إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اسيرة تروي حكايتها مع المحتل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اسيرة تروي حكايتها مع المحتل

    الاسيرة سهام لحيح تروي كابوس الاعتقال

    خاص ـ نداء القدس
    الى خليل الرحمن هذه المرة.. لنتشبث بإباء اهلها .. ونشحذ العزائم من شجاعتهم.. ونرتوي من بسالتهم .. في الخليل ليس الرجال وحدهم القادرون على سحق هامة المحتل الصهيوني الغاشم .. ليس الرجال وحدهم من اقض مضاجعهم.. فهناك من شقائق الرجال أخوات ابين الا المشاركة في الجهاد.. توشحن برايات الجهاد الإسلامي .. تصدرن ميدان البطولة .. وقاتلن جنبا الى جنب مع المجاهدين.. مثل هؤلاء الباسلات كانت المجاهدة سهام لحيح .. التي لم تهزها القضبان.. ولم توقفها النيران. فانتصبت شامخة قوية تنفث الغضب في وجوه الأعداء.
    النشأة
    لأسرة كبيرة العدد ولدت سهام عوض الله احمد لحيح .. في العام 1978 . ترعرت في بيئة معروفة بالتدين والالتزام بالتقاليد .وسط أخوة تسعة وشقيقة واحدة تربت وواصلت تعليمها لتصل لتحصل على شهادة دبلوم في الشريعة قبل ان تقرر الدراسة في برنامج الإرشاد الاجتماعي في جامعة القدس المفتوحة..
    تلك الفتاة المنقبة استطاعت ان تكون على قدر المسؤولية لتصبح مسؤولة التمويل في حركة الجهاد الإسلامي في منطقة الخليل ..وسط تكتم واضح.. وسرية تامة عملت سهام إلى أن تم اعتقال احد العاملين معها عندها أخذت أجراس الخطر تدق في رأسها بان موعد اعتقالها وشيكا .
    الاعتقال
    انه يوم 25/6/2005 .. ليس هذا كأي يوم يمر على صوريف بلدة سهام .فقد حاصرت قوات صهيونية معززة بالآليات منزل أهلها في الثانية صباحا وطلبوا من جميع من البيت الخروج من البيت وإحضار الهويات.. وعندما دققوا في هويات الجميع اخبر الضابط سهام أنها رهن الاعتقال وعليها ان تجهز نفسها .. صدمة قاسية وقعت على العائلة وخاصة الأم التي أخذت تبكي بحرقة وتتشبث بابنتها الكبرى محاولة منع انتزاعها من بين أهلها.. وحول ذلك تقول سهام:" اختطفت من بيتي أمام إخوتي ووالدي ووالدتي التي انهارت أمامي ولم ادر ما افعل " وتضيف "رفضت التحرك معهم إلا بعد أن توضأت وطلبت وجود مجندة معي في الجيب وقد حققوا لي هذه الطلبات وعند الحاجز حضرت مجندة وفتشتني بشكل استفزازي وتم عصب عيوني وتقييد يدي ثم تم اقتيادي الى عتصيون "وتضيف سهام :"وهناك بدأ استجوابي وانهالت الأسئلة فوق رأسي حول أخي محمد والذي اعتقل قبل اعتقالي بيوم واحد فقط .. وحول نشاطي في حركة الجهاد الإسلامي وأنا انفي معرفتي بأي شيء . وفي محاولة للضغط علي حاول الكابتن الذي يحقق معي انتزاع نقابي عن وجهي لكني قاومت بشدة ومنعته بعون الله من انتزاعه وصحت في وجهه أن التحقيق معي شيء ومحاولة الإساءة لي شيء آخر وعندما يأس من محاولاته تراجع عن هذا وتركني وشأني"
    وتوالت على سهام الضغوطات والتي تمثلت بمنها من الذهاب إلى الحمام الا بمرافقة جندي!. وإصرار المحققين معها على إحضار شهود لمواجهتها بتهمها ومحاولة إجبارها على التوقيع على أقوال لم تعترف بها .. تقول سهام:" إن كل هذا لم يضرني شيئا لكن ما اثر في كثيرا هو التفتيش العاري الذي كان يمارس ضدي خاصة عندما رأوا أني منقبة ولم يستطيعوا نزع خماري أثناء جلسات التحقيق "
    بعد جولات التحقيق تم تحويل سهام إلى هشارون في "البوسطة" والبوسطة لمن لا يعرفها عبارة عن صندوق حديدي ضيق يتسع للأسير وهو جالس .محكم الإغلاق لا ينفذ إليه النور ويصله نذر يسير من الهواء عبر ثقوب صغيرة من قطعة دائرية أمام الباب وعن هذا تتحدث سهام:" كنت مصابة بالجيوب الانفية ودخلت الى ذلك القبر الصغير لتبدا معاناتي وأنفاسي تتسارع محاولة التقاط الهواء .. ثم شعرت بالدوار .. " وأخذت اطرق بكلتا يدي باب القبر الحديدي دون جدوى " وتواصل :" أربع ساعات شعرت أنها سنوات كدت أموت فيها اختناقا قبل وصولي الى مركز التحقيق "
    المحاكمة
    8 سنوات مرت على سهام قبل ان تتمكن من رؤية أخيها "قاسم" المعتقل أيضا .. وفي مكان لم يصور لها خيالها يوما إمكانية تواجدها فيه.. وفي ظروف تصفها بالسادية .. كان هذا في جلسة محاكمة لسهام وشقيقها قاسم ذلك الطبيب الذي لم تتح له المخابرات مواصلة حياته المهنية بعد حصوله على شهادة الطب من روسيا .. فتكالبت عليه كل من المخابرات الأمريكية والأردنية التي احتجزته عند عودته وسلمته لسلطات الاحتلال الصهيوني ليغادر سجن الغربة إلى سجن صهيوني قاتم.. تقول سهام:" أخبرت محاميتي أنني ارغب برؤية قاسم فلم اجتمع به من خرج لدراسة الطب منذ سنوات ثمان " وأضافت:" وبالفعل تم تحديد موعد جلستي للتزامن مع جلسته ومن بعيد رأيته مكبلا يحاول الوصول إلي لمعانقتي وأنا أحاول بكل قوتي لدفع السجانة التي انهالت علي بالضرب والشتم وحال الجنود بيني وبينه وفرق شملنا الجلاد الظالم رغم تواجدنا في قاعة واحدة لم أتمكن من رؤيته . فبكيت وأخي قهرا وغيظا!"
    وتضيف سهام:" أسلوب حقير للضغط علي الأسير وحرمان من ابسط الحقوق وممارسة سادية يتلذذ بها من يدعون الديموقراطية .7 جلسات من العذاب النفسي وحرمان حضور الأهل ومنع من التقاء الأشقاء محمد وقاسم ليحكم على سهام في الجلسة الأخيرة لمدة 11 شهر نافذة و5 سنين مع وقف التنفيذ.
    ظروف الاعتقال:
    تتحدث سهام عن ظروف اعتقالية قاسية فتقول:" ابسط ما يقال عن غرف السجن أنها لا تصلح للحيوانات فهي اسطبلات قديمة نهبط اليها تحت الأرض بنزولنا50 -60 درجة " وتضيف:" في الغرف الرطوبة العالية والعفونة هي الصفة السائدة في كل بقعة من ذاك المكان القميء. الشمس لا تدخل السجن والظلام الدامس يغرق المكان حتى في ساعات النهار لذا لابد من استخدام الأضواء التي ترفع درجة حرارة الغرف وتبقيه خانقا "
    تصف سهام الحياة اليومية للأسيرات بقولها:" غرف سجن تلموند والتي لا تتعدى أبعادها ثلاثة امتار في مترين مكتظة. تعيش فيها الأسيرات حياة أفضل منها الموت مع الحشرات والآفات والجرذان التي تخرج من الحمامات وتزكم أنوفنا الروائح الكريهة والعفنة" . وعن العقوبات الجائرة فحدث ولا حرج فهي في الغالب جماعية ومبالغ فيها من حرمان للزيارة وغرامات مالية عالية وعزل "
    وسط فيضان المشاعر تقول سهام " إن أبشع ما مر بنا هو رؤية الأسيرة قاهرة السعدي التي تحرق قلوبنا في كل زيارة عندما تحول القضبان بينها وبين معانقة أطفالها" ومنظرها عندما نغادرها لنعود إلى بيوتنا لا يمكن وصفه .على الرغم من جلدها وصبرها إلا أن الالم يرتسم بصورة جلية في عيونها" وتضيف:" حتى الأسيرة عطاف عليان تعاني من سياسة إدارة السجن وتعيش ابنتها عائشة ظروفا صعبة مع والدتها التي تعزل بين الفينة والأخرى وقد تدهورت حالتها الصحية في الآونة الأخيرة"
    وعن الشتاء تحدثت سهام فقالت:" برد قارس ينخر عظامنا ولا وسيلة للتدفئة والفرشات التي نستعين بها مع الأغطية تغدو عاملا مساعدا على البرد ولا تمت للدفء بصلة فهي مبلولة ويصعب تجفيفها بفعل الرطوبة العالية"
    الأسيرة سهام لحيح طالبت بمزيد من الاهتمام بقضية الأسيرات وقالت:" في ذلك المكان القاتم كل أسيرة منا تكون مشدودة أمام التلفاز ؤبانتظار رسالة من عائلتها وتغمرنا مشاعر الفرح عندما نرى رسالة لنا . " وبعد مغادرتي للسجن وجدتني اشعر بمشاعر الأسيرات عرفت ان الأسيرة موجودة في حياة أهلها وفي قلوبهم وعائلات الأسرى فقط هي من تعاني معهم . فأين دور المؤسسات ؟وأين دور وسائل الإعلام التي غيبت قضية الاسرى والأسيرات؟ .. وأين هي حملات التضامن والتظاهرات والمطالبات والاعتصامات ؟ لا نجد صدى للاسيرات في يوميات الشعب الفلسطيني الذي أدمن الألم "
    في الختام
    سهام لحيح نموذج آخر من أسيراتنا .. وقصة أخرى تنطبع في ذاكرة التضحية وصخرة أخرى تقف بصمود نادر أمام
يعمل...
X