إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

القيادة: هداية الجماهير أو حمايتها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القيادة: هداية الجماهير أو حمايتها

    القيادة: هداية الجماهير أو حمايتها

    وإلا فعلى الجماهير أن تعيد النظر



    الحياة ليست وجوداً فقط، بل هي سير باتجاه اللانهاية، باتجاه الكمال المطلق، باتجاه الله سبحانه وتعالي (يا أيها الإنسان إنك كادحٌ إلى ربك كدحاً فملاقية).

    الحياة ضرورة مستمرة للتكامل الإنساني، وهي هجرة دائمة من حيث نحن إلى ما شاء الله أن نكون.

    الحياة رحلة عبرها يتم اكتشاف وإطلاق كافة الاستعدادات والقدرات والملكات المودعة في فطرة الإنسان لغرض إقامة العدل وإحقاق الحق، وبالتالي إسعاد الناس في دنياهم ورفع الضيق والحرج والعنت عنهم من خلال المنهج أو الطريقة القائمة على السلام مع الله ومع الغير ومع الطبيعة، وبالتالي هدايتهم لسبيل الفوز والنجاة بالآخرة.

    وهذا كله لا يتجلى إلا عبر القيام بمهمة البناء والتعمير والتي تجابه دوماً جنوداً للشيطان يحولون بين جنود الحق وما يريدون، من هنا يبدأ التحدي ومن هنا يبدأ المحك الحقيقي لإثبات المصداقية وبالتالي يبدأ التمحيص والتمييز الذي لا بد منه.

    (ألم أحسب الناس أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) لذلك ليس طبيعياً، وليس مشروعاً أن نتراجع أو ننسحب أو نتوقف أو نعيد النظر في حقنا حينما تهجم نتجدد، ولا نتكامل وبالتالي ألا نعرف قيمة أنفسنا ولا نهتدي لما في الإيمان والعمل الصالح من متعة وقيمة معنوية ومادية إلا بالتجربة والابتلاء، لكن البشر دائما يحتاجون لمن يقودهم نحو أهدافهم، ويختصر عليهم الوقت والعذاب ويحقق لهم ما لا يمكن تحقيقه بدون هذه القيادة.

    والقيادة بشكل عام من حيث طبيعة دورها ومهمتها نوعان:

    أ ـ قيادة تقوم بإدارة شؤون الناس وتحقيق أقصى درجات الراحة والرفاهية لهم.

    ب ـ قيادة تقوم بهداية الناس ودفعتهم نحو مزيد من الكمال والتعالي الأولى من أجل خدمتهم. والثانية من أجل تغييرهم الأولى توظيف ما هو موجود، والثانية تطوير ما هو موجود، بل تفكيكه وإعادة تركيبه ليصبح شيئاً جديداً ومن ثم متجدداً.

    المهمة الثانية هي المهمة التاريخية وهي مهمة الرسل (عليهم السلام) ومهمة كبار الثوار وهي تشكل تحدياً لما هو كائن وإصراراً على ما يجب أن يكون و بين ما هو كائن، وما يجب أن يكون مصارع الثوار والمجاهدين أو ساحات نصرهم.

    هكذا تفهم القيادة، وهكذا تفهم مبررات وجودها، أي الأخذ بيد أبناء الشعب من «ما هم عليه» نقطة الانطلاق إلى «ما يجب أن يكونوا عليه» نقطة الوصول، بكل ثمن ممكن لا على أساس رغبة أو نزوة أو عقدة أو مغامرة بل على أساس المبدأ والمنطلق، على أساس النظرية الواضحة والعقيدة الثابتة.

    من هنا نستجلي ملامح دور القائد الذي ينتمي إلينا وننتمي إليه.

    - إنّ دور القائد يتمثّل في مساعدة الناس على اكتشاف مزاياهم، واكتشاف منابع القدرة فيهم وبالتالي معرفة قيمة أنفسهم.

    - إنّ دور القائد يتمثّل في إشاعة الأمل والثقة وروح الإقتداء بين الناس بدلاً من روح اليأس والهزيمة والتسليم.

    - إنّ دور القائد يتمثّل في إشاعة البسمة في أوساط المحرومين وتبديد الكآبة عن قلوبهم وسيماهم، لا في تعقيد حياتهم وسحق معنوياتهم.

    - إنّ دور القائد يتمثّل في حمل الناس مما هم عليه إلى ما يجب أن يكونوا عليه أو يصبوا إليه.

    - إنّ دور القائد يتمثّل في حمل الناس على خوض معركة البناء والحرية وقلوبهم تهتف بأناشيد.

    - إنّ القائد الحقيقي هو الذي يصنع لدى الناس القدرة على الابتهاج القدرى على شركاء درب، ويضرب لهم المثل في العناد والإصرار على مواصلة الكفاح والجهاد حتى النصر أو الانعتاق من أسر الطين.

    وبالتالي على الجماهير أن تدرك بوعي وبمسؤولية أن للقيادة مبررين:

    إما هداية الجماهير.

    وإما حمايتها.

    وإلا فعلى الجماهير أن تعيد النظر.





    الشهيد المعلم الدكتور فتحي الشقاقي
    "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين"

  • #2
    بارك الله فيك اخي علي هذه المشاركة الطيبة
    ~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~سيكون ردنا أقوي مما تتوقعون~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~

    تعليق


    • #3
      القيادة: هداية الجماهير أو حمايتها

      بارك الله فيك اخي ابو جهاد علي هذا الكلام الطيب
      إن لله عباداً فطنا .. طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
      نظروا فيها فلما علموا .. أنها ليست لحييٍ وطنا
      جعلوها لجةً واتخذوا .. صالح الأعمال فيها سفنا

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك اخي علي هذه المشاركة الطيبة

        تعليق


        • #5
          بارك الله فيك اخي ابو جهاد علي هذا الكلام الطيب

          تعليق

          يعمل...
          X