إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رئيس الوزراء ... إنسان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رئيس الوزراء ... إنسان

    بقلم / غسان مصطفى الشامي

    * سَبق لي أن كَتبت مقالاً عنوانه " سيدي رَئيس الوزراء ... نَقفُ لك تبجيلاً واحتراماً " ، كتبته في حضرة رئيس وزراء فلسطين الموقر الأخ إسماعيل هنية ، فَوُجهت بلومٍ كَبير مَن زملائي الإعلاميين ، فَيما وَصفني الآَخرون بأَنني صَاحب غَرض أو مَصلحة أو شأن ما ، مَع أَنهم يَعرفون أَن جل مَقالاتي تَنصب في الشأن الإنساني والفكري الحر و خدمة المجتمع وقضاياه وأنشطته المجتمعية والاقتصادية المُختلفة ، ولكن حَقيقة الأمر مَا دَفعني لكتابة مَقالة " سيدي رئيس الوزراء .. " هَو ذَلك الحَدث المُؤسف والمخجل ، الذي اعتَبرته مَهانة كُبرى للسيادة الفلسطينية أولاً ولكل الفلسطينيين ، ولي شخصياً ، فأجيبوني يا قَوم ، كَيف يَتعرض رَئيس وُزراء فلسطيني ـ لا هَم له سَوى قضيته المقدسة وجرحها العميق ، وهَو قادمٌ من زيارةٍ عربية إسلامية ، ناجحةٍ بكل ما تَحمله الكَلمة من مضامينٍ ومعانٍ ، إضافة إلى انه كَان يَحمل مالاً للجرحى والأسرى ، فيما واجه ما واجهه من مهانة وَذلٌ ـ لم يَشهده رئيس وزراء من قبل ـ على المعبر الفلسطيني ، من قِبل " الإسرائيليين " وانتظر " أبو العبد " طَويلاً ، ورغم كل ذلك بَدلاً من أن يُكافأ ويُشار له بالبنان ـ وهو أهل لذلك ، ولا نزكي على الله احد ـ ، فقد تَعرض للاغتيال ..!! لماذا ؟؟ أَجيبوني يا قوم ؟؟ ... لماذا ؟؟ يا أجيبوني يا دعاة السيادة والديمقراطية والسَلام العالمي ؟؟ أين السَلام والعدل والأمان ؟؟ ... ما هو الجرم الذي ارتكبه رئيس الوزراء " أبو العبد " ، ليَتعرض للاغتيال ؟؟ جرمه العالمي أيها السادة هو انه " قلب فلسطين النابض " ... أجيبوني أيها الكرام المبجلين ... مالي أراكم صامتون .. أصحاب الضمائر أين انتم ؟؟ الخَوف كبلكم .. ألا تَرون يا قوم أَن في ذَلك مَهانة لفلسطين ولكُل فلسطيني حُر غَيور على وَطنه والمخلصين فيه .. صَدق فيكم قول مظفر ، في قصيدته الشهيرة " يا قاتلتي " وهي " للقدس الموصدة الأبواب " , قال فيها " يا قاتلتي بكرامة خنجرك العربي ... أهاجر في الفقر ... وخنجرك الفضي بقلبي.. وأولادي عشقتني بالخنجر... والأجر بلادي ... ألقيت مفاتيحي في دجلة ... أيام الوجد وما عاد هنالك ... في الغربة مفتاح يفتحني ... ها أنذا أتكلم من قفلي ... من أقفل بالوجد وضاع على أرصفة الشارع سيفهمني ... من كان مخيم يقرأ فيه القرآن ... بهذا المبغى العربي سيفهمني ... من لم يتزوّد حتى الآن.. وليس يزاود في كل مقاهي الثوريين ... سيفهمني ... من لم يتقاعد كي يتفرغ للهو ... سيفهم أي طقوس للسرية في لغتي ... وسيعرف كل الأرقام.. وكل الشهداء... وكل الأسماء ... وطني علمني أن أقرأ كل الأشياء ... وطني علمني أن حروف التاريخ مزورة ... حين تكون بدون دماء ... وطني علمني أن التاريخ البشري ... بدون الحب ... عويلاً ونكاحاً في الصحراء ... يا وطني هل أنت بلاد الأعداء؟... هل أنت بقية داحس والغبراء؟ ... وطني أنقذني من رائحة الجوع البشري مُخيف ... أنقذني من مدن يصبح فيها الناس ... مداخن للخوف وللزبل مخيس ... من مدن ترقد في الماء الآسن وخنجرك الفضي بقلبي.. إن حظيرة خنزير أطهر من أطهركم ..

    * ما حَدث لرئيس الوزراء " أبو العبد " جَعلني انتفض من سُباتي ونَومي العَميق ، لأخط بقلمي أجمل وَقفات ومواقف تواضعية مُشَرفة من قبل رئيس الوزراء " أبو العبد " ..

    * أما هذا المقال " رئيس الوزراء ... إنسان " فأيضاً ، لي معه قصة طريفة ومفيدة و طويلة بعض الشيء " فأنا ثرثار بطبعي وفطرتي " ، وتحتاج منكم لقراءةٍ وتدقيق ومقارنة ...

    * ففي احد الأيام ذهبت إلى رئاسة الوزراء في مهمة وحدوية تساعد في رأب الصدع الفلسطيني وحماية الدم الفلسطيني ، ولم أكن ادرِ أن هناك اجتماع وزاري لأقطاب الحكومة المنتخبة ـ خاصة أنني أُفضل الذهاب في أوقات الهُدوء السياسي في مَجلس الوزراء العاصف بالاجتماعات اليومية ـ فقابلني وكالعادة رجال امن " رئاسة الوزراء " ، فَعرفتهم بنفسي والهَدف من الزيارة " الدم الفلسطيني " ، فسألوني " بغلظة عَسكرية " أَلا تَعرف أن هناك اجتماع وزاري ؟؟!! .. أَجبت " صدقاً لا " .. فَأمروني بالانتظار لمدة نصف سَاعة حَال انتهاء اجتماع الحكومة ، فقلت لَهم مُمكن اجلس في مَكان مُحترم وليس على الباب ـ أقل شيء ـ فانا جئت في مهمةٍ وحدويةٍ وأمرٍ ضروري ، فرفضوا بشدة ، حتى أن أسير خطوة واحدة تجاه الباب ، وعندها قررت وآثرت على نفسي الانتظار ... فَبحثت عن مَكانٍ لأنتظر فيه فوجدت أَحد الحُراس فطلبت منه بَصورة لبقة ـ كيف لا وأنا رجل علاقات عامة ـ أن يَسمح لي بالجلوس ـ خاصة أَنني لم انم طوال الليل من شدةِ التفكير والسهر والعمل من اجل وحدة الشعب وحكومته المنتخبة ـ ، وبَينما أَنا جالس على كرسي مهترئ ، شاهدني الكثير من الأصدقاء والمحبين لي ولقلمي وهم يَستغربون من المَشهد ، حَتى أن اَحد الأَصدقاء وهو يعمل أكاديمي في إحدى الجامعات الفلسطينية ، ومنزله ملاصق لمجلس الوزراء طلب أن يستضيفني في منزله ، ولكني قررت الانتظار مثلي مثل اصغر مواطن فلسطيني وقررت احترام كملة رجل الأمن فهذا هو صميم عمله لحماية دولة رئيس الوزراء " أبا العبد " ، و "انتظرت " طويلاً على باب مجلس الوزراء ، وقد حَصل معي مَوقف صَعب في مجلس الوزراء ، ربما كنت سأعتقل في إحدى السجون الفلسطينية وأنا لم ارتكب جُرماً بحقِ فلسطين وطني الحبيب ، حَيث أنه بَعد انتهاء الاجتماع وذهاب الوزراء ورَئيسهم ، طَلبت من أكثر من شخصٍ ومن الحراسِ أن يوصلونني إلى مكتب رئيس الديوان فهو يَحترمني كثيراً ويُقدر قلمي ويَقرأ لي ، وعندما أَبلغته ، غضب " أبو مصعب " لما حصل ومعي واستغرب مما حدث ، فما حدث لا يحدث في مؤسسة الرئاسة الفلسطينية ، فهي تستقبلني بكل تقدير واحترام وترحاب ،وعلى الفور اعتذر بصورة مؤدبة جَعلتني أقف له خجلاً وهو يعتذر لي من حرج الموقف وأنا أقبل اعتذاره ، وفي الحديث القدسي جاء " يا عبادي لولا أنكم لا تُخطئون لأَتيت بقوم غيركم ، يخطئون ويستغفرونني فأغفر لهم " ،وعنه صلى الله عليه وسلم " كل ابن آدم خطأ وخير الخطائين التوابون " ..

    * أما حُراس مجلس الوزراء ، فَبعد أن تَعبت أنفاسي وهي تسألهم " من يدلني على مكتب رئيس الديوان حفظكم الله ... ؟؟ " أين مكتب رئيس الديوان " ... اخبروني أعزكم الله ...وكأن حنجرتي تنادي بين القبور ، والأموات لا يَسمعون ، وعندها قررت أن احمل روحي على كتفي لأقتحم الديوان ، وشاءت الأقدار أن اَصل لمَكتب رئيس الوزراء " أبو العبد " حفظه الله ففرحت كثيرا وأنا اشتم عبق هذا الرجل ورائحته الطيبة ، فإذا بأحد الحراس صاحب لحية كثيفة ، يَرمقني ببصره من بَعيد ويَقف أَمامي متصلباً ، صامتاً ، ورُبما لو كان مسلحاً لفرغ الرصاص في جَسدي الصَغير ، نَظر إلي وسَألني بقسوة وبعنف ... مَن أنت ومَن أَين أَتيت ، خاصة أنني غير ملتح ، أملس الوجه ؟؟! وأَنا أجبه بكل أَدب وتَقدير واحترام له وللشرطة الفلسطينية وللقانون الفلسطيني ، فهذا الشرطي مبجل وأفضل مني فهو الذي رفع هاماتنا ...ويرابط على الطرقات ليحميني من هجمات العدو ... أسأله أنا أين ؟؟ قال لي أنت في مَكتب رئيس الوزراء " أبو العبد " فقلت له إذن خُذ إجراءاتك القانونية واعتقلني بحسب القانون وأنا جاهز للدخول في أي سجن فلسطيني وحسب المدة القانونية لهذه الجريمة !!! فاستشاط غضباً ، وشدني بصورة غير لائقة بحقي ، وأنا اعرفه بنفسي وأقول له بالحرف الواحد " أخي .. أنا صحفي فلسطيني ولا يجوز التعامل معي بهذه الصورة ، فهذا عيب في حَضرة رئيس الوزراء الموقر " أبو العبد " ، فلم يُلق لي بَال لما حَدث معي ، ولولا اَنه لا يحمل سلاحاً لرُبما أَطلق على قدماي رَصاصتين ، عَندها شاهَدني مُدير مَكتب رئيس الوزراء ـ ويَبدو انه يَحدق عَلي ، لا اعرف لماذا ؟؟ ـ فلم يلق بال للموضوع ، واعتبره امر عابر ، فمن هو هذا الصحفي وماذا يمثل ، أما أنا ... فأنا مدير مكتب رئيس الوزراء ابو العبد يجب على الجميع أن يقف لي تبجيلا واحترام وإكراما لدوري في خدمة وطني " ، ويَقتادني رِجل الأمن الذي امسك بي بعنف وكأني " سارق " وغلظةٍ ونهمةٍ عسكرية عاليةٍ ـ يَحسب هذا الضعيف ، وقد خُلق الإنسان ضعيفاً ، أني خائف منه ، ألا يُدرك أني في حماية " رب العاملين " ، فما جئتُ من اجله ، والله وحده يَعلم هو الصَف الفلسطيني والدَماء التي سالت في غزة الصَامدة ـ وعلى الرغم من ذلك طُردت من مَجلس الوزراء شر طردة وأنا أقول لهذا الشرطي " يا أخي ... احضر لي كُرسي لأجلس عَليه " فَرفض حَتى أن يُحضر لي مقعداً صغيراً اجلس عليه فَقررت الجُلوس على الدَرج ، واستحضرت في نفسي " عندما جلس رئيس الوزراء " أبا العبد " في المعبر ، وعندها جَلست على الدرج ، حتى أن نفسي هانت علي ، ولكن ماذا أقول " حسبنا الله ونعم الوكيل " ونهروا بوجهي فجلست حزيناً ، وغضباناً لما حَدث معي وفي وجداني ألف سؤال وسؤال .... لماذا يحدث هذا في بلد النضال فلسطين ؟؟ أجيبوني يا قوم أكرم الله ؟؟ هل استحق ما حَدث مَعي وأَنا في مُهمة وطنية سامية وخالدة ألا وهي " الدم الفلسطيني " ؟؟ ماذا أَقول ومَاذا افعل ؟؟ فأنا صحفي صغير لا املك سوى قلمي وليس من عائلةٍ وحمولة كبيرة ، واطلب الحماية فقط من " رب العاملين "، خاصة أنني اسكن في أكثر مناطق قطاع غزة سخونة بالأحداث الداخلية ، ووسط عائلاتٍ كبيرةٍ وعلى الرغم من صعوبة التنقل والوصول إلى بيتي ، إلا أنني من اجل وحدة شعبي والحياة بحرية من عتق الاحتلال ، أقدم روحي على مشنقة الخلافات الداخلية ، فأصل إلى بيتي في وقت متأخر وأتحمل ما أتحمله من أمي وأبي وزوجتي حتى أن طفلي الصغير " مالك " تَجد نظراته تسألني ، لَماذا تأخرت عنا يا بابا ... ؟؟

    * وصلت أنا ورجل الأمن من أعلى المجلس إلى بابه ، وعندها طلبت منهم كرسي أو مقعد فلم ينظر لي احد وتعامل معي كأني متسول على باب حكومتهم هذا ، فضلاً عن الكلمات التي جرحتني وآلمتني ، التي قيلت في حقي ، وقد تأسفون عندما تسمعون أن هذا الموقف وللأسف لم يُحرك ساكناً عند مدير مكتب رئيس الوزراء ، ولا املك أمام هذا المشهد إلا أن أقول " حسبي الله ونعم الوكيل " ، هكذا يُعامل رجل الإعلام ورجال الرأي في مؤسسة " دولة رئيس وزراء فلسطين الموقر " أبا العبد " حفظه الله ورعاه .. وأنا الآن لا اطالب حَقي الشخصي فأنا متنازل عنه وسامح الله الجميع ، بل اطالب بحق قلمي و حق الرأي الحر ، ولكن اطلب من رئيس الوزراء الموقر الأب الحاني لكل أبناء الشعب الفلسطيني " أبو العبد " وأرجو ألا يردني خائباً ، إعطاء تعليماته بإجراء تحقيق في مثل هذه الحادثة ومَعرفة من هو المسؤول ومحاسبتهم ، حتى لا يقع الآخرين فيما ما وقعت فيه ، فأنا أتحمل وهم لا يتحملون ، ولا أريد حقي فسامحهم الله جميعا " وأنا آسف " إذا أثقلت على احد يوم ، واطلب من رئيس الوزراء أن يأخذ حق الصحفي الفلسطيني ، الذي تَعرض للمَهانة والذُل على أَبواب رئاسة الوزراء ..

    * قارئ العزيز ... لقد جئت لرئاسة الوزراء في مهمة وحدوية ـ على الرغم من أني كنت متعباً ومنهكاً ولم انم طوال الليل ـ سامية لوحدة الشعب الفلسطيني وتآلف وتحابب وبين الرئاسة الفلسطينية وبين الحكومة ورأب الصدع و للمساعدة في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ومع ذلك تعرضت لمثل هذا الحدث الأليم " هذه شهادتي أسجلها والله على ما أقول شهيد " .

    * رئيس الوزراء ... إنسان ... وأنا أقف ضَمن الواقفين على باب رئاسة مجلس الوزراء فإذا بي أُشاهد شخصٌ صَاحب حاجة يَبدو أَنها مُلحة ، ضمن الوَاقفين عَلى بَاب رئاسة الوُزراء ، ويبدو أنه يحتاج لتوقيع صغير ، وهو من أصحاب الحاجات الخاصة وليس من المفترض أن يَقف هَكذا يجب أن تنتهي قصته مباشرة ، وقصة هذا الشخص المحتاج تَرتبط مُباشرة بوزير النقل والمواصلات " أبو شكري " ، ويَبدو أن قَصته يَعرفها رئيس الوزراء " أبو العبد " من قبل ، ومَا أن خَرج " أبو شكري " ، فإذا بالشخص ذوي الحاجة الملحة ، يَقترب من وزير النقل ، ويَتحدث مَعه في قصته ، فَما كان من وزير النقل إلا أَن أَجابه بسرعةٍ ومُشافهة ، فَلم يشفِ غَليل السَائل ، فَظل يَنتظر يريد مجرد رؤية رئيس الوزراء " أبو العبد " و كما قيل أن صاحب الحاجة ارعن، و حاجته هي النجاة ايضاً .

    * وهنا ظَهر رَئيس الوزراء بنضارة وجهه وابتسامته الخَفيفة ، وهُدؤوه الجميل ، وهَامته العالية ، فإذا بالحُراس يُحذرون ذلك الشخص صَاحب الحَاجة من الاقتراب من رئيس الوزراء " أبو العبد " أو أي وزير ، خَاصةً أن الاجتماع انتهى وبَدأ الوُزراء يطلون بهاماتهم وملابسهم الشتوية ويخرجون واحد تلو والآخر ، وعند خُروج رَئيس الوزراء ـ ما أعظمك أبا العبد وان تعلمنا أجمل المواقف المشرفة والدروس الجمة في العلاقات العامة ـ فإذا برئيس الوُزراء يَظهر ويُبادر في سؤال ذلك الشخص صاحب الحاجة بسؤال " هل انتهت قصتك ؟؟ فأخذ الحُراس يُفسحون المَجال للرجل ليَرد على رئيس الوزراء ، فابتهلت أسارير الرجل ، ورَقص قلبه طرباً ، وأجاب " لا " ، وقال " الرجل " لرئيس الوزراء احتاج مَنك فقط توقيع على هذه الورقة الصغيرة ، وما كَان من رَئيس الوزراء " أبو العبد " إلا أن اَخرج قَلمه الأزرق وَطلب من حراسه الصُحف ليَكتب ، ووقع على الورقة وكَتب عليها أمر استثنائي ، ففرح الرجل كثيراً ، فحدثٌ مثل هذا رُبما يَحدث لأول مرة مع الرجل ، وانتهز فرصة ثمينة وهي إخراج القلم الطاهر العفيف الذي لم يوقع ولم يتنازل أبداً وحفظ الحقوق لأهلها .. واخرج وَرقة أخرى ـ فقلت بنفسي معتقداً أن معه العشرات من الطلبات ، قلت " ايش هالورطة " ، والمشهد ذكرني بفيلم سينمائي مصري " زواج بقرار جمهوري " عندما قرر الرئيس المصري حضور حفل زفاف بطل الفليم في حارة مصرية صغيرة ، في بلد مصر الكبير ، وذلك لأنه أرسل له بطاقة الفرح في البريد الخاص برئيس الجمهورية محمد حسنى مبارك ، وعندها جَلب بَطل الفليم وبطلته العشرات من الأوراق يحتاجون إلى تواقيع لخدمة الفقراء والمُحتاجين ـ ورُبما الأمر هُنا في حضرة دولة رئيس وزراء فلسطين، مُشابه لحَدث الفَليم المصري ، فَبادَر رَئيس الوُزراء " أبو العبد " بسؤال ذَلك الرَجل ، مَاذا بهذه الورقة قائلاً له بالُلغة العَامية " إذا بدك عروس نحن جاهزون لنبحث لك عن عروس .. " فطلب " الرجل " من رئيس الوزراء " أبو العبد " فقط قراءة الورقة ، فقرأها " أبو العبد " على عجالة من أمره ، ووضعها في جيبه ، قائلاً له هذه تحتاج إلى اهتمام ..

    * الشَاهد هنا قارئي العَزيز .. أن المَواطن العربي لم يَعتد عَلى مثل هذه الأجواء ومثل هذه المواقف النادرة ، فذوي الاحتياجات الخاصة مثلاً وهم يَحتاجون منا كُل الاهتمام والتَضحية من اجل إسعادهم وتَأمين الحَياة الكَريمة لَهم ، و رُبما يَصطف المُعاق وذوي الحاجة على أبواب المؤسسات الوطنية أو المستشفيات والمصحات لأيام وأَسابيع واَشهر ، وسَنوات ، ليَلتقي مدير وليس " وزير " أو " رئيس وزراء " ولا يَسمح له إلا بواسطة كبيرة .

    * سيدي رئيس الوزراء ، رُبما لا تَقرأ كَلماتي وأَنا اقَدر مدى انشغالك بهموم الوَطن وقضيته المركزية " فلسطين " الأسمى والأغلى من كل شيء ، لَكنني أُكن لك " أبو العبد " كل التقدير والاحترام والحب العميق وارجوا من الله العلي القدير أن يُوفقك في هذه المسيرة المباركة ، وان تُشكل حكومة الوحدة الوطنية وتترأسها بإذن الله ، وان تقام الدولة الفلسطينية الخالدة وعاصمتها القدس الشريف ،،*

    عزيزي القارئ ليس لي غرضاً شخصياً من هذا المقال ، ولا اكتب للحصول على موقع أو مركز أو منصب ، فأنا لا ابحث ُ عن المناصب والمواقع والمراكز ، فمنذ أن حملت قلمي على كتفي أخذت على عاتقي أن أغير واقعي وألمي وجرحي العميق ... لم أخف إلا الله فمهمة الأديب بعث الحياة في حياة الأموات وحمل المشاعل مع الذين يحملونها لينيروا بها الدروب ، ما دام سلاحه بيده ، وما دام هذا القلم ، يحي بأنات الشعوب فعليه أن يستشهد لتحيا هذه الشعوب ..
يعمل...
X