خلالها تأثر وأثر في الحركات الإسلامية التي كانت تصعد وتنمو في مصر وقتها وأسس النواة الأولى لحركة الجهاد الإسلامي من 60 كادرًا منظمًا من الفلسطينيين الذين كانوا يدرسون في جامعات مصر وقد مال الشقاقي رغم إيمانه الإسلامي العميق للثقافة الحديثة ومصادرها شعرًا كانت أو نثرًا وساعد على تنمية هذه الثقافة لم تكن الخطابة إحدى مذاهب فتحي الشقاقي المميزة ولكنه في المقابل امتلك مقدرة تنظيمية تلقائية وحسًا قياديًا ومثابرة لا مثيل لها بين معظم أبناء جيله.
                  ومع انتصاف عقد الثمانينات وبعد سلسلة من المطاردات والإعداد الجيد للتنظيم والحركة انطلقت فعاليات حركة الجهاد الإسلامي مع عام 1986م لتهز الأرض تحت أقدام العدو الصهيوني ولتكون بشهادة الخبراء والمراقبين نقطة التفجير الحقيقية للانتفاضة الفلسطينية الباسلة.
                  وكان لصعود حركة الجهاد وانطلاقها في هذا المناخ الذي واكب سقوطًا مدويًا لخط التنازل الذي قادته منظمة التحرير الفلسطينية أثره الهام في إبقاء جذوة الجهاد مشتعلة وإبقاء القضية حاضرة في ذاكرة الأمة وضميرها.
                  وبعد رحيل الشقاقي (بأمر من وزير الدفاع الإسرائيلي وقتها اسحق رابين) إلى خارج فلسطين يوم 1/8/1988م إلى جنوب لبنان فدمشق كانت حركة الجهاد قد استوى عودها وقويت شوكتها وكان لعملياتها الاستشهادية والنوعية أثرها الفاعل على الشعب الفلسطيني المجاهد والقوى الحية بداخله وعلى باقي القوى العربية والإسلامية خارج فلسطين ففي الوقت الذي تصور فيه ليس الأعداء فحسب بل الأصدقاء أيضًا أن جذوة الثورة قد انطفأت إذ بها تنطلق وبقوة وبوعي وبذكاء وشجاعة لا يمتلكها غير رجال في حجم فلسطين ونبل قضيتها.
                  ولم يكن الشقاقي مجرد زعيم لحركة مسلحة بل كان مفكرًا ملفتًا وسياسيًا جامعًا تلتقي من حوله القلوب وتتآلف.
                  لقد أبدع الشقاقي عشرات الدراسات والأبحاث والمداخلات الفكرية وكان الإسهام متميز في مجال التنظير لعلاقة العروبة بالإسلام ولقضية التبعية ومشروع النهوض الفكري للأمة ولمركزية القضية الفلسطينية وأهمية وضعها على رأس أولويات الحركة الإسلامية المعاصرة.
                  وكان للشقاقي حضوره السياسي الفذ في الملتقيات السياسية العربية والإسلامية في مقدمتها (ملتقى الحوار العربي الثوري الديموقراطي) و(المؤتمر القومي العربي) و(مؤتمر الشعب العربي الإسلامي) وشهد كل من التقاه أو تعامل معه في هذه الملتقيات بقدرته الجامعة الموحدة لفصائل الأمة ورؤاها واتجاهاتها.. وكان للشقاقي قدرته المتميزة على نسج العلاقات السياسية والإنسانية مع العديد من الدول الإسلامية الثائرة مع الاحتفاظ في الوقت ذاته باستقلالية حركته وتنظيمه الذي حرص منذ اللحظة الأولى لتشكيله على أن تكون فلسطين هي مركز الثقل الرئيسي لقوة التنظيم وأن الوجود الخارجي للتنظيم مجرد وجود إعلامي قبل الحجم ومؤقت المدة ومن هنا جاءت كلمته الشهيرة عندما قيل له ماذا ستفعلون إذا طلبت منكم الدول التي تستضيف وجودكم الإعلامي (السياسي) أن ترحلوا بعد توقيعها لاتفاقات سلام: أجاب: (إن متاعنا خفيف.. وثقلنا الرئيسي في الداخل) تمامًا على النقيض من العديد من التنظيمات الفلسطينية الأخرى..!!
                  إن أبلغ ما يقال ونحن نحتفل بذكرى استشهاد القائد المعلم الدكتور فتحي الشقاقي.. هو كما قاله الدكتور/ رمضان عبد الله في مقدمة موسوعة الأعمال للشهيد فتحي الشقاقي.. إن فكر الشهيد الشقاقي وجهاده المبارك لا يجب أن يقرأ بحرفيته فقط بل بزمنيته أيضًا. لابد من التعرف عن قرب على حركة الجهاد الإسلامي ودراستها في إطار نهوضها التاريخي لمعرفة أسباب ومقومات وظروف نشأتها في الحركة الإسلامية والحركة الوطنية الفلسطينية والوقوف على أهمية الإسهام أو الإضافة التي قدمها الشهيد الشقاقي للنهوض بواقع الأمة في معركتها الحضارية الشاملة.. إن الشهيد الشقاقي سيبقى علامة فارقة في تاريخ جهاد شعب فلسطين والأمة فحين أغمد المناضلون القدامى سيوفهم وامتشقوا أقلام التواقيع على صكوك الخيانة والاستسلام كان الشهيد الشقاقي يمتطي صهوة جواده ويعلن مجددًا أن الطريق إلى فلسطين تمر عبر فوهة البندقية وحين كان الصهاينة يحاصرون الزمن العربي كله فتصبح الأرض والتاريخ والجغرافيا والعقيدة السياسية والاقتصاد واللغة والإرادة والضمير والوجدان كلها مهددة كان الشقاقي يخترق الحصار الصهيوني لهيبًا وانفجارًا استشهاديًا لا يقاوم لم يكن مشروعه رحمه الله يسعى لأن يرسل فلسطين إلى العالم تستجدي ضميره النائم بل كان يطمح أن يأسر العالم كله في وديان وشعاب فلسطين بالانتفاضة والثورة.
                  قال الشهيد... احملوا الإسلام العظيم ودوروا مع فلسطين حيث تدور
                  إن المبدأ ميزان، والحركة تعرض عليه، وإن الحق خالد والأشخاص زائلون ولا محالة. وإن القضايا الكبيرة والمقدسة تستمد قوة اندفاعها وقدرتها على الانتصار من الحق الذي تنطلق منه، ومن القداسة التي تعمر قلوب وعقول من يؤمنون بعدالة قضاياهم وبانتصارها الحتمي.
                  لذلك يجب ألا تتجسد القضايا في شخص بعينه أو مجموعة محددة من الأشخاص أو في إطار بذاته، لأن القضايا قد تنتهي وجود أشخاص في مرحلة، وقد تستغني عنهم في مرحلة أخرى لتفسح المجال أمام طاقات مبدعة ومتحررة من أسر المألوف والمتعارف، طاقات لا تقبل أن يكون سقف عملها وحركتها وهو الممكن والمتاح فقط، بل تؤمن أن حركتها التغيرية سوف تكتسح كل ما هو هش وكل ما هو زائف، وكل ما هو ضد الثوابت والمسلمات الإنسانية. مهما كانت قيمة الأشخاص ومزاياهم التي يتفردون بها عن غيرهم على الجماهير أن تحذر من إضفاء طابع القداسة على أقوالهم وأفعالهم، وألا تجعلهم بالتالي مرادفًا لقضاياهم أو هم القضية نفسها.
                  التاريخ يقف بإعجاب أمام شخصية قوية بكل معنى الكلمة مثل شخصية عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) إلا أنه قالها بوضوح (ما عمر لولا الإسلام)؟
                  ما فلان لولا فلسطين؟ ما فلان لولا بحر الدماء الذي يرمز له الشهيد؟
                  ما فلان لولا ما تختزنه القضية من أبعاد عقدية وحضارية مصيرية؟
                  ما فلان لو كان بمكان آخر وأمة أخرى؟
                  إننا نجني على الحق (إن نحن جسدناه في رمز) لأن مساحة الحق هي العلم وعمره قصة الوجود، ورموزه هم الذين يعيشونه في حياتهم ويموتون كي يعيشه من يأتي بعدهم.
                  مات محمد e ومات الخلفاء الأفذاذ (رضي الله عنهم) وبقي الإسلام ما بقيت شمس وقمر وعلى الجانب الآخر مات أبو جهل ومات الحجاج، ومات الملك عبد الله، ومات السادات فاشتعلت الانتفاضة، الثورة لتبقى القضية (قضية الإسلام والمسلمين).
                  لقد علمنا نبينا وأسوتنا محمدe المبدأية حقًا حينما قال: (والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه).
                  إما ظهور الحق غير مجزأ وإما الموت (إما النصر المبين، وإما الشهادة)، إما أن نعيش في أرض فلسطين أحرارًا شرفاء وإلا فمرحبًا بالموت مرات ومرات في سبيل عز الإسلام وفلسطين.
                  لذلك على الجميع أن يدركوا جيدًا ومن موقع المسئولية التي أناطها بنا الإسلام العظيم:
                  - لا تربطوا القضايا بالأشخاص مهما كان بريقهم.
                  - تفانوا في الحق حتى يقبلكم الحق إن شاء الله.
                  ولأننا مأمورون بخدمة الإسلام ولأن الإسلام يعيش التحدي المركزي في فلسطين نقول احملوا الإسلام العظيم ودوروا مع فلسطين حيث تدور.
                  قال الشهيد... القيادة الإسلامية الموحدة
                  في بيانها الأخير الذي وزع في الوطن المحتل بتاريخ 3/5/1995م دعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إلى تشكيل قيادة إسلامية موحدة باعتبارها القيادة القادرة على القيادة المستمرة لجماهيرنا وباعتبارها مطلبًا ربانيًا وتاريخيًا.. كما جاء في البيان، والحقيقة أن هذه الدعوة للوحدة ولتشكيل قيادة إسلامية لم تكن الأولى، فمنذ اللحظة الأولى لإنشاء حركة المقاومة الإسلامية حماس ودخولها في فعاليات الانتفاضة، توجهت حركة الجهاد الإسلامي (التي كانت تحتل وقتها عناوين الصحف ونواحي الأزقة والشوارع)، توجهت إلى الأخوة في حماس داعية لقيام القيادة الإسلامية الموحدة وإلى الجبهة الإسلامية العريضة التي تضم كل المؤمنين باستمرار الجهاد والنضال حتى تحرير كامل الوطن، ورغم فشل تلك المحاولة لأسباب خارجة عن إرادتنا، إلا أن دعوتنا للقاء والتعاون والوحدة استمرت بلا كلل. فمسألة الوحدة بالنسبة لنا كانت دومًا مسألة استراتيجية في غاية الأهمية منذ أن رأت حركتنا النور في مطلع الثمانينات فقد كنا نرى في الوحدة واجبًا شرعيًا مقدسًا إضافة إلى إدراكنا أن الحركة الإسلامية لن تحقق انتصارها إلا بالوحدة الإسلامية ولا يجب أن تبقى مصطلحًا تلوكه الألسنة ولا يتجاوز الحناجر.
                  كما هو واقع فعلاً، ولا شعارًا خادعًا نكتبه على مقرات أحزابنا دون أي جهد حقيقي لتحويله إلى برنامج عمل وسياسية وواقع، علينا أن نقرأ تاريخنا وتاريخ العالم بوعي وأن نعرف كيف نقرأ السياسة الدولية واتجاهاتها لنرى الخطر بنا جميعًا والي يهدد وجودنا وليس مجرد ثقافتنا.
                  القيادة الإسلامية الموحدة هي طريقنا لتجاوز الأزمة الراهنة وتجاوز المأزق الذي وصلتنا إليه القيادة الرسمية وهي ليست وسيلة للحصول على المزيد من المقاعد في المجلس الوطني الفلسطيني الذي تنازل عن أكثر من نصف فلسطين واعترف بشرعية الوجود الصهيوني، وإنما طريقنا لاستمرار الجهاد دون أي مساومة مع الذين فرطوا وما زالوا من المفرطين.
                  عندما رفضنا في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الانضمام للقيادة الوطنية الموحدة عند تشكيلها بعد شهر على اندلاع الانتفاضة الثورة لم نكن نرفض مبدأ التعاون والتنسيق بين القوى الفلسطينية في مواجهة العدو الصهيوني، ولكنا كنا نرفض أن نكون غطاء لحوارات التصالح مع العدو كما جاء في نفس البيان 3/5/1995م لقد جعلت (الموحدة) من نفسها غطاء لسياسة التنازلات المجانية وحملت بالتالي إثم تسويق هذه المواقف ليحدث ما خشيناه وحذرنا منه.
                  ولذ ونحن نكرر نداء القيادة الإسلامية والجبهة الإسلامية علينا أن نؤكد رفضنا الجلوس في منبر المساومة مهما كانت المبررات وأن نؤكد خيارنا: الخندق المقاتل الذي يجمع كل المجاهدين وكل السائرين على درب ذات الشوكة حتى تحرير كامل تراب الوطن.
                  قالوا في الشهيد
                  × عرفته قبل عشرين عامًا وحين وقعت في أسره أدركت أنني ولدت من جديد كانت غرفة فتحي الشقاقي، طالب الطب في جامعة الزقازيق، قبلة الحواريين، وورشة صياغة كل شيء من حولنا وتعيد تكوين العالم في عقولنا ووجداننا.
                  (د. رمضان عبد الله الأمين العام الجديد لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين)
                  × كان يرى أن علينا الإبقاء على جذوة المقاومة مستمرة مشتعلة لا يهم أنها ستقوي مع الإصرار والاستمرار.
                  (فهمي هويدي)
                  × إن مصرع الدكتور فتحي الشقاقي على أيدي قوى الشر والجريمة لم يستهدف شخصه هو وحده، ولكنه استهدف القوى العربية الوطنية والقومية والديموقراطية والإسلامية المستنيرة كلها. لقد كان استشهاده منارًا إلى هذه القوى.
                  (د. طيب تيزيني مفكر عربي - سوريا)
                  × عرفت فتحي خلال عدة مؤتمرات إسلامية آخرها المؤتمر القومي الإسلامي في لبنان عرفته صلبًا عنيدًا متواضعًا مثقفًا متعمقًا في الأدب والفلسفة.. جمع شخصية المثقف المعاصر الواقعي المعتدل.. وهو مزيج نادر بين النماذج الجهادية التي حملت راية الجهاد في عروقها.
                  (الشيخ راشد الغنوشي)
                  × كان أيام حياته سلسلة بطولات أشرق بها جهاد الشبيبة التي من حوله، والتي ستفتح أبواب الجنة بمفاتيح الشهادة لقد علم رجاله من خلال يقينه الراسخ أن الشهادة في سبيل الله أسمى متعة يمكن أن يتذوقها إنسان وأقرب نشوة يمكن أن تطوف بالرؤوس غير أنها مخبوءة داخل لفافة من وهم الآلام واختراق الأخطار.
                  (محمد سعيد البوطي)
                  × كان الإسلام كل همه ولم يكن إسلامه فلسطينيًا، بل كانت فلسطين تمثل هم الإسلام الكبير،لم أتمثله من عمق الروح في عمقها الروحي في التاريخ وتحديات الحاضر وتطلعات المستقبل وحركة الواقع السياسي المتنوع الممتد في كل قضايا المنطقة.
                  (محمد حسين فضل الله الأمين العام لحزب الله)
                  آه يا فاطمة لو تعرفي كم عذبوه
                  فاطمة
                  التي غادرت لحل القيود لتحمل بين يدها خبز الصغار..
                  وتخبز جرحها اليومي..
                  لتسأل عن الفارس؟!
                  أين كان؟
                  وأين أخذوه؟
                  تبحث عنه في حواري المخيم..
                  وتفتش عنه في كل الوجوه.
                  وجوه الأطفال
                  وجوه الرجال
                  الصغار
                  أو الكبار
                  تحتضن صورته وتسأل عنه..
                  هل رأى أحد منكم الفارس هذا الصباح؟!
                  قالوا أخذوه
                  هل رأيتموه..
                  وسامًا على صدور الشهداء والمطاردين..
                  قالوا..
                  أخذوه..
                  هل رأيتم القيد يرفض الانصياع لأمر جلاديه!!
                  السوط يتكسر.. الطوق يتكسر.. الكل يتكسر..
                  وأهات بنساء المخيم..
                  تصعد بحثًا عنه
                  تهبط بحثًا عنه
                  ورفح الحزينة تستيقظ صباحًا
                  لتسأل كل السائلين
                  هل جاء الفارس في المساء
                  اليوم فاطمة تغادر القهر
                  اليوم موعدها مع البدر
                  اليوم الرابع عشر
                  وفاطمة تعانق الليل
                  تنتظر اكتمال البدر
                  لكن.. البدر لم يكتمل اليوم
                  فهل سألتيه عن السبب؟!
                  كل الأشياء تنكسر حزنًا عليه
                  كل الأشياء تتوقف خوفًا عليه
                  تبحث عنه
                  تفتش
                  القمر يغادر المكان
                  ليخترق ظلال الأشياء
                  يشاهده مصلوبًا
                  أو مقلوبًا
                  أو مجروحًا
                  في زاوية القباء
                  آه يا فاطمة لو تعرفي كم عذبوه
                  آه يا فاطمة كم مزقوه
                  لو تعرفي كم علقوه
                  ولكن هل تعرفي
                  لن يستطيعوا أن يقتلوه
                  قال الشهيد
                  × إنني لا أخاف على حركة الجهاد الإسلامي فلقد بنينا صرحًا متماسكًا.. فلسطين غايته والاستشهاد أداته ووسيلته.. وشبابنا في الداخل قادرون على تغيير الواقع وخلق المستقبل الذي يليق بالشرفاء والمجاهدين وبالقدس الشريف.
                  الشاهد القائد ... هو القائد الشهيد
                  في صباح 26 من تشرين الأول كانت قامة أبي إبراهيم هدفًا وحيدًا.. ثمة رجل واحد جسد حضوره بلحظة واحدة اختصارًا لجميع أهداف طلقات الغدر الصهيوني.. رجل واحد جمع في صدره أشياء ورموزًا فلسطينية، وحدق بالطلقات وهي تهاجمه، بعينين راسختين.. وفي برهة الشهادة، أرسل أبو إبراهيم طيور قلبه لتحلق ما بين قرية زرنوقة وقباب القدس، فيما طلقات روحه كطائر النورس البحري فوق البلاد، قبل أن تصعد إلى السماء سحابًا وندى إلى بارئها، متعانقة مع روح هاني عابد ومحمود الخواجا، حيث مقام الشهداء والأنبياء.
                  أبا إبراهيم.. كنت تعرف أن النهارات من حولك مفخخة بالرصاص، وأن كثيرًا من الطرقات تصوب حقدها إليك وتحاول أن تنسف خطوط يديك ذلك لأنها تتشابه إلى حد كبير مع انفجارات بيت ليد ونتساريم التي سحق المجاهدون فيها جند الاحتلال ومستوطنيه.. كنت تعرف أنك أنك، وكلما اقتربت من فلسطين كلما تحفز رصاص الغدر وأقام كمائنه تحت الظلال لاغتيال قامتك..
                  ولكنك كنت تعرف أيضًا وزن الطريق إلى فلسطين يقف في الحد الفاصل ما بين النصر والشهادة.
                  لم يكن الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي، القائد الصورة، وإنما المجاهد والموقف والمثال، ولذلك لم ينتظر حرسًا رسميًا أو مراسم في أي اتجاه ذهب إليه، بل كان يمضي متماهيًا مع الأجل، مؤمنًا بقدر المجاهدين.. ولان قلبه كان يصغي لمعاناة الفلسطينيين قي ليبيا في الأيام الأخيرة، فقد سافر إلى هناك وصدره حقل فسيح يتهيأ لعناقهم.. وفي تلك اللحظات هوى، فارتفع دمه وتسامقت هامته..
                  يا أبا إبراهيم.. يا شمس فلسطين، تجري لمستقرها العربي الأغر.. يا قمر الجهاد في منازل العاشقين.. يا طائرًا حلق للفردوس في قنوت الفجر..
                  يا سيف (عز الدين)، يا سرب الجياد المقبلة.. لقد كنت في موكب الفاتحين بوصلة القلب.. وكنت تهيئ للذاهبين إلى جنة الخلد مواعيدهم، نمت على جبهتك السماء رياحين عكا وحنطة مرج بن عامر.. كنت في لحظة الشهادة، فلسطين من النهر إلى البحر..
                  كل الصباح لأبي إبراهيم منذ البحر..
                  كل مووايل البطولة والرجولة لجثمانه الشهيد..
                  كل الجراح الفلسطينية لرثائه العصي..
                  كل الخطى على دربه.. إلى فلسطين
                  إذا كان دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يستقيم إلا باالدم فيا سيوف الله خذينى

                  تعليق


                  • #39
                    رد: " ملف خاص " .. سيد شهداء حركة الجهاد الإسلامي..الشهيد القائد فتحي الشقاقي ( أبو إ

                    بسم الله الرحمن الرحيم
                    والصلاة والسلام على قائد المجاهدين
                    محمد الصفي الأمين
                    في الذكرىالسابعة لاستشهاد الدكتور فتحي الشقاقي
                    فتحي الشقاقي ... الواعي بفكره ... الثائر بدمائه...
                    شهيد الفكر... والدم ... والثورة


                    نور الدين المهاجر/فلسطين
                    من الأشياء التي تشتهر بها بلادنا العربية بعد أن توالت عليها النكبات المتتالية منذ أوائل القرن الماضي أنها أصبحت بلارؤية واضحة وأنها أضحت لاتملك من البصيرة الا قدرا بسيطا لا نجده الا فيما ندر... ولأن محصلة ما تلقت الأمة من ضربات على مدى قرن كامل كان قويا لدرجة أن تخبطت الأمة في جهلها... وتراجعت في شتى الميادين... وشيئا فشيئا سقطت في غيبوبة عميقة... غيبوبة فرضت عليها أن تمشي في طريقها وهي نائمة... حتى ان كان هذا المشي يقودها الى حتفها ...
                    * الشقاقي ... والظهور الحتمي:
                    كان لابد لهذه الأمة من معالم تنير لها ولو جزءا بسيطا من طريقها من آن لآخر ...
                    و كانت فلسطين في ذلك الوقت هي وجع الأمة المستقرفي قلبها... وكان كلاهما-الأمة وفلسطين- مغروستان في قلب الرجل حتى النخاع ... وفي وقت عجزت السفن والبواخر الضخمة عن الابحار في تلك الظروف المحيطة استطاع الرجل أن يقود قاربا صغيرا باقتدار متحديا كل الأمواج الثائرة ... و التيارات المضادة ليؤكد للأمة من جديد أن الاسلام هو المارد القادر على تفجير طاقات الشعوب وأنه هو العامل المساعد الوحيد القادر على تنشيط المعادلة الفلسطينية لتكتمل التجربة في أوضح صورة واضعة الأمة على طريقها الصحيح الذي كانت قد ضلت عنه منذ زمن - دون أدنى شعور بالذنب-.... انه الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي ...صاحب الفكر الواعي والدماء الثائرة والمضحي بآخر قطرة من دمه في سبيل غرس بذرة الاسلام من جديد على أرض الطهر الفلسطيني ...
                    *الجهاد الاسلامي..مواقف تاريخية ..
                    من اللحظة الأولى كانت البداية قوية ... ففي الوقت الذي كانت معاهدة( كامب ديفيد)
                    تعلن عن نفسها(1979) كانت حركة الجهاد الاسلامي بقيادة الشهيد فتحي الشقاقي تكتب شهادة ميلادها... لتكون أول خط للدفاع عن ثوابت الأمة الدينية والتاريخية طوال سنين صراعها الطويل ضد وجوه الكفر المختلفة ... وحين غاص العرب في وحل كامب ديفيد في مؤتمر فاس(1982) وانجرفوا- عن قصد - مع تيار الوهم السلامي كان الشقاقي يعلن قيام حرب السكاكين في فلسطين ... نعم كان نهضة في زمن العجز العربي .... كان يحمل الفكرةالبسيطة والمعنى ذو الدلالات العظيمة ...
                    ثائر وهو يكتب ...
                    كاتب وهو يثور ...
                    ملحمي وهو يخاطب الأمة...
                    وطني وهو ينادي على فلسطين ...
                    قابض على جمرة الجهاد ...
                    ممتطيا ذروة هذا السنام ...
                    ومع هذا كله مدرك بأن الدم سيهزم السيف حتما ولو بقطرة واحدة ...
                    شرط أن تكون دماء طاهرة كدماء الامام الحسين ... من أجل هذا كله كان يصرخ في الأمة بأنها على موعد مع الدم ...
                    وأن هذا الدم سيلون كل تفاصيل حياتها ... وأن لا ملاذ للأمة الا الاسلام المقاتل ...
                    وقد كان ماقال ... و سالت الدماء الموعودة ... وعندها وعت الأمة الدرس وأدركت حقيقة ماقال الشهيد ... وآبت الى ربها تائبة ... وانضمت الى القارب الصغير مؤثرة النجاة تاركة البحر للمتخاذلين ... وحين علا صوت البندقية الفلسطينية بالتكبير ...
                    كان الرجل يغادر فلسطين رغما عنه مهاجرا مرة أخرى(1988) وهو يردد... لن أغفرها لك ... لن أغفرها ... كان الوقت قد مضى وكانت محاولة فاشلة من العدو ... فقد ارتفع صوته من الخارج ليكون أقوى مما كان في الداخل ... فكان لابد من اخماد هذا الصوت
                    * الهجرة الأخيرة
                    وحين جاءت لحظة الهجرة الأخيرة ...
                    ترك الشقاقي كل شيء ولبى النداء ...
                    استشهد وهو عائد من رحلة ازالة الهم عن أبناء شعبه المطرودين من ليبيا...
                    لك الرحمة والخلود يارجل يامن علمتنا أن الدم المسلم ليس رخيصا و أن الأمة لابد أن تستفيق اذا ماوجدت الصاعق الذي يفجر طاقاتها ...
                    يامن وضعت الملح على الجرح ...في قصيدتك حين قلت :
                    يا جرح تفتح ياجرح ...
                    يا أهلي هاتوا الملح ...
                    حتى يبقى حيا هذا الجرح ...
                    لن أغفرها لك ... لن أغفرها لك ...
                    تلعنني أمي ان كنت غفرت ...
                    تلفظني القدس ان كنت نسيت...
                    تلفظني الفاء .. تلفظني اللام .. تلفظني السين .. تلفظني كل حروفك يا فلسطين
                    تلفظني الطاء .. تلفظني الياء.. تلفظني النون.. تلفظني كل حروفك يا وطني المغبون
                    ان كنت غفرت ... أو كنت نسيت ....والله لا نغفر ولاننسى ياعزالدين.. وفارس فلسطين
                    والسلام على من اتبع الهدى .
                    إذا كان دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يستقيم إلا باالدم فيا سيوف الله خذينى

                    تعليق


                    • #40
                      رد: " ملف خاص " .. سيد شهداء حركة الجهاد الإسلامي..الشهيد القائد فتحي الشقاقي ( أبو إ

                      د. رمضان عبد الله شلح / الأمين العام الجديد لحركة الجهاد الإسلامي فيفلسطين:
                      "عرفته قبل عشرين عامًا وحين وقعت في أسرهأدركت أنني ولدت من جديد كانت غرفة فتحي الشقاقي، طالب الطب في جامعة الزقازيق،قبلة الحواريين، وورشة صياغة كل شيء من حولنا وتعيد تكوين العالم في عقولناووجداننا، لقد كان أصلب من الفولاذ، وأمضى من السيف، وأرقّ من النسمة. كان بسيطًا إلى حد الذهول، مركبًا إلى حد المعجزة، كان ممتلئًا إيمانًا، ووعيًا، وعشقًا، وثورة من قمة رأسه حتى أخمص قدميه. عاش بيننا لكنه لم يكن لنا، لم نلتقط السر المنسكب إليه من النبع الصافي "وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي"، "وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَ‌لِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي"، لكن روحه المشتعلة التقطت الإشارة فغادرنا مسرعًا ملبيًا "وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى".
                      إذا كان دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يستقيم إلا باالدم فيا سيوف الله خذينى

                      تعليق


                      • #41
                        رد: " ملف خاص " .. سيد شهداء حركة الجهاد الإسلامي..الشهيد القائد فتحي الشقاقي ( أبو إ

                        الكاتب الإسلامي الدكتور رفعت سيد أحمد:
                        "لم يكن فتحي الشقاقي - رضوان الله عليه – بالنسبة لي مجرد قائد لحركة إسلامية مجاهدة تنشد تحرير فلسطين من دنس الصهاينة ولم يكن مجرد صديق تمتد المعرفة والأخوة والصداقة معه لسنوات طويلة، ولكنه كان أكبر من ذلك بكثير كان أخاً وأباً بالمعنى الإنساني المباشر وكان رمزاً ثابتاً لكل معنى إنساني وإسلامي وعربي نبيل ، تعلقّتُ وأبناء جيلي به منذ وعينا على كلمات فلسطين والإسلام والعروبة والعالم من حولنا".
                        إذا كان دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يستقيم إلا باالدم فيا سيوف الله خذينى

                        تعليق


                        • #42
                          رد: " ملف خاص " .. سيد شهداء حركة الجهاد الإسلامي..الشهيد القائد فتحي الشقاقي ( أبو إ

                          أم إبراهيم الشقاقي زوجة الدكتور فتحي الشقاقي:
                          "كان زوجي صاحب قضية، يمضي وقته في العمل لأجل فلسطين، لأن قضية فلسطين هي قضية الأمة، فكان يصل الليل بالنهار يفكر في أمته و أرضه، فهو صاحب شخصية مسئولة ومتألمة لقضايا شعبه وأمته، مخلص لفكرته التي جمع حروفها وكلماتها ضاربا أروع الأمثلة في التضحية و الإصرار".
                          إذا كان دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يستقيم إلا باالدم فيا سيوف الله خذينى

                          تعليق


                          • #43
                            رد: " ملف خاص " .. سيد شهداء حركة الجهاد الإسلامي..الشهيد القائد فتحي الشقاقي ( أبو إ

                            اسحق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي يقول بفظاظة الشامتين ودمامة الخنازير والقردة:
                            "إنني غير آسف لموت الشقاقي والحياة أفضل بدونه".
                            إذا كان دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يستقيم إلا باالدم فيا سيوف الله خذينى

                            تعليق


                            • #44
                              رد: " ملف خاص " .. سيد شهداء حركة الجهاد الإسلامي..الشهيد القائد فتحي الشقاقي ( أبو إ

                              رحم الله المؤسس ابا ابراهيم
                              بوركتم احبائي
                              ..:: [ Military Media ] ::..

                              تعليق


                              • #45
                                رد: " ملف خاص " .. سيد شهداء حركة الجهاد الإسلامي..الشهيد القائد فتحي الشقاقي ( أبو إ

                                من لم يعرف الشقاقي لم يعرف فلسطين
                                اكمل فى وقت لاحق بعون الله ورادته وبعد ما ارى همة الاعضاء فى الموضوع
                                وفى جزء اخر فى هذا الملف الخاص عن المفكر الشهيد فتحى الشقاقى

                                إذا كان دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يستقيم إلا باالدم فيا سيوف الله خذينى

                                تعليق

                                يعمل...
                                X