إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حكم السابٌ للدين ....

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حكم السابٌ للدين ....

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه رضوان ربي عليهم أجمعين ، وبعد .
    فإنه ممٌا يتحسر له القلب ، وتدمعُ له العين لما هو موجود ومشاهد في كثير من بقاع أرض الله تعالى ، عن كثير من الجهال واللٌقطاء ، و الملحدين والكفار ، من سبٌ للدين ،أو سبٌ للنبي المختار عليه أفضل الصلاة والسلام ، فداءه هو بأبي وأمٌي ، وقد تمادى الأمر بهؤلاء الجهال إلى سب من خلق الكون والألسنة التي بها يتكلمون وينطقون، فتعالى الله عما يقولون ويصفون هؤلاء الجهال علواً كبيرا .

    كنت أتصفح كتاب شيخ الإسلام رحمه الله تعالى كتابه الفذ القيم "الصارم المسلول على شاتم الرسول " صلى الله عليه وسلم ، فاستوقفني مااحتوته "المسألة الرابعة من الكتاب : في بيان السب المذكور والفرق بينه وبين مجرد الكفر. "وما نقله -رحمه الله تعالى -عن بعض الأئمة ، عن حكم الواقع في هذا الأمر الفضيع ، وهذا الفعل القبيح المشين ، أي ( سب الدين ، والرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم) ، فتذكرت الذين سبق الإشارة إليهم ، والكثير من هؤلاء الجهلة في البلاد الإسلامية كما لايخفاكم ، وإلا فالكتاب كله مهم في بابه وقيم،

    قال شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني


    "وذلك أن نقول: إن سب الله أو سب رسوله كفر ظاهرا وباطنا وسواء كان الساب يعتقد أن ذلك محرم أو كان مستحلا له أو كان ذاهلا عن اعتقاده هذا مذهب الفقهاء وسائر أهل السنة القائلين بأن الإيمان قول وعمل.

    وقد قال الإمام أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الحنظلي المعروف بابن راهويه وهو أحد الأئمة يعدل بالشافعي وأحمد: "قد أجمع المسلمون أن من سب الله أو سب رسوله عليه الصلاة والسلام أو دفع شيئا مما أنزل الله أو قتل نبيا من أنبياء الله أنه كافر بذلك وإن كان مقرا بما أنزل الله".

    وكذلك قال محمد بن سحنون وهو أحد الأئمة من أصحاب مالك وزمنه قريب من هذه الطبقة: "أجمع العلماء أن شاتم النبي صلى الله عليه وسلم المنتقص له كافر والوعيد جار عليه بعذاب الله وحكمه عند الأمة القتل ومن شك في كفره وعذابه كفر".

    وقد نص على مثل هذا غير واحد من الأئمة قال أحمد في رواية عبد الله في رجل قال لرجل يا ابن كذا وكذا أعني أنت ومن خلقك: "هذا مرتد عن الإسلام يضرب عنقه" وقال في رواية عبد الله وأبي طالب: "من شتم النبي صلى الله عليه وسلم قتل وذلك أنه إذا شتم فقد ارتد عن الإسلام ولا يشتم مسلم النبي صلى الله عليه وسلم" فبين أن هذا مرتد وأن المسلم لا يتصور أن يشتم وهو مسلم.

    وكذلك نقل عن الشافعي أنه سئل عمن هزل بشيء من آيات الله تعالى أنه قال: "هو كافر" واستدل بقول الله تعالى: {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}. وكذلك قال أصحابنا وغيرهم: من سب الله كفر سواء كان مازحا أو جادا لهذه الآية وهذا هو الصواب المقطوع به.

    وقال القاضي أبو يعلى في "المعتمد": "من سب الله أو سب رسوله فإنه يكفر سواء استحل سبه أو لم يستحله" فإن قال: "لم أستحل ذلك" لم يقبل منه في ظاهر الحكم رواية واحدة وكان مرتدا لأن الظاهر خلاف ما أخبر لأنه لا غرض له في سب الله وسب رسوله إلا لأنه غير معتقد لعبادته غير مصدق بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ..."

    إلى أن قال شيخ الإسلام .

    (( وقد حكينا نصوص أئمة الفقهاء وحكاية إجماعهم ممن هو أعلم الناس بمذاهبهم فلا يظن ظان أن في المسألة خلافا يجعل المسألة من مسائل الخلاف والاجتهاد وإنما ذلك غلط لا يستطيع أحد أن يحكي عن واحد من الفقهاء أئمة الفتوى هذا التفصيل البتة.)) انظر " الصارم المسلول على شاتم الرسول " ص 512 / 516

    ،،،،،،،،

    وهذا نقل لشيخ الإسلام لهذا العصر المفتي العلامة ابن باز رحمه الله تعالى .

    من يسب الله ورسوله ويدعي أنه من أولياء الله

    يقول الأخ: (ع. ع. س) من العراق في آخر رسالته: يوجد رجل في بلدتنا لا يصوم ولا يصلي، ورأيته بنفسي يلعب القمار، ويدعي أصحابه أنه من الأولياء والمقربين، وحدثني الثقات بأنه يسب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فلما أنكرت هذا العمل الشنيع، ادعى مؤيدوه وأصحابه بأن هذه حاله في الظاهر أما في باطنه فهو مؤمن، فما حكم الشرع في مثل هذا؟

    الجواب: هذا زنديق وليس بمؤمن، بل مثل هذا من أولياء الشيطان؛ فأولياء الله هم أهل الإيمان والتقوى، قال الله سبحانه: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ }[يونس: 62 ، 63]، هكذا في سورة يونس هذه صفة أولياء الله الإيمان والتقوى في الظاهر والباطن، وقال عز وجل في سورة الأنفال: {وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلا الْمُتَّقُونَ }وقال صلى الله عليه وسلم: ( إن آل أبي فلان ليسوا لي بأولياء إنما أوليائي هم المؤمنون ) فأولياء الله وأولياء الرسول صلى الله عليه وسلم هم المؤمنون هم أهل التقوى. فالذي يتظاهر بعدم الصلاة وبعدم الصوم وبسب الله ورسوله هذا ليس من أولياء الله، بل هو من أولياء الشيطان، والواجب على ولاة الأمور إذا عرفوه أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل، فتارك الصلاة كافر يستتاب فإن تاب وإلا قتل. وأما ساب الله ورسوله فهذا يقتل من غير استتابة عند جمع من أهل العلم؛ لأن جريمته عظيمة، وقال قوم: يستتاب فإن تاب وإلا قتل. والخلاصة أن هذا الرجل وأشباهه ليسوا من أولياء الله ولكنهم من أولياء الشيطان والذين يناصرونهم ويذبون عنهم ويقولون: إنهم في الظاهر هكذا وفي الباطن مؤمنون؛ حكمهم حكمهم وهم من جنسهم. وقال علماء السنة رحمة الله عليهم فيمن يدعى له الولاية قالوا: لو طار في الهواء أو مشى على الماء فلا يعتبر أنه من أولياء الله حتى ينظر في أعماله، وحتى يوزن بميزان الشريعة، فإن استقام أمره في ميزان الشريعة، وعلم أنه مستقيم على طاعة الله ورسوله، مبتعد عن محارم الله ورسوله، فهذا هو المؤمن وهو الولي، وإن رئي منه ما يدل على فسقه واقترافه المحارم، أو تضييعه الواجبات فهذا يدل على أنه من أولياء الشيطان وليس من أولياء الله، كما نص على هذا الشافعي رحمه الله وأحمد وغيرهما من أهل العلم. فالحاصل أن مثل هذا من أولياء الشيطان، والواجب على من عرف ذلك أن يرفع أمره إلى ولاة الأمور، حتى يعامل بما يجب من استتابته أو قتله إذا لم يتب، أو قتله مطلقا إذا كان يسب الله ورسوله؛ فإن جمعا من أهل العلم يرون أنه يقتل من غير استتابة - نسأل الله العافية - كما أوضح ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه "الصارم المسلول على شاتم الرسول" وكما ذكر ذلك أهل العلم في باب حكم المرتد. ا.هـ " فتاوى نور على الدرب " الشريط رقم 18 د 06 : 17

  • #2
    بارك الله فيك اخي عز الدين

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك اخي ابو فراس وجعل هذا العمل في ميزان حسناتك
      إن لله عباداً فطنا .. طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
      نظروا فيها فلما علموا .. أنها ليست لحييٍ وطنا
      جعلوها لجةً واتخذوا .. صالح الأعمال فيها سفنا

      تعليق


      • #4
        مشكورين إخواني جميعا على هذا المرور الطيب

        تعليق


        • #5
          بارك الله فيك اخي ابو فراس وجعل هذا العمل في ميزان حسناتك

          تعليق

          يعمل...
          X