إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حماس بين الفخ القطري والترويض المصري !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حماس بين الفخ القطري والترويض المصري !


    بسم الله الرحمن الرحيم
    حماس بين الفخ القطري والترويض المصري !


    يبدو أن (نجاح ) دولة قطر في الوساطة بين ماعرف علي أنهم (الفرقاء اللبنانيين ) وهم في الحقيقة اقطاب مشروعين احدهما ايراني والاخر أمريكي فتحت شهية قيادة حماس السياسية بعد أن اصابها شبه حالة من الاحباط وخيبة الامل من انهاء حالة الحصار الكامل علي قطاع غزة , ورغم أن المساعي المصرية التي تبلورت منذ مدة للوصول الي تهدئة شاملة بين الاسرائيليين وحماس لم تتضح نتيجتها بعد فهي تدور ما بين الفشل أو النجاح المرهون بتنازلات اكثر من حماس , فإن مصر التي كانت محل ثناء وشكر قيادة حماس لجهودها "الطيبة " , يبدو أنها اليوم في مرمي النيران الاعلامية لحماس بسبب ما وصف بأنه انحياز الطرف المصري للصهاينة وتسويق مشروع التهدئة بالمواصفات الاسرائيلية ورمي الكرة في ملعب حماس , تقول احدي المواقع المقربة من حماس "وبحسب المراقبين فإن مثل هذه التصريحات تشير إلى أن القاهرة ترغب في التملص من التزاماتها في حال فشلت جهود التهدئة وأن تبقي على معبر رفح مغلقاً بحجة أن (إسرائيل) لم ترفض التهدئة ، وأن حماس هي التي لم تقبل بها. " اليهود في المقابل يعرفون مدي حاجة حماس الي المعابر والحركة الاقتصادية لهذا فهم يقبضون بقوة علي العامل الاقتصادي التي دخل في مرحلة شديدة الحساسية والسوء منذ حسم حماس العسكري في حزيران 2007 ابان معركتها مع سلطة عباس .

    قد سألنا احد المقربين في يوم هل تري ان حماس ستنجح في التهدئة ؟ ان الاجابة كانت بالنسبة لنا معتمدة علي سؤال اخر هل ستثمر التهدئة عن فك الحصار عن قطاع غزة أم مجرد تهدئة مقابل تهدئة ! ان ادوات اللعبة التي تملكها اسرائيل كثيرة العامل الاقتصادي هو الابرز والورقة الرابحة في ضوء فشل المعطيات العسكرية في الحد من قدرات حماس العسكرية واستمرار سلطتها المدنية .لم يكن بد امن القول ان مصر ورطت حماس في لعبة وقتية تخدم مصلحتها السياسية اظهرت اعلامياً بفعل اندفاع قيادة حماس علي أنها دولة حريصة علي المصلحة الفلسطينية ورفع الحصار عن غزة , ورغم حاجة حماس الاستراتيجية لمصر فان الهجوم الاعلامي ربما ياخذ منحني اخر في الفترة القادمة نظراً لاحساس اصاب قادة حماس بأن الطرف المصري خدعهم واستنفذ وقتهم , الامر مازال لم يخرج من طور الفرص , ومع ازدياد حاجة حماس للتهدئة وفتح المعابر فهي لن تعلن عن فشل التهدئة بصورة نهائية قبل الرد الاسرائيلي النهائي ومن غير المستبعد ان تتنازل حماس اكثر في ملفين هاميين هما القبول بمرحلية التهدئة بضمانة مصرية ,و تخفيف من شروط الافراج عن شاليط الذي اصبح ملف مرهق , ورغم أن حماس اخرجت الضفة الغربية من لعبة التهدئة ! والمعادلة الحالية بالغة الدقة ليس أحد معني بإستمرار حكم حماس في غزة , كلما ازداد المأزق الصهيوني يتحرك الوسيط المصري , الإسرائيليون يدركون أهمية الدور المصري في إنقاذ المواقف وحفظ ماء الوجه حينما تشدد الأزمة بهم كالعادة , مصر تسوق مطالب الاسرائيلية بطريقة دبلوماسية تمنع عنه الحرج ودون تهديد أمن سيناء وحدودها الشرقية والضحية سلطة حماس عبر الترويض لإبداء مطالب أكثر واقعية تقربها من الموافقة الإسرائيلية واحداث فتحات بسيطة في العمل عبر معبر رفح البري كمسكنات سياسية وأمنية .

    الاربعاء الماضي طالب المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم "بدور عربي فاعل يجمع كافة الاطراف الفلسطينية من اجل اعادة توحيد الصف الفلسطيني وترتيب بيته الداخلي". فيما يقول يونس الاسطل احد قيادات حماس الشرعية وعضو المجلس التشريعيي علي احد منابر قطاع غزة " ان الضمانة الوحيدة لمواجهة الاحتلال هي وحدة الصف الفلسطيني واعادة اللحمة " ايضاً لقد جاءت زيارة الزهار للدوحة بعد يوم واحد من اتصالين منفصلين أجراهما رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، ورئيس وزراء الحكومة المقالة في غزة إسماعيل هنية بأمير قطر، ورئيس وزراءه، بالإضافة للأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، وكان عنوانهما تهنئة قطر والجامعة العربية على نجاح الوساطة بشأن لبنان، إلا أنهما عكسا رغبة واضحة لدى حماس بالرغبة في التوسط مجددا لإنهاء ما عرف بحالة الانقسام الفلسطيني الداخلي، في ظل متغيرات كثيرة طرأت على الساحة، وباتت معها الحركة مستعدة للتنازل عن بعض الاشتراطات مقابل حل الأزمة وعودة اللحمة إلى الوطن الفلسطيني .
    علي الداوم كانت نبرات الهجوم الاعلامي خاصة علي المنابر يأخذ دائماً اشارات بعيدة عن الوصف الشرعي الصحيح لعباس وزمرته لخدمة هذه اللحظات . فتارة كانت توصف سلطة عباس بالمتواطئة و" بالمجموعة 15" وتارة اخري "حكام المقاطعة " ومرات قليلة بـ " المنافقين . ويبدو ان الامر ليس اعتباطياً بقدر المحافظة علي مسافة معينة لتجنب تأجيج عقائدي عند انصار الحركة ويساعد قيادة حماس في المحاولات القادة لرأب الصدع القائم بينها وجماعة عباس دون حواجز داخلية أو تصدع في الاطر التقليدية أو المستوي الشعبي للحركة .

    اليوم قطر بدبلوماسيتها الرقيقة هزمت خط الأعتدال المكشوف التي متلثه السعودية ومصر علي مدار العقود الماضية تمثل بفعل نجاحاتها في التدخل في الازمات والاقليمية منافس شرس في السياسة الخارجية و الدور الاقليمي مقابل السعودية ومصر والاردن . ان التقارب الذي احدثه قطر مع حركات المقاومة في مختلف الاماكن عبر المال والمواقف الوسطية أوجد مساحة كبيرة للتدخلات والوساطات بين هذه الحركات وخصومها السياسيين واشراكها في المنظيومة السياسية كما نري في مسألة حزب الله وحماس والحوثيين ودعم جماعة المحاكم الاسلامية والترويج الاعلامي لقيادتها عبر الجزيرة . كما ان قطر تتمتع بعلاقات طيبة مع النظام السوري والايراني بخلاف حلف السعودية ومصر , ولم نري أي تعليق او انتقاد أمريكي ! لم نقف علي موقف يعبر استياء حقيقي امريكي من انقلاب حمد علي أبيه ! كما لا يمكن ان نتغاطي عن حقيقة ان قناة الجزيرة كانت المفتاح الذي اهل دولة قطر للعب دور سياسي اقليمي وأجلب لها اعجاب وتعاطف من الشارع العربي حول دورها الذي من الملفت القول ان هذا التقارب لم يغضب حليفها الاستراتيجي امريكا التي تتخذ من قطر قاعدة عسكرية (العديد الجوية ومعسكر السيلية الذي يعد مقر القيادة الوسطى الأمريكية الاساسية لتحركاتها وسياستها العسكرية ! كما أن قطر تتمتع بعلاقات رسمية وتطبيع مع اسرائيل وقد زارها الكثير من الاسرائيليين في الاونة الاخيرة كشمعون بيريس ولفني دون تغطية جدية من قناة الجزيرة الذراع السياسي لدولة قطر ! السؤال الذي يحير المراقب هل دور قطري في الصراعات الاقليميةبتم بمنئء عن سياسة أمريكا في المنطقة أم هي سياسة قطرية جديدة تتواكب مع المشروع الحداثي بدأه أمير قطر منذ الانقلاب السلطوي الذي مارسه حمد بن خليفة علي ابيه في 1995 وكان بداياته مع قناة الجزيرة التي احدثت انقلاب اعلامي كبير في المنطقة العربية وكانت بوق اساسي للنظام القطري بطح الانظمة االعربية التقليدية وأكسبها - أعني قطر - تعاطف الشعبي واسع عبر التغطية المنحازة لحركات المقاومة الوطنية والاسلامية وافراز مساحات واسعة علي منابرها وبرامجها لتغطية نشاطاتها فيما يخص بالمقاومة التي نجحت القاعدة في وصول القناة الاخبارية الي مرتبة القنوات الاعلامية العالمية ثم انقلبت الجزيرة علي خدمة القاعدة وتنكرت لدورها عبر ممارسات اعلامية لا أخلاقية , لكن من المرشح جداً أن تكون قطرالذي لا تتجاوز مساحتها 12000 كم2 دورها اقليمي بارز وقد نجحت في استقطاب العديد من حركات التحرر والمقاومة في المنطقة الاقليمية في العام الماضي سعت قطر بقوة العام الماضي لحل الخلاف السياسي الدائر بين حركة فتح وحماس، إلا أن مساعيها بائت بالفشل بسبب تعنت الطرفين حينها، وعدم التعامل بجدية مع المحاولات القطرية، حسبما ذكر وزير الخارجية الذي زار غزة وقتها.

    وتتمتع قطر بعلاقات جيدة سواء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، و مع حركة حماس ايضاً وكما أن قطر التي كانت لها بصمات واضحة في وصول الاطراف اللبنانية الي اتفاق سياسي ينهي حالة التأزم الحاصلة في لبنان , ان مهمة قطر اليوم تتعدي مساحتها لتكون قوة اقليمية دبلوماسية تخفف من حالة الممانعة التي تشكلها بعض الحركات المقاومة , ان ما تعجز عنه امريكا ببطشها والسعودية بأموالها ومصر بدهاءها يعزز نجاحه دبلوماسية قطربفعل ثلاث عوامل هي المحافظة علي مساحة هامشية كبيرة مع حركات المقاومة والتحرر عبر اسلوب الدبلوماسية الخلاقة , العامل الثاني الاموال القطرية واعلامها الذي تمثله قناة الجزيرة في مواجهة الخصوم التقلييدين علماً أن قناة العربية لم تنجح في مواجهة هيمنة قناة الجزيرة ومنافستها .

    لاننسي ان قطر تشكل دولة مهمة بالنسبة لحماس وقد تعزز دور القطري في نظر قيادة حماس في ضوء نجاحات قطر الدبلوماسية ورصيدها في الوقوف بجانب حكومة هنية وتمتعها بعلاقات حيوية مع اسرائيل وأمريكا حليفها الاستراتيجي , بل ان قطر كانت الدولة الوحيدة التي استقبلت اسماعيل هنية رئيس وزراء الحكومة , حماس تسعي لادخال اكثر من طرف اقليمي في المنطقة يوزع المهام ويجعل بالامكان تحقيق مكاسب سياسية عبر الاختراق الاقليمي في ضوء التفرد الامريكي واحتكار طرف الاعتدال في ادارة لأوراق اللعبة الاقليمية , قطر أيضاً هي الدولة التي استضافت مشعل ومكتبه السياسي بعد النفي الاردني لمشعل وقبل أن ينتقل الي سوريا , كما ان هذه الدولة الصغيرة هي اكثر الدولة دعماً مادياً لحكومة حماس بعد اشتداد الحصار عليها ومعاقبتها دولياً لعدم اعترافها بشرعية اسرائيل , كما انها اتخذت مواقف اعلامية قريبة من رؤية الحركة ابان معركة الحركة العسكرية متلثها قناة الجزيرة مما أثار حفيظة قيادات فتح وسلطة عباس .

    ان المسئولين في قطر ينظرون الي استضافة قطر للقمة العربية القادمة علي انه انجاز اخر وفي نظرهم حققت الدبلوماسية القطرية حققت نجاحات كبيرة علي الصعيدين الاقليمي والدولي ويكفي ان نذكر نجاحات السياسة القطرية في التوفيق بين الحوثيين في جمهورية اليمن وكذلك دورها في إنهاء العديد من الخلافات في منطقة الخليج فضلا عن دورها المتميز في القضية الفلسطينية والأزمة اللبنانية والوضع في العراق لكن من طرفنا يبرز سؤال غاية في الاهمية ! لماذا تنشط الدبلوماسية القطرية في الازمات ؟! هل يعني هذا ان قطر حديقة خلفية للجميع أم حديقة خلفية امريكية يتم استغلالها كورقة ثانوية هامة كلما تعرض حلفاء امريكا المعتدلين أو اصبحوا علي وشك الانتكاسة والهزيمة كما هو الحال في الصومال وفلسطين ولبنان , لم نلحظ أن خطاب الجزيرة الاعلامية يخالف سياسة ودبلوماسية , وماهو تعليق امريكا والغرب من قيام اثيوبيا الحليف الامريكي في الصومال بقطع العلاقات مع قطر في ابريل الماضي بذريعة التدخل في القرن الافريقي وتعزيز دور المحاكم الاسلامية !
    كيف تمر قطيعة دبلوماسية بين دولتين تتناول ملف حيوي لواشنطن دون التعرض أو الانتقاد لسياسة قطر ؟! حيث ان بيان وزارة الخارجية الاثيوبية تضمن اتهامات خطيرة وواضحة ومثال ذلك أن "قطر باتت مصدرا رئيسيا لانعدام الاستقرار في القرن الأفريقي ومحيطه"، متهما قطر بـ"دعم منظمات إرهابية في الصومال ومناطق أخرى بشكل مباشر أو غير مباشر ".

    بعض الباحثين والمراقبين أثاروا تساءلات جدية حول حول دور الجزيرة في اغتيال أكثر من شخصية أمنية وعسكرية بعد مقابلتها لهم، مثل: القائد الشيشاني يندرباييف، والقيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد الدحدوح، واعتقال القيادي في قاعدة رمزي بن الشيبة في باكستان فجاء بعد تعاون أمريكي قطري استخباراتي، بعد أن خرج في مقابلة على الجزيرة مع يسري فوذه ,ولماذا تتجاهل الجزيرة العلاقات القطرية الأمريكية الإسرائيلية، ففي حرب إسرائيل على لبنان، أثارت مؤسسة العدل الدولية موضوع شحن الطائرات الأمريكية للقنابل الذكية المتوجهة إلى إسرائيل من قاعدة العديد، واستخدمت هذه القنابل في الحرب على جنوب لبنان، فيما كانت الجزيرة تركز على عرض صور الضحايا وزيارة الوزير حمد إلى الضاحية الجنوبية وتصويره بالداعم للمقاومة، رغم أن الوزير كان قادما من إسرائيل، وهو الوحيد من بين الوزراء العرب الذي سمح لطائرة بالهبوط في مطار بيروت , بل ان قطر وجمعياتها الخيرية هي الاكثر نشاطاً علي صعيد الدبلوماسية ووالعون المادي لضحايا العدوان الصهيوني !

    مانريد ان نقول ان ما اصطلح علي تسميته بجبهة الممانعة هي هدف أمريكي صهيوني اقليمي ومالم يحتمله القتل والتدمير قد تحتمله الدبلوماسية والترويض ولعل العقلاء ان يدركوا ان مشروعهم وان مثل اعلي الاعتدال والوسطية فلن يكن محل قبول فعلي في المنطقة الذي تسود فيها الذئاب وحكم الغاب , بل ان مشروعهم السياسييتجه نحو المزيد من التخبط والتراجع في ضوء تراجع المنهج واستمداد العون والسداد من أمريكا وحلفاءها .

    بفعل الدور القطري "الخلاق" لا استبعد ان اسمع يوماً أن قطر تعرض مساعيها الحميدة للوساطة بين القاعدة والغرب وتبدي رغبتها في استضافة مؤتمر للحوار والهدنة بين الطرفين !!


    هذا ما أجاد به قلمي البسيط أسأل الله ان يكون نافعاً لعموم المسلمين

    تقبلوا تحيات أخوكم أبوحمزة
يعمل...
X