إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نحو التخصص المفقود من تخصصاتِ الشريعةِ الإسلاميةِ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نحو التخصص المفقود من تخصصاتِ الشريعةِ الإسلاميةِ

    نحو التخصص المفقود من تخصصاتِ الشريعةِ الإسلاميةِ
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله وحده، والصلاةُ والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.
    لا شك أن المكتبة الإسلامية في وقتنا الحاضر قد بلغت أعلى درجات الغنى و الكمال ، بل قد بدأت تعود أوصافها إلى القرون الأولى ، حيث كتابة المطولات وتناول المنظومات و المتون المختصرة بأدق الشروح و أبلغ الحواشي ، و نحن رغم ما عنونا أعلاه لا نتناقض مع ما وصفنا من كمال المكتبة الإسلامية في وقتنا المعاصر , بل هي مجرد دعوة .. دعوة للنظر و المراجعة في تخصصات المكتبة الإسلامية .. من باب الكمال المعرفي ، وهل أن جميع التخصصات قد حازت الكمال في شتى أبابها ؟.. نظراً لما ترفضه المكتبة و الكّتاب من بعض التخصصات ، زاعمين بعدها عن المجال الإسلامي ، والتي أرى أنها بدأت تُطرح من جديد لكن بثوب أخر ، بل و بدأ صغار المثقفين و كبارهم حملة من المراجعات و التحري و البحث عن حقيقة هذه التساؤلات ، فمنهم من أصلح من حيث أراد الإفساد بل و أدلى الجّهال من المنتسبين إلى الشريعة بدلائهم في بحر هذا العلم فأفسدوا و نفر المجتمعات من التوحيد و أغرقوا معهم الكثير من الحيارى .. في خضم هذه الدعوات كانت مراجعتي هذه جديّة الطرح ودعوة على توحيد الله و بناء المجتمع المسلم المعاصر المنشود و بحلته الجديدة .

    إن ما أراه من افتقار في مكتبتنا هو التخصص " العقلي و الفلسفي الشرعي " الذي يتحدث عن جملة من المسائل و الموضوعات ، وأنا بذكري هذه الجملة لست أُثير أموراً قد طال عليها الزمان .. لا بل أُحاول جاهداً أن أُثبت أن موضوع حقيقة الوجود و السببية و الخلّق و وجود الخالق ومن خلق الخالق و حقيقة نبوة الرسل و صحة الكتب السماوية .. كلها أُمور مبعثرة في شتى صفحات مكتبتنا ، بل و أنها بحاجة إلى إعادة النظر ، و طرحا بطريقة جديدة تناسب العقلية المتقدمة التي يتقدم فيها أسئلة الشك و الارتياب تقدماً سريعا مع تقدمه العلمي .. و كأني أرى أن تهافت الفلاسفة و أطروحات قدماء المتفلسفة بدأت تُثار من جديد بحلة جديدة و عقلية جديدة تحتاج إلى جواب جديد ..

    أُطروحة فريدة من نوعها ، أُلقيها على عاتق المختصين في بناء التخصصات و تعليمها و على من له أدنى شأن في صياغة منهج التعليم الحديث .. وعلى صائغي الجداول و البرامج العلمية .. أن ينظروا نظره جدّية في هذا التخصص ، فإن الغزو الفكري الذي كنا ننسبه من قبل إلى الصليبية و اليهودية قد بدأ يغزو الصليبين و اليهوديين حقاً ، إنه فكر جديد بأبعاد و طموحات جديدة ، غزو يدعو إلى تشويه الفطرة و غسل الدماغ وإثبات فرضيات و نظريات شيوعية إلحادية .. تدعو إلى المنطق القائل بكيفية وجود الواجد و كيف أنه واحد ..، و تسعى إلى هدم كلمة الله ، وحذف مصطلح الإيمان من قاموس الذاكرة و الفطرة ، الإيمان بالله بشتى أوصافه ، حتى إيمان النصارى المنحرف و غيره من الفطر التي تدعوا لزاماً لخالق الكون .

    " يناقش ابن رشد هذا الاتجاه بالتفصيل ، في كتابه الكشف عن منهاج الأدلة، ويبين ضعف استدلالاته . هو يرى
    أن النبوة هي وحي من الله إلى الناس ،فيجب أن يعترف الخصم بوجود الله أولا حتى يمكن الكلام معه في النبوة .أما إذا كان لا يؤمن بالله فيجب أن نبدأ معه من إثبات وجوده، فكيف يمكن أن نقنع الخصم بوجود الله إذا نحن ألغينا فكرة السببية ؟ إننا لا نتوصل إلى إثبات وجود الله إلا من تأمل سلسلة الأسباب التي تنظم الكون بأسره، فمن الصعود من المسببات إلى أسبابها ننتهي إلى السبب الأول الذي هو الله الخالق .
    إن إنكار مبدأ السببية يلغي في نظر ابن رشد إمكانية معرفة حقيقة أي شيء ، فنحن لا نعرف حقيقة الأشياء إلا بمعرفة أسبابها، وبعبارته المشهورة .. -فمن رفع الأسباب فقد رفع العقل- لان العقل ليس شيئا أخر غير أدراك الأسباب ويضيف : -أما إنكار وجود الأسباب الفاعلة التي تشاهد في المحسوسات فقول سفسطائي. وأما المتكلم في بذالك إما جاحد بلسانه لما في جنانه ،وإما منقاد لشبه سفسطائية عرضت له في ذلك ، ومن ينفي ذلك فليس يقدر أن يعترف أن كُل فعل لا بد له من فاعل وهو أساس البرهنة على وجود الله .(مدخل إلى القرآن – الجابري ص142) .

    إن من أشد المرفوضات لدي هو الإيمان بالواجد عن طريق ميراث الأسلاف و الأجداد .. فالإيمان بالله ليس أثاثا يُنقل من جد إلى جد .. بل لابد من السعي إلى صحيح المعرفة الوجودية ،وهذا من أول المطالب القرآنية المقررة ..
    فلقد جاء القرآن بالأمر بالتفكر و التأمل و النظر و البحث .. ولست أدعوا هنا بدعوة الطبقة المستنيرة في القرن السادس عشر ، التي تنص على أن الكُتب السماوية ليست إلا قصص الأنبياء اختلقوها لتقريب الناس إلى رب الناس .. وانه لابد من النظر وجوديا و علميا وفيزيائيا لإثبات الخالق و المسبب الأول !! .. لا .. إنها دعوة إلى النظر من جديد بآيات القرآن الحكيم .. بطريقة عصرية شرعية .. بعيد عن مقاصد اللغة والدلالات و الاستنباطات الفقهية
    ومرامي الشريعة و أحكامها .. بل السعي وراء الآيات الوجودية و الفلسفية و المنطقية التي ترشد العباد إلى طرح الشبه المتعلقة بحقيقة الوجود الإلهي.. تقرب العبد إلى ربه حق التقرب بعد اكتساب الإيمان المتكامل .. وإنها كذلك دعوة إلى خلع القوقعة الإسلامية .. التي التصقت بالكثير من أصحاب الفكر الإسلامي .. حتى صار من أعفى لحيته يُشار إليه بالبنان على أنه أول من ينبذ هذه القضايا ويكرهها بل ويرمي الدعاة إليها بالزندقة و الإلحاد و الكفر و الفسوق ..ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
    إن الباحث الناقد الناظر الإسلامي يلتمس أن فحول العلماء قد خطوا الكثير الكثير من مؤلفات تتكلم عن المنطق و الفلسفة .. وذلك لضرورتها ، فابن تيمية أول المبدعين ، فقد خط بقلمه ما تعجز عنه أقلام أدعياء الفرقة الناجية من المتمسلفة وغيرهم .. راجع مثلا درء تعارض العقل مع النقل.. كتب الرد على الملحدين و المنطقيين .. كلها جاءت لضرورتها في عصره .. فابن تيمية يناقش بحر من المسائل المثارة في عصر بل وقد عقد المناظرات تل و المناظرات للدفاع عن صحيح المعتقد السليم .. فنحن من الجانب الآخر نطالب بحل ألغاز بحر المسائل المستجدة و بطريقة آخري من دون التخلي عن مصادر الأولين و مؤلفاتهم .. بل هي بنظري المفتاح الأول و الأخير لحل المسائل العقدية النازلة .. فإلى رفع القوقعة و نبذ العقدة وعقد المناظرات .. والرد على شبه الملاحدة و العلمنة و العولمة .. وإلى الدفاع عن الإسلام بالسلام .. وإلى بناء الحصن الحصين بالمادة الجديدة في العصر الجديد بالدليل و الحديد ..و إلى القرآن من جديد .. فهما و تدبراً مجيد .. أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ..

  • #2
    بارك الله فيك أخي الفاضل على هذا التوضيح
    أيها العضو الصديق لا بأس أن تؤيد رأيك بالحجة و البرهان .....

    كما لا بأس أن تنقض أدلتي ، وتزييف مما تعتقد أنك مبطل له
    .....

    لكن هناك أمر لا أرضاه لك أبدا ما حييت ، ولا أعتقد أنه ينفعك
    ؟

    الشتم و السباب

    تعليق

    يعمل...
    X