تويت
إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد ضَعُف جانبه , وثَقُل عليكم من قال به , وها نحن على أبواب ذكرى من جاء يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر لكي يسود الأمن والأمان والعدل والإخاء والمساواة هذا العالم , لكن الأمة اليوم انحدرت في أخلاقها , ومعاملاتها عمّا جاء به محمد صلى الله عليه وسلم , أما علمتم أن ما حلّ بنا من مصائب بسبب ترك الواجبات والاستخفاف بحقوق رب الأرض والسموات وظهور المنكرات , سَبَّبَ نزع البركات , وأوجب حلول الأمراض والأسقام , وتَسلُّط الأعداء وجوْر السلطان , (عن أم المؤمنين زينب بنت جحش : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها فَزِعاً يقول : لا إله إلا الله ويلٌ للعرب من شرٍ قد اقترب , فُتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحَلّق بإصبعيه الإبهام والتي تليها , فقلتُ يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال نعم إذا كَثُرَ الخبث ) قال القرطبي : وفي هذا دليل على أن البلاء قد يُرفع عن غير الصالحين إذا كَثُر الصالحون , فأما إذا كَثُر المفسدون وقل الصالحون هلك المفسدون والصالحون إذا لم يأمروا بالمعروف ويُكْرِهوا المنكر .
وقد أشار الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى كل ذلك في حديثه الذي رواه ابن ماجة والبيهقي عن ابن عمر : ( يا معشر المهاجرين خمس خصال إن ابتليتم بهن ونزلن بكم , وأعوذ بالله أن تدركوهن , لم تظهر الفاحشة في قوم إلا وظهر فيهم الطاعون والامراض التي لم تكن في أسلافهم ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أُخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان وما منعوا الزكاة إلا مُنعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا , ولا نقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلّط الله عليهم عدواً من غيرهم أخذ بعض في أيديهم , ولم يحكم أئمتهم بكتاب الله وسنة رسوله إلا جعل بأسهم بينهم شديد ) .
أما آن الأوان بعد كل ما أصاب الأمة أن تعود مرة ثانية إلى ما جاء به صاحب الذكرى وتهتدي بهديه وتستن بسنته { وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا }النور54 , حتى يتحقق النصر وتعافى الأمة من أمراضها وتسلُّط أعدائها عليها .
وأحسنُ منك لم ترَ قطُ عيني وأجمل منك لم تلد النساءُ
خُلقت مُبَـرّأٌ مـن كل عيبٍ كأنك قد خُلقت كمـا تشاءُ
تعليق