إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في ذكرى استشهاد القسام: حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين على خطاه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في ذكرى استشهاد القسام: حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين على خطاه

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    تأتي اليوم ذكرى استشهاد القائد الكبير وعنوان مرحلة مهمة من مراحل النضال الفلسطيني الشهيد عز الدين القسام، الذي يعتبر علامة متميزة في الساحة الفلسطينية، وذلك من بوعيه الذي سبق ورؤيته الواضحة للصراع، هذه الرؤية التي لا تزال الساحة الفلسطينية في هذا الوقت تفتقدها، على الرغم من وضوح معالم الصراع وولادة أجيال بعد القسام، إلا انه يبدو انه في كل زمن يبقى هناك من يرى رهانه خارج السرب، فقد أصبحت أمريكا والغرب هي رهان جديد يتكرر صداه كما كانت رهانات القيادات التقليدية في الماضي على الانجليز.



    القسام التقط المسالة وأدرك بُعدها بشكل جيد، فتوجه مباشرة إلى ضرب الإنجليز بعد أن حدد ملامح وجودهم في فلسطين بأنه احتلال غايته التمهيد لإقامة كيان لليهود، وعندما أقدم إعلان ثورته وخطى بهذه الخطوة ثارت الدنيا من حوله، وكانت مرحلة صعبة، تآمرت فيها القيادات التقليدية عليه وعلى ثورته المجاهدة، ولم تعمل على الالتفاف حوله، حيث كانت ترى فيه معيقا لبرنامجها الذي كان يقوم على الانصياع الكامل للإنجليز والثقة بهم وبما يمكرون.



    الساحة الفلسطينية اليوم، تعيش ذات التجربة، وهي تكررها من جديد، فبعد قيام الكيان الصهيوني ورغم كل هذه الصورة الواضحة أمامنا، فلا تزال أمريكا مربط فرس الكثيرين الذين ينتظرون منها شيئا بعد أن تحول الراعي للصهاينة من الإنجليز إلى أمريكا.



    تجربة القسام التي تحددت فيها ملامح الصراع بشكل واضح كانت تحتاج إلى دراسة واعية، ونحن شاهدنا خلال السنوات الماضية أن الحركات الفلسطينية العلمانية قد تجاهلت هذه التجربة ولم تعمل على دراستها وكأن بينها وبين هذا الرجل ثأراً، فيما هي تجربة تحتاج إلى تفصيلها بوصفها تجربة اقتربت من القضية ومحورها اقترابا كبيرا، فاختارت الشكل الأنسب والطريق الأقرب إلى ممارسة عملها في وجه الاحتلال.



    لهذا توجهت الثقافة لدى الفصائل نحو استيراد تجارب الآخرين ودراستها، وهو أمر عمق البعد والغربة في هذه الفصائل عن الواقع، فباتت قراءة فلسطين تتم من جغرافيا مختلفة، وبالتالي باتت النتائج السياسية هي أسيرة هذه الإيديولوجيات وهذه الجغرافيا، ولم تنتم إلى محيطها العربي والإسلامي بل نمت في بيئة مختلف وقدر لها أن تصل إلى هذا العقم.



    القسام الذي انطلق من المسجد، ارتبط اسمه وعمله بجغرافيا عميقة الجذور تغوص في عمق التاريخ، وتنتمي إلى واقع معاش يوميا، فحركته التي انطلقت من المسجد كانت تنتمي إلى الأمة، وعقيدتها ورسالتها، ولم تكن غريبة عن المنطقة وتراثها وحياتها اليومية.



    فالعرب كانوا قبل ذلك قد راهنوا على الإنجليز بغية إقامة كيان قومي لهم، فدمروا الخلافة الإسلامية وكانت من نتائج هذه الثقة بالمحتل أن أصبح الوطن العربي يرزح تحت نير الاحتلال الذي كان تحت مسميات مختلفة، وكان ما فعله الاستعمار أن قسم الوطن العربي وعمل على تجزئته بهذا الشكل، في الوقت الذي كان لا يزال الكثيرون يحلمون بالحصول على الحصص والمناصب وغير ذلك، فبعد أن استولت بريطانيا على أملاك الخلافة باتت هي التي تحكم وترسم، فأرست قواعد التجزئة من خلال العائلات التقليدية التي لا يهمها الوطن بمقدار ما تهمها مصالحها، وهي الفترة التي كانت فيها النخب الثقافية تدور في الفلك الغربي، وهذا بالطبع بفعل التأثيرات التي جاءت إلى المنطقة قبل ذلك بعد حملة نابليون، وبروز النخب الثقافية التي كانت تدعوا للتغريب، مما أسهم في إرساء هذه الغربة بين الأقطار العربية على عكس ما كانت الأحلام تتنبأ.



    الذي تآمروا على القسام هم القيادات التقليدية والنخب المثقفة التي كانت تنتمي خارج الجغرافيا، والأنظمة، وكل القوى المعادية للأمة، وتعتبر تجربة القسام اليوم واقعا متكررا فهاهي على ذات الخطى تنطلق حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، والتي منذ البدء استلهم مؤسسها فتحي الشقاقي تجربة الشهيد عز الدين القسام، فأراد الرجل رحمة الله عليه أن يبني حركة يكون مشروعها وعنوانها المقاومة فقط وأراد لها أن تنطلق من المسجد، وهكذا هي حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين اليوم، برنامجها واضح وضوح الشمس، وهو المقاومة ولا شيء غير المقاومة.



    القساميون الجدد هم أبناء هذه الحركة الذي يرون أنفسهم مثل أبي دجانة رضي الله عنه، والذي غطى بجسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم فامتلأ بالسهام ذودا عنه، وهي حركة الجهاد الإسلامي على ذات الطريق، كل من فيها هم مشروع شهداء، لا يريدون وزارة ولا حكما ولا سلطة ولا يراهنون إلا على بنادقهم وصبرهم بالله هو الأساس.



    تجربة الشهيد عز الدين القسام كانت واضحة، وهي إطلاق النار على المحتل لا غير، لكن الأغرب أننا اليوم نجد من يراهن على هذا المحتل وليس على أمريكا فحسب.



    بالتأكيد، إن الأمة منتصرة بوجود آلاف الشباب الذين رغم جميع المؤامرات يجدون أنفسهم مشروع شهداء ولا يشعرون باليأس.

  • #2
    [glow=FFCC33]
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    قسماً يا عز الدين القسام سنبقى على الدرب سائرين..
    قسماً يا دكتور فتحي الشقاقي لنيقى على الدرب سائرين..

    مشكور أخي شمس السرايا على المواضيع المميزة التي تقدمها...وبارك الله فيك.
    [/glow]
    اللهم نسألك صدق النية وأن لا يكون جهادنا إلا لإعلاء كلمتك

    تعليق


    • #3
      عز الدين القسام.. شيخ المجاهدين



      الشيخ عز الدين القسام
      ولد الشيخ عز الدين القسام في بلدة جبلة جنوب اللاذقية بسوريا عام 1882 في بيت متدين حيث كان والده يعمل معلمًا للقرآن الكريم في كتَّاب كان يملكه.

      سافر القسام وهو في الرابع عشر من عمره مع أخيه فخر الدين لدراسة العلوم الشرعية في الأزهر، وعاد بعد سنوات يحمل الشهادة الأهلية، وقد تركت تلك السنوات في نفسه أثراً كبيراً حيث تأثر بكبار شيوخ الأزهر من أمثال الشيخ محمد عبده، وبالحركة الوطنية النشطة التي كانت تقاوم المحتل البريطاني والتي نشطت بمصر بعد فشل الثورة العرابية.

      وعاد الشيخ القسام إلى جبلة عام 1903، واشتغل بتحفيظ القرآن الكريم في كتَّاب والده، وأصبح بعد ذلك إماماً لمسجد المنصوري في جبلة، وهناك ذاع صيته بخطبه المؤثرة وسمعته الحسنة. ”
      ولد القسَّام
      في سوريا
      ودرس في مصر وجاهد واستشهد في فلسطين


      قاد أول مظاهرة تأييداً لليبيين في مقاومتهم للاحتلال الإيطالي، وكون سرية من 250 متطوعاً، وقام بحملة لجمع التبرعات، ولكن السلطات العثمانية لم تسمح له ولرفاقه بالسفر لنقل التبرعات.

      باع القسام بيته وترك قريته الساحلية وانتقل إلى قرية الحفة الجبلية ذات الموقع الحصين ليساعد عمر البيطار في ثورة جبل صهيون (1919 - 1920). وقد حكم عليه الاحتلال الفرنسي بالإعدام غيابياً.

      بعد إخفاق الثورة فرَّ الشيخ القسام عام 1921 إلى فلسطين مع بعض رفاقه، واتخذ مسجد الاستقلال في الحي القديم بحيفا مقراً له حيث استوطن فقراء الفلاحين الحي بعد أن نزحوا من قراهم، ونشط القسام بينهم يحاول تعليمهم ويحارب الأمية المنتشرة بينهم، فكان يعطي دروساً ليلية لهم، ويكثر من زيارتهم، وقد كان ذلك موضع تقدير الناس وتأييدهم.

      والتحق بالمدرسة الإسلامية في حيفا، ثم بجمعية الشبان المسلمين هناك، وأصبح رئيساً لها عام 1926. كان القسام في تلك الفترة يدعو إلى التحضير والاستعداد للقيام بالجهاد ضد الاستعمار البريطاني، ونشط في الدعوة العامة وسط جموع الفلاحين في المساجد الواقعة شمال فلسطين.


      استطاع القسام أن يحدد للحركة الوطنية الفلسطينية عدوها بوضوح


      تميزت دعوة القسام في تلك الفترة بوضوح الرؤية، حيث كان يعتبر الاحتلال البريطاني هو العدو الأول لفلسطين، ودعا في الوقت نفسه إلى محاربة النفوذ الصهيوني الذي كان يتزايد بصورة كبيرة، وظل يدعو الأهالي إلى الاتحاد ونبذ الفرقة والشقاق حتى تقوى شوكتهم، وكان يردد دائماً أن الثورة المسلحة هي الوسيلة الوحيدة لإنهاء الانتداب البريطاني والحيلولة دون قيام دولة صهيونية في فلسطين.

      وكان أسلوب الثورة المسلحة أمراً غير مألوف للحركة الوطنية الفلسطينية آنذك، حيث كان نشاطها يتركز في الغالب على المظاهرات والمؤتمرات.

      واستطاع تكوين خلايا سرية من مجموعات صغيرة لا تتعدى الواحدة منها خمسة أفراد، وانضم في عام 1932 إلى فرع حزب الاستقلال في حيفا، وأخذ يجمع التبرعات من الأهالي لشراء الأسلحة. وتميزت مجموعات القسام بالتنظيم الدقيق، فكانت هناك الوحدات المتخصصة كوحدة الدعوة إلى الجهاد، ووحدة الاتصالات السياسية، ووحدة التجسس على الأعداء، ووحدة التدريب العسكري.

      ولم يكن القسام في عجلة من أمر إعلان الثورة، فقد كان مؤمناً بضرورة استكمال الإعداد والتهيئة، لذا فإنه رفض أن يبدأ تنظيمه في الثورة العلنية بعد حادثة البراق 1929 لاقتناعه بأن الوقت لم يحن بعد.

      تسارعت وتيرة الأحداث في فلسطين في عام 1935، وشددت السلطات البريطانية الرقابة على تحركات الشيخ القسام في حيفا، فقرر الانتقال إلى الريف حيث يعرفه أهله منذ أن كان مأذوناً شرعياً وخطيباً يجوب القرى ويحرض ضد الانتداب البريطاني، فأقام في منطقة جنين ليبدأ عملياته المسلحة من هناك. وكانت أول قرية ينزل بها هي كفردان، ومن هناك أرسل الدعاة إلى القرى المجاورة يشرحون للأهالي أهداف الثورة، ويطلبون منهم التطوع فيها، فاستجابت أعداد كبيرة منهم.

      اكتشفت القوات البريطانية مكان اختبائه في قرية البارد في 15/11/1935، لكن الشيخ عز الدين استطاع الهرب هو و15 فرداً من أتباعه إلى قرية الشيخ زايد، ولحقت به القوات البريطانية في 19/11/1935 فطوقتهم وقطعت الاتصال بينه وبين القرى المجاورة، وطالبته بالاستسلام، لكنه رفض واشتبك مع تلك القوات، وأوقع فيها أكثر من 15 قتيلاً، ودارت معركة غير متكافئة بين الطرفين لمدة ست ساعات، سقط الشيخ القسام وبعض رفاقه شهداء في نهايتها، وجرح وأسر الباقون.

      وكان لمقتل الشيخ القسام الأثر الأكبر في اندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936وكانت نقطة تحول كبيرة في مسيرة الحركة الوطنية الفلسطينية بعد ذلك.
      ____________
      المصادر:

      - الموسوعة الفلسطينية - المجلد الثالث - ص 229-231
      - موسوعة السياسة - المجلد الرابع - ص 101-103




      المصدر: الجزيرة
      "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين"

      تعليق


      • #4
        ستبقى ذكراك فينا يا عزالدين القسام وسنبقى على ذاك العهد
        عهد الاسلام والبندقيه وفلسطين
        "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين"

        تعليق


        • #5
          مشكور أخي شمس السرايا

          تعليق

          يعمل...
          X