إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

::أخبار مميزة / تقرير مصور لـ"أخبار فلسطين": أسرة ترفض الملايين مقابل ترك منزلها للمس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ::أخبار مميزة / تقرير مصور لـ"أخبار فلسطين": أسرة ترفض الملايين مقابل ترك منزلها للمس

    ::أخبار مميزة / تقرير مصور لـ"أخبار فلسطين": أسرة ترفض الملايين مقابل ترك منزلها للمستوطنين::




    أخبار فلسطين/ الخليل (خــــــــــــــــــــــاص: سهام عوض الله الحيح)
    مدينة الخليل .. مدينة سيدنا إبراهيم عليه السلام، منذ زمنٍ طويل وهي ترزح تحت الاحتلال كسائر المدن الفلسطينية الأخرى، لكن واقع البلدة القديمة التي يحيى أهلها ظروفاً وحياة فريدة ليس لها مثيل لا على الأرض الفلسطينية ولا على أي أرض محتلة على وجه المعمورة.
    الحياةُ في البلدة القديمة بمدينة الخليل التي يقطنها أكثر من خمسين ألف فلسطيني مع وجود حوالي خمسة آلاف مستوطن تحيط بهم حراسة مشددة من قبل الجيش تفوق مائة ألف جندي صهيوني حاقد مع وجود العديد من المستوطنات المقامة داخلها وأكبرها "كريات أربع" التي تلتهم أكثر من نصف أراضيها ويسكنها مستوطنو وحدة "كهاني" المسؤولة عن تطهير كل عربي والقضاء عليه حيث يعملون على بث الذعر والخوف بين السكان ويعمدون على اقتحام البيوت والاستيلاء عليها عنوةً فيقومون بتشريد سكانها وإسكانهم في العراء.




    ويتصرف هؤلاء على اعتبار أن كل شيء من حقهم؛ كأنهم أصحاب الحق وأن الفلسطينيين هم من يجب عليهم أن يرحلوا عن هذه الأرض، وحتى الحرم الإبراهيمي ذلك المسجد المقدس يُغلق بأمر منهم ويمنع رفع الأذان فيه و يحرم الفلسطينيون من الصلاة داخله بحجة أعيادهم وطقوسهم التلمودية، ويمنع كذلك مرور الفلسطينيين من بعض الشوارع و تخصيصها للمستوطنين الحاقدين وإغلاق بعض البيوت لمصلحة المستوطنين حتى وصل الأمر لحدوث مصادمات يومية بينهم وبين أصحاب البيوت.




    وللتعايش أكثر مع صورة الواقع المأسوي الأليم التقت مراسلة "أخبار فلسطين" بالخليل بالسيد محمد صادق قنيبي القاطن في حارة القزازين منذ خمسة عشر عاماً ويبلغ من العمر (58 عاماً)، وله أسرة مكونة من أربعة أطفال وزوجةٍ حامل في شهرها السابع.
    وتعاني هذه العائلة الصغيرة من أذى المستوطنين وضغوطاتهم، وهم دائماً في خوف شديد مما حرمهم من حياتهم بالاستقرار والأمان والطمأنينة وحتى على صعيد التواصل الاجتماعي قطعت علاقاتهم بالآخرين وحتى الجيران حرموا من التواصل معهم.
    ويقول قنيبي:" إن أطفالي محرومون من الخروج للشارع ومن اللعب حتى في ساحة البيت خشيةً على حياتهم".



    وأضاف:" اذكر أنه أطفالي ذات يوم حاولوا الخروج أمام البيت من أجل اللعب، فقام أطفال المستوطنين بمحاصرتهم وإلقاء الحجارة عليهم وعندما بدأت بالصراخ عليهم ألقوا عليَّ الحجارة حتى هشموا رأسي و كسروا نظارتي الطبية و الجيش يتفرج علينا".
    وتابع المسن عنبيتي يقول:" كل هذه الضغوطات من أجل تهجيرنا من بيتنا، حتى أنهم عملوا على اعتقالي والضغط عليَّ لأقوم ببيع البيت وعرضوا عليَّ شيكاً مفتوحاً، وقال لي أحدهم بالحرف الواحد:"ماذا فعل لك أبو مازن والمحافظ نحن نوفر لكل مستوطن 8 آلاف شيكل شهرياً؟!".
    وأشار إلى أنه وبعد رفضه لطلبهم قدم إليه حاخام أمريكي الجنسية وعرض عليه مبلغ مليون دولار من أجل بيع البيت له، مؤكداً أنه رفض ذلك ورد عليه قائلاً:" نحن أصحاب الأرض الحقيقيين، وهذه أرض الآباء والأجداد لن نفرط فيها وكلنا مشاريع شهادة".



    ونوَّه قنيبي إلى أنه كل يوم له قصة وحياة مع وجود المستوطنين، مشدداً على أنه "لن يرحل مهما فعلوا فالحياة هنا حياة صراع للبقاء وكما ترون البيت مقابل المستوطنين تماماً".
    ويعمل قنيبي بائعاً على بسطة يفترشها أمام منزله، حيث يقول:" لا نستطيع أن نخرج و نترك البيت جميعاً .. يجب أن أبقى بالبيت حتى لا أعطيهم فرصةً للسيطرة عليه".
    ومضى يقول:" لقد حرمت من عملي لبقائي في البيت لحمايته، فعملت على إيجاد بسطة أضعها على باب البيت لأعيل أسرتي وأبقى حارساً لمنزلي المهدد في آنٍ واحد".
    وفي سؤاله عن دور الجيش الصهيوني الذي يتواجد بصورة كثيفة، قال قنيبي :"دور الجيش يتجسد في حماية المستوطنين، حتى أنهم يشكلون عاملاً مساعداً لهم لممارسة الضغوطات ضدنا".



    من جانبها، قالت زوجته فاطمة قنيبي (38 عاماً) وهي حامل في شهرها السابع:" لقد تعرضت لحالة انهيار عصبي نتيجة إلقاء الغاز على البيت مراراً من قبل المستوطنين بحماية الجيش مؤخراً".
    وتوضح فاطمة أنه ومنذ زواجها وسكنها بهذا الحي وهي تعاني من مرارة ما يقوم به المستوطنون والجيش، وصولاً إلى حد الاعتداء عليها وعلى أطفالها بالضرب.
    وأضافت:" في بداية حياتي هنا كنت أشعر بالخوف الشديد والرعب وكنت أخاف على أطفالي وأمنعهم من الخروج أمام البيت للعب وحتى الذهاب للمدرسة، لدرجة أنني كنت اذهب بنفسي لإيصالهم الاطمئنان عليهم واترك زوجي في البيت يحرسه، لقد حرمت من الخروج مع زوجي سويا واشتهي أن اخرج معه وأطفالي لزيارة واحدة" .
    ولفتت فاطمة إلى أن مشادات يومية تقع بينها وبين المستوطنين تصل لحد الضرب في بعض الأوقات. حيث تذكر ذلك اليوم الذي قدمت فيه المستوطنة التي تسكن بالبيت المقابل مباشرة لبيتها برفقة الجيش وهم يصفقون ويتضاحكون وهي تقول وتهددني بطردي من البيت.
    وقالت:" كنت بهذه اللحظة قد أنهيت عملي بالمطبخ وجهزت طعام الغداء "مقلوبة" فأخرجونا خارج البيت وبقينا بالساحة وقاموا باعتقال زوجي وتكسير كل غرف البيت ورفضوا إخراج الطعام وشمعوا جميع الغرف وبقينا بساحة البيت لشهرين كاملين نفترش الأرض ونلتحف السماء".
    وتتابع فاطمة قائلةً:" بعد خروج زوجي من السجن قام بفتح الأبواب على عاتقه الشخصي، ومن يومها يعمد الجيش يومياً على اقتحام البيت علينا ليلاً و نهاراً دون مراعاة أي حرمة للبيت و ساكنيه ونحن مرابطون وصامدون وثابتون".



    أما الفتاة ياسمين قنيبي (10 سنوات)، وتدرس في الصف الرابع الابتدائي بالمدرسة اليعقوبية، فتصف حياتها في ظل مرورها يومياً للمستوطنين صباحاً قائلةً:" في البداية كنت أخاف منهم كثيراً؛ لأنهم وحوش وحرمت اللعب مع أطفال الجيران بساحة البيت، وأخاف على نفسي منهم لأنهم يعتدون علينا بالضرب وأخشى من تدني معدلي لعدم توفر جو دراسي مناسب".




    وبينت ياسمين أنها تتعامل بحذر شديد خشية تعرضها لغدر من قبل المستوطنين.
    ولا يختلف واقع شقيقها ياسين الذي يدري في الصف الثاني الابتدائي بالمدرسة المحمدية كثيراً، حيث يشير إلى أنه يتعرض للمضايقات اليومية وهو ذاهب للمدرسة حيث يجري الاعتداء عليه بالضرب من قبل أبناء المستوطنين.
    واستدرك يقول:" لا أحب أن اذهب للمدرسة لأني أخاف منهم كثيراً، أتمنى زوال المحتل"، وكأن لسان حاله يقول: "لقد سلبوني لحظات الطفولة، وحرموني أجواء الفرحة والبسمة".
    الحمدلله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه


    " عندما سلكنا هذا الطريق كنا نعرف ان تكاليفه صعبة جدا لكن هذا هو واجبنا وخيارنا المقدس"
يعمل...
X