إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ذوبان جليد ايلات..والرد الإسرائيلي المستحيل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ذوبان جليد ايلات..والرد الإسرائيلي المستحيل

    عمير بيرتس استيقظ صباح اليوم مبكرا..توجه إلى إيلات، حيث وقعت العملية الاستشهادية النوعية في المدينة التي اتسمت حتى صباح أمس بالهدوء والجمال. بيرتس هدد عقب وصوله إلى المنطقة التي أبدى سكانها الغضب الشديد، بإنزال رد موجع ضد الفلسطينيين منفذي العملية، فيما رئيس الوزراء إيهود اولمرت دعا دوائره الأمنية للاجتماع بعد ظهر اليوم لبحث سبل الرد على التفجير، مستبقا هذا الاجتماع بالقول إن إسرائيل لن ترد بعملية واسعة حفاظا على التهدئة التي أراد منها الإبقاء على جذوة نار الحرب الأهلية مشتعلة.



    في أعقاب العملية الاستشهادية النوعية في مدينة إيلات والتي نفذها الاستشهادي محمد السكسك من سكان مدينة غزة، بدأت الساحة الإسرائيلية تهتز، وخرج القادة السياسيون والعسكريون متخبطين، تارة يقولون إن العملية لم تكن متوقعة، وتارة يبدون تخوفهم من تأثير العملية على قطاع السياحة في المدينة التي اشتهرت بهدوئها وجمال مناخها، تلك المدينة التي تجلب من خلال السياحة ملايين الدولارات سنويا.



    بعد العملية هدد اولمرت وبيرتس بشن حرب لا هوادة فيها ضد الفلسطينيين، فيما انشغلت قنوات التلفزة العبرية في الحديث عن آثار العملية وبث صور للمدينة التي أمست "مهزوزة"، صور تظهر أن إيلات إلى جانب جلبها للسياح، منطقة يتوافد عليها أصحاب الشركات والمؤسسات الكبرى حول العالم لصناعة الأفلام وتصوير الإعلانات، فأي مدينة تلك التي أحسن محمد السكسك اختيارها، ليضرب عشرين عصفورا بحجر واحد.



    من المؤكد أن السكسك حمل رسائل كثيرة من خلال عمليته المفاجئة والنوعية، رسائل وجهها إلى إسرائيل والعالم وإلى الإخوة المتقاتلين.



    فقد قال محمد لإسرائيل إن الحدود والسدود لا تمنع المقاوم الفلسطيني من دخول أي مكان يريده ليدافع عن أبناء شعبه ويرد الصاع صاعين، ولينتقم لدماء الفلسطينيين التي تسيل ليل نهار في الضفة الغربية، والتي لم يكن آخرها إعدام قادة سرايا القدس في جنين وطولكرم.



    العملية وجهت صفعة جديدة لإسرائيل التي طالما تغنت بأمنها، والتي غرّها هدوء ورونق إيلات، بل وأضرت فعلا بأهم مصادر الدخل الإسرائيلية، وهي السياحة، التي تمثل مدينة "أم الرشراش" أهم مواردها في إسرائيل، وقذ ظهر ذلك جليا من خلال ما بثه التلفزيون العبري من مشاهد الدم الأحمر الذي حل مكان زرقة البحر الميت.



    أراد السكسك أيضا أن يقول للإسرائيليين إن الفلسطيني كيّس فطن، وليس كيس قطن، أي أن الفلسطيني لا تنطلي عليه أكاذيب هدنة غزة المراد منها إعطاء فرصة لإشعال نار الحرب الأهلية، في مقابل ممارسة كافة أشكال القتل والتدمير في الضفة الفلسطينية، وليؤكد على أن الضفة وغزة قطعة واحدة إذا اشتكى عضو من غزة تداعت له الضفة والعكس صحيح. وبعمليته هذه أثبت توازن الرعب الذي كاد أن يفقد تحت أقدام المتقاتلين على أوهام سلطة عفا عليها الدهر.



    ورسالة ثانية وجهها محمد للعالم، بأن صمتك إزاء ما يحدث في فلسطين، لا نقابله نحن بصمت مماثل، بل نقابله بأجساد تتفجر وتقذف كحمم لتشفي صدور قوم طالما انتظروا هذه الأجساد التي عرفت أين توجه بوصلتها.



    أما رسالته للمتقاتلين، فهي الأهم، ولعل آخر كلماته الوداعية كانت "أتمنى أن يقبلني الله شهيدا، فأنا لست من الذين يقتلون بعضهم بعضا".



    لعل أذنا صاغية وقلبا عاقلا قد وعي الرسالة، تلك الرسالة التي تتلخص في كلمة "عيب"، عيب عليكم أن تتركوا عدوكم وتلتفتوا إلى صراعات جاهلية لا تجني إلا الدمار والهلاك، ولا يستفيد منها إلا أولمرت وبيرتس وليبرمان. خمسة وثلاثون نفسا أزهقت خلال ثلاثة أيام بسبب نعرات طائفية وحزبية، الأسلحة التي طالما شاهدناها توجه إلى الدبابات الإسرائيلية في الاجتياحات صارت تستخدم لنقتل بها أنفسنا، فقدنا أعز شبابنا قتلى لا نعلم هل هم شهداء أم أنهم من أهل الهلاك، رياح الموت التي كان من الواجب أن تتوجه شمالا، بقيت ساكنة في مكانها، وفقدنا بوصلة الجهاد والمقاومة، واستبدلناها بحقد دفين ودفاتر قديمة تفتح مجددا لتصفية الحسابات.



    على الجانب الآخر، إسرائيل تهدد برد مزلزل لن تقدم عليه في هذه المرحلة، والسبب يعلمه الطفل والشاب والشيخ الكهل. فإسرائيل التي حافظت على الهدوء في غزة، لم تحافظ عليه حبا بالفلسطينيين أو لأجل سواد عيونهم، بل إن الفلسطينيين أنفسهم هم من شجعوا أولمرت وأعوانه على إبقاء حالة الهدوء المزعوم من طرفهم. فأي هجوم عسكري إسرائيلي بحجة الرد على العملية قد يوحد الإخوة الفرقاء مجددا، وقد يعيد البوصلة المفقودة إلى وجهتها. وقد جربت إسرائيل ذلك عندما توغلت الخريف الماضي في شمال قطاع غزة، ذلك الاجتياح الذي سبقه اقتتال فلسطيني فلسطيني، وجاء ليوحد المتقاتلين.



    إذا إسرائيل لن ترد بعد أن أذاب محمد السكسك جليد إيلات، وإن ردت، فسيكون ردها محدودا لا يشعر به أحد حفاظا على حالة الحرب الداخلية، فلربما قصف منزل الاستشهادي في هذه المرحلة كافيا لتوجيه رسالة لأهالي إيلات بأن إسرائيل ردت على العملية.



    إسرائيل في هذه المرحلة التي يعيش قادتها في أحلك الأوقات بسبب فضائحهم الأخلاقية والمالية أحوج ما تكون لارتكاب المجازر ضد الفلسطينيين، ولكنها لن تفعل، لأن الجليد الذي أذابه السكسك في إيلات، لن تذيبه هي في غزة!!

  • #2
    مشكور اخى ابو حمزة
    رمضان كريم ,, كل عام وأنتم الى الله اقرب

    تعليق


    • #3
      ان شاء الله تعالي ان تضرب سرايا القدس مدينة ايلات ايضا
      مشكور اخي الكريم وبارك الله فيك

      تعليق


      • #4
        مشكور اخى ابو مجاهد على هذا الكلام الطيب وان شاء الله سرايا القدس هى عنوان الرد والصد ....

        تعليق

        يعمل...
        X