إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نماذج من تحريفات الشيعة لألفاظ القرآن الصريحة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نماذج من تحريفات الشيعة لألفاظ القرآن الصريحة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    كلامنا إن شاء الله تعالى سيكون معتقد الشيعة الروافض في القرآن، أو بمعنى أدق: في تأويل وتفسير القرآن، فكما انحرف الشيعة في القرآن ذاته فقد انحرفوا أيضاً في تأويل وتفسير القرآن الكريم، فساروا على غير قواعد اللغة، وعلى غير قواعد الشريعة، وعلى غير قواعد الفهم، بل وعلى غير ما يقبله العقل، فحرفوا تأويل القرآن بلي أعناق النصوص بصورة بشعة. وهذا النصوص التي بين أيدينا من مصادر الشيعة الأصلية ومراجعهم الكبيرة؛ ليتبين لنا أن هذا التحريف والتأويل ليس أمثلة في كتب التفسير أو الأصول عندهم بل هو أمر مؤصل ومقعد، بل هو أمر اعتقاد.

    وأنا هنا أسوق كثيراً من الأمثلة والشواهد التي تبين تأويل الشيعة المنحرف لآيات القرآن الكريم في تفاسيرهم المعتبرة عندهم، كتفسير القمي، وتفسير العياشي، وتفسير البرهان، وتفسير الصافي، كما أن كتبهم المعتمدة في الحديث قد أخذت كثيراً من هذه التأويلات الفاسدة، وعلى رأسها أصول الكافي للكليني، والبحار للمجلسي، وغيرها من الكتب، فتدبروا معي هذه الأمثلة والشواهد التي ستتعب العقل والقلب معاً، لكن لنقف على أن هذا التأويل والتحريف في تأويل آيات القرآن الكريم إنما هو أمر اعتقاد، وأمر مؤصل عند الروافض.

    · تفسير القرآن وأسمائه بالإمامة والولاية والأئمة:

    في مصادرهم الأصلية ككتب التفسير والحديث المعتمدة عندهم نجد آيات كثيرة جداً جداً تفسر الآية الواضحة بالإمامة والولاية والأئمة، فأنت: تجد لفظة القرآن صريحة صحيحة في المعنى، ومع ذلك تجد تعسفاً وتمحلاً رهيباً من الشيعة الروافض في تحريف هذه اللفظة أو في تحريف هذه الكلمة لتأصيل معتقد من بين معتقداتهم.

    تجدهم يؤولون لفظة القرآن أو أي اسم من أسماء القرآن في القرآن بأن هذا الاسم أو هذا اللفظ يراد به الأئمة، ومن ذلك في قول الله تعالى: (( فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا ))[التغابن:8] أي: والقرآن الذي أنزلنا على محمد صلى الله عليه وسلم.

    لكن الشيعة يقولون: النور هو نور الأئمة. [الكافي للكليني، كتاب الحجة باب أن الأئمة عليهم السلام نور الله عز وجل (1/194)]

    ويقولون في قوله تعالى: (( وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ))[الأعراف:157] قالوا: النور في هذه الآية هو علي والأئمة من بعده عليهم السلام. [كتاب الكافي للكليني، كتاب الحجة، باب أن الأئمة عليهم السلام نور الله عز وجل (1/194)]

    ويقولون في قول الله تعالى: (( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ))[الإسراء:9] أي: يهدي إلى الإمام. [كتاب الكافي (1/216)]

    ونحن لن ننقل كلاماً من كلام أئمة أهل السنة، حتى لا يحتج علينا بأن هذا من عندنا، بل سننقل كلاماً من كتبهم المعتمدة ومصادرهم ومراجعهم الكلية الكبيرة؛ لنبين إلى أي حد قد انحرف هؤلاء القوم انحرافاً مزرياً في المعتقد وفي تفسير كتاب الله عز وجل.

    ويقولون في قول الله تعالى: (( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ))[الإسراء:9] أي: يهدي إلى الولاية.

    ويفسرون ما ورد في القرآن من لفظة النور بالأئمة أيضاً بلا أدنى دلالة، وبكل أسف هم ينسبون كل هذه التفسيرات إلى أئمة آل البيت برأهم الله مما قالوا، فآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم أعلم وأجل وأفضل وأفقه وأبلغ من أن ينسب إليهم مثل هذا الإلحاد في كتاب الله عز وجل، فهم ينسبون كل هذه الروايات إلى أئمة أهل البيت، ولا سيما ينسبون هذا الكلام إلى جعفر الصادق رحمه الله تعالى وبرأه الله مما قالوا، فلا يثبت ألبتة لإمام من أئمة آل بيت النبي ابتداء بعلي رضوان الله عليه والحسن والحسين وجعفر الصادق ومحمد الباقر وغيرهم من أئمة آل بيت النبي هم برأاء من كل ما ينسبه الشيعة الروافض إليهم من تمحلات لا تتفق مع شرع ولا مع عقيدة، بل ولا مع عقل في تأويلهم الفاسد الباطل في كتاب الله جل وعلا، ومن ذلك أنهم يقولون في قول الله سبحانه وتعالى: (( يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ ))[الصف:8] قالوا: النور في هذه الآية هو ولاية علي، أي: يريدون ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين عليه السلام بأفواههم، ثم قال تعالى: (( وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ ))[الصف:8] قالوا: والله متم الإمامة، والإمامة هي النور في قوله تعالى عندهم: (( فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا ))[التغابن:8] قال: النور هو الإمام. [الكافي (1/196)]

    واسمع إلى هذا العجب العجاب والتعسف الواضح في تأويلهم لمعنى قول الله تعالى في سورة النور: (( اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ ))[النور:35] يقولون: (اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ) المشكاة هي فاطمة عليها السلام، (فِيهَا مِصْبَاحٌ) الحسن، (الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ) الحسين، (الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ) فاطمة كوكب دري بين نساء العالمين، (يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ) الشجرة المباركة إبراهيم عليه السلام، (زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ) لا يهودية ولا نصرانية، (يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ) يكاد العلم يتفجر بها، (وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ) إمام من فاطمة بعد إمام (يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ) يهدي الله للأئمة من يشاء (وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ...) الآيات.

    وقالوا في قول الله تعالى: (( وَمَنْ لَمْ يَجْعَلْ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ))[النور:40] أي: ومن لم يجعل الله له إماماً من ولد فاطمة (فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ) أي: فما له من إمام يوم القيامة.

    · تفسير الشرك في القرآن بالشرك في ولاية علي:

    وكما أولوا ما جاء في القرآن الكريم عن القرآن والنور بالإمامة فهم يؤولون ما جاء في كتاب الله جل وعلا من النهي عن الشرك والكفر يؤولونه بالشرك في ولاية علي، فإذا جاءت لفظة الشرك أو الكفر صريحة فإنهم يؤولونها بولاية علي رضي الله عنه، ويؤولون ما جاء في عباد الله وحده واجتناب الطاغوت بولاية الأئمة والبراءة من أعدائهم، ومن ذلك يقولون في قوله تعالى: (( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ))[النحل:36] قالوا: أي: ما بعث الله نبياً قط إلا بولايتنا والبراءة من عدونا، وذلك هو قول الله تعالى: (( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ))[النحل:36] أي: ما بعث الله نبياً قط إلا بولايتهم والبراءة من أعدائهم، هذا تأويل الآية عندهم.

    ويقولون في قول الله تعالى: (( لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ ))[النحل:51] قال: يعني بذلك: ولا تتخذوا إمامين إنما هو إمام واحد. [تفسير العياشي (2/216)، تفسير البرهان (2/373)، تفسير نور الثقلين (3/60)]

    ويقولون في قول الله تعالى: ((وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ))[الزمر:65] خطاب من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم، قالوا: لئن أمرت بولاية أحد مع ولاية علي ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين، انظر إلى هذه البشاعة والفضاعة!! [تفسير الصافي (2/472)، وهذه الرواية نقلها أيضاً عن الصافي الكليني في تفسيره في أصول الكافي (40/498)]

    ويقولون في قوله تعالى: (( فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ))[الكهف:110] قالوا: العمل الصالح المعرفة بالأئمة، ولا يشرك بعباده ربه أحداً، أي: يسلم لعلي، ولا يشرك معه في الخلافة من ليس ذلك له ولا هو من أهله. [تفسير العياشي (2/353)، وتفسير البرهان (2/497)]

    ويقولون في قوله تعالى: (( وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ ))[البقرة:41] قالوا: ولا تكونوا أول كافر بعلي، رضي الله عنه وبرأه الله مما قالوا.

    وقالوا ببشاعة رهيبة في قوله تعالى: (( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ))[البقرة:165] قالوا: من بني فلان أي: من بني أبي بكر، ومن بني فلان: أي من بني عمر، وقالوا: هم أولياء فلان وفلان وفلان، يعنون أبا بكر وعمر وعثمان، اتخذوهم أئمة من دون الإمام، أي: من دون علي رضي الله عنه. [تفسير العياشي (2/72)، تفسير البرهان (1/172)، تفسير الصافي (1/156)، تفسير نور الثقلين (1/151)]

    وقالوا في قول الله تعالى: (( إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ))[الأعراف:30] قالوا: أي: الأئمة الذين تولوا الخلافة قبل علي، يعني: أئمة دون أئمة الحق. [تفسير الصافي (1/571)]

    ويقولون في قوله تعالى: (( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ ))[النساء:48] يعني: أنه لا يغفر لمن يكفر بولاية علي، وأما قوله تعالى: (( وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ))[النساء:48] فيعني: لمن والى علياً عليه السلام، والروايات في هذا كثيرة جداً جداً.

    · تفسير الصلاة بالأئمة والإمامة:

    وهم يؤولون أيضاً بعض آيات القرآن كلفظة الصلاة بالأئمة والإمامة، فهم: ما اكتفوا بلفظة القرآن ولا بلفظة النور، بل ويؤولون أيضاً لفظة الصلاة الواردة في كتاب الله جل وعلا بالأئمة أو بالولاية، وهم يقولون في قوله تعالى: (( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ))[البقرة:238] قالوا: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ) هي رسول الله وأمير المؤمنين علي والحسن والحسين، والصلاة الوسطى هي علي وحده، (وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) أي: طائعين للأئمة. [تفسير العياشي (1/128)، وتفسير البرهان (1/231)، والبحار (7/154)]

    فهذه بعض تأويلاتهم في آيات الصلاة وقد مضى تأويلهم لعموم الأعمال الصالحة بالإمامة، ولا أريد أن أقف مع كل الروايات والنصوص الثابتة، فكتبهم مشحونة بمثل هذا الأسلوب الفاضح في التأويل المتعسف لكتاب الله عز وجل.

    · تأويلات أخرى في القرآن وتنزيلها على الأئمة:

    يقولون مثلاً في قول الله تبارك وتعالى: (( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ))[البقرة:121] قالوا: هم الأئمة عليه السلام. [تفسير الكافي، كتاب الحجة، باب في أن من اصطفاه الله من عباده وأورثهم كتابه هم الأئمة عليهم السلام، (1/215)]

    والأئمة عند الروافض هم أهل الذكر، وهم الراسخون في العلم، وهم الذين أوتوا العلم، ولهذا قالوا في قوله تعالى: (( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ))[آل عمران:7] قالوا: الراسخون في العلم هم أمير المؤمنين والأئمة من بعده.

    نعم نحن نقر بأن علياً رضوان الله عليه من الراسخين في العلم، بل من أئمة العلم، ولا ننكر هذا، فالحق نثبته ونقره ولو كان على لسان الروافض أو غيرهم، ولقد أثبت الله عز وجل الحق على لسان أهل الكتاب مع كفرهم بالله جل وعلا، فقال سبحانه وتعالى: (( وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِماً ))[آل عمران:75] فالله يثبت الحق لأهله، ونحن نثبت بأن علياً رضوان الله عليه من الراسخين في العلم، بل ومن أئمة العلم، فهذه ما زاغوا فيها عن الحق، ثم يقولون: والإئمة من بعد عليه رضوان الله عليه، بل وستعجب إذا علمت أن الأئمة أيضاً عندهم هم آيات الله، وهم النبأ العظيم، وهم الآيات المحكمات، يقولون في قوله تعالى: (( فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ ))[الأعراف:69] أن رجلاً يقال له: يوسف البزاز سأل كذباً وزوراً أبا عبد الله جعفر الصادق عن قوله تعالى: (( فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ ))[الأعراف:69] فقال جعفر: [[أتدري ما آلاء الله؟ قلت: لا، قال: هي أعظم نعم الله على خلقه وهي ولايتنا]]. [تفسير الكافي (1/217)].

    والأئمة كذلك هم آيات الله أيضاً، قال الكليني: باب: إن الآيات التي ذكرها الله عز وجل في كتابه هم الأئمة، وساق عدة روايات في ذلك، منها في قوله تعالى: (( كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا ))[القمر:42] أي: كذبوا بالأئمة والأوصياء، والأئمة هم النبأ العظيم كما في قوله تعالى: (( عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنْ النَّبَإِ الْعَظِيمِ * الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ ))[النبأ:1-3] قال أبو حمزة: قلت لأبي جعفر: [[جعلت فداك! إن الشيعة يسألونك عن تفسير هذه الآية: (( عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنْ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ))[النبأ:1-2] فقال: ذلك إلي، إن شئت أخبرتهم وإن شئت لم أخبرهم، ثم قال: لكن أخبرك بتفسيرها، (( عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ ))[النبأ:1] قال: هي في أمير المؤمنين صلوات الله عليه، كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول: ما لله عز وجل آية هي أكبر مني، ولا لله من نبأ هو أعظم مني]].

    تعالى الله عما يقولون علوا ًكبيراً، وبرأ الله علياً وأبا عبد الله جعفر الصادق رضوان الله عليهم جميعاً مما يقول هؤلاء الظالمون.

    كذلك لفظة الآيات المحكمات في كتاب الله جل وعلا فسرت بالأئمة، روى العياشي عن أبي عبد الله: جعفر الصادق في قوله تعالى: (( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ ))[آل عمران:7] قال: [[الآيات المحكمات أمير المؤمنين والأئمة، (( وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ))[آل عمران:7] أبو بكر وعمر وعثمان، (( فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ ))[آل عمران:7]. أي: أصحابهم وأهل ولايتهم، (( فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ))[آل عمران:7]]]. [تفسير العياشي (1/162)، وتفسير البرهان (1/271) وتفسير البحار (7/47)]

    الأئمة عندهم هم النحل كما في قوله تعالى: (( وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ ))[النحل:68] يعني: إلى الأئمة، سبحان الله! الأئمة سيتخذون من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون! وقد عقد المجلسي باباً في تفسيره بعنوان: باب نادر في تأويل النحل بالأئمة. [تفسير العياشي (2/264)، تفسير البرهان (2/375)، تفسير الصافي (1/931) وفي غيرها]

    وهم الحفدة كما في قوله تعالى: (( وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً ))[النحل:72] الحفدة هم الأئمة، وقالوا في قوله تعالى: (( وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ))[الأنفال:47] أي: عن الأئمة، وقالوا في قوله تعالى: (( وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ ))[الحاقة:50] أي: علي رضي الله عنه، وقالوا في قوله تعالى: (( وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ ))[الحاقة:51] أي: علي رضي الله عنه، وفي قوله: (( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ))[الفاتحة:6] قالوا: هو صراط علي رضي الله عنه، شيء رهيب!!

    والأئمة عندهم هم الأيام والشهور الواردة في القرآن، وقد عقد المجلسي باباً في تفسيره بعنوان: باب تأويل الأيام والشهور بالأئمة عليهم السلام.

    بل ستعجبون! لو وردت لفظة الأسماء الحسنى لله فهي الأئمة، يروون عن الرضا أنه قال: [[إذا نزلت بكم شدة فاستعينوا بنا على الله، وهو قول الله تعالى: (( وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ))[الأعراف:180]]] قال أبو عبد الله: [[نحن والله الأسماء الحسنى الذي لا يقبل من أحد إلا بمعرفتنا، قال: (( فَادْعُوهُ بِهَا ))[الأعراف:180] أي: ادعوه بنا، أي: بالأئمة]]. [تفسير العياشي (2/42)، تفسير الصافي (1/626) البرهان (2/51)]

    · تأويل آيات الكفار والمنافقين وتنزيلها على الصحابة:

    حتى الآيات التي وردت في الكفار والمنافقين يؤولونها بخيار أصحاب سيد المرسلين، وهذا المعتقد الضال الفاسد فتنة من أعظم الفتن، فإن كثيراً ممن يشار إليهم بالبنان من أهل السنة لا يعرفون شيئاً عن هذه العقيدة الضالة، بل وينكرون على من تكلم عن هؤلاء، ويقولون: إنه لا خلاف بيننا وبينهم إلا في بعض الفروع الفقهية، إنما هو اختلاف مذاهب، فقفوا على هذا المذهب لتقفوا على هذا الخطر العظيم.

    يقولون في قوله تعالى: (( رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا مِنْ الْجِنِّ وَالإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنْ الأَسْفَلِينَ ))[فصلت:29] قالوا: هما أبو بكر وعمر رضوان الله عليهما، يقولون: وكان فلان شيطاناً يعني: عمر بن الخطاب رضي الله عنه، شيطان يقولون: لفظة ما وردت في القرآن كله من أوله إلى آخره إلا ويراد بها عمر رضوان الله عليه. [انظر إلى فروع الكافي في هامش مرآة العقول، (4/416)]

    يسبون الخيرين الكبيرين الوزيرين الأولين، الحبيبين لرسول الله، بل ويسبون أحب الخلق إلى المصطفى كما في صحيح البخاري من حديث عمرو بن العاص، قال: (يا رسول الله! أي: الناس أحب إليك؟ قال: عائشة، قال: من الرجال، قال: أبوها، قال: ثم من؟ قال: ثم عمر) رضي الله عن أبي بكر وعمر.

    قال المجلسي وهو يشرح الكافي -تفسير من تفاسير الشيعة المعتمدة الكبيرة- مبيناً مراد صاحب الكافي بهذه العبارات، قال: (رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا) قال: هما أبو بكر وعمر، والمراد بفلان هو عمر أي: الجن المذكور في الآية عمر، وإنما سمي به لأن عمر كان شيطاناً، ويقولون في قوله تعالى: (( فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ))[التوبة:12] يروي العياشي عن حنان بن سدير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: [[سمعته يقول: دخل علي أناس من البصرة فسألوني عن قوله تعالى: (( فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ))[التوبة:12] فقال: طلحة والزبير]] طلحة الجود، طلحة الخير، طلحة الفياض، صاحب اليد التي شلت وهي تذب عن رسول الله يوم أحد يعتبر إماماً من أئمة الكفر عند الروافض الفجرة، أما الزبير بن العوام حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو إمام من أئمة الكفر عن الروافض [تفسير العياشي (2/77-78)، وتفسير البرهان (2/107)، وتفسير الصافي (1/685)].

    ويقولون في قوله صلى الله عليه وسلم: (اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب أو بأبي الحكم عمرو بن هشام) قالوا: لما دعا النبي ربه بهذا الدعاء، نزل عليه قوله تعالى: (( وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً ))[الكهف:51] أي: بما فيهم عمر رضوان الله عليه. [تفسير العياشي والبرهان والبحار]

    ويقولون أيضاً في قوله تعالى: (( وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ))[البقرة:168] قالوا: والله ولاية فلان وفلان، أي: ولاية أبي بكر وعمر. [تفسير العياشي والبرهان والصافي]

    وفي قوله تعالى: (( إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنْ الْقَوْلِ ))[النساء:108] تجدهم يفترون على أبي جعفر الصادق برأه الله مما قالوا، ويقولون: قال فيها فلان وفلان، أي: أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح، وفي رواية أخرى: (( إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنْ الْقَوْلِ ))[النساء:108] أي: افتروها على أبي الحسن، أي: أبو بكر وعمر وأبو عبيدة هم الذين يبيتون في حق علي ما لا يرضى من القول.

    ويفترون على أبي عبد الله جعفر الصادق في قوله تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً ))[النساء:137] أنه قال: [[نزلت في أبي بكر وعمر، فآمنوا برسول الله وآله في أول الأمر، ثم كفروا حين عرضت عليهم الولاية لعلي حيث قال: (من كنت مولاه فعلي مولاه)، ثم آمنوا بالبيعة لأمير المؤمنين حيث قالوا له بأمر الله وأمر رسوله فبايعوه، ثم كفروا حيث مضى رسول الله صلى الله لعيه وسلم فلم يقروا بالبيعة، ثم ازدادوا كفراً بأخذهم من بايعوه –أي: من بايعوا علياً- البيعة لهم، فهؤلاء من يبقى منهم من الإيمان شيء]]. [تفسير العياشي (1/281)، تفسير الصافي (1/404)، تفسير البرهان (1/422)، تفسير البحار (8/218)]

    · تأويل نصوص القرآن وإنزالها على مهدي الشيعة:

    وعلى ضوء عقيدتهم يتعسفون في تأويل نصوص القرآن ليثبتوا ما رسخ عندهم من اعتقاد، فهم لا يتورعون أبداً من أن يلوي أحدهم عنق النص من أجل أن يثبت عقيدته الفاسدة الباطلة، فمثلاً من أجل إثبات عقيدتهم في مهديهم المنتظر يقولون في قوله عز وجل: (( الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ))[البقرة:1-3] يقولون: من أقر بقيام القائم عليه السلام أنه حق، (يؤمنون بالغيب) يعني يؤمنون بالقائم عليه السلام وغيبته، أي: بمهديهم المنتظر وغيبته.

    وعن جابر عن أبي جعفر في قوله تعالى: [[ (( وَأَذَانٌ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ ))[التوبة:3] قال: خروج القائم وأذان دعوته إلى نفسه]] إلى آخر هذا الغثاء الذي يتعب القلب والعقل معاً.

    والأمثلة على تعسفهم في تفسير آيات الله جل وعلا في المهدي المتنظر كثيرة، حتى ألفوا في هذا كتباً مستقلة، ككتاب (ما نزل من القرآن في صاحب الزمان)، يعني: في حق المهدي المنتظر لعبد العزيز القلوني، وكتاب: (المحجة فيما نزل في القائم الحجة) للسيد هاشم البحراني، وهو كتاب كله عبارة عن آيات من القرآن تؤول تأويلاً باطلاً ضالاً، تأويل إلحاد لا لبس فيه ولا غموض، يثبتون بهذه الآيات القرآنية الصريحة خروج مهديهم المنتظر، أو أن هذه الآيات وردت في مهديهم المنتظر.

    · تأويلات الشيعة تأويلات إلحادية باطنية:

    تلك أمثلة قليلة لتأويلهم لكتاب الله جل وعلا، ولتعسفهم في فهم آيات الله تبارك وتعالى، فهم يفسرون القرآن تفسيراً باطنياً، لا تربطه بالآية على الإطلاق أدنى صلة، وكأن القرآن لم ينزل بلسان عربي مبين، ولم يجعله الله تبارك وتعالى كتاب هداية ودستوراً للخلق أجمعين، فالله تعالى قال: (( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ))[القمر:17] هذا القرآن يخاطب العالم، ولا شك أن تلك التأويلات إلحاد في كتاب الله تعالى، قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ))[فصلت:40] قال: الإلحاد هو أن يوضع الكلام في غير موضعه، وذلك بالانحراف في تأويله.

    وقال صاحب الإكليل الإمام السيوطي رحمه الله تعالى في قوله تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ))[فصلت:40] قال: في هذه الآية الرد على تعاطي تفسير القرآن بما لا يدل عليه جوهر اللفظ كما يفعله الباطنية والاتحادية والملاحدة.

    وقال صاحب كتاب: (إكثار الملحدين) محمد أنور شاه الكشميري (ص:2) قال: وهؤلاء الذين يلحدون في آيات الله ويحرفونها عن معانيها وإن كتموا كفرهم وتستروا بالتأويل الباطل وأرادوا الإخفاء، لكنهم لا يخفون على الله تعالى.

    · استعمال التقية في كتاب التبيان ومجمع البيان:

    أقول: إننا لا نتورع ألبتة أن نثبت الحق إن رأينا شيئاً من الحق، فمثلاً: كتاب التبيان للطوسي وكتاب مجمع البيان للطبرسي من كتب التفسير عند الشيعة لكنهما نأيا عن هذا الإلحاد المبين في تفسير آيات رب العالمين، وإن كانت قد التزمت في الدفاع عن أصول الشيعة في بعض الآيات، ولكنها بأمانة لا تقارب بحال ما ورد في تفسير العياشي أو الكافي أو البحار أو الصافي أو غيرها.

    وما سبق إنما هو من باب العدل والإنصاف، ولولا أننا وقفنا على كلام نفيس لعالم الشيعة ومحدثها وخبير رجالها وصاحب آخر مجموع من مجامعها الحديثية، هو أستاذ كثير من علماء الشيعة الأقطاب كمحمد حسن الكاشف الغطاء، وآغا بزرت الطهراني وغيرهم، هذا العالم هو عالم الشيعة الكبير حسين النوري الطبرسي، حيث كشف لنا سراً خطيراً بقي دفيناً، ولولاه ما أمطنا اللثام عن حقيقة كانت مجهولة لدينا، قال في كتاب التبيان: (ثم لا يخفى على المتأمل في كتاب التبيان أن طريقته فيه على نهاية المداراة والمماشاة مع المخالفين) وهذا أصل من أصول الشيعة التي تتطلب التقية، ثم يقول: (فإنك تراه اقتصر في تفسير الآيات على طريقة الحسن وقتادة والضحاك والسدي وابن جريج والجبائي والزجاج وابن زيد وأمثالهم، ولم ينقل عن أحد من مفسري الإمامية، ولم ينقل خبراً عن أحد من الأئمة عليهم السلام إلا قليلاً في بعض المواضع، لعله وافقه في نقله المخالفون، بل عد الأولين في الطبقة الأولى من المفسرين الذين حملت طرائقهم، ومدحت مذاهبهم)، وهو بمكان من القرابة لو لم يكن على وجه من المماشاة، فمن المحتمل أن يكون هذا القول فيه على نحو ذلك.

    وممن يؤيد كون وضع الكتاب على التقية ما ذكره السيد الجليل علي بن طاوس في (سعد السعود) وهذا لفظه: (ونحن نذكر ما حكاه جدي أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي في كتاب التبيان: وحملته التقية على الاقتصار من تفصيل المكي من المدني، والخلاف في أوقات ...إلخ) هكذا لم يكمل الطوسي العبارة، وقال الطبرسي معقباً: وهو أعرف بما قال –أي: الطوسي- ولا يخفى على من اطلع على مقامه، فتأمل.

    إذا الكلام الذي ذكر في التبيان أو في مجمع البيان إنما هو كلام مذكور على سبيل المجاراة والتقية، لكن العقيدة واحدة لا تتبدل ولا تتغير.

    ومن هذا الكلام يتبين أن التبيان للطوسي قد وضع على أسلوب التقية كما هو رأي عالم الشيعة الكبير المعاصر، أو أن يكون تفسير مجمع البيان قد صدر من الطبرسي نتيجة اقتناع فكري بإسفاف ما عليه قومه من تفسير، ومعنى هذا أن شيعة اليوم هم أشد غلواً وتطرفاً، ولذا تراهم يعتبرون تفسير الطوسي وأمثاله من التفاسير إنما ألفت للخصوم، والتزمت بروح التقية؛ لتبشر بالعقيدة الشيعية بين من لا يدينون بعقيدة الروافض.

    وقد سار على نهج الطوسي عالمهم أبو العلي الفضل بن الحسن الطبرسي، وهو من أكابر علمائهم في القرن السادس الهجري، وقد أشار الطبرسي في مقدمة تفسيره إلى اتباعه لمنهج الطوسي، حيث قال: إلا ما جمعه الشيخ الأجل السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي قدس الله روحه في كتاب التبيان، فإنه الكتاب الذي يقتبس منه ضياء الحق، ويلوح عليه رواء الصدق، وهو القدوة أستضيء بأنواره، و...... مواقع آثاره، يعني: هو يقتفي وينسج على نهج كتاب مجمع البيان.

    · مصحف فاطمة المزعوم عند الشيعة:

    ومن أبشع ما وقفت عليه أن الشيعة لم يكتفوا بالقول بتحريف كتاب الله جل وعلا، أو بتحريفهم في تأويل كتاب الله جل وعلا على الحد الذي بينت، بل زعموا أن كتباً أخرى كالقرآن أنزلها الله على علي وعلى فاطمة، ولقد تضمنت كتب الشيعة ومراجعها المعتبرة دعاوى عرضية ومزاعم خطيرة، تزعم أن هناك كتباً مقدسة قد نزلت من السماء بوحي من الله جل وعلا إلى الأئمة، وأحياناً تورد كتب الشيعة الأصلية نصوصاً وروايات يزعمون أن هذه النصوص وتلك الروايات مأخوذة من الكتب التي نزلت على الأئمة وعلى رأسهم علي رضوان الله عليه وبرأه الله مما قالوا.

    وأنا أنقل إليكم بعض النصوص باختصار وبكل أمانة، في هذا المبحث الخطير من مباحث الروافض، وتدبر معي هذه الأسطورة الخطيرة:

    يروي الكليني بسنده عن حماد بن عثمان، قال: سمعت أبا عبد الله –يعني: جعفر الصادق برأه الله مما قالوا- يقول: [[يظهر الزنادقة في سنة ثمان وعشرين ومائة، وذلك إني نظرت في مصحف فاطمة عليها السلام، قال: قلت: وما مصحف فاطمة؟ قال: إن الله تعالى لما قبض نبيه صلى الله عليه وسلم دخل على فاطمة عليها السلام من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلا الله عز وجل، فأرسل الله إليها ملكاً يسلي غمها، ويحدثها، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين عليه السلام، فقال لها علي: إذا أحسست بذلك وسمعتي الصوت –أي: صوت الملك- فقولي لي، فأعلمته بذلك، فجعل أمير المؤمنين يكتب كل ما سمع من الملك، حتى أثبت من ذلك مصحفه، قال: ثم قال: أما أنه ليس فيه شيء من الحلال والحرام، ولكن فيه علم ما سيكون]]. [أصول الكافي، كتاب الحجة، باب فيه ذكر الصحيفة (1/240)]

    وفي كتاب دلائل الإمامة، وهو من كتبهم المعتمدة عندهم، وردت رواية تصف مصحف فاطمة المزعوم بأن فيه خبر ما كان، وما يكون إلى يوم القيامة، وفيه خبر كل سماء، وفيه خبر عدد ما في السماوات من الملائكة، وفيه عدد كل من خلق الله من المرسلين بأسمائهم وأسماء من أرسل إليهم، وأسماء من كذب، وأسماء من أجاب، وأسماء جميع من خلق الله من المؤمنين والكافرين، وفيه أيضاً صفة كل من كذب، وصفة القرون الأولى، وفيه صفة كل من ولي من الطواغيت بمدة ملكهم وعددهم وأسماء الأئمة وصفتهم وما يملك كل واحد، وفي هذا المصحف جميع ما خلق الله، وفيه صفة أهل الجنة بأعدادهم ومن يدخلها، وبعدد من يدخل النار وبأسمائهم، وفيه علم القرآن كما أنزل، وفيه علم التوراة كما أنزلت، وفيه علم الإنجيل كما أنزل، وفيه علم الزبور، وفيه عدد كل شجرة ومدرة في جميع البلاد.

    هل هناك حاجة لم تقل؟! [محمد بن جرير بن رستم الطبري -وهذا غير ابن جرير الطبري من أئمة أهل السنة- في كتابه دلائل الإمامة (ص:27، 28)]

    هذا المصحف بحجم العلوم التي فيه يكون مثل ماذا، كم سيكتب ومتى يقرأ؟ وإذا كان العلم هذا كله عند الأئمة فلما والولاية ضائعة منهم لها مئات السنين.

    يعني: كلام لا يمت إلى العقل، ولا إلى الفهم الصحيح بأدنى صلة، بل ولا إلى الفهم السقيم بأدنى صلة. وتصف رواية دلائل الإمامة صفة نزول هذا المصحف على خلاف ما جاء في الرواية السابقة عند الكافي، فهي تقول: إن هذا المصحف مصحف فاطمة نزل جملة واحدة من السماء، بواسطة ثلاثة من الملائكة هم جبريل وإسرافيل وميكائيل، فهبطوا به وفاطمة قائمة تصلي، فما زالوا قياماً حتى قعدت، ثم لما فرغت من صلاتها سلموا عليها وقالوا: السلام يقرئك السلام، ووضعوا المصحف في حجرها، فقالت فاطمة: لله السلام ومنه السلام وإليه السلام، وعليكم يا رسل الله السلام، ثم عرجوا إلى السماء، فما زالت من بعد صلاة الفجر إلى زوال الشمس تقرؤه حتى أتت على آخره.

    يعني: في الظهر تقريباً انتهت من قراءة المصحف حتى أتت على آخره، ولقد كانت عليها السلام مفروضة الطاعة على جميع من خلق الله من الجن والإنس والطير والوحش والأنبياء والملائكة.

    قلت: جعلت فداك! فلمن صار ذلك المصحف بعد مضيها –أي: بعد موتها-؟ فقال: دفعته إلى أمير المؤمنين علي، فلما مضى علي –أي: قتل- صار إلى الحسن، ثم إلى الحسين، ثم عند أهله حتى يدفعوه إلى صاحب هذا الأمر، يعني: مهديهم المنتظر.

    · صحف أخرى أنزلت من السماء:

    وهنا أختم بأنهم يدعون أيضاً نزول اثني عشر –ليس غير مصحف فاطمة- يدعون نزول اثني عشر صحيفة من السماء تتضمن صفات الأئمة، وقد جاء هذا في حديث طويل من أحاديثهم يرويه ابن بابويه القمي المسمى الصدوق عندهم، فهو يروي هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إن الله تبارك وتعالى أنزل علي اثنا عشر خاتماً، واثنا عشر صحيفة، اسم كل إمام على خاتمه، وصفته في صحيفته. [إكمال الدين لابن بابويه القمي (ص:263)]



    أكتفي بهذا القدر من هذا الغثاء، ومن هذا التأويل الباطل والمتعسف في كتاب الله عز وجل؛ ليقف كل مسلم على حقيقة معتقد القوم، فإن القول بأن الخلاف بين أهل السنة وبين الشيعة خلاف في المذاهب، وخلاف في فروع المسائل الفقهية كلام ضال يحتاج صاحبه إلى توبة إلى الله جل وعلا إن كان يفهم ما يقول، ويحتاج إلى أن يتعلم إن كان يجهل ما يقول.

    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم
    ستظل عملية بيت ليد كابوسا يلاحق الصهانية

  • #2
    نسال الله لهم الهداية والرجوع للطريق المستقيم
    وجزاك الله خيرا وبارك الله فيك

    أبتاهُ فَقْدُكَ مُوْجِعٌ ، أعياني
    وأقضَّ جَفْني ، والأسَى يَغْشَاني
    واذاق قلبي من كؤوس مرارة
    في بحر حزن من بكاي رماني !

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك اخي العزيز علي هذه المشاركة الرائعه
      جزاك الله كل خير وبتوفيق ان شاء الله

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك اخي الكريم وجزاك الله كل خير

        تعليق


        • #5
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          بارك الله فيك اخي الكريم
          رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ

          تعليق


          • #6
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

            استغفر الله العظيم من كل ذنب عظم
            اتمنى لهم الهدايه الى طريق الحق
            جزاك الله كل الخير اخي

            تعليق


            • #7
              عليهم من الله اللعنة وما يستحقون من العذاب
              أيها العضو الصديق لا بأس أن تؤيد رأيك بالحجة و البرهان .....

              كما لا بأس أن تنقض أدلتي ، وتزييف مما تعتقد أنك مبطل له
              .....

              لكن هناك أمر لا أرضاه لك أبدا ما حييت ، ولا أعتقد أنه ينفعك
              ؟

              الشتم و السباب

              تعليق


              • #8
                شو بدنا نقول

                شيعة
                القناعة كنز لا يفنى

                تعليق

                يعمل...
                X