إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

البعد الديني للقضية الفلسطينية/// الجزء : الأول ، الثاني ، الثالث ، الرابع والأخير

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: البعد الديني للقضية الفلسطينية///الجزء الثاني///

    المشاركة الأصلية بواسطة الشهيد بكر مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيكم اخواني سيف الوغى .. صدق الدم ..

    ونسأل الله ان تعود فلسطين كافة فلسطين للإسلام العظيم واهله
    تسلم أخي الحبيب ونسأل الله أن ينصر الأسلام بك

    تعليق


    • #17
      رد: البعد الديني للقضية الفلسطينية///الجزء الأول/// الجزء الثاني

      بارك الله فيكما إخواني .. أخي الحبيب صدق الدم و أخي سيف الوغى
      و أسأل الله تعالى أن يجعل عملكما هذات خالصا لوجهه الكريم و يجزيكم عليه أكرم الجزاء .

      و من مكانة فلسطين في الإسلام و ما تحدثتما به عن ذلك من الكتاب و السنة نرى و نثبت من جديد كم كان الشهيد المعلم فتحي الشقاقي محقا في ما يقول عندا أعلن شعاره أن فلسطين هي القضية المركزية للعرب و المسلمين

      بوركت أخي صدق الدم و أخي سيف الوغى و جزاكما الله على ما قدمتما الفردوس الأعلى و مرافقة الرسول صلى الله عليه و آله و سلم و نسأل الله تعالى أن يمن علينا بصلاة في المسجد الأقصى

      تعليق


      • #18
        رد: البعد الديني للقضية الفلسطينية///الجزء الأول/// الجزء الثاني

        السلام عليكم
        مشكورين على الموضوع المميز
        الشقاقي بعث رسالة مفتوحة لياسر عرفات ينهيها بقوله " سيدي هذه أرض الرباط إلى يوم القيامة ووحدهم الأموات يشهدون نهاية الحرب".



        تحياتي
        Sahab Media


        الشهيد الصديق والأخ الحبيب محمد
        سلام عليك في الخالدين

        تعليق


        • #19
          رد: البعد الديني للقضية الفلسطينية///الجزء الأول/// الجزء الثاني

          المشاركة الأصلية بواسطة عزالدين الفارس مشاهدة المشاركة
          بارك الله فيكما إخواني .. أخي الحبيب صدق الدم و أخي سيف الوغى
          و أسأل الله تعالى أن يجعل عملكما هذات خالصا لوجهه الكريم و يجزيكم عليه أكرم الجزاء .

          و من مكانة فلسطين في الإسلام و ما تحدثتما به عن ذلك من الكتاب و السنة نرى و نثبت من جديد كم كان الشهيد المعلم فتحي الشقاقي محقا في ما يقول عندا أعلن شعاره أن فلسطين هي القضية المركزية للعرب و المسلمين

          بوركت أخي صدق الدم و أخي سيف الوغى و جزاكما الله على ما قدمتما الفردوس الأعلى و مرافقة الرسول صلى الله عليه و آله و سلم و نسأل الله تعالى أن يمن علينا بصلاة في المسجد الأقصى

          بارك الله فيك أخي الحبيب عزالدين الفارس
          كلماتك تبرق نورا وذكرى الشقاقي لاتزال في الوجدان باقية

          تعليق


          • #20
            رد: البعد الديني للقضية الفلسطينية///الجزء الأول/// الجزء الثاني

            المشاركة الأصلية بواسطة sahab مشاهدة المشاركة
            السلام عليكم
            مشكورين على الموضوع المميز
            الشقاقي بعث رسالة مفتوحة لياسر عرفات ينهيها بقوله " سيدي هذه أرض الرباط إلى يوم القيامة ووحدهم الأموات يشهدون نهاية الحرب".



            تحياتي
            sahab media
            وعليكم السلام
            بارك الله فيك على مرورك الطيب ياطيب
            الشقاقي قرأ التاريخ وفهم الصراع لذا لاتزال كلماته باقية وتتماشى مع الأاحداث التي نمر بها

            تعليق


            • #21
              رد: البعد الديني للقضية الفلسطينية///الجزء الأول/// الجزء الثاني

              مشكورين إخوتي صدق الدم ، وسيف الوغى
              بارك الله فيكم على هذا الموضوع المميز وفي ميزان حسناتكم إن شاء الله

              تعليق


              • #22
                رد: البعد الديني للقضية الفلسطينية///الجزء الأول/// الجزء الثاني

                ترقبوا ...... الجزء الثالث " البعد الديني للقضية الفلسطينية "
                قَصْدي المُؤَمَّلُ في جَهْري و إِسْرَاري...
                ومَطْلَبي مِن إلـهي الواحدِ الباري.شَهادةً في سبيلهِ خالِصَةً ، تَمْحُو ذُنُوبي وتُنْجِيني منَ النّارِ.إنَّ المعاصيَ رِجْسٌ لا يُطَهِّرُها إلّا الصَّوارِمُ في أَيْمانِ كُفّاري..وأَرْجُو بِذلكَ ثَوابَ الله ، وما عِنْدَهُ منَ النَّعيمِ المُقِيمِ في جنّاتِ عَدْنٍ في الفِرْدَوسِ الأعلى..فجنّتهم همُ الدُّنيا.وجنّتُنا نحنُ في الآخِرة..ولَنا منَ النّعيمِ ما لا عَيْنٌ رَأَتْ ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ ،ولا خَطَــرَ على قَلْــبِ بَشَــرْ.

                تعليق


                • #23
                  رد: البعد الديني للقضية الفلسطينية// الجزء الثالث


                  [gdwl][gdwl]الجزء الثالث[/gdwl][/gdwl]

                  العلاقة بين الحرمين الشريفين (المكي والأقصى)

                  في الحلقة السابقة قد أشرنا إلى ثلاثة محاور، هي:
                  أولا/ ارتبطت مكة بالقدس مذ وجدت.
                  ثانيا/ المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى.
                  ثالثا/ قدسية وطهارة المساجد الثلاثة.
                  ********
                  رابعا/ المساجد الثلاثة تعرضت للاعتداء:

                  * أول اعتداء تعرض له المسجد النبوي عندما قام أبو لؤلؤة المجوسي باغتيال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في المسجد النبوي وهو يؤم الناس في صلاة الفجر.

                  * أما المسجد الأقصى فهو على مدار التاريخ كان ولا زال يتعرض للاعتداءات، فالاعتداءات الصليبية حولت المسجد الأقصى إلى إسطبل للخيل، وحولت الصخرة المشرفة إلى كنيسة. وقد بلغ عدد قتلى المسلمين في الحروب الصليبية أكثر من (70.000) مسلما.

                  * لما احتل الصليبيون المسجد الأقصى توجهوا نحو (مكة والمدينة)، حيث اعترض ملك الكرك الفرنسي (أرناط) التجارة الوافدة من (جدة، اليمن، الهند) المتجهة إلى العقبة، وأرسل جيشه إلى المدينة، أرسل صلاح الدين الأيوبي القائد "حسام الدين لؤلؤ" ليتصدى لأرناط.
                  وقد حرر صلاح الدين المسجد الأقصى من الصليبيين سنة 1187م.

                  والآن يتعرض المسجد الأقصى لهجمة صهيونية شرسة لتهويد المدينة، ومحاولة هدم المسجد الأقصى بكثرة الحفريات التي تهدد أساسات المسجد الأقصى في محاولة لبناء هيكلهم المزعوم، وما فتئ اليهود للحظة واحدة وهم يكيدون المكائد ويخططون الخطط لهدم المسجد الأقصى والتخلص منه، ناهيك عن محاولات حرق أو تفجير المسجد الأقصى، ومنع المصلين من الصلاة في المسجد الأقصى... إلخ. في حين أن الأقصى لا يجد إلا تهاونا وذلا وتخاذلا من بني جلدتنا (العرب والمسلمون).

                  خامسا/ من المسجد الأقصى عرج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى السماء:

                  قال الله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }الإسراء1
                  هكذا اقتضت حكمة الله تعالى أن يكون الإسراء من مكة إلى المدينة، بينما يكون المعراج من المسجد الأقصى إلى السماوات العلى.

                  سادسا/ الروابط الجهادية بين المساجد الثلاثة:

                  نظرا لمكانة فلسطين في عقيدة المسلمين، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم، والخلفاء الراشدين من بعده لم يدخروا جهدا في تحرير وتخليص فلسطين من الوثنية، وأهم هذه الجهود:
                  سنة (7هـ): أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم بكتابه إلى هرقل يدعوه فيه إلى الإسلام، وإن أبى تحمل إثم الأريسيين.
                  سنة (8هـ): كانت غزوة "مؤتة" لتحرير بلاد الشام من الروم.
                  سنة (9هـ): كانت غزوة "تبوك" التي قادها الرسول صلى الله عليه وسلم في ثلاثين ألفا (30.000) من الصحابة لتحرير بلاد الشام.
                  سنة (10هـ): جهّز الرسول صلى الله عليه وسلم جيش أسامة بن زيد لتحرير فلسطين، إلا أن المنية وافته صلى الله عليه وسلم قبل أن يرسل الجيش، فواصل المشوار وأنفذ وصيته من بعده أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
                  سنة (15هـ): في معركة "اليرموك" فتحت بلاد الشام، وخضع للحكم الإسلامي (يافا، حيفا، غزة، قيسارية... إلخ).
                  سنة (15هـ): فتح أبو "عبيدة بن الجراح" القدس بعد حصار للمدينة دام (4) شهور في فصل الشتاء والبرد القارص، وبعد أن طال الحصار طلب أهل المدينة الصلح، وعرض عليهم اختيار واحدا من ثلاثة خيارات: (الإسلام، الجزية، القتال)، فاختاروا الثانية، وقد كتب لهم عمر ابن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ وثيقة عرفت باسم "العهدة العمرية".

                  سابعا/ إقامة الصحابة في بيت المقدس:

                  بعد الفتح الإسلامي حرص الصحابة على القدوم إلى المسجد الأقصى من مكة والمدينة، نظرا لما يحتله المسجد الأقصى في عقيدة المسلمين، وقد سكن القدس من الصحابة: (عبادة بن الصامت، تميم الداري، عياض بن غنم).
                  حرص بعض الأمراء أن يحصل على مبايعة الناس في بيت المقدس، فقد بايع عمرو بن العاص معاوية بن أبي سفيان في بيت المقدس، وبويع سليمان بن عبد الملك في بيت المقدس.
                  ودفن في بيت المقدس: (9) من الصحابة.. (62) من التابعين.. (286) عالما وقاضيا وخطيبا ونابغة من أصل (440).
                  ثانيا/ قام عبد الملك بن مروان ببناء مسجد قبة الصخرة لتقي المسلمين من حر الصيف وبرد الشتاء، بعد أن استشار العلماء والأمراء. وكان مسجد القبة بجاني المسجد الأقصى والمسجد العمري.
                  التعديل الأخير تم بواسطة صدق الدم; الساعة 22-02-2011, 04:03 PM.
                  قَصْدي المُؤَمَّلُ في جَهْري و إِسْرَاري...
                  ومَطْلَبي مِن إلـهي الواحدِ الباري.شَهادةً في سبيلهِ خالِصَةً ، تَمْحُو ذُنُوبي وتُنْجِيني منَ النّارِ.إنَّ المعاصيَ رِجْسٌ لا يُطَهِّرُها إلّا الصَّوارِمُ في أَيْمانِ كُفّاري..وأَرْجُو بِذلكَ ثَوابَ الله ، وما عِنْدَهُ منَ النَّعيمِ المُقِيمِ في جنّاتِ عَدْنٍ في الفِرْدَوسِ الأعلى..فجنّتهم همُ الدُّنيا.وجنّتُنا نحنُ في الآخِرة..ولَنا منَ النّعيمِ ما لا عَيْنٌ رَأَتْ ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ ،ولا خَطَــرَ على قَلْــبِ بَشَــرْ.

                  تعليق


                  • #24
                    رد: البعد الديني للقضية الفلسطينية/// الجزء : الأول ، الثاني ، الثالث

                    بارك الله فيكم اخوتي فى الله

                    والله ان هذا الموضوع قيم ودسم للغاية



                    نسال الله ان يجعله جهدكم هذا في ميزان حسناتكم

                    تعليق


                    • #25
                      رد: البعد الديني للقضية الفلسطينية/// الجزء : الأول ، الثاني ، الثالث

                      فلسطين اية من القران وخصوصياتها كثيرة

                      فهى ارض الرباط وارض المحشر والمنشر ومهبط الرسالات وملتقى الانبياء ومعراج محمد الى السماء

                      جزاكم الله خير اخوانى على ما قدمتم من لفتات توضيحية

                      تعليق


                      • #26
                        رد: البعد الديني للقضية الفلسطينية/// الجزء : الأول ، الثاني ، الثالث

                        المشاركة الأصلية بواسطة أسد الدعوة مشاهدة المشاركة
                        بارك الله فيكم اخوتي فى الله

                        والله ان هذا الموضوع قيم ودسم للغاية



                        نسال الله ان يجعله جهدكم هذا في ميزان حسناتكم

                        بارك الله فيك أخي الحبيب أسد الدعوة ونسأل الله أن يكون مرورك وإخواني في ميزان حسناتكم
                        قَصْدي المُؤَمَّلُ في جَهْري و إِسْرَاري...
                        ومَطْلَبي مِن إلـهي الواحدِ الباري.شَهادةً في سبيلهِ خالِصَةً ، تَمْحُو ذُنُوبي وتُنْجِيني منَ النّارِ.إنَّ المعاصيَ رِجْسٌ لا يُطَهِّرُها إلّا الصَّوارِمُ في أَيْمانِ كُفّاري..وأَرْجُو بِذلكَ ثَوابَ الله ، وما عِنْدَهُ منَ النَّعيمِ المُقِيمِ في جنّاتِ عَدْنٍ في الفِرْدَوسِ الأعلى..فجنّتهم همُ الدُّنيا.وجنّتُنا نحنُ في الآخِرة..ولَنا منَ النّعيمِ ما لا عَيْنٌ رَأَتْ ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ ،ولا خَطَــرَ على قَلْــبِ بَشَــرْ.

                        تعليق


                        • #27
                          رد: البعد الديني للقضية الفلسطينية/// الجزء : الأول ، الثاني ، الثالث

                          المشاركة الأصلية بواسطة المهندس الجهادى مشاهدة المشاركة
                          فلسطين اية من القران وخصوصياتها كثيرة

                          فهى ارض الرباط وارض المحشر والمنشر ومهبط الرسالات وملتقى الانبياء ومعراج محمد الى السماء

                          جزاكم الله خير اخوانى على ما قدمتم من لفتات توضيحية
                          بوركت أخي الحبيب على ماقدمت وجزاك الله خيرا على مرورك الطيب
                          قَصْدي المُؤَمَّلُ في جَهْري و إِسْرَاري...
                          ومَطْلَبي مِن إلـهي الواحدِ الباري.شَهادةً في سبيلهِ خالِصَةً ، تَمْحُو ذُنُوبي وتُنْجِيني منَ النّارِ.إنَّ المعاصيَ رِجْسٌ لا يُطَهِّرُها إلّا الصَّوارِمُ في أَيْمانِ كُفّاري..وأَرْجُو بِذلكَ ثَوابَ الله ، وما عِنْدَهُ منَ النَّعيمِ المُقِيمِ في جنّاتِ عَدْنٍ في الفِرْدَوسِ الأعلى..فجنّتهم همُ الدُّنيا.وجنّتُنا نحنُ في الآخِرة..ولَنا منَ النّعيمِ ما لا عَيْنٌ رَأَتْ ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ ،ولا خَطَــرَ على قَلْــبِ بَشَــرْ.

                          تعليق


                          • #28
                            رد: البعد الديني للقضية الفلسطينية/// الجزء الرابع

                            [gdwl]
                            الجزء الرابع والأخير[/gdwl]


                            تفسير آيات سورة الإسراء

                            قال الله تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7)} [الإسراء4-7].

                            قد اختلف المفسرون الأوائل في تفسير هذه الآيات، منهم من قال: أن الله تعالى سلط على بني إسرائيل (جالوت وجنوده)، ومنهم من قال: (نبوخذ نصر)، ومنهم من قال: (العمالقة)، ومنهم من قال: (سنحاريب)، ومنهم من قال: (الروم)، ومنهم من قال: (الفرس)، ومنهم من قال: (العرب).

                            ورجّح كثير من المفسرين أن إفساد بني إسرائيل الأول كان بقتلهم أنبيائهم، وأن نبوخذ نصر هو الذي قضى على الإفساد الأول.

                            ويقول ابن القيم الجزية: "ثم كان آخر ذلك أن بعث الله محمدا فتركهم [اليهود] في عذاب الجزية".

                            ويفهم من كلام ابن القيم أن العرب هم الذين قضوا على الإفساد الثاني. بمعنى أن الإفسادين (الأول والثاني) قد انتهيا من وجهة نظر الجيل الأول من المفسرين. وهم معذورون في ذلك، لأنهم لم يكونوا يتصورون للحظة واحدة أن دولة الخلافة الإسلامية ستسقط وتنهار وتصبح الأمة الإسلامية في ذيل الأمم، وأنه سيلحق بها الذلة والمهانة كما هي تعيشه الآن، وأنه ستقوم دولة لليهود اسمها "إسرائيل"، لتعيث في الأرض فسادا، وتنشر الخراب والدمار في بلاد المسلمين.

                            يستخلص من الآيات السابقة، ما يلي:

                            1.علو بني إسرائيل في الأرض سيكون (مرتين)، وكل علو يصاحبه إفساد.

                            2.ينتج عن العلو والإفساد الإسرائيلي خراب ودمار كبيرين. ففي الوقت يؤكد فيه القرآن الكريم بأن (بني إسرائيل) هم طرفا في الإفسادين (الأول والثاني)، فإنه يؤكد أيضا على طرف آخر يتصدى لهذين الإفسادين هم (عبادا لنا).

                            بمعنى أن المعركة ستكون بين طرفين هما (المسلمون/ عبادا لنا، وبني إسرائيل/ اليهود).

                            3.ردا على تفسيرات المفسرين الأوائل الذين قالوا بأن (الروم، الفرس، العمالقة، نبوخذ نصّر... إلخ) هم الذين قضوا على إفساد بني إسرائيل الأول.

                            بناءً على النقطة الثانية، من المفترض أن يكون الطرف الذي قضى على الإفساد الأول هو نفسه الذي يقضي على الإفساد الثاني، وفق الآية (عبادا لنا). أي أن (عبادا لنا) هم طرفا في التصدي للإفسادين الإسرائيليين (الأول والثاني).

                            بمعنى آخر لو افترضنا أن نبوخذ نصّر هو الذي قضى على الإفساد الأول، فمن المفترض أن يكون نبوخذ نصّر هو الذي يقضي على الإفساد الثاني، كون أن (عبادا لنا) هم طرفا في التصدي للإفسادين الإسرائيليين (الأول والثاني).

                            والمتابع للتاريخ يجد أنه لم تعد الكرّة ثانية لبني إسرائيل على يد نبوخذ نصر أو للفرس، أو أي ممن ذكر في التفسيرات السابقة. بمعنى أن نهاية الإفساد الأول لبني إسرائيل لم تكن على يد نبوخذ نصّر أو غيره، كون أن التاريخ لم يذكر كرّة بني إسرائيل الثانية على أيٍ منهم، ولم يذكر التاريخ أيضا أن أيا ممن ذكر سابقا أنه هو الذي أنهى الإفساد الثاني لبني إسرائيل.

                            ولقد رد الله تعالى الكرّة الثانية لبني إسرائيل على المسلمين، بقيام دولة "إسرائيل" وضياع القدس واستمرار العلو والفساد في الأرض.

                            4.عملية "البعث" كما وردت في مواضع عدة في القرآن الكريم، لا تكون من الله تعالى للوثنيين والمشركين، إنما تكون عملية البعث للمؤمنين.

                            خذ على سبيل المثال: قوله الله تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ }المائدة12.

                            وقوله تعالى {ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَآؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ بِهِ مِن قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلوبِ الْمُعْتَدِينَ }يونس74.

                            وكذلك قول الله تعالى في سورة الإسراء {فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً }الإسراء5.

                            يتضح من النصوص السابقة أن عملية البعث لابد أن تكون إلا لـ (عبادا لنا). أي للمسلمين ولا تكون عملية البعث للمشركين والوثنيين.

                            5.الطرف الذي سيقضي على إفساد بني إسرائيل الثاني هم (عبادا لنا).

                            بالعودة إلى مطلع سورة الإسراء يقول الله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ }الإسراء1، والوقوف عند قوله تعالى: {بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا}. يتضح لنا الارتباط بين كلمتي: "عباد الله، والمسجد". أي أن الذين يترددون على المساجد وعمّار بيوت الله تعالى هم "عباد الله" ـ ولا يؤخذ لفظ "عبادا لنا" في هذه الآية على إطلاقه ـ.

                            هذا الارتباط بين "المسجد، وعبادا لنا" لم يتوفر في أي جيش من جيوش الوثنيين الذين قيل عنهم هم الذين قضوا على الإفساد الأول. أي أن (عبادا لنا) تشير إلى المؤمنين لا الوثنيين.

                            6.عندما يعيد الله تعالى الكرّة لبني إسرائيل، فهم يعتمدون على (المال والبنين).

                            لا يخفى على أحد القوة الاقتصادية التي تعتمد عليها دولة العدو الصهيوني، والسخاء والدعم الأمريكي والأجنبي للصهيونية. أما مسألة البنين، فإن إسرائيل لم تدخر جهدا في عودة اليهود وهجرتهم إلى فلسطين، وقد وضعت لذلك الخطط ووظفت الأموال والمؤسسات والإعلام والدين لتحقيق غرض جمع اليهود في فلسطين.

                            7.سورة الإسراء تعرف باسم آخر (سورة بني إسرائيل). ولم تتناول السورة حدث الإسراء إلا في الآية الأولى، و الآيات (3-7) تحدثت عن بني إسرائيل، ثم ترجع الآية (104) من نفس السورة لتخاطب بني إسرائيل ثانية في قول الله تعالى: {وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً }الإسراء104
                            وهنا لطيفة من لطائف التفسير: أن أوائل آيات سورة الإسراء (3-7) تحدثت عن بني إسرائيل، ثم بعد ذلك تناولت السورة موضوعات متعددة لمناقشتها، وفي أواخر السورة تأتي الآية (104) لتتحدث ثانية عن بني إسرائيل.

                            الواقع والتاريخ يقولان لنا أنه بعد أن انتهى الإفساد الأول نجد أن اليهود غابوا عن فلسطين لآلاف السنين، وها هم الآن يعودون إليها وبكل ثقل، يريدون أن يعودوا إلى القبر الكبير الذي سيدفنون فيه، ليتحقق فيهم وعد الله تعالى.

                            8.الملاحِظ لقوله تعالى: { فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً }الإسراء7 ، يجد أن الآية تتحدث بصيغة المضارع، والفعل المضارع يعني الاستمرارية، الأفعال هي: (يسوؤوا، يدخلوا، يتبروا)، أي أن النصر قادم لا محالة لـ (عبادا لنا).

                            9.إذا كان القرآن يؤكد على أن نهاية الإفساد الثاني ستكون على يد المؤمنين في بيت المقدس، فإن السنة جاءت لتؤكد على هذه النقطة أيضا، خذ على سبيل المثال: قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين..."، وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود...".

                            خلاصة القول:

                            لقد تعرضت فلسطين ومدينة القدس على وجه الخصوص لاعتداءات متتالية على مدار التاريخ الإنساني، كان أخطرها الاعتداءات الصليبية الحاقدة، والصهيونية الماكرة، كون أن فلسطين دائما كانت محط اهتمام الجيل الأول من المسلمين الذين جيشوا الجيوش لتحريرها وتخليصها من كل الاحتلالات التي تعرضت لها.

                            وهنا يحضرني قول القائد صلاح الدين الأيوبي: "أخشى أن يراني جبار السماوات والأرض مبتسما والأقصى لا زال أسيرا".

                            فماذا هم قائلون قادة وزعماء الأمة اليوم من العرب والمسلمين، الذين يستقبلون اليهود والصليبيون في قصورهم، ويبادلونهم القُبَل والابتسامات ويأخذونهم بالأحضان الحارة، ويلتقطون معهم الصور التذكارية، ويسمحون لليهود والنصارى يسرحون ويمرحون في بلاد المسلمين، والمسجد الأقصى يتعرض لخطر التصدع والهدم بسبب الأنفاق والحفريات المتواصلة تحت أساساته، ومدينة القدس تواجهه خطر التهويد، والاستيطان يبتلع أراضيها ويطرد سكانها ويهدم بيوتها، والشعب الفلسطيني يحاصر ويجوّع، ويموت بالبطيء؟!!

                            شتان.. شتان بين قادة الأمس وقادة اليوم!!
                            التعديل الأخير تم بواسطة صدق الدم; الساعة 27-02-2011, 04:28 PM.
                            قَصْدي المُؤَمَّلُ في جَهْري و إِسْرَاري...
                            ومَطْلَبي مِن إلـهي الواحدِ الباري.شَهادةً في سبيلهِ خالِصَةً ، تَمْحُو ذُنُوبي وتُنْجِيني منَ النّارِ.إنَّ المعاصيَ رِجْسٌ لا يُطَهِّرُها إلّا الصَّوارِمُ في أَيْمانِ كُفّاري..وأَرْجُو بِذلكَ ثَوابَ الله ، وما عِنْدَهُ منَ النَّعيمِ المُقِيمِ في جنّاتِ عَدْنٍ في الفِرْدَوسِ الأعلى..فجنّتهم همُ الدُّنيا.وجنّتُنا نحنُ في الآخِرة..ولَنا منَ النّعيمِ ما لا عَيْنٌ رَأَتْ ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ ،ولا خَطَــرَ على قَلْــبِ بَشَــرْ.

                            تعليق


                            • #29
                              رد: البعد الديني للقضية الفلسطينية/// الجزء : الأول ، الثاني ، الثالث ، الرابع والأخي

                              آتون لهم بجيش يحمل الاسراء فى قلبه ويحفظ الانفال بصدره

                              هذا وعد ربنا لنا ... وما كان ليخلف وعده لنا

                              انا لننصر رسلنا والذين آمنوا فى الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد

                              بارك الله فيكم اخوانى وأدام صدوركم بالفكر الملتزم عامرة

                              تعليق


                              • #30
                                رد: البعد الديني للقضية الفلسطينية/// الجزء : الأول ، الثاني ، الثالث ، الرابع والأخي

                                فلسطين لن تموت لانها في قلب القراّن الذي لا يموت
                                بوركت جهودكم من أجل هوية فلسطين الإسلامية

                                تركت فيكم حروفاَ، أعيدوا بها رسم الحكاية، ولا تذكروني

                                تعليق

                                يعمل...
                                X