إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشهيد القائد رياض محمود عدوان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشهيد القائد رياض محمود عدوان

    رياض محمود عدوان

    الكف الذي واجه المخرز

    قليل هم الرجال الذين يؤثرون في مسيرة الأمة .. وقليل هم أولئك الذين يصنعون تاريخهم وتاريخ أمتهم ورياض عدوان واحد من أولئك الذين حسموا خيارهم واختاروا أن يكتبوا بدمهم وبعذاباتهم نهايتهم

    كان رياض عدوان يري ويسمع ما يقوم به العدو من إرهاب وظلم لأبناء شعبه وكانت صور المجازر تتزاحم أمام عينيه فتملأ روحه ثورة وتستنفر كل خلايا جسمه وكانت المشاهد المستمرة تهيئه للحظة القادمة لحظة امتشاقه لسكينه وغضبه ..هكذا كان رياض عدوان ورغم ظروفه الحياتية الصعبة وحيث أبنائه الذين كانوا ينتظرون عودته إلا انه كان يختار لنفسه ولهم الحياة الأكثر طهارة والأفضل حياة الشهداء وارث الشهادة..

    كان يركل الدنيا بقدمه ويفر من ضجيجها وصخبها ليبحث عن المقدس الأبدي كان يترك الدنيا بمن فيها من أصحاب وأعزاء ويختار صحبه الأنبياء والشهداء والصديقين .. كان يجسد شعار الجهاد والمقاومة " الواجب قدر الامكان "وكان الواجب وقتها سكين يواجه بها مرحلة العلو والإفساد التي يمثلها الصهاينة لذا ونحن نستحضر ذكراه وسيرته ندرك تماما انه لم يغب عن وجداننا وذاكرتنا بل تتجدد الذاكرة ويتجدد الحضور أكثر وأكثر مع دم ابنه الشهيد محمد " الشاكوش " الذي التقط كلمة السر من والده وسار علي ذات الدرب درب الشهداء درب الدم والرصاص والبارود وهذا يؤكد أن هؤلاء الشهداء لا يذهبون ولا يغيبون ولا يندثرون وإنما هم الحاضرون الأحياء هذا ليس منطقنا بل منطق الحق تبارك وتعالي.



    " قال تعالي " ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون "

    رياض محمود حمودة عدوان " أبو محمود"

    كان أبو محمود رجلاً حراً عاشقاً للانطلاق وحياة الحرية يبغض الذل وحياة القهر والعبودية وكان ينظر إلى الدنيا نظرة احتقار واستهزاء

    الميلاد والنشأة

    الشهيد الفارس من مواليد1953 م

    أنهى الثانوية العامة القسم الأدبي في مدرسة بئر السبع الثانوية و درس دبلوم ميكانيكا في وكالة الغوث بغزة

    عمل سائقا ثم تاجراً

    المشوار الجهادي

    لبي الشهيد أبو محمود نداء ربه لأداء فريضة الحج و هو في السادسة و الثلاثين من عمره سنة 1990 و كان أبا لأسرة مكونة من عشرة أفراد وبعد عودته من الحج دعا ربه مخلصاً أن يرزقه الشهادة و كان الشهيد القائد مخلص الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي فخوراً بعملياتها ومحترمًا قادتها و أمينها العام ابن منطقته الدكتور المعلم فتحي الشقاقي" أبا إبراهيم "

    قرر الأسد أن يلقى الله عز وجل بأفضل الأعمال و استعد لأداء تلك الفريضة الغائبة ألا وهي الجهاد في سبيل الله

    فقضى أيامه و لياليه في الدعاء و العبادة في شهر رمضان المبارك وكانت خطته ذبح اليهود إقتداء بالرسول صلى الله عليه و سلم و الصحابة رضوان الله عليهم .

    ودع أبو محمود زوجته و أولاده و أهله والبيت بعد أن تطهر و صلى و استعد لمقابلة الله عز وجل فوضع سكيناً

    ( شبرية حادة ) في ملابسه و استقل سيارة متوجها من رفح إلى غزة في السابع والعشرين من شهر رمضان الموافق 12/ 4 / 1991م و تنقل الفارس في المدينة من مكان إلى أخر عاشقاً للجنة مشتاقاً لريحها ولكن للأسف لم يجد مبتغاة فعاد ثانية إلى رفح و نزل أمام مبنى الإدارة المدنية ووجد على البوابة مجموعة من الحراس والمسلحين واقترب الفارس نحوهم ووصل لأحدهم فأخرج الشبرية و كبر بأعلى صوته و طعن احدهم في رقبته وانتقل إلى الأخر وهجم عليه وطعنه عدة طعنات في جسمه وانتقل للذي تعارك معه وحاول إيقافه عن أداء واجبه وفجأة دوت في المنطقة زخات من الرصاص التي صوبها أحد الجنود تجاهه فأصابته عدة رصاصات في "الصدر و الرقبة والكتف " ونقلوه إلى المستشفى بعد أن اسقط الجنود على الأرض مضرجين بدمائهم وتركوه في المستشفى ترك الشهيد بدون علاج لمدة طويلة حتى تأثرت جراحه وتلوثت وانتكست حالته الصحية وبدأت رحلة التعذيب للفارس الذي أنهكه المرض حيث بدأ الأسد إضراباً عن الطعام اخذوا الفارس الذي أنهكه المرض والتعذيب حيث القوه بزنزانة بالقرب من العيادة وبقي مقيد اليدين و القدمين ولمدة تزيد عن 3 أيام متتالية بدون غطاء أو دواء أو حتى شربة ماء وبدون طعام ولا هواء وذلك بهدف إضعافه وتركيعه و محاولة للمساومة على نفسه وللضغط عليه وتدميره أضف إلى ذلك كله الضرب المبرح القاسي الذي تعرض له وبشكل دوري ومستمر على مدار الثلاثة أيام وذلك كانتقام منه لصموده ومحاولة قهر عزيمته فوقف الله معه وشفاه ولكنه بقي يعاني من كسرين وخلع في الكتف .

    ثم ادخلوه مستشفى الرملة وبقي هناك مدة طويلة وهو على كرسي متحرك حتى أمده الله بالصحة و العافيةولكن بقي الكتف مخلوع وكسور اليد لم تلتئم على هيئتها المطلوبة وشعر الفارس بظلم الضابط مسئول سجن الرملة وكيف يهين المساجين فقرر الانتقام منه فقام بوضع شفرتين حلاقة على قلم وامسك برقبة الضابط وقطع الشريان المغذي ووصلت حالة الضابط إلى مرحلة الخطر وذلك في 1/9/1991م وهنا عذبوه عذاباً قاسياً ونقلوه إلى عزل انفرادي وبقي فيه مضرباً عن الطعام حتى 15/10/1991 ومطالبا إعادته للقسم مع إخوانه وبدون علاج هرباً من الجحيم الجديد الذي وقع فيه حيث لا رحمة ولا شفقة وبدل إعادته للقسم حاول الضباط وضعه في قسم المدنيين اليهود في محاولة لزيادة الضغط عليه ولكنه يقف وقفة الأسد ويرفض الدخول في أية غرفة إلا عند إخوته رغم ما مورس ضده من تهديد ووعيد وضرب وتخويف وبعد أن فشل هؤلاء في مخططهم الحقير ضد هذا العملاق في متانة صبره وتحمله وجهاده رمز التصدي والصمود في وجه المؤامرة وأول الواقفين في مركزية المواجهة والتحدي والإصرار ليعاد إلى قسم العزل ليقضي عامين في العزل الانفرادي تحت الأرض في سجن الرملة ثم ينتقل من عزل لأخر .

    المحاكمة

    في كل خروج للمحاكمة كانوا يقيدوه من الخلف رغم انه لا يستطيع لف يديه للخلف بسبب ما يعاني من كسور في كتفه الأيسر وخاصة الخلع في مفصل الذراع اليسرى ومقيد من القدمين وموضوع على الوسط جنزير بقفل ولقد خرج للمحاكمة في" سرايا غزة" فتعرض للضرب المبرح والقاتل بهدف إصابته بعاهات إضافية وذلك بحجة انه اعتدى على السجانين وحاول خطف سلاح أحد الجنود والهرب وقد حكم عليه بالسجن 24عاما .

    الشهادة

    وفي نفس شهر رمضان الذي قام به الفارس بالعملية البطولية في 12/1/1997 يستشهد بعد أن اغتسل وودع إخوته وضحك معهم وأفطر شعر بتعب شديد وضيق في التنفس فقام إخوانه في قسم العزل بالسبع بطرق الأبواب

    ليحضروا الطبيب ولكن الأطباء لم يحضروا إلا بعد ساعة حضر الممرض وأخذه إلى العيادة وهناك طلب الضباط من المساجين تركه في العيادة وبعد ساعة اخبروهم نبأ استشهاده

    فاخذ السجناء بالهتاف والتكبير مما دعا ضباط السجن بقمع السجناء وهنا خرج الفارس أحمد شكري والذي كان مع الشهيد في السجن بالخروج إلى العيادة وقام بالانتقام للشهيد رياض فمزق الطبيب بشفرات معه لأنه رفض معالجة الشهيد رياض عدوان ...

    رحل أبو محمود شاهداً بدمه على ظلم الظالمين وتقصير ذوي القربى وهو الرمز الذي تقدم لينوب بجسده الضعيف عن أمة بأكملها وستبقي روحه وبطولته تستعصي على قهر المحتلين وظلم السجان وتصفع كل الوجوه الكالحة وتوقظ الضمائر بهذا النموذج الفذ الفلسطيني المتألق عشقاً وتضحية انه الوعي حد الخرافة..

    رحل أبو محمود مسترسلا في رحلة الخلود نحو بيت الخلد بكل القوة والعنفوان التي حارب فيها محتله بكل رفضه للذل عاد إلي ربه جسداً طرياً يعلق مناه بالجنة في أنفاس أولاده وأحبائه..

    رحل أبو محمود بعد الرحلة الطويلة وتبقي الفكرة التي طبعها وسطرها بدمه أن هذا الوطن لا يرتوي إلا بالدم وطريق النصر والتحرير لا يكتمل إلا بكوكبه من الشهداء ....

  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    رحم الله شهيدنا البطل وأسكنه الفردوس الأعلى
    هم السابقون ونحن اللاحقون
    بارك الله فيك أخي ابوفؤاد-سراياالقدس وجعلها الله في ميزان حسناتك.
    اللهم نسألك صدق النية وأن لا يكون جهادنا إلا لإعلاء كلمتك

    تعليق

    يعمل...
    X