إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عز الدين القسّام .. ذكرى الشهادة معبّقة بعبير الإخلاص لله والوطن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عز الدين القسّام .. ذكرى الشهادة معبّقة بعبير الإخلاص لله والوطن

    بسم الله الرحمن الرحيم ؛

    إنه الأزهر الشريف .. موئل الكثير من النجباء الأطهار ..

    أنجب العظماء .. وآثرت أن تكون إحدى هداياها جنين ... لتخلد نفسها في ذاكرة الزمن

    أنها احتوت عظاماً للعظام ..

    19/11/2011

    كانت هدية مآذن الأزهر المقدسة التي أنجبت من بين أحضانها صاحب العمامة العطرة ..

    والفكر المقدس .. هدية حان موعد تسليمها لثرى جنين طوالبة !

    من بلاد الشام .. إلى القاهرة المعظمة الشامخة ..

    تحيا ثورة القسّام مدوية ..

    لتعلن بداية النهاية من جنين الإيمان والوعي والثورة ..




  • #2
    رد: عز الدين القسّام .. ذكرى الشهادة معبّقة بعبير الإخلاص لله والوطن

    تعليق


    • #3
      رد: عز الدين القسّام .. ذكرى الشهادة معبّقة بعبير الإخلاص لله والوطن

      في ذكرى القسام الأبي .. لا بد للمفكر من كلمة ! لا بد للأمين من تعبير لعله يوفي الحق !




      http://i43.tinypic.com/s5cyv4.png


      تعليق


      • #4
        لنعيد اكتشاف الشيخ الثائر عز الدين القسام / في الذكرى المباركة لاستشهاده

        يعبد هنا كان محط رحاله ومهراق دمه
        مولانا الشيخ "عز الدين القسام"
        القادم من جبلة حتى دميت قدماه إلى يعبد




        ما بين جبلة ويعبد كانت تحولات التاريخ تدور تلقي بنا إلى مزيد من الغربة والمعاناة والألم,
        ما بين جبلة ويعبد كان القسام يحمل جرحه ويمضي.. يتوقف في الطرقات .. في الحوانيت
        في البيوت .. في ساحات القرى في باحات المساجد.. فوق المنابر يتوكأ على بندقيته .. .

        كان القادم من جبلة يرسم لفلسطين خارطة جديدة
        ضد التحولات وضد المرحلة ضد التجزئة كان وهو يتواصل ويتكامل من جبلة إلى يعبد
        ضد الغرب.. يعلو صوته, يغسل أرواح الناس المسلوبة.
        ضد الغرب.. يرفع بندقيته إلى صدور عساكرهم.

        القسام يوم متجاوز ولحظة مشرقة في أيام صعبة.. وومضة خاطفة ولكنها خصبة وولود مسكونة بكل الرموز القادرة على بعث الثورة وتحقيق ديمومتها.

        ونحن نقف اليوم على بعد أكثر من أربعين عاماً من كلمة السر ـ عز الدين القسام ـ وفك رموزها. إنها محاولة صعبة.. فالقسام ذهب في خوابي الماء.. امتزج بكل طمى فلسطين فأنى لنا أن نلملمه! ولكنها محاولة تستحق السفر.. محاولة البحث عن ملامح عالم الدين.

        وهذا يقودنا دوماً إلى سؤال هام يكمن في إجابته جوهر القسام وسره.. حول دور رجل أو عالم الدين! السؤال في حياتنا يمتد قرناً من الزمان ويرتبط جدلياً بالهجمة الغربية ضد الزمان ويرتبط جدلياً بالهجمة الغربية ضد الوطن الإسلامي.. قبل ذلك.. لم يكن مسوغاً أو مبرراً لطرحه فالإسلام أساساً لا يعرف فصلاً بين دين وسياسة حتى يسأل بعد ذلك عن علاقة بينهما فتتعدد الإجابات، وتتباين ويدور الجدل والحوار ونعود من حيث عاد كثير من الباحثين.

        الإسلام أيها الناس ليس مجرد ملة.. ليس طقوساً.. ليس مسجداً منفصلاً عن المدرسة والمصنع والبيت وساحة الحرب.. الإسلام نظام وقوانين؛ الإدارة الحياة كأشمل ما يكون النظام والقوانين وكأوسع ما تكون الحياة.. هذا هو الدين عندما نتحدث عن الإسلام.. السؤال الأهم.. لماذا يغيب هذا المفهوم عن حياتنا ونستمر في السؤال عن العلاقة بموضوعية باردة.. خبيثة أو ساذجة.. من الذي غيب هذا المفهوم عن حياتنا.. من الذي حدد لعالم الدين دور مفتي الحيض والنفاس والطلاق والزواج فيفاجأ عندما يرى القسام مجاهداً أو قائداً للأمة.. هل كان محمد صلى الله عليه وسلم قائد العلماء وسيدهم ونبيهم وأسوقهم أسوة واجبة الانتفاع قال تعالي: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة".. هل كان هكذا مفتياً للطلاق والزواج فحسب.. مجرد ساعْ لإصلاح ذات البين.

        السؤال مرة أخرى.. لماذا يغيب دور عالم أو رجل الدين؟ ومن الذي يأخذ دوره؟ وما هي النتائج؟ إنها المؤامرة ضد الإسلام على مدى قرنين من الزمان.. مؤامرة إزاحته كصخرة تحطم عليها دوماً طموح الغرب وغروره أما الذي يأخذ دوره فهو المفكر المغترب والسياسي المغترب.. وكلاء الغرب في الجامعات والسوق وحتى ساحات الحرب.. كيف ستبدو المواجهة إذن وكلاء الغرب ضد الغرب!!

        إن دور عالم أو رجل الدين يبدو واضحاً عندما نعلم أن السياسي يستطيع أن يخاطب الجماهير قائلاً هذا مفيد وهذا ضار.. هذا من مصلحة الوطن وهذا في غير مصلحته بينما المواطن تحت ضغط مصالحه وباختلاف موقعه الفكري قد يرى رأياً آخر.

        الدين ـ مكنون الأمة ـ يقدم جداراً صعب الاختراق.. الجدار الذي تلجأ إليه الجماهير.. تستلهم في ظله معاني الحياة.. الجدار الذي تتجاوز صلابته هذه الدنيا الفانية المحدودة بالله.. الوجود المطلق.. والفعل المطلق الذي يهيمن على هذه الدنيا ويعطيها من روحه معنى وقيمة.

        ورغم كل محاولات التدمير لازال مجموع الأمة يرى في الإسلام عقيدته وتراثه وتاريخه وكينونته.. لازال الإنسان المسلم يتوجه إلى الشيخ سائلاً.. هل هذا حرام أم حلال؟ أهذا شرعي أم غير شرعي؟ ومن هنا يصبح عالم الدين البسيط والعادي شيئاً هاماً في حياة الناس.

        أما عالم الدين المجاهد والثوري فهو بدون شك الأقدر على القيادة والبعث والإلهام أمام الصورة المشوهة لأصحاب العمائم والواقع المشبوه لبعضهم فهي جزء من المؤامرة ضد الإسلام. المؤامرة التي أنتجت نماذج تبسمل وتحوقل وهي تشارك في زفة الباطل. نماذج لا تمت للإسلام بصلة، إن أمثال هذه النماذج المسروقة لا يمكن أن تعطل دور رجال الدين المناضلين.. المنارات الشامخة على امتداد تاريخنا المجيد.

        وهكذا كان القسام بخروجه التاريخي رمزاً لكل السائرين على درب الإسلام الإسلام العظيم .. رمز انتصار الواجب على الإمكان
        التعديل الأخير تم بواسطة أ. أبو مالك; الساعة 21-11-2011, 10:40 PM.

        تركت فيكم حروفاَ، أعيدوا بها رسم الحكاية، ولا تذكروني

        تعليق


        • #5
          رد: عز الدين القسّام .. ذكرى الشهادة معبّقة بعبير الإخلاص لله والوطن

          كلمة أخرى للشهيد المعلم المفكر الإسلامي - فتحي الشقاقي " رحمه الله تعالى"

          عز الدين القسام .. الكلمة الصادقة .. والرجل الاستثنائي !!

          أتمنى التدبر في هذه الكلمات واستنباط دلالتها الالتزامية في هذا الزمان !!

          فقد رمى بعضاً من شذرات نظرته الثاقبة للواقع المؤلم ..



          http://i41.tinypic.com/6g8y9s.png

          نسألكم الدعاء في جوف الليل ؛

          تعليق


          • #6
            رد: لنعيد اكتشاف الشيخ الثائر عز الدين القسام / في الذكرى المباركة لاستشهاده

            لو كنت أعلم ما تقدمت بين يدي الأستاذ أبي مالك ..

            فعذراً أيها المكتبة المتنقلة :)

            http://www.alaqsagate.org/vb/showthread.php?t=69485


            تعليق


            • #7
              رد: لنعيد اكتشاف الشيخ الثائر عز الدين القسام / في الذكرى المباركة لاستشهاده

              رحلة الدم لشيخ الثوار في سطور


              ولد عز الدين القسام في بلدة (جبلة) التابعة لقضاء اللاذقية في سورية عام 1882، ونشأ في أسرة ريفية عرفت بالعلم والتقوى، أبوه الشيخ عبد القادر مصطفى القسام من المشتغلين بعلوم الشريعة الإسلامية، وأمه حليمة قصاب من عائلة علم ودين.

              كان أبوه من المهتمين بنشر العلم، حيث درّس في كُتّاب القرية القرآن الكريم والعربية والخط والحساب وبث روح الجهاد بتعليم الأناشيد الدينية والحماسية، ثم عمل لفترة مستنطقاً في المحكمة الشرعية.

              تعلم عز الدين في كتاب البلدة القراءة والكتابة وتلاوة القرآن الكريم، وتميز بنبوغه وتفوقه على أقرانه وامتاز بميله للتأمل وطول التفكير.

              بعد تفوقه في دراسته في الكتاب، التحق عز الدين للدراسة في الأزهر في مصر، فقد كان الأزهر في ذلك الوقت منارة كبرى لنشر علوم الشريعة والعربية، فحضر دروس الشيخ محمد عبده، وارتوت نفسه من علمه وفهمه. كما تتلمذ على معظم حلقات الأزهر، واعتكف في أروقة مكتباته، وكان يرافق اهتمامه بدروس العلم اهتمام آخر بحركات التحرر التي كان يغذيها رجال الأزهر، ففهم عز الدين أن الإسلام دين عز وقوة وتحرر وجهاد.

              تعرف القسام في مصر على الاستعمار الغربي وجهاً لوجه، حيث كانت مصر خاضعة للاحتلال البريطاني المباشر بعد ثورة عرابي عام 1882، وكان فيها تيار المقاومة الإسلامي للاحتلال قوياً، كما رأى القسام هجوم المفكرين المتغربين على الإسلام فكراً وحضارة وتاريخاً، وعايش بنفسه الصراع الدائر بين هؤلاء وبين المفكرين الإسلاميين، كما تعرف في مصر على المشروع الصهيوني بأبعاده، وأدرك خطره على الأمة الإسلامية، وأنه وليد الاستعمار الغربي، وسمع عن تطلعات الصهاينة وأطماعهم في فلسطين.

              وبين مدرسة الشيخ محمد عبده ومدرسة الشيخ رشيد رضا الشامي المقيم في مصر اتضح أمام عيني الشيخ عز الدين القسام الجهاد وسيلة للدفاع عن حقوق الأمة وللعودة بها إلى سابق مجدها.

              عاد القسام إلى جبلة عام 1906 بعد أن قضى عشر سنوات في الدراسة في الأزهر، بعدها حصل على شهادة الأهلية، ومن ثم قام برحلة إلى تركيا للإطلاع على طرق التدريس في جوامعها، وبعد عودته عكف على التدريس في زاوية والده، في جامع السلطان بن أدهم قطب الزاهدين.

              كما أخذ القسام دور والده في تدريس أطفال البلدة قواعد القراءة والكتابة وتحفيظ القرآن الكريم، وبعض العلوم الحديثة، وتولى خطبة الجمعة في مسجد المنصوري الذي يتوسط البلدة، وغدا بخطبه ودروسه وسلوكه موضع احترام الناس، وامتدت شهرته وسمعته الحسنة إلى المناطق المجاورة فقدم الإسلام بفهمه الواسع الطلق، وربطته بكثير من المواطنين صداقات متينة، فكثر أتباعه، وعظم شأنه، وذاع صيته.

              تركت فيكم حروفاَ، أعيدوا بها رسم الحكاية، ولا تذكروني

              تعليق


              • #8
                رد: لنعيد اكتشاف الشيخ الثائر عز الدين القسام / في الذكرى المباركة لاستشهاده

                لماّ دخلت القوات الإيطالية طرابلس الغرب (ليبيا) عام 1911، قاد القسام مظاهرة طافت شوارع جبلة تأييداً للمسلمين هناك، ودعا الناس إلى التطوع لقتال الطليان، وجَمع التبرعات للأسر المنكوبة، إلا أن السلطات التركية منعته ورفاقه المتطوعين من السفر إلى ليبيا، فعادوا بعد أربعين يوماً من الانتظار، وبنوا مدرسة بمال المتبرعين لتعليم الأمّيين.

                وعندما دخلت القوات الفرنسية سورية عام 1920، رفع القسام راية المقاومة ضد المستعمرين الفرنسيين في الساحل الشمالي لسورية، وكان في طليعة المجاهدين الذين حملوا السلاح في الثورة (1919ـ 1920) مع المرحوم عمر البيطار، فقد ترك قريته على الساحل، وباع بيته ـ وهو كل ما يملك ـ واشترى أربعاً وعشرين بندقية، وانتقل بأسرته إلى قرية جبلية ذات موقع حصين.

                حاول الفرنسيون إقناع الشيخ القسام بترك الثورة والرجوع إلى بيته وإغرائه بالمناصب، إلاّ أنه رفض عرضهم، ونتيجة لإصراره على خط الجهاد حكم عليه الديوان العرفي الفرنسي في اللاذقية وعلى مجموعة من أتباعه بالإعدام، وطارده الفرنسيون فقصد دمشق ومنها إلى فلسطين.

                عاش القسام ورفاقه في حيفا، ونزلت عائلاتهم في بيت واحد في الحي القديم من المدينة، وهو الحي الذي يجمع فقراء الفلاحين النازحين من قراهم بعد الاستيلاء عليها وتوطين اليهود المهاجرين إلى فلسطين.

                أبدى القسام اهتماماً حقيقياً بتحسين أحوال معيشة هؤلاء الفلاحين، وبدأ يكافح الأمية في صفوفهم من خلال إعطاء دروس ليلية، وسرعان ما أصبح فلاحو المنطقة الشمالية وعمالها يكنون له المودة والاحترام بفضل زياراته المتكررة لهم وبما يتسم به من أصالة في الخلق والتقوى.

                عمل القسام مدرساً في المدرسة الإسلامية بحيفا، وكان يحرص على لفت أنظار الطلاب إلى الدور المستقبلي الذي ينتظرهم في ظل وجود الاستعمار، ثم عمل إماماً وخطيباً في جامع الاستقلال بموافقة من مفتي القدس وزعيم الحركة الوطنية الحاج محمد أمين الحسيني، واتجه القسام في أسلوبه إلى توعية الشعب الفلسطيني بالأخطار الماثلة أمامه، وكان يكثر من القول: (بأن اليهود ينتظرون الفرصة لإفناء شعب فلسطين، والسيطرة على البلد وتأسيس دولتهم)

                كما كان للشيخ القسام دروس في المسجد تقام عادة بين الصلوات المفروضة، وقد جعل منها وسيلة لإعداد المجاهدين وصقل نفوسهم وتهيئتها للقتال، معتمداً اختيار الكيفية دون الكمية.

                عمل على تأسيس جمعية الشبان المسلمين عندما استفحل الخطر البريطاني في فلسطين وانتشرت الجمعيات التبشيرية التي تدعو إلى تنصير المسلمين، وقام القسام من خلال نشاطه في الجمعية بتربية جيل من الشباب المسلم، الذين أنقذهم من دائرة الانحراف والضياع بسبب قسوة الظروف الاقتصادية والسياسية، وأدخلهم في دائرة العمل الجاد لصالح الوطن.

                كما أنه وثق اتصالاته بقيادات المدن الفلسطينية الأخرى، وكسب عدداً من شباب المناطق المختلفة للانضمام إلى تنظيم الجهاد. وقد واظب القسام خلال وجوده في الجمعية على إعطاء محاضرة دينية مساء كل يوم جمعة، وكان يذهب كل أسبوع بمجموعة من الأعضاء إلى القرى، ينصح ويرشد ويعود إلى مقره.

                وقد تمكن من إنشاء عدة فروع للجمعية في أكثر قرى اللواء الشمالي من فلسطين، وكانت الفرصة للّقاء بالقرويين وإعدادهم للدفاع عن أراضيهم.

                عمل القسام مأذوناً شرعياً لدى محكمة حيفا الشرعية سنة 1930، وقد كانت هذه الوظيفة للقسام وسيلة من الوسائل التي اتصل عن طريقها بمختلف فئات المواطنين من شباب وشيوخ، وعمال وفلاحين، وطلاب وموظفين، وتجار وحرفيين، وتحدث إليهم وأقام معهم علاقات قوية كان لها أثر كبير في اتساع دائرة حركته الجهادية.

                تركت فيكم حروفاَ، أعيدوا بها رسم الحكاية، ولا تذكروني

                تعليق


                • #9
                  رد: لنعيد اكتشاف الشيخ الثائر عز الدين القسام / في الذكرى المباركة لاستشهاده

                  يعتبر القسام صاحب دعوة مستقلة وأسلوب متميز وحركة جهادية رائدة سبقت جميع الاتجاهات في ميدان الجهاد المعاصر في فلسطين.

                  ويتلخص هذا الأسلوب في تربية جيل من المجاهدين، فكان يعقد اجتماعات سرية مكتومة في بيته وفي بيوت بعض أصدقائه، يحضرها عدد من الأشخاص المغمورين (غير البارزين أو المعروفين في ميدان الحركة الوطنية)، وكان يختارهم من الذين يحضرون دروسه ومواعظه، ويقوم بتهيئتهم وإعدادهم للجهاد، ويكوّن منهم خلايا جهادية، تقتصر عضويتها على نفر من المؤمنين الصادقين الذين لديهم الاستعداد الكامل للتضحية والفداء.

                  وعندما تم إنشاء القوة المجاهدة بشكل متكامل، كانت مقسمة إلى وحدات مختلفة المهام، حيث لكل وحدة دور خاص بها تتولاه، وهذه الوحدات هي:

                  الأولى: وحدة خاصة بشراء السلاح.
                  الثانية: وحدة خاصة للاستخبارات ومراقبة تحركات العدو البريطاني واليهودي.
                  الثالثة: وحدة خاصة بالتدريب العسكري.
                  الرابعة: وحدة خاصة للدعاية في المساجد والمجتمعات، وأبرز أعمالها الدعوة إلى الجهاد.
                  الخامسة: وحدة العمل الجماهيري والاتصالات السياسية.
                  السادسة: وحدة جمع المال من الأعضاء والأنصار، ورعاية أسر المعتقلين والشهداء.


                  ولماّ قطعت الحركة شوطاً من الإعداد تم فيه تهيئة المقاتلين للجهاد، ابتدأ رجال القسام بتنفيذ عمليات فدائية ضد المستوطنات اليهودية عن طريق إعداد كمائن والهجوم على أفراد محددين ومستوطنات معينة، بهدف دفع اليهود في الخارج إلى وقف الهجرة إلى فلسطين.

                  ولم تكن أعمال القسام مهاجمة المستعمرات فحسب وإنما قاموا بمجموعة أعمال أخرى ذكرها الأستاذ أميل الغوري في كتابه (فلسطين عبر ستين عاماً) فقال: (أماّ الأعمال التي قام بها القساميون فكانت من أروع ما قام به المجاهد في فلسطين، وعلى الرغم من كثرتها وتعدد أشكالها ومظاهرها، فإنها ظلت محاطة بالسرية والكتمان إلى مدى كان معه أكثر الناس يجهلون مصدر هذه الأعمال، بل كانوا لا يعرفون إطلاقاً بوجود حركة القساميين، وكان من هذه الأعمال:

                  ملاحقة وتأديب الذين يخرجون عن الشعب ومصالحه، مثل التعاون مع الحكومة ضد الحركة الوطنية، والتجسس لحساب المخابرات البريطانية، أو بيع الأراضي لليهود أو السمسرة عليها للأعداء. وكان من أعمال القساميين العديدة الواسعة النطاق، التصدي لدوريات الجيش والشرطة، وقطع طرق المواصلات والإغارة على ثكنات الجيش ومراكز الشرطة، ومهاجمة حرس المستعمرات اليهودية، وزرع الألغام والمتفجرات فيها).

                  وفي الوقت الذي اعتبرت فيه أعمال القسام بمثابة الروح التي سرت في أوصال الأمة، فحركت الهمم وشدت العزائم، وحفزت الناس إلى العمل، كانت الحكومة البريطانية تعلن عن مكافآت ضخمة لمن يدلي بأية معلومات عن منفذي هذه الأعمال، لأنها فعلاً ألقت الرعب في قلوب اليهود الذين رأوا ولأول مرة عملاً جديداً من حديد ونار، وهذه لم يتعود عليها اليهود في فلسطين... وازدادت الحكومة البريطانية واليهود ذعراً وبثوا الأرصاد، ونشروا الجواسيس في الليل والنهار، وصار الاعتقال لمجرد الشبهة.

                  لذا أصبحت تحركات جماعة القسام تلاقي صعوبة شديدة، إذ استطاعت الشرطة الإنجليزية الحصول على معلومات بشأن عدد أفراد الجماعة وأسمائهم وأسلحتهم، نتيجة التحقيقات المكثفة التي قامت بها، وكذلك استطاعت الحصول على معلومات تساعدهم أكثر وأكثر على تحديد مكانهم.

                  وأخيراً وفي أحراش يعبد في منطقة جنين يوم 20 تشرين ثاني عام 1935، حددت الشرطة البريطانية مكانهم وهاجمتهم بقوات عسكرية كبيرة ودارت معركة رهيبة بين المجاهدين والشرطة، صمد فيها رجال القسام، وقاتل شيخهم قتال الأبطال، وظل يكافح حتى خر صريعاً في ميدان الجهاد شهيداً كريماً في سبيل إعلاء كلمة الله فوق أرض فلسطين، واستشهد معه بعض إخوانه المجاهدين، وجرح آخرون وتم أسرهم.


                  نقل الشهداء إلى حيفا، وتمت الصلاة عليهم في جامع الاستقلال، وشيعت جثامينهم الطاهرة بتظاهرة وطنية كبرى نادت بسقوط الإنجليز ورفض الوطن القومي اليهودي.

                  كان لاستشهاد القسام أعمق الأثر في شباب فلسطين في الثلاثينات والأربعينات، كما أصبح القسام رمزاً للتضحية والفداء، مما جعل بعض المؤرخين يعتبرونه بحق شيخ ثوّار فلسطين.

                  تركت فيكم حروفاَ، أعيدوا بها رسم الحكاية، ولا تذكروني

                  تعليق


                  • #10
                    رد: لنعيد اكتشاف الشيخ الثائر عز الدين القسام / في الذكرى المباركة لاستشهاده

                    اكتشاف القسام


                    بعد عشرات السنين من استشهاد الشيخ المجاهد عز الدين القسام على أرض فلسطين المباركة نجد أنفسنا نكتشف أن الطرح الصحيح للقضية هو ما طرحه ومارسه عز الدين القسام (الإسلام والكفاح المسلح)، بل نجد أن تجربة عز الدين القسام "وهو علم الدين - السوري المولد - المكافح ضد الاحتلال الفرنسي في سوريا - الراغب للجهاد ضد احتلال الطليان لليبيا - الرابط بين الكيان الصهيوني والاحتلال الإنجليزي - الذي يحرك الجماهير من خلال الإسلام - المنظم لخلايا الكفاح المسلح".. نجد أن تلك التجربة تكشف عن فهم كل العوامل الأصيلة والمعاني الصحيحة في القضية الفلسطينية.

                    تري كيف امتلك عز الدين القسام هذه الرؤية الصحيحة؟ وأين تعلمها؟ وكيف صاغها فكرًا وممارسة؟ إنها عبقرية رجل الدين المجاهد، إنها عبقرية عز الدين القسام.

                    فلسطين هي القضية المركزية لأمة الإسلام

                    عندما ظهرت الملامح الأولى للغزوة الصهيونية على فلسطين أدرك عز الدين القسام أن تلك الغزوة أخطر وأشد حلقات التآمر الصليبي اليهودي على العالم الإسلامي، وأن للجهاد في فلسطين الأولوية الأولى على كل القضايا رغم أهميتها جميعًا، وعبر بذلك عن البادرة الأولى في وعي الأمة بأن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة الإسلامية

                    فتوجه سنة 1920م إلى فلسطين مصطحبًا معه مجموعة من الشباب السوري المجاهد، واتخذ من مدينة حيفا مقرًّا له وبدأ عز الدين القسام من حيفا في العمل على نشر الوعي الجهادي بين جماهير فلسطين، والتنبيه المبكر على خطورة الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وقام الرجل بإلقاء الخطب في المساجد أو في المناسبات الاجتماعية كالأفراح أو الاجتماعات أو غيرها.

                    لماذا ترك عز الدين القسام ساحة الجهاد في سوريا ضد الاحتلال الفرنسى، وقد كان أحد قادة ثورة 1919م وهي الثورة السورية الأولى، لماذا ترك موقعه الجهادي هنا إلى موقع آخر في فلسطين؟! أليس هذا إدراكًا مبكرًا بأن جوهر الجهاد وأهم مواقعه هو بالتحديد على الساحة الفلسطينية باعتبار أن أخطر وأهم فصول التآمر الصليبي اليهودي هو بالتحديد على أرض فلسطين، وأن على أرض فلسطين يتحدد مصير الصراع الطويل بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية؟ أليس هذا وعيًا مبكرًا بأن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى والأهم، وهي القضية المركزية للأمة الإسلامية؟

                    ولذلك فضل الرجل أن يواجه التحدي الصليبي الغربي والتحالف مع اليهود في المكان الصحيح، وفي الموقع الجوهري للصراع، وبذلك يكون عز الدين القسام السوري المولد والنشأة قد طرح وحفر بجهاده على أرض فلسطين أهم حقائق هذا العصر، وهو جوهرية الصراع في فلسطين، وكون القضية الفلسطينية هي قضية العرب والمسلمين الأولى، وفضلاً عن هذا المعني المهم فإن جهاد عز الدين القسام على أرض فلسطين يؤكد أهمية الجهاد في كل موقع يتعرض لخطر العدوان، ولعل هذا درسٌ بليغ لكل المجاهدين الذين تركوا القضية الجوهرية (فلسطين)، وراحوا يجاهدون في قضايا أقل أهمية.

                    تركت فيكم حروفاَ، أعيدوا بها رسم الحكاية، ولا تذكروني

                    تعليق


                    • #11
                      رد: لنعيد اكتشاف الشيخ الثائر عز الدين القسام / في الذكرى المباركة لاستشهاده

                      الجهاد الإسلامي.. الطريق الصحيح

                      تعلم الجميع -ولكن بعد وقت طويل ضائع- أن عز الدين القسام قد وصل إلى لبِّ المنهج الصحيح للمواجهة، فالذين تحركوا تحت شعارات مختلفة من وطنية وقومية وماركسية وغيرها قد فشلوا جميعًا في تحريك الجماهير، ووصلوا بالقضية إلى أسوأ حالاتها أو سقطوا جميعًا -إلا من رحم ربك- في مستنقع التفاوض الآسن.

                      ومنذ اللحظة الأولى وضع عز الدين القسام يده على الطريق الصحيح لتحريك الجماهير (الأيدلوجية الإسلامية)، وهي الوحيدة القادرة على المواجهة والحشد؛ لأنها عقيدة الجماهير وبسبب طبيعة التحدي باعتباره صراعًا حضاريًّا بين الإسلام والغرب المتحالف مع اليهود، صراعًا يمتد في الزمان والمكان في الجغرافيا والتاريخ..

                      ولقد وعى الشيخ عز الدين القسام ذلك الارتباط بين اليهود الصهاينة باعتبارهم طليعة استعمارية عنصرية تستهدف أمة الإسلام وليس فلسطين وحدها، وبين الاستعمار الإنجليزي - الوجه الآخر للتآمر الصليبى، وبالتالي فهم أنه لا طريق لمواجهة هذا التحدي الحضاري إلا بالإسلام وبالكفاح المسلح؛ لأنه ليست هناك أرضية للالتقاء، وبالتالي فلا مجال للمفاوضات والحلول الوسط، ووصل الرجل إلى الأسلوب الصحيح للمواجهة، أما هؤلاء الذين فقدوا خيار الإسلام أو خيار البندقية، فما زالت سقطاتهم تتوالى، وما زالت الكوارث على فلسطين وعلى الأمة تتوالى بسببهم.

                      كان عز الدين القسام يدرك أيضًا أن الجماهير الكادحة هي القادرة على الجهاد والمواجهة، فتوجَّه الرجل بخطابه إليهم وعاش بينهم وشكل تنظيمه المسلح منهم، أما الأسر الإقطاعية فقد كان يدرك عدم جدواها وعدم قدرتها على الكفاح المسلح، وهكذا طرح عز الدين القسام الشعار الخطير وهو (المسلمون الكادحون على طريق الكفاح المسلح).

                      ولم يغفل الشيخ عز الدين القسام الجوانب الأخرى في حركته، فمارس النضال السياسي كجناح آخر من أجنحة الحركة، ومارس التعليم ومحو الأمية وألّف لجانًا للدعوة والدعاية، فبحلول عام 1935م كان عز الدين القسام قد نجح في تشكيل خمس لجان داخل تنظيمه هي (الدعوة والدعاية - التدريب العسكري - التموين - الاستخبارات - العلاقات الخارجية).

                      هل كان عز الدين القسام يحلم بالانتصار ووقف الهجمة ودحرها؟! بالطبع لا، ولكنه كان يدرك أن ظروف الأمة وظروف الهجمة لا تسمح إلا بحفر رافد للمنهج الصحيح من خلال الدم، رافد للوعي والثورة، رافد للإسلام والجهاد، يمكنه أن يكون أساسًا للبناء حتى لا تتوه معالم الطريق الصحيح، فتضيع القضية برمتها.

                      صحيح أن الشيخ عز الدين القسام طلب من مفتي فلسطين في ذلك الوقت أن يعلن الثورة المسلحة في الجنوب في نفس الوقت الذي يعلنها فيه الشيخ عز الدين القسام في الشمال، ولكن المفتي رفض، ومع ذلك -أي برغم الرفض الذي يعني بداهة أن إعلان الثورة في الشمال سيفشل حتمًا- استمر الشيخ عز الدين القسام وأعلن الثورة في الشمال رغم إدراكه بفشلها الحتمي، ولكنه أراد أن يخطَّ ويحفر بدمه رافدًا عميقًا للتوجُّه الصحيح، ونبعًا أصيلاً ونبراسًا للمستقبل.

                      واستشهد الرجل مع رفاقه الذين قتلوا أو أسروا، ولكنه كان بالفعل قد وضع الطريق الصحيح، وقطع الطريق الخطأ الذي يمكن أن يضيع القضية برمتها وإلى الأبد، وبعد ستين عامًا نجد أن طريق عز الدين القسام هو الطريق الذي اختاره أبناء فلسطين "الإسلام والثورة والكفاح المسلح" في زمن سقط فيه الكثيرون في مستنقع التعايش مع اليهود.

                      كان عز الدين القسام يدرك حقيقة تفاؤل المستقبل رغم يأس المرحلة، وكان يعرف أن الاستشهاد هو مفجر الوعي، وأن الحسابات لا ترتبط باللحظة الآنية بل تنظر بعين المستقبل، كان عز الدين القسام قد انتصر في الحقيقة حين استشهد، ونجح حين توقفت انتفاضته سنة 1935م.

                      تركت فيكم حروفاَ، أعيدوا بها رسم الحكاية، ولا تذكروني

                      تعليق


                      • #12
                        رد: لنعيد اكتشاف الشيخ الثائر عز الدين القسام / في الذكرى المباركة لاستشهاده

                        الشيخ عز الدين القسام .. الحاضر الغائب

                        بعد مرور عدة سنوات على استشهاد الشيخ عز الدين القسام ما زال اليهود يرون أنه يشكل عامل تحريض للفلسطينيين على المقاومة، إذ أخذت اعتداءات اليهود على المقبرة التي دفن فيها الشيخ المجاهد طابعاً جدياً في إزالة قبره والعبث فيه، وعندما أحس المسلمون في مدينة حيفا بهذا المخطط بتقويض مقبرة الشيخ عز الدين القسام عمل متطوعون على مدى أسابيع على حمايتها خوفاً من تعرضها للتدنيس على أيدي اليهود، ثم قامت قوات من الشرطة الإسرائيلية بمداهمة المكان واعتقال الحراس الخمسة وأبقتهم لديها قيد الحجز قرابة خمس ساعات دون أسباب موجبة، وبعد الإفراج عنهم وجدوا المقبرة قد تعرضت للتدمير والعبث, حيث تم اقتلاع الأشجار المزروعة فيها وتحطيم السياج وجرف الأراضي وانتهاك حرمة القبور والأموات ومنها قبر الشيخ القسام.

                        هذه الممارسات تهدف إلى الانتقام من الشيخ القسام الذي عرف بضراوته في مقاومة الاحتلال وجيش الانتداب البريطاني، فالشيخ القسام من مواليد مدينة جبلة على الساحل السوري وقد قاد الثورة السورية ضد الاحتلال الفرنسي بين عام 1918م إلى عام 1920م وانتقل إلى حيفا في فلسطين بعد أن حكم عليه الفرنسيين بالإعدام وبدأ نشاط الشيخ في فلسطين حيث عرف بعلمه وورعه وذكائه وجرأته وشجاعته .

                        حيث حذر الشيخ عز الدين القسام في خُطَبِهِ من التساهل مع الهجرة اليهودية التي تحتل البلاد، ودعاهم إلى استقبال هذا العدو القادم بعربات الانتداب البريطاني وحمايته كعدو لا كمهاجر أو ضيف .

                        واعتبر الانتداب البريطاني على فلسطين ومخطط الوطن القومي اليهودي على أرضها المقدسة انتهاكا لسلامة دار السلام، ودعا للجهاد الذي أصبح فرض عين ملزما لجميع المسلمين، فكانت انتفاضة القسام المقدمة بل البداية الحقيقية للثورة ضد اليهود، وكان أكثر المشايخ تطرقاً لضرورة الجهاد، ولمنع اليهود من أن يحققوا أحلامهم في بناء وطن قومي على أرض فلسطين في حين سخر البعض من قوله "بأن اليهود ينتظرون الفرصة لإفتاء شعب فلسطين والسيطرة على البلد وتأسيس دولتهم".

                        وما زاده ذلك إصراراً على الجهاد، وبما يملك الشيخ القسام من شخصية شجاعة ومن تجارب جهادية سابقة ومن علم وفقه ونشاط قام بتكوين تنظيم على مدى عشر سنوات من العمل السري الدؤوب ( 1925 – 1935 ) وسمي بتنظيم المشايخ ، فمن بين أربعين عضواً نشرت أسماؤهم ، سبق اسم 37 منهم لقب " شيخ " وأعلن هذا التنظيم الجهاد في نوفمبر 1935 تحت شعار (هذا جهاد نصر أو استشهاد)، وكان التدريب على بندقية واحدة وكان القسام يخرج بالسر مع كل مجموعة وعددها من 3 – 5 أفراد ويعلمهم فك وتركيب البندقية وتنظيفها وكيفية استخدامها.

                        وكان يرى أن أولوية الجهاد مقدمة إلى كل الأمور في الظرف الذي يعيشه الشعب تحت وطأة الانتداب البريطاني والتغلغل اليهودي، ولذلك كان يرى أن أعداد الشعب للجهاد وتسليحه لخوض المعركة أفضل وأحق من تشييد المساجد والمباني، لذلك قاوم بشدة إنفاق أموال الأوقاف في تشييد الأبنية مثل فندق الأوقاف في القدس، وتزيين المسجد حتى لو كان المسجد المزين هو المسجد الأقصى المبارك موضحا أن المبالغ المنفقة قدرت بمئات الآلاف من الجنيهات الإسترلينية حتى أنه يمكن تسليح آلاف المجاهدين بها.

                        وسعى القسام لتكريس معاني الجهاد بحيث تحفر في القلوب وحرص على إثبات شرعية جهاده فاستصدر فتوى من قاض دمشق الشرعي بدر الدين التاجي الحسيني تحلل القتال ضد الإنجليز واليهود لمنع إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وأكد القسام أن هدف الجهاد هو طرد الانتداب البريطاني وإسقاط مخطط الوطن القومي اليهودي واقامة الحكم الإسلامي وكان القسام يؤكد أن الحكم الإسلامي فيه مجد المسلمين وعزهم.

                        وكان منهج القسام واضحاً بلا تعقيد متبعاً للكتاب والسنة على الأمة جاداً في الإعداد للجهاد حيث باع الشيخ القسام بيته الوحيد في حيفا وباع أصحابه حلي زوجاتهم وبعض أثاثهم واشتروا بثمنها رصاصاً وبنادق، وقبل الخروج ذهب كل مجاهد منهم إلى أهله يستودعهم الله، واشتبكوا مع دورية يهودية تقوم بحراسة مستعمرة ، ومن ثم مع القوات البريطانية .

                        وأخذ الشيخ القسام يثير روح الجهـاد والاستشهـاد في نفوس إخوانه، والتحم الجانبان في معركة استمرت حتى العصر، خسر العدو خلالها 15 جندياً، واستشهد في هذه المعركة القسام وبعض إخوانه، وبعد انتهاء المعركة فتش الجنود ملابس القسام فوجدوا في جيبه مصحفا و 14 جنيها، واهتزت فلسطين اهتزازاً عظيماً اثر استشهاد الشيخ المجاهد عز الدين القسام واخوانه، وأجبر أبناء فلسطين السلطة البريطانية على تسليم جثثهم، وخرجت الجنازة التي شارك فيها حوالي 30 ألفا جاءوا من مختلف أنحاء فلسطين.

                        لقد كان لاستشهاد الشيخ عـز الدين القسام وقع بليغ هائل في نفوس أبناء فلسطين ، ويجمع كتّاب ومؤرخو فلسطين الذين عاصروا تلك الفترة على ذلك فلقد ألهبت حركته واستشهاده في الشعب الحماس والهياج وصارت مثلاً رائعاً للجرأة والجهاد العلني ضد المستعمر.

                        ومع قصر عمر حركة القسام إلا أنها كانت كالومضـة في قوة وهجها وسرعة خبئها، إلا أنها عميقة الدلالة فالمؤامرة اليهودية والدولية كانت أكبر من حجم بكثير فكانت معركة أحراش يعبد التي استشهد فيها القسام وإخوانه الشيخ يوسف الزيباري والشيخ الحنفي قد أكسبت الجهاد في فلسطين بعده الإسلامي ذلك أن القسام كان سوريا ويوسف الزيباري كان فلسطينيا ومحمد الحنفي كان مصرياً، فكان الدم المبتور من أول يوم: إسلامياً عاماً، ولم يكن إقليمياً محدوداً.

                        تركت فيكم حروفاَ، أعيدوا بها رسم الحكاية، ولا تذكروني

                        تعليق


                        • #13
                          رد: لنعيد اكتشاف الشيخ الثائر عز الدين القسام / في الذكرى المباركة لاستشهاده

                          قراءة في ثورة الشيخ عز الدين القسام / بقلم أ. خالد سيف الدين

                          ولد الشيخ عز الدين القسام في قرية (جبلة) السورية، وحصل على العلم الشرعي من أزهر مصر.. شارك في الثورة السورية ضد الانتداب الفرنسي، إلى أن صدر بحقه حكم الإعدام، وعلى إثر هذا الحكم هرب إلى (فلسطين)، ومكث في مدينة (حيفا)، وعمل فيها مأذون شرعي.

                          والآن لي وقفات مع مبادئ الثورة القسامية:

                          أولا/ المسجد نقطة الانطلاق:

                          اتخذ الشيخ/ عز الدين القسام من مسجد (الاستقلال) بحيفا نقطة الانطلاق لثورته المباركة، إيمانا منه بأهمية ودور المسجد في بناء المجتمع المسلم، وتخريج جيل العقيدة، حامل لواء الإسلام والمدافع عنه في وجه الحملة الصليبية والصهيونية التي تريد أن تنال من الإسلام وأهله. وبفعل الشيخ القسام هذا هو تقليد واقتداء بالرسول ص، وهو محاولة للاستفادة من تجربة الحبيب محمد في الثورة ضد المجتمع الجاهلي والمجتمع الكفري.

                          لو عدنا بالذاكرة إلى الوراء حيث بدايات التاريخ الإسلامي، وعلى وجه التحديد حينما هاجر الرسول ص من مكة إلى المدينة فارا بدينه وإسلامه، نجد أن أول شيء فعله الحبيب المصطفى هو بناء المسجد (مسجد قباء). ومن هذا نستنبط قاعدة مهمة وهي: "أن المسجد يعتبر ركنا أساسيا من أركان بناء المجتمع المسلم".

                          ولم يكن المسجد على عهد رسول الله ص، والخلفاء الراشدين من بعده مقتصرا على أداء الصلوات والشعائر التعبدية فحسب، بل كان له شأن عظيم، إذ من خلاله كانت تسيّر كافة شئون المجتمع المسلم، فقد كان المسجد بمثابة:

                          • مؤسسة تعليمية (مدرسة، معهد، كلية، جامعة) يهتم بإعداد وتربية النشء على موائد الإسلام، فكان المسجد كخلية نحل، توجد فيه حلقات عديدة في زواياه، هذه لتحفيظ القرآن الكريم، وتلك للتفسير، وثالثة للحديث، ورابعة للفقه، وخامسة للعقيدة، وسادسة لتعليم الفضائل والأخلاقيات والسلوكيات الإسلامية الحسنة.

                          • مؤسسة تشريعية (برلمان): ما من أمر من أمور المسلمين العامة، أو إذا نزلت نازلة بالمجتمع، أو إنذارات خطر تحدق بالمجتمع، إلا ويخرج منادي رسول الله ص، أو خليفة المسلمين، وينادي في الناس للاجتماع في المسجد، حينها يخرج الرسول ص أو الخليفة ويعرض الأمر على عامة المسلمين للتشاور ويستعرض آرائهم، ثم يبت في الأمر ويتخذ القرار المناسب بالشورى ـ فيما ليس فيه نص شرعي واضح ـ.

                          • مؤسسة عسكرية: جميع الجيوش الإسلامية التي شاركت في الحروب والغزوات والسرايا على عهد رسول الله ص والخلفاء الراشدين كانت تعد وتخرّج من المساجد، وقد تعلم الجندية وفنون القتال، إلى جانب تعلمه قيم وأخلاقيات الجهاد في الإسلام: (لا تقتل طفلا، أو شيخا كبيرا، أو امرأة، أو راهبا في صومعته، ولا تقتلع شجرا... إلخ).

                          • مؤسسة إعلامية: أخبار وشئون المجتمع المسلم كبيرها وصغيرها، الداخلية والخارجية منها، كان مصبها المسجد. فمن أراد التعرف على أخبار المجتمع المسلم ما عليه إلا التوجه للمسجد ويأخذ من الأخبار ما يريد.

                          • دار ضيافة: الوفود التي كانت تفد إلى رسول الله ص أو الخلفاء الراشدين من خارج المدينة المنورة، كان يتم استقبالها في المسجد، وأي مكان أجل وأفضل من أن ينزل الوفد ضيفا على الله تعالى في بيته (المسجد)؟!.

                          • دار قضاء: كان المسجد بمثابة دار للقضاء (محكمة) للحكم والفصل بين (المتخاصمين والمتنازعين)، تستقى وتستنبط الأحكام من كتاب الله تعالى وسنة المصطفى ص، لا كما هو حال محاكمنا اليوم، التي تستقي أحكامها من القوانين الوضعية التي هي من وضع البشر.

                          • مؤسسة خدمة اجتماعية: من له حاجة أو نزلت به نازلة أو حلت به ضائقة ما عليه إلا التوجه للمسجد، وهناك سيجد من يسد حاجته ويكفيه السؤال، ويرفع ما به من مصائب ونوازل، ونتذكر هنا "أهل الصفة"، الذين كانوا تحت رعاية وإشراف الرسول ص.


                          لو عقدنا مقارنة بسيطة بين دور المسجد على عهد المجتمع الإسلامي الأول، وبين دور المسجد في المجتمعات الإسلامية المعاصرة، نجد أن البون شاسع، والفجوة كبيرة، ولا وجه للمقارنة إلا في وجهين، الأول/المسمى (مسجد)، الثاني/ أداء الصلوات والشعائر التعبدية. هذه هي الصفة الغالية على مساجد المسلمين في المجتمعات الإسلامية المعاصرة.

                          إذن الشيخ القسام حاول أن يستفيد من هذه التجربة، وبالفعل جعل من المسجد خلية نحل لتثقيف الناس وتعليمهم أمور دينهم، ويغرس فيهم الفضيلة، ويحارب فيهم الرذيلة. وكان الشيخ القسام قد وهبه الله تعالى فن الخطابة، فكان رجلا مفوها يأسر القلوب، ويحرك أحاسيس الناس وإلهاب مشاعرهم.

                          لو لاحظت معي في السطور الأول، أشرت بأن الشيخ القسام عمل (مأذون شرعي) في فلسطين، على الرغم من عمله هذا، لم يكتف الشيخ القسام بالراتب الذي يتقاضاه، ولم يحشر ويقزم نفسه في مهنته التي يمتهنها. بل كان يدرك أن رجل العلم الشرعي لابد له أن يشارك ويساهم؛ ويترك بصمات واضحة في كل زاويا من زوايا المجتمع المسلم. وهذا ما قام به بالفعل في محاولة منه لإنهاض المجتمع الفلسطيني وثورته وتحريضه على الانتداب البريطاني.

                          وهذه دعوة لأصحاب العلم الشرعي، الذين كان جل همهم الحصول على شهادة علمية في العلم الشرعي، ولم يعملوا به، ولم يدعوا ويبشرون به بين عامة الناس. وهنا يحضرني حديث رسول الله ص ـ بما معناه ـ "ثلاثة أول من تسعّر بهم النار"، ذكر منهم عالم.
                          التعديل الأخير تم بواسطة أ. أبو مالك; الساعة 21-11-2011, 11:41 PM.

                          تركت فيكم حروفاَ، أعيدوا بها رسم الحكاية، ولا تذكروني

                          تعليق


                          • #14
                            رد: لنعيد اكتشاف الشيخ الثائر عز الدين القسام / في الذكرى المباركة لاستشهاده

                            ثانيا/ الجماهير أداة التغيير:

                            انطلق الشيخ القسام من قاعدة مهمة في ثورته، وهي: "أن الجماهير أداة التغيير". أي إذا امتلكت الجماهير الإرادة والعزيمة والقوة تستطيع أن تغير وتقمع أي طاغية في العالم مهما علا وتجبر وتكبر في الأرض، وسنة التغيير القرآنية {لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.

                            وعلى هذا المبدأ عمل الشيخ القسام، فلم يدخر جهدا في إثارة الحماس في نفوس الجماهير، عمل على نزع أطنان الإحباط واليأس التي كانت تدب في نفوسهم وتربعت على قلوبهم، غرس فيهم ثقافة الجهاد وعز الإسلام الذي لا يعرف الخنوع أو الذل أو الهوان، وبالفعل تحقق للشيخ القسام ما كان يتمنى ويريد.

                            ثالثا/ تشكيل الخلايا العسكرية السرية:

                            في الوقت الذي كان فيه الشيخ القسام يحرض الجماهير للثورة ضد الانتداب البريطاني، كان يعمل على تشكيل خلايا عسكرية سرية، وكان الشيخ القسام يأخذ بمبدأ "التعبئة والإعداد العسكري يسيران جنبا إلى جنب بحيث لا يقدم واحد على الآخر".

                            في الوقت الذي كان يحرض فيه القسام الجماهير، كان يختار من يتوسم فيهم الخير، وفيهم صفات المجاهد المسلم ـ العنيد ـ الصلب، ويصطفيهم ليكونوا جنودا في خلاياه.

                            والملاحظة الجديرة بالذكر، أن الشيخ القسام كان يشترط على عناصر هذه الخلايا أن يشتري قطعة سلاحه من حر ماله. وهذا مبدأ عظيم له فائدة ومغزى جليل، بأن المجاهد حينما يشتري قطعة سلاحه من ماله الخاص، فهذه تبين وتوضح مدى اهتمامه بالقضية التي يدافع عنها، وأن دخوله في صفوف المجاهدين ليس شعارا أو للتباهي والتفاخر والمنظرة، إنما صادر عن عزيمة ونية صادقة وخالصة.

                            والأهم من هذا أنه يتلذذ بقيمة الجهاد وهذا ما لا يشعر به غيره ممن توفرت له قطع السلاح والزي العسكري دون أن يدفع فيها مليما واحدا!! والملاحظ الثانية في خلايا القسام، كانت من أبناء الطبقة الكادحة (الفقراء، العمال، الفلاحين)، وحتى يقوم الواحد منهم بتوفير قطعة السلاح، لجأ إلى بيع حلي نسائهم، والبعض الآخر باع قطعة الأرض التي كان يقتات منها، وثالث استدان!!

                            هذا إن دل على شيء فهو يدل على النية الصادقة والعزيمة القوية التي لا تلين، ونجاح القسام في إقناع الجماهير بتبني أسلوب الثورة للتصدي للانتداب البريطاني.

                            رابعا/ الاستعداد التام في كل وقت:

                            الشيء لابد ذكره، أن الشيخ القسام لم يكن محدد تاريخ تفجير الثورة القسامية، بل ما حصل هو مباغتة من قوات الانتداب البريطاني للقسام ورفقته، وبالتالي جر إليها جرا، حيث أن الشيخ القسام لم ينه كل حلقات الإعداد للثورة.

                            تفاصيل المعركة: كان الشيخ القسام يجري تدريباته واستعداداته اليومية مع رفاقه في أحراش (يَعبَد) بجنين، وكان عددهم عشرة، ومع كل واحد منهم قطعة سلاح واحدة. وعلى حين غرة فاجأت القسام وأخوته دورية لجيش الانتداب البريطاني، وكان لابد من الاشتباك معهم، لأن الهروب والذل ليس لها مكاناً في قاموس وحياة الشيخ القسام.

                            الشيء الذي لم يتخيله عقل أن هذه الاشتباكات المسلحة استمرت قرابة أربع ساعات، منذ ساعات الفجر الأولى، وحتى ما قبيل الظهر. تخيل معي الموقف، المعركة تستمر (4) ساعات، المقاتلون (10)، العتاد (10) قطع سلاح.. كيف تم إدارة المعركة؟! سؤال يحتاج إلى إجابة من كل ذي اهتمام عسكري.

                            وأثناء استمرار الاشتباكات والمعارك كانت ترسل الوفود والوساطات للشيخ القسام كي يوقف الاشتباكات، وكانت مع الوفود تأتي الإغراءات الدنيوية، تارة عرضوا عليه (قاضي القضاة)، وتارة (منصب مفتي). لكن إجابة القسام كانت واحدة، ووجه كلامه لرفاقه حتى لا يتسرب اليأس إلى نفوسهم: "سنقاتل حتى الرمق الأخير.. إنه جهاد: جهاد نصر أو استشهاد". وهذا ما كان بالفعل، صدقوا الله فصدقهم.

                            تأمل معي الموقف، وكأن التاريخ يعيد نفسه، ما تعرض له القسام، هو نفس الأسلوب الذي يتعرض له المجاهدون اليوم، (سلّم سلاحك) ونفرغك في الأجهزة الأمنية، (سلّم سلاحك) ونعطيك راتبا شهريا، (سلّم سلاحك) ونحميك من الاعتقالات والاغتيالات الصهيونية!!

                            إن الأمر المخزي هو ردة فعل العائلات الارستقراطية التي خشيت على أملاكها ومواقعها من الانتداب البريطاني، ولم تشارك في فعاليات دفن جثمان الشيخ القسام ورفاقه، إنما اكتفوا بإرسال البرقيات وكلمات التعزية. في حين أن الجماهير الفلسطينية خرجت بالآلاف لتشيع الجثمان الطاهر.

                            وعلى إثر استشهاد القسام قامت هبة جماهيرية في العديد من المدن والقرى الفلسطينية، وإعلان الإضراب والحداد العام. وهذا إن دل على شيء فهو يدل على نجاح القسام في تحريك الجماهير وإحداث التغيير لديها. إنها عملية انتقال من حالة الخنوع والسكون إلى حالة الثورة والتمرد.
                            التعديل الأخير تم بواسطة أ. أبو مالك; الساعة 21-11-2011, 11:41 PM.

                            تركت فيكم حروفاَ، أعيدوا بها رسم الحكاية، ولا تذكروني

                            تعليق


                            • #15
                              رد: عز الدين القسّام .. ذكرى الشهادة معبّقة بعبير الإخلاص لله والوطن

                              في هذه الايام المباركة يثبت أهل الشام انهم خيرة الله في أرضه ...

                              و انهم سائرون على نهج القسام باحثين عن الشهادة...

                              يخرجون يتحدون الدبابات و الطائرات بصدورهم و أشلائهم يقاتلون هذا النظام العلوي الظالم

                              طبة حيا و طبة ميتا أيها القسام فاحفادك على نفس النهج و نسال الله إن يتقبلك في عداد الشهداء
                              الذي لم يعرف أن الحق مع أسامة و جنده، فلا آمنن عليه أن لا يعرف مهْديه من دجّاله . آه يا مترددين، آه يا طاعنين، آه يا مُتأولين من كلمات(أبودجانة الخرساني)(تقبله الله في عداد الشهداء بإذن الله تعالى)

                              تعليق

                              يعمل...
                              X