المتابع للجولات التي خاضتها حركة فتح مع حماس ومنذ انطلاقة حماس عام 1987 والتي كانت فتح هي البادئة فيها نظرا لأن وجود حماس يشكل خطرا على ما يسمى بالمشروع الوطني وتوابعه فكان لابد من مواجهة هذا المشروع التي تمثله حماس بكل ما أوتيت فتح من قوة ، وازدادت ضراوة المواجهة بين الطرفين قبيل وبعيد انتخابات المجلس التشريعي الأخيرة والتي تمخضت عن فوز ساحق لحماس ، وبرغم من نزاهة العملية الانتخابية إلا أن فتح رفضت نتائجها وجاء الرفض على أشكال متعددة كان أبرزها عدم الدخول في حكومة برئاسة حماس لأنه سيصبح من العار أن تخضع فتح لحماس في هذا الإطار وتتابعت ردات فعل فتح على وجود حماس في دفة الحكم وترواحت هذه الردات ما بين التصريحات الإعلامية التي كان هدفها تشويه صورة حركة حماس أمام الجمهور الذي انتخبها حتى يتسنى إجراء انتخابات جديدة مبكرة تضمن فيها فتح الفوز حتى ولو بالتزوير والذي لهم فيه باع طويل رغم نزاهة الانتخابات الأخيرة ... وما بين افتعال أحداث ميدانية لجر حماس إلى الاقتتال الداخلي ولكن إصرار حماس وتصميمها على البقاء وحسمها للأمور حال دون تحقيق فتح لأي هدف من أهدافها وبعد تصاعد الوضع الميداني اضطرت حماس لحسم الأمور عسكريا كخطوة تعد خطوة أخف الضررين ( إما الاستمرار في الاقتتال الداخلي والذي تصاعدت وتيره أو الحسم الذي ستتبعه ظروف سياسية واقتصادية قاسية على حماس وعلى المواطن الفلسطيني ) فاختارت حماس الخيار الثاني .... ورغم هزيمة فتح عسكريا في قطاع غزة إلا أنها لم تكف عن محاولاتها المستميتة للتنغيص على حماس ، فجاءت سلسة التفجيرات والتي كان آخرها تفجير الشاطئ والذي اجبر حماس على استكمال الحسم العسكري والذي أدى إلى القضاء على آخر معالق فتح في غزة ألا وهو مربع عائلة حلس وبرغم أن هذا المربع كات تحت المراقبة التامة من قبل حماس لكن لم يكن هناك قرار حاسم في شأنه إلأ أن جاء تفجير الشاطئ والذي انطبق عليه القول ( رب ضارة نافعة ) ومع ذلك لم تتعلم فتح من أخطائها فها هي تجرب لعبة الإضرابات المسيسة في التعليم والصحة وغيرها فانقلب السحر على الساحر هذه المرة ايضا حيث أطبقت حماس قبضتها على المراكز الحساسة في التعليم والصحة والتي كانت تحسب لكل خطوة تتخذها بشأنها الف حساب فما إن لا حت الفرصة لحماس حتى بادرت في استثمارها واحسنت إدارة الأزمة وبامتياز هذه المرة ايضا ، فهل ستتعلم فتح من أخطائها التاريخية والتي لازمتها منذ انطلاقتها عام 1965 ؟
منقول ....
منقول ....
تعليق