إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دولة الخلافة الأموية من البداية للنهاية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دولة الخلافة الأموية من البداية للنهاية

    الخلافة الأموية


    بتنازل الحسن بن علي عن الخلافة إلى معاوية ابن أبي سفيان, انتقلت الخلافة إلى بني أمية وتحقق الأمل الذي كانوا يرقبونه ويعملون من أجله. وقد انطوى العهد الأموي على فترتين:
    أ - الفترة السفيانية : وهي الفترة التي تولى الخلافة فيها معاوية ابن أبي سفيان وابنه يزيد بن معاوية وحفيده معاوية بن يزيد وقد امتدت 23 سنة (41 - 64هـ).
    ب- الفترة المروانية : وهي الفترة التي انتقلت فيها الخلافة إلى مروان بن الحكم حتى عهد حفيده مروان بن محمد بن الحكم, آخر خلفاء بني أمية, ومدتها 68 سنة (64 - 132هـ).
    وفي خلال الفترتين ومدتهما 91 سنة وتسعة أشهر توالى أربعة عشر خليفة كان أعظمهم شأنا معاوية ابن أبي سفيان وعبد الملك بن مروان والوليد بن عبد الملك وأخوه هشام بن عبد الملك وكانت مدة خلافتهم (71 سنة) من أصل (91 سنة) فالدولة الأموية كانت دولتهم, وفي عهدهم امتدت رقعتها من البحر الأطلسي إلى حدود الصين, ثم أخذت شمس الخلافة بالغروب, بما شبت فيها من ثورات أضرمها الصراع على الخلافة وانتقاض على الحكم وثورات الخوارج وحروب أهلية أثارتها العصبية القبلية بين المضرية واليمنية. وقد ترتب على انتقال الخلافة إلى بني أمية النتائج التالية.

    في المجال السياسي
    أ- نقل العاصمة من الكوفة إلى دمشق وكان علي ابن أبي طالب نقل العاصمة من المدينة إلى الكوفة وقد أغضب نقل العاصمة إلى دمشق أهل الحجاز وأهل العراق.
    ب- تحول الخلافة إلى ملك موروث
    ج- انتقال سلطة الحكم إلى أقوى الجماعات القرشية المنافسة لبني هاشم
    د- نشوء عهد من الاستقرار السياسي في الدولة الإسلامية استمر حوالي ربع قرن, أتاح لها هضم الفتوحات التي تمت في عهد الخلفاء الراشدين وتنظيمها في إطار الحكم الإسلامي.
    هـ- أصبح نظام الخلافة أشبه شيء بالنظام الملكي أو القيصري, ومن ثم زادت الصفة الزمنية في الخلافة على الصفة الدينية. وأخذت الدولة بالنظام الإداري والمالي الذي كان متبعا في الدولتين الفارسية والبيزنطية.

    في المجال الاقتصادي
    تحولت طرق التجارة إلى مواني الشام ومصر, وخاصة بعد معركة (ذات الصواري) سنة 34هـ وتدمير الأسطول البيزنطي وجعل شرق البحر المتوسط بحرا عربيا.

    في مجال أصول الحكم
    أظهرت الأحداث السياسية التي رافقت مسألة الخلافة اتجاهات فكرية قامت على أساسها نظريات ذات طابع سياسي ما لبثت أن تحولت إلى مذاهب دينية, وقد عالجت أصول الحكم على أساس تفكيرها ومنها استمدت المبادئ التي ينبغي أن تحكم هذه الأصول.
    وتتمثل هذه الاتجاهات في أربعة مذاهب هي: الشيعة والخوارج والمرجئة وأهل السنة.
    1- الشيعة:
    أ- الشيعة الإمامية
    يقوم مذهب الشيعة الإمامية في أصول الحكم على الاعتقاد بأن عليا ابن أبي طالب أحق الصحابة بخلافة النبي صلى الله عليه وسلم

    والإمامة عند الشيعة الاثني عشرية تتسلسل بعد علي ابن أبي طالب في ابنيه الحسن ثم الحسين, ثم تنتقل إلى علي (زين العابدين) ابن الحسين, ثم إلى ابنه محمد (الباقر), ثم إلى ابنه جعفر (الصادق), ثم إلى ابنه موسى (الكاظم), ثم إلى ابنه علي (الرضا), ثم إلى ابنه محمد (الجواد), ثم إلى ابنه علي (الهادي), ثم إلى ابنه الحسن (العسكري), ثم إلى ابنه محمد المنتظر (المهدي) الذي اختفى في كهف بسامراء سنة 256هـ وهو عندهم في حالة غيبة ينتظرون عودته ليملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت جورا . .

    ب- الشيعة الزيدية
    هم أتباع زيد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي ابن أبي طالب, ويذهبون إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعين عليا بالنص الصريح, كما يعتقد الشيعة الإمامية, وإنما عينه بالأوصاف, غير أن الأوصاف التي عرفت عن علي تجعله المقصود بالإمامة بعد النبي صلى الله عليه وسلم, لأنها لن تتحقق في أحد كما تحققت في علي, ويشترط الزيدية في الإمام أن يكون هاشميا, ورعا, تقيا, سخيا, ومن بعد علي يشترط أن يكون فاطميا, أي من نسل فاطمة بنت رسول الله, سواء أكان من نسل الحسن أم من نسل الحسين, ولم يجوزوا ثبوت الإمامة في غيرهم.
    غير أنهم خلافا للشيعة الإمامية, يرون جواز إمامة المفضول مع وجود الأفضل, إذا قضت المصلحة بذلك. فالصفات التي يجب أن تجتمع في الإمام ليست هي الصفات الواجبة لصحة الإمامة, وإنما هي صفات الإمام الكامل, وهو أولى بها من غيره, فإن اختار أهل الحل والعقد إماما لم يستوف بعض هذه الصفات وبايعوه صحت إمامته ولزمت بيعته, ولهذا أقر الإمام زيد إمامة الشيخين: أبي بكر وعمر, ولم يكفر أحدا من الصحابة, ولما سمعت شيعة الكوفة رأيه وعرفوا أنه لا يتبرأ من الشيخين رفضوه, ومن ثم عرفوا باسم (الرافضة) .

    جـ- الكيسانية
    هم أتباع محمد بن علي ابن أبي طالب من زوجته خولة بنت جعفر الحنفية والمعروف بابن الحنفية وقد جرت تسميتهم بالكيسانية نسبة إلى (كيسان) مولى أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب, وهو الذي اقتبس من علي ابن أبي طالب ومن ابنه محمد الأسرار كلها من علم الباطن وعلم التأويل وعلم الآفاق والأنفس.
    وينادي أتباعه بإمامة محمد بن الحنفية وبنيه من بعد أخويه الحسن والحسين. وقد تبنى هذا المذهب المختار ابن أبي عبيد الله الثقفي, وتوجه إلى العراق سنة 64هـ بعد موت يزيد بن معاوية داعيا لمحمد ومدعيا أنه من دعاته, وأخذ يذكر علوما يزخرفها بترهات ويعزوها إليه, وقد صحب معه كيسانا وجعله على شرطته .


    د- الإسماعيلية
    هم أتباع إسماعيل بن جعفر الصادق وهو أكبر أبنائه, وقد توفي في حياة أبيه. وهنا افترق الشيعة إلى فرقتين: فرقة قالت إن الإمامة انتقلت إلى موسى (الكاظم) ابن جعفر الصادق مدعية أن الإمامة سقطت عن إسماعيل بوفاته, وسميت (الموسوية) أو (الجعفرية), وفرقة ادعت أن الإمامة انتقلت من إسماعيل, وهو عندهم الإمام السابع, إلى ابنه محمد ودعيت باسم (السبعية) واشتهرت باسم (الإسماعيلية)
    ومن بعده بدأ دور الأئمة المستورين, الذين كانوا يسيرون سرا خوفا من بطش العباسيين, وكان أول من ظهر منهم بعد الستر عبيد الله (المهدي) مؤسس الدولة العبيدية بأفريقية والتي عرفت فيما بعد باسم الدولة الفاطمية, وكانت أكبر الدويلات التي نشأت في العصر العباسي .

    هـ - الشيعة الغلاة
    ومنهم الغرابية, وهم القائلون بأن الله أرسل جبريل لعلي ابن أبي طالب, ولكنه جاء خطأ إلى محمد لأنه يشبهه كما يشبه الغراب الغراب, فعلي عندهم هو الرسول وأولاده من بعده هم الرسل. ومنهم فرق أخرى نحت هذا النحو وقد اندثرت وأتت على تفصيلها كتب الملل والنحل .

    2- الخوارج
    كانوا من شيعة علي ابن أبي طالب ثم فارقوه وخرجوا عليه وقاتلوه لأنه لم يتب كما تابوا, وأضحى لهم عقيدة دينية وأخرى سياسية, خالفوا فيها الشيعة والمذاهب الأخرى.
    عقيدتهم الدينية
    لا يعتبرون الإيمان بالقلب كافيا, بل لا بد أن يقترن بالإيمان عمل صالح والعمل الصالح هو الذي يفرضه الدين, ولذلك نراهم يكفرون عليا ابن أبي طالب لأنهم طلبوا إليه أن يتوب توبة مقرونة بالعمل, والعمل المطلوب منه أن يرفض وثيقة التحكيم ويعود إلى قتال معاوية فأبى, فاعتبروه رافضا العمل بأحكام الدين, لأنه بقبوله وثيقة التحكيم يكون قد خلع نفسه من إمارة المؤمنين وسوى نفسه بمعاوية

    عقيدتهم السياسية
    فهي تستند إلى مبدأ أصيل من مبادئ الإسلام, وهو المساواة بين المسلمين فالمسلمون متساوون في الحقوق والواجبات, لا تمييز بينهم ولا تفاضل إلا بالتقوى
    كماأنهم لا يعترفون بشرعية السلف إلا لأبي بكر وعمر وست سنوات من خلافة عثمان, لأنه حاد عن الطريق المستقيم الذي سلكه الشيخان من قبله وهما: أبو بكر وعمر, فآثر قرابته وولاهم الأعمال وأغدق عليهم الأموال من بيت المال, كما لا يعترفون بشرعية خلافة علي ابن أبي طالب إلا ابتداء من مبايعته بالخلافة حتى قبوله التحكيم, وقد أباحوا قتل من لا يرى رأيهم, ومن يقول بشرعية خلافة عثمان بعد السنوات الست, وشرعية خلافة علي بعد قبوله التحكيم, فهو عندهم يستحق القتل هو ونساؤه وأولاده .
    وقف الخوارج أنفسهم لنصرة العدل ومقاومة الظلم وحماية المستضعفين, وفي ذلك فجروا الثورات ضد الأمويين وضد عمالهم, وانضم إلى الموالي من الفرس والبربر من أهل شمالي إفريقية, لما كانون يلقونه من حرمانهم العدل والمساواة. وكان الخوارج يشترطون في زعمائهم الشجاعة والتقوى ويبايعونهم على الموت ويلقبونهم بأمير المؤمنين. وكان قتالهم لمخالفيهم من الأشواق التي كانت تجذبهم إلى مزيد من التضحية والاستشهاد, وهم يعتبرون أنفسهم المسلمين حقا دون سواهم, أما من عداهم فكفار يبيحون قتل رجالهم ونسائهم وأطفالهم. وقد افترق الخوارج إلى فرق منها: الأزارقة أصحاب أبي راشد نافع بن الأزرق وإلى نجدات أصحاب نجدة بن عامر الحنفي, وإلى عجاردة أصحاب عبد الكريم بن عجرد, وإلى أباضية أصحاب عبد الله بن أباض وإلى صفرية أصحاب زياد بن الأصفر وعمران بن حطان, وقد أوضحت كتب الملل والنحل ما بينهم من فروق.

    3 - المرجئة
    هم فئة من المسلمين, خالفوا رأي الخوارج في مرتكب الكبيرة وقالوا بأن كل من آمن بوحدانية الله لا يمكن الحكم عليه بالكفر, لأن الحكم عليه موكول إلى الله تعالى وحده يوم القيامة, مهما كانت الذنوب التي اقترفها. وهم يستندون في اعتقادهم إلى قوله تعالى: وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
    والعقيدة الأساسية عندهم عدم تكفير أي إنسان, أيا كان, ما دام قد اعتنق الإسلام ونطق بالشهادتين, مهما ارتكب من المعاصي, تاركين الفصل في أمره إلى الله تعالى وحده, لذلك كانوا يقولون: لا تضر مع الإيمان معصية, كما لا ينفع مع الكفر طاعة. وقد نشأ هذا المذهب في أعقاب الخلاف السياسي الذي نشب بعد مقتل عثمان بن عفان وعلي ابن أبي طالب, وعنه نشأ الاختلاف في مرتكب الكبيرة. فالخوارج يقولون بكفره والمرجئة يقولون برد أمره إلى الله تعالى إذا كان مؤمنا, وعلى هذا لا يمكن الحكم على أحد من المسلمين بالكفر مهما عظم ذنبه, لأن الذنب مهما عظم لا يمكن أن يذهب بالإيمان, والأمر يرجأ إلى يوم القيامة وإلى الله تعالى مرجعه. ويذهب الخوارج, خلافا للمرجئة, إلى أن مرتكب الكبيرة مخلد في النار. وقد وقف أكثر الفقهاء من أهل السنة والمحدثين موقفا وسطا, فرأوا أن قول المرجئة بعفو الله عن المعاصي قد يطمع الفساق, فقرروا أن مرتكب الذنب يعذب بمقدار ما أذنب ولا يخلد في النار, وقد يعفو الله عنه. ويعرف هؤلاء بمرجئة السنة ومنهم سعيد بن جبير وحماد ابن أبي سليمان وأبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد بن الحسن الشيباني, وآخرون .
    ويذهب أكثر المرجئة مذهب أهل السنة في أن الخليفة يجب أن يكون قرشيا, وأن الإمامة لا تجوز إلا في قريش لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: الأئمة من قريش

    4- أهل السنة
    وهم الجماعة الكبرى من أهل الإسلام, وتضم أنصار بني أمية والموالي, كما تضم المرجئة وأهل الحديث والفقهاء, ومن ورائهم جماهير الناس الذين كانوا يوالون الحكام رهبة أو رغبة أو محبة, ومن هذه الجماعة تألفت القاعدة العريضة للإسلام. وقد قرر فقهاؤهم شروطا للخليفة, وهي أن يكون من صميم قريش وأن يكون حرا بالغا, عاقلا, من أهل العلم بأحكام الشرع, واستنبطوا من الطرائق التي تتم بها اختيار الخلفاء الراشدين قواعد لتولي الخلافة وهي:

    أ- أن يتم اختيار الخليفة من قبل أهل الحل والعقد, وهم أهل الرأي والحكمة والعدالة في بلد الخلافة, على أن لا يقل عددهم عن خمسة, يجمعون على اختيار الخليفة من بينهم, كما جرت بيعة أبي بكر بخمسة وهم: عمر بن الخطاب وأبو عبيدة ابن الجراح وأسيد بن الحضير وبشير بن ثعلبة, وسالم مولى أبي حذيفة, ثم تبعهم الناس. كذلك جعل عمر بن الخطاب الشورى في ستة ليختاروا من بينهم أحدهم للخلافة .

    ب- أن يعهد الخليفة بالخلافة لمن يختاره لها, ممن تتوفر فيه شروط الخلافة, ولا يحتاج إلى شهادة أهل الحل والعقد, كما فعل أبو بكر حين عهد بالخلافة إلى عمر بن الخطاب فأثبت المسلمون خلافته بعهده .

    جـ- ولما تحولت الخلافة إلى ملك, أجاز الفقهاء أن يعهد الخليفة إلى ابنه أو إلى أخيه, إذا كانت تتوفر في المعهود له صفات الخليفة, كما أجازوا للخليفة أن يعهد إلى اثنين أو أكثر من أبنائه, إذا رتب الخلافة فيهم .

    د- كذلك أجاز الفقهاء الخلافة لمن ينالها غصبا بالقهر والغلبة, حتى ولو كان برا أو فاجرا, لكيلا يبيت المسلمون بغير إمام . ومن الواضح أن فقهاء السنة لم يستطيعوا وضع قواعد ثابتة للخلافة, كما فعلت المذاهب الأخرى, بل نزلوا على حكم الواقع الذي كان كثير ما يتقرر بالقوة, فكان يرقى إلى سدة الخلافة من لا تتوفر فيه الشروط المطلوبة التي باتت شروطا نظرية.
    ( أحداث التاريخ الاسلامي بترتيب السنين ..د. عبدالسلام الترمانيني )
    القناعة كنز لا يفنى

  • #2
    مدة خلافة الخلفاء الأمويون وأعمارهم
    1- معاوية بن أبي سفيان : تسعة عشرة سنة وثمانية أشهـر توفي في رجب سنة 60هـ عن 78عاما

    2- يزيد بن معاوية: ثلاثة سنين وثمانية أشهـر توفي في ربيع الأول سنة 64هـ عن38عاما

    3- معاوية بن يزيد: أربعون يوما توفي في سنة64هـ عن23عاما

    4- مروان بن الحكم: عشرة أشهـر توفي في رمضان سنة 65هـ عن 71عاما

    5- عبدالملك بن مروان: :إحدىوعشرون سنة توفي في شوال سنة 86هـ عن 60عاما

    6- الوليد بن عبد الملك: تسع سنين وثمانية أشهـر توفي في جمادى الآخرة سنة 96 هـ عن 48 عاما

    7- سليمان بن عبد الملك: سنتان وثمانية أشهـر توفي في صفر سنة 99هـ عن 45 عاما

    8- عمر بن عبدالعزيز بن مروان : سنتان وخمسة أشهـر توفي في رجب سنة 101هـ عن 40عاما

    9- يزيد بن عبد الملك بن مروان: أربع سنين وشهـر توفي في شعبان سنة 105هـ عن 38 عاما

    10- هـشام بن عبد الملك بن مروان: تسعة عشرة سنة وسبعة أشهـر توفي في ربيع الآخر سنة 125هـ عن 54 عاما

    11- الوليد بن يزيد بن عبد الملك: سنة وشهـران توفي في جمادى الآخرة سنة 126هـ عن 38عاما

    12- يزيد بن الوليد بن عبد الملك: خمسة أشهـر توفي في ذي الحجة سنة 126هـ عن 40 عاما

    13- إبراهـيم بن الوليد بن عبد الملك: سبعون يوما خلع سنة 127هـوتوفي في ربيع الآخرسنة 132هـ عن 60عاما

    14- مروان بن محمد بن مروان بن الحكم : خمس سنين توفي في ذي الحجة سنة 132هـ عن60عاما

    ( أحداث التاريخ الاسلامي بترتيب السنين ..د. عبدالسلام الترمانيني )
    القناعة كنز لا يفنى

    تعليق


    • #3
      الفتوحات في عهد بني أمية

      في عهد معاوية بن أبي سفيان (41 - 60هـ):
      استمرت الفتوحات في صعود, فقد امتدت شرقا إلى ما وراء النهر وفتحت بخارى وبلاد الصغد وتوغل المسلمون في إفريقية واستولوا على (قابس) و (بنزرت) و (سوسة) على يد معاوية ابن حديج, أمير إفريقية, ثم فتحت (قفصة) و (قسنطينة) على يد عقبة وسجستان بعد انتقاضهما واستمرت غارات الصوائف في جبهة الروم, وتوالت الغارات البحرية على جزيرتي (صقلية) و (رودوس) تلك الغارات التي مهدت للاستيلاء عليهما.
      وفي عام 48هـ أرسل معاوية حملة استطلاعية إلى ضواحي القسطنطينية ليختبر خط الدفاع البيزنطي عن العاصمة (القسطنطينية). وفي عام 53هـ وجه معاوية حملة لغزو هذه المدينة بقيادة ابنه يزيد ومعه قائد البحر سفيان بن عوف الأزدي, وضم إليه الصحابي أبا أيوب الأنصاري لتقوية روح الجند المعنوية, وعادت الحملة بعد حصار دام سبع سنوات, وفيها توفي أبو أيوب ودفن قرب أسوار القسطنطينية .

      في عهد يزيد بن معاوية (60 - 64هـ) :
      اقتصرت الفتوحات على توغل عقبة بن نافع في إفريقية وبلوغه ساحل البحر الأطلسي, وغزا المسلمون خوارزم من بلاد ما وراء النهر . وقد مضى أكثر أيام خلافته في صراع مع الحسين بن علي بن أبي طالب وانتهى بقتل الحسين, وفي صراع مع عبد الله بن الزبير وقد طلب الخلافة بعد استشهاد الحسين.
      وفي عهد عبد الملك بن مروان (64 - 86هـ) توقفت الفتوحات عند حدودها السابقة, ما عدا بعض التوسع في بلاد ما بين النهرين, وكان سبب ذلك اشتغال عبد الملك في صراعه مع ابن الزبير واشتغاله بقمع الثورات والفتن التي أثارها الشيعة والخوارج, وقد أرهقت عبد الملك واضطرته إلى مصالحة الروم على مال لوقف هجومهم على الثغور الإسلامية.

      في عهد الوليد بن عبد الملك (86 - 96هـ) :
      أخذت مسيرة الفتوح في صعود, فقد توغل أخوه مسلمة بن عبد الملك في أذربيجان وفتح عددا من القلاع والحصون, واتسع الفتح فيما وراء النهر على يد قتيبة بن مسلم ففتحت (بخارى) و (سمرقند) و (بلاد الشاش) و (فرغانة) و (كاشان) وامتدت فتوحات قتيبة إلى دلتا نهر جيحون .
      وفي إفريقية أكمل موسى بن نصير أمير إفريقية, فتح المغرب وفي سنة 86هـ وجه حملة بحرية بقيادة عياش بن آشيل فغزا صقلية وعاد منها بغنائم, وجهز موسى جيشا بقيادة مولاه طارق بن زياد فاجتاز البحر إلى الأندلس سنة 93هـ وانتصر على ملك القوط (رودريق) في معركة جرت في (شذونة), ثم لحق به موسى بن نصير واشترك معه في فتح بعض الأقاليم الأسبانية, ثم دعاهما الخليفة إلى دمشق فعادا, ولم يعرف شيء بعد ذلك عن مصيرهما. وفي الهند توغل محمد بن القاسم الثقفي فيها وفتح كثيرا من قلاعها ومدنها.

      في عهد سليمان بن عبد الملك (96 - 99هـ) :
      اجتاز قتيبة بن مسلم حدود الصين وفتح مدينة (كاشغر). وفي الأندلس توغل عبد العزير بن موسى, -وكان قد خلف أباه في إمارة الأندلس- في أسبانيا, وفتح عددا من أقاليمها, وفتح يزيد بن المهلب أمير خراسان جرجان وقهستان وطبرستان. وجهز سليمان حملة بحرية بقيادة عمر بن هبيرة, وأخرى برية بقيادة أخيه مسلمة, فحاصرت القسطنطينية من البر والبحر, وعادت بأمر من عمر بن عبد العزيز بعد توليه الخلافة.

      في عهد عمر بن عبد العزيز (99 - 101هـ) :
      اجتاز المسلمون جبال (البرتات - البيرينيه) إلى بلاد الغال (فرانسا) بقيادة السمح بن مالك، أمير الأندلس, واستولوا على (أربونة - ناربون) و (طولوشة - تولوز), ولم تتسع الفتوحات في عهد عمر إلى أبعد من ذلك لقصر مدة خلافته.
      وفي عهد يزيد بن عبد الملك (101 - 105هـ) توغل المسلمون في بلاد الغال بقيادة عنبسة بن سحيم أمير الأندلس, حتى بلغ أعلى نهر الرون وقام الأسطول الإسلامي في المغرب بغارات على جزيرة صقلية وجزيرة سردينية .

      في خلافة هشام بن عبد الملك (105 - 125هـ) :
      صعدت مسيرة الفتوحات الإسلامية إلى أبعد غاياتها وبلغت الأوج. فقد غزا أسد بن عبد الله القسري, أمير خراسان ما وراء النهر بلاد الصغد والترك. وغزا الحجاج بن عبد الملك بن مروان بلاد الخزر وأرمينية وبلاد اللان وفرض عليها الجزية, وتابع الجراح الحكمي أمير أرمينية غزو بلاد الخزر, ولما استشهد سنة 112هـ خلفه في الإمارة مروان بن محمد فغزا أقاليم بكر الخزر ووطد الحكم الإسلامي فيها.
      وفي بلاد السند توغل الجنيد بن عبد الرحمن المري فيها وفتح عددا من بلدانها, ثم توقف الفتح حتى أيام الغزنويين في أواخر القرن الرابع والقرن الخامس الهجري. وفي بلاد الغال غزا عبد الرحمن الغافقي، أمير الأندلس, جنوبها واستولى على مدينة (بوردو) ثم صعد شمالا والتقى مع (شار مارتل) بين مدينتي (تور) و (بواتيه) في معركة ضارية جرت سنة (114هـ - 732م) استشهد فيها عبد الرحمن وهزم جيشه, بسبب انشغال الجند بحماية الغنائم التي كانوا غنموها, واستشهد معه في تلك المعركة كثير من المسلمين, حتى أطلق على تلك المعركة (بلاط الشهداء).
      وخلف عبد الرحمن في إمارة الأندلس عبد الملك بن قطن فغزا بلاد (البشكنس - الباسك). وفي إفريقية وجه عبيد الله بن الحبحاب أمير إفريقية, جيشا بقيادة حبيب بن أبي عبيدة الفهري ففتح بلاد السوس وغزا أرض السودان (السنيغال), وفي البحر المتوسط غزا الأسطول الإسلامي, بقيادة حسان بن محمد بن أبي بكر جزيرتي (ساردينية) و (كورسيكا), وتوجه أسطول آخر بقيادة حبيب بن أبي عبيدة الفهري ومعه ابنه عبد الرحمن, فغزا جزيرة (صقلية) سنة 122هـ والتحم مع الأسطول البيزنطي في معركة هزم فيها هذا الأسطول, وكان في نية حبيب أن يمضي في الفتح حتى يستولي على الجزيرة كلها, غير أن ثورة البربر بزعامة ميسرة المدغري اضطرته إلى العودة. وفي جبهة الروم استمرت غزوات الصوائف والشواتي, كشأنها في عهد الخلفاء السابقين.
      وبوفاة هشام بن عبد الملك تنتهي المرحلة المروانية الأولى, وفيها امتدت رقعة الدولة الإسلامية من إسبانيا والبحر الأطلسي والمغرب الأقصى إلى حدود بلاد الهند والصين, ومن بحر الخزر وأرمينية إلى المحيط الهندي. وقد اعتبر الخلفاء الأمويون حدود البلاد المفتوحة بدايات لفتوحات مستمرة لا تنتهي عند حدود, ما دام الجهاد مفروضا على المسلمين لنشر رسالة الإسلام, وما دامت الغنائم تدفع المجاهدين لمتابعة الجهاد.

      وبعد هشام بن عبد الملك تبدأ المرحلة الثانية والأخيرة من الفترة المروانية, وفيها توقفت الفتوحات. وقد تولى الحكم أربعة خلفاء, كانت مدة خلافتهم ست سنوات وهم: الوليد بن يزيد بن عبد الملك ويزيد بن الوليد بن عبد الملك الملقب بالناقص, وأخوه إبراهيم, ومروان بن محمد بن مروان بن الحكم. ولم تتجاوز مدة خلافة الثلاثة الأول بضعة أشهر, وشغلت خلافة الأخير المدة الباقية (127 - 132هـ), وقد أمضاها في قمع الفتن والثورات الداخلية التي أحاطت به من كل جانب, ولم يتمكن, على ما أوتي من صبر وشجاعة وإقدام من كبحها, وانتهى مصيره بقتله بيد العباسيين, وبه ختمت حياة الدولة الأموية, وانطوت رأيتها التي انتشرت في ظلها راية الإسلام, في تلك الرقعة الواسعة من الأرض.
      القناعة كنز لا يفنى

      تعليق


      • #4
        ثورات سياسية

        1- الحسين بن علي ابن أبي طالب (60 - 61هـ)
        لما تنازل الحسن بن علي لمعاوية ابن أبي سفيان عن الخلافة, كان من جملة الشروط التي اشترطها أن يتولى الخلافة بعد معاوية, ولكن الحسن توفي قبل معاوية بعشر سنوات وبوفاته سقط الشرط. وقبل أن يتوفى معاوية عهد بالخلافة إلى ابنه يزيد. ولما علم أهل الكوفة بذلك اجتمعوا في دار سليمان بن صرد الخزاعي كتبوا للحسين أن يأتي إليهم ليبايعوه بالخلافة. وعلم عبد الله بن عباس بالأمر فنصحه بألا يستجيب لهم وحذره من أهل الكوفة فعندهم قتل أبوه, ثم إنهم خذلوا أخاه الحسن واضطروه للتنازل عن الخلافة لمعاوية, وبمثل ذلك نصحه آخرون. غير أن رجلا آخر زين له قبول الدعوة وحثه على قبولها, وهو عبد الله بن الزبير فكان يريد أن يبعده عن الحجاز ليخلو له المكان الذي يشغله الحسين, فهو يطمع بالخلافة, ولا حظ له فيها مع وجود الحسين .
        وقد أرسل الحسين ابن عمه مسلم بن عقيل ابن أبي طالب إلى الكوفة ليختبر صدق من كتبوا إليه, فجاءه منه كتاب يخبره أن ثمانية عشر ألف رجل من أهل الكوفة قد بايعوه وعندئذ عزم على المسير إلى الكوفة وسار معه أهله وبنوه ونفر من مؤيديه.
        ولما علم يزيد بن معاوية بمسير الحسين إلى الكوفة عزل النعمان بن بشير عنها وولى عليها عبيد الله بن زياد ابن أبيه, فرصد عبيد الله العيون على مسلم بن عقيل وقبض عليه وقتله وقتل معه هانئ بن عروة وكان أخفاه عنده. ولم يعلم الحسين ما حل بابن عمه وهو في طريقه إلى الكوفة ولما اقترب منها نزل في أرض تعرف بالطف وفيها موضع يعرف بكربلاء, وكان ذلك في غرة المحرم سنة 61 للهجرة, فلم يجد أحدا ممن دعوه ووعدوه بالنصرة وزينوا له القدوم. ووجه عبيد الله بن زياد للقائه جيشا بقيادة شمر بن ذي الجوشن ثم أمده بجيش يقوده عمر بن سعد ابن أبي وقاص, وكان عبيد الله بن زياد وعده أن يوليه على الري إن هو قاتل الحسين, فأذعن طمعا في الولاية.
        ولما تقابل الفريقان, طلب ابن ذي الجوشن من الحسين أن يحمله إلى ابن زياد لينزل على حكمه, فأبى ورضي أن يحمل إلى يزيد بن معاوية فرفض ابن ذي الجوشن, ونشب القتال بين الفريقين, في معركة غير متكافئة, قتل فيها الحسين وقتل معه جمع كبير من أهله, ولم ينج من أبنائه غير اثنين, أحدهما علي (الأصغر) الذي عرف فيما بعد بعلي (زين العابدين) ولم يسلم من رجاله الستين إلا رجلان .
        لقد كان قتل الحسين صفحة سوداء في تاريخ بني أمية, فقد عمق العداوة بين بني أمية وبني هاشم, ووسع الخلاف بين الشيعة وبين أهل السنة, وظهر أثره في التاريخ والأدب والشعر, بل دب إلى الحديث, فوضعت الأحاديث المكذوبة عن الرسول صلى الله عليه وسلم, تلك التي يراد منها الإشادة بأحد الفريقين والقدح بالفريق الآخر.
        وكان من نتائج وقعة كربلاء أنها وحدت صفوف الشيعة وأثارت في نفوسهم الحماسة للأخذ بثأر الحسين بن علي كما أذكت مأساة كربلاء روح التشيع, فأصبح عقيدة دينية بعد أن كان رأيا سياسيا وانتشر التشيع بين الفرس الذين تربطهم بالحسين رابطة المصاهرة, فهو زوج (شهربانو), بنت يزد جرد آخر ملوك الفرس وأم ولده علي زين العابدين, ومنه تنحدر سلالة الحسين , فكانوا يرون الحسين أحق بالخلافة هو وأولاده من أخيه الحسن الذي تنازل عن الخلافة لمعاوية, لأنهم يجمعون بين أشرف دين عربي وأنقى دم فارسي .


        2- عبد الله بن الزبير (61 - 73هـ)
        وجد ابن الزبير, بعد مقتل الحسين, الفرصة سانحة لتحقيق أغراضه السياسية, تحت شعار الأخذ بثأر الحسين, فدعا الخلافة لنفسه وبايعه أهل الحجاز ومصر, فوجه إليه يزيد بن معاوية جيشا بقيادة مسلم بن عقبة المري, ولما وصل إلى المدينة دعا أهلها لبيعة يزيد, فامتنعوا, فقاتلهم في معركة ضارية جرت قرب المدينة (وقعة الحرة) وتغلب عليهم ودخل المدينة عنوة واستباحها وقتل كثيرا من أشرافها, وانتزع البيعة ليزيد بالقهر والغلبة, ثم توجه إلى مكة لحرب ابن الزبير. وفي الطريق لاقى حتفه, فخلفه في قيادة الجيش الحصين بن نمير فلما وصل إلى مكة بلغه وفاة يزيد بن معاوية فعاد إلى الشام .
        وبموت يزيد انقلب أهل العراق على الحكم الأموي وطردوا عبيد الله بن زياد فلحق بمروان بن الحكم الذي كان يطالب بالخلافة بعد أن تخلى عنها معاوية الثاني ابن يزيد. وقد استدعى أهل العراق عبد الله بن الزبير ودخلوا في طاعته, فأرسل إليهم أخاه مصعبا أميرا عليهم سنة 67هـ.
        ولما تولى الخلافة عبد الملك بن مروان توجه على رأس جيش كثيف لقتال مصعب وانتزاع العراق منه, فخرج إليه مصعب والتحم الفريقان في معركة جرت قرب (دير الجاثليق), وانتهت بمقتل مصعب سنة 71هـ, وضم العراق إلى دولة بني أمية. ثم أرسل عبد الملك بن مروان جيشا بقيادة الحجاج بن يوسف الثقفي إلى مكة فقاتل عبد الله بن الزبير وحاصره في الكعبة, وقتل عبد الله بحجر أصابه من المنجنيق الذي كان يقذف الحجارة على الكعبة, ثم قطع الحجاج رأسه وأرسله إلى عبد الملك (سنة 73هـ) وتم لعبد الملك الاستيلاء على الحجاز, وكان جزاء الحجاج أن ولاه عبد الملك على العراق والمشرق.

        3- مروان بن الحكم (64 - 64هـ)
        بعد تنازل معاوية بن يزيد عن الخلافة, تقدم مروان بن الحكم وهو يومئذ شيخ بني أمية, يطلب الخلافة لنفسه, فبايعه حسان بن بحدل بن مالك الكلبي, زعيم قبيلة كلب اليمانية القوية وبايعه أهل الأردن وامتنع الضحاك بن قيس الفهري, زعيم القيسية في الشام من مبايعته وأخذ يدعو لعبد الله بن الزبير. فتوجه مروان إليه وهو في (مرج راهط) ومعه الكلبيون وقاتله وانتصر عليه, وانتهت المعركة بهزيمة القيسية ومقتل الضحاك (64هـ) وتمت البيعة لمروان.
        وكانت هذه المعركة السبب في تأصيل العداوة بين اليمنية والقيسية, وعنها نشأت معارك ضارية عرفت باسم (الأيام) .

        4- عمرو بن الأشدق
        هو عمرو بن سعيد بن العاص, الملقب بالأشدق .
        لما تولى مروان ابن الحكم الخلافة جعل له ولاية العهد من بعد ابنه عبد الملك, ولما تولى عبد الملك الخلافة سنة 65هـ طلب إليه عمرو أن يجدد له العهد بالخلافة من بعده, فلم يجبه.
        ولما خرج عبد الملك إلى العراق سنة 70هـ لقتال مصعب بن الزبير واستخلاص العراق منه, تحصن عمرو بدمشق وأغلق أبوابها. وحين عاد عبد الملك إلى دمشق بعد انتصاره على مصعب واسترداد العراق, وجد أبواب دمشق مغلقة, فاحتال على عمرو حتى فتح له الأبواب فدخل عبد الملك دمشق وأظهر المودة لعمرو وصالحه وفي قلبه حنق عليه وخطة للغدر به.
        وبعد أيام دعا عبد الملك عمرا, فجاءه ومعه رجال مسلحون, فلم يسمح لهم بالدخول معه, ودخل عمرو وحده, فلما اطمأن به المجلس قام إليه عبد الملك وذبحه بيده وأمر بإلقاء رأسه إلى رجاله المسلحين الذين صحبوه, وألقى معه بدر الأموال فانتهبوها وانصرفوا .
        ويروى أن عبد الملك استرد بعد ذلك الأموال منهم وردها إلى بيت المال .

        5- زيد بن علي زين العابدين
        أعلن خروجه على الخليفة هشام بن عبد الملك سنة 121هـ لكلام ساءه من هشام, وتوجه إلى العراق فبايعه أهل الكوفة ولما بلغ أمره يوسف بن عمر الثقفي توجه إلى قتاله, فانفض عنه مبايعوه وخذلوه, فحارب بعدد قليل وقتل في الموقعة .

        6- عبد الله بن معاوية
        هو عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر ابن أبي طالب.
        قدم إلى الكوفة سنة 127هـ فأغراه أهلها أن يدعو لنفسه, وبايعه الناس, وانضم إليه بقايا الزيدية, فحاربه أمير الكوفة عبد الله بن عمر بن عبد العزيز وهزمه, فلجأ إلى إقليم فارس وغلب عليه, فبايعه الناس.
        ثم قصد خراسان وكان أبو مسلم الخراساني قد استولى عليها, وفيها دعا إلى (الرضا من آل محمد) فطمع عبد الله أن يكون هو المقصود بالدعوة, فلما بلغ أمره
        القناعة كنز لا يفنى

        تعليق


        • #5
          ثورات الخوارج

          شبب الخوارج ثورات كثيرة في عهد الخلافة الأموية, وكانت كلما أخمدت ثورة شبت أخرى, ولم تقتصر على أقاليم المشرق, بل امتدت إلى إفريقية والأندلس, وقد انتهت كلها بالقمع ومقتل زعمائها, ونحن نذكر أهمها في عهد الخلفاء الأمويين, وفي عهد ابن الزبير, مع بيان مراكز انطلاقها

          1- في عهد معاوية ابن أبي سفيان
          في الكوفة
          ثاروا سنة 43هـ بزعامة المستورد بن علفة ثم ثاروا فيها سنة 52هـ بزعامة خراش العجلي, وثاروا أيضا سنة 58هـ بزعامة عروة بن أدية.

          في البصرة
          ثاروا سنة 45هـ بزعامة يزيد بن مالك الباهلي المعروف باسم الخطيم الباهلي وسهم بن خالد الهجيمي.

          في الأهواز
          ثاروا سنة 59هـ بزعامة مرداس بن حدير

          2- في عهد عبد الله بن الزبير
          انضم الخوارج إلى عبد الله بن الزبير وجاهدوا ضد بني أمية, ولكنهم انفضوا عنه وقاتلوه حين علموا أنه يخالف رأيهم في عثمان وعلي, وتجمعوا في الأهواز وأعلنوا الثورة عليه بزعامة نافع بن الأزرق فأرسل مصعب بن الزبير أما العراق, جيشا بقيادة المهلب ابن أبي صفرة فقاتلهم في معركة جرت عند نهر (دجيل) سنة 65هـ, وفيها قتل زعيمهم نافع بن الأزرق وخلفه في زعامة الخوارج الزبير بن الماحوز, فأعلن الثورة في الري سنة 68هـ وحاصر أصبهان فقاتله أميرها عتاب بن ورقاء في معركة قتل فيها ابن الماحوز فخلفه في زعامة الخوارج قطري بن الفجاءة .

          3- في عهد عبد الملك بن مروان
          في البحرين
          ثاروا بزعامة عبد الله بن قيس المعروف بأبي فديك سنة 73هـ, وأخرجهم منها المغيرة بن المهلب ابن أبي صفرة بعد معركة قتل فيها أبو فديك .

          في الجزيرة
          ثاروا بزعامة صالح بن مسرح ومعه شبيب بن يزيد الشيباني وأخوه مصاد سنة 76هـ, فوجه إليهم محمد بن مروان أمير الجزيرة جيشا قاتلهم في معركة قتل فيها صالح وبويع من بعده شبيب بزعامة الخوارج.

          شبيب يتابع الثورة ويدخل الكوفة ويهزم الجيش الذي أرسله الحجاج بقيادة عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث ثم تحول شبيب إلى الأهواز, فأرسل إليه الحجاج جيشا بقيادة سفيان ابن الأبرد, فلما عبر شبيب جسرا على نهر دجيل اضطربت فرسه وسقط في النهر ومات غرقا (سنة 77هـ) .

          في طبرستان
          ثاروا بزعامة قطري بن الفجاءة سنة 77هـ, فأرسل الحجاج جيشا بقيادة سفيان بن الأبرد فقاتله, فانفض عنه أصحابه وسقط في شعب من الشعاب فاغتاله علج من أهل طبرستان وأرسل رأسه إلى الحجاج .

          4- في عهد عمر بن عبد العزيز
          سكن الخوارج في عهد الوليد بن عبد الملك وفي عهد أخيه سليمان, فلما تولى الخلافة عمر بن عبد العزيز ثار في (جوخي) - بين خانقين والأهواز - خارجي يدعي بسطام اليشكرى ويلقب بـ (شوذب) والتف حوله ثمانون فارسا من عرب ربيعة, فطلب عمر من أمير العراق أن يوجه إليه منهم رجلين ليناظراه, فاختار بسطام رجلين حازمين من رجاله وأرسلهما إلى عمر, وفي المناظرة رجحت حجة عمر, فطلب الخارجيان منه أن يعودا إلى (شوذب) ليعلماه نتيجة المناظرة, ولم يلبث عمر أن توفي .

          5- في عهد يزيد بن عبد الملك
          بعد وفاة عمر بن عبد العزيز أرسل أمير الكوفة جيشا لحرب شوذب وأصحابه, فردوه, فلما تولى مسلمة بن عبد الملك إمارة العراق سنة 101هـ أرسل جيشا بقيادة سعيد الحرشي فرأى شوذب وأصحابه ما لا قبل لهم باحتماله, فقال لأصحابه: من كان يريد الشهادة فقد جاءته, ومن كان يريد الدنيا فقد ذهبت, فكسروا أغماد سيوفهم وحملوا على جيش سعيد, فقتلوا في المعركة .

          في البحرين
          ثار الخوارج بزعامة مسعود بن أبي زينب العبدي سنة 105هـ وأخرج منها أميرها الأشعث بن عبد الله بن الجارود, ثم سار إلى اليمامة فخرج إليه أميرها سفيان بن عمرو العقيلي, وفي المعركة التي جرت بينهما قتل مسعود, وقتل هلال ابن مدلج الذي تولى زعامة الخوارج من بعده.
          وقيل إن مسعودا غلب على البحرين واليمامة تسع عشرة سنة حتى قتله سفيان بن عمرو العقيلي .

          في الموصل
          ثار الخوارج بزعامة مصعب بن محمد الوالبي, فسير إليهم خالد القسري أمير العراق, سنة 105هـ جيشا, فقاتلهم في معركة قتل فيها مصعب كثير من أصحابه .

          6- في عهد هشام بن عبد الملك
          في الأهواز
          ثورة الخوارج بزعامة صحاري بن شبيب بن يزيد الشيباني سنة 119هـ, ومقتله في معركة جرت بينه وبين جيش أرسله خالد القسري أمير العراق .

          في الجزيرة
          ثورة الخوارج بزعامة بهلول بن بشر الشيباني الملقب (كثارة) سنة 119هـ ومقتله .

          في المغرب الأقصى
          ثار الخوارج في سنة 116 و 122هـ على عبيد الله بن الحبحاب أمير إفريقية, لظلم عماله .

          في الأندلس
          ثاروا سنة 124هـ على عبد الملك بن قطن أمير الأندلس, فقمع ثورتهم بلج بن بشر القشيري .

          7- في عهد مروان بن محمد
          تولى الخلافة بعد هشام بن عبد الملك ثلاثة خلفاء هم الوليد بن يزيد بن عبد الملك ويزيد بن الوليد بن عبد الملك وأخوه إبراهيم, ولم تتجاوز مدة خلافتهم الستة أشهر, وتولى الخلافة من بعد إبراهيم مروان بن محمد بن مروان بن الحكم وفي عهده ازدحمت عليه ثورات الخوارج.

          ففي الجزيرة
          ثار الخوارج بزعامة سعيد بن بهدل الشيباني ومعه الضحاك بن قيس الشيباني سنة 127هـ وتولى مروان بن محمد قمعها .

          وفي اليمن
          ثار الخوارج بزعامة يحيى الكندي الملقب بطالب الحق ومعه أبو حمزة المختار بن عوف الأزدي, واستولوا على المدينة . وجهز مروان بن محمد جيشا بقيادة عبد الملك بن عطية السعدي فقمع ثورتهم .

          وفي الموصل
          ثار الخوارج بزعامة شيبان بن عبد العزيز اليشكري سنة 129هـ فقام مروان بن محمد بقمعها .

          في إفريقية
          ثورتهم سنة 131هـ بزعامة عبد الجبار المرادي, ثم ثورتهم سنة 132هـ بزعامة إسماعيل بن زياد النفوسي .

          وإلى جانب هذه الثورات التي شببها الخوارج في عهد مروان بن محمد فقد ثار عليه سليمان بن هشام بن عبد الملك وانتقض عليه أهل حمص ومعهم الكلبيون بزعامة ثابت بن نعيم الجذامي, وثار عليه أهل الغوطة وأهل فلسطين, وتولى مروان قمعها.

          وقد أضعفت هذه الثورات قوة مروان وانهارت أمام الجيش العباسي الذي كان يقوده عبد الله بن علي العباسي وانتهى الأمر بهزيمة مروان في وقعة (الزاب) سنة 132هـ وبها كانت نهاية الحكم الأموي .
          القناعة كنز لا يفنى

          تعليق


          • #6
            ثورات الولاة

            1- ثورة موسى بن عبد الله بن خازم
            ثار علي عبد الملك بن مروان وذلك أن عبد الملك طلب من أبيه عبد الله, وكان أميرا على خراسان لعبد الله بن الزبير, أن يخلع طاعة ابن الزبير وأن يبايعه, فأبى فأرسل عبد الملك إليه من اغتاله, ولما علم بذلك ابنه موسى, وكان أميرا على ما وراء النهر خلع طاعة عبد الملك وأعلن الاستقلال بولايته. ولما تولى الحجاج الثقفي إمارة العراق والمشرق, وجه إليه سنة 85هـ جيشا كثيفا, وفي المعركة الجارية بين الفريقين كاد موسى أن يصد جيش الحجاج لولا أن عثر به فرسه فوقع ميتا .

            2- ثورة عبد الرحمن بن الأشعث
            هو عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بن قيس الكندي, أمير كندة كان من أشهر قادة العرب.
            وجهه الحجاج الثقفي أمير العراق والمشرق, إلى سجستان لقتال رتبيل ملك الترك سنة 80هـ, وجهز له جيشا أنفق عليه أموالا كثيرة, وعرف (بجيش الطواويس).

            ولما وصل ابن الأشعث إلى رتبيل هادنه وأخبر الحجاج بذلك, فطلب إليه الحجاج, وكان يكرهه, أن يوغل في سجستان ويهدم حصونها ويقتل مقاتليها ويسبي ذراريها, فامتنع عبد الرحمن أن يفعل ما طلب منه الحجاج ووافقه الجيش على ذلك, وتوجه إلى البصرة فدخلها وأعلن فيها خلع طاعة الحجاج وطاعة الخليفة عبد الملك, وانضم إليه أهلها بما فيهم القراء والزهاد, وجاء الحجاج فأخرج ابن الأشعث وأصحابه من البصرة بعد موقعة في (الزاوية) - قرب البصرة - فتوجه ابن الأشعث إلى الكوفة ونزل قربها في موضع يعرف (بدير الجماجم) وجاءت الإمدادات إلى الحجاج من الشام وفي الموقعة التي جرت في ذلك الموقع سنة 83هـ هزم ابن الأشعث والتجأ إلى (مسكن) وهزم فيها أيضا, فسار مع من بقي من أصحابه إلى سجستان ولجأ إلى رتبيل, فطلب الحجاج إليه أن يسلمه وتوعده إن لم يفعل, فلما علم عبد الرحمن بالأمر رمى نفسه من حالق ومات .

            3- ثورة يزيد بن المهلب ابن أبي صفرة
            كان من زعماء اليمنية, وكان أبوه المهلب يد الحجاج القوية في قمع ثورات الخوارج, فقد حاربهم تسعة عشر عاما, لقي منهم الأهوال, وتم له التغلب عليهم, وولاه الحجاج, أمير العراق والمشرق, على خراسان .

            ولما توفي سنة 83هـ ولى الحجاج ابنه يزيدا مكانه ثم خشي الحجاج بأسه فكتب إلى عبد الملك بن مروان يتهمه بميله إلى آل الزبير وطلب منه أن يعزله, ففوضه عبد الملك بعزله على أن يولي مكانه أخاه المفضل بن المهلب, فعمل الحجاج بأمر الخليفة, ولما توفي عبد الملك عزله الحجاج وألقى القبض عليه وعلى أخيه يزيد وسجنهما, وولى قتيبة ابن مسلم على خراسان .

            وأخذ الحجاج يعذب يزيدا وأخاه المفضل ويطالبهما برد ما أخذاه من الأموال أثناء ولايتهما على خراسان وتمكنا من الهرب من سجن الحجاج ودخلا على سليمان بن عبد الملك وهو في الرملة بفلسطين واستجارا به فأجارهما وأمنهما وكتب إلى أخيه الوليد بذلك وتعهد له أن يسترد منهما الأموال التي كان الحجاج يطالبهما بها.

            وفي سنة 95هـ توفي الحجاج, ثم توفي الوليد بن عبد الملك سنة 96هـ وتولى الخلافة سليمان بن عبد الملك فولى يزيدا ابن المهلب على العراق والمشرق .

            ولما تولى الخلافة عمر بن عبد العزيز سنة 99هـ عزل يزيدا عن العراق والمشرق وأمر بالقبض عليه فحمل إليه, فطلب منه أن يرد الأموال التي كان قد استولى عليها أثناء ولايته على خراسان وأمر بحبسه, ثم تمكن من الهرب من سجنه وتوجه إلى العراق واستولى على البصرة بمساعدة اليمانية, وخلع طاعة يزيد الذي خلف عمر بن عبد العزيز وأخذ يوزع على الناس الذهب والفضة, يشتري ولاءهم, فمالوا إليه, حتى مال إليه جماعة من تميم وقيس وهم من مضر .

            ولى يزيد بن عبد الملك أخاه مسلمة على العراق سنة 102هـ وأمره بقتال يزيد بن المهلب وفي المعركة التي جرت بينه وبين يزيد في موضع يدعى (العقر) - بين واسط وبغداد - قتل يزيد وقتل بعض إخوته من آل المهلب وتفرق من كان يناصره, وهزم من بقي حيا من آل المهلب وتوجهوا إلى البصرة ومنها حملتهم السفن إلى السند فوجه إليهم مسلمة بن عبد الملك جيشا بقيادة هلال بن أحوز التميمي, فقاتلهم وأفنى أكثرهم وبعث برءوس القتلى إلى مسلمة مع من أسر منهم, فأرسلهم إلى الخليفة يزيد فضرب أعناقهم. ويذكر أن آل المهلب مكثوا, بعد الإيقاع بهم, عشرين سنة لا يولد لهم إلا الذكور, ولا يموت أحد من المولدين
            القناعة كنز لا يفنى

            تعليق


            • #7
              ثورات اخرى

              1- ثورة الزنوج
              ثار الزنوج سنة 71هـ وثاروا سنة 76هـ, وكان كبار الملاكين قد جلبوهم من شرقي إفريقية لاستصلاح البطائح المغمورة بمياه المد, جنوب العراق, وقد تكاثروا وساءت شروطهم المعاشية, ونالهم ظلم الملاك المتنفذين, فثاروا بزعامة زنجي منهم يدعي رباح ويلقب (شيرزاد) -أي أسد الزنوج- وقمع ثورتهم خالد القسري أمير العراق, وقمع ثورتهم الثانية الحجاج الثقفي .

              2- ثورة عبد الله بن الجارود
              هو زعيم قبائل عبد القيس, من ربيعة من مضر.
              أمره الحجاج أن يندب الناس للحاق بالمهلب ابن أبي صفرة لحرب الخوارج سنة 76هـ, فرفض وخلع طاعة الحجاج وتابعه وجوه الناس, فقاتله الحجاج وقتله وقتل جماعة من أصحابه .

              3- ثورة المطرف بن المغيرة بن شعبة
              ولاه الحجاج الثقفي أمير العراق, على المدائن سنة 77هـ, وحين زحف شبيب بن يزيد الشيباني الخارجي على المدائن في تلك السنة, طلب إليه المطرف أن يرسل إليه رجالا من صلحاء أصحابه ليناظرهم, وينظر ما يدعون إليه, فأرسل إليه ستة رجال فيهم سويد بن سليم, فلما سأله المطرف عما يدعون إليه قال: إن ما ندعو إليه كتاب الله وسنة نبيه وأن الذي نقمنا منه استئثارهم بالفيء وتعطيل الحدود والتسلط بالجبرية , فقال له المطرف: ما دعوتم إلا إلى الحق, ولا نقمتم إلا جورا ظاهرا. فأعلن متابعته لهم في مقاومة الظلم, وخلع طاعة عبد الملك والحجاج, فوجه إليه الحجاج جيشا بقيادة عمر بن هبيرة, فقاتله وقتله .

              4- ثورات المرجئة
              لم يكن الخوارج وحدهم المنادين بمقاومة الظلم, بل كان المرجئة أيضا من المنادين بها, وقد اشتركوا مع الخوارج في بعض ثوراتهم, واستقلوا بثورات أضرموها احتجاجا على ظلم عمال الأمويين, منها ثورة الحارث بن سريج وثورة جديع الكرماني

              فأما الحارث بن سريج فكان من أتقياء المرجئة, وقد خرج في عام 116هـ على عاصم بن عبد الله الهلالي أمر خراسان فاستولى على بلخ ثم استولى على الجوزجان والطالقان ومرو, فتوجه إليه عاصم الهلالي بجيش فقاتله وهزمه, فرحل إلى بلاد الترك فأقام بها زمنا. ولما تولى نصر بن سيار إمارة خراسان سنة 120هـ, أرسل إليه أمان الخليفة هشام بن عبد الملك فعاد إلى مرو سنة 127هـ, وطلب إليه نصر أن يساعده على عدوه, فاشترط عليه أن يعمل بكتاب الله وسنة رسوله وأن يستعمل أهل الخير وأن يجعل الأمر شورى, فأبى نصر, فدعا الحارث الناس إليه فاجتمع حوله ثلاثة آلاف رجل من بني تميم, حلفوا له يمين الولاء, فتوجه نصر لقتاله في مرو وانتهى القتال بمقتل الحارث أمام أسوارها .

              وأما جديع الكرماني فكان زعيم الأزد اليمانية في خراسان وقد ثار على نصر بن سيار منكرا جوره وظلمه وخالعا طاعة بني أمية, فتوجه نصر لقتاله فقتله

              ثورة الشيعة التوابون
              هم الشيعة من أهل الكوفة الذين كتبوا للحسين بن علي ودعوه أن يأتيهم ليبايعوه وينصروه, فلما قدم تخلوا عنه, ثم علموا أنهم آثمون ومذنبون, فأعلنوا توبتهم وتعاهدوا أن يثأروا للحسين, ومن ثم دعوا باسم (التوابين).

              ثاروا في عام 64هـ مطالبين بدم الحسين بزعامة سليمان بن صرد فتولى عبيد الله بن زياد أمير العراق, قتالهم في معركة جرت سنة 65هـ في (عين الوردة) فتغلب عليهم وقتل زعيمهم ابن صرد .

              ولما قدم المختار الثقفي إلى العراق مدعيا التشيع ومطالبا بدم الحسين والثأر له انضم التوابون إليه, فأرسل عبد الملك بن مروان جيشا لقتاله بقيادة عبيد الله بن زياد - وكان عبيد الله قد هرب من البصرة إلى الشام بعد وفاة يزيد بن معاوية- وجرت بينهما معركة قرب (نهر الخازر) قتل فيها عبيد الله بن زياد

              ولما تولى مصعب بن الزبير إمارة العراق لأخيه عبد الله, توجه لقتال المختار, وفي المعركة التي جرت سنة 67هـ قرب بلدة المذار - بين واسط والبصرة- قتل المختار وقتل من كان يحارب معه .
              القناعة كنز لا يفنى

              تعليق


              • #8
                أسباب سقوط الدولة الأموية

                جعل ولاية العهد لاثنين
                كان أول من سن هذه السنة مروان بن الحكم فقد عهد بالخلافة إلى ولديه عبد الملك وعبد العزيز, على أن تكون من بعدهما لعمرو بن سعيد بن العاص الملقب بالأشدق . ولما تولى الخلافة عبد الملك بن مروان أراد خلع أخيه عبد العزيز وتولية ابنه الوليد, لولا أن توفي عبد العزيز قبل الإقدام على خلعه, وعندئذ تقدم عمرو الأشدق وطلب من عبد الملك تجديد العهد له بالخلافة من بعده كما أوصى أبوه, فما كان من عبد الملك إلا أن قتله على نحو ما تقدم, وعهد بالخلافة لولديه الوليد ثم سليمان.

                ولما تولى الوليد الخلافة أراد عزل أخيه سليمان من ولاية العهد ليعهد بها إلى ابنه عبد العزيز, وطلب من أخيه أن يعزل نفسه فأبى, وأبى أن يجعل الخلافة من بعده لعبد العزيز على الرغم مما عرض عليه أخوه من أموال طائلة, وعندئذ طلب الوليد من عماله أن يبايعوا لابنه عبد العزيز فبايعه ثلاثة منهم وهم: الحجاج الثقفي أمير العراق, ومسلم بن قتيبة أمير خراسان ومحمد بن القاسم الثقفي أمير السند وكلا الاثنين مرتبطان إداريا بالحجاج, كذلك دعا الوليد الناس لبيعة ابنه فلم يستجب له إلا خواصهم. وتوفي الوليد قبل أن يتم له ما أراد .

                وتولى سليمان الخلافة من بعده وفي قلبه حنق على الذين استجابوا لبيعة ابن أخيه عبد العزيز, وعزم على الانتقام منهم, فأرسل إلى قتيبة بن مسلم من اغتاله , وعزل محمد بن القاسم وأمر بحمله إلى واسط وكتب إلى يزيد بن المهلب وكان قد ولاه على العراق, أن يميته تحت العذاب, فوكل به من أماته تحت العذاب , وهكذا كانت نهاية بطلين من أبطال الإسلام وقائدين شهيرين فتحا ما وراء النهر والسند ونشرا الإسلام فيهما.

                وأما الحجاج الثقفي فكان قد مات قبيل تولي سليمان الخلافة, فصب نقمته على كل من اتصل بالحجاج بسبب. وكان عبد الملك قد أوصى ابنه سليمان أن يعهد بالخلافة من بعده إلى أخيه يزيد ثم إلى أخيه هشام, ولكنه تجاوز وصية أبيه وعهد بالخلافة إلى ابنه أيوب, ولكن ابنه توفي قبله , ثم أرادها لابنه محمد ولكنه كان صغيرا لم يبلغ الحلم , أما أخواه يزيد وهشام, فقد استبعدهما وقال عنهما: إنهما لم يبلغا أن يؤتمنا على الأمة , فشاور رجاء بن حيوة وكان شيخ الشام في زمانه, فأشار عليه بعمر بن عبد العزيز, فوافق على أن تكون الخلافة من بعده لأخيه يزيد ثم لهشام .
                وقد أراد عمر أن يعهد بالخلافة لرجل في مثل ورعه وتقواه, ولكن الأجل لم يمهله. وتولى يزيد الخلافة بعد عمر ومن بعده تولاها أخوه هشام ومن بعده تولاها ابن أخيه الوليد بن يزيد


                أثر العصبية القبلية في الصراع على الخلافة
                ظهر أثر هذه العصبية بعد وفاة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان وتخلي ابنه معاوية (الثاني) عن الخلافة, فقد نصرت قبيلة كلب اليمانية مروان بن الحكم حين رشح نفسه للخلافة, وقاتلت معه الضحاك بن قيس الفهري, زعيم القيسية في الشام وكان يدعو لعبد الله بن الزبير. وانتصر مروان في وقعة (مرج راهط) سنة 64هـ بسواعد الكلبيين, وقتل الضحاك بن قيس في الموقعة وهزم القيسية, ومن بعدها تأصلت العداوة بين اليمانية والقيسية (المضرية), وظل اليمانية حلفاء بني أمية حتى خلافة الوليد بن يزيد بن عبد الملك حين ثار عليه يزيد بن المهلب بن أبي صفرة زعيم اليمانية.

                وتمتد جذور هذه الثورة إلى أيام الحجاج الثقفي حين كان أميرا على العراق والمشرق. فقد كان الحجاج يكره يزيدا بن المهلب, لأنه كان يتيه عليه, فهو ابن المهلب بن أبي صفرة والقائد الشهير الذي أخمد ثورات الخوارج وقارعهم تسعة عشر عاما, أفنى الكثير منهم, وكان من قادة عبد الله بن الزبير ثم تحول إلى عبد الملك بن مروان بعد مقتل مصعب بن الزبير سنة 71هـ في وقعة (دير الجاثليق), فولاه عبد الملك على خراسان وبعد وفاته سنة 82هـ خلفه ابنه يزيد في إمارة خراسان . وفي سنة 85هـ طلب الحجاج من الخليفة أن يأذنه في خلعه, وادعى أنه يميل إلى آل الزبير وأنه اختان أموالا من خراج خراسان فوافقه الخليفة ولكنه أمره أن يولي على خراسان أخاه المفضل بن المهلب, فامتثل أمر الخليفة وولاه وهو كاره .

                ولما توفي عبد الملك خلفه ابنه الوليد, فسارع الحجاج إلى عزل المفضل عن خراسان وولى عليها قتيبة بن مسلم ثم قبض على يزيد بن المهلب وعلى أخيه المفضل وسجنهما وعزل أخويهما عبد الملك وحبيب ابني المهلب عن أعمالهما . وتمكن السجينان من الهرب من سجن الحجاج وتوجها إلى فلسطين ودخلا على سليمان في (الرملة) مستجيرين فأجارهما, وكتب إلى أخيه الوليد بذلك فأقره على ما فعل . ولما تولى سليمان الخلافة بعد وفاة أخيه الوليد سنة 96هـ, ولى يزيد بن المهلب أميرا على العراق وولى أخاه عبد الملك أميرا على خراسان , فاشتد بذلك عضد اليمانية.

                ولكن عمر بن عبد العزيز الذي خلف سليمان سنة 99هـ عزل يزيد ابن المهلب عن العراق وقبض عليه وسجنه وطالبه بالأموال التي اختانها من خراسان حين كان أميرا عليها, ولما مرض عمر المرض الذي توفي فيه, هرب من سجنه, خشية من يزيد بن عبد الملك الذي سيخلف عمر بعد موته, لأنه كان ناقما عليه, وذلك أن سليمان بن عبد الملك حين ولاه على العراق أمره أن يصادر أموال آل ابن أبي عقيل وأن يعذبهم لقرابتهم للحجاج الثقفي , وهم أصهار الخليفة يزيد بن عبد الملك . وتوجه يزيد بن المهلب بعد هربه إلى العراق, فاجتمع حوله اليمانية, واستولى على البصرة . فلما تولى الخلافة يزيد ولى على العراق أخاه مسلمة بن عبد الملك وأرسله على رأس جيش من أهل الشام لقتال يزيد بن المهلب .

                وفي الموقعة الجارية بينهما سنة 102هـ قتل يزيد بن المهلب واجتمع بالبصرة من نجا من آل المهلب, فحملتهم السفن إلى السند . وبعد قتل يزيد بن المهلب وما حل بآل المهلب, انقلب اليمانية على الوليد بن يزيد فمال إلى القيسية. ولما تولى الخلافة هشام بن عبد الملك بعد وفاة أخيه يزيد سنة 105هـ, أراد أن يتقرب من اليمانية فولى خالدا بن عبد الله القسري على العراق, وكان من زعمائهم , وبعد خمس عشرة سنة من ولايته على العراق عزله هشام سنة 120هـ, لأنه بلغه أنه يذكره بسوء, وأنه أثرى ثراء فاحشا من أموال الخراج, وأنه ازدرى قرشيا من آل عمرو بن سعيد بن العاص وبسط لسانه عليه في مجلس العامة, محتقرا قدره, وأنه قدم أهل الذمة وقربهم, وبنى كنيسة لأمه النصرانية, وأنه تكبر وتجبر وذل أناسا بغير حق .

                فعزله الخليفة وولى مكانه يوسف بن عمر الثقفي, ابن أخي الحجاج, عدو اليمانية, وأمره بحبس خالد مع ابنه وأخيه وأبناء أخيه. وبعد أن لبثوا في السجن سنة أمره الخليفة بإخلاء سبيلهم, فقدم خالد إلى دمشق وأقام فيها. وفي سنة 126هـ حدثت حرائق في دمشق فاتهم بها خالد وأبناؤه, فقبض عليهم, كلثوم بن عياض القسري, نائب الخليفة في دمشق وحبسهم, ولما علم الخليفة (وهو مقيم بالرصافة) بالأمر, كتب إلى عامله بإطلاق سبيلهم فأخلاهم. وظل خالد مقيما بدمشق حتى توفي هشام سنة 126هـ وتولى من بعده ابن أخيه الوليد بن يزيد بن عبد الملك فاستدعى خالدا وطالبه بالأموال التي دخلت عليه من خراج خراسان وأرسل إلى عمر بن يوسف الثقفي أمير العراق, وأمره بتعذيبه, فمات خالد تحت العذاب .

                نقم اليمانية على بني أمية قتل يزيد بن المهلب وما حل بآل المهلب من قتل وتشريد, وزاد في نقمتهم قتل خالد بن عبد الله القسري, فأتمروا بالوليد بن يزيد وقتلوه, بعد سنة من خلافته وبايعوا لابن عمه ومنافسه يزيد بن الوليد بن عبد الملك فأطلق يدهم بالانتقام من القيسية (المضرية) فكان ذلك سببا لاشتداد النزاع بينهم وبين اليمانية, فأعلن القيسية الثورة في حمص وفلسطين والأردن بزعامة بعض أمراء البيت الأموي, ثأرا لمقتل الوليد. واستطاع يزيد, بمساعدة اليمانية قمع هذه الثورات. غير أن خلافته لم تطل أكثر من ستة أشهر وتوفي سنة 126هـ , وتولى الخلافة من بعده أخوه إبراهيم بعهد منه, فلم تتم له الخلافة إلا سبعين يوما, فقد أقبل مروان بن محمد بن الحكم وهو يومئذ شيخ بني أمية, على رأس جيش من القيسية, كانوا قد بايعوه, فدخل دمشق وهرب إبراهيم, وانتقم القيسية من اليمانية بكل أنواع الانتقام.

                وتجمع اليمانية في حمص وأعلنوا الثورة على مروان وامتدت ثورتهم إلى تدمر, فتغلب عليهم مروان وهزمهم, فتجمعوا في غوطة دمشق بزعامة يزيد بن خالد القسري فقاد ثورتهم انتقاما لمقتل أبيه, فتغلب عليه مروان وقمع ثورته. ولم يكد يستتب الأمر لمروان حتى خرج عليه سليمان بن هشام بن عبد الملك مستعينا باليمانية, فسار إليه مروان وهزمه في معركة (خساف) سنة 127هـ ثم طلب أمانه فأمنه. وهكذا أثارت ولاية العهد الصراع بين المعهود لهم بها, وانتقل الصراع إلى بطاناتهم, وكان للعصبية القبلية أثر بارز في وقده وتشبيبه.


                انتقال هذا الصراع إلى المشرق والمغرب
                سرت العصبية القبلية بين اليمانية والقيسية إلى الأندلس وخراسان. ففي الأندلس ظهرت العصبية بتولي أبي الخطار حسام بن ضرار أميرا على الأندلس سنة 125هـ وكان زعيما لليمانية, فتعصب لهم. فثار عليه الصميل بن حاتم زعيم القيسية, سنة 127 هـ, وانتهت الثورة بمقتل أبي الخطار سنة 130هـ. وفي خراسان نشب الصراع بين القيسية واليمانية, وكانت بينهم وقعة بالبرقان - من أرض بلخ - سنة 106هـ وقد تزعم اليمانية عمرو بن مسلم الباهلي, أخو مسلم ابن قتيبة, وتزعم القيسية نصر بن سيار أمير خراسان وكانت الغلبة لنصر .

                ولما تولى يزيد بن الوليد الخلافة انتقل الصراع إلى الولاة, فقد ولى منصور بن جمهور اليماني على العراق والمشرق, فعزل منصور نصر بن سيار عن خراسان وولى أخاه منظور بن جمهور مكانه, فامتنع نصر عن تسليم الإمارة ورد منظورا وأعلن استقلاله بخراسان. وفي سنة 127هـ ثار اليمانية في خراسان بزعامة جديع بن علي الأزدي, المعروف باسم الكرماني, على نصر بن سيار وبعد أن وادعه جديع خرج عليه ثائرا على ظلمه وجوره, فأتمر به نصر وقتله, فانضم اليمانية إلى المعارضة ومالوا مع أبي مسلم الخراساني ضد نصر بن سيار .
                وقد أفاد أبو مسلم, القائم بالدعوة العباسية, من هذا الصراع القبلي, الذي أضعف الحكم الأموي في مقاومة الدعوة العباسية وكان من أسباب انتصارها.
                القناعة كنز لا يفنى

                تعليق


                • #9
                  بارك الله فيك اخي اسود الحرب وجعل هذا العمل في ميزان حسناتك
                  إن لله عباداً فطنا .. طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
                  نظروا فيها فلما علموا .. أنها ليست لحييٍ وطنا
                  جعلوها لجةً واتخذوا .. صالح الأعمال فيها سفنا

                  تعليق


                  • #10
                    بارك الله فيك
                    اخي اسود الحرب
                    وجعل هذا العمل في ميزان حسناتك

                    تعليق

                    يعمل...
                    X