إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ست سنوات على استشهاده.. القائد أنور حمران لا يزال حاضرا في عقل كل من عرفه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ست سنوات على استشهاده.. القائد أنور حمران لا يزال حاضرا في عقل كل من عرفه

    فلسطين اليوم-رام الله (خاص)

    قبل ست سنوات وبالتحديد في الحادي عشر من ديسمبر كان الزمان في صباح ذلك اليوم كل شئ ينذرك بحدث استثنائي..مطر غزير وبرد قارس ونابلس ليست كما هي وليست على عادتها...غيوم سوداء تلفها وجو يخنق الداخل إليها...و بعد الساعة الواحدة كان الخبر " اغتيال احدهم في شرق المدينة" وصمت دوى في المكان.بعد إعلان اسم احدهم "أنور حمران"...



    نابلس التي احتضنت الغريب اللاجئ إليها من بلدته الأم عرابة في جنين بسبب مطاردة الاحتلال له أربع سنوات، وودعته حينها بجنازة مهيبة فبرغم من غربته إلا أن الجميع عرفوه بجهاده و أخلاقه...فقد خرج حينها أكثر من ألفين مواطن لوداعه في المدينة قبل أن يغادرها لأخر مرة محمولا على الأكتاف إلى بلدته "عرابة ليدفن هناك"...اختلطت فيها دموع السماء الغزيرة مع دموع المشيعين وفي نفس مكان الاغتيال وقف الجميع ليعاهدوا الشهيد على الانتقام لدمائه...



    استشهد أنور عن طريق إطلاق النار عن بعد من النقطة العسكرية المتمركزة على جبل جرزيم المقابل لمكتبته في المنطقة الشرقية من مدينة نابلس، أحدى و عشرين رصاصة استقرت في صدره كانت كافية ليلفظ أنفاسه الأخيرة في طريق الاستشهاد...



    ولد الشهيد بتاريخ (21/7/1972 م)، في بلدة عرابة قضاء جنين.نشأ في أسرة محافظة بسيطة مكونة من ثلاث أخوات وأخ واحد كان هو أكبرهم.. التحق بمدارس البلدة و عندما اندلعت الانتفاضة الأولى كان عمر الشهيد لا يتجاوز الخامسة عشرة فكان من الرعيل الأول الذين قامت بدايات حركة الجهاد الإسلامي في منطقة جنين، فمنذ الطفولة عرف الإيمان قلبه، نشأ و ترعرع في المسجد الشمالي في بلدته عرابة.. عرفته جدران المسجد..



    أتم الشهيد دراسته الثانوية و توجه إلى الأردن ليلتحق بكلية الصيدلة و لم يتم دراسته هناك حيث أبعده النظام الأردني قبل تقديم الامتحانات الأخيرة للحصول على شهادة التخصص "مساعد صيدلة".



    وفي طريق العودة كان اول اعتقال له لدى قوات الاحتلال الصهيوني على الجسر وحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونصف وكان الشهيد، واعتقل بعدها مرتين ليكمل ست سنوات في سجون الاحتلال.



    وعند خروجه من السجن عام (1996 م) عمل مراسلا لجريدة الاستقلال التي تصدرها حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إلا أن تجربة الاعتقال لم تتوقف إلى هنا، ولكن فيما بعد كانت من نوع آخر فقد اعتقل لدى أجهزة السلطة الفلسطينية لفترة أكثر من عامين متنقلا بين سجون جنين وأريحا ونابلس حيث غدا مطلوبا لأجهزة الأمن بعد عملية محني يهودا عام (1998م) وأصبح اسمه يتردد على قائمة المطلوبين..و حمران هو احد قادة حركة الجهاد الإسلامي في منطقة جنين وله الفضل الكبير في توفير الأجواء للانطلاقة المباركة لسرايا القدس في شمال.



    بدء اسمه يتردد في أعقاب عملية القدس الاستشهادية بتاريخ (7/11/1998 م) اتهمته أجهزة الأمن الصهيونية بأنه هو من يقف وراء التخطيط لها تم اعتقال الشهيد أنور من قبل أجهزة السلطة الفلسطينية في سجن الجنيد ـ نابلس في أعقابها.و قبل استشهاده بشهرين أفرجت السلطة عن الشهيد ليعود إلى الالتحاق بجامعة القدس المفتوحة في نابلس و قام بافتتاح مكتبه الصغير أمام مبنى الجامعة لبيع القرطاسية و تصوير الوثائق.



    قبل أيام من استشهاده كانت فرحة الشهيد أنور عارمة لاستقبال والدته في بيته والتي قدمت من بلدته لزيارته فأنور كان لا يخرج من نابلس بسبب الحواجز التي كانت انتشرت في مداخل المدن الفلسطينية، مع بدء انتفاضة الأقصى المباركة، وفي يوم استشهاده ودعها بعبارته المعهودة " رضاك يا أمي" وخرج برفقة زوجته متوجها إلى الجامعة التي كان أيضا يدرس بها وعند الساعة الواحدة و النصف تقريبا وأثناء خروجه من حرم الجامعة انهمر وابل من الرصاص الذي كان مصدره نقطة قوات "جبل جرزيم" على الشهيد..



    أنور متزوج من ابنة عمه وله ثلاث أبناء صابرين والتي تبلغ ألان 12 عاما، ، و صهيب 10 سنوات، وهمام 9 سنوات، لا زالوا الى الآن يتذكرون أحاديث أبيهم الشهيد البطل عن الأرض والجهاد فكان يقول دائما " علموا أولادكم حب التراب.. فإن حب التراب من حب الوطن".ووصى في وصيته الأخيرة :"دماء الشهيد تناديكم.. الثبات الثبات.. الجهاد الجهاد.. المقاومة المقاومة. "...



    من الحوادث التي لا يزال يتذكرها والده والي قابلته فلسطين اليوم للحديث عن الشهيد في ذكرى استشهاده يقول:" يوم استشهاده ذهبت والدته و زوجته و شقيقاته لوداعه وكان في ثلاجة المستشفى في رفيديا، وبعد عناقه أصاب دمه ملابس زوجته وأمه وعند خروجهما من المستشفى فاحت رائحة المسك من دمه بشكل قوي جداً".



    يتابع في سرد صفات الشهيد:" أنا لا اعتبره قد مات فهو عند ربه خير و أبقى أنا اعتبره لا يزال يعيش معنا، فقد كان أنور هادئا ومتزنا كان عقله اكبر من عمره -الله يرضى عليه- منذ الصغر كان متمسك بدينه يصليـ كتوم ومهما يحدث معه لا يتكلم عن شئ".



    و يتابع:"نستقبل ذكرى الانتفاضة بروح التحدي و الإصرار على المواجهة ومواصلة درب الجهاد الذي خطه قادتنا وشهدائنا بدمائهم، فنحن بالرغم من كل شئ صابرون والحمد لله رب العالمين".



    العائلة التي فقدت والدها الكبير الذي يقول عن والده انه كان "مسيج على العائلة كلها" بحنانه و عطفه، خسرت أولاده أيضا، فزوجته والتي لا تحمل الهوية الفلسطينية لم تستطيع العودة ومن ثلاث سنوات لا احد من عائلة أنور يستطيع رؤية الأبناء.



    بعد ست سنوات من استشهاده لا تزال ذكرى يوم غيابة حاضرة في عقل كل من حضر ذلك اليوم، ولا تزال سيرته تتردد على لسان كل من عرفوه وعاشوا معه...انه الشهيد الحكيم.

  • #2
    رحمه الله وأسكنه الجنة

    أنا إبن فتح ما هتفت لغيرها ولجيشها المقدام صانع عودتي

    تعليق

    يعمل...
    X