إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نص نثري مميز || نمور مكسورة الخاطر - ابراهيم جابر ابراهيم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نص نثري مميز || نمور مكسورة الخاطر - ابراهيم جابر ابراهيم


    ابراهيم جابر ابراهيم - الغد الأردنية


    سأظل مصراً أن أتذكر هؤلاء فقط صباح العيد، هؤلاء الذين ينساهم الناس بكفاءة عالية! حتى الصحف نسيتهم، وكاميرات الفضائيات التي تبحث عنهم لتملأ فراغ ساعة برامجية، سرعان ما انفضت عنهم.. حتى الذئاب التي كانت تعوي بقربهم.. نعست وانسحبت إلى داخل الصحراء.. واعتادوا هم الألم، صار اسماً من اسمائهم الحًسنى.

    سأظل مصراً أن يدهم، وحدها تستحق أن نبوسها صباح العيد.. مثل النمور الحبيسة، ومكسورة الخاطر.. يعيش المئات من الناس في صحراء مسيجة ثقفل عليهم كل أول ليل بالمفتاح!
    يغسلون وجوههم صبحاً، يشربون الشاي، يصلون على النبي، ويجلسون على باب الخيام، ستأملون في الرمل الأصفر الممتد... ويتساءلون: ما شكل الحياة أبعد من هناك؟!
    لهم ملامح الناس... مثل الناس، ولهم أطفال، وذكريات، ومشاكل مع الزوجات، ولهم نفس عصبية الزوج حين ينقطع زر القميص، وتذمر الابنة الكبرة حين يفرغ مرطبان السكر، وتأفف العجوز النائم في الشمس من حدة الشمس، والجدة التي تكح مند الصباح حتى تجرح صدرها، والفتى الدي كبر هنا في أرض القيض صار رجلاً ويفكر: خيارات الزواج هنا قليلة!

    والأولاد الذين يملأمون المخيم شغباً وشيطنة لا يكفون عن السؤال: بابا، إحنا ما إلنا بلد؟

    والمعلم المتطوع يصرخ بصوت عال حتى يسمعه أولاد الصف، أولاد الخيمة، أولاد الحظ السيء: يبلغ عدد الدول العربية اثنتين وعشرين دولة بعد انضمام جزر القمر!
    تتساءل امرأة ساذجة بجوار الخيمة وهي تقشر البصل مع جارتها التي تلقط الشعر من جابيها: ما شاء الله (صرنا) اتنين وعشرين دولة؟!
    الأطفال الذين أنجبتهم الحرب منذ ستين سنة، ورمتهم للمنافي، كبروا وصاروا عجائز، تداولتهم الحروب، وأنهكتهم الهجرات.. وصار للأحفاد أولاد يعلقوا في أعناقهم حريطة بلد يرونه في نشرات الأخبار!
    ومثل أفعى تتلمى خلف خطاهم لاحقتهم الحروب في منافيهم وشتاتهم، وفي المطارات، وفي قصصهم التي يروونها لصغارهم قبل النوم، وصار لزاماً عليهم أن يدفعوا كُلفة أي حرب، حتى وهم مجرد ضيوف على أهلها!

    هم مثل كل اللاجئين، عبء على الضمير القومي، وعقبة أمام الأعياد الوطنية، وهم من ينغص على الهانئين مواسم الاحتفالات ونقاء الهوية!
    والعيد لا يمر بالطرق الصحراوية، لهذا لم يقل أحدٌ لأحدٍ في "مخيم الوليد": كل عامٍ وأنت بخير.

    هيك فلّ من عنّا اخر مرة حدا فكر يسحب سلاح المقاومة ! << يقول لبنانيون ..

  • #2
    رد: نص نثري مميز || نمور مكسورة الخاطر - ابراهيم جابر ابراهيم

    مقال نثرى مميز ... أميل الى المقالات النثرية اكثر من القصائد الشعرية

    بارك الله فيك اخى خالد

    تعليق


    • #3
      رد: نص نثري مميز || نمور مكسورة الخاطر - ابراهيم جابر ابراهيم

      مقال نثرى مميز ... أميل الى المقالات النثرية اكثر من القصائد الشعرية

      بارك الله فيك اخى خالد
      وأنا أيضاً .. أشعر بأنها تترك فائدة أكبر لدى القاريء من الشعر !
      الشعر موهبة ولكن قوة الكتابة أمر مُكتسب ..أو قد يكون !

      هيك فلّ من عنّا اخر مرة حدا فكر يسحب سلاح المقاومة ! << يقول لبنانيون ..

      تعليق


      • #4
        رد: نص نثري مميز || نمور مكسورة الخاطر - ابراهيم جابر ابراهيم

        من ليس لهم باع طويل في علم العروض .. النثر أفضل لهم ...

        بصراحة بياخد راحتو بالكلام وبستروح

        تعليق

        يعمل...
        X