إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تاريخ العمل الطلابي

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تاريخ العمل الطلابي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }العنكبوت69
    العمل الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي منذ الانطلاقة وحتى الآن
    بقلم : أ. ممتاز أحمد مرتجى

    هذا البحث تم إلقاؤه كمحاضرة على طالبات الرابطة الإسلامية في مقر الرابطة وذلك في نشاطات صيف 2007 وقد تم توسيع هذا البحث بعنوان "الدكتور المفكر فتحي الشقاقي والحركة الطلابية" ولكنه لم ينشر بعد
    *تاريخ العمل الطلابي للجهاد الإسلامي
    إن الحديث عن العمل الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي هو جزء من الحديث عن حركة الجهاد الإسلامي نفسها , كما أن الكتابة عن تاريخ حركة العمل الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي هو جزء هام وأساسي من الكتابة عن حركة الجهاد الإسلامي, وتاريخ حركة الجهاد الإسلامي لم يكتب ويوثق حتى الآن كما أكد الشيخ المجاهد نافذ عزام. وعلى الرغم من بعض الكتابات التي تمت عن حركة الجهاد الإسلامي سواء في مقالات أو دراسات أو أعمال صوتية أو مرئية- إلا أنها ليست كافية وتحتاج لمزيد من التنقيح والإضافات لاسيما من أبناء وكوادر الحركة نفسها الذين عاشوا البدايات الأولى للحركة مع الدكتور المعلم فتحي الشقاقي رحمه الله, فإفاداتهم وشهاداتهم ومذكراتهم ضرورية وهامة.إن الكتابة عن حركة الجهاد الإسلامي ليست بالمحاولة البسيطة ولكن تبقى محاولات ربما تكتمل ذات يوم ولكن البدء بهذه المحاولات أمر هام وضروري.
    وإذا أردنا أن نتحدث أو نكتب عن النشاط الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي وبداياته فلا بد أن نتحدث قبل كل شيء عن الدكتور فتحي الشقاقي كأول ناشط حركي في أوساط الطلبة. لقد كان الدكتور فتحي الشقاقي رحمه الله ذو عقلية فذة ومتفتحة منذ أن كان طالبا في المدرسة ,فلم يكن كأي طالب عادي يهتم بدراسته ومستقبله الشخصي وحسب..وإنما كان يحمل هم الأمة وقضاياها منذ مطلع شبابه فكان مهتما بالسياسة وقضايا الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية والعربية, وكما هو معروف وبسبب الموجة الناصرية في الستينيات كان الدكتور فتحي يميل للفكر الناصري ثم عندما بدا يقرا الإسلام جيدا انتمى لحركة الإخوان المسلمين, وكما هو معروف لم يكن هناك إجابة للسؤال الفلسطيني عند الإخوان المسلمين في فلسطين بخصوص القضية الفلسطينية والمواجهة مع المحتل والجمع بين الوطنية والإسلام, ولذلك أثار الدكتور فتحي هذا السؤال في أوساط الحركة الإسلامية والتي كان يسميها الدكتور آنذاك ب (التقليدية) وكانت متمثلة بالإخوان المسلمين الذين كانوا يمارسون نشاطاتهم عبر ومن خلال المجمع الإسلامي وفروعه في قطاع غزة على وجه الخصوص. إلا أن إثارة هذا السؤال الهام وطرحه في أوساط الشباب المسلم كان يبدو غريبا للوهلة الأولى وأثار عواصف عديدة تجاه الدكتور فتحي وإخوانه.ولقد كتب الدكتور فتحي دراسة هامة جدا حول القضية الفلسطينية بعنوان"المشروع الإسلامي المعاصر ومركزية القضية الفلسطينية..لماذا وكيف؟"

  • #2
    ومن أهم عباراته في هذه الدراسة:
    " القضية الفلسطينية أهم قضايا المسلمين اليوم، كيف يمكنهم أن يتعاملوا معها وأن يطرحوا رؤيتهم لها؟ كيف يمكن أن يجعلوها هماً حقيقياً بالنسبة لهم؟ كيف يمكن أن يفهموها ويعوا أبعادها ويجيبوا على الأسئلة الساخنة فوق ساحتها؟ هل كان عبثاً ـ على سبيل المثال ـ أن يقدم الغرب وعد بلفور في الوقت الذي كان فيه الغرب يدمر بنيان الدولة العثمانية ويجتاح المنطقة عسكرياً إثر الحرب العالمية الأولى وبعد أكثر من قرن من التغريب المتواصل والنهب الاستعماري؟ هل كان عبثاً أن الذين طعنوا دولة الخلافة من الخلف وعملوا على إسقاطها خدمة لبريطانيا وفرنسا هم الذين استمروا يحكمون الوطن الإسلامي بمنطق التجزئة وداخل حدود سايكس بيكو .. وهم الذين قامت إسرائيل على أكتافهم وأمام أبصارهم ولم يفعلوا سوى الهرب أمام آلاف من اليهود عام 1948؟ هل كان عبثاً أن الأنظمة التقدمية الثورية والتي حاولت ما بين النكبتين (1948-1967) سحق عقيدة الأمة وفصم عرى انتمائها العقائدي والحضاري التاريخي هي التي أضاعت القدس وأوصلت إسرائيل إلى ضفة الأردن وشاطئ السويس، وليس بعيداً عن دمشق الشام؟ كما أنها هي نفس الأنظمة التي خرج منها زعيم أكبر العواصم العربية ليركع أمام إسرائيل متاجراً بالعقيدة والتاريخ والأرض. على مدى العقود الماضية كانت القضية الفلسطينية ميداناً للبحث والدراسة لكل الأيديولوجيات اللا إسلامية في المنطقة، فيما المحاولات الإسلامية لوعي القضية وإدراك أبعادها بقيت عاطفية بسيطة حركها ذلك الارتباط الرائع والمأساوي في وقت واحد بين فلسطين والمسجد الأقصى، دون إدراكٍ للأبعاد الإلهية التي حملها ذلك الارتباط والتي أعطت لفلسطين خصوصية تميَّزت بها وتفردت. وقلما نجد ـ بل إننا على وجه التحديد لا نجد ـ في المكتبة الإسلامية دراسة تاريخية جادة وشاملة لفلسطين من منظور إسلامي، وكل ما بين أيدينا الآن لا يتعدى مجال الوعظ والخطب المنبرية حول حقنا بفلسطين (وقف المسلمين وأرضهم المغتصبة) وضرورة تحريرها. وما نلحظه من دراسات إسلامية بدأت تظهر أخيراً ورغم ما يبشر به من خير إلا أنها تبقى جزئية لا تفي بالغرض المطلوب الذي يجب أن تتوافر له الجهود والطاقات الإسلامية. وبداية الجهد وربما أهمه أن يتحول الموضوع الفلسطيني إلى هم داخلي للحركة الإسلامية تمارسه وتحياه وتعيشه معايشة يومية، فلا يقف فيه المسلمون موقف المتفرِّج فيما تدور الأرض والزمن والتاريخ.
    إن تحويل الموضوع الفلسطيني إلى همّ إسلامي داخلي أمر في منتهى الأهمية والخطورة، سواء بالنسبة لمستقبل فلسطين أم مستقبل الحركة الإسلامية. وقناعتنا أن ذلك ـ على أهميته وخطورته ـ لا يحتاج إلا لقرار سياسي فقط!! يحول اهتمامات كوادر الحركة الإسلامية وقواعدها إلى ميدان المعركة الحقيقية بدلاً من ميادين وهمية تستنفد الجهد والطاقة، وقناعتنا أن الظروف الموضوعية ناضجة بما فيه الكفاية للتفاعل مع قرار كهذا وتحقيق قفزة واسعة ونقلة بعيدة ومهمة في تاريخ الحركة الإسلامية. والدراسة التي بين أيدينا محاولة لوضع المأساة الفلسطينية في مكانها الطبيعي في مسيرة الحركة الإسلامية من خلال تحويلها إلى همّ حقيقي يحركه القرآن والتاريخ والواقع".

    تعليق


    • #3
      كان الدكتور فتحي الشقاقي وإبان فترة دراسته في مصر في كلية الطب البشري يتوق لان يرى حال الأمة الإسلامية قد تطور للأفضل, لذلك وعندما انتصرت الثورة الإسلامية في إيران ألف كتاب (الخميني الحل الإسلامي والبديل)- باعتبار أن انتصار الثورة الإسلامية في إيران يشكل رافعة للحركة الإسلامية ومحفزا للأمة الإسلامية لأن تنهض من جديد عقب الهزائم المتكررة التي منيت بها في مواجهتها مع إسرائيل على مدار عقود طويلة.
      حاول الدكتور المفكر فتحي الشقاقي أن يتحرك في أوساط الطلبة الفلسطينيين على وجه الخصوص ليكونوا نواة لمشروعه الإسلامي الثوري الذي هو مشروع الأمة- كل الأمة- واستطاع وبشخصيته المؤثرة وعقليته الفذة وقدرته على الإقناع وهو يعرض أفكاره أن يستقطب عددا لا بأس به من الطلبة الفلسطينيين الذين ذهبوا للدراسة في مصر,ولأن الدكتور فتحي كان يدرس في جامعة الزقازيق في محافظة الزقازيق بمصر, كان معظم الذين التفوا حوله وشكلوا نواة الحركة الأولى هم من جامعة الزقازيق.وقد استغل الدكتور فتحي فترة وجوده في مصر ليتحرك على كل المحاور مستفيدا من وجود طلبة عرب ومسلمين ليخوض معهم نقاشا واسعا في محاولة لكسبهم لهذا المشروع الإسلامي الثوري ,كما التقى العديد من قادة الإخوان المسلمين في مصر خصوصا الشيخ عمر التلمساني وخاض معهم أيضا نقاشات واسعة حول الإسلام وفلسطين والثورة الإسلامية وانتقد أطروحاتهم بشكل قوي وجرئ وواضح.
      ولم يدع الدكتور فتحي دقيقة إبان فترة وجوده في مصر إلا واستثمرها لأجل مشروعه, وكان يتنقل في مصر من مكان إلى آخر ومن محافظة إلى أخرى, وكان في كل مرة يكسب العلاقات مع شخصيات مفكرة ومستنيرة ومنهم على سبيل المثال الدكتور محمد مورو والدكتور رفعت سيد احمد والصحفية صافيناز كاظم التي قالت يوم استشهاده: :" مازال في مخيلتي كما رأيته أخر مرة في مصر صيف 1981, هو عز الدين الفارس، طالب الطب بجامعة الزقازيق, يخطو نحو الثلاثين, في وجهه البشاشة وللأمل مفتوح الذراعين، وللحلم يرنو بنظرته, يحمل أوراق شعر وكلمات نثر مفعمة بالجمال, يستخدم كلمة "فيما" كثيرا وتعجبني في مواقعها, يشرح التاريخ ويعرض الكتب فتزغ بها رؤى لم يكن يلتفت لها أحد, ويقدم الدراسات لتثقيف الوعي لنفهم لماذا يحدث لنا الآن ما يحدث..."
      إلا أن هذه الفترة الهامة من تاريخ العمل الطلابي في مصر والتي كان فيها الدكتور صاحب مشروع ثوري وهو طالب في كلية الطب ولم يتجاوز الثلاثين من عمره!-لم تخل من التضحيات,فلقد تعرض الدكتور للملاحقة من أجهزة المخابرات المصرية لا سيما بعد إصداره لكتاب "الخميني الحل الإسلامي والبديل"-كما تعرض بعض الإخوة الذين عاشوا مع الدكتور فترة الدراسة واندمجوا مع الدكتور في مشروعه واقتنعوا به للملاحقة أيضا من أجهزة المخابرات المصرية, والذي ربما شدد من ملاحقة المخابرات المصرية للدكتور وإخوانه هو حادثة اغتيال الرئيس المصري محمد أنور السادات على يد خالد الاسلامبولي ورفاقه بسبب الاتفاقيات التي عقدها مع الجانب الإسرائيلي.
      استطاع الدكتور فتحي أن يعود إلى القطاع بأعجوبة دون المرور بأجهزة المخابرات المصرية التي كانت تلاحقه وتريد إلقاء القبض عليه بسبب نشاطاته السياسية في مصر إلا أنها فشلت في ذلك. أما الذين استطاعت المخابرات المصرية أن تلقي القبض عليهم من الإخوة الآخرين فإنها لم تسمح لهم بإكمال دراستهم في مصر, ومن هؤلاء الشيخ المجاهد نافذ عزام والذي كان طالبا في كلية الطب البشري, والأخ الدكتور جميل يوسف الذي كان قد تبقى له سنة التدريب والتي تسمى بالامتياز, والأخ عادل الناطور والأخ احمد شاكر والأخ محمود شاكر والأخ تيسير الغوطي والأخ عدنان أبو حسنة وغيرهم.

      تعليق


      • #4
        *الدكتور والنخبة الطلابية في مصر

        لقد نشط الدكتور فتحي الشقاقي وسط الطلبة الفلسطينيين في مصر خصوصا في جامعة الزقازيق حيث انه كان طالبا في كلية الطب آنذاك واستطاع أن يحسم إليه عددا كبيرا من هؤلاء الطلبة الجامعيين الذين تأثروا به واقتنعوا بفكره فحملوه معه ونادوا إليه. وقد عاد هؤلاء الطلاب بعد تخرجهم من كلياتهم المختلفة إلى ارض فلسطين ليشكلوا النواة الأولى لفكر وتنظيم وحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.ولأول مرة يتم الدعوة للصلاة في العراء بشكل جرئ وقوي متحديا الاحتلال وإرهابه وضغوطاته, وليكون أحد أهم الخطباء لصلاة العيد في العراء هو الأخ المجاهد رمضان شلح الذي كان آنذاك قد تخرج حديثا من مصر ليكون من الطلائع الأولى المؤسسة لهذه الفكرة داخل الساحة الفلسطينية. لقد كانت الصلاة في العراء أول أشكال التحدي للكيان الصهيوني على ارض فلسطين رغم محاولات جنود العدو إفشالها وملاحقة القائمين عليها واعتقالهم..منذ تلك اللحظة بدأ الناس يستمعون لخطاب جديد وفكر جديد في الساحة الفلسطينية ..فكر وخطاب يتحدى المحتل ويجمع بين الوطنية والإسلام بشكل رائع لم يعهده الناس من قبل.
        الدكتور رمضان شلح كان معروفا بقدرته على التأثير في أحاديثه وخطاباته, كما أنه كان معروفا بقربه من الدكتور فتحي الشقاقي, وكان يمثل إلى جانب إخوانه من مؤسسي الحركة ركنا مهما من أركانها, ونظرا لأن الدكتور رمضان كان يعمل كمحاضر في الجامعة الإسلامية في كلية التجارة /قسم الاقتصاد والعلوم الإدارية, فإنه كان ذو حضور مهم وفعال في أوساط الطلبة, وكان يمثل أنموذجا فريدا ومميزا عن كل المحاضرين التقليديين, فرغم انه لم يكن يومها قد حصل على شهادة الماجستير والدكتوراه- إلا أن طلابه كانوا يشهدون له بموسوعيته وعبقريته, وبقدرته الفائقة على توصل الأفكار والمعلومات وبأسلوبه المميز في شرح المادة العلمية فكان من خيرة المحاضرين, ووجوده كمحاضر في الجامعة الإسلامية أدى إلى استقطاب العديد من أبناء الجامعة, خصوصا من طلاب كلية التجارة إلى الجماعة الإسلامية والالتحاق بصفوفها, إذ كان له تأثير كبير على الطلاب من خلال النقاشات والمناظرات التي كانت تثار داخل القاعة الدراسية.والجدير ذكره أن اللقاءات التي كان يعقدها الدكتور فتحي الشقاقي رضوان الله عليه مع طلاب الجماعة الإسلامية كانت تتم بحضور الدكتور رمضان شلح وعدد من الإخوة القياديين في حركة الجهاد الإسلامي.
        وأذكر أن الجماعة الإسلامية كانت قد أعدت لرحلة للضفة الغربية وكان من ضمن برنامج النشاط زيارة معهد بيتونيا برام الله والمشاركة في مهرجان كان قد أعد له أبناء الجماعة الإسلامية في المعهد, وفعلا حضرنا هذا المهرجان وكانت أهم كلمة فيه هي للدكتور رمضان شلح حيث ألقى كلمة إسلامية ثورية وتربوية مهمة للمئات من طلبة وطالبات المعهد, وقد تحدث في كلمته على ما أذكر يومها عن أهمية الإسلام كمنهج وكدستور حياة, وعن حتمية انتصار الإسلام الثوري, وعن دور الطلبة والطالبات في عملية التغيير والبعث والإسلامي, وعن أهمية دور المرأة المسلمة في المجتمع الإسلامي وعن أهمية التزامها بتعاليم الإسلام وقيمه.

        تعليق


        • #5
          *الإسلاميون المستقلون

          انطلق الدكتور فتحي من بعض المساجد في قطاع غزة فكان يعقد الندوات والمحاضرات في كل مكان حتى امتد نشاطه إلى الضفة الغربية وشكل هناك أيضا اسر وخلايا لحركة الجهاد الإسلامي والذي ساعده في ذلك انه عمل في السنوات الأولى من تخرجه من كلية الطب في مستشفى المقاصد في القدس-الأمر الذي هيأ له حرية الحركة في القدس والضفة وضواحيها ,ومن أوائل الإخوة الذين عملوا مع الدكتور آنذاك هو الأخ المجاهد خالد جرادات من جنين ,حيث كان من الطلائع الأولى المؤسسة للجهاد الإسلامي في الضفة خصوصا جنين وكان يومها لا يزال طالبا في قسم اللغة الانجليزية في جامعة بيرزيت.
          ركز الدكتور فتحي على العمل داخل المدارس والمعاهد والجامعات وكان هناك نشاطا مكثفا داخل أسوار الجامعة الإسلامية وجامعة النجاح وجامعة بيرزيت ومعهد المعلمين بغزة ,حيث كان الأخ محمد شلح من أوائل الإخوة الذين نشطوا فيه, لدرجة أن ضابط المخابرات الإسرائيلية في مدينة غزة كان قد حاصر المعهد هو وعدد كبير من جنوده أثناء اعتصام كان ينفذه الأخ محمد شلح داخل المعهد, وكان لحظتها يخطب في جموع الطلبة محرضا ضد الكيان الإسرائيلي, وشارحا لأبعاد القضية الفلسطينية ,ولم يتوقف عن الحديث رغم وجود الجنود الإسرائيليين وضباط المخابرات الذين لم يجرؤوا أن يقتحموا المعهد لحظة الاعتصام الطلابي الذي كان يقوده الأخ محمد شلح.
          وقد شكل الدكتور فتحي هيكلية طلابية تعمل تحت اسم " الإسلاميون المستقلون" الذين تقدموا رغم قلة عددهم ودخلوا معركة الانتخابات في معظم جامعات الوطن, لا ليحققوا فوزا وكسبا للمقاعد وإنما ليثبتوا حضورهم كجماعة إسلامية طلائعية ثورية غير تقليدية, ومضوا رغم سيل المعوقات والاتهامات من الكتلة الإسلامية على وجه الخصوص التي كانت ترى في كتلة الإسلاميين المستقلين مجموعة من الشباب المتهور والمتحمس قد خرجوا عن الحركة الأم- ألا وهي حركة الإخوان المسلمين.

          *الجماعة الإسلامية

          بقي الدكتور فتحي الشقاقي يعمل في أوساط الحركة الطلابية باسم "الإسلاميون المستقلون"حتى عام 1985ليتحول الاسم بعد ذلك إلى "الجماعة الإسلامية"-وكان الدكتور فتحي الشقاقي هو الذي كتب البيان التأسيسي للجماعة الإسلامية وتلاه علينا قبل أن يتم طباعته في اجتماع لأبناء الجماعة الإسلامية آنذاك في مسجد الكتيبة (زايد بن سلطان حاليا), وقد كُلِّفْتُ بتلاوة البيان في ساحة الجامعة الإسلامية وسط جموع الطلبة, وفعلا تلوت هذا البيان الذي تم من خلاله الإعلان عن الاسم الجديد لأبناء الجهاد الإسلامي في الحركة الطلابية في فلسطين, وتم العمل تحت هذا الاسم فيما بعد في كل جامعات ومدارس ومعاهد الوطن, وظلت الجماعة الإسلامية تبرز حضورها في الساحة الطلابية سواء في الضفة أو في قطاع غزة تحت هذا الاسم حتى مطلع عام 2007 حيث تم تحويل الاسم إلى "الرابطة الإسلامية".

          *الرابطة الإسلامية

          إن مسألة تغيير الاسم من الإسلاميين المستقلين إلى الجماعة الإسلامية.. وانتهاءً باسم "الرابطة الإسلامية" يدل على المرونة التي تتميز بها حركة الجهاد الإسلامي, فهي حركة غير جامدة ولا تقف عند المسميات بقدر ما تقف عند الجوهر وتهتم به, فعلى الرغم من تغيير الاسم- إلا أن الأفكار مازالت ثابتة وراسخة كما هي, ومازالت هذه الشريحة من أبناء الجهاد الإسلامي تقوم بدورها وملتزمة بنهج قائدها المؤسس الأول الدكتور فتحي الشقاقي وتقوم بدورها في وسط الطلاب في مختلف المدارس والمعاهد والجامعات باعتبارها الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي.
          والجدير بالذكر أن تغيير الاسم لا يشكل مشكلة طالما أن النهج هو ذات النهج, والفكر هو ذات الفكر, مع الإشارة إلى أن حركة الجهاد الإسلامي تأخذ في الاعتبار التغيرات والظروف والأخطار التي تحدق بالحركة الإسلامية الثورية المجاهدة في هذه المرحلة الحرجة من مراحل الصراع بين قوى الإيمان وقوى الشر في هذا العالم التي تتربص وتكيد لأبناء الحركة الإسلامية في كل مكان.

          تعليق


          • #6
            *اهتمام مؤسس الحركة الدكتور فتحي الشقاقي بالشريحة الطلابية..لماذا؟
            إن شريحة الطلاب لاسيما الجامعيين منهم, هم من أهم شرائح المجتمع, وهم رافدا أساسيا لكل الحركات ,فالطالب الجامعي الذي يعتبر في مرحلة نشطة من حياته يعمل عقله وفكره بالعلم والفكر وغير مثقل بمسئوليات اجتماعية أو ارتباطات روتينية يكون أكثر حيوية ونشاطا وتفاعلا مع القضايا الفكرية والسياسية والحركية, إذ أن الارتباطات والمسئوليات الحياتية تشغل الإنسان وتأخذ من وقته- إلا إذا كان متفرغا بشكل كامل للعمل الحركي والتنظيمي, بالإضافة إلى أن هذه الفترة من العمر تشهد ذروة نشاط الإنسان, إذ فيها تتبلور شخصيته ويأخذ مكانته في المجتمع.
            لذلك نجد انه ليس من المستغرب أن الدكتور فتحي الشقاقي كان يعطي اهتماما خاصا بشريحة الطلبة الجامعيين على وجه الخصوص, بل كان يخصص جُلًّ وقته لهم يجلس معهم ويلقي المحاضرات ويفسر الكتب ويشكل منهم اللجان الطلابية الحركية المختلفة .
            ويحدثنا الأخ المجاهد الشيخ نافذ عزام عن مراحل النشاط الأولى مع الدكتور المعلم فتحي الشقاقي وعن العقبات التي كانت تواجه هذا النشاط فيقول:
            "لقد واجهت الحركة عقبات كبيرة منذ لحظة قيامها وحتى الآن...فقد نشأت الحركة بعيدا عن أية دولة أو هيئة وكان الفضل لله أولا ثم للمعلم القائد المؤسس رحمة الله عليه ثانيا وللأخوة الذين آمنوا بمشروعه ثالثا...كان من الصعب أن تنشا حركة إسلامية وفلسطينية دون رعاية قوة معروفة أو دولة مؤثرة , لكن هذا ما حصل مع حركة الجهاد الإسلامي التي انطلقت بزخم كبير استمدته من إيمانها بالله ومن ثقتها بالمشروع الذي تطرحه, ومن رهانها على هذا الشعب وهذه الأمة...كان عدم وجود مصادر مالية لدعم الحركة من المعوقات الهامة لكن الحركة تجاوزت ذلك بفضل الله تعالى وفي البداية كان يتم اقتطاع نسبة من كل أخ أثناء فترة الدراسة في مصر وكانت هذه النسبة تقتطع من المصروف الشهري الذي يرسله الأهل لأبنائهم ...ومنذ الظهور العلني للحركة في بداية الثمانينات حوصرت الحركة ولوحقت بالتهم والشائعات التي أعاقت –بلا شك- تقدم الحركة وانتشارها, كما كانت هناك صعوبة في عقد ندوة في مسجد أو الدعوة إلى محاضرة , وكان ذلك يتم في ظل استمرار الشائعات التي كان الهدف منها وضع الحواجز بين الحركة والناس, ولكن ذلك لم يؤثر في عزمنا واستمساكنا بمشروعنا, بل لم يدفعنا للرد بالمثل ولم نسمح لتلك الممارسات أن تزرع الأحقاد في نفوس إخواننا وأبنائنا مع أي احد من المسلمين ...وكان هناك نوع آخر من المعوقات عندما حصل تحالف بين مجموعات إسلامية هامشية بدعم من مؤسسات وهيئات فلسطينية رسمية وكان الهدف من ذلك التحالف ممارسة الضغوط على الحركة والمعلم القائد لتغيير البرنامج السياسي الرافض للتعاطي مع ما يسمى بمشاريع التسوية,ورفضت الحركة الخضوع لتلك الضغوط وتمسكت بمواقعها وبرمجها...كانت هناك أوقات صعبة في تلك السنوات لكن المعلم القائد كان يتحرك باطمئنان عجيب , وكان ذلك الاطمئنان ينتقل منه إلينا جميعا..."

            ويقول الشيخ المجاهد خضر حبيب عن تمايز الحركة :
            "ساحة العمل الإسلامي زاخرة بالحركات الإسلامية والاجتهادات المختلفة وإننا في الحركة نحترم كل الحركات والاجتهادات وندعو فتح باب الحوار على قاعدة " وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " المائدة 2- بما يعزز الوحدة الإسلامية والأخوة والتلاحم...ما يميز حركة الجهاد الإسلامي في نظري أنها تحمل هذه الرؤية الوحدوية والشمولية والمنفتحة ورسالتنا إلى إخواننا من أبناء الحركة الإسلامية هي ضرورة رص الصفوف وتجسيد الوحدة الإسلامية في مواجهة أعدائنا الذين يرموننا عن قوس واحدة والابتعاد عن كل عوامل الفرقة والاختلاف ونذكر الجميع بقول المولى عز وجل {وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ }الأنفال73" صدق الله العظيم .

            أما الأستاذ المجاهد وليد القططي فيحدثنا عن بداية النشاط وكان يومها لا يزال طالبا في الثانوية العامة:
            "و كان اللقاء الأهم مع مؤسس و قائد هذا المشروع العظيم و هو الدكتور المجاهد الشهيد فتحي الشقاقي – رحمه الله – في منزله في تل السلطان في رفح بصحبة الأخ عادل الناطور, و لا زلت أذكر تفاصيل هذا اللقاء المبارك حيث كان يجلس مع الدكتور كل من الأخوين عبد اللطيف أبو هاشم و صالح عبد العال و أذكر من ضمن هذه التفاصيل أن الأخ عبد اللطيف أبو هاشم قد سأل الدكتور مستفسرا إن كنا نعيش في المرحلة المكية أو المرحلة المدنية فأجابه الدكتور – رحمه الله –" أننا نعيش في المرحلة الإسرائيلية".. فكان جوابا مبدعا يشعرك انك أمام رجل عظيم غير عادي ، و بعد هذا اللقاء تواصلت لقاءاتي بالدكتور لاسيما عندما تقرر أن نكوّن أسرة جديدة أميرها الدكتور نفسه و كان اجتماعا أسبوعيا في منزله صباح كل يوم جمعة حيث شرح لنا كتاب معالم في الطريق بطريقة مبدعة تربطه بالواقع و كان أفضل ما في جلسات الأسر عند الدكتور – رحمه الله – أنه يعلم منهج التفكير عند الإنسان المسلم و ليس عملية التلقي في حد ذاتها, فقد كان يريد من الشباب المسلم أبناء المشروع الجديد أن يكون لديهم منهجا في التفكير يستطيعوا من خلاله تحديد مواقفهم من كل ما يحدث حولهم بطريقة منهجية تحافظ على اتجاه البوصلة دون انحراف ,و هذه كانت عبقرية الدكتور – رحمه الله – و كان يحث على القراءة المستمرة و يتابع التزامنا بذلك من خلال إعطاءنا كتابا كل أسبوع لنقرأه و يسألنا عن بعض تفاصيله ليتأكد أننا قرأناه".

            الأسباب التي جعلت الدكتور فتحي الشقاقي يهتم بالعمل الطلابي:
            -بناء نخبة واعية ومفكرة.
            -إعداد جيل طلائعي يستشرف المستقبل ويعي مشكلات مجتمعه.
            -إعداد قيادة على مستوى المرحلة تقوم بمسئولياتها وواجباتها.
            -توفير رافد للعمل الجهادي والثوري والأمثلة كثيرة على ذلك فمعظم القيادات العسكرية والسياسية من الشريحة الطلابية أو كان لها تاريخ في العمل الطلابي.
            أمثلة: محمود الخواجا-نضال زلوم-احمد حلس-خالد الزق- امتياز مرتجى-عوض القيق –حسن شقورة-اشرف شلوف-عماد أبو فنونة-رائد فنونة-حازم ارحيم-ضياء أبو دقة...وغيرهم كثير.
            *العمل الطلابي وأهمية التنظير وكسب الأفراد , ودلالات ذلك ما يلي:
            -واجب ديني وعقائدي:
            {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }آل عمران104
            {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125
            -اهتمام الدكتور بالشريحة الطلابية وحثها على التنظير والتأطير وتكثيف الاتصال بجموع الطلاب ومحاولة إقناعهم بالفكرة.
            -إصدار الدكتور للعديد من النشرات في الساحة الطلابية /خصوصا في الجامعة الإسلامية في مطلع الثمانينات وكان يكتبها بنفسه وبمشاركة عدد من الإخوة المؤسسين,ومن هذه النشرات:
            -البيان.
            -الحقيقة.
            -النور
            صوت الجماعة الإسلامية....بالإضافة إلى مجلة الطليعة الإسلامية والمختار الإسلامي التي كانت توزع على جموع الطلاب والطالبات.

            تعليق


            • #7
              *العمل الطلابي للجهاد الإسلامي بدأ بقلة من الطلاب والطالبات, ولكن كان له زخم وحضور قوي ومزلزل وذلك لأهمية الإيمان بقوة الفكرة وليس بقوة العدد والسلاح ودليل ذلك:
              الفكرة التي نادت بها حركة الجهاد الإسلامي كانت جديدة ومثيرة ومؤثرة وذلك لأنها جاءت في وقت كان فيه كل شيء راكد , والذي أعطى للجماعة الإسلامية قوة هو أنها أصبحت الإطار الطلابي لحركة لها حضور عسكري وجهادي قوي, خصوصا بعد عمليات الطعن التي نفذها أبناء الجهاد الإسلامي في مطلع الثمانينات وعلى رأسهم الأسير المجاهد خالد الجعيدي طالب كلية الشريعة الإسلامية في الجامعة الإسلامية, ثم العمليات البطولية التي نفذها الجناح العسكري للجهاد الإسلامي والتي ابتدأت بهجمات على جنود إسرائيليين في أماكن مختلفة في غزة نفذها أبناء الجهاد الإسلامي تحت اسم "سرايا الجهاد الإسلامي" بقيادة المجاهد احمد أبو حصيرة والمجاهد محمد الحسني (وهما لا يزالان يقبعان في السجون الإسرائيلية الظالمة) ,ثم اعتقلت هذه المجموعة واعتقل فيما بعد الدكتور فتحي الشقاقي بسبب هذه النشاطات العسكرية في عام 1986 , ثم كانت فيما بعد عملية الشجاعية البطولية التي كان لها دور كبير في تفجير الانتفاضة الكبرى عام 1987,هذه النشاطات الجهادية للجهاد الإسلامي كانت تعطي قوة لأبناء الجماعة الإسلامية- الإطار الطلابي للجهاد الإسلامي- رغم قلة عددهم خصوصا انه لم يكن أي نشاط عسكري جهادي لأي فصيل في تلك الفترة ,هذا الحضور الجهادي الكبير جعل الجماعة الإسلامية تتقدم بخطوات حثيثة وملحوظة داخل جامعات ومعاهد الوطن والذي أدى إلى تزايد هذا التقدم هو أن بعض أبناء الجماعة الإسلامية كانوا منخرطين في التنظيم العسكري للجهاد الإسلامي وكان على رأس هؤلاء الشهيد محمود الخواجا الذي كان له صولات وجولات في حلقات النقاش بين الفصائل في الجامعة الإسلامية, خصوصا المناظرات التي كانت تتم بين أبناء الجماعة الإسلامية التي كانت ترفع شعار التربية من خلال المواجهة وأبناء الكتلة الإسلامية التي ترفع شعار التربية وتأجيل المواجهة.
              تقدمت الجماعة الإسلامية بهذه الروح الوثابة وتركز حديثها في حلقات النقاش على أهمية الفعل الجهادي رغم قلة وبساطة الإمكانيات متمثلة قول قائد ومؤسس الحركة الدكتور فتحي الشقاقي: " نحن نسبح عكس التيار, وإن الكف يمكنها أن تواجه المخرز وتعيقه" ,كانت فلسطين محور النقاش لأن السؤال الذي كان مُلِحَّا وحاضرا آنذاك هو السؤال الفلسطيني الذي كان مغيبا بحجة عدم وجود إمكانيات لمواجهة العدة وأن مرحلة المواجهة معه لم تأتِ بعد فانطلقت الجماعة مستلهمة العبر والعظات من آيات القرآن الكريم خصوصا سورة الأنفال حول معركة بدر, والتي تقرر أن النصر لا يأتي بكثرة عدة ولا عتاد , والأمثلة على ذلك عديدة في كتاب الله عز وجل منها:
              -{قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ }البقرة249.
              -{وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }الأنفال26.
              -{وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ }آل عمران152
              -حادثة الإسراء والمعراج تحمل العديد من المعاني الإيمانية التي تكرس الثقة والثبات لدى القلة المستضعفة.
              -معركة حنين{لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ }التوبة25
              كان لدى الجماعة الإسلامية قناعة أن التكريم والنصر الإلهي يأتي مع العمل الصادق والنية الخالصة والتوكل على الله , وأن نجاح العمل لا يكون فقط بزيادة مال أو عتاد بقدر ما هو مرتكز على القوة الإلهية العظمى, ومما يجدر ذكره أن الجماعة الإسلامية لم تنافس الكتل الأخرى في العدد أو الفوز بمقاعد أو مراكز نفوذ في الجامعات أو خارجها وان كان مهما كسب الأفراد, ولكن الجماعة الإسلامية ركزت على النوعيات المتميزة القادرة على إحداث تغيير في المجتمع,وعلى الرغم من قلة العدد إلا أن لحضور الجماعة الإسلامية في الساحة الفلسطينية تأثير مهم وكبير لا يمكن تجاهله –بل إن الجماعة الإسلامية كانت الأكثر تأثيرا في الساحة الفلسطينية على الإطلاق بخطها الإسلامي الجهادي الثوري وبالعمليات العسكرية المتميزة والمؤثرة للحركة, وبمواقفها الإسلامية والوطنية المتزنة والبعيدة عن الغلو والإسفاف والاستهانة بالمواطن الفلسطيني وشخصيته لذلك حظيت باحترام فلسطيني وعربي وإسلامي كبير.

              *أهمية العمل الطلابي في أوساط الأخوات في الجامعات:
              لقد اهتمت الحركة منذ اللحظة الأولى من نشأتها بالعمل النسائي , حيث قدمت نماذج رائعة من الأخوات المجاهدات مثل الأخت عطاف عليان التي أمضت معظم سنوات عمرها في السجون, وكانت أول فتاة فلسطينية تخطط لعملية استشهادية داخل عمق الكيان الصهيوني الغاصب.
              وكان الهدف من الاهتمام بالعمل النسائي ما يلي:
              -إعداد كادر نسائي مثقف دينيا وسياسيا وتاريخيا.
              -إعداد الكادر النسائي الفاعل في مؤسسات الحركة من روضات وجمعيات وغيرها.
              -إعداد الأخت والأم والزوجة الثورية المجاهدة.
              أمثلة:
              عطاف عليان وأم محمود الزق وهنادي جرادات وآيات الأخرس,وميساء أبو فنونة... وغيرهن.

              العمل الطلابي رافد للعمل النقابي

              يعتبر العمل الطلابي رافدا مهما للعمل النقابي أيضا ,ولو نظرنا إلى كوادر وقيادات الحركة الآن من أطباء ومعلمين ومحامين ومهندسين ومحاسبين لوجدنا أنهم كانوا في الماضي طلابا فاعلين في الحركة الطلابية للجهاد الإسلامي والآن أصبحوا فاعلين في المجتمع في كافة الوظائف والخدمات الاجتماعية وهذا مهم جدا لتمدد الحركة في المجتمع واختلاطها بالناس من كل الشرائح.

              تعليق


              • #8
                خلاصة البحث

                نستطيع أن نقول أن العمل الطلابي الحركي تقدم بشكل كبير , حيث نجد حضورا واضحا ومتميزا لأبناء الجهاد الإسلامي في كل مدارس ومعاهد وجامعات الوطن المحتل ,ونجد العديد من النشاطات الفكرية والسياسية والتربوية سواءً على صعيد الإخوة الطلبة أو على صعيد الأخوات الطالبات..فطلاب وطالبات الجهاد الإسلامي نماذج متميزة وعطاءً بلا حدود...ففلسطين هي البوصلة بالنسبة لهم, ولا يتطلعون لمقاعد في مجالس الطلبة ولا لمراكز هنا وهناك , وهم صمام الأمان في كل موقع , ورافداً للجهاد والمجاهدين..يمتلكون الإيمان والثقة رغم قلة العدد والعدة ..وقلوبهم ممتلئة بالأمل والفرح وتباشير المستقبل , وبوعد الله بالنصر والتمكين.
                إن هذا الحضور ما كان له أن يوجد لولا جهاد الدكتور فتحي وإخوانه ونشاطهم ليل نهار واهتمامهم بالعمل وسط جموع الطلبة والطالبات كشريحة مهمة جدا في المجتمع وكرافد أساسي للحركة الإسلامية المجاهدة, ومن هنا فإن الاهتمام بالعمل وسط شريحة الطلاب ينبغي أن يكون في صدارة الخطط الحركية وينبغي أن يقود هذا العمل إخوة وقيادات لديهم تجارب وخبرات في هذا المجال.
                ************************************************** **********

                الكاتب في سطور









                *الاسم : ممتاز أحمد محمد مرتجى
                Momtaz1966_ahmed@yahoo.com
                Momtazco_1@yahoo.com
                *المهنة : معلم لغة انجليزية بوزارة التربية والتعليم في مدينة غزة منذ عام1998 وحتى الآن.
                *خطيب وداعية في مساجد غزة .
                *عضو اللجنة الإدارية لمنتدى المعلم الفلسطيني.
                *عضو الهيئة التأسيسية لمركز التواصل الحضاري.
                *نزل ضمن قائمة مرشحي الجماعة الإسلامية عن اللجنة الثقافية في انتخابات عام 1985,ونزل كنائب للرئيس في قائمة الجماعة الإسلامية في انتخابات عام 1986.
                *اعتقل إداريا بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي في بداية الانتفاضة الشعبية الكبرى عام1988.
                *صدر بحقه حكما بالاعتقال لمدة ست سنوات على أعمال جهادية وانتماء لحركة الجهاد الإسلامي وتقديم خدمات تنظيمية, اثنتان فعلى وأربعة مع وقف التنفيذ, وأمضى سنتان في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 89 إلى مطلع عام 92.
                *اعتقل لعدة أسابيع في سجون السلطة الفلسطينية عام 1994 بتهمة الانتماء للجهاد الإسلامي.
                *المؤهلات :
                1-دبلوم صيدلة من مركز الأمل الثقافي بغزة.
                2- بكالوريوس في اللغة الانجليزية وآدابها من الجامعة الإسلامية بغزة.
                3-دبلوم عام في التربية من جامعة الأزهر بغزة.
                4-دبلوم دراسات عليا –خاص- في " الأدب والنقد" قسم اللغة الانجليزية من جامعة الأقصى بغزة.
                5-يعدّ الآن لرسالة الماجستير في الأدب الانجليزي من خلال البرنامج المشترك مع جامعة عين شمس.
                6-دورة في فن الخطابة من الجامعة الإسلامية بغزة.
                7-دورة في أحكام التجويد والتلاوة من وزارة الأوقاف بغزة على قراءة حفص عن عاصم.
                8-عدة دورات في استخدام الكمبيوتر والانترنت.
                9-للكاتب العديد من الأعمال الأدبية والمقالات السياسية والفكرية في الصحف المحلية وعلى مواقع الانترنت المختلفة.

                تعليق


                • #9
                  أخ/ أبو العبد أشكر لك هذا الجهد.. والشكر موصول للأخ/ ممتاز .. والله أسأل أن يكون في ميزان حسناتكما.
                  لكني كنت أفضل لو كان الموضوع على حلقات، لأنه بذلك ستعم الفائدة أكثر وسيكون هناك عنصر الشوق لمعرفة الجديد.
                  والأهم من هذا، الكثير من الأخوة (يمل) من قراءة الموضوعات الطويلة، فيقوم بعملية انتقاء للسطور والفقرت، مما يترتب عليه ردود خارج إطار الموضوع وحرفه عن مساره الصحيح. أو تكتفي المداخلات على كلمات الشكر دون المادخلات الفعالة.
                  على أية حال، فإن هذا الموضوع يقدم نقلة نوعية في الطرح، ويشكل أرضية للإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي.

                  تعليق


                  • #10
                    بإذن الله تعالى ستكون لي عودة بعد قراءة الموضوع بتمعن..

                    تعليق


                    • #11
                      بارك الله فيك خى ابو العبد ..لى عودة لمتابعة الموضوع

                      ولكن استطيع ان أقول ان العمل الطلابى الى الآن لم يرتقى ويتطور كما هو مطلوب
                      فألاحظ باعتبارى احد طلاب الجامعة الاسلامية أن هناك تجمعات للأبناء الحركة حسب المناطقية
                      نرجو ان يكون هناك حلقات تعارف وتفاعل للارتقاء بهم والعمل بروح الفريق الغائبة ..!!

                      هيك فلّ من عنّا اخر مرة حدا فكر يسحب سلاح المقاومة ! << يقول لبنانيون ..

                      تعليق


                      • #12
                        السلام عليكم
                        الشكر لكما أيها الخالدان
                        لم يبدو أن الموضوع حلاوته أن يقرأ جملة واحدة
                        دوري كان النقل فقط
                        وعلى فكرة الموضوع لم ينشر فقط أرسله لي ولبعض الأصدقاء فنشرته دون إذنه
                        أكيد أنا بأمون عليه
                        شكرا جزيلا

                        تعليق


                        • #13
                          بارك الله في الاخ الكاتب والناقل واتمني ان يصدر هذا البحث الهام بعد التعديل والتوسيع بشكل كتاب حتي نبدأ فعلا بتأريخ جهادنا ووضع تجربتنا المستمرة امام ابنائنا الجدد
                          (الشعوب اداة التغيير)
                          د.فتحي الشقاقي

                          تعليق


                          • #14
                            جزاك الله خيرا
                            ولكن الموضوع طويل
                            حبذا لو اختصرته

                            تعليق


                            • #15
                              «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»الأخ خالد سيف الدين
                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                              اشكرك على مقالاتك واسلوبك الرصين وآخر مقال لك عن الحركة هل هي سياسية ام فكرية ام عسكرية فهو موضوع مهم ويستحق النقاش...بوركت والى الأمام
                              «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

                              تعليق

                              يعمل...
                              X