إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مكتبة الحديث. أرجوا التثبيت.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    بسم الله الرحمن الرحيم

    بارك الله فيك
    الله يجزيك كل خير علي الموضوع الرائع والقيم والمميز الله يتقبل منك ويجعله في ميزان حسناتك
    تقبلوا خالص تحياتي
    أخوكم: أبو المنذر

    تعليق


    • #17
      بارك الله فيك أخي لواء السنة بصراحة مجهود رائع
      أيها العضو الصديق لا بأس أن تؤيد رأيك بالحجة و البرهان .....

      كما لا بأس أن تنقض أدلتي ، وتزييف مما تعتقد أنك مبطل له
      .....

      لكن هناك أمر لا أرضاه لك أبدا ما حييت ، ولا أعتقد أنه ينفعك
      ؟

      الشتم و السباب

      تعليق


      • #18
        بسم الله الرحمن الرحيم
        الحمد لله و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده، و بعد:
        السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

        اللهم رب جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل، فاطر السماوات و الأرض أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا اهدنا اهدنا إلى الحق الذي اختلف فيه فإنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

        أشكر كلا من إخواني [عاشق السرايا و قسام مسجد حليمة] على ردودهما الطيبة، و أسأل الله أن يحفظهم من كل مكروه أن يوفقهم إلى كل خير و جميع من شارك في هذا الموضوع و جميع المسلمين.

        و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
        قال الله تعالى: "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".
        قال رسول الله: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".

        تعليق


        • #19
          بسم الله الرحمن الرحيم
          الحمد لله و لصلاة و السلام على من لا نبي بعده، و بعد:
          السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

          اللهم رب جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل، فاطر السماوات و الأرض أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا اهدنا اهدنا إلى الحق الذي اتلف فيه فإنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

          الحديث الرابع
          في كتاب:
          الصيام

          صوم يوم عاشوراء

          حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: "قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، فَرَأَى الْيَهُودَ
          تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ. هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى. قَالَ فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ
          ". [رواه البخاري].

          معاني المفردات:
          الكلمة معناها
          يوم عاشوراء: هو اليوم العاشر من شهر الله المحرم، و هذا هو أرجح الأقاويل التي قيلت في تحديده، لموافقته للاشتقاق و التسمية.
          ما هذا؟ : يعني: ما هذا الصوم.
          يوم صالح: أي هذا يوم عظيم، أظهر الله تعالى فيه موسى و قومه على فرعون و قومه.
          فأنا أحق بموسى: أنا أولى منكم بشكر الله تعالى على ما أكرم به موسى.

          الشرح و الإيضاح
          " قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ" و كانت قريش تصومه في الجاهلية، و كان رسول الله –صلى الله عليه و سلم-يصومه بمكة المكرمة، و يقول لأصحابه: "من شاء فليصم، و من شاء فليفطر".

          قال القرطبي: و لعل قريش كانوا يستندون في صومه إلى شرع من مضى كإبراهيم، و صوم رسول الله –صلى الله عليه و سلم- له يحتمل أنه كان بحكم الموافقة لهم. و قد كان رسول الله –صلى الله عليه و سلم- يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم ينه عنه، و يحتمل أن يكون صيامه له –صلى الله عليه و سلم- بإذن الله له في صيامه على أنه فعل خير.

          و عندما هاجر رسول الله –صلى الله عليه و سلم- إلى المدينة في ربيع الأول، و حينما جاء يوم عاشوراء، وجد اليهود يصومونه.

          " فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ. هَذَا يَوْمٌ نجى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ
          مُوسَى
          ."
          سألهم عن هذا الصوم و ما سببه؟ و أخبروه أنه يوم عظيم أنجى الله تعالى فيه موسى و قومه، و أغرق فرعون و قومه، فصامه موسى شكرا. و أنهم يصومونه تعظيما له.

          قال –صلى الله عليه و سلم-: " فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ ".
          بين لهم الرسول –صلى الله عليه و سلم- أنه أولى منهم بموسى، و وجه أحقيته –صلى الله عليه و سلم- بموسى –الاشتراك في الرسالة،و الدعوة إلى توحيد الله، و الأخوة في الدين، و القربى في الروح، و لأنه عليه الصلاة و السلام أطوع، و أتبع للحق الذي جاء به موسى منهم " فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ". أي أن النبي –صلى الله عليه و سلم- ثبت على صيامه لهذا اليوم، و داوم على ما كان عليه لأنه –صلى الله عليه و سلم- كان يصومه قبل قدوم المدينة.

          و هذا هو الذي نستظهره من مجموع الأحاديث الواردة في صيامه –صلى الله عليه و سلم- يوم عاشوراء، و على هذا، فلم يحدث له صوم اليهود و لا إخبارهم حكما جديدا، و إنما هي صفة حال، و جواب سؤال، كما حقق ذلك القاضي عياض.

          و قد اتفق العلماء على أن صوم يوم عاشوراء سنة و ليس بواجب.

          ما يستفاد من الحديث:
          أولا: جواز سؤال العالم عن سبب ما يقوم به من العبادات.
          ثانيا: استحباب الصيام شكرا لله على نعمه.
          ثالثا: استحباب صوم يوم عاشوراء.

          و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
          قال الله تعالى: "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".
          قال رسول الله: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".

          تعليق


          • #20
            بارك الله فيك يا أخي لواء السنة
            أيها العضو الصديق لا بأس أن تؤيد رأيك بالحجة و البرهان .....

            كما لا بأس أن تنقض أدلتي ، وتزييف مما تعتقد أنك مبطل له
            .....

            لكن هناك أمر لا أرضاه لك أبدا ما حييت ، ولا أعتقد أنه ينفعك
            ؟

            الشتم و السباب

            تعليق


            • #21
              الله يجزيك كل خير اخوي لواء السنة علي الموضوع الرائع

              تعليق


              • #22
                بسم الله الرحمن الرحيم
                الحمد لله و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده، و بعد:
                السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

                اللهم رب جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل، فاطر السماوات و الأرض أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدا اهدنا اهدنا إلى الحق الذي اختلف فيه فإنك تهدي من شاء إلى صراط مستقيم.

                بــاب التـهـجـد باللــيـل:
                الحـديـث الأول.

                التهجد: من الأضداد، يطلق على النوم و على السهر. و قيل الهجود: هو النوم. و التهجد تركه، كالتحنث: ترك التحنث. و هو نافلة الليل خاصة. و الأفضل فيه أن يكون مفصولا مثنى مثنى.

                حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ أَنَّ عَمْرَو بْنَ أَوْسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: " أَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام وَأَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُد َ وَ كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ وَيَنَامُ سُدُسَهُ وَيَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا". [رواه البخاري].

                معاني المفردات
                الكلمة معناها
                أَحَبُّ الصَّلَاةِ: أحب أفعل تفضيل، أي أكثر ما تكون الصلاة محبوبة، و أكثر ما يكون الصيام محبوبا من الله تعالى، و المراد من المحبة، هنا: ما يترتب عليها من إرادة الخير بالحبوب و الإحسان إليه، لا الميل القلبي فإنه مستحيل في حقه تعالى،ة و "أل" في كل من الصلاة و الصيام "للعهد"، و المعهود قيام الليل و صوم التطوع.
                "كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ...الخ". بيان لكيفية الصلاة المحبوبة.
                "وَيَصُومُ يَوْمًا ... الخ" بيان لكيفية الصوم المحبوبة.

                الشرح و الإيضاح:
                كان عبد الله بن عمرو –رضي الله عنهما- يقوم الليل إلا قليلا، و يصوم النهار، فبلغ ذلك النبي –صلى الله عليه و سلم-، فقال موجها الكلام إلى عبدالله على سبيل النصيحة و الإرشاد.

                " أَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام وَأَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُد" كأنه عليه الصلاة و السلام يقول له: لك بداود –عليه السلام- الذي كان عبدا شكورا لربه، أسوة حسنة، كان يجعل لربه نصيبا، و لجسمه نصيبا، و نصيبا لآخرته، و نصيبا لدنياه. حتى يوفي كل ذي حق حقه كما أمر الله عزوجل و حتى لا يضيع حقا وجب عليه شرعا على حساب حق آخر، ثم بين رسول الله –صلى الله عليه و سلم- موضع الأسوة بداود –عليه السلام- في القيام فقال:

                " وَ َكانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ وَيَنَامُ سُدُسَهُ" فكان عليه الصلاة و السلام يعطي نفسه و جسمه حقهما من الراحة و النوم فينام ثلثي الليل، نصفه الأول و سدسه الأخير و يجعل الثلث الذي بينهما لعبادة ربه فيشغله بالصلاة و الاستغفار، و إنما اختار هذا الوقت بالذات للعبادة لأنه الوقت الذي ينزل الله فيه إلى سماء الدنيا يقول: "ألا من مستغفر فاغفر له؟" كما ورد بذلك الأثر.

                و جعله بين وقتي راحة و نوم، ليستعين بأولهما على العبادة، و ليزيل بثانيهما آثار ما لحق جسمه من نصب و تعب، فيبقى طوال حياته نشيطا قويا مقبلا على عبادة ربه، مؤديا إليه تعالى و إلى عباده حقوقهم فتبرأ ذمته، و لا تلحقه لائمة.

                ثم بين الرسول –صلى الله عليه و سلم- موضع الأسوة بداود –عليه السلام- في الصيام فقال:
                " وَيَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا". يوما لربه و يوما لنفسه حتى لا ينهك الصوم بدنه فيضعف عن عبادة ربه، فإن لله تعالى عليه حقوقا من صلاة و حج و جهاد و غيرها. أو يضعف عن القيام بحقوق نفسه و زوجه و رعيته، فإن لهم حقوقا عليه يجب أن تراعى و تؤدى كاملة غير منقوصة، و من تساهل في أداء حق من الحقوق المشروعة تساهل فيما سواه فتكون النتيجة ضياع الحقوق جملة.

                تلك نصيحة بليغة من الرسول –صلى الله عليه و سلم- لعبد الله بن عمرو، وعاها ورعاها حق رعايتها، و أداها كما سمعها من الرسول –صلى الله عليه و سلم-، فما أجدرنا بأن نعمل بها و نجعلها منهاجا في السلوك و العبادة و العمل.

                ما يستفاد من الحديث الشريف:
                أولا: وجوب الجمع و التوفيق بين حقوق الله تعالى و حقوق النفس، و هو هدف الحديث.
                ثانيا: جواز التأسي بمن قبلنا من الأنبياء و الصالحين في الأعمال الصالحات.
                ثالثا: قليل من العبادة تنهض به خير من كثير يبهظك.
                رابعا: فضل قيام الليل، و صوم التطوع لاسيما طريقة داود –عليه السلام- فيهما.
                خامسا: الدين يسر و لن يشاد الدين أحد إلا غلبه.
                سادسا: حرص النبي –صلى الله عليه و سلم- على هداية أصحابه للتي هي أقوم، و رفقه بهم و بأمته، و على هذا يجب على العلماء و الحكام أن يحرصوا على رعيتهم و المسلمين و يرشدهم إلى ما هو أنفع لهم و أيسر.

                "لا إله إلآ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"

                ملاحظة: للمكتبة تكملة -إن شاء الله- فنرجوا منكم المواصلة معنا.

                و صل اللهم عل نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
                التعديل الأخير تم بواسطة لواء السنة; الساعة 16-09-2007, 08:27 PM.
                قال الله تعالى: "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".
                قال رسول الله: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".

                تعليق


                • #23
                  بارك الله فيك أخي لواء السنة
                  أيها العضو الصديق لا بأس أن تؤيد رأيك بالحجة و البرهان .....

                  كما لا بأس أن تنقض أدلتي ، وتزييف مما تعتقد أنك مبطل له
                  .....

                  لكن هناك أمر لا أرضاه لك أبدا ما حييت ، ولا أعتقد أنه ينفعك
                  ؟

                  الشتم و السباب

                  تعليق


                  • #24
                    الله يجزيك كل خير اخوي لواء السنة علي هذا الجهد المبارك والطيب ربنا يتقبل منك اخي صالح الاعمال ويجعله في ميزان حسناتك

                    في حفظ الله
                    إن لله عباداً فطنا .. طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
                    نظروا فيها فلما علموا .. أنها ليست لحييٍ وطنا
                    جعلوها لجةً واتخذوا .. صالح الأعمال فيها سفنا

                    تعليق


                    • #25
                      بسم الله الرحمن الرحيم
                      الحمد لله و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده، و بعد:
                      السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

                      اللهم رب جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل، فاطر السماوات و الأرض، أنت تحمن بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا اهدنا اهدنا إلى الحق الذي اختلف فيه فإنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

                      الحديث الثاني
                      في باب:
                      التهجد بالليل.

                      "حيل الشيطان الرجيم مع الإنسان"
                      حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ، عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ، فَإِنْ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ". [رواه البخاري].

                      معاني المفردات:
                      الكلمة معناها
                      يعقد الشيطان: الشيطان: إبليس أو أحد أعوانه، و يعقد "من العقد"و هو الربط و الإحكام. و من لوازم العقد في العادة الثقل و عدم النهوض، و المراد: أنه يثقل رأس الإنسان بالنوم و الغفلة.
                      قافية رأس أحدكم: قافية كل شيء مؤخره، و قافية الرأس: مؤخرها و هو قذالها.
                      ثلاث عقد: ليحكم الربط و الشد.
                      يضرب كل عقدة: يختمها بخاتمه من: ضرب المكتوب: ختمه، زيادة في الاهتمام و الإحكام، و ظاهر أن المراد من العقد و الختم ما يتفق و طبيعة الشيطان و النفس
                      عليك ليل طويل: مقول قول محذوف واقع حالا من فاعل يضرب أي يضرب قائلا عليك ليل، الخ. و هذا القول منه نوع من الوسوسة و هي كما تكون
                      في اليقظة تكون في النوم لأنها عبارة عن تأثير منه في الروح.
                      فارقد: فنم، أي فاستغرق في النوم و لا تتعجل القيام فالمدى فسيح أمامك. و قصده بهذا أن يثبطه عن قيام الليل و يضيع عليه ورده. و الفاء فاء الفصيحة.
                      انحلت عقدة: انفكت عقدة من العقد الثلاث فكا يناسب نوع العقدة.
                      و إلا أصبح: إن الشرطية مدغمة في لا النافية، و فعل الشرط محذوف و التقدير: و إلا يفعل هذه الثلاث.
                      خبيث النفس: من الخبث، و هو في الأصل النجس، و المراد: ظلمتها و بعدها عما يزكيها.

                      الشرح و الإيضاح
                      الشيطان عدو الإنسان، اخذ على نفسه عهدا أن يضله و يغويه، لا يقصر في ذلك إلى أن يبعث الناس لرب العالمين.

                      و في هذا الحديث الشريف يحذرنا الرسول –صلى الله عليه و سلم- من غوائله و يصف لنا نوعا من مكره بالمؤمن، و الحيلولة بينه و بين ما يكون سببا في طيب نفسه، و رضا ربه عزوجل عنه، فيقول::" يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ،".

                      الشيطان يتسور على المؤمن نفسه، و يصول عليه بخيله و رجله، يأتيه عن يمين و شمال، و من أمام و خلف، في يقظته و في نومه، فإذا نام المؤمن فأصبح بذلك غافلا عن ذكر ربه سنحت للشيطان فرصة فتسلل في خفاء، و عصب رأسه عصبا شديدا أحكمه بثلاث عقد، يثقل بها رأسه و يلصقه بمخدعه، و يثبطه عن القيام بحقوق ربه، و يصرفه عما يكون سببا في سعادة دنياه و آخرته. ثم إن الشيطان الرجيم يضرب كل عقدة " أي يختم كل عقدة من هذه العقد الثلاث" بخاتم الضلالة و الإغواء أو يضرب كل عقدة بيده كما تضرب السواحر على عقد الخيط إذا ما أردن بإنسان شرا فسحرنه، و من شأن المسحور أن يغفل عن نفسه و عما يسعدها، فكذلك من وقع تحت طائلة الشيطان انصرف عن حفظ نفسه، ورضا ربه عزوجل.

                      و يقول عند كل عقدة كلاما هو للإغواء كالطلسم للسحر " عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ" نم فالليل طويل، و لا تتعجل الصحو للقيام بوردك من ذكر ربك، و قيام ليلك، فإن مما لا تدركه أول الليل بإمكانك أن تدركه آخره؛ فأعط نفسك حقها من الراحة يا مسكين.

                      سم ناقع يجرعه الإنسان في صورة شراب لذيذ الطعم، حلو المذاق إذ يحبب إليه النوم و الكسل و حب الاسترسال فيهما عن ذكر الله و عن الصلاة، و الإنسان ما أضعفه!! و ما أجهله!! و ما أظلمه لنفسه!! قد تنطلي عليه هذه الحيلة فيقع في شراكها و يكرع في حياضها، و يبوء بإثمها إلا من عصم الله تعالى.

                      و قد أرشد الرسول –صلى الله عليه و سلم- إلى الترياق الناجع لإزالة هذا السم الناقع فقال:
                      فَإِنْ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ،" من هذه العقد الثلاث، فإن بذكر الله تخشع القلوب ثم تلين و تسكن و تطمئن بالله، فتقبل على الله و من أقبل على الله فقد أعطى الشيطان ظهره و أعرض عنه، و المقصود من الذكر هنا كل ما يذكر بالله من تلاوة قرآن أو حديث نبوي أو ثناء على الله و تسبيح و تقديس.

                      " فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ،" أخرى. فإن الوضوء سلاح المؤمن و هو الممهد و المعد للصلاة.
                      " فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ،" و هي المكملة للثلاث و بهذا تزول العقد كلها. فإن الصلاة قرة عين المؤمن، بها يناجي ربه، و يأنس بقربه، و تفيض عليه رحماته و رضوانه، فينشرح صدره، و تطيب نفسه. و كيف لا يكون لها هذا الأثر العظيم في إزالة رجس الشيطان الرجيم، و ما كان عقدة و ضربه على كل عقدة إلا من أجل تضييعها و تفويتها.

                      فإذا ما أتى بها المؤمن فقد أرغم الشيطان و أخزاه، و كاد له كما كاد، و مكر به كما مكر، و كان مكره غالبا. فأصبح نشيطا طيب النفس، يجد راحة و لذة في طاعة ربه و باعثا قويا على السعي في جلب رزقه، جزاء وفاقا. و المحروم من حرم هذا الترياق ، فوقع في حبالة الشيطان، فكان فريسة سهلة له، يتسلى بها و يتندر عليها فراكم عليه إضلاله و إغوائه حتى خبثت نفسه، و بعدت عن الخير، و أخلدت إلى البطالة و الغواية فكان من الخاسرين، و هذا هو معنى قوله –صلى الله عليه و سلم- في ختام الحديث: " وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ" أعاذنا الله تعالى من الشيطان الرجيم.

                      بقي أمران في الحديث لا بد من توضيحهما و الأمر فيهما هين:
                      الأمر الأول: ظاهر قوله –صلى الله عليه و سلم- " أَحَدِكُمْ" العموم و أن الشيطان يصنع هذاالصنيع بكل مؤمن.
                      و هناك نصوص أخرى قد تعارض هذا الحديث منها قوله تعالى: [إن عبادي ليس عليك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين]. [سورة الحجر/ الآية رقم 24]. و كالحديث الوارد في حق من صلى العشاء الآخرة في جماعة، و من قرأ آية الكرسي عند نومه فإنه يحفظ من الشيطان حتى يصبح، و يدفع التعارض بأن هؤلاء مستثنون ممن يتناوله حديث الباب.

                      الأمر الثاني: إن قوله –صلى الله عليه و سلم- " أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ" لا يتعارض مع قوله –صلى الله عليه وسلم-: "لا يقولن أحدكم خبثت نفسي" فإن النهي منصب على إضافة الخبث إلى النفس و حديث الباب عن الإخبار بذلك الغير.

                      ما يستفاد من الحديث الشريف:
                      أولا: لقيام الليل أثر عظيم في رضا الرحمن، و مراغمة الشيطان، و هو هدف الحديث.
                      ثانيا: الذكر و الوضوء سلاحان من أسلحة محاربة الشيطان.
                      ثالثا: التورع عن الكسل و البطالة لأنهما من آثار الشيطان.
                      رابعا: ظاهر الحديث يدل على أن قيام الليل مندوب و ليس بواجب لأنه نصيحة مزجاة برفق إلى مراغمة الشيطان.

                      "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"
                      و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
                      قال الله تعالى: "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".
                      قال رسول الله: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".

                      تعليق


                      • #26
                        بارك الله فيك أخي لواء السنة
                        وجعله الله في ميزان حسناتك
                        أيها العضو الصديق لا بأس أن تؤيد رأيك بالحجة و البرهان .....

                        كما لا بأس أن تنقض أدلتي ، وتزييف مما تعتقد أنك مبطل له
                        .....

                        لكن هناك أمر لا أرضاه لك أبدا ما حييت ، ولا أعتقد أنه ينفعك
                        ؟

                        الشتم و السباب

                        تعليق


                        • #27
                          بسم الله الرحمن الرحيم
                          الحمد لله و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده، و بعد:
                          السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.

                          اللهم رب جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل، فاطر السماوات و الأرض، أنت تحم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا اهدنا اهدنا إلى الحق الذي اختلف فيه فإنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

                          الـحديـث الـثالـث
                          في باب:
                          التهجد بالليل

                          حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: " إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَدَعُ الْعَمَلَ وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ خَشْيَةَ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ النَّاسُ فَيُفْرَضَ عَلَيْهِمْ وَمَا سَبَّحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُبْحَةَ الضُّحَى قَطُّ وَإِنِّي لَأُسَبِّحُهَا". (رواه البخاري).


                          معاني المفردات:
                          الكلمة معناها
                          إِنْ كَانَ: إن مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف، و خبرها جملة كان بمعموليها.
                          لَيَدَعُ الْعَمَلَ: يتركها
                          خَشْيَةَ: مخافة، و هو منصوب ب"يدع" مفعول لأجله (و هو يحب أن يعمل به) في محل نصب حال من فاعل "يدع".
                          وَمَا سَبَّحَ رَسُولُ اللَّهِ سُبْحَةَ: أي نافلة الضحى، و سماها تسبيحا لأن الضحى للصلوات المكتوبات، كالتسبيح في الفريضة، كل منهما نافلة.
                          لَأُسَبِّحُهَا: لأصليها.

                          الشرح و الإيضاح
                          كان رسول الله –صلى الله عليه و سلم- يترك بعض الأعمال و هو يحب أن يأتي بها، لما لها من الفضل و المزية و الزلفى إلى الله تعالى، و لكنه عليه الصلاة و السلام آثر أمته على نفسه، لأنه لو داوم على هذه الأعمال لتأست به أمته لوجوب طاعته، و حرصها على الإقتداء به، علما منها بأن ما فعله الرسول –صلى الله عليه و سلم- و داوم عليه الخير كل الخير فيه، هم يلتزمونه من عند أنفسهم لا يصرفهم عنه أنه ليس بواجب، و لربما أدى إعناتهم هذا بأنفسهم إلى أن يفرض عليهم هذا العمل فليزموا بالإتيان به فيشق عليهم المداومة عليه، فيلحقهم العذاب ويتسموا بالعصيان، وقد كان لهم في تركه مندوحة.

                          و صدق الله عزوجل، حيث قال يمدح رسوله –صلى الله عليه وسلم- : "لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم". [سورة التوبة/ الآية 128].

                          و لقد كان رسول الله –صلى الله عليه و سلم- كذلك كما جاء في وصفه "مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ"

                          و لذلك تقول عائشة –رضي الله عنها-: " إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَدَعُ الْعَمَلَ وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ خَشْيَةَ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ النَّاسُ فَيُفْرَضَ عَلَيْهِمْ " .

                          و الظاهر أن عائشة –رضي الله عنها- تريد بالعمل هنا ما أوضحه حديثها الآخر بنفس سند هذا الحديث الذي معناه: أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- صلى ذات ليلة في المسجد فصلى بصلاته ناس، ثم صلى من القابلة فكثر الناس، ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة، فلم يخرج إليهم رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، فلما أصبح قال: "قَدْ رَأَيْتُ الَّذِي صَنَعْتُمْ وَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنْ الْخُرُوجِ إِلَيْكُمْ إِلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ" وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ. [رواه البخاري].
                          وظاهر أن المراد بذلك قيام رمضان.

                          فإن قيل كيف خشي الرسول –صلى الله عليه وسلم- زيادة فريضة الصلاة على الخمس، وقد أمن ذلك لقول الله عزوجل له في ليلة الإسراء و المعراج، حين فرض الصلاة "هِيَ خَمْسٌ وَهِيَ خَمْسُونَ لَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ"؟ [رواه البخاري].

                          فالجواب: إن الذي خشيه الرسول –صلى الله عليه وسلم- هو فرض الجماعة في قيام رمضان أو في قيام الليل. و ليست الجماعة فرضا زائدا على الخمس، و بهذا الجواب نفسه يفسر قول عائشة –رضي الله عنها-.

                          " وَمَا سَبَّحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُبْحَةَ الضُّحَى قَطُّ" حيث يراد من السبحة هنا صلاة الضحى في جماعة، أي ما صلى الضحى جماعة قط.

                          و بهذا الجواب يتسق آخر الحديث مع أوله حيث يراد الجماعة في نافلة الليل و نافلة النهار.

                          و أما أن يراد من السبحة صلاة الضحى نفسها كما ذهب إليه كثير من شراح الحديث فبعيد، لأن رسول –صلى الله عليه وسلم- كان يحافظ على كثير من السنن لاسيما الرواتب لصلاة، و مع ذلك لم يخش فرضها لأنها تصلى في غير جماعة، وعلى ذلك فيكون معنى قول عائشة –رضي الله عنها- " وَإِنِّي لَأُسَبِّحُهَا". و إني و إني لأصلي الضحى أحيانا في جماعة. إذ من المستبعد أن تأتي بشيء واظب الرسول –صلى الله عليه وسلم- على تركه، و أيضا الرسول –صلى الله عليه وسلم- حض على صلاة الضحى ورغب فيها، و كيف يرغب في شيء وينأى بنفسه عنه على الدوام؟ هذا غير معقول.

                          و قد ثبت أن الرسول –صلى الله عليه وسلم- صلاها يوم الفتح، و أوصى بها أبا ذر و أبا هريرة –رضي الله عنهما- و صلاها جماعة في بيت أحد الأنصار، و أما قول أنس –رضي الله عنه-: "ما رأيته صلاها غير ذلك اليوم" مشيرا إلى صلاته –صلى الله عليه وسلم- في بيت الأنصاري، فلعله يقصد بقوله هذا نفي رؤيته صلاته لها في جماعة، جمعا بين الأحاديث.

                          فيتفق حينئذ المراد من كلامه –صلى الله عليه وسلم- مع المراد من كلام عائشة –رضي الله عنها- حين قالت: " وَمَا سَبَّحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُبْحَةَ الضُّحَى قَطُّ".

                          ما يستفاد من الحديث الشريف:
                          أولا: إذا تعارضت مصلحة مع مفسدة راجحة عليها، قدم دفع المفسدة على جلب المصلحة، و هو هدف الحديث.
                          ثانيا: صلاة نافلة الليل في جماعة أفضل لأمن الخشية المذكورة بعد وفته –صلى الله عليه وسلم-.
                          ثالثا: إتباع قول الرسول –صلى الله عليه وسلم- و إن خالف هذا القول فعله.
                          رابعا: الحكم يدور مع علته، فإذا شرع حكم لعلة ثم زالت العلة بطل الحكم.
                          خامسا: الدين الإسلامي دين يسر لا دين عسر و إعنات و حرج، و أحب الأعمال إلى الله أدومها و إن قل.

                          " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"
                          و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
                          قال الله تعالى: "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".
                          قال رسول الله: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".

                          تعليق


                          • #28
                            ما شاء الله جهد مميز أخي
                            بارك الله فيك وجزاك الله كل خير وجعله في ميزان حسناتك
                            أيها العضو الصديق لا بأس أن تؤيد رأيك بالحجة و البرهان .....

                            كما لا بأس أن تنقض أدلتي ، وتزييف مما تعتقد أنك مبطل له
                            .....

                            لكن هناك أمر لا أرضاه لك أبدا ما حييت ، ولا أعتقد أنه ينفعك
                            ؟

                            الشتم و السباب

                            تعليق


                            • #29
                              بسم الله الرحمن الرحيم.
                              الحمد لله و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده، و بعد:
                              السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

                              اللهم رب جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل، فاطر السماوات و الأرض، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا اهدنا اهدنا إلى الحق الذي اختلف فيه فإنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

                              الـحـديـث الـخـامـس
                              في كتاب:
                              الصيام

                              لقد نسيت هذا الحديث و أضيفه الآن، فسامحون يا إخوني و يا أخواتي -بارك الله فيكم-.

                              حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْوِصَالِ فِي الصَّوْمِ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ إِنَّكَ تُوَاصِلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَأَيُّكُمْ مِثْلِي إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِ فَلَمَّا أَبَوْا أَنْ يَنْتَهُوا عَنْ الْوِصَالِ وَاصَلَ بِهِمْ يَوْمًا ثُمَّ يَوْمًا ثُمَّ رَأَوْا الْهِلَالَ فَقَالَ لَوْ تَأَخَّرَ لَزِدْتُكُمْ كَالتَّنْكِيلِ لَهُمْ حِينَ أَبَوْا أَنْ يَنْتَهُوا" [رواه البخاري].

                              و في رواية عنه قال لهم: "فَا كْلَفُوا مِنْ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ" [رواه البخاري].

                              معاني المفردات:
                              الكلمة معناها
                              الْوِصَالِ فِي الصَّوْمِ : هو أن يستمر الصائم في صومه يومين، أو أكثر من غير أن يتناول شيئا من المفطرات ليلا عمدا بلا عذر.
                              وَأَيُّكُمْ مِثْلِي: التقدير هذا شأني، و أيكم على صفتي و منزلتي من ربي؟ و الاستفهام للتوبيخ المشعر بالاستبعاد.
                              إِنِّي أَبِيتُ: أبيت بمعنى أظل، و المراد مطلق الوقت من غير تخصيص بليل، أو نهار.
                              فَلَمَّا أَبَوْا أَنْ يَنْتَهُوا: أي امتنعوا، و المراد أنهم استمروا على وصالهم.
                              كَالتَّنْكِيلِ لَهُمْ هذه الجملة من كلام الراوي، و المراد بها أنه –صلى الله عليه و سلم- واصل بهم بعد نهيه لهم عن الوصال من باب الزجر، و المعاقبة لهم.
                              فا كلفوا من العمل ما تطيقون: إذا تبين لكم مشقة الوصال، فأتوا من الأعمال ما تقدرون عليه.

                              الشرح و الإيضاح:
                              من المقرر أن للرسول –صلى الله عليه و سلم- مكانته الفريدة، و منزلته التي لا تدانى من ربه عزوجل، و أنه سبحانه و تعالى منح نبيه القدرة على القيام بكثير من أنواع العبادات التي لا يقدر عليها كثير من المكلفين إلا بمشقة.

                              من ذلك وصال الصوم، و قد كان الصحابة رضوان الله تعالى عليهم شديدي الحرص على التأسي به –صلى الله عليه و سلم-، فلما رأوه يواصل واصلوا، و عندما بلغه –صلى الله عليه و سلم- هذا منهم.

                              "نهى رسول الله –صلى الله عليه و سلم- عن الوصال في الصوم" رحمة بهم و محافظة عليهم لسلامة أبدانهم و قوتهم،

                              و كراهة منه لتعمقهم في الدين و تكليفهم ما لم يكلفوا به، لأن الإسلام لا يعد أبنائه للصلاة و الصيام فحسب، و إنما يدخرهم للجهاد و الجلاد في سبيل إعلاء كلمة الدين، و للسعي و الكفاح للاستعفاف و الاستغناء، و توفير العيش الكريم لهم و لأبنائهم و أسرهم. لهذا نهاهم –صلى الله عليه و سلم- عن مواصلة الصيام دون طعام ليومين أو لثلاثة؛ رحمة بهم و تخفيفا عنهم مثلما فعل في قيام الليل؛ خشية أن يفرض عليهم.

                              " فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ إِنَّكَ تُوَاصِلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ" فهم هذا المسلم الغيور الحريص على الإقتداء بفعله –صلى الله عليه و سلم- أن وصاله –صلى الله عليه و سلم- دليل على إباحة الوصال في الصوم فقال: " إِنَّكَ تُوَاصِلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ" و إن لنا فيك أسوة حسنة، و ليس في هذا القول منافاة للأدب مع رسول الله –صلى الله عليه و سلم- و لا من باب الاعتراض و لكن كان على سبيل الاستدلال بفعله –صلى الله عليه و سلم- على إباحة الوصال، وعلى أنه من الأعمال المشروعة في الدين، ولكي يرشدهم الرسول –صلى الله عليه و سلم- إلى الفارق بينه و بينهم،
                              قال:
                              " وَأَيُّكُمْ مِثْلِي إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي" و قد أراد –صلى الله عليه و سلم- بهذا القول أن يبين لصحابته أن هذا الوصال من خصائصه –صلى الله عليه و سلم-، لأنه ليس على هيئتهم و صفتهم، و إنما خاطبهم –صلى الله عليه و سلم- بصفة الجمع مع أن السائل كان واحدا كما في الرواية، لأنه –صلى الله عليه و سلم- رأى منهم الموافقة على ما فهمه السائل ورضاهم به.

                              و قد وقع الاختلاف بين العلماء في المراد بقوله –صلى الله عليه و سلم- " يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي" قال ابن المنير: هو محمول على أن أكله و شربه في تلك الحالة كحال النائم الذي يحصل له الشبع و الري بالأكل و الشرب و يستمر له ذلك حتى يستيقظ، و لا يبطل بذلك صومه، و لا ينقطع وصاله و لا ينقص أجره، و حاصل هذا أن يحمل ذلك على حالة استغراقه –صلى الله عليه و سلم- في أحواله الشريفة حتى لا يؤثر فيه شيء من الأحوال البشرية.

                              و قال الجمهور قوله " يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي" المراد به: لازم الطعام و الشراب و هو القوة، فكأنه قال: يعطيني قوة الآكل الشارب، و يفيض علي ما يسد مسد الطعام و الشراب، و يقوي على أنواع الطاعة من غير ضعف في القوة، و لا كلال في الإحساس.

                              و ذهب البعض إلى أن مراده –صل الله عليه و سلم- من قوله " يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي" يشغلني بالتفكير في عظمته، و التملي بمشاهدته، و التغذي بمعارفه، و قرة العين بمحبته و الاستغراق في مناجاته، و الإقبال عليه عن الطعام، و الشراب، و هو ما ذهب إليه ابن المنير كما تقدم.

                              و إلى هذا جنح ابن القاسم و قال: قد يكون هذا الغذاء أعظم من غذاء الأجسام و من له أدنى ذوق و تجربة، يعلم استغناء الجسم بغذاء القلب و الروح عن كثير من الغذاء الجسماني، و لاسيما في حالات الفرح و السرور بالمطلوب.

                              و لقد فهم الصحابة رضوان الله عليهم، أن نهيه –صلى الله عليه و سلم- لهم عن الوصال هو للشفقة عليهم و أنه للتنزيه لا للتحريم؛ فاستمروا على وصالهم.

                              " فَلَمَّا أَبَوْا أَنْ يَنْتَهُوا عَنْ الْوِصَالِ" رغبة منهم في التأسي بفعله –صلى الله عليه و سلم-، و طمعا منهم في أن ينالوا هذه المنزلة الرفيعة، لا مخالفة منهم لما نهاهم –صلى الله عليه و سلم- عنه.

                              " وَاصَلَ بِهِمْ يَوْمًا ثُمَّ يَوْمًا ثُمَّ رَأَوْا الْهِلَالَ" وليردهم –صلى الله عليه و سلم- عن الوصال بطريق عملي، واصل بهم يوم الثامن و العشرين و التاسع و العشرين من رمضان هذا هو الظاهر من قوله: " وَاصَلَ بِهِمْ يَوْمًا ثُمَّ يَوْمًا ثُمَّ رَأَوْا الْهِلَالَ".

                              "فَقَالَ لَوْ تَأَخَّرَ لَزِدْتُكُمْ" و مراده –صلى الله عليه و سلم-: لو تأخر هلال شوال و كمل رمضان ثلاثين، لزدتكم في الوصال إلى أن تعجزوا، و تظهر لكم الحكمة من النهي، فتسألوا التخفيف رحمة بكم.

                              نظير ذلك ما حدث عندما أشار عليهم أن يرجعوا من حصار الطائف فلم يعجبهم، فأمرهم بمباكرة القتال من الغد، فأصابتهم جراح و شدة، فأصبح راجعا بهم، فأعجبهم ذلك.

                              و لبيان الحكمة من فعله –صلى الله عليه و سلم- قال راوي الحديث: " كَالتَّنْكِيلِ لَهُمْ حِينَ أَبَوْا أَنْ يَنْتَهُوا" ليوضح أن وصاله –صلى الله عليه و سلم- بهم بعد نهيه لهم عنه، لم يكن من باب التقرير و إنما كان من باب التقريع و المعاقبة لهم. و أن الواصلة كان لإظهار حكمة النهي ليكون ذلك أدعى إلى اطمئنان قلوبهم، لما يؤدي إليه الوصال من التقصير فيما هو أهم منه، من العبادات الأخرى، يوضح هذا الفهم قوله: في رواية عنه قال لهم "فَا كْلَفُوا مِنْ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ".
                              و المعنى: لا تطلبوا من التكاليف ما يبلغ بكم الجهد، بل افعلوا من الأعمال ما تطيقون، و في هذه الرواية تأكيد لمراده –صلى الله عليه و سلم- من الوصال بهم بعد نهيه لهم عنه.

                              ما يستفاد من الحديث الشريف:
                              أولا: استواء المكلفين في الأحكام، و أن كل حكم ثبت في حق النبي –صلى الله عليه و سلم- يثبت في حق أمته إلا ما استثني بالدليل.
                              ثانيا: جواز مراجعة المفتي فيما أفتى به إذا كان ظاهر حاله يخالف ما أفتى به. و لم يعلم المستفتي سر المخالفة.
                              ثالثا: جواز طلب الكشف عن حكمة النهي.
                              رابعا: ثبوت خصائصه –صلى الله عليه و سلم-، و أنه لا يتأسى به في جميعها.
                              خامسا: حرص الصحابة رضوان الله تعالى عليهم- على التأسي في أفعاله المعلومة صفاتها إلا ما نهوا عنه.
                              سادسا: أن الوصال في الصوم ليس بمحرم، و نما هو مكروه، و هذا هو ما استظهره أكثر العلماء من أحاديث الباب، ثم اختلفوا في أنها كراهة تحريم أو كراهة تنزيه.
                              سابعا: قدرة الله تعالى على إيجاد المسببات العادية من غير سبب ظاهر.

                              ملاحظة مهمة: سأبدأ بعد هذا الحديث، في كتابة بعض أحاديث في الفتن، فواصلوا معي -بارك الله فيكم-.

                              "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"
                              و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه وسلم.
                              التعديل الأخير تم بواسطة لواء السنة; الساعة 21-09-2007, 06:58 AM.
                              قال الله تعالى: "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".
                              قال رسول الله: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".

                              تعليق


                              • #30
                                بارك الله فيك أخي لواء السنة ونسأل الله لأن يكون في ميزان حسناتك
                                أيها العضو الصديق لا بأس أن تؤيد رأيك بالحجة و البرهان .....

                                كما لا بأس أن تنقض أدلتي ، وتزييف مما تعتقد أنك مبطل له
                                .....

                                لكن هناك أمر لا أرضاه لك أبدا ما حييت ، ولا أعتقد أنه ينفعك
                                ؟

                                الشتم و السباب

                                تعليق

                                يعمل...
                                X