إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إماطة اللثام عن عقائد الرافضة

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إماطة اللثام عن عقائد الرافضة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    إماطة اللثام عن عقائد الرافضة

    الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه والتابعين.

    أما بعد فيقول الله تعالى:
    { وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين }

    أخي المسلم : ها نحن نلتقي معك مرة أخرى لنتذاكر ونتناصح في الله كما قال تعالى: { وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين }، ونواصل حديثنا عن الروافض ومعتقداتهم رداً على أحد دجاجلة الروافض المسمى "جعفر السبحاني!" والتي يرد فيها على فتوى (1) للشيخ الجبرين من الجزيرة العربية الذي اعتبر فيها الروافض من جنس المشركين الخارجين من الملّة، والذين لا تؤكل ذبائحهم ولا يُصلى خلفهم ولا في مساجدهم ولا'يناكحون…إلى آخره من أحكام المشركين والمرتدين.

    فيبدأ هذا الدجال كما هي عادتهم دائماً ـ في رده الذي نشرته مجلة رسالة الثقلين/العدد الثاني/ السنة الأولى بعنوان " شبهة ورد، ميزان التوحيد والشرك " ـ بالتباكي على وحدة المسلمين الضائعة وضرورة مواجهة العدو المشترك وعدم تفريق الصف و.. و… ثم يدخل في صلب الموضوع فيقول في ص64 : ( لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتفي في قبول الإسلام من الذين يُريدون الانضواء تحت رايته بمجرد الشهادة بالوحدانية واستقبال القبلة والصلاة… بهذا كان يكتفي رسول الله صلى الله عليه وسلم لإطلاق وصف الإسلام على الأشخاص من دون أن ينبش في أعرافهم الاجتماعية وممارساتهم التقليدية ) .

    فنقول مستعينين بالله :
    نعم من أتى بهذه المباني ولم يُشرك بالله شيئاً فقد أتى بالتوحيد اللازم ، ولكن أنْ يأتي بشهادة التوحيد ويناقضها فقد أتى بالشيء وضده، فالتوحيد الذي دعت إليه الرسل عليهم السلام وأُنزلت من أجله الكتب وبه قامت العداوة بين أهل الأيمان وأهل الشرك هو توحيد الألوهية الذي هو إفرادُ الله تعالى بالعبادة، والعبادة كما عرّفها شيخ الإسلام ابن تيميه: ( هي اسم جامع لما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة) فنحن نعلم من خلال ما قصّ الله تعالى علينا في القران الكريم أنَّ المشركين الذين بُعث فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا مُقرين بتوحيد الربوبية ولم يكونوا جاحدين لها، ومن جحد الربوبية كانوا أيضاً مقرين بها في أنفسهم { وجحدوا بها وآستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلّوا } ، فهم يعلمون بالفطرة أنَّ الخالق الرازق المحيي المميت الضار النافع المالك المعطى المانع هو الله وحده، ولكن كان شركهم أنهم جعلوا بينهم وبين الله سبحانه وتعالى وسائط في جلب الرزق وطلب الشفاعة وقضاء الحاجات، فمنهم من كان يعبد ـ وليست العبادة هنا أن تنسب إلى المدعو من دون الله شيئاً من صفات المولى عز وجل ـ الأنبياء والصالحين والملائكة والجن، وهؤلاء صرفوا الدعاء الذي هو العبادة كما أخبر بذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى غير الله تعالى، فسمّاهم الله مشركين وكفرّهم بذلك وقاتلهم الرسول صلى الله عليه وسلم .

    والذي يعُرف من سيرة الصحابة أنهم كانوا يستشفعون بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته وأما بعد موته صلى الله عليه وسلم فاستشفعوا بدعاء غيره كما في حادثة استسقاء عمر والصحابة بالعباس رضي الله عنه أيام خلافة عمر رضي الله عنه.

    والنبي صلى الله عليه وسلم كان أشد حرصاً على حماية جناب التوحيد من المساس به، فقد ظل طوال 13 عاماً في مكة يدعو قائلاً: ( يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره ) وقد لعن اليهود والنصارى لأنهم اتخذوا قبور أنبيائهم وصلحائهم مساجد، ونهى أمته عن ذلك وقال: ( اللهم لا تجعل قبري وثناً يُعبد) ، حتى أنه صلى الله عليه وسلم نهى أمته عن الصلاة في وقت طلوع الشمس وقبل غروبها، وعلّل ذلك بأنها تخرج بين قرني شيطان ويسجد لها الكفار، نهى أمته عن ذلك حتى لا يشابهوا الكفار وإن كان الكفار يسجدون للشيطان والمسلمون يسجدون لله ولكنه سدٌ لباب الذريعة فكيف بعد هذا يدّعي هذا الدجال أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل من المسلمين مجرد التلفظ بالشهادتين دون نبش تقاليدهم وأعرافهم الاجتماعية؟

    ويُبنى على هذا الاعتقاد الفاسد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يترك الناس على ما هم عليه!
    ثم من هذا الذي يعتد بقوله الذي زعم فيه أن مجرد التلفظ بالشهادتين يُدخلك في حظيرة الإسلام؟!

    نعم إنها إبتداءاً تُدخل الإنسان في الإسلام فإن لم يأت بأركانها وشروطها فإنها لا تنفعه. ألم يقرؤوا أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك: ( من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه دخل الجنة)، وقوله صلى الله عليه وسلّم: ( فإن الله حرّم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي وجه الله)، وقوله صلى الله عليه وسلم: ( من قال لا إله إلا الله وكفر بما يُعبد من دون الله، حَرُمَ ماله ودمه وحسابه على الله) ، وقوله: ( أُمرت أن أُقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله ) .

    فما حقها؟
    أليس من معاني لا إله إلا الله نفي الآلهة من دون الله وإثباتها لله وحده؟!
    أليس من حقها خلع الأنداد والكفر بما يُعبد من دون الله؟!
    وكلُّ هذه الأحاديث تدل على أن من قالها خالصاً من قلبه غير شاكٍ فيها هو من حقق شروط هذه الكلمة العظيمة.

    وإذا كان الله تعالى يُحذّر نبيه صلى الله عليه وسلم من الشرك قائلاً: { ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطنَّ عملك ولتكوننَّ من الخاسرين } فإذا كان سيد البشر والمصطفى من خلق الله صلى الله عليه وسلم يُوحى إليه هذا الإنذار فنحن من باب أولى يجب أن نحذر من الوقوع في الشرك وما يؤدي إليه، وفي الحديث الصحيح حينما جاءه صلى الله عليه وسلم رجل فقال له: ( ما شاء الله وشئت، قال: اجعلتني لله نداً؟ بل قل ما شاء الله وحده ) ، وأيضا قوله صلى الله عليه وسلم حينما أراد بعض الصحابة الاستغاثة به من أذى بعض المنافقين فقال صلى الله عليه وسلم: ( إنه لا يُستغاث بي وإنما يُستغاث بالله ) ، وقوله: ( يا غلام أني أُعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله ) .

    أبعد كل هذا يأتي من يقول إن دعاء الأنبياء والصالحين ليس بشرك؟!

    بل إن شرك هؤلاء فاق شرك الأولين الذين كانوا يدعون مع الله آلهتهم المزعومة في الرخاء لكنهم يُخلصون لله الدعاء وقت الشدة وهؤلاء يدعون غير الله في الشدة والرخاء!، وهذا ما رأيناه من صغيرهم وكبيرهم، ومن يرى الأضرحة التي أقاموها على قبور بعض أهل البيت رضي الله عنهم لرأى العجب العجاب من شدة إخلاصهم الدعاء لغير الله وطلبهم من الموتى أموراً لا يقدر عليها إلا الله، حتى إن المرء ليستغرب ماذا أبقوا لله من صفات الربوبية والألوهية.

    حتى قال شاعرهم:
    نادي علياً مظهر العجائب تراه عوناً لك في النوائب



    فأي توحيد هذا الذي يدعونه؟
    أليس شرك قوم نوح عليه السلام جاء من باب تقديس الصالحين ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم من دون الله؟
    أليس هذا حاصلاًً اليوم حول القبور والأضرحة؟

    بل ازداد الحال سوءاً إذ وصل بهم إلى تقديس الموتى من الناس الذين يزعمون أنهم من نسل النبي صلى الله عليه وسلم، ويتقربون إلى الله ـ زعموا ـ بزيارة قبورهم والطواف بها والذبح والنذر لها ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لابنته فاطمة رضي الله عنها وأرضاها : ( يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئاً).

    فهل هذا هو الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم؟ وأين التوحيد الذي دعا إليه وقاتل من أجله؟
    وأما إذا كان فهمهم للتوحيد كما تقدم فعلى إسلامهم السلام.

    ***

    ثم يقول " السبحاني " في ص66: ( ثم يقول المدعو الجبرين : حيث جعلوه ـ أي علياً ـ رباً وخالقاً ومتصرفاً في الكون ).

    فنقول:

    إن الشيخ ما ادعى ذلك كذباً أو افتراءً عليهم، كيف وكتبهم مليئة بذلك ورواياتهم في أصح كتبهم تدل على ذلك وإن تأولوا الأحاديث، فهذا " الكليني " يروي في الكافي عدة روايات تحت باب " الأئمة إذا شاءوا أن يعلموا علِموا !"، وباب " إن الأئمة يعلمون متى يموتون وأنهم لا يموتون إلا باختيارهم " ، ويروون كذباً على علي رضي الله عنه : ( أنا قسيم الجنة والنار ولقد أقرت لي جميع الملائكة والروح والرسل بمثل ما أقروا لمحمد صلى الله عليه وآله.. ولقد أُعطيت خصالاً ما سبقني إليها أحد قبلي، عُلّمت المنايا والبلايا والأنساب وفصل الخطاب فلم يفتني ما سبقني ولم يعزب عني ما غاب عني ) . [الكافي1/196] .

    وأيضاً عن جعفر الصادق : ( إني لأعلم ما في الجنة والنار وأعلم ما كان وما يكون ) [ الكافي /261].
    وفي رواية : ( إن الدنيا بيد الأمام يضعها حيث يشاء ويدفعها لمن يشاء ) [ الكافي1/409].

    وفي رواية مكذوبة على علي رضي الله عنه أنه كان يقول: ( أنا الأول والأخر والظاهر والباطن ) [ الاحتجاج على أهل اللجاج للطوسي ].

    إن غلوهم جعلهم يضعون أئمتهم في درجة أفضل من الأنبياء والرسل والملائكة المقربين كما يذكر ذلك " الحر العاملي " قائلاً: ( الأئمة الإثني عشر أفضل من سائر المخلوقات من الأنبياء والأوصياء السابقين والملائكة وغيرهم ) [ الفصول المهمة ص:152].

    ووصل بهم الحال إلى اختلاق روايات على أهل البيت أن الأئمة يُوحى إليهم وأن علياً ناجاه جبريل عليه السلام في فتح خيبر كما يذكر ذلك صاحب بصائر الدرجات [ بصائر الدرجات 8/باب16] ، وإن ( من الأئمة من يُنكت في أذنه ومنهم من يستمع الصوت ) [ بصائر الدرجات 5/باب7].

    وأن فاطمة رضي الله عنها لما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث الله لها ثلاثة ملائكة يُكلمونها ويسلونها وكان علي يكتب ما يقول المَلك ! [ خطاب ألقاه الخميني يوم الأحد 2/3/86 بمناسبة عيد المرأة].


    ويقول الخميني: ( إن للإمام مقاما محموداً ودرجة سامية، وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون، وإن من ضرورات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لم يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل… ووردَ عنهم عليهم السلام: إن لنا مع الله حالات لا يسعها ملك مقرب ولا نبي مرسل ) [ الحكومة الإسلامية ص:52] . وقال أيضاً: ( إن تعاليم الأئمة كتعاليم القرآن لا تخص جيلاً خاصاً وإنما هي تعاليم للجميع في كل عصر ومصر إلى يوم القيامة ) [ الحكومة الإسلامية ص:112]. ويقول أيضاً: ( فالإمام المهدي الذي أبقاه الله سبحانه وتعالى ذخراً من أجل البشرية، سيعمل على نشر العدالة في جميع أنحاء العالم وسينجح فيما أخفق في تحقيقه جميع الأنبياء ) [ خطاب ألقاه الخميني بمناسبة الخامس عشر من شعبان 1400].

    وغير هذا كثير ولولا الإطالة لذكرنا المزيد. أبعد هذا الغلو غلو؟

    ولكن لا عجب فما كان يُعدُّ به الغُلاة غلاة أيام أئمتهم هو الآن من ضروريات المذهب كما يذكر ذلك " المامقاني " [ تنقيح المقال للمامقاني 3/240 ].

    كلُّ هذه الصفات التي ذكروها لأئمتهم لا تَصلُح إلا لله كما قال تعالى: { وما لهم فيهما من شِرك وما له منهم من ظهير} ، فالمُلك بيد الله وحده لم يعطِ أحداً من عباده شيئاً منه كما قال: { وما يملكون من قطمير}، وفي الملائكة عباد الله المكرمون قال سبحانه: { وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون * لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون* يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون* ومن يقل منهم إني إلهٌ من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين} ، والرُسل الكرام صلوات الله عليهم أجمعين يُخبر الله عنهم أنهم لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا حيث قال سبحانه عن سيدهم محمد صلى الله عليه وسلم: { قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك } ، وقال : { قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشدا } ، وقال تعالى: { قل لا أملك لنفسي ضراً ولا نفعاً إلا ما شاء الله} ، ويُعاتب الله نبيه صلى الله عليه وسلم في المنافقين : { عفا الله عنك لِمَ أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين } ، وعن المنافقين أيضاً يقول المولى عز وجل: { وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لاتعلمهم نحن نعلمهم } .

    هذا بحق المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه لا يعلم الغيب ولا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً، والرافضة تُثبت علم الغيب لأئمتهم افتراءً على الله وعليهم، فكذبوا على جعفر الصادق أنه قال: ( أي إمام لا يعلم ما يغيبه وإلى ما يصير فليس حجة على خلقه ) [ الكافي 1/285].

    والأئمة ( يعرفون الرجل إذا رأوه بحقيقة الإيمان وحقيقة النفاق ) [ الكافي 1/223].
    وإن موسى والخضر أعطيا علم ما كان ولم يعطيا علم ما يكون ـ كما عند الأئمة ـ [ الكافي 1/261].


    ***


    وفي صفحة 69 يرد هذا الدجال على الشيخ الجبرين حينما بيّن أن الرافضة تطعن في القران الكريم، مُحاولاً جاهداً إلصاق عار هذه الطامة التي ركبتهم بأهل السنة، فيصح عليه المثل " رمتني بدائها وانسلت" ، فيقول: ( إن الشيعة لا يطعنون في القران الكريم، ولا يقولون بوقوع التحريف فيه… ولكن غيرهم قال بهذا ـ أي أهل السنة ـ ) ، ويُعدد المصادر التي يُحاول بها أن يُلبس على الناس فيها - كما في " جامع الأحكام " للقرطبي حينما تحدث عن نسخ اللفظ، وحاول أن يصوره بأنه القول بالتحريف- .

    أقول :
    إنني حقاً لم أرَ أوقح من هؤلاء وأجرأ منهم على الكذب على الله ورسوله، ومن المعلوم أن من أقسام النسخ في القران ما نسخ لفظه وبقي حكمه، كآية { والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم } والقسم الأخر ما نسخ لفظه كما في رواية البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ( إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله: { أن لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم} ) ، والتي يستدل بها هذا الرافضي على أن أهل السنة يقولون بالتحريف ليُوهم الناس بذلك، ومن المعلوم أن أقسام النسخ مما أجمع عليه المسلمون - سوى من لا يعتد برأيهم كالمعتزلة ومن لف لفهم - وقولنا بنسخ اللفظ والمعنى لا يعتبر طعناً في كتاب الله لأنه حدث في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، بل هم - الرافضة - يُقِرون بوجود هذا النوع من النسخ كما عند بعض شيوخهم كما سنذكر ذلك إن شاء الله.

    ويستدل بعد ذلك بأقوال بعض من شيوخهم المتقدمين والمتأخرين كـ " ابن بابويه القمي " و" المرتضى " و" الطوسي " و" الحلي " و" الخميني " و" كاشف الغطا " على أنهم لا يقولون بوقوع التحريف ، وهذا الدجال ادعى دعوى سنناقشها بأذن الله - وستعلم إذا انجلى الغبار أفرس تحتك رجلك أم حمار- :

    يقول بعد ذكر نماذج من أقوال شيوخهم المذكورين أعلاه في ص72 : ( هذه نماذج صريحة تعكس عقيدة الشيعة الأمامية منذ القديم وإلى الان وكلها تؤكد على صيانة الكتاب العزيز من أية زيادة أو نقيصة وخلوه من كل تغيير أو تبديل.. ).

    وإليك أخي المسلم بعض من أقوال شيوخهم الذين يكنون إليهم كل تقدير وإجلال:

    فيذكر صاحب " الكافي " : ( رفع إلي أبو الحسن ـ ع ـ مصحفاً وقال لا تنظر فيه، ففتحته وقرأت فيه { لم يكن الذين كفروا } فوجدت فيها ـ السورة ـ اسم سبعين رجلاً من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم، فبعث إلي أن ابعث إلي بالمصحف ) [ الكافي2/261].

    والبحراني في شرحه لنهج البلاغة: ( أن عثمان بن عفان جمع الناس على قراءة زيد بن ثابت خاصة وأحرق المصاحف وأبطل ما لاشك أنه من القرآن المُنزل ) [ شرح نهج البلاغة /هاشم البحراني 1/11].

    ويقول المحدث الشيعي " نعمة الله الجزائري " في كتابه " الأنوار النعمانية ": ( إن الأئمة أمروا شيعتهم بقراءة هذا الموجود من القرآن في الصلاة وغيرها والعمل بأحكامه حتى يظهر مولانا صاحب الزمان، فيرتفع هذا القرآن من بين أيدي الناس إلى السماء ويُخرج القرآن الذي ألفه أمير المؤمنين، ويعمل بأحكامه) .

    ويقول محدثهم " النوري الطبرسي": ( إن الأخبار الدالة على ذلك ـ التحريف ـ يزيد على ألفي حديث وادعى استفاضتها جماعة كـ " المفيد " والمحقق " الداماد " والعلامة " المجلسي " وغيرهم، واعلم أن الأخبار منقولة من الكتب المعتبرة التي عليها معول أصحابنا في إثبات الأحكام الشرعية والآثار النبوية ) [ فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب 227 /النوري الطبرسي ].

    وينقل الإجماع على التحريف " الجزائريّ " في كتابه " الأنوار النعمانية " كما يذكر ذلك صاحب كتاب: " فصل الخطاب " : ( إن الأصحاب قد أطبقوا على صحة الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القران ) [ فصل الخطاب ص 30 ].

    ويقول المفسر الشيعي " محسن الكاشاني ": ( إن القران الذي بين أيدينا ليس بتمامه كما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم بل منه ما هو خلاف ما أنزل الله، ومنه ما هو مغير محرف، وأنه قد حذف منه أشياء كثيرة ) [ تفسير الصافي /المقدمة - محسن الكاشاني ].

    ويؤكد ذلك " طيب الموسوي " في تعليقه على تفسير " القمي علي بن إبراهيم ": ( ولكن الظاهر من كلمات غيرهم من العلماء والمحدثين، المتقدمين منهم والمتأخرين القول بالنقيصة كـ " الكليني " و" البرقي " و" العياشي " و" النعماني " و" فرات بن إبراهيم " و" أحمد بن طالب الطبرسي " و" المجلسي " والسيد " الجزائري " و" الحر العاملي " والعلامة " الفتوني " والسيد " البحراني " وقد تمسكوا في إثبات مذهبهم بالآيات والروايات التي لا يمكن الإغماض عليها ) [ تفسير القمي / المقدمة ص23].

    و" المجلسي " يُصرح قائلاً: ( أن عثمان حذف عن هذا القرآن ثلاثة أشياء: مناقب أمير المؤمنين علي، وأهل البيت، وذم قريش والخلفاء الثلاثة مثل آية " يا ليتني لم أتخذ أبا بكر خليلا " ) [ تذكرة الأئمة المجلسي ص9].

    ويقول " علي أصغر البروجردي ": ( والواجب أن نعتقد أن القرآن الأصلي لم يقع فيه تغيير وتبديل مع أنه وقع التحريف والحذف في القرآن الذي ألفه بعض المنافقين والقرآن الأصلي موجود عند إمام العصر ) [ عقائد الشيعة ص27 للبر وجردي ].

    وغيرهم كثير يضيق المقام عن حصر أقوالهم. وأما تبجحه بعدة من علمائهم أنكروا التحريف فهم أنفسهم يردون عليهم، فيقول أحد علمائهم رداً على " الشريف المرتضى " قوله بعدم التحريف: ( فإن الحق أحق أن يتبع، ولم يكن السيد علم الهدى ـ المرتضى ـ معصوماً حتى يجب أن يطاع فلو ثبت أنه يقول بعدم النقيصة مطلقاً لم يلزمنا إتباعه ولا خير فيه ) [ الشيعة والسنة ص133 إحسان ظهير ].

    والجزائري يرد عليهم أيضاً : ( نعم قد خالف فيها " المرتضى " و" الصدوق " والشيخ " الطوسي " وحكموا بأن ما بين الدفتين هو المصحف المنزل لا غير ولم يقع فيه تحريف أو تبديل… والظاهر أن هذا القول إنما صدر منهم لأجل مصالح كثيرة.. كيف وهؤلاء الأعلام رووا في مؤلفاتهم أخباراً كثيرة تشمل على وقوع تلك الأمور في القران وأن الآية هكذا ثم غيرت إلى هذا ) [ الأنوار النعمانية / الجزائري ].

    ثم الخميني الذي يستشهد به هذا الدجال وبأقواله على عدم وقوع التحريف يفضحه الله حيث قال في معرض كلامه عن الإمامة والصحابة: ( .. فإن أولئك الذين لا يعنون بالإسلام والقرآن إلا لأغراض الدنيا والرئاسة، كانوا يتخذون من القرآن وسيلة لتنفيذ أغراضهم المشبوهة، ويحذفون تلك الآيات من صفحاته، ويُسقطون القرآن من أنظار العالمين إلى الأبد، ويلصقون العار ـ وإلى الأبد ـ بالمسلمين وبالقرآن، ويُثبتون على القرآن ذلك لعيب الذي يأخذه المسلمون على كتب اليهود والنصارى ) [ كشف الأسرار /الخميني ص 131 ].

    " الخوئي " في تفسيره يثبت لعلي مصحفاً مغايراً لما هو موجود وإن كان هذا المصحف لا زيادة فيه ولا نقصان، ولكنه يشرح معنى مُغايرة مصحف علي رضي الله عنه للمصحف الذي بين أيدينا فيقول: ( إن هذه الزيادات هي تنزيل من الله شرحاً للمراد ) [ البيان في تفسير القران /الخوئي ] ، ولم يُبين لنا كيف أن هذه الزيادات تنزيل من الله، هل هي بوحي أم ماذا ؟!

    وأما الأمثلة على ما يعتقدونه من تحريف فقد جمع " النوري الطبرسي " مرجعهم الكبير - الذي توفى أوائل هذا القرن - في كتابه " فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب " ما يقرب من ألفي حديث ورواية دالة بصريحها كما هو واضح من عنوان الكتاب على اعتقادهم الاعتقاد الجازم الذي هو جزء من صميم عقيدتهم على وقوع التحريف في كتاب الله العزيز، وقد كوفئ بأن دفنوه في بقعة مقدسة عندهم في الصحن الرضوي ـ أي قرب قبر علي رضي الله عنه. وهذا مقطع مما أورده المذكور في كتابه من سورة " الولاية " (2) والتي يزعمون أنها من جملة ما حذف الصحابة من القران ـ كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا: ـ (يا أيها الذين آمَنوا آمنِوا بالنورين أنزلناهما يتلوان عليكما آياتي ويحذراكم عذاب يوم عظيم . نوران بعضهما من بعض وأنا السميع العليم……) إلى آخر هذا الهراء .

    وأما عن نسخ التلاوة الذي يحاول الروافض التخلص من عارهم بطعنهم في كتاب الله بأن يرموا المسلمين بذلك لأنهم يقولون بنسخ التلاوة، ويأتي اليوم من علمائهم من ينكر جواز نسخ التلاوة، فالمتتبع لكتبهم يراهم يثبتون هذا النوع من النسخ، فيقول " الطوسي " في تفسيره: ( لا يخلو النسخ في القرآن الكريم من ثلاثة أقسام، أحدهما ما نُسخ حكمه دون لفظه… والثاني ما نُسخ لفظه دون حُكمه كآية الرجم فإن وجوب الرجم على المحصنة لا خلاف فيه، والآية التي كانت متضمنة له منسوخة بلا خلاف وهي قوله { والشيخ والشيخة إذا زنيا … } والثالث ما نسخ لفظه وحكمه، وذلك نحو ما رواه المخالفون عن عائشة أنه كان فيما أنزل الله عشر رضعات ) [ التبيان في تفسير القران/ الطوسي 1/13 ] ، وفي موضع آخر يُدافع عن نسخ التلاوة ويرد على المنكرين له: ( وقد أنكر قوم جواز نسخ القرآن وفيما ذكرناه دليل على بطلان قولهم، وجاءت أخبار متظافرة بأنه كانت أشياء في القران نُسخت تلاوتها ) [ نفس المصدر 1/394 ] ، وهذا قول ما يسمونه بـ " شيخ الطائفة " الذي دافع عن القول بعدم تحريف القرآن دافع أيضاً عن جواز نسخ التلاوة.

    ومن المعلوم أن التحريف يكون من الإنسان بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وأما النسخ فهو إنما صدر بموافقة الشارع الحكيم، لهذا نرى " الخوئي " يُحاول التلبيس في قوله: ( غير خفي أن القول بنسخ التلاوة هو بعينه القول بالتحريف والإسقاط ) [ البيان في تفسير القران /الخوئي/ 241] ، ثم يقول أيضاً: ( وعلى ذلك فيمكن أن يدعى أن القول بالتحريف هو مذهب أكثر علماء أهل السنة لأنهم يقولون بجواز نسخ التلاوة ) [ نفس المصدر /241 ] ، وفي صفحة أخرى تراه يُبرئ ساحة علماء الروافض من القول بالتحريف: ( وقد عرفت أن القول بعدم التحريف هو المشهور بل المتسالم عليه بين علماء الشيعة ومحققيهم ) [ نفس المصدر/ 225] ، فعلى ذقن من يضحك " الخوئي " ومن هم علماؤهم ومحققوهم الذين قالوا بعدم التحريف، أهم " القمي " أم " العياشي " أم " الكليني " أم " المجلسي " أم " الجزائري " أم…؟!


    ***


    وفي صفحة 73 وما تلاها يرّد هذا الأفّاك على الشيخ الجبرين في قوله: ( كما أنهم يطعنون في أكابر الصحابة كالخلفاء الثلاثة وبقية العشرة وأمهات المؤمنين ومشاهير الصحابة كأنس وجابر وأبي هريرة ونحوهم ) ، فيرد الرافضي: ( وأما قول " جبرين " حول موقف الشيعة الإمامية من الصحابة ففيه مُغالطة وتغطية للحق إذ لا تجد على أديم الأرض مسلماً يعتنق الإسلام ويحب النبي الأكرم يبغض أصحاب النبي بما أنهم أصحابه وأنصاره…).

    وكعادتهم في استدرار عواطف البسطاء من المسلمين يبدأ يُلمّع موقفهم ويظهرهم على أنهم هم المحبون المتبعون، فيبدأ بتصنيف الصحابة إلى السابقين الأولين والمبايعين تحت الشجرة والمهاجرين وأصحاب الفتح ويدرج ضمنهم فئات المنافقين على أصنافها على أنهم من الصحابة، وهذا من تدجيلهم وتلبيسهم على العوام من المسلمين. ولنعلم أن لفظ صحابي عند أهل السنة والجماعة هو : ( من رأى النبي صلى الله عليه وسلم وآمن به ومات صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضٍ ولم يُبدلوا ولم يُغيروا ولم يرتدوا ) فما بال هذا الخبيث يجمع المنافقين الذين لم يؤمنوا قط إلا بأفواههم مع من جاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ومن أُخرجوا من ديارهم بغير الحق ومن آووا ونصروا ومن صدقوا ما عاهدوا الله عليه؟!.. ولكنها كلمات كتبها ظاهرها حرصه على سمعة الصحابة ولكنها تظهر ما تكنه نفسه اللئيمة، فلنقرأ أي حب يكنّه القوم لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أجمعين إلا نفراً يسيراً ولنعلم أن قول الشيخ الجبرين حق وأن مصنفاتهم قديماً وحديثاً مليئة بالسب والشتم لخيار أمة محمد صلى الله عليه وسلم:

    فيذكر صاحب " الكافي ": ( أن الناس كانوا أهل ردة إلا ثلاثة: المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي) [ الكافي 8/245 ].

    و" الكشي " في رجاله يذكر: ( قال محمد بن أبي بكر لأمير المؤمنين: ابسط يدك لأبايعك، قال: أو ما فعلت ؟ قال: بلى ، فبسط يده فقال أشهد أنك إمام مفترض الطاعة وأن أبي في النار) [ رجال الكشي 61 ] ، وقال أيضاً: ( سمعت ما من أهل بيت إلا وفيهم نجيب من أنفسهم، وأنجب النجباء من أهل بيت سوء محمد بن أبي بكر ) [ رجال الكشي 61 ].

    وفي تفسير القمي تحت قوله تعالى { ويوم يعض الظالم على يديه } يقول: ( يعني الأول ـ أبا بكر ـ يا ليتني اتخذت مع الرسول علياً ولياً ـ يا ليتني لم اتخذ فلاناً خليلاً ـ أي عمر ـ ) [ تفسير القمي 2/113 ] ، وأيضاً فيه تحت قوله تعالى: { وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن يُوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا } : ( قال أبو عبد الله عليه السلام ما بعث الله نبياً إلا وفي أمته شيطانان يؤذيانه ويضلان الناس من بعده… وأما صاحبا محمد فجبتر وزريق ) وفسر جبتر بعمر وزريق بأبي بكر!، وفيه: ( والله ما أهريق من دم ولا قرع بعصا ولا غصب فرج حرام ولا أخذ مال من غير علم إلا وزر ذلك في أعناقهما من غير أن ينقص من أوزار العاملين بشيء ) [ تفسير القمي 1/383 ].

    ويضيف " الكشي " في روايته: ( .. ونحن معاشر بني هاشم نأمر كبارنا وصغارنا بسبهما والبراءة منهما ) [ رجال الكشي 180 ].

    بل حتى عم الرسول صلى الله عليه وسلم العباس وبنوه لم يسلموا من سبهم وشتمهم، فيورد " الكشي " كذباً على زين العابدين أنه قال لأبن عباس: ( فيمن نزلت { ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا } ؟ وفيمن نزلت { ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم } .. وأما الأوليان فنزلتا في أبيه العباس ) [ رجال الكشي 53 ].

    وفي طلحة والزبير يقول " القمي " في تفسيره: ( إن آية { إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنّة حتى يلج الجمل في سَمِّ الخياط } نزلت فيهما ) [ تفسير القمي 1/230 ].

    وفي مراسلة تمت بين السيد " إبراهيم الراوي " ـ من علماء السُنّة ـ وبين " محمد مهدي السبزواري " ـ من مجتهدي الشيعة ـ يشكو له قول " بهاء الدين العاملي " في حاشيته على تفسير " البيضاوي " في قوله تعالى { يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم } أنها نزلت في أبي بكر وعمر والصحابة.. فيرد عليه " السبزواري " بجواب تاريخه 4/4/ 1347: ( قلتم أدام الله ظلكم: وإذا صدق قول الشيعة في ارتداد الصحابة كلهم الذين يتجاوز عددهم مائة ألف ـ إلا خمسة أو ستة أو سبعة ـ والصواب ثلاثة فلِم يقاتل أبو بكر أهل الردة ويردهم إلى الإسلام؟ وكفره كفر حكمي لا كفر واقعي كعبادة الوثن والصنم ولم يعتقد الشيعة كفر الصحابة وعائشة في حياة النبي، وإنما قالوا إنهم ارتدوا بعد النبي ) [ حاشية المنتقى من منهاج الاعتدال 32 ].

    ويُنكرون أن الله رضي عن كل الذين بايعوا تحت الشجرة، فيقول " محمد مهدي الخالصي " نافياً صفة الإيمان عن أبي بكر وعمر: ( وإن قالوا إن أبا بكر وعمر من أهل بيعة الرضوان الذين نصَّ على الرضا عنهم القران في قوله في هذه السورة { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة } قلنا لو أنه قال " لقد رضي عن الذين بايعونك تحت الشجرة " أو " عن الذين يبايعونك " لكان في هذه الآية دلالة على الرضا عن كل من بايع، ولكن لما قال { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك } فلا دلالة فيها إلا على الرضا عمن محض الإيمان ) [ أحياء الشريعة في مذهب الشيعة 1/63،64- الخالصي ].

    ويتبين لك أخي المسلم وقاحتهم وسوء أدبهم وطعنهم في زوج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة، الذي هو طعن في شخص الرسول صلى الله عليه وسلم، بل طعن في الله سبحانه وتعالى من خلال رواية أحاديث تظهر ما تكنه صدورهم، منها قول " القمي " في تفسيره في قول الله تعالى { يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا .. } ـ يقول ـ إنها نزلت في اتهام عائشة لمارية القبطية ) [ تفسير القمي 2/318 ] ، وأيضاً في قوله تعالى { إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم } قال : ( إن العامة رووا أنها نزلت في عائشة وما رضي الله عنه'ميت به في غزوة بني المصطلق من خزاعة، وأما الخاصة فإنهم رووا أنها نزلت في مارية القبطية وما رمتها به بعض النساء المنافقات ) [ تفسير القمي 2/99 ].


    وفي " تفسير البرهان " لـ " هاشم البحراني " يورد هذه الرواية في لعن أبي بكر وعمر ( عن محمد الباقر… : من وراء شمسكم هذه أربعون شمساً، ما بين عين شمس إلى عين شمس أربعون عاماً فيها خلق عظيم ما يعلمون أن الله خلق آدم أو لم يخلقه، وإن من وراء قمركم هذا أربعين قمرا… ـ إلى أن قال ـ قد أُلهموا كما أُلهمت النحلة لعنة الأول والثاني ـ أبي بكر وعمر ـ في كل الأوقات، وقد وكل بهم ملائكة متى لم يلعنوا ُذبوا ) [ تفسير البرهان 47/ لهاشم البحراني ].

    بل إن وقاحتهم وسوء أدبهم بلغت حداً أن اتهموا الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي زوّجه علي رضي الله عنه ابنته أم كلثوم، بأنه كان مصاباً بداء لا يشفيه إلا ماء الرجال ـ قاتلهم الله أنّى يؤفكون ـ كما في كتاب اسمه " الزهراء " لأحد طواغيتهم في نجف العراق.

    وما دعاء الجبت والطاغوت عنا ببعيد، والدعاء يقع في صفحتين ممهوراً بأختام عدة من طواغيتهم منهم " الخوئي " و" محسن الحكيم " و" شريعتمداري " ..

    ويبدأ هذا الدعاء ( اللهم العن جبتي قريش وطاغوتيهما وإفكيهما وابنتيهما الذين حرفا كتابك…) [ صورة عن كتاب تحفة العوام ].

    وبلغت استهانة الخميني بأصحاب رسول الله صلى الله عنه وسلم أن فضّل عليهم شعب إيران كما يذكر ذلك في وصيته ( وأنا أزعم بجرأة أن الشعب الإيراني بجماهيره المليونية في العصر الراهن أفضل من أهل الحجاز في عصر رسول الله ) [ الوصية السياسية ص 23 /الخميني ] ، ويقول هذا الخبيث في سبه لخير الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم : ( إننا هنا لا شأن لنا بالشيخين، وما قاما به من مخالفات للقران، ومن تلاعب بإحكام الإله، وما حللاه وما حرماه من عندهما، وما مارساه من ظلم ضد فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم، وضد أولاده، ولكننا نشير إلى جهلهما بأحكام الإله والدين ) ، ثم يقول في الصفحة الأخرى: ( وأن مثل هؤلاء الأفراد الجهال الحمقى والأفاقين والجائرين غير جديرين بأن يكونوا في موضع الإمامة، وأن يكونوا ضمن أولي الأمر ) [ كشف لأسرار /الخميني،126-127 ] ، ويقول هذا الطاغوت في حق عمر رضي الله عنه: ( وأغمض عينيه ـ ويقصد النبي صلى الله عليه وسلم ـ وفي أُذنيه كلمات ابن الخطاب القائمة على الفرية، والنابعة من أعمال الكفر والزندقة، والمخالفة لآيات ورد ذكرها في القران الكريم ) [ كشف الأسرار/ الخميني 137 ].

    وحتى بنات النبي صلى الله عليه وسلم تطاولوا عليهن بحجة أنهن لسن بناته صلى الله عليه وسلم فيقول " الخالصي " في حديثه عن أختي الزهراء ـ رقية وأم كلثوم ـ : ( ما زعمه ـ ابن تيميه ـ من أن تزويج بنتيه لعثمان فضيلة له من عجائبه من حيث ثبوت المنازعة في أنهما بنتاه ) ، ويقول: ( لم يرد شيء من الفضل في حق من زعموهن شقيقاتها ـ فاطمة ـ بحيث يميزن به ولو عن بعض النسوة )، ويقول: ( قد عرفت عدم ثبوت أنهما بنتا خير الرسل صلى الله عليه وسلم وعدم وجود فضل لهما يستحقان به الشرف والتقدم على غيرهما ) [ منهاج الشريعة 2/289،290،291 - الخالصي ].

    أبعد هذا يقول هذا الرافضي: ( إنه لا يوجد مسلم على أديم الأرض يبغض أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لأنهم أصحابه…) ؟!

    نعم لا يوجد مسلم يؤمن بالله والرسول صلى الله عليه وسلم وأن ما جاء به من عند الله حق وأن الدين وصل إلينا بتمامه بلا زيادة ولا نقصان يُبغض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين عن طريقهم وصل إلينا الدين بفضل الله ومنّه علينا، أما من يطعن في دين الصحابة الذي هو طعن في الدين نفسه فليتخير لنفسه أي ملة شاء غير الإسلام.
    وأما هذا التدجيل واللف والدوران فهو بإذن الله لا ينطلي على المسلمين الذين شربوا حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام وأهل بيته الأطهار منذ نعومة أظفارهم.

    ولا ندري أين هم من قول علي رضي الله عنه في مدح صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في نهج البلاغة: ( أين القوم الذين دُعوا إلى الإسلام فقبلوه وقرؤوا القران فأحكموه وسلوا السيوف من أغمادها وأخذوا بأطراف الأرض زحفاً زحفاً وصفاً صفاً، مُرة العيون من البكاء، خمص البطون من الصيام ذُبل الشفاه من الدعاء، صفر الألوان من السهر، على وجهوهم غبرة الخاشعين، أولئك أخواني الذاهبون فحق لنا أن نظمأ إليهم ونعض الأيدي على فراقهم ) [ نهج البلاغة 235 ] ، ويقول في موضع أخر: ( لقد رأيت أصحاب محمد فما أرى أحداً يشبههم لقد كانوا يصبحون شعثاً غُبراً، وقد باتوا سجداً وقياماً، يراوحون بين جباههم وخدودهم ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم، كأن بين أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم، إذا ذُكر الله هملت أعينهم حتى تبلّ جيوبهم، ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف خوفاً من العقاب ورجاء الثواب ) [ نهج البلاغة 189 ] ، أقول: هذه صورة من حب أهل البيت لإخوانهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا كما يدعي أولئك الزنادقة .

    فيا أيها السني الموحد لا تغرك أبواق دعايتهم المأجورة وأزلامهم الذين باعوا دينهم بعرض حقير من الدنيا، الذين يدعون إلى التقريب ـ ولا أدري أي تقريب والقوم لا زالت كتبهم المليئة بالسب والشتم لخيار أمة محمد صلى الله عليه وسلم تباع بل توزع مجاناً قربة للشيطان الرجيم ـ ولا يغرك معسول كلامهم.

    وتذكر أخي المسلم ماذا فعلوا بالمسلمين أيام تمكنهم، تذكر مصير ألفي ألف من المسلمين بما فيهم الخليفة العباسي والعلماء قُتلوا على يد الوثني هولاكو وجنده بخيانة " ابن العلقمي " وزير الخليفة تلميذ " نصير الدين الطوسي " ويعدّون ذلك من إنجازاتهم ومفاخرهم كما يذكر ذلك المؤرخ الرافضي " الخوانساري " في ترجمته لـ " نصير الكفر الطوسي " [ روضات الجنات/578 ].

    أليس هذا استغفالاً للمسلمين وضحكاً عليهم؟

    أو ليس العيب بالمسلمين أن تنطلي عليهم حيل هؤلاء ودموع التماسيح التي يذرفونها على وحدة المسلمين ولم الشمل ومواجهة العدو المشترك؟.

    إن ما يحتاجه المسلمون اليوم هو وضوح الرؤيا ومعرفة الغث من السمين ومعرفة أعدائُه الذين يتسترون بالإسلام من قاديانية وأحباش وروافض ومن لف لفهم من الفرق الخارجة عن الإسلام، وذلك أن العدو الخفي أشد خبثاً من العدو الظاهر. وصدق عليهم قول المولى عز وجل { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً ودوا ما عنتم قدت بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر، قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون * ها أنتم أولاءِ تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنّا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ، قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور* إن تمسسكم حسنة تسوءهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها، وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا، إن الله بما يعملون محيط } [ آل عمران 118/120 ].

    ختاماً أسأل الله العظيم أن ينفعنا بهذه الكلمات ومن يقرأها من المسلمين ويجعلها في ميزان حسناتنا إنه ولي ذلك والقادر عليه. سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

    وصل اللهم على محمد الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليماً كثيراً.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    --------------------------------------------------------------------------------

    (1) تجد نص فتوى الشيخ في قسم الفتاوي في منبر التوحيد والجهاد .

    (2) نص سورة ولايتهم - المزعومة - :
    ( يا أيها الذين امنوا امنوا بالنبي والولي اللذيّن بعثنا هما يهديانكم إلى الصراط المستقيم . نبي وولي بعضهما من بعض وأنا العليم الخبير . إن الذين يوفون بعهد الله لهم جنات النعيم . والذين إذا تليت عليهم آياتنا كانو بآياتنا مكذبون . إن لهم في جهنم مقاماً عظيماً إذا نودي لهم يوم القيامة أين الظالمون المكذبون للمرسلين . ما خلفتهم المرسلين إلا عني وما كان الله ليظهرهم إلى أجل قريب وسبح بحمد ربك وعليّ من الشاهدين ) - سبحان الله -
    التعديل الأخير تم بواسطة ابو مصعب المقدسي; الساعة 21-01-2007, 11:47 AM.
    مما قال أسد الاسلام الشيخ أسامة بن لادن
    كما و أني أطمئن أهلي في فلسطين خاصة بأننا سنوسع جهادنا بإذن الله , ولن نعترف بحدود سايكس بيكو , ولا بالحكام الذين وضعهم الاستعمار , فنحن والله ما نسيناكم بعد أحداث الحادي عشر , وهل ينسى المرء أهله ؟

  • #2
    بارك الله فيك اخي ابو مصعب المقدسي وجعل هذا العمل في ميزان حسناتك
    إن لله عباداً فطنا .. طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
    نظروا فيها فلما علموا .. أنها ليست لحييٍ وطنا
    جعلوها لجةً واتخذوا .. صالح الأعمال فيها سفنا

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك

      اخي ابو مصعب المقدسي

      وجعل هذا العمل في ميزان حسناتك

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم

        أرجوا من الإخوة المتعاطفين مع الشيعة الكفرة أن يقرءوا هذا الموضوع لينير لهم قلوبهم وأبصارهم المظلمة....
        مما قال أسد الاسلام الشيخ أسامة بن لادن
        كما و أني أطمئن أهلي في فلسطين خاصة بأننا سنوسع جهادنا بإذن الله , ولن نعترف بحدود سايكس بيكو , ولا بالحكام الذين وضعهم الاستعمار , فنحن والله ما نسيناكم بعد أحداث الحادي عشر , وهل ينسى المرء أهله ؟

        تعليق

        يعمل...
        X