إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كلمة زوجة الشهيد الأخت فتحية الشقاقي (أم إبراهيم) باستشهاد زوجها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كلمة زوجة الشهيد الأخت فتحية الشقاقي (أم إبراهيم) باستشهاد زوجها

    الأخت فتحية الشقاقي (أم إبراهيم)
    أنت تنتصر بشهادتك أيها المفكر الإسلامي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    إن الله اشترى من المؤمنين أموالهم وأنفسهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك الفوز العظيم.
    ربح البيع، ربح البيع يا أبا إبراهيم وقد اشتريت الجنة ربحت البيع يا أبا إبراهيم لقد اشتريت الجنة بأن بذلت نفسك رخيصة في سبيل الله تقتل من أعدائك فيقتلك أعداؤك وأعداء دينك وقتلة الأنبياء والرسل ومن صلب المسيح عيسى بن مريم ليقتلوه وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم، هكذا توهموا في الزمن الغابر وكذلك هم يتوهمون اليوم بقتلك يا أبا إبراهيم إنهم قد أنهوا الفعل فيك وقد توقفت العمليات التي ألحقت بهم الهزيمة العسكرية، وقد أصبح جنودهم المدججون بالسلام يملأ قلوبهم الرعب والذعر وقادتهم يعلنون الحالة الأمنية المشددة. ويقيمون الحصار على تحركات الشعب كي يحولوا دون تنفيذ العمليات التي أفزعتهم وما زالوا فزعين أن تحدث، فلا نامت أعين الجبناء. اليوم نشيعك يا أبا إبراهيم من دمشق لتكون الشام ـ القدس ـ القدس الشام ممتداً إلى طهران إلى الشمال الشرقي ممتداً إلى الخرطوم، السودان إلى الجنوب الغربي محور العرس الفلسطيني الذي لا ينتهي.
    عرس الشهادة والشهداء نزفك اليوم عريساً اليوم إلى بيتك الثاني في الجنة حيث النعيم المقيم الذي لا ينقص ولا يزول النعيم الذي لم تره عين ولا خطر على قلب بشر من دمشق وفي دمشق وفي الأرض المباركة التي يسكنها قبر صلاح الدين الأيوبي الذي حرر فلسطين من الغزاة الصليبيين الذي حقق الانتصار على أعداء الدين ولقد هزمهم في حطين واليوم أنت تنتصر بشهادتك أيها المفكر الإسلامي الكبير يا زعيم حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين تنتصر على أعدائك وأعداء الدين وألد خصوم المؤمنين.
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ﴿لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا﴾.
    هؤلاء الخصوم الحقيقيون للإسلام وعزته وكرامته، فمن مات دون ماله فهو شهيد ومن مات دون عرضه فهو شهيد الأرض والعرض لا ينفصلان عن المعنى الحقيقي للوطن وفلسطين هي الوطن أرض بيت المقدس وأكناف بيت المقدس أرض الرباط والجهاد، هي أرض القبلة الأولى ومسرى نبينا عليه الصلاة والسلام، أرض معراجه إلى السموات السبع واجتماعه بالأنبياء وصلاته وإمامته لهم عليه الصلاة والسلام أرض فريضة الصلاة في حادثة الإسراء والمعراج، نتوجه في اليوم خمس مرات في الصلاة إلى الله ويريدون أن ننسى أو نفرط في الأرض التي فيها دمك.
    فريضة وحدانية الله لعبادته وتوجيه وجوهنا نحو وجهه الكريم.. لقد وصفوك بالإرهابي وهم كانوا وما زالوا الإرهابيين الذين شردوا والديك من زرنوقة الواقعة بين اللد والرملة، وولدت أيها الشهيد البطل في خيمة من خيم الأمم المتحدة في غزة/ قطاع العزة الذي حولته يا أبا إبراهيم إلى جحيم كادوا أن يخرجوا منه لولا أسعفتهم السلطة العرفاتية الخيانية فلا نامت أعين الجبناء، وها هم بعد أن أخرجوك ووالديك داخل الوطن يعيد التاريخ نفسه فيخرجونك مرة أخرى ويشردونك من فلسطين إلى البقاع الغربي في لبنان لتخرج منه إلى سوريا لتأوي إلى بلاد الشام بأمان الحق الإنساني في العيش الكريم للبشرية بلاد الشام التي قائدها الرئيس حافظ الأسد أمده الله بعونه وقوته الذي وقف وما زال يقف ويقول في من يتهم الآخرين بالإرهاب في غير موقعه بأنهم الإرهابيون.
    هذا هو الجهاد إن أكبر الجهاد عند الله كلمة حق عند سلطان جائر، هذا السلطان أمريكا المنحازة للكيان الغاصب للقدس، والغاصب لفلسطين والغاصب لأرض سوريا العربية ولبنان، هذا السلطان أسمعته صوتك القوي في قول الحق والصراخ بالحقيقة الدامغة هذا التوفيق الإلهي في الرؤية الصادقة والمعبرة عن عظمة الصدق عظمة هذا الخلق الناطق به وعظمة الموقف الجريء.
    هذا زمن المواقف الشامخة لعزة وكرامة، العروبة والإسلام، شموخ شهادتك أيها الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي وجهاد الكلمة وجهاد الواجب الذي ناداك يا أبا إبراهيم أن تكون حسيناً لهذه الأمة حسيناً أواخر عام 1995 لتغتالك يد الإثم والعدوان يد الإثم المجرمة لتغيبك عن المرحلة التي يريدونها هيمنة ومطرقة (إسرائيل) في المنطقة تجر على شعوب المنطقة كلها مزيداً من القهر والجوع والحرمان لينعموا بخيرات بلادنا لتزيد من رفاهيتهم وتكمل كمال حياتهم، وداعاً يا أبا إبراهيم عسى الله أن يلحقنا بك على درب الشرف، شرف الجهاد والممات ولأعدائك الخزي والعار لك الجنة والخلود وشرف الشهادة وإنا لله وإنا إليه راجعون.


    مركز بيسان ... يرحب بكم
    http://besancenter.maktoobblog.com/

  • #2
    كلمة عائلة الشهيد

    د. عبد العزيز الشقاقي شقيق الشهيد:

    أتذكرك صديقاً ومعلماً وأباً حنوناً



    بسم الله الرحمن الرحيم

    أقف اليوم في هذا العرس.. عرس الشهادة لأزف أخي وحبيب قلبي فتحي.. حتى هذه اللحظة التي أقف بها الآن لا أصدق أبداً أني فقدتك يا فتحي رغم أنني في كل يوم كنت أعيش هاجس استشهادك ولذلك حين علمت بالخبر فإنه استمرار لهذا الهاجس أو أنه حلم سأفيق منه على لقائك أخي الحبيب فأنت بالنسبة لي كل شيء الأخ والحبيب والأب والصديق والمعلم نشأنا سوياً في غرفة القرميد الوحيدة في مخيم الشابورة تجمعت أنا وأنت وخليل وعلى ظهر صحن الغسيل، وضعت لنا أمي مصباحاً صغيراً وجلسنا ندرس وأمي ترقبنا بحنانها من بعيد، لقد كانت رجل البيت حين كان أبي يغيب شهوراً لعمل في صحراء سيناء وأذكرك وأنت تلصق ورقة ناعمة على زجاجة المصباح بعد أن كسرت لتخدم شهراً آخر وكنت دائماً الأول في مدرستك بلا منازع أنت وخليل وأذكر طلاب الحارة الذين كانوا يأتون بيتنا لتدرسهم، وأذكر حبك لكرة القدم ويوم شكلنا فريقاً رياضياً وضعتني حارس مرمى. أتذكرك كأب حنون وأذكرك وأنت لا زلت في المرحلة الإعدادية ترسلني يومياً إلى القطار القادم من مصر لأشتري لك جريدة الأهرام والأخبار وكنت تقرأ بصوت عال مقال محمد حسنين هيكل «بصراحة» يوم كنت تحب عبد الناصر وتأخذني يوم 23 يولو لمقهى قريب تشاهده وهو يخطب في التلفزيون.

    ويوم توفيت والدتي بكيت عليها بمرارة لم أرك حزيناً مثلها فهي أمي التي صنعت منك ذلك الفارس العنيد ولم أرك تبكي بعدها إلا يوم هزيمة يونيو 67.

    وكان ميلادك الحقيقي يوم أن أحضرت من المدرسة الثانوية كتاب معالم في الطريق لسيد قطب جلسنا سوية على الحصيرة وأنت تقرأ لنا كلاماً رائعاً لتبدأ حياة جديدة وأذكرك حين جاءك رفيق صباك واشتد الحوار عن التربية والعقيدة وأنت تقول له البندقية في نفس اللحظة يقول لك التربية أولاً والبندقية في المرحلة الثانية وسرت مع الأستاذ أحمد ياسين فكان بالنسبة لك المعلم الأول ومرات عديدة أرسلتني إليه برسائل إلى المعسكر الشمالي في الشاطئ لأحمل رسائل إليه.

    وسافرت بعدها إلى بيرزيت لتدرس وتركت فراغاً كبيراً كنت تراسلني دوماً بأعذب الكلمات تقول لي عندما تتعب يا عبد العزيز صلّ الليل وتوصيني بالصيام كنت توفر لي من مصروفك لترسله لي، كم كنت عظيماً يا فتحي..

    علمتني أن أعشق القراءة قرأت معك أعظم الروايات لكبار الكتاب العرب والأجانب بدءاً بنجيب محفوظ وتولستوي وتشيكوف علمتني حب الشعر وقرأنا سوياً لبدر شاكر السياب ومحمود درويش وسميح القاسم ونزار قباني وكتبنا شعراً وشجعتني وقلت لي بأن أقرأ لصلاح عبد الصبور.

    وانتهيت من دراسة الرياضيات في بيرزيت وذهبت للعمل مدرساً في القدس في المدرسة النظامية ثم في مدرسة الأيتام وكنت سعيداً لزيارتك في غرفتك الصغيرة حول الأقصى كانت تلك الأيام هي أجمل أيام حياتي.

    كنت أحضر بين تلاميذك استمع لك وأحس بإعجاب التلاميذ بك فخوراً بك جداً يا أخي العزيز وفي البيت كنت نعم الخادم تصنع لي الطعام بنفسك وقررت أن تعيد معي دراسة الثانوية وخرجت لمصر لدراسة الطب وأنا الصيدلة وحين بدأت بشائر الثورة الإيرانية تنبأت بانتصارها وسميت كتابك (الخميني الحل الإسلامي والبديل) كنت أرى الناس في شوارع القاهرة تبحث عن الكتاب وانتهت الطبعة الأولى منذ اليوم الأول ليطبع منه عشرات الآلاف من الكتب ويصبح الكتاب وكأنه معالم في الطريق أيام عبد الناصر تبحث عنه أمن الدولة لتجمعه من الأسواق وأذكر أستاذ الكيمياء الحيوية حينما دخل المحاضرة علينا ومعه الكتاب واسمك عليه فتحي عبد العزيز قال يومها إنه من أروع الكتب، كم كنت فخوراً يومها بك، كنت أريد أن أقفز وأقول له بأنك أخي فتحي الشقاقي فدوماً لا تحب الظهور ومقالاتك الرائعة في المختار الإسلامي لم توقع أبداً باسمك الحقيقي وبدأت السلطات المصرية تطاردك ألقوا القبض علي ظناً منهم أنا الكاتب ومارسوا معي أشد وأعتى أصناف العذاب في زنازين القلعة القاتلة، كانوا يشمون في رائحة فتحي ولكني لست فتحي وبعد أكثر من شهر اكتشفوا ذلك وكنت أرسلت إليك لتهرب فرفضت وواجهت سجانيك لمئة يوم من التعذيب في القلعة وجئت إلى غزة مع إخوتك فكنت تجوب أنحاء البلاد من الضفة إلى غزة إلى رفح كنت أراك تعود في منتصف الليل من الشجاعية أو القدس أو رام الله لم تكن تعرف النوم ونسيت نفسك وبدأت تصدر مجلتك الطليعة الإسلامية التي أقلقت العدو فسجنك أحد عشر شهراً لتبدأ رحلة جديدة من الصراع المسلح وتعود للسجن ثانية لتحكم أربعة سنوات لأنك ساعدت في العمليات المسلحة، فلم تكن مفكراً فقط ورأيتك تقف في المحكمة بكل ثقة تصرخ في القضاة الجلادين وتذكرهم بتاريخهم وأنهم نازيو هذا العصر وأن ما صنعه النازي معهم يمارسونه الآن معك، كنت تنادي دوماً بأن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للحركة الإسلامية وأن الصراع مع اليهود يجب أن توجه إليه الطاقات.

    تحية لك أخي فتحي وأدعو الله أن يجمعك مع إخوانك الشهداء الصالحين ولن نقول إلا أن القلب ليحزن وأن العين لتدمع وإنا على فراقك يا أبا إبراهيم لمحزونون.


    مركز بيسان ... يرحب بكم
    http://besancenter.maktoobblog.com/

    تعليق


    • #3
      رحم الله شهيدنا ومعلمنا أبا ابراهيم
      [foq][all1=FF0000][a7la1=FFFF00]أسد السرايا وأسد فلسطين[/a7la1][/all1][/foq]

      تعليق


      • #4
        رحمك الله يا ابانا ابا ابراهيم

        تعليق


        • #5
          بارك الله فيك أخوي على النقل

          رحم الله معلمنا أبا إبراهيم
          القناعة كنز لا يفنى

          تعليق


          • #6
            انت يا فتحى القاقى فى العيون فى القلب باقى

            جزاك الله كل خير

            تعليق


            • #7
              رحمك الله يا معلمنا ومفكرنا وابانا \فتحي الشقاقي
              اللهم ارزقنا الشهادة في سبيلك

              تعليق


              • #8
                رحم الله شهيدنا ومعلمنا أبا ابراهيم



                كلمات رائعة

                مشكور اخى على الموضوع الرائع

                تعليق


                • #9
                  مشكورين أخواني على مروركم وأهلاً بكم دوماً :)


                  مركز بيسان ... يرحب بكم
                  http://besancenter.maktoobblog.com/

                  تعليق

                  يعمل...
                  X